رواية ونس الفصل السابع 7 بقلم سارة مجدي
رواية ونس الجزء السابع
رواية ونس البارت السابع
رواية ونس الحلقة السابعة
خرجت من الغرفة وهي تشعر بالإندهاش من هذه الفتاة الذي يهتم بها أخيها لتلك الدرجة حتى أنه لم يسأل عن ما حدث معه .. أو سبب وجودها في منزله .. أخرجت هاتفها من جيب بنطالها وحاولت الإتصال بحاتم لكنه لم يجيب على أتصالها لتنفخ الهواء بضيق .. ثم توجهت إلى الباب حتى تنادي على حارس العقار
كان هو الأخر بالغرفة يحاول الإتصال بحاتم لكنه لم يجيبه فاسبه بصوت منخفض وألقى الهاتف جانبه .. وهو يريح رأسه التى عادت تضرب بقوة بألم جعله يآن بصوت منخفض .. أغمض عينيه علها تهدء قليلاً حين وصله صوت طرقات على الباب وبعدها دخول عبدالصمد الذي قال
-ألف سلامه عليك يا أديم باشا
فتح أديم عينيه شديدة الحمره وقال بصوت منخفض ومجهد:
-الله يسلمك يا عم عبدالصمد .. أنت معاك رقم ونس
نظر الرجل إلى نرمين ثم عاد بنظرة لأديم الذي رفع حاجبه بشر .. ثم قال
-لو الرقم معاك ومقولتليش دلوقتي أنا هعرف أجيبه لكن أعمل حسابك أن ده هيكون أخر يوم ليك هنا في العمارة
عاد عبد الصمد ينظر إلى نرمين ثم نظر إلى أديم وقال:
-لأ معايا يا باشا طبعًا .. هي أديتهولي وهي مروحه إمبارح .. كانت بتعيط وقالتلي لو لقيت حد محتاج خدامة أتصل بيها
ليغمض أديم عينيه بقوة والغضب بداخله تجاه حاتم يتضاعف .. لكنه أخذ نفس عميق ثم قال
-قولي الرقم
كتبه خلف عبد الصمد على هاتفه وأشار له بالرحيل .. ظلت نرمين واقفه مكانها تنظر لأخيها الذي يضع الهاتف فوق أذنه تحاول أن تفهم ما أهمية تلك الفتاة لدى أخيها ولماذا كل هذا الغضب بداخله بسبب غيابها وأصبح السؤال الأهم والأخطر يدور في رأسها هل هناك شيء خاص بين أخيها وتلك الفتاة؟ هي لن تنكر أن الفتاة جميلة بشكل مميز شعرها الغجري الذي يحيط وجهها .. وعيونها التي تلمع ببريق قوي يخطف كل من ينظر إليها وملامحها المحددة وكأنها رسمت بريشة فنان موهوب .. لكنها مجرد خادمة آآ من الممكن أن يكون أخيها قد وقع في فخها .. شعرت بالضيق من مجرد التفكير لكن موقف أخيها الأن ليس له تفسير غير هذا
أنتبهت من أفكارها على صوته حين قال:
-ونس
صمت لثوانِ لكن نظرة الغضب في عينيه قد أختفت .. وأختفت عروق وجهه التي كانت تبرز بقوة .. ليقول من جديد:
-انا أديم الصواف
صمت مرة أخرى لعدة ثوانِ ثم قال ببعض الضيق
-أنا عرفت إللي حصل .. وبعتذر جداً ليكي .. ولو معندكيش مانع أنا منتظرك من بكرة علشان ترجعي شغلك
صمت لثوانِ لكن في تلك الثوانِ القليلة تقلبت ملامحة بين الإنتظار والضيق .. ثم الإبتسامة ببعض الإرتياح خاصة حين قال:
-خلاص أتفقنا .. منتظر أفطر من أيدك بكرة .. مع السلامة
أغلق الهاتف ووضعه بجانبة .. ظل الصمت هو سيد الموقف بعد تلك المحادثة الهاتفية لكن نرمين لم تستطع الصمت أكثر من ذلك فأقتربت منه وجلست على السرير أمامة وهي تقول بأستفهام يغلفه بعض العصبية
-أنا ممكن أفهم أيه أهمية البنت دي علشان تديها كل الإهتمام ده يا آبية .. دي مجرد خدامة حاتم حس أنها مش مُريحة فمشاها
كان الغضب يرتسم على ملامحة مع كل كلمة تقولها وحين أنتهت قالت بصوت ضعيف رغم حدته
-هو غرور وجبروت عيلة الصواف ده ملوش حدود .. حتى أنتِ وحاتم
صمت لثوانِ لكن نظراته الحادة لم تهدء لحظة لكنه أكمل قائلاً بقوة
-ثم مين سمح ليكي أو لحاتم أنكم تأمروا وتنهوا في بيتي .. ده مش قصر الصواف .. ده بيت أديم وأنا الوحيد إللي ليا الحق أني أقرر مين يقعد فيه ومين يمشي
تجمعت الدموع في عيون نرمين وهي تقف تنظر إليه بصدمة قائلة
-يعني أنت مش عايزني هنا يا آبية؟!
ظل صامت لعدة ثوانِ حتى شعرت أن قلبها قد سقط في قدميها لكنه قال بهدوء
-ده بيت أخوكي يا نرمين .. يعني بيتك .. وأهلًا بيكي في أي وقت .. لكن
-لكن!
رددت خلفه بصدمه .. ليكمل بنفس الهدوء
-لكن هنا مش قصر الصواف .. هنا مفيش الغرور والتعالي … هنا مفيش التسلط والتجبر .. لازم تبقى عارفه أني مش هقبل منك أي معاملة سيئة ل ونس ومش معنى أن ظروفها حكمت عليها أنها تشتغل في البيوت ده يدينا الحق أننا ندوس عليها بجزمتنا .. بالعكس إحنا لازم نحترمها ونحترم مجهودها وتعبها ده
ظلت تنظر إليه دون أن تتغير تعابير وجهها لكنها كانت تفكر في كلماته … تعلم أنه محق لكنها وبدون إيرادة منها تشعر بالغضب من تلك الفتاة … تلك الذي أخذت تفكير أخيها حتى أنه لم يهتم لسؤالها عن حالها وماذا فعلت في أمر طارق .. أو حتي يهتم لصحته … جحظت عيونها بصدمة وإدراك حين أكمل كلماته قائلاً
-تخيلي كده يا نرمين لو أنك مش من عيله الصواف .. وكنتِ من عيلة فقيرة .. وعندك أخوات محتاجين أكل وشرب وعلاج .. وأب أو أم تعبانين ومحتاجين علاج … كنت هتعملي أيه؟ .. ولو حكمت عليكي الظروف أنك تشتغلي في البيوت أو عند حد .. تحبي الناس تعاملك إزاي
صمت حتى يترك لها المساحة حتى تفكر في كلماته تدرك معناها جيدًا .. ثم أكمل بعد عدة لحظات
-أنا بس كل إللي طالبه منك إنك تحسي بغيرك .. وتعرفي أن كلنا بشر .. مش علشان هما فقرا يبقوا أقل مننا .. في فقرا بس عندهم حاجات أنا وأنتِ ندفع كل إللي نملكه علشان يبقى عندنا زيهم .. عندهم حب الأسرة .. عندهم أب أمان وحماية وأم حنينة وحضن كبير .. عندهم أحساس بالآخرين .. عندهم مشاعر يا نرمين مشاعر خارجة من قلوبهم من غير إنتظار مقابل ولا فيها زيف علشان المال والمصالح.
كانت دموعها تنهمر فوق وجنتيها وهي تستوعب كلمات أخيها وأفكارة .. أخذ هو نفس عميق ثم قال بهدوء
-خليني أرتاح شوية ولما أصحى نقعد مع بعض … علشان تقوليلي عملتي أيه مع طارق
أبتسمت أبتسامة صغيرة وهي تومأ بنعم .. وغادرت الغرفة
………………….
يجلس في مكتبه بالشركة ينفخ بغضب أن كل مخططاته تفشل ولا يفهم السبب أنه يحكم الخطة جيدًا من جميع الجهات ولكن دائمًا يحدث شيء ما .. عليه أن يجد حل جديد .. عليه أن يفكر في خطه جديدة .. هو لن يتنازل عن كل أحلامه أبداً وسيحقق أنتقامة مهما تطلب الأمر .. وإن وصل الأمر إلى القتل فهو لن يتردد لحظة
أنتبه لصوت هاتفه وذلك الأسم المميز الذي ينير شاشته الأن .. هل هناك أخبار جديدة .. أجاب سريعاً ليصله صوتها الأنثوي الجميل .. ليبتسم وهو يسمع ما تخبره به .. ثم أغلق الهاتف وهو يقول
-واضح أن كفة الميزان بدأت تعتدل من جديد
ليقف وتوجه إلى النافذة الزجاجية الكبيرة ينظر أمامة بسعادة وهو يقول لنفسه بتمني
-قريب أوي يا أديم هشوفك مذلول وهشفي غليلي منك … ورحمة أبويا لتجوزك يا نرمين .. وبكره تشوفي طارق الصواف هيعمل فيكي أيه
………………………..
أغلق الحقيبه ووضعها جوار الأخرى بجوار الباب ونظر إليها من جديد … مازالت نائمة .. لقد أتصل بمراد يسأله عن تلك الحاله وأخبره بحتمالية أصباتها بالأكتئاب .. ونصحه بالبعد قليلًا عن القصر .. وأن يذهب بها إلى مكان هادئ ويحاول التحدث معها فيما يضايقها ويحاول أن يجد حلول .. وأذا فشل في ذلك فعليه أن يلجئ لطبيب نفسي لذلك أخذ القرار دون تردد ولو للحظة .. أتصل بأحدى المنتجعات وحجز غرفه هناك .. وجهز الحقائب ولم يتبقى إلا إستيقاظها
أقترب منها وجلس بجانبها وهو يهمس بأسمها يداعب بيدية خصلات شعرها المقصوصه بعشوائية يشعر بغصه قوية بقلبه لكن علية
أن يكون قوي حتى يستطيع أن يحل تلك المسأله وعليه أيضًا أن يجد حل لكل ما حدث بينهم
~~~~~~~~~~~~~
تجلس في مكانها المعتاد تضع قدم فوق الأخرى من يراها يشعر أن تلك السيدة لا تحمل هموم ولا يعمل عقلها الأن ك طبول الحرب بلا هواده … وإن بداخلها براكين من نار … لو خرجت حممها لحرقت الأخضر واليابس ولم تبقي على أحد
أقتربت كاميليا من مكان جلوسها وقالت بصوت هادىء
-هي نرمين لسه مرجعتش من عند أديم
لم تجيبها شاهيناز بأي شيء هي في الأساس لا تعطيها أهميه كبيرة الأن … الأهم نرمين وطارق ووقوف نرمين أمامها بتحدي بل وتحتمي بأخيها وتلجىء لبيته في رساله واضحه يالتهديد وقدرتها على ترك قصر الصواف
قطبت كاميليا حاجبيها باندهاش لكنها أيضًا شعرت بالخوف فصمت شاهيناز السلحدار يعني أن هناك كارثه كبيرة سوف تحدث وإن هناك حرب تدق طبولها الأن
وبدايتها الأن … حين رأت حاتم ينزل درجات السلم يضم سالي التي يبدوا عليها التعب وخلفهم إحدى الخادمات وبين يديها حقائب
لتقف شاهيناز تنظر إليهم باندهاش وقالت باستفهام
-على فين ان شاء الله؟!
-مسافرين يومين
أجابها حاتم بهدوء شديد … لتقول هي بغرور موجهه حديثها للخادمة
-رجعي الشنط دي … مفيش حد مسافر
ليقطب حاتم حاجبيه وأشار للفتاة أن تقف مكانها وقال بغضب
-حضرتك بأي حق بتمنعيني أني اسافر أنا ومراتي
-مراتك دي بنتي .. وليا الحق أني أمنعك تاخدها
أجابته بغرور وأنف مرفوع … ليبتسم إبتسامة متسليه وأجلس سالي على الكرسي القريب ثم أقترب من شاهيناز وقال بقوة
-حضرتك أمها اه … ليكي حق عليها اه … لكن إن يكون ليكي سلطه تقدري بيها تمنعيني أني أخد مراتي أي مكان .. معتقدش
صمت لثوانِ ثم قال بإقرار
-في الحقيقة أنا وهي كنا هنسافر يومين نغير جو ونرجع … بس دلوقتي إحنا هنسافر نغير جو وهنرجع على بيتنا الخاص … ما هو إللي حضرتك متعرفيهوش أن الست مكانها مع جوزها مكان ما يكون
-أنا إللي جوزتهالك يا حاتم ولا نسيت .. هي لا كانت بتحبك ولا بطيقك
واجهته بقوه مشابه وصوت عالي … ليبتسم من جديد وهو يقول
-المهم النتيجة يا شاهيناز هانم … والنتيجة أنها مراتي دلوقتي ومكان أنا ما أكون هي هتكون وحضرتك ملكيش دخل ولا صلاحيه ولا مكان بينا غير إنك والدتها وبس
عدل وضعية الجاكيت وأغلق السحاب الخاص به وعاد يمسك بسالي التي كانت صامته تمامًا وغادر القصر أمام عيون شاهيناز التي تشتعل الأن بنيران الغضب والحقد
لتقترب كاميليا منها تقول بمهادنه بعد إن وضعت يدها فوق يد شاهيناز
-يومين وهيرجعوا شكل سالي تعبانه ومحتاجه تغير جو
لتنفض شاهيناز يد كاميليا عن يدها وهي تقول
-متبقاش آلا أنتِ كمان علشان تديني نصايح وتقولي أعمل أيه ومعملش أيه
وتركتها وصعدت إلى غرفتها لتنحدر دموع كاميليا بقهر وهي تفكر أن لا مكان لها هنا … ذلك القصر لا يريدها وهي أيضًا لا تريده ولا تريد سكانه
~~~~~~~~~~~~
كان يغلي غضبًا من الداخل لكنه هادىء تمامًا من الخارج لكن من داخله نار حارقه تأكل قلبه وتلتهم روحه
يعلم أن صديقه يتصل به من أجل تلك الفتاة فقد أرسلت نرمين رسالة تخبره بما حدث ليفتح أحد تطبيقات التواصل وأرسل رسالة صوتيه وأغلق الهاتف تمامًا بعدها فهو لن يشغل عقله بأي شخص الأن هي فقط المهم والأهم هي كل خطوطه الحمراء التي تخطتها الدنيا معه
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ونس)