رواية وميض الحب الفصل الثاني 2 بقلم لولي سامي
رواية وميض الحب الجزء الثاني
رواية وميض الحب البارت الثاني
رواية وميض الحب الحلقة الثانية
احببتك فوق المحبين حبا
حتى أصبحت أرى التنازل عن حقوقي من إحدى حقوقك علي!!!
احببتك فوق المحبين حبا …
حتى أصبحت أرى الوجود بعينيك!!!
احببت فوق المحبين حبا ….
حتى أصبحت لا أرى نفسي بدونك !!!
ويا ليتك احببتني هكذا!!!
بمنزل يمني على مائدة الإفطار بعد أن دعت لها والدتها بصلاح الحال، ربت والدها على كتفها بسعادة وابتسامة صافية تحمل كل معاني الاحتواء والحنان ليقول لها/ ده بيت ابوكي …
يعني تأكلي وتملي بطنك من خيره وكل اللي في نفسك تطلبيه متتكسفيش ابدا …
حتى وانتي في بيت جوزك ….
قبل رأس ابنته وهو يردف قائلا/ ربنا يهنيكي يا بنتي ويديني العمر واشيل ولادك.
شعرت يمنى بالامتنان والسعادة لتمسك بيدي والدها تقبلها وهي تأمن على دعوته وتدعو له قائلة / ربنا يخليك ليا يا بابا ويديك الصحة ويجعل البيت دائما مفتوح بحسك..
ثم مالت عليه مؤكدة / وبالنسبة للطلبات متقلقش يا سي بابا هطلب طبعا ومن غير ما اتكسف كمان …
أجابت عليها اختها يسرا / لا يا اختي ابقي اتكسفي ومتطلبيش ….
علشان تسيبي حاجة للي بعدك …
وكزتها سعيدة قائلة / يا بت اختشي لما نبقى نحرمك من حاجة ابقي اتكلمي….
تصنعت يسرا العبوس ثم انطلقت الضحكات منها هي ويمنى حتى هدأن ليكملن تناول طعامهن مصاحبا بعض الغمز واللمز وبعض الضحكات الخجولة فيما بينهن حتي انتهيا من الطعام…
استقامت يمنى محاولة حمل بعض الأواني الفارغة من افطارهم ولكن والدتها واختها أبوا أن تفعل ذلك…
وطلبوا منها أن تتوجه لغرفتها وتبدأ في تجهيز ما تحتاجه معها عند مركز التجميل…..
وبالفعل دلفت يمني غرفتها وشرعت في تجهيز ما تحتاجه واثناء ذلك بدأ ينتابها شعور الحنين لتتوقف عما تفعله واتجهت لمنتصف الغرفة تتلفت يمينا ويسارا وبدأت دموع الحنين تترقرق بمقلتيها وهي تنظر لكل ركن بها وتتذكر كل التفاصيل التي حدثت بغرفتها وكأنها شخص عزيز تودعه وبها خليط من مشاعر السعادة والحزن لتحدث روحها / اخر ساعة اقعد فيكي….
بجد هتوحشيني جدا ….
قضيت فيكي احلي ايام عمري واجمل لحظات سعادة عدت عليا…..
كل احلامي وامنياتي بدأت هنا …
يارب اقدر احققها زي ما تمنيت هناك …
ثم اخذت نفس طويل وترقرقت عيونها بالدموع لتكمل وكأنها تحاور شخص ما / عارفة أنا مسيري يوم هرجع تاني بس أن شاء الله كزائرة …
وان شاء الله يوم ما ارجع اقعد فيكي هيكون علشان اقعد احكي لامي واختي على السعادة اللي انا فيها….
مع السلامه يا احلي اربع حيطان في حياتي…..
ثم أطلقت تنهيدة راحة وكأنها فعلت ما يستوجب عليها فعله من توديع غرفتها….
استدارت لتكمل ارتداء ملابسها وتنظيم مستلزماتها حتى دلفت عليه اختها قائله/ ها يا عروسه لميتي كل اللي هتحتاجيه في الكوافير ؟؟؟
رفعت يمني نظرها لاختها والابتسامة الطفيفة تزين ثغرها وهي تزيل بعض قطرات الدمع التي انسابت على وجنتيها من أثر الحنين لتجيب على اختها بنبرة حزن بسيطة/ اه لميت كل حاجة وهلبس دلوقتي علشان نروح مع بعض …
مش انتي جاية معايا ولا ايه؟؟؟
لمحت يسرا نظرات الحزن وأثر الدموع بعيون اختها لتقترب منها متعجبه وأحاطت وجهها بكفيها سائلة بتوجس/ انتي كنتي بتعيطي يا يمني ؟؟؟
قضبت يسرا جبينها معلقة باستنكار وعدم تصديق / مش ممكن تكوني تعيطي علشان هتجوزي !!!
دانتي كنت مستنية اليوم ده بفروغ الصبر….
مالك يا حبيبتي قوليلي لو حاجة مضايقاكي …
أغلقت يمني عينيها وانسابت الدموع مرة أخري من مقلتيها وهي تقول بتأثر واضح على ملامحها ونبرة صوتها / هتوحشوني اوي يا يسرا….
مش عارفه هبعد عنكم ازاي.!!!
شقت الابتسامة فم الاخيرة وترقرقت الدموع بعينيها هي الأخرى لتحتضن اختها وأنطلقا كلاهما بالبكاء كمحاولة تطييب كل منهم للآخر….
وبعد وصلة بسيطة من البكاء حاولت يسرا تخفيف وطأة الموقف قليلا فقالت / متخافيش مانا مش هبعد عنك كتير ….
هتلاقيني كل يوم والتاني فوق راسكم حتى لو زهقتوا مني …
مانا معنديش دم بقى ولا وش كسوف وانتي عارفه كدة كويس …
ثم خرجت من حضن اختها وهي تبتسم وتقول / لحد ما يجي ابن الحلال بقى اللي هيرحمكم شوية مني وانتوا ونصيبكم جه بعد يوم جه بعد شهر جه بعد سنة مليش فيه .
ابتسمت يمنى وضربت كتف اختها ضربة خفيفة وهي تقول لها / متسربعة على ايه مش عارفه ؟؟؟
ومن ناحية معندكيش دم فده كمان عارفاها ….
دفعت يمنى اختها للامام ناحية الباب حتى تستطيع الاختلاء بنفسها قليلا وهي تحادث زوجها قائلة / يالا يالا علشان منتأخرش …
اطلعي دلوقتي علشان هكلم عبدالله اشوفه هيجي ياخدنا امتي علشان نجهز.
يسرا وهي تنزاح للخارج بصعوبة كمحاولة مزح مع اختها حتى استجابت لها بنهاية الغرفة قائلة / ماشي يا جميل هسيبك براحتك وهخليلك الجو بس متطوليش في المكالمة لحسن أنا عارفاكم ..
وخرجت لتترك لأختها الحرية في التحدث مع زوجها حيث قد تم عقد القران منذ اسبوع بمشيخة الأزهر بحضور الأهل والاقارب وانتهي بخروج العروسين بنزهة كلاهما معا فقط.
………………………………..
بمنزل عبدالله توجها اخوات عبدالله دعاء وصفاء وسمر الي شقة عبدالله وتبعتهم امهم نظرا لكبر سنها وصعودها السلم بصعوبة …
انتظروها البنات عند باب الشقة حتي وصلت لهم وفتحت الام الشقه بالمفتاح الذي معها …
دلفوا جميعا داخل الشقه واحكموا غلق بابها جيدا لتجلس حكمت على اول أريكة تقابلها بينما ظل الاخوات يتلفتون يمينا ويسارا ويتنمرون على تنظيم وترتيب أهل يمنى…
حتى دعتهم حكمت ليستمعوا لحديثها قائلة / تعالوا هنا يا بنات اقولكم اللي حصل خلينا نخلص بسرعة قبل ما اخوكم يحس بغيبتنا…
ثم أخذت تسرد لهم ما تحدثت به مع أخيهم عبدالله وكيفية رد فعله تجاه حديثها عن يمنى وانه لم يتحمل عنها كلمة واحدة ….
ثم انهت حديثها بطلبه في عدم المساس بأي شئ يخص يمنى أو حتى ملابسه لحين مجئ يمني وتعديل ما تريد تعديله حتى لا تغضب منه ….
هنا استشاط الاخوات لما سمعوه لينظروا لبعضهم مقررين التغيير الجذري بكل شئ واي شئ حتى يصلها رسالتهم بأنهم هم المسيطرون …
أخذوا يتفحصون ما تم فرشه بالشقة من قبل أهل العروسه وبدأوا ينتشرون بالمنزل فدخلت دعاء الي المطبخ مطلقة صوت ساخر مما تراه وقالت وهي تتفحص الموجود/ تعالوا تعالوا شوفوا رصين الاطباق ازاي معندهمش ذوق خالص .
بينما توجهت صفاء خزانة الاطباق المدهب ووقفت امامه قائلة / لا لا…
تعالوا شوفوا النيش ايه ده دول ذوقهم بلدي اوي .
بينما وقفت حكمت بوسط الصالة واعطتهم إشارة البدء وكأنها أنارت لهم الضوء الاخضر للبدء لتقول/ اللي عايزين تغيروه يا بنات على مزاجكم غيروه بس بسرعة ….
ثم ابتسمت بجانب شفتيها وهي تردف بخبث قائلة / اعرفوا أننا ورانا حاجات كتير لسه …
ثم توجهت هي إلى غرفة النوم وهي تقول / وعقبال ما تخلصوا كل اللي عندكم هدخل انا وسمر نعدل في اللبس اللي بالدولاب….
أطلقت صوت مصيص وهي تقول / المعدولة واخدة الارفف كلها لحسابها ومكومة هدوم اخوكوا في رف واحد تقولش جايبه الدولاب من بيت ابوها!!!
يالا يا سمر تعالي معايا عقبال ما اخواتك يخلصوا اللي بيعملوا.
توجها كلاهما بالفعل لغرفة نوم ولدها بينما بدأت دعاء التغير في موضع الأطباق والاواني بالمطبخ وليس كأي تغيير بل قامت بانزال ما بالاعلى ورفع ما كان بالاسفل حتى يظهر التغير الجوهري برص الاواني والحلل…
بعد أن انتهت من فعل ما انتوت عليه وقفت مبتسمة أمام كل ما فعلته متخصرة وكأنها نجحت في هدفها والذي كان أكبر من مجرد تغيير….
بل كان الهدف توصيل رسالة معينة وهي أننا قد وصلنا الي هنا وفلعلنا ما نريده بل وأكثر مما نريده …
خرجت للصالة لترى ما فعلته اختها بالنيش لتجد صفاء فعلت مثلها وكأنهم عقلية واحدة ولما لا فهم اخوات من اصل تربية واحدة لتجد أن التغيير الذي فعلته لم يكن تغيرها بشكل تنظيم محدود بما بالخزانة بالشكل المختلف فقط ولكن كان الهدف أنني قد وضعت بصمتي هنا …
لينظروا لبعض مبتسمين دون أن ينطق أحدهم بكلمة…
ولكن النظرات والعقول والنفوس قد تحدثت واتفقت على كل ما هو سئ….
توجها كلاهما الي غرفة نوم اخوهم ليطمئنوا على ما تم بها …
ليجدوا والدتهم حكمت واختهم دعاء انتهوا من إخراج جميع الملابس الخاصة باخيهم وبزوجته من خزانة الملابس ووضعها على الفراش ….
بغرض إعادة تنظيم الخزانة مرة أخري كما يتراءى لهم ….
مع دلوف صفاء ودعاء قالت سمر لهم / تعالوا شوفوا الحاجات اللي مرات اخوكوا جايباها ….
دي طلعت معندهاش ولا خجل ولا حياء خااالص…
ومن الاخر كدة شكلها عايزة تجننه وتخليه لازقلها ليل نهار…..
ثم أطلقت شهقة تبعتها بجملة / ربنا يستر على اخونا .
بدأوا جميعهم يفحصون الملابس عن كثب قطعة قطعة…
مع تفحصهم كانت ترتفع لديهم نار الغيرة بنفوسهم وخوفهم من استحواذ يمني على عقلية اخيهم …
لينطق كل منهم معلقا على ما يروه بالفاظ نابية على زوجة أخيهم وقد تناسن كلا منهن أنها هي الأخرى زوجة…..
بدأوا بترتيب الملابس بطريقة عشوائية غير التي كانت عليها …
كما تم تكديس بعض الأنواع فوق بعضها حتى يتم إخلاء مساحة أكبر لملابس أخيهم وبدأوا بوضع ملابس اخيهم باكثر من رف ….
وبرغم أن العقول والأيدي كانت تعمل بجد واجتهاد لتنفيذ ما أنتوا عليه إلا أن كل هذا لم يطفئ من النيران الداخليه …..
فالنفوس كانت كالبركان الثائر الذي يظل بالغليان حتى يفور تنوره ….
فقد شرعت كل واحدة منهم بترتيب خطواتها القادمة وهي تنتوي على فعل شي لجذب اخوهم اليهم وإبعاده عن زوجته وعدم سيطرة سحر زوجته عليه كما يروه….
كما فعلوا في المنزل وارساء فكرة أننا لنا بصمة بحياتك ويجب أن تعتادي على ذلك….
ليؤكدوا بداخلهم أن بصمتهم ستتعدى مجرد المنزل بل ستصل الي روتين حياتهم الداخلية …..
…………………………………………
بغرفة عبدالله بدأ في إعداد نفسه وارتداء ملابسه حتي يتوجه الي يمني لايصالها الي مركز التجميل ليستطيع العودة سريعا وإتمام ما خلفه من مهام …
انتهى من ارتداء ملابسه وجلس على الفراش ممسكا بهاتفه الذي وجده يصدح قبل أن يطلبها فقد سبقته هي وطلبته لتشرق الابتسامة على وجهه ويبدأ المكالمة بأداء وصلة من الغزل الصريح بمحبوبته/ حبيبة قلبي والله …
اللي دايما مشاعرها سبقاني …
كنت لسه هطلبك علشان أصبح عليكي يا قمر،…
صباح الفل عليكي يا جميل.
ابتسمت يمني وسحبت نفسا عميقا وهي تشعر بالانشراح ثم إجابته بدلال تعودت عليه معه/ يا بكاش…..
بقي كنت هتكلمني يا كداب …..
دانا قولت خلع بقي وهيهرب يوم فرحه فقولت لازم اكلمك علشان اثبتك ….
صباح السكر يا قلبي
ضحك عبدالله بعلو صوته حتى دمعت عينيه ثم قال بلهفة المحبين / اهرب !!!! ويوم الفرح!!!!
ده كلام ؟؟؟
يعني افضل صايم وصابر ومفطرش !!!
دانا مستني اليوم ده بفروغ الصبر وانتي تقوليلي اهرب !!!
ثم إني ههرب فين وازاي وأحنا خلاص يا جميل اتكتبنا على اسم بعض ….
كانت تستمع إليه والفراشات تطير تحلق حولها فلم تجد كلام تجيب عليه سوى الابتسامة التي تشرق وجهها…
بينما هو سحب نفسا عميقا قبل أن يستطرد وهو يتخيل حلاوة لقائهم قائلا / انتي متعرفيش انا فرحان قد ايه ؟؟؟
بس اوعدك هقولك كل حاجه النهاردة وهعرفك مقدار فرحتي …
ثم نظر للأعلى وهو يتخيل ما سيفعله قائلا بنبرة لعوبه / بس ابقي لاحقي عليا بقى يا قمر…
ومسمعش كلمة كفاية يا عبدالله ….سامعة …
استساطت يمني خجلا وازداد احتقان وجهها لتتسع حدقاتها وشعرت بالخطر من مجرد حديثه لتشعر أنها يجب أن توقفه حالا لتقول متوسلة / بس بقي يا عبدالله متكسفنيش …
ثم عيب كلامك ده على فكرة ….
صدح صوت ضحك عبدالله ليملئ المكان بينما هي بالطرف الآخر شعرت وكأن انسكب عليها دلو من الماء المثلج وهي تتخيل أن جميع من حول عبدالله يستمعون لضحكاته وتلميحاته ….
ظلت تردد قولها / بس بس هتفضحنا حد يسمعك عيب كدة يا عبدالله…
حتى هدأت نوبة ضحكه ليعلق مستنكرا / عيب !
عيب ايه يا سوسو؟؟؟
ده النهارده بالذات مسمعش كلمة عيب ده خاااالص…
علشان العيب كله هيحصل النهاردة …
والعيب اللي بجد …وهيكون عيب كبير اوي في حقي أنه ميحصلش العيب يا جميل ….
سمع تسارع أنفاسها عبر الهاتف برغم انها لم تنطق بكلمة فتخيل منظرها بحمرة الخجل وهي تنكمش بحالها لا تقوى على الرد فاستطرد قائلا/ يمني رحتي فين يا بت؟؟؟
عارفة انا متخيلك دلوقتي خدودك ومنخيرك حمراااا…
يا نهاري يا يمنى لو قدامي دلوقتي مش عارف اقولك كنت عملت ايه فيكي؟
اطبقت يمني شفتيها وأغلقت عينيها وهي تحاول التحلي بالقوة حتى تردعه ولو قليل فحاولت تغيير الحوار / بس بقي يا عبدالله أنا قربت اعيط منك …
ثم هو انا متصلة علشان تكلمني عن كدة!؟
عض عبدالله على شفتيه وابتسم بوقاحة مطلقا زفيرا حارا يحمل كل أشواقه….
ثم قال محولا الحديث بتلاعب / لا يا قلبي ميصحش فعلا…
معاكي حق الحاجات ده منتكلمش فيها …
الحاجات ده بتحب العملي على طووووووول.
يمني عندما رأت كل الطرق معه مسدودة حاولت اللجوء إلى بعض من العصبية بسبب الخجل المتزايد وبسبب أسلوبه الغير رحيم بها /عبدالله هقفل وربنا بس بقي علشان خاطري حتى ….
قدر عبدالله كم الخجل والكسوف الذي هي به الآن إضافة إلي القلق والتوتر التي تعيشه فقرر أن يرحمها قليلا ليقول لها رأفة بحالها / ماشي يا منمن هسكت اهو وهغير الموضوع كمان …
المهم جهزتي حالك اعدي عليكي دلوقتي.
يمني / أيوة تمام جهزت ووضبت كل حاجه حتى السندوتشات ماما معتقتنيش عملالي قد كدة …
وعلى فكره عملالك معايا متنساش تاخدهم وانت ماشي
عبدالله بابتسامة خبث/ والنبي حماتي ده عسل وفهماني….
مش عايزاكي تفرهدي مني ….
جادعة يا حماتي ربنا يخليكي ليا .
ثم أكمل موصيا لها / يمني تاكلي كل الاكل اللي معاكي وانا هجبلك عصائر كمان….
بصي عايزك النهارده متتعبيش خاااالص علشان ليلتنا طويلة اوي يا حبيبتي.
يمني وقد شعرت أن الحوار سيعود مرة أخرى إلى ما كان عليه لتقول له بكسوف/ مفيش فايدة فيك كل حاجه تقلبها كدة انا غلطانه اني قولتلك امشي يا عبدالله امشي .
حاول عبدالله أن يكتم ضحته ولكنه لم يستطيع ليقول من بين ضحكاته/ خلاص خلاص الحق عليا بنصحك أنا مش عارف هتعملي ايه النهارده بكل الكسوف ده …. شكلك هتفرهديني أنا…
المهم يالا انا نازل دلوقتي اجهزي واول ما ارن عليكي اعرفي اني تحت ….ماشي ؟
يمني باماءه واكملت قائلة/ ماشي هستناك يالا باي .
أسرعت بغلق الهاتف قبل أن تستمع منه لكلمات أخري تخجلها ثم أخذت شهيق عالي والإبتسامة لا تفارق ثغرها ثم وضعت يدها على قلبها لتهدئته من ثورانه…
بينما بالجانب الآخر نظر عبدالله الي الهاتف فور إغلاقها له ليجدها قد اغلقته حقا فابتسم وهز رأسه يمينا ويسارا وهو يشعر بعدم الفائدة قائلا في نفسه /ده لسه بتتكسف !!!!
دانتي كدة هتتعبيني معاكي يا منمن …
أطلق تنهيده وكأنه مقدم على عمل شاق وهو يقول/ يالا ربنا يقوينا ….
واستقام يجمع اشياءه من محفظته وهاتفه وسلسلة مفاتيحه غير مدرك غياب أسرته فهناك ما يشغل باله …
توجه الي سيارته ليستقلها متوجها إلي منزل يمني ليصطحبها هي واختها الي مركز التجميل .
………………………..
بعد إنهاء يمني مكالمة عبدالله بدأت بتجهيز حالها وارتداء ملابسها وجمعت مسلتزماتها وخرجت من غرفتها تنادي على اختها ليستعدا حتى مجئ عبدالله..
دلفت يسرا لترتدي وتستعد بالذهاب مع اختها الي مركز التجميل حتى انتها كلاهما ليهموا في الانصراف ولكن اوقفتهن سعيدة تلقي عليهن بعض الوصايا قائلة / يمني اوعي يا حبيبتي تقصي شعرك انتي عارفه عبدالله بيحبه طويل لما شافه بعد كتب الكتاب ….
فاكرة لما وصاكي متقصهوش انا بفكرك اهو .
نظرت يمني بضيق فكم تمنت أن تغير من نفسها وشكلها ليلة زفافها ولكن كان من وصايا عبدالله أن تحتفظ بطول شعرها فقد عشقه بهذا الحال ويريد أن يستمتع به كما هو فقالت بنزق/ فاكرة يا ماما فاكرة…
ومش محتاجة توصية والله مش هتبقي إنتي وعبدالله خلاص بقي…..
ثم توجهت لتمر من أمام والدتها ولكن سعيدة جذبتها من مرفقيها تكمل باقي وصاياها / استني هنا لسه مخلصتش …
والمكياج ميبقاش تقيل… إنتي شكلك حلو يعني عايزة الاقي بنتي مش الاقي واحدة تانية داخلة عليا ….فاهمة!!
نظرت يمني الي اعلي بقلة صبر ورفعت حاجبيها محاولة إنهاء كم الوصايا قائلة/ ها في حاجة تاني نسيتي تقوليها.
ابتلعت سعيدة لعابها وهي تشعر بمرارة البعد لتنظر لها وعيونها بدأت تتجمع بها الدموع وقالت بصوت متحشرج / أيوة نسيت اخدك في حضني واقولك مبروك .
جذبتها باحضانها ليبدأ وصلة من البكاء كلا منهما.
حتى يسرا كادت أن تشاركهم البكاء ولكنها جاهدت بالاحتفاظ بحالها محاولة تغيير حالهم قائلة / خلاص بقي انتوا كل شوية تقلبوها نكد ليه!!
والله اعيط معاكم.!!!!
اخرجت سعيدة ابنتها من أحضانها وأخذت تكفكف دموعها وهي تربت على أكتاف بناتها/ ربنا يهنيكوا يا بناتي واشوفكم دائما سعداء ….
ثم وجهت حديثها ليسرا قائلة / وعقبال ما افرح بيكي يا يسرا عن قريب يا رب.
اتسعت ابتسامة يسرا وقالت بلهفة وهي ترفع يدها عاليا داعية/ يارب يا ماما يارب… اسمع منها يارب .
ضربت سعيدة يسرا ضربة خفيفة خلف رأسها ثم ضحكن كلا من سعيدة ويمني على أفعال يسرا…
وبعد وقت قليل لا يتجاوز الربع ساعة وصل عبد الله ليهاتف يمنى ويخبرها أنه بالاسفل….
لتقف يمنى مودعة والدتها ووالدها وقبلت رأسهم ثم توجهت وهبطت هي واختها الي الاسفل ليجدا سيارة عبدالله تقف بجوار العمارة وعبدالله يقف خارجها يستند بظهره على السيارة ويعكس قدميه أمامه حتى اذا راهم اعتدل وفتح باب السيارة الامامي فركبت اختها بالمقعد الخلفي لتستقل يمني بالمقعد الامامي بجوار عبدالله ….
ثم استقل عبدالله خلف مقود السيارة والإبتسامة لا تفارقه وشرع في تشغيل محرك السيارة لتبدأ يمنى بالترحيب به .
نظرت تجاهه يمني بابتسامة وهي تقول بدلال طاغي/ ازيك يا پودي عامل ايه .
اطبق عبدالله شفتاه ونظر بمرأة السياره الاماميه ليري إذا كان قد وصل ليسرا لقب الدلع هذا الذي لطالما طلب منها عدم ذكره أمام أحد ….
ولكنه وجد يسرا تبتسم له فابتسم لها ابتسامة صفراء قائلا/منورة يا يسرا والله.
لترد نفس الابتسامة بل كانت أكثر سماجة وهي تقول / بتقولك ازيك يا بودي مش ترد عليها قبل ما ترحب بيا .
وهنا نقل نظره الي يمني التي كانت تنظر له بكل براءة وابتسامه عريضة على شفتاها لتحرك كتفيها لأعلى بمعني (لم أكن اقصد)…
ليحرك عبدالله رأسه بأن لا فائدة ولكن لن يستسلم…
ليوجه نظره ليمني مرة أخري وبدأ يلاعبها بنفس لعبتها فسألها/ اتاخرت عليكي يا قلبي ؟؟
حركت يمني رأسها يمينا ويسارا تعبيرا عن الرفض وهي تقول بسعادة/ ابدا دانت جيت بدري زي ما يكون كنت واقف تحت البيت ومستني.
امسك عبدالله يد يمني وقربها من شفاهه قائلا/ انا فعلا مستني اليوم ده بفارغ الصبر ….
ومستني من زمان اوي كمان …..
ثم طبع قبلة ساخنه على يدها لتشعر يمنى باشتعال وجنتيها بل باشتعال جسدها كله فسحبت يدها وهي تزجر له بعينيها وتنقل نظرها بينه وبين أختها لعله يفهم مقصدها ولسان حالها يقول (خلي بالك اختي هنا) ….
فضحك عبدالله بعد أن فهم نظراتها ورفع حاجبه وحرك رأسه وكأنه يريد أن يرد لها ما فعلته ويقول لها (واحدة بواحدة )
لتعلو ضحكة عبدالله لتصاب يمنى بالعدوى وتضحك عند تفهمها ما يرمي له عبدالله وكيف رد لها فعلتها في نفس الدقيقة ……
لتقول معلقة / مش سهل انت ابدا ….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)