روايات

رواية وميض الحب الفصل السادس 6 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الفصل السادس 6 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء السادس

رواية وميض الحب البارت السادس

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة السادسة

سنين وايام عجاف مروا بقلبي
والروح تهفو لروي ظمأي
وها انا على باب الهناء ادني
فاهدأ يا قلبي الملتاع وتروىٰ
فقد لاح الوصال واخيرا ستروىٰ
فور ابتعادها اغمض عبدالله عينيه ساحبا نفس طويل ربما يهدأ من هياج مشاعره ثم اطبق شفتيه على بعضهم بشده ليزفر تنهيده تكاد تحمل أنفاسه
الملتاعة ….
فتح عينيه بصعوبة وكأنه يستيقظ غصبا من حلم جميل ثم توجه الي الخزانة واخرج ملابسه والتفت لها قائلا وهو يتصنع الابتسامة / براحتك يا قلبي انا هخرج اغير واتوضا لحد ما تخلصي .
اومأت برأسها وهي تشعر بإحراجه ليتحرك متجها نحو الباب ولكن قبل ولوجه تذكر شئ ما ليبتسم ويستدير قائلا وهو يشير تجاه ما هو ملقى على الفراش/ انا بقول نبدا النهارده بالبمبي هيكون طلقة عليكي.
ثم خرج واغلق خلفه الباب بينما هي ظلت بمكانها جاحظة العينين تفكر في أمر واحد…
كيف لها أن ترتدي هذه الأشياء أمامه …
لتحسم أمرها وتشجع حالها أن لا مفر فهو الحبيب والعشيق والزوج حاليا …
فتوجهت للخزانة وفتحتها لتلاحظ التغيير الجذري الذي بها ولكنها لم تعطي لهذا اهتماما اعتقادا منها أن هذا بفعل والدتها لهدف ما ستسألها عنه فيما بعد…
أخرجت الاسدال وبدأت بارتداء القميص الذي طلبه وهي تشعر بالخجل من حالها…
لترتديه وهي لا تعرف حتى الآن كيف ستظهر أمامه هكذا ثم ارتدت فوقه إسدال الصلاه وخرجت لتتوضا ويبدأوا في الصلاة معا وعبدالله يؤمها …
حتى إذ انتهوا من صلاتهم وضع عبدالله يده على رأسها ودعا له ولها واذ فجأة هب واقفا واضعا يد تحت أقدامها ويد أخري خلف ظهرها ليرفعها سريعا وسط شهقاتها وتساؤلها / انت بتعمل ايه يا عبدالله ؟؟؟
استني بس هقولك.
اعتدل عبدالله واقفا وهو يجيبها بنفاذ صبر / استنيت كتير اوي ….
وبصراحة كدة انت هتفضلي خايفة ومش هنخلص وانا مستعجل اوي.
تحاول يمنى الانفلات بين بين ذراعه وهي تقول/ مستعجل على ايه بس….
طب نتكلم شوية الاول
وصل بها للفراش ووضعها عليه برفق شديد وهو يجيبها بانفاسا متسارعة من لهيب شوقه لها/ بقالي ثلاث سنين بتكلم في الخطوبة يا يمنى ….
تراجعت للخلف فور وضعها بينما هو صعد بركبتيه واخذ يقترب منها بخطوات سلحفية وهو يقول بعيون عاشقة ونبرة مشتاق / ايه مصدعتيش مني؟؟؟
سيبيني بقي اثبتلك حبي اللي كنت بحكيلك عنه…
قام بخلع جلبابه ثم اسدالها لتجحظ عيناه فور رؤيته للقميص عليها …
لتتعالى وتيرة أنفاسه أكثر واكثر فيحتضن وجهها بين كفيه ملامسا شفتيها اللامعة بابهامه لتضطرب هي وتحاول تشجيع ذاتها على الهروب كما يرشدها عقلها ولكن جسدها لا يستجيب…

فقد كان للقلب رأي آخر ..
فالعقل يتروى والقلب يريد أن يرتوي …

اخذ يمرر نظره على وجهها ومفاتنها حتى يروي عيونه منها بينما هي في قمة خجلها …
فتفرك يدها وهي تنظر للاسفل وقد اشتعلت وجنتيها بحمرة الخجل لتزيد من جمالها بالقدر الذي جعله لا يستطيع الصبر أكثر من ذلك ..
فأراد أن ينحي ستار الخجل جانبا ويبادر بكسر حاجز الصمت هذا ليروي ظمأه وظمأها ….
فرفع وجهها إليه ناظرا بداخل عيونها مختزلا كل ما يريده في جملة واحدة فقط / مبروووك مقدما يا روحي ….
لينقض على شفتاها ملتهما ما كان محرما..
ليبدأ سويا رحلة حياتهم الأسرية
………………………

عادت سعيدة لمنزلها بعد أن أوصلت فلزة كبدها لمنزل الزوجية التي لطالما حلمت بتلك اللحظة ولكن الآن القلق ينهش بقلبها قلقا على ابنتها …
ظلت طوال الليل لم يكحل النوم جفونها ما بين قلقها على ابنتها وبين كيفية الوصول إليها ..
لتتصارع الأفكار برأسها على حال ابنتها الان مع هؤلاء العقارب كما أسمتهم..
تذكرت حين نصحتها أكثر من مرة أن تشجع عبدالله من البحث عن شقة بمفردهم..
ولكن ابنتها صغيرة لم تدرك فداحة العيش بمنزل العائلة…
وصدقت كلامهم المعسول عن أنها اختهم الرابعة…
ولم يفرقون في معاملاتها…
وها هم يظهرون على حقيقتهم قبل حتى العرس …
ألم يكن لديهم متسع من الوقت للانتظار لهذه الأفعال بعد شهر العسل !!
تنهدت سعيدة وتوضأت وصلت الفجر ثم بدأت بإعداد الصباحية هي واخواتها .
فيجب أن تكون صباحيه ابنتها شئ مشرف لها حتى لا يتفوه أحد من أهل زوجها بكلمة تكدر صفو ابنتها….
فهي تقيم بمنزل به حماتها وسلفة يتربصون لكل صغيرة وكبيرة بالإضافة إلي كل ذلك اخوات زوجها وما ادراك ما اخوات زوجها كما يقال عنهم عقارب حقا…
اثناء عملها تحدثت مع اختها التي تساعدها ربما ساعدتها في طمأنة قلبها حتى لو كذبا فسألتها بتمني /تفتكري يا حسنة عبدالله هيقدر يوقف أهله عند حدهم ولا هيسيب بنتي تتبهدل بينهم .
بدأت الدموع تترقرق بمقلتيها وهي تعبر عن قلقها على ابنتها / أنا خائفة عليها اوي يا حسنة البنت طيبة وبتحبه وملهاش في شغل العقارب ده .
التزمت حسنة الصمت طوال الفرح ولكن عند سؤال اختها وقلبها الملتاع على ابنتها لم تستطيع الصمت أكثر من ذلك لتطلق زفرة آسى ثم أجابت قائلة / متزعليش مني يا اختي ….
أنا مكنتش مصدقاكي في الاول وكنت بقول بتبعدي العين عن بنتك ….
لحد ما شفت اللي شفته النهاردة…
واللي شوفته بعيني النهاردة بيقول أن عبدالله طيب ومش قدهم وللأسف الطيب مش بيعمل حاجه.
برغم تيقنها من إجابة اختها إلا أنها تمنت أن تكون الإجابة مغايرة لتوقعها لتسألها وكأنها تريد أن تكذب حدثها قبل أن تكذب توقع اختها / ايه اللي خلاكي متأكدة كدة ؟
مش يمكن يطلع عارفهم وفاهمهم وهيوقف كل واحد عند حده ؟؟
اطلقت حسنة دعاء الاستغفار قبل أن تردف حديثها فائلة / بصي يا اختي لو كان عبدالله الشخصية اللي يخافوا منها أو حتى يخافوا على زعلها فيعملوله حساب مكنوش عملوا كدة …
لكن دول كانوا بيتصرفوا براحتهم ولا عملله اعتبار…

وده يقول إن عبدالله اخره كلمة ويتراضي وهما بيتصرفوا على الأساس ده …
أنه لو حتى زعل مسيرهم هيعرفوا يضحكوا عليه بكلمتين ويلموا الموضوع.
أغلقت سعيدة عيونها لما إصابته حسنة في حديثها وكأنها سحبت فتيل القنبلة التي بقلب سعيدة وحان وقت انتظار انفجارها لتعلق سعيدة قائلة / والله ما عارفه اقولك ايه يا اختي بس صدقتي..
اخذت سعيدة تتضرع إلى بارئها جهرا وسرا /ربنا يسترها عليكي يا بنتي ويبعد عنك أصحاب النفوس الوحشة .
استمعت إلي دعاءها حسنة لتؤمن خلفها وهي تشعر بالحزن على بنت اختها في يوم من المفترض أن ترفرف قلوبهم فرحا من أجلها لتربت على كتف اختها حتى تشد من أزرها قائلة / حقك عليا يا اختي بس قولت اقولك علشان متتفاجئيش وتعرفي تتصرفي في أي موقف مع بنتك ….
ربنا يهدي سرهم ويخيب ظننا..
اللهم امين
أمنت سعيدة بتمني خلف دعوة اختها .

………………..
بعد انتهاء الفرح بمنزل العريس وصعوده مع زوجته اجتمع الاخوه عند والدتهم حكمت وظلوا يتبادلون الحديث والحوار بين القيل والقال وكل ما حدث بالفرح وما لا يعجبهم وما يسخرون منه..
حتى جاء دور الحديث على يسرا اخت العروس فنعتوها بالوقاحة عن ردودها عليهم..
حتى نطقت صفاء بعيون يملؤها الحقد / شفتوها وهي بترقص مع جاسر ابن عمنا ؟؟
والمدهول على عينه مدلوق عليها زي الاهطل…
صحيح زي القرع يمد لبره…
نطقت بها سمر لتوكزها دعاء قائلة / يابت دا اصغر منك يجي بعشر سنين
نظرت لها سمر بسخط لتنطق حكمت بعد أن تمطأت بفمها / وماله يكش حتى بعشرين سنة مش لحمه المفروض يلمه!!!
بس تقولي ايه احنا اللي بختنا مايل …
ثم لوحت بكفها قائلة بحسرة / ما المعدولة اختك لو كانت كملت تعليمها ولا كانت نغشة زي البنات وحافظت على بيتها كان زمنها ست الدار …
لكن ليه لازم تشربنا المرار ..
انتصبت سمر غاضبة من حديث والدتها / يوه بقى يا اما كل شوية تبكتي فيا ولا علشان اكمني حظي قليل ومش قليلة الرباية …
أمسكت دعاء يكفها وسحبتها للاسفل حتى تجلس مرة أخرى قائلة لها لتهدأتها / يابت امك بتتكلم من غلها مشفتيش اخت اللي ما تتسمى …….
دي ما صدقت قولتلها مفيش مكان في العربية راحت لابده لجاسر وكمان رقصت معاه …
هنا نطق صبري بعيون وقحة وهو يتخيل تفاصيلها / بس بنت الايه كانت طلقه ….
فرسة بصحيح ابن المحظوظة رقص معاها وحط أيده على وسطها…
أطلق زفرو حارة مسطردا / يا ريتني انا اللي رقصت معاها …
وكزته زوجته بجانبه وهي تعاتبه قائلة / في ايه يا صبري يا خويا ما تختشي كدة …..
دانا حتى قاعدة جنبك اعملي اعتبار شوية.
تنحنح صبري مدعيا المزاح موجه نظره لها وهو يفرك مكان وكزتها ويخفي تألمه / يابت ده كلام ثم انتي في زيك برضه؟
زجرتها حكمت والدته قائلة / ما براحه علي الواد ياختي مكنش كلمة وقالها ..
كادت أن تتحدث فإذا بهم فجأة انتبها جميعهم لصوت ركض على الدرج ليفاجئوا بأخيهم عبدالله يدلف عليهم والسعادة تطغو على ملامحه وكأنه لامس السماء …
كاد أن يتحدث عبدالله ليتفاجأ بتجمع إخوته وازواجهم ليصمت قليلا وينظر لهم وهو يكاد يلتقط أنفاسه دون حديث حتى نطقت والدته بلهفة / خير يا واد مالك بتجري كدة ؟
لم يجد بد من اخبارها في وسط هذا الجمع فاقترب من أذنها وهامسها لتهب السعادة في مقلتيها وتطلق على الفور زغروطة وهي تحتضنه ثم هنأته قائلة أمام الجميع الذي بدأ عليهم ادراك ما قاله/ مبروووك مبروووك يا حبيبي الف مبروك …
ثم التفتت للباقي لتزف لهم الخبر / باركوا لاخوكوا يا اولاد.. رفع راسنا
ثم ضحكت وتنحت لأولادها وظلت الزغاريد تطلق من كل أنثى تلو الاخرى …
فيحتضنه كل منهم واحد تلو الآخر ويباركون له حينها شعر عبدالله بالاحراج وموقفه الضعيف أمام يمنى حين تغضب منه …
ولكنه استقبل تهنئتهم بابتسامة ثم استاذن ليصعد سريعا كما هبط سريعا ليعلق سيد زوج دعاء / شوف الواد بيجري رهوان ازاي خايف لتطير منه.
ليرفع صوته عاليا حتى يصله حديثه المقيت / متخافش مش هتطير يالا بكرة تزهق.
نكزته دعاء وهي تزغر له بعينيها/ شوف ازاااي !!
وانت بقى يا حبيبي كنت زهقان يوم الفرح ولا كان مالك …
ربتت على كتفه بسخرية واردفت مكملة / اللي على رأسه بطحة بيحسس عليها وانت بذات بطحتك متتنسيش …
ابتلع سيد غصته دون اجابتها لتستقم هي بملامح غاضبة مقرره المغادرة لينتفض خلفها سيد من مكانه حتى يلحق بها قائلا/ استني بس يا دعاء مقصدتش والله…
رايحه فين انا لسه مزهقتش.
لتعلق امها كالدرع الواقي لابنتها وبضوت عالي يصل لمسمعهم / ماشي يا سيد بكرة تتحاسب على كلمتك دي ….
لو مراضيكيش يا بت قوليلي …
هتفت بها حكمت ليعلق صبري على زوج اخته/ الحق ليلتك يا ابو السيد هتتعلق النهارده….
ثم ضحك الجميع لتلتفت حكمت فجأة تجاه صفاء وكأن دورها قد حان لتتحدث حكمت باستنفار / والمعدول جوزك مجاش الفرح ليه ولا احنا منشبهش !!!!
التفتت صفاء الى والدتها وهي تشعر وكأن دلو ماء بارد قد انسكب عليها فقد توهمت أن لم يلتفت احد لعدم حضوره الفرح ولكن هيهات كيف سيمر حدث كهذا على حكمت ….
حاولت ابتلاع غصتها بصعوبة لتنظر لوالدتها بعين استجداء وكأنها تطلب منها أن تعفيها من هذه السيرة وترضى بأي مبرر ستلقيه عليها لترمش باهدابها وتحاول القاء مبرر قائلة بتلعثم / ااااه … لا ازاي ده كان جاي …. بس ….بس جاله طلبية كبيره بشركته وطلبوه علشان كان فيها مشكلة يعني….
ضيقت حكمت عيونها وهي تنظر تجاهها وتعنف ابنتها على ضعفها هذا / يابت …. يابت طول مانتي بتبرري له هيسوق فيها …
ده انسان نمرود لازم ياخد على دماغه …..
كلامك اللي قولتيه ده ميدخلش في ذمتي بنكله ..
انا عارفه وانتي عارفه أن المعدول جوزك بيبصلنا من فوق ….
وهنا خرجت صفاء عن طورها لتترقرق الدموع بعيونها وهي تعاتب والدتها قائلة / ولما اخترتوه ليا ووافقتوا على جوازه مني مفكرتوش أنه هيبصلنا من فوق ؟؟؟
ولما طلقتوا سمر مفكرتوش جوزي هيبصلنا إزاي وطليقها صاحبه وعارفه كويس ….
ولما دعاء قطعت جوزها من أهله مفكرتوش هيشوف عيلتي إزاي ….
أه يا ماما عادل باصص لنا من فوق ومش بس كدة
ده تقريبا عايز يقطعني منكم وانا اللي بعافر معاه…
فلو سمحت…. لو سمحت متضغطيش عليا اكتر من كدة علشان أنا على اخري اساسا …
صعقت حكمت مما ذكرته صفاء ليس لعدم معرفتها به ولكن لتأكدها أن ابنتها لن تضعف لهذه الدرجة وترى أهلها من هذا المنطلق بل كانت تعتقد أن رؤية ابنتها ستكون مثل رؤيتهم جميعا أنهم مهما فعلوا فلهم كل الحق فيما يفعلونه …
لتحرك حكمت رأسها بعدم تقبل وخيبة امل من حالة ابنتها من وجهة نظرها وهي تكمل عليها / يا خسارة افتكرتك قوية زي اخواتك ويوم ما جوزك يشوفنا كدة يبقى ياخد فوق دماغه يا اما ملوش لازمة بينا …..
_ واتطلق زي سمر …. وجوزي ياخد مني اولادي…. واتزلل علشان اشوفهم….. واقعد اخدمكوا …. ومرات صبري تتحكم فيا بعد ما تموتي ..
كل هذا كان على مرأى ومسمع من سمر الذي لم ينتبه لها أحد أنها تسمع لحوارهم وكأنها ترى حالها قبل طلاقها حين استمعت لحديث والدتها بأن يجب كسر شوكة زوجها وإلا لن تستمر معه ….
لينصاع زوجها لرغبتها في عدم الاستمرار بدلا من الانصياع لتحكماتها هي واهلها مثل سيد زوج دعاء ….
واليوم تدور الكره على اختها صفاء لتعيد حكمت نفس الإجراءات بينما صفاء تتخذ رد فعل مختلف عنها وعن دعاء وهي تجاهد أمام والدتها بأن لا تسقط مثلما هي سقطت لترى مصيرها…
والذي نطقت به صفاء بلا وعي أنها تجرح اختها لتغمض عيونها أسفا ولكنها واجهت نفسها بالداخل أنها حقا أصبحت تخدم والدتها دون عن اخواتها فهي الوحيدة الخالية بلا زوج أو أبناء ….
كما انها تنصاع لأوامر دعاء ولم يخلو الأمر من توبيخ إذا حاولت الاعتراض على أمر ما …
بالإضافة إلى العناية بابناء صفاء بعض الوقت إذا رافقت زوجها بأي مكان لا يتوجب به مرافقة الأبناء كزيارة بعض من اهله إذا كانوا بمشفى أو مرافقته بعزاء أحد ….
وهكذا أيضا محاولة استرضاء صبري حتى لا يهينها أمام زوجته …..
انتبهت سمر على رد والدتها وهي لا تعرف اهي تقنع نفسها ام تقنع بناتها بما تقوله / ليه مالها سمر ماهي قدامك اهي قاعدة معززة مكرمة في بيت ابوها…
ولو بتساعد حد فبتساعد علشان فاضية …..
مش احسن من واحدة ماشية دلدول لجوزها وخدامة له ولأهله ….
ومش قادرة تاخد قرار واحد في حياتها…
ولا تقعد مع اهلها بمزاجها زي ماهي عايزة !!
نظرت صفاء لوالدتها شزرا وكأنها أشعلت نيران الغضب بعيونها لتستقم من مكانها وهي تقول / والله لو أنا دلدولة وخدامة فاسمي هكون دلدولة لجوزي بس ملكة في بيتي انام اخر اليوم مقفول عليا حطاني…
وهو بس اللي يتحكم فيا بدل اللي رايح واللي جاي يتحكم فيا …
وفي الاخر محدش هيعرف عني حاجة….
ولو خدامة فأنا بخدم اولادي احسن ما اخدم اولاد غيري ….
ولما محدش يطقني ولا يطيق اولادي زي دلوقتي الاقي بيتي مفتوحلي اخد ولادي وارجعله زي دلوقتي….
همت أن توقظ أبناءها وهي تقول لهم / يالا يا عيال نروح لابوكم زمانه قلقان علينا …
اطلقت حكمت ضحكة ساخرة عند استماعها لجملة صفاء لتقول ساخرة / اه قلقان عليكم لدرجة متصلش ولا مرة ….
همت برفع البنت الصغيرة وايقاظ الولد لولا نطقت سمر وهي تاخذ الطفلة من ايدي والدتها وتحاول تهدأة الأمر / استهدي بالله يا صفاء امك همها مصلحتك ….
وفي الاول الاخر إنتي حرة اعملي اللي مقتنعة بيه …..
نظرت صفاء بعيون سمر بنظرة اسف على ما قالته بينما الأخيرة اومأت برأسها وكأنها تقول لها لا عليك …..
ثم انطلق كلا منهما إلى غرفته يحاولون الرضوخ للنوم ولكن برغم إرهاق جسدهم الذي يؤهلهم للنوم العميق إلا أن عقلهم مازال يؤرق نومهم وكلا منهما يفكر في حاله وإذا كان حاله هو الصحيح ام ان الاخر هو الأفضل ….
ولكن في النهاية توجه فكر كلا منهن إلى أخيه عبدالله ويمنى وكيف أن أخيهم يحب زوجته ويعاملها معاملة حسنة وكلا الأمرين يفتقروهم جميعا لذلك شعروا بداخل نفوسهم بالحقد والغيرة تتأكلهم لتجتمع نفوسهم بإسقاط كل الصعاب الذي تواجهها كلا منهن على أخيهم وزوجته وكأنها سنة الحياة التي تقتضي إسقاط ما بنفوسنا على الآخرين ….
……………………………
صعد عبدالله ودخل شقته وهو يشعر بالاحراج من يمني وكيف سيواجهها بينما هي كانت تداري وجهها بالوسادة ثم حاول التقرب لها فقال/ امي بتقولك الف مبروك…….
مالك مخبيه وشك ليه ؟؟
أزاحت الوسادة من وجهها فظهرت عيونها حمراء من أثر البكاء فانفزع عبدالله وقال لها/ انتي بتعيطي يا يمني!!!
ليه كدة يا حبيبتي ده احلي لحظة بينا.
يمني بمحاولة التماسك / اديك قولت بينا مش تجري تعرف اللي رايح واللي جاي…..
دانا متصلتش بماما.
شعر بالخزي من حاله ما بالها لو عرفت أن اخواته وازواجهم كانوا بالاسفل …
اطبق شفتاه ثم ادعى الابتسامة وهو يحاول ان يبعد عن تفكيرها وتفكيره بالأحرى ما حدث بالاسفل فلف ذراعه حول كتفيها وقربها منه ثم قال/ يا حبيبتي انا مقولتش غير لامي بس علشان تطمن وافرحها صدقيني مش قصدي اي حاجه تانيه .
يمني بعدم اقتناع وعدم تصديق سائلة باستنفار / مامتك بس!!
ضيقت عيونهاواردفت قائلة / امال الصوت والزغاريط وأخواتك كلهم ده ايه !؟
اوريهم وشي ازاي دلوقتي!؟
حرام عليك يا عبدالله انا مكسوفة اوي ….
يعني لازم يعرفوا اللي حصل وحصل امتي بالظبط .
ابتسم عبدالله وحاول تبسيط الصورة قليلا / يا حبيبتي كل الناس اللي في الفرح عارفين اللي هيحصل…
متتكسفيش ولا حاجه انتي مراتي حبيبتي وحلالي …
ووحياتك عندي انا قولت لامي بس لكن هي لما زغرطت كله فهم..
فمتزعليش بقي وحقك عليا يا ستي …
وادي راسك ابوسها…
تمنعت يمني بدلال وهي تبتعد عنه قليلا ثم قالت / يا عبدالله انا قصدي أن يكون لينا خصوصيتنا… مبحبش حياتي تكون مفتوحه وكل الناس تعرف كل حاجه حتى أخص خصوصياتي …
ثم انت وعدتني بكدة لما ماما كانت معترضه على موضوع بيت العيله تقوم تكسر ده في أول يوم لينا ..
اقترب بغتة وقبل رأسها محاولا إذابة الموقف قائلاً/ حصل يا حبيبتي حصل…
بس من فرحتي محستش بنفسي …
وخلاص بقي عديها علشان ده لسه في شغل عالي جاي …
ولا انتي بتتلككي علشان عايزة بوسه ؟؟
قولي قولي متتكسفيش دانا زي جوزك برضه.
رفعت يمني حاجبيها بغرور وهي تجيبه وكأنها تزيل من على كاهلها تهمة القبلة / لا خلاص سامحتك بس متعملهاش تاني …
وخلاص يا سيدي من غير بوس علشان انت بتلكك اصلا وانا عايزة انام مش قادرة.
ضيق عبدالله عيونه كالذئب الذي يستغل وضع فريسته في قبضته/ وده تيجي برضه تنامي وانتي زعلانه مني؟؟
ابدا والله ما يحصل.
وبدأ يمسد على ترقوتها ويطبع بعض القبلات على وجهها مع محاولات يمنى العابثة في الإفلات منه
/ خلاص بقي يا عبدالله قولتلك سامحتك …..
بس بقي……رايح فين ……خلاص.
حتى التهم عبدالله شفتاها ليسكتها بطريقته….
………………………………………
بشقة دعاء التي تقطن بنفس المنزل مع والدتها ولكن بالدور الثاني مع زوجها …
بعد أن دلفت شقتها والغضب يعتريها من جملة زوجها أصفقت باب الشقة بعنف وكاد أن يحدث صوتا مزريا لولا ايدي سيد زوجها الذي ألحق به فامسكه ودلف خلفها ثم اغلق الباب بهدوء وهو يحاول استرضاءها /انتي لسه زعلانة ولا ايه يا حبيبتي …
اقترب منها وحاول تطويقها من الخلف إلا أنها نفضت يده عنها ليرفع مكملا / خلاص بقى يا دودو مكنتش كلمة قولتها في وقت هزار …
ظلت واقفة بوسط الردهة تتملكها العصبية المفرطة وتهز قدمها وتتخصر …
التفت أمامها محاولا التمسيد على ذراعها ولكنها زغرت له بعيونها والعصبية تبدو على ملامحها كتحذير من عدم الاقتراب قائلة بتشنج ونرجسية / أنا ؟؟
أنا تقول عليا زهقت ؟؟
لو كنت ناسي افكرك!!
نكس عبدالله رأسه لتكمل هي وهي تنظر إليه شزرا /
ولما انت زهقت قاعد ليه يا حبيبي ؟؟
اتفضل مع الف سلامة الباب يفوت جمل …
بس متبقاش تنسى تقول زهقت من امتى ؟؟
ومين اللي المفروض يحس أنه زهق…
بالكاد ابتلع لعابه مختلطا بالاهانة التي تستوجب عليه الرضوخ لها والقبول بها …
فأغلق عينيه ثم سحب نفسا عميقا وكأنه يغير من حالته المزاجية ليدعي الابتسامه وهو يقترب ويمسك رأسها مقبلا إياها وقائلا / حقك عليا مقصدش ازعلك وادي راسك ابوسها ….
خلاص بقى يا دودو يعني العريس يحتفل وأحنا لا!!.
نظرت له من أعلاه لمخمصه وضحكت بتهكم وهي تقول / محتفلتش ليه في ليلتك ؟؟؟
ثم اشاحت بوجهها عنه وتركته دالفة لغرفتها وهي تقول / قال يحتفل قال !!!
ياخي قدر نفسك قبل ما تتكلم يا بتاع الزهق…
ظل واقفا مكانه لا يقوى على اتباعها فحديثها ينخر بروحه وجسده ….
بينما الأخيرة استدارت لتدعي النوم وهي تحدث روحها بأن رجل مثله ضعيف الشخصية وتابع لا يتوجب عليه بأن يعامل بمعاملة حسنة…
لذلك هي ترى أنه لا يستحق إلا الإهانة والإذلال الذي هو من البداية قد وافق عليهم ….
اطلقت زفيرا ساخنا وهي تتذكر أخيها وكيف أنه حنون وطيب القلب كما أنه لا يرتضي بالإهانة….
وذلك لأنه رجل فهو خسارة بهذه الحمقاء الذي يراها أخيها اجمل ما بالكون لذلك قررت أن لا تهنئها بأن تمتلك هذا القلب الكبير فهي أحق منها بقلب أخيها وعطفه واهتمامه …….
أما سيد توجه لأقرب أريكة لاعنا ذاته وفكره وانسياقه خلفها منذ البداية حتى خسر الأهل والاحباب ولم يعد أمامه سوى الانصياع لتحكماتها …
ظل جالسا يتذكر أهله وما نالهم منه جراء انسياقه خلفها وللادعاءات الباطلة تجاه أهله حتى قطعت كل الصلة بينه وبينهم …
ظلت تتقاذفه الأفكار حتى غفى مكانه ولم ينتبه الا على الم عنقه من النوم الخاطئ فاعتدل وتوجه لغرفته على أطراف أصابعه متمددا على الفراش لينام بجانبها وهو يتوخي الحذر ان لا يزعجها بحركاته الزائدة على حد قولها …..
……………………………..
بينما انطلق صبري وزوجته إلى شقتهم والتي تواجه شقة عبدالله وبعد أن فتح الباب ترك زوجته تدلف للداخل بينما هو توجه للباب المواجه لهم متصنتا على باب شقة أخيه ….
تعجبت هند من تأخر دلوفه خلفها فقد تركها عند باب الشقه…
لتعود للباب حتى ترى سبب تأخره فإذا بها تجده يقف ويسترق السمع على أخيه لتقبض عليه من الخلف فينتفض صبري ويلتفت ليجدها تشير له بسبابتها على فمه بمعنى أن يصمت …
سحبته خلفها ودلفا سويا الشقة ثم أغلقت الباب وهي تستدير إليه وتعاتبة / بقى يا راجل يا ناقص بتتسنط على اخوك وفي يوم فرحه!!
ايه التسنط ده غاية عندكم كلكم حتى انت …
لوح بكفه دون أن يحمل على عاتقه عناء الرد وحاول الدلوف لغرفتهم ولكنها هرولت لتقف أمامه معاتبة / ثم تعالى هنا كان نفسك ترقص مع يسرا طب مانا قدامك من اول الفرح مرقصتش معايا ليه ؟؟
نظر لها باشمئزاز قائلا / بقولك ايه انا تعبان ومليش نفس للخناق …
ثم إن امي قالتلك مكنتش كلمة ايه لازم تعمليها حوار !؟
تخصرت أمامه وهي تقول باستنفار / اه امك تقولي مكنتش كلمة وتقول لجوز اختك يراضيها!!!
ايه انتوا بس اللي ملايكة وكل اللي حوالكم شياطين ….
نظر لها من أعلاها لمخمصها وتركها متوجها لغرفته وهو يتمتم قائلا / نسوان تجيب الهم والله …
جاتك الهم ولية نكد ….
تغلل الدموع بعيون هند ولكنها لم ترد اظهار ذلك
تمتمت بنفسها داعية / اشوف فيكوا يوم يا بعدا …
ثم دلفت خلفه الغرفة كان قد أبدل ملابسه وتسطح على الفراش لتبدأ هي بدورها في تبديل ملابسها وارتمت على الفراش بجانبه لعله يشعر بها ولكنه أصدر صوتا يدل على أنه دخل بسبات عميق
اهو ده اللي فالح فيه تبصبص بره وتنام جوة ….
……………………………………….
في الصباح استيقظت حكمت وبناتها ليبدأن في تحضير الافطار ليتبادلوا الحوار عن العريسين فقالت دعاء/ تفتكروا صحيوا ولا لسه؟
كانت صفاء تعد اطباق الفول لتعلق قائلة / مش عارفة ايه النوم ده كله ؟؟؟
ده الظهر هيأذن !!!
دول حتى متأخروش في الدخلة زي ما يكون البنت ما صدقت …
علقت دعاء على حديث اختها / وانتي مشفتيش بعينك اللي عاملينه علشان يجبوه على بوزه …
عايزة اخوكي يشوف الورد والشموع وقميص النوم البمبي وميستعجلش!؟
دي وخداه على مشمه يا عيني وهي وامها عارفين بيعملوا ايه كويس !!
_ على رأيك مش زينا هبل !!
نطقت بها صفاء ثم أكملت وهي تلتفت لوالدتها قائلة / صحيح يا ماما أنا هفطر وهتكل على الله علشان اجهز الغدا لعادل هو قالي اكون عنده الصبح ….
اطلقت حكمت صوت مصيص من فمها وهي تعلق ساخرة / يعني ولا جه ولا هاين عليه يسيبك لما تصبحي على اخوكي !!!
سحبت صفاء نفسا عميقا ثم رسمت ابتسامة صفراء وهي تجيب على والدتها / معلش يا ماما هعمله الغدا وابقى اجي على المغرب يكون العرسان فاقوا …..
انتبهوا جميعا على صوت سمر تأتي من خلفهم مهرولة من مكانها المعتاد التي تتخذه دائما لاسترقاق السمع حيث نافذة تطل على المنور وهي تقول بهمس / سمعت صوتهم على الساعة ٦ كدة …
ودلوقتي سامعة كركبة بسيطة في المطبخ وريحة بيض وبسطرمة….
تراقصت شفاههم متهكمين لتعلق دعاء / ما لازم يجوعوا من امبارح بالليل وهي مش عتقاه والنهاردة الصبح كمان ….
ربنا يديك الصحة يا اخويا مستعجلة على ايه مش عارفة……
البت كدة هتهد حيله…
أصدرت سمر مصمصة بفمها لتتساءل صفاء /احنا كدة هنعملهم فطار ولا هنستني امها لما تجيب الصباحية ؟؟
هنا خرجت حكمت عن صمتها لتقرر بصرامة/ فطار ايه اللي عايزة تعمليه احنا هنخدمها من اولها ؟
امها ماليالها الثلاجة من كل حاجه اكل وعصير …
حتي العشا كان شئ وشويات …
يعني لو جاعوا كل ساعة مش هيخلصوا اللي عندهم…
سيبيهم لحد امها ما تجيب الصباحية …
انا عارفه هي بتلحق تعمل كل اللي بتعمله ده ازاي؟؟
صحيح اللي معاه قرش يحيره يجيب حمام ويطيره…
استجابت كل من الثلاث بنات لحديث امهم وبدأوا باعداد الافطار لأنفسهم ثم توجهت صفاء لمنزلها بينما بدأ الأخريات بالاستعداد لتجهيز الغداء وبعض العصائر للضيوف التي ستحضر للمباركة للعرسان حتى يظهروا بمظهر لائق أمام الناس فأكثر ما يهمهم أن يظهروا بالشكل اللائق.
وهكذا كان الحال بشقة اخيه
…………………………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى