روايات

رواية وميض الحب الفصل الخامس 5 بقلم لولي سامي

موقع كتابك في سطور

رواية وميض الحب الفصل الخامس 5 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء الخامس

رواية وميض الحب البارت الخامس

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة الخامسة

اصطفت السيارات أمام القاعة وتلاها سيارة جاسر التي خرجت منها يسرا منطلقة لأختها تساعدها في الخروج من السيارة مع عبدالله وأخذت تحتضنها والدموع تترقرق بعينيها …
ثم هندمت لها الفستان والطرحة فهي تحب أن تظهر اختها بأبهي صورها …
حتي تقدمت منها امها سعيدة وأخذت ابنتها بأحضانها ولم تستطيع أن تتماسك من فرط سعادتها برؤية ابنتها بفستان الزفاف فدمعت عيونها وأخذت تطلق عدة زغاريد تعبيرا عن كم سعادتها وكتنبيه لوصول العروس وفرحتها بها .
بدأت موسيقى استقبال العروسين بالنقر ليخرج كل من بداخل القاعة ويجتمع الكل أمام العروسان ليجتمع كلا من دعاء وصفاء وسمر ويبدأن بإشعال شمع العروس …
الذي يكون بمقدمة العروسين ..
أقدمت عليهم يسرا بوجه بشوش والسعادة طاغية على ملامحها فقد أرادت مشاركتهم في هذه الفقرة ظنا منها أنهم يعلمون بمشاركتها حينما رأت شمعة رابعة معهم ولكنها فوجئت برفضهم القاطع والوقح بنفس الوقت قائلين لها / لا يا قمر ده الشمع بتاعنا احنا اللي جايبينه …
ولو قصدك على الشمعه الرابعة دي فاحنا هنديها لجارتنا ….
كنتي جبتي معاكي لو كنتي عايزة …
شعرت يسرا بالاحراح الشديد ووقفت تستوعب موقفهم بينما توجهوا هم أمام العروسين لتنتبه لحالها والدتها التي حزنت من أجلها ولكنها أرادت أن تنهي الموقف وان لا تعطي لهم الفرصة بإفساد فرحتهم فربتت على كتفها قائلة بجدية /ميهمكيش المهم خليكي جنب اختك مفيش وقت للزعل ومتفرحيش حد فينا يالا بينا ….
توجها كلا من يسرا وسعيدة ليقفا بجوار يمنى التي كانت تتلفت يمينا ويسارا باحثة عنهما حتى وجدتهما بجوارها ليكسو وجهها ملامح الاطمئنان بعد أن بهت قليلا حين فقدتهما ….
كل ذلك كان تحت أنظار جاسر بسبب تتبعه لها بعد أن صف سيارته وحاول اللحاق بها وسط الزحام ليحزن لحزنها كثيرا وشعر بالغضب من بنات عمه فهو يعلمهن جيدا لذلك أراد أن يرد لها اعتبارها ويشعرها بقليل من السعادة …
ذهب بالقرب منها في حين بدأت الزفة بتبخير العروسين ليهمس لها قائلا / انسه يسرا بتعرفي تمسكي شمروخ أو صاروخ يعني ؟
لمعت عيون يسرا فرحا وكانها وجدت ضالتها لتصفق وهي تقول له / أيوة طبعا معاك واحد .
شعر جاسر بفرحة وسعادة تغمرة عند رؤيته فرحتها لتتسع ابتسامته وهو يقول لها / واحد بس قولي عشرة …
خدي ده والولاعة عقبال ما اطلع الباقي من العربية ..
اخذت منه الصاروخ وتوجهت أمام العروسين لتشعله وهي تقفز أمام اختها بسعادة طاغية وتتراقص على انغام المزمار البلدي حتى انطفأ الصاروخ ليمدها جاسر بالآخر فتزداد سعادة يسرا ويزداد مع سعادتها سعادة جاسر بينما كان هناك من يزداد غضب وحقد ويشعل الحريق بقلبهن كنار الصاروخ بسبب أنها سرقت منهم الأنظار….
انتهت الزفة ووصلا العروسين لمنتصف القاعة لتبدأ فقرة الرقصة الافتتاحية ليقف عبدالله أمام يمنى ويقترب منها رافعا نظرها إليه لتبتسم وتضع يدا على كتفه والأخرى في كفه ليحتضن هو خصرها ويقربها منه كان يود لو يزرعها باحضانه ولكنه أخذ يصبر نفسه….
صدحت بالارجاء موسيقى اغنية ( حالة خاصة ) وبدأن يتمايلن على انغام وكلمات الموسيقى والتف حولهم شباب العائلتين في دائرة يصفقون ويتمايلون ..
لاحظت يسرا نظرات الوله والتيه بين اختها وزوجها وخاصة وهي تعلم أن اختها من اختارت اغنييتهم هذه…
لتشعر بالخوف عليهم من الحسد فتقدمت منهم وامسكت بطرف طرحة اختها تلقيها من فوق رؤوسهم فأصبحت كغشاء يخفيهم عن الأنظار …
اعجب جاسر بحركتها كثيرا وتمنى لو اجتمع معها بنفس الموقف …
عادت إلى موقعها بالدائرة لتجد نفسها بحوار جاسر الذي جاء مسرعا من الخلف ليقف بجوارها نظرت له بابتسامة صافية وأخذت تصفق وتتمايل مع الأغنية حتى حسم جاسر قراره وهمس لها باستعطاف / تسمحيلي بالرقصة دي….
أكمل سريعا يبرر طلبه حتى تقتنع / يعني علشان تكوني جنب اختك وتشاركيها فرحتها .
ابتسمت يسرا وسعدت باقتراحه بل أنها شعرت أنه متواجد اليوم فقط لإكمال فرحتها باختها والاقتراب منها في كل أوقاتها ….
اومأت برأسها عدة مرات سريعه وذهبت معه بالمنتصف ليبدأ جاسر بوضع يده على خصرها والاقتراب منها ….
وهنا جحظت أعين يسرا وادركت خطأ قرارها…
فهي لم يلمسها أحد من قبل بهذا الشكل أو هذا القرب ….
لاحظ جاسر توترها ليبتلع لعابه ويهدأ من ثورة قلبه فربما حماسه وسعادته جعله لا يشعر بذاته وهو يحاول خصرها بيده ويقربها إليه بلهفة….
ليحاول تخفيف يده وابتعاده قليلاعنها فقد توقع من اضطرابها أن هذه مرتها الأولي بالرقص مع أحد…
لا ينكر أنه سعد كثيرا بهذا ليحاول بخبرته إذابة توترها فمال على أذنها حتى تسمعه من صوت الموسيقي العالي قائلا/ متخافيش احنا هنرقص جنبهم بس ….
وانا هبعد ايدي متقلقيش خالص…..
بالفعل شعرت أنه ابتعد بقدر كافي ولكن ما زال رائحة عطره تأسرها مما افقدها التركيز فيما كانت مقدمه عليه ….
حاولت الإنتباه مع اختها حتى تشغل بالها عنه فاقتربت من اختها تحاول لفت نظرها أنها بجوارها….
كخبير سابق يستطيع قيادة الرقصة فهم جاسر خطواتها ليحاول الاقتراب من عبدالله ويمني فاصطدم بظهر عبدالله قاصدا لفت انتباهه…
حينها انتبه بالفعل عبدالله وازاح الطرحة من فوق رأسهم ليجد جاسر مع يسرا فغمز له ليبتسم جاسر …
بينما كانت تلوح لأختها وتلقي عليها القبلات والمباركات وهم في قمة السعادة …
انتبهت يسرا على صوت جاسر القريب من أذنها وهو يقول بصوت حاني/ انتي جميله كدة على طول ؟
التفتت إليه وهي ترمش باهدابها لينظر بداخل عيونها ويكمل جملته / اصل كل لما اشوفك الاقيكي احلي من المرة اللي قبلها….
ابتلعت يسرا ريقها لما تسمعه من إطراب لم تسمعه بهذه الاحاسيس من قبل …
اشتعل وجهها خجلا ولم تستطيع مجاراته بالحديث ليستغل جاسر حالتها من الصدمة ويكمل ما يود قوله / ليه الكسوف ده كله انا لسه مقولتش حاجه علشان وشك يحمر كدة …
دانتي لو تديني الفرصة هقول حاجات كتير اوي..
وبصراحة مش هلاقي فرصة احسن من كدة…
نظرت يسرا للاسفل لينتبها كلاهما على تصفيق الجميع حين حمل عبدالله يمنى بنهاية الأغنية وأخذ يلف بها لتعلوا صفارات التشجيع …
لتبتعد يسرا قليلا عن جاسر بينما هو مازال تحت تأثير قربها المهلك له….
حاولت اشغال نفسها فانتهزت بداية الاغاني الشعبية لتتوجه إلى اختها تقفز وترقص معها ولكن كلا منهن ذهنها مشغول بحالها ….
لاحظت يمنى تغير ملامح اختها ونظراتها التي تنحرف بين البرهة والأخرى تجاه جاسر الذي كان يتابعها بنظراته وقلبه يرفرف من السعادة على نظراتها البسيطة تلك لتقترب منها اختها تسالها/ ايه هي الصنارة غمزت ولا ايه؟؟
اطبقت يسرا شفتيها كمحاولة لكبح ابتسامتها ثم قالت / اسكتي يا يمنى ده الموضوع طلع صعب اوي …
دانا حالتي صعبة اوي ومش عارفه اتصرف…..
وانتي جايه تتجوزيلي النهارده اسأل مين انا ؟
أمسكت يمنى بيد اختها وتوقفت عن الرقص قليلا لتعتذر لمن حولها أنها ستهندم طرحتها …
توجها كلتاهما إلى المقعد لتطمئن على اختها وهي تطلب منها أن تتصنع هندمة طرحتها وهي تسالها بتعجب / ايه ده معقولة يسرا القادرة محتاسة !!!
مانتي كنتي وقحة ولسانك شبرين قبل الفرح!
مسحت يسرا على وجهها بخجل والإبتسامة تزين ثغرها وقالت وهي تنظر إليه حينما وجدته يتراقص مع الرجال / انتي عارفه بقي الإنسان وهو جوة الموقف غير براه خاااااالص ….
احتضنت يمنى اختها كنوع من التهنئة ولا احد يعرف مَن يهنئ مَن لتقول لها بتمنى / ربنا يهنيكي يا حبيبتي ويسعدك …
ومتقلقيش اخلص ليلتي واكون معاكي …
ثم غمزت بإحدى عيونها وهي تقول لها باطراء / بس بجد الواد يستاهل ….
نظرت لها يسرا بخجل واطلقت تنهيدة حارة وبنبرة حالمة قالت / اااه بجد يستاهل اوي وده اللي مخليني مش عارفه اقول حاجه….
ولا كلامه يا يمني بصي بيعملي ايرور مبعرفش ارد … .
يمني باستغراب سالتها/ انتوا لحقتوا ؟
– لحقنا ايه ده من اول العربية وهو مش عتقني وانا عاملة نفسي مش واخدة بالي …
اسكتي بقي وخلينا في ليلتك دلوقتي….
نطقت يسرا بجملتها ثم سحبت اختها لساحة الرقص مرة أخرى ..
بينما انشغل جاسر بالرقص وسط عائلتهم ليتطوع جاسر ويرفع عبدالله علي أكتافه ويتراقص به حتى انتهت الأغنية ليهبط عبدالله عن أكتافه ويربت عليه قائلا وهو يوكزه / نردهالك في فرحك أن شاء الله .
ابتسم جاسر ونظر اتجاه يسرا وقال/ قريب ….
قريب اوي يا عبدالله.
بدأت الفتيات والشباب يتراقصون على اغاني المهرجانات حتى صدحت اغنية ( شيك شاك شوك) لتتسع الفتيات ويصنعن دائرة ويجذبون يسرا بالمنتصف لمعرفتهم بحرفيتها …
توسطت يسرا ساحة الرقص وأخذت تتمايل بحرفية شديدة حتى أن عيون الكاميرا انتبهت لتركيز الجميع على دائرة محددة ليقترب المصور وصعد على أحد الكراسي ليستطيع التقاط رقصها من وسط الجموع …
بدأت شاشات العرض تعرض رقصها في جميع أرجاء المكان وانتبه الجميع لها ليصل لمسامع جاسر مدحهم وتغزلهم بقوام من ترقص وبرقصها البارع…
بل إنه استمع تمنى البعض لو تتراقص له بمفرده…
فالتفت ينظر بالشاشات ليرى عن من يتحدثون!!!
لتجحظ أعين جاسر ويشعر بالدماء تغلي بعروقه وود لو امسك بكل من تلفظ والقنه درسا قاسيا ….
بل تمنى أن يفقع عيون كل من رأها حتى لا يستطيع أن يراها أحدا في مخيلته ….
حسم قراره وترك عبدالله بمفرده الذي شعر به الاخير أنه سيرتكب جريمة عما قريب ….
توجه حيث دائرة البنات وحاول المرور من بينهم بصعوبة حتى وصل لها بصعوبة بالغة في اقل ثواني ليجذبها من مرفقيها معتذرا للمحاوطين وقائلا/ عن اذنكم علشان باباها عايزها ،تعالي يا هانم معايا والدك عايزك.
نطق باخر جملته من بين أسنانه وهو يجذبها لتسير خلفه بخطوات سريعة غير ملاحقة خطواته الواسعه
ولم تدرك الي اين يأخذها ولكن كان قلبها يرتعد من طريقته معها ومن قول أن والدها يريدها فهل رآها والدها ترقص ؟
هي متأكدة أن البنات كانت تحيط بها من كل اتجاه إذا فلما يطلبها والدها وبهذه الطريقة ؟؟؟
ولكن السؤال الأهم لماذا جاسر الذي أخبرها ليس أحد من عائلتها !!!
لتدرك حينها أن هناك أمر خاطئ وهنا سحبت يدها منه وتوقفت وهي تتنفس بوتيرة سريعة دليل على نهجانها من أثر الهرولة التي كانت تلاحق به خطواته الواسعه لتسأله/ فين بابا اللي عايزني وليه قالك انت بالذات؟
توقف جاسر عن خطواته فور سحب يدها منه ونظر لها وعقد ساعديه أمام صدره عاقدا حاجبيه دليل على غضبه ولكنه لم يتفوه ببنت كلمة…
لتقلق يسرا من عيونه التي يبدو عليها الغضب ونظراته المشتعلة تلك لتتلفت حولها فإذا بها ادركت أنهم ابتعدا عن الفرح لتتراجع خطوة للخلف وقد بدأت تشعر بالذعر …
ثم عاودت سؤالها مرة أخرى ولكن بطريقة مختلفة عن المرة السابقة فهذه المرة أكثر توترا وقلقا لبعدهم وانعزالهم في مكان بعيد بمفردهم/ فين بابا ؟
وجايبني هنا ليه ؟
ضيق جاسر عيونه محاولا تهدأة حالة الغضب الذي تعتريه وهو يفكر كيف يحدثها بالأمر!؟
فهو ليس له أي سلطة عليها لذلك حاول انتقاء الكلمات والأسلوب لينظر بداخل عيونها بنظرة تملؤها الغضب ليسألها بدوره ولكن بطريقة زادت من توترها/ ايه خايفة أننا لوحدنا!؟
ولا تكونيش خايفة من باباكي بجد؟
توترت يسرا وشعرت بالخطر يتزايد بقلبها فنظرت حولها تحاول رسم خطة الهروب ثم ابتلعت ريقها وتصنعت القوة وقالت/ اولا انا مش خايفة منك ….
وبالنسبة لبابا دي حاجه ثانية اسمها بحترم بابا و….
قطع حديثها عندما سمع لآخر جملتها لينقض عليها بغته مقتربا بشدة لتشهق وتتراجع سريعا للخلف لتسأله بفزع وبصوت عال / حضرتك بتقرب ليه دلوقتي ؟ …
ميصحش كدة على فكره……..
لو سمحت ابعد شوية .
ظلت تتراجع للخلف مع كل جملة تنطق بها بينما هو كان يتقدم بخطوات مضاعفة لخطواتها حتى شهقت عندما اصطدمت بظهرها بالحائط لتنظر خلفها بجزع وكأنها تتأكد من وجود الحائط ….
لتلتفت سريعا إليه وتنظر تجاهه لتجده قد حاصرها بذراعيه فأشارت إليه باصبع السبابه وهي تتصنع القوة وكأنها تهدده….
ولكنها كانت قوة واهية فقد قرأ رعبها حينما رأى الدموع تترقرق بمقلتيها وهي تقول / لو قربت اكتر من كدة والله هصوت والم عليك الفرح كله .
ثم أغلقت عيونها رعبا ….
وكأنها برعبها هذا وارتعاش شفاها أمام أنظاره أخمدت نار الغيرة بداخله بل وانسته كل ما صدر منها لتتحول نظراته من غاضبة لعاشقة وتتركز نظراته على شفاهها المصطبغة باللون الوردي اللامع والمرتعش وكأنها ترسل دعوة صريحة للتقبيل ..
مال قليلا عليها ليلبي دعوة هذه الشفاه …
كاد أن يغيب عقله مما يراه امامه من مغريات يعشقها كثيرا ويتوق لفعلها خاصة معها لولا انتبه عقله لما هو مقبل عليه…
وربما ما يود أن يفعله يجعلها ترتعب منه ليغلق عيونه عند آخر لحظة ويحاول التماسك قليلا…
ليقترب من أذنها هامسا لها / اولا مهما تعلي صوتك محدش هيسمعك علشان احنا بعدنا والفرح شغال والسماعات عالية .
شعرت بانفاسه الساخنة تلفح بشرتها لتزيد من غلق عيونها وعقلها بالكاد يترجم جملته ويحاول أن يجد حلا في هذا القرب المهلك والانعزال الخطر ….
ليكمل جاسر حواره وكأنه أراد أن يتلاعب باعصابها بل ويثيره منظرها تلك / ثانيا لما انتي بتخافي كدة عملالي سبع رجالة في بعض ليه ؟
لتهز يسرا رأسها يمينا ويسارا وكأنها تتنازل عن هذه الصفة .
فور رؤيته لحالتها تلك تملكته حالة من الضحك ولكنه حاول أن يكتم ضحكته ويكمل ما يفعله / ثالثا يا هانم ينفع واحدة محترمة زيك ترقص رقص بالشكل ده واللي رايح واللي جاي يتفرج عليها.
وهنا فتحت يسرا عيونها على وسعها لتدافع عن حالها متناسية الوضع الذي هم به فأسرعت قائلة / لا والله ابدا انا البنات كانوا محاوطني ومش ظاهرة لحد خالص ومحدش شافني خالص….
رفع جاسر كلا حاجبيه تهكما على سذاجتها ونظر بعيون غاضبة لها وهو يقول/مصور الفيديو يا هانم طلع على كرسي وصورك واتعرض الفيديو على شاشات القاعة كلها وكل اللي بالقاعة اتفرجوا عليكي .
إزاي الحال بقى ؟؟؟
شهقت يسرا واتسعت حدقتيها بعدم تصديق واضعة يدها على فمها وهي تتخيل كل من رأى رقصها وكيف ستواجههم بعد ذلك فأخذت تحرك راسها يمينا ويسارا كحالة من الرفض ليتراجع جاسر خطوتين للخلف وينظر الي جسدها بنظرة وقحة قاضما شفتيه السفلية معلقا/ بس رقصك كان نار الصراحة .
فور نطقه لجملته ونظرته تلك التي اشعرتها بالدونيه رفعت يدها وكادت أن تضربه على وجهه لولا ان أمسك بيدها لتصرخ بوجهه معارضة / اخرص يا قليل الادب واوعي من وشي ومتبصليش كدة تاني .
مازال ممسكا يدها ليبتسم جاسر على تحولها وشراستها فيلعب على وتر شراستها تلك ويقول لها محذرا / تاني مرة ايدك متترفعش عليا ابدا فاهمة ؟؟
كادت أن تنطق بالرفض ليفزع بها / فاااهمة …
ارتعبت أمامه وأخذت تومأ برأسها ليردف بحديثه بكل هدوء / ثم قوليلي ضايقتك الجملة ولا النظرة ؟؟
لو على الجملة فأنا سمعت عليكي اللي اكتر من كدة….
ولو على النظرة فدي اكتر نظرة محترمة شافتك وانتي بترقصي .
لمعت الدموع بعيونها وشعرت بالخزي والانحطاط من روحها بعد حديثه هذا لتنظر للاسفل خجلا من حالها ولم تستطع نطق ولا كلمة ليستطرد جاسر حديثه وقد اعحبه أنها خجلت من روحها لتلين نبرته وهو يقول / متعمليش كدة تاني مش عايز اشوفك بترقصي خااااالص قدام حد ……
كادت أن توافقه الرأي وتحرك رأسها بالموافقة الا انها توقفت حين نطق / إلا انا !!!.
تبدلت حالتها مع اخر كلمه منه فبدل أن كانت تنظر للاسفل رفعت راسها سريعا لتنظر إليه بعيون متسعة وكأنها لا تصدق وقاحته الصريحة تلك ليبتسم هو بكل برود يكمل موضحا / يعني لما اطلب ايدك أن شاء الله وتكوني حلالي.
رمشت باهدابها فلم تجد كلام لتجيبه على ما قاله…
ظلت تنظر إليه بتيه حتى اخفضت رأسها للاسفل خجلا ونطقت اخيرا بصوت متحشرج/ عايزة ارجع القاعة لو سمحت.
وضع جاسر سبابته أسفل ذقنها ليرفع وجهها وينظر داخل عيونها ويسألها برجاء/ مش هرجعك الا لما تقوليلي انك مش هترقصي تاني قدام حد ابدا ..
اخفضت راسها مرة اخرى وهي تومأ برأسها بالموافقة …
لتشق الابتسامة ثغره وينظر لها بتمني ووله وعيونه تطوف على ملامحها وكأنه يريد أن يحفظ كل تفصيله بها جيدا قبل أن يغادران خلوتهما
فجأة امسك كفها لتفاجئ يسرا بما يفعله فتحاول سحب يدها منه ولكنه تشبث بها جيدا وطبع قبلة رقيقة عليها قبل أن يفك حصارها …
لتنطلق هي من أمامه مسرعه تجاه قاعة الفرح ولكن بحال غير الحال فهي الان مشتته النفس والروح…
حتى مسكة يده لها غير التي جذبها بها من بين الجمع …
شعرت أنها أصبحت أكثر حنانا واحتواءا …
ماذا فعلت بقلبي البتول العاصي
ليقع اسير لمستك الرقيقة تلك
ويتحول من متمرد لمذعن لرغباتك
منذ أن تلامست أيدينا لتتعانق قلوبنا
وكأنها على موعد من اللقاء
وصلت الي القاعة ولم تدرك كيف وصلت أو متي وصلت ولكن كل ما أدركته أنها أصبحت بجوار اختها وعيونها ما بين جاسر الذي تبعها ولم يزيل عيونه عنها وهو مبتسم دائما .
هدأ الفرح قليلا فقد حانت فقرة التقاط بعض الصور ليتوافد الأهل والاحباب حتى أتت دعاء لتتصنع نصح يمنى فقالت لها / كفاية كدة مترقصيش تاني علشان ترتاحي شوية بدل التنطيط ده .
شكرتها يمنى على النصيحة ولكنها أرادت أن تحتفل باليوم فأجابتها بكل بساطة/ وماله لما اتعب النهارده هو يوم واحد ومش هيتكرر تاني المهم نفرح .
استشاطت دعاء غيظا لتحاول إقناع أخيها بأن لا يطاوعها على الرقص مرة أخرى ليتبدل وجه يمنى حزنا حين وجدت عبدالله يوافقها الرأي ….
لاحظت يسرا تغير وجه اختها فأرادت أن تبعد من يعكر صفو ليلتها لتذهب إليها وتحججت بالتصوير مستأذنة / لو سمحت عايزة اتصور مع اختي أنا وماما ….
نادت يسرا بالفعل علي امها وخالتها لالتقاط صور تجمعهم مع العروسين.
لتتزحزح دعاء قليلا جانبا وتقف بجوار أخيها بينما أوقفت يسرا والدتها وخالتها بجوار عبدالله لتتزحزح دعاء مرة أخرى ثم توجهت هي لتقف بجوار اختها لينتهز جاسر الفرصة وانشغال الجميع ليهرول ويلحق بالمكان الخالي بجوار يسرا عند التقاط الصورة …
لتتعجب يسرا من جرأته وتنظر إليه ليهمس لها بجوار أذنها/ احلي صورة في حياتي هحتفظ بيها دايما علشان ده اول صورة تجمعنا عقبال صورة فرحنا…..
قضمت يسرا شفتاها لتلتقط الكاميرا صور اخرى لهم وهو يهمس لها وهي تنظر بخجل وعيونها تبتسم ووجها يشع حمرة وتضغط على شفاها فتكون صورة جميلة معبرة عن بدايات جميلة فهل ستستمر هذه البدايه؟
…………………………………
انتهي العرس وقامت كلا من العائلتين بتوصيل العروسان إلي منزل الزوجيه وتوديعهم …
صعدا عبدالله ويمني الي شقتهم ليفتح عبدالله باب الشقة ولكن امسك يدا يمني مانعا إياها من الدلوف وقال لها وهو ينظر بعيونها/ انا عامل ندر متدخليش الشقه وانتي عروسة على رجلك لازم اشيلك.
تفاجات يمني أنها مرفوعه عن الأرض لتتشبث بعنقه وتخفي وجهها بداخل صدره شاعرة بالسعادة تغمرها ….
اغلق الباب بقدمه حتى شعرت به وهو يجلس ويضعها على قدمه وبين أحضانه لترفع وجهها من صدره فإذا بهم على الفراش فازداد توترها وخفقان قلبها لتحاول أن تستقيم من احضانه ولكنه حاول تهدأتها لتسأله باستنكار / انت جايبني هنا ليه؟
تعجب عبدالله من سؤالها ولكنه راعى خوفها ليمسد على ظهرها ثم مرر أصابعه على وجنتيها قائلا/ جايبك هنا ليه!
مش ده اوضتنا يا قلبي !
مالك بس خايفة من ايه ؟
ابتلعت لعابها بصعوبة وزاد خفقان قلبها وأخذت تنظر يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن شيء ما وهي بالحقيقة تبحث عن مبرر لتوترها قائله/ ااااه اوضتنا طبعا بس …..
قصدي يعني…..
ااه صح مش المفروض الاول ناكل اصلي جعانه اوي .
ابتسم عبدالله وامسك يدها ولثمها بتروِ شديد بغرض تهدأتها وهو لا يعلم أنه بهذه الحركات يزيد من اضطرابها/ اه طبعا يا قلبي هناكل ونشرب ونصلي ونعمل كل اللي انتي عايزاه .
ثم اقترب منها وداعبها بأنفه وهو مبتسما واردف مكملا/ واللي انا عايزه برضه بس لما تغيري هدومك ولا هتاكلي بالفستان!!!!
فركت يمني يدها من فرط فوضى المشاعر التي تنتابها لتقول وكأنها تريد أن تهدأ من روعها وتقنع حالها أن ليس هناك ما يستدعي لكل الذعر هذا / اه طبعا هغير الفستان …
طب بعد اذنك اتفضل بره علشان اغير .
ابتسم بجانب واحد وقال بخبث واضح/ عيوني يا جميل بس انا خايف لتحتاجي مساعدة ولا حاجه ؟
استقامت سريعا من بين أحضانه وسحبته ليستقيم وأخذت تدفعه أمامها لتخرجه خارج الغرفة قائلة/ لا لا مش هحتاج مساعدة أخرج انت بس ولما اندهلك تعالي ….،..
يالا بقي.
استطاعت أن تجعله خارج الغرفة وحين جاء لينطق وجد باب الغرفة قد أغلق بوجهه فابتسم وقال بصوت عال حتى يصل إليها / طب كنت عايز اخد هدومي علشان اغير انا كمان .
ولكن لم يجد رد فاتجه ليجلس بالمقعد منتظر انتهاء يمني من تغير ملابسها …..
بينما يمني فور اغلاقها الباب وضعت يدها على قلبها لتهدأ من ثورته وتحاول طمأنته ثم توجهت امام مرآتها محدثه نفسها / ايه مالك خايفة من ايه ؟؟
مش ده عبده حبيب قلبك ؟؟
مش كنتي بتعدي الايام علشان تتجمعوا مع بعض ؟؟
اهدي كدة مفيش حاجة تقلق أن شاء الله…
وبدأت بمحاولة فتح أربطة الفستان الخلفية ولكنها فشلت ….
حاولت مرارا وتكرارا ولكن لم تستطع ظلت تدور حول نفسها ربما استطاعت يدها أن تصل لمقدمة الرباط …
ظلت تذهب وتعود بطول الغرفة وعرضها تحاول فتح أربطة الفستان الخلفية ولكنها أيقنت أن لا فائدة وان الفشل حليفها…
وقفت خلف الباب تفكر ماذا لو طلبت منه المساعدة!!!
ولكن كيف فهي محرجة للغاية …
حتى طرق عبدالله علي باب الغرفة قاصدا تعجلها / هااا خلصتي ولا لسه يا قلبي؟
حاولت صياغة جملتها لتقول وهي تقضم اظافرها وبصوت خافت يكاد يسمعه/ لسه …
لسه يا عبدالله…
ابتسم عبدالله من الخارج على خجلها وعرف أنها قد تكون أخفقت في فتح الفستان ليحاول مساعدتها وإزالة الخجل / طب ومالك رسمية اوي كدة ليه ؟؟
على العموم لو محتاجة مساعدة انا في الخدمة .
زاد اضطرابها وقضمت على شفتيها قائلة بصوت يكاد يسمع / انا بس عايزة افتح رباط الفستان…
بس والنبي بأدب.
انفرجت اسارير عبدالله بل شعر أن قلبه يتراقص واحس كأنه استنشق الهواء كله ليرد عليها بنبرة فرحة / طبعا يا روحي بأدب اكيد ….
بس انتي افتحي .
فتحت يمني الباب وهي تنظر للاسفل بخجل ثم فور دلوفه اولته ظهرها قائلة/ يالا افتح الرباط واخرج بسرعة .
نظر لها عبدالله وحرك رأسه بلا فائدة ثم بدأ بالاقتراب منها وهمس بصوت عذب بالقرب من أذنها قائلا/ عيوني يا قلبي انتي تؤمري وانا انفذ.
أغلقت يمني عيونها وقضمت على شفتيها كمحاولة لكتم أنفاسها المتسارعة فور همسه لها لتحاول تهداة حالها وتنظيم انفاسها بينما وصل لعبدالله صوت أنفاسها المتسارعة ليرحم قلبها ويبدأ بفك الأربطة بكل هدوء وتروي
فور أن ظهر أمامه بشرتها البضة البيضاء لم يستطع التحكم بذاته فاخذ يمرر اصبعه على جلدها الناعم ويود لو تذوق هذا الجمال ظل على هذه التيه وهو يفك الأربطة …
بينما هي انتفض جسدها واقشعر فور لمسته لها لتشدد على غلق عيونها أكثر حتى شعرت أن الفستان ينزلق من عليها فأمسكت بمقدمته وقضمت شفتاها لتتفاجأ عبدالله يقترب من جيدها ويوزع قبلات متفرقه عليه ويهبط متتبعا أربطة الفستان على طول ظهرها فشعرت يمني باقتراب الخطر لتستدير وهي تقول له بأنفاس لاهثه/ ش….. شك…..شكرا يا عبدالله……
ممكن……ممكن تطلع علشان اكمل لبس .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى