روايات

رواية وميض الحب الفصل الرابع 4 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الفصل الرابع 4 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء الرابع

رواية وميض الحب البارت الرابع

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة الرابعة

يا ليتهم يتركون القلوب لخالقها
ما عرفت غل ولا حقد
يا ليتهم يتركون القلوب لبارئها
لشاع الحب والود
يتنافسون لمن ستكون السيطرة
ويدعون أن هذا بمسمى الحب
والحب برئ مما يفعلون

بقاعة الفرح يجتمع العائلتين ولكن كل منهم له جانب وكأنهم قرروا الانفصال والوقوف أمام بعضهم ندا لند وبرغم أن الهدف من الزواج وأساس معنى كلمة الزواج هي خلط العائلتين حتى يصبحوا كيان واحد…
ولكنهم كانا لهم رأي آخر ربما يخالف المعنى شكلا وموضوعا …
اتخذوا اهل العروس الجانب الأيمن من القاعة بينما اتخذ أهل العريس الجانب الأيسر وتم وضع فاصل بينهم يقال عنه ممشي ولكن في الحقيقة هو فاصل لإبعاد كلا الطرفين عن بعضهم بأقصى مسافة ممكنة حتى تنتهي الليلة على خير ….
فكم من مرة سمعنا عن الفرح الذي انقلب رأسا على عقب بسبب مشاجرات أهل العروس والعريس على مقعد للجلوس، أو منضدة ،أو من يجلس بالمقدمة ومن بالمؤخرة …
وكأنهم في سباق ومن يجلس اولا سيحظى بكل المميزات التي لم يحظى بها من بالمؤخرة !!!

لذلك بعض القاعات تقوم بعمل فاصل بشكل لائق مزين بالحواجز القطيفة ذات اللون النبيتي وكأنها تريد أن ترسل رسالة لكلا الطرفين أن هذا خط أحمر لا يجب أن تتخطاه .
على باب القاعة تقف كلا من والدة العروس تنتظر ابنتها على احر من الجمر…
والجهة المقابلة تقف والدة العريس حتى يتسنى لها قيادة المشهد منذ البداية .
وبداخل القاعة تبدأ الاغاني تصدح ويهني كلا منهما الآخر ..
ومنهم من يجلس ينتقد كل ما بالفرح من فراشة واضواء ومكان حتى يجد مادة شيقة للنميمة بعد الفرح …
ولا يخلو الأمر من بعض الانتقادات لازياء البعض والسخرية منهم وخاصة بين أهل العريس والعروس فكل منهم ينظر للآخر بنظرة دونية ولا احد يعرف السبب حتى الآن….
هكذا الحال باغلب الافراح والذي يتركون فيه السبب الرئيسي من هذا الاحتفال وهو الشعور بالفرح للاحباب والاستمتاع والتمني للعروسين بالسعادة واشهار الزواج …
ولكنهم يتمسكون بالانتقادات والقيل والقال .
…………………………………….
بعد أن انتهي عبدالله من التهيأ لعروسته وتهذيب لحيته وشعر رأسه وتهذيب شاربه ووضع العطر الخاص به …
خرج في وسط تهليل من أصدقائه وأقاربه والذي لا يخلو الأمر بينهم من التراشق ببعض الألفاظ الخارجة والمخجلة التي تقال ما بين الرجال في مثل هذه المناسبات …
اسرع عبدالله تجاه سيارته فهو مشتاق لرؤية محبوبته…
وبرغم أنها سيارته إلا أنه فضل أن لا يشغله شئ عن عروسه والاستمتاع بكل لحظة معها …
ليجلس بالمقعد الخلفي فهو اليوم سيزف الي عروسه بسيارته التي تزينت وأصبحت بابهي صورها لاستقبال العريس ….
بينما جلس بمقعد القيادة أخيه صبري ليزفه الي عروسته ويفرح به…
اشغل صبري المسجل الخاص بالسيارة بأعلي صوت به ليصدح صوت الاغاني عالياً معبرا عن الفرحة والسعادة…
بينما بدأت أسطول السيارات التي تتبع سيارة العريس تطلق أبواقها تعبيرا عن مشاركة الفرحة..
مما جعل السيارات المجاورة بالطريق والتي لا تعرفهم تطلق معهم ابواقها وكأن السيارات تهنئ بعضها بعضا …
وصل العريس واسطول السيارات خلفه إلى مركز التجميل ليدلف عبدالله للداخل وهو كله شوق في رؤية زوجته ولِب فؤاده …
ابلغ مسؤولة المركز بوصوله واسم العروس الخاصة به لتصحبه للمكان المخصص لرؤية العروس واستقبالها …
علمت يمني واختها بوصول عبدالله عندما صعدت دعاء اخته لها لتري وتتابع ما وصلت إليه العروس من تزيين…
– ايه ده يا يمنى افتكرت مكياجك هيكون افضل من كدة ده عادي جدا ثواني وجاية …
كانت هذه جملة دعاء ليمنى فور أن رأتها وقد كست ملامحها الاستياء وهي تحدثها مما أشعر يمنى واختها بالضيق الشديد لتقف يسرا بالقرب من اختها تتحدث بضيق / ايه قلة الذوق دي ؟؟
ده حتى مقالتش مبروك ولا سلمت !!!
افتكرت مكياجيك هيكون افضل …
ده عادي جدا …
نطقت يسرا باخر جملتين وهي تغير من نبرة صوتها كمحاولة لمضاهاة نبرة وأسلوب دعاء كنوع من أنواع التهكم لتحاول يمنى اخفاء ضحكاتها ثم شرعت في تهدأة اختها قائلة / متركزيش يا يسرا المهم أن احنا عملنا اللي أنا وعبدالله عايزينه …
فور أن تركتهم دعاء ذهبت لمتخصصة التجميل وطلبت منها بعض التغيرات بتجميل العروس ثم اصطحبتها عائدة تجاه يمنى التي فور رؤيتها بعودتها شعرت بالضيق مرة أخرى فإذا بها تتفاجأ مما تطلبه دعاء وهي تحدث العاملة وكأن يمنى عروس خشبية لا يحق لها أخذ رأيها من الاساس …
– عايزاكي تزودي احمر الخدود شويتين …
وحطي جليتر كتير على جفونها وخدودها علشان تحلو شوية وتبان أنها عروسة مش واحدة من المعازيم ….
بس بسرعة علشان اخويا العريس وصل …
استمعت العاملة لما طلبته دعاء ووقفت متحيرة لا تعلم ماذا تفعل هل تنفذ ما طلبته اخت العريس باعتبار أنهم المسؤولين عن المصاريف وخوفا من أن تقدم شكوى فيها إذا لم تفعل!!
ام تترك العروس كما طلبت ؟؟
اخذت العاملة توزع النظرات بين دعاء ويمنى حتى انقذتها يمنى التي كانت ترفض مقترح دعاء نهائيا ولكنها كانت تحاول صياغة الكلمات بعقلها قبل أن تنطق بها لتجيب يمنى بمحاولة ادعاء الابتسامة / لا لا شكرا يا دعاء مش هقدر ازود حاجة حبيبتي…
علشان ده كدة طلب عبدالله وووصيته ليا ….
ده غير اني بصراحة شايفة نفسي جميلة جدا كدة مش كدة يا يسرا ؟؟
كانت يسرا تجز على شفايفها من كم غضبها وتمنت لو تسعها الظروف لتلكم هذه المتبجحة …
أطلقت زفيرا حارقا لتنطق من بين أسنانها وهي تحاول التحكم باعصابها بدلا من أن تلقن هذه المتعجرفة درسا على قلة ذوقها فقالت مكملة ما بدأته اختها / قمر يا يمنى انتي اصلا مش محتاجة حاجة….
كدة افضل كتير من انك تكوني عروسة حلاوة…
وبترتر …
استمعت يمنى لجملة يسرا المقصودة لتكتم ضحكتها هي واختها والعاملة مما أشعر دعاء بالحرج والغيظ الشديد لتتركهم وتعود إدراجها …
بينما توجهت يمنى الي مكان استقبال العروس لتلتقي بعبدالله
…………………………..
هبطت يمنى للغرفة المخصصة لالتقاء العرائس…
دلفت من الباب وهي ترى عبدالله يقف معطيا للمدخل ظهره لتضغط على شفتيها السفلى خجلا لتخطو أولى خطواتها…
فور دلوفها بخطوة واحدة شعرت باضطراب شديد بضربات قلبها لتحاول الامساك بايدي اختها ولكن الأخيرة تملصت منها حتى تستطيع تصوير هذه اللحظة …
التفتت يمنى تستعطف اختها ولكن الأخيرة رفعت كتفها تعبيرا عن قلة حيلتها لتشعر يمنى بازدياد توترها …
وأخذت تفرك يدها بشدة من شده التوتر …
لتنطق يسرا وتحث عبدالله على الالتفات وأنهم مستعدين للقاء التاريخي هذا ….
التفت عبدالله والذي عرف بوجودها منذ أن اشتم رائحة عطرها لتتسارع أنفاسه حين التفت ليرى ملاك امامه يرتدي فستان ابيض…
اقترب منها وهو لا يصدق عينيه فاصبح يوزع نظراته عليها من أعلاها لاسفلها بينما هي مازالت تنظر للاسفل من شدة خجلها …
اخذ يدور حولها وهو هائم فيما يرى وكأنه كوكب يدور حول شمسه لا يستطيع الاقتراب ولا الخروج عن مداره من شدة جاذبيته…
وقف خلفها ليرى شعرها الأصفر اللامع وخصرها الممشوق وطولها الذي زاد بفعل ارتفاع كعب الحذاء…
ابتسم عبدالله تلقائيا من شدة سعادة قلبه وجاهد نفسه واقترب منها أكثر حتى أصبح لا يفصلهم سم واحد…
ضغطت يمنى على شفايفها وهي تحاول التماسك حينما شعرت بانفاسه الساخنة تلفح عنقها …
مما أدى لازدياد نبضات قلبها وارتفاع صوتها وتكاد تجزم أنها تصل لخارج الغرفة ليس لمسمع عبدالله فقط ….
أغلقت عيونها بشدة من قوة اضطرابها….
ليحاوطها حينها عبدالله بذراعه من الخلف وقد تناسى تماما أمر وجود أحدا معهم أو أن هناك تصوير لكل ما يحدث…
ارتجفت يمنى فور احتضانه لها وانكمشت على نفسها ليهمس هو في أذنها بصوته العذب الذي أسر قلبها /أنا مش مصدق نفسي…
أنا طاير من السعادة …
مبروك عليا …..
مبروك يا حياتي الف مبروك…
تعالت انفاس يمني وهي تستمع كلماته التي اذابتها لتزيد من خفقان قلبها وكأنها في سباق عدو …
حتى أنها كانت تجاهد نفسها حتى تتمكن من التنفس فتعالت ضربات قلبها أكثر واكثر حتى أنها شعرت أنه سيتوقف الان لتضغط على عيونها وتزيد من غلقها أكثر وأكثر ….
ابتعد عبدالله حين شعر بتوترها الزائد مشفقا على حالتها فأحست بالهواء يضرب ظهرها مما يدل أنه ابتعد قليلا …
ولكنها لاحظت أنه يديرها إليه …
سافرت نظرات عبدالله علي ملامح يمني ونظر لها بكل سعادة وحب ثم نظر للفستان الذي بها من أعلي لاسفل والذي لاحظ أنه ازداد جمالا عندما ارتدته ثم اقترب منها حتي شعرت بانفاسه تلفحها وقبلها من مقدمة رأسها ونزل بجانب أذنها ليهمس لها / افتحي عيونك يا يمني نفسي اشوفهم.
شعرت يسرا بخطئها عندما تطوعت لتسجيل هذه اللحظة واحمر وجهها خجلا من وجودها بمثل هذه اللحظات الخاصة لتقرر استكمال التصوير ولكن وهي مغمضة العينين ….
أما أمامها فتحت يمني عيونها والتي نسيت وجود اختها بالمرة لتنظر تجاه عبدالله لتجده أنه مازال على مقربة منها فنظرت للاسفل مرة اخرى خجلا ولكنه وضع سبابته أسفل ذقنها ورفعها ليدفعها للنظر إليه والاستمتاع برؤياها فكان وجهها محتقن بحمرة الخجل ….
نظر عبدالله لعيونها مرددا كلمة بحبك من بين شفاهه بدون صوت…
لتبتسم هي وكررت الكلمة خلفه معبرة عن فرحتها وحبها وهنا لم يستطيع عبدالله الصبر فحاوط خصرها بذراعه ورفعها لمستواهه ودار بها وهو يردد بصوت عالي وكأنه يريد أن يسمع كل من حولة/بحبك …….بحبك…… بحببببببببببك
ثم انزلها ولكن ظلت يمني متشبثة به تحاول اخفاء وجهها بصدره فكانت تحتمي منه فيه من شدة خجلها حتى نطق عبدالله بوقاحه/ حضني حلو مش كدة؟؟
اوعدك مش هحرمك منه خالص وبالذات النهاردة.
ابتعدت يمني عن حضنه ومازالت تنظر للاسفل اقترب عبدالله منها ليقل/ لا النهارده مفيش كسوف خالص ويالا بقي علشان نبدا الفرح ونخلصه بسرعه علشان انا مستعجل بصراحة ….
ولا ايه رايك نطلع من هنا علي شقتنا على طول انا معنديش مانع والله! ايه رايك ؟
هنا نظرت له يمني وجحظت عينيها وقالت/ لا لا انا عايزة اروح الفرح مليش دعوة .
ضحك عبدالله بعلو صوته وأخذ يدها تحت ابطه وقال/ يبقي يالا يا احلي عروسة نروح الفرح علشان متقوليش حرمك من حاجه .
ثم اقترب من أذنها وقال بهمس/ بس متجهديش نفسك كتير علشان عايزك بصحتك النهارده يا جميل.
جحظت أعين يمني فهي لم تسمع هذا الكلام منه من قبل فبلعت ريقها وبدأت تشعر بالخوف والتوتر حتى أحس بها عبدالله واحس بارتعاش يدها فأمسك يدها وطمئنها بابتسامة ليخرجا سويا من الغرفة….
فور خروجهم علت الزغاريد معلنة خروج العريس وعروسه لتتنفس يسرا الصعداء واخيرا فك قيدها فخرجت وراءهم لتبدأ الزفة بتتبعهم حتى ابواب السيارات…
استقلت يمني السيارة وساعدها عبدالله بلملمة فستانها ثم دخل بجوارها …
أسرعت يسرا تستقل السيارة من الجهة المقابلة لتجلس بجوار اختها ولكن يد دعاء سبقتها ومنعتها من الصعود قائلة/ لا يا حبيبتي اركبي في عربية تانية …
خلي العريس وعروسته ياخدوا راحتهم …
عايز يقولها كلمة كدة ولا كدة متبقيش عزول بينهم ولا ايه !!.
نظرت لها يسرا بقلق عارم لا تعرف كيف تفسر موقفها لها فهي ليس لها مكان آخر لتركب به…
فقالت محاولة إقناعها / بس انا متفقة مع يمني وعبدالله اني هركب جنبهم ومعرفش حد تاني اركب معاه وهي كدة تقلق عليا .
ابتسمت دعاء بسماجة وهي تقول بكل تسلط/ لا يا حبيبتي متخافيش انا هبلغهم انك رحتي عربية تانية …
ثم إن العربيات كتير اركبي مع اي حد …
يالا الحقي قبل ما العربيات تتملي علشان توصلي معانا .
أغلقت الباب ووقفت امامه لتجد يسرا أن لا مفر من المحاولة باللحاق بأي سيارة أخرى …
اخذت تتلفت يمينا ويسارا وحاولت التوجه للسيارات ربما وجدت مكانا لها ولكنها وجدت كله قد امتلأ إلا اذا ركبت وحاولت الجلوس على قدم احداهن كما دعاها البعض ولكنها رأت أن فستانها سيتلف أو يمزق من شدة الزحام ….
لتقف مكانها تفكر إذا كانت تستطيع تأجير سيارة أجرة خلف اختها وعند القاعة ستجعل ابيها يدفع حساب السيارة …
أحبت الفكرة وبدأت في تنفيذها سريعا فتوجهت ناحية الطريق قليلا الا انها وجدت من يطلق صفيرا من خلفها لتجز على أسنانها وتلتفت لتكيل لهذا المتبجح كم من السباب فإذا بشاب وسيم يرتدي بذلة كلاسيك يهيأ لها انها رأته من قبل لتضيق عيونها تحاول تذكره ليشير لها بابتسامة / بعتذر يا انسه أنا مش قصدي اعاكس برغم انك زي القمر …
كادت أن تصدق حديثه حتى نطق باخر جملته لتتسع حدقتها فأسرع مكملا بعد أن تحمحم/ حححم قصدي كان قصدي الفت انتباهك يعني …
علشان خدت بالي انك بتدوري على عربية …
اتفضلي معايا اتمنى تشرفيني انا عامل حسابك ……
اتسعت حدقتيها مرة أخرى ليصحح جملته قائلا / قصدي عندي مكان فاضي ..
لم تجد بد من الانصياع لدعوته خاصة حينما تذكرت هويته ولكنها لم تبدي ذلك …
كما أرادت أن تتأكد أن بسيارته أناس آخرون حتى لا تستقل بمفردها معه فقالت يسرا بحرج شديد حيث أنها لم يعد أمامها متسع من الوقت ولا إمكانية في التصرف فقالت بحرج شديد/ أيوة…. فعلا ..مش لاقيه مكان اركب فيه ….
كنت هركب مع اختي بس منفعش.
ابتسم الشاب قائلا بهدوء / انا لاحظت انك بتدوري على مكان فحجزتلك معايا…..
حححم قصدي معانا …
اتفضلي ومتقلقيش أنا ابن عم العريس واختي راكبة معايا قدام .
اصطنعت الابتسامة وحاولت اخفاء قلقها فقالت / أيوة أنا فكراك تقريبا شفتك بالخطوبة …
توجهت يسرا بالفعل الي سيارته فوجدت أخته جالسه بالمقدمة فاطمئن قلبها قليلا …
فدعتها أخته للركوب معهم لتستقل يسرا على الفور معهم بالخلف وهي سعيدة بأنها ستلحق بموكب اختها…
بينما بسيارة العروسة بعد أن اعتدلت يمنى بجلستها وأخذ عبدالله يسمعها بعض كلمات الغزل حتى انتبهت أن اختها لم تلحق بها بالسيارة فبدأ ينتابها احساس القلق واخذت تتلفت يمينا ويسارا فلم تجدها فازداد قلقها حتى كادت أن تترجل من السيارة لتري اين ذهبت …
ولكن عبدالله رفض نزولها فطلبت منه الخروج ليري هو اين اختها …
عند قيام عبدالله بفتح باب السيارة للخروج جاءت أخته دعاء وكأنها كانت تنتظر رد فعلهم عن غياب يسرا …
أغلقت باب السيارة مرة أخري لتنظر لهم من نافذة السيارة والإبتسامة الخبيثة تزين ثغرها/ رايح فين يا عريس؟ .
في عريس برضه ينزل من عربيته!
قولي عايز ايه وانا اجبهولك.
بدأ على عبدالله ملامح القلق واخذت عينيه تجوب بالانحاء وهو يجيب على أخته قائلا / نازل اشوف يسرا اخت يمني فين!!
البنت لوحدها والمفروض متفقين معاها انها هتركب معانا انا قايلها كدة.
ابتسمت دعاء وهي تنظر تجاه يمنى وتجيبهم بهدوء / لا متقلقوش هي مرضيتش تركب معاكم علشان تاخدوا راحتكم وطلبت منى ادورلها على مكان فاضي ….
وصانا مسبتهاش دورتلها على مكان فاضي في العربيات كلها لحد ما لاقيت مكان لها ومستريحة فيه كمان مع جاسر ابن عمك ..
وانت عارف جاسر خدوم إزاي وهتلقوها وراكم على طول مانت عارف سواقته اكيد هيحصلكم .
ابتسم عبدالله وكست ملامحه الارتياح ليربت على كف أخته ويثني عليها قائلا / تسلمي يا دودو ربنا يخليكي ليا طمنتينا عليها كنا قلقنين .
ثم التفت موجها نظره ليمني وسألها بسعادة / ها اطمنتي يا ستي اهي ركبت مع جاسر ومرضيتش تضايقنا علشان نبقي براحتنا…
بتفهم يسرا ده والله بدأت احبها.
برغم انها اطمئنت على اختها إلا أنها شعرت بشئ غريب بالأمر فبدأ على وجهها التجهم وهي تجيبه بتعجب / اه اطمنت الحمد لله بس ليه مقالتش ليا!!
غريبة يعني ده ركبتني وكانت بتلف علشان تركب لحقت تغير رأيها !!!
امسك عبدالله بكفيها ورفعهم على فمه ليطبع قبلة رقيقة علي كل كف على حدة وهو يقول / يا ستي يمكن حبت تعملك وتعملي مفاجأة وبصراحة احلى مفاجأة ولا ايه ؟؟
رمشت يمنى باهدابها واضطربت أوصالها عندما شعرت باقترابه منها وكاد أن يقبلها فالتفتت بوجهها للجهة الأخرى ثم غيرت نبرة صوتها وقالت معاتبة / ثم تعالى هنا ايه بدأت احبها دي ؟؟
انت كنت مبتحبهاش ولا ايه ؟؟
ده يسرا ده قمر وتتحب على طول
مازال عبدالله ممسكا بكفيها وأخذ يتحسس ملمسمهما بابهامه وهو يهيم بعيونها قائلا/ انا اقدر محبش حد من طرف حبيبتي ….
اقترب منها قليلا وهو يقول / ثم لو يسرا تتحب فأنا بعشق اختها وبدوب دوب في عيونها …
كاد أن يختطف شفايفها إلا أنها التفتت فجأة فما كان منه إلا أنه يجز على أسنانه وهو يقول / ابوس ايدك ركزي معايا شوية قبل ما صبري ودعاء تركبوا …
ابتسمت بدلال تحاول اخفاء مشاعرها المبعثرة وقالت / طب ما تبوس ايدي هو انا مسكاك …
رفع كفيها وفتح كل كف ليقبل باطن كل كف على حدى وهو ينظر تجاه عيونها بينما هي شعرت بلهيب يشتعل بكامل جسدها وخارت قواها امام سيل قبلاته التي أمطر بها وجهها حتى انتبهت كليهما على صوت باب السيارة ودخول أخيه لينحنح عبدالله ويحاول الاعتدال بينما يمنى ظلت تنظر للاسفل وهي تلعن يسرا التي تركتها فريسة لشباكه بمفردها …
بدأ صبري يشغل مسجل السيارة ويلقي عليهم التهنئة ليجيب عليه عبدالله ويمنى بقليل من الخجل ليربت عبدالله على كفها هامسا بأذنها / متقلقيش محدش شاف حاجة …..
نظرت له بطرف عيونها ليغمز لها بإحدى عيونه…
بدأت ابواق السيارات تعلو وتستعد للانطلاق لتحاول يمنى الخروج من حالتها تلك فسألته باستغراب حتى تطمئن على اختها/ صحيح مين جاسر ده مش فاكراه اوي؟
ومالها سواقته؟
تعجب عبدالله من سؤالها ليتحدث بتوضيح/ جاسر ابن عمي مش فاكراه إزاي ؟؟؟
ده رقص في خطوبتنا وهو اللي ولعها……
جاسر يا بنتي المهندس اللي صلحلك اللاب توب بتاعك .
ضربت يمني ناصية وجهها بتذكر ثم قالت/ أيوة أيوة افتكرته خلاص….
بس ده بصباص يا عبدالله وشكله بتاع بنات …
ثم اردفت حديثها وقدوانتابها حالة من القلق / انا خايفة على يسرا منه ….
ثم اني فاكره انه كان بيبص ليسرا اوي كذا مرة لما كنا بالخطوبة هي إزاي تركب معاه ؟؟
انا لازم اجيبها معانا …
همت أن تنزل لولا أن أمسك بيدها قائلا وهو يضحك ويحاول كتم ضحكته ولكنه لم يستطع فقال من بين ضحكاته / اهدي بس رايحة فين متخافيش …
حاول أن يطمئنها ولكن خرجت كلماته عن المسار المحدد / بصي هو مفضوح بصراحة وبصباص مش هنكر ….
بس جدع اوي وراجل بصحيح فمتقلقيش اكيد مش هيقل مع اخت مراتي يعني..
متقلقيش جاسر ده حبيبي واضمنه برقبتي …..
وربنا يستر…
لكن بالنسبة لسواقته هتعرفي واحنا في الطريق.
نظرت له بتهكم وهي تردد مقولته /بعد كل اللي قولته عليه ده و تضمنه برقبتك!!
يبقى عليه العوض …
ربنا يسترها عليكي يا يسرا….
استقلت دعاء بالمقدمة بجانب اخيها صبري لتزف اخيها عبدالله لتهمس يمنى باذن عبدالله قائلة / اشمعنى دعاء ركبت معانا طب كانت اخدت يسرا جنبها …
ربت عبدالله علي كفيها وحاول رسم الابتسامة وهو يؤكد قوله ويقول هامسا حتى لا تستمع له أخته / قولتلك متخافيش وكدة احسن اختك مش بتحب اختي وممكن يتخانقوا بالطريق ….
متقلقيش والله
بدأت السيارات بالانطلاق متوجهه لقاعة الفرح وظلت دعاء تزغرد وتختلس النظرات علي اخيها ويمني أثناء الطريق لتري عبدالله يمسك بايدي يمني ويهمس لها ببعض الكلمات التي لم تسمع منها شيئا بسبب ارتفاع الموسيقى والاغاني وبسبب انخفاض صوتهم….
ولكن كانت الغيرة تشتعل بقلبها. حين تري ابتساماتهم وضحكهم وهم يتمايلون على بعضهم.
في حين صبري كان يختلس النظرات عليهم أيضا ولكن من مرأة السيارة فيقوم بعمل بعض الحركات والانحناءات بالسيارة ليميلا كلا من يمني وعبدالله على بعضهم فيسعد عبدالله وينتهز الفرصة باحتضانه لها وتحاول يمنى الخروج من أحضانه ووكزه على انتهازيته تلك….
ولكن لم يرحمهم صبري ليعيد الكره مرة أخرى فتصرخ يمني لهذه الأفعال وتتمسك بعبدالله ليعلا ضحك عبدالله ويسعد صبري بما يقوم به بينما هناك طرف اخير كانت تتاكله نار الغيرة أكثر واكثر فكلما حاولت جذب الإنتباه لها كان صبري أخيها يفسد خطتها عن غير قصد …..
……………………….

بينما بسيارة جاسر كان يحاول اختلاس النظرات على ياسمين من مرآة السيارة فكل عدة دقائق يعيد ضبط المرآة بالوضع الذي يتيح له رؤيتها بينما ياسمين كانت منشغله بما يدور بسيارة اختها وكم الفرق بين سيارتها وسيارتهم ….
ولكن هناك من كانت تلاحظ أفعال جاسر ونواياه وتحاول كتم ضحكاتها فكم من مرة يحكي لها عنها وعن عدم انتباهها لأفعاله بالرغم أنه من النوع الذي يجذب أنظار الفتيات إليه من مجرد قول أو فعل بسيط ….
بجانب وسامته وشياكته التي تجذب أنظار الفتيات إليه دون مجهود ولكن بالرغم من جهوده المضنيه للفت نظرها في أكثر من مناسبة ولكنها لم تنتبه إليه وربما هذا ما اشعل رغبته فيها …
لذلك عزم اليوم أن يقطع شوط بعلاقتهم ويلفت انتباهها بشتي الطرق …
كانت اخته تجلس بجواره وتعلم بما يحاول فعله فهي احبتها ورأت فيها الفتاة المحترمة التي تمنتها لأخيها وتمنت أن تصلح حاله وتربيه لينسي بها جنس حواء كله فمن غيرها التي لا تعيره اهتمام مثل باقي الفتيات.
عندما لاحظ جاسر انشغال يسرا بسيارة اختها فحاول جاهدا اللحاق بسيارة عبدالله ليجد من قبلها تشجيع حار ليسعد هو ويحاول الاقتراب أكثر واكثر ويضاهي صبري في حركاته…
لتصفق هي فرحة عند اقترابه من سيارة اختها وتشجيعه على الاستمرار على ذلك فقالت بطفولية تانة / أيوة والنبي امشي جنبها عايزة ابقي قريبه منها .
وبرغم أن السيارة كانت مغلقة النوافذ بحكم انها مكيفة إلا أنها فتحت زجاج النافذة على آخره لتشير بيدها الي اختها حتى تلفت نظرها أنها بالسيارة المجاورة لها.
ابتسم جاسر على برائتها في الحوار وطفولتها بالافعال فهي بعيدة عن كل الانواع الذي عرفهم واللاتي كان كل همهم لفت نظره اليهم ليس إلا.
فكانت أشبه بالطفلة السعيدة فأغلق مكيف السيارة وفتح كل نوافذ السيارة وهو يقول لها بسعادة / عيوني لك انتي تؤمري وانا انفذ .
وبالفعل بدأ جاسر قيادته المعروفة بالجنون واقترب من سيارة اختها …
وظل يقترب ويبتعد فلوحت يسرا من نافذة السيارة وتنادي عليها بصوت عالي واحيانا تزغرط واحيانا أخري تصفق مع الاغاني تحت نظرات جاسر المعجبة حتى انتبهت لها يمنى وبدأوا في التلويح لبعضهم ….
سألها جاسر بصوت عال لتسمعه من بين اصوات الموسيقى والسيارات / اسمك ايه ؟
برغم أنه تقريبا يعرف عنها اغلب المعلومات إلا أنه أراد أن يفتح مجال للحديث ولو قليلا وايضا حتى تتعرف عليها أخته أيضا …
اجابته بنبرة عاليه ليصل له/ يسرا .
سعد جاسر كثيرا فقد شعر مجرد اجابتها على سؤاله في عز انشغالها ما هو إلا تجاوب معه ..
لذلك قرر اطالة الحديث معها حاليا عن أي شئ ربما لفت انتباهها إليه وربما وصل لرقم هاتفها الان حتى يتسنى له محادثتها بعيدا عن القيل والقال فهو لا يريد أن يلاحظ أحد بالفرح ملاحقته لها …
فهو معروف بالعائلة عندما يسأل عن أحدٍا فكل الأنظار تتجه إليها وهو لم يريد لها ذلك على الأقل حاليا…
لذلك توخي الحذر برغم محاولته في التقرب منها ولفت انتباهها ولكن كان كل همه أن لا يلفت الأنظار إليها…..
فأكمل حديثه مستكملا باقي المعلومات عنها والذي ود أن يعلمها لأخته بطريقة غير مباشرة / انا اسمي جاسر وبشتغل مهندس وانتي خلصتي تعليم ولا لسه ؟
يسرا ببساطة / انا لسه في رابعة جامعة كلية تجارة انجليش .
جاسر / جامعة ايه يا يسرا؟
يسرا / جامعة القاهرة .
ابتسمت هند اخت جاسر لتفهمها ما يرمي إليه أخيها ونظرت له بطرف عينيه لتجده ينظر إليها بابتسامه ويقول بصوت تسمعه بمفردها / ايه رايك ؟؟
فهمت ما يريده أخيها فغمزت له بعينيها واتسعت ابتسامتها لتقول لها بصوت عالى يصل لمسامع يسرا ما لا يستطيع جاسر قوله / عسولة خالص يا يسرا وشكلك صغيرة ميديش سنة رابعة خالص…
مازالت يسرا تلوح لأختها وسط حديثها وسعيده بقيادة جاسر التي رأت انها تقربها من سيارة اختها لتلتفت إليهم وتجيب على هند / كتير فعلا بيقولولي ملامحك صغيرة …
ثم وجهت حديثها لجاسر تطلب بحماس / أيوة أيوة والنبي قرب منهم كمان
اسرع جاسر بقيادته لينفذ ما تريده منه بينما تشبثت أخته بمقعدها وهي تردد / مجنونة زيك وربنا …
ابتسم جاسر لاخته وكأنه يشكرها على مدحها لها فقد شعر تشبيهها به نوع من أنواع الاطراء فهو سعيد جدا أن بينهم عناصر كثيرة متشابهه…
نظر لها عبر المرآة الأمامية ليتابع طلاقتها وطفولتها ثم اطلق تنهيدة عالية وصلت لمسامع أخته مما جعلها تنتبه لما يحدث نفسه به / مش ملامحك بس اللي صغيره ده ملامحك وروحك وافعالك عسل اوي يخرب بيتك….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى