روايات

رواية وميض الحب الفصل الثامن 8 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الفصل الثامن 8 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء الثامن

رواية وميض الحب البارت الثامن

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة الثامنة

س-يدتي ومولاتي واميرتي
يا من ملكتي عشقي ومودتي
أرجو أن لا تنصتي لما يقال فقد لا احسن الحوار
ولا تلتفتي للافعال فقد لا املك الاختيار
فقط تأكدي انك بقلبي مهما تبدلت الاحوال
دلفت عليهم يمني باستغراب من اخر جملة سمعتها / هو في ايه؟؟؟
تجهم وجه عبدالله فور رؤية يمنى وسؤالها ليغلق عينيه أسفا ويطبق على شفتيه وكأنه يبتلع سب نفسه وشعر بالاضطراب ….
فهذا اول يوم بحياته الزوجية ومن المؤكد لن تصمت يمنى إذا علمت أن أهلها وبالأخص والدتها قد تأذت على أيدي أهله …
ثم وزع نظراته بين يمنى وسعيدة قبل أن يجيبها ليعرف إلى أي مدى قد استمعت قائلا/ مفيش حاجه…
انتي بتسألي عن ايه اصلا؟
تعجبت يمنى من مراوغته فقطبت جبينها وبدأت تحلل ما رأته واستمعت إليه طالبة توضيح منه / يعني شفتك بتبوس راس ماما وتقولها حقك عليا وكانك مزعلها !!
في ابه بقى ؟؟؟
نطقت باخر سؤالها وهي تنظر باستفسار تجاه سعيدة التي حاولت الهروب من نظرات ابنتها وقد بدأ على ملامحها الغضب …
بينما تنفس عبدالله الصعداء لادراكه أنها لم تستمع أكثر من ذلك ….
ليحاول اختلاق مبرر يتلائم مع ما رأته حتى وقعت عينيه على صينية العشاء فنمت برأسه فكرة ليقول لها بتأثر / مفيش يا ستي ماما زعلانه على الاكل اللي عملته وتعبت فيه وفي الاخر باظ….
وكمان عاتبتني اني إزاي اسيبك من غير عشا وقالت إن انا المسؤول علشان حضرتك كنت مكسوفة طبعا..
نظرت سعيدة تجاه عبدالله فهي لم تعلم أمر العشاء بعد لتستشيط نظراتها له مجددا بعد أن علمت أن فلذة كبدها لم تذق طعاما منذ الامس فبدأت بالقاء اللوم عليه قائلة / يعني مش حرام يا عبدالله تقعدوا لحد دلوقتي متكلوش!!
والبنت المسكينة دي شكلها اتكسفت تقولك جعانة …
نطقت يمنى بسعادة من خوف والدتها عليها فقالت تحاول طمأنتها / متقلقيش يا ماما عبدالله عمل فطار حلو اوي الصبح واكلني كويس ….
نظرت لها سعيدة بشفقة وهي تقول / مينفعش الفطار العادي ده انتي عملتي مجهود كبير لازم تتغذي علشانه …
هنا احمر وجه يمنى وشعرت بالخجل لتنظر للاسفل بينما عبدالله ضحك قائلا / طب وانا يا حماتي مش محتاج اتغذي ؟؟؟
نطقت له بعتاب وهي تقول / والله انت لو كنت اتعشيت وعشيت البنت اللي تعبتها معاك دي كان زمانك اتغذيت احلى غذا لكن طمعك واستعجالك نساك كل حاجة….
ضحك عبدالله بملئ فمه بينما يمنى شعرت أنها تستشيط خجلا لترتمي بأحضان والدتها متوسله لها أن تصمت وتكف الحديث عن هذا الموضوع المخجل / والنبي يا ماما كفاية بقى …
شعرت سعيدة بخجل ابنتها لترحما قليلا وأخذت تربت على ظهر ابنتها وهي تدعو لها/ ربنا يهنيكي يا بنتي ويكونلك زوج الاولة والآخرة ….
ثم رفعت انظارها تجاه عبدالله وكأنها ترسل رسالة مبطنة بكلماتها وهي تردف قائلة / عبدالله ابن حلال …
حطيه في عنيكي علشان هو كمان يحطك في عنيه…
واكيد مش هيستحمل عليكي الهواء الطاير …
ولا ايه يا عبدالله ؟؟
فهم عبدالله تلميحاتها ليومئ برأسه ويشير لها بعينيه ليطمئنها …..
طلبت من ابنتها بأن تعود لغرفتها وهي سترتب الطعام بالمطبخ وستعد لهم ما تأكله في الحال …
حتى انتهت من كل هذا وشرعت في الاستعداد للرحيل وهي توعدهم بموعد قدومها المرة القادمة / يالا همشي انا بقي واسيبكم انتوا برضو عرايس جداد ربنا يهنيكوا ببعض….
ثم التفتت لابنتها تطمئنها على والدها وترسل لها تحياته قائلة / ابوكي بيسلم عليكي وبيقولك خلي بالك من نفسك وهو هيجي معايا المرة الجاية هو بس محبش يتقل عليكوا المرادي …
ثم ربتت على كتف عبدالله وهي تعيد عليه التوصية مرة أخرى فقلبها يرتعد من مجرد تذكرها أنها تترك ابنتها بوسط هذه الغابه ولكن ما باليد حيلة / عبدالله..
يمنى دلوقتي أمانة معاك ورحمة ابوك تخلي بالك منها..
ومتخلهاش تعمل حاجة خالص..
أنا يومين كدة يكون الاكل اللي جايباه خلص وهعملك بدل صينية العشاء اللي باظت غيرها علشان تتهنوا وتتغذوا …
همت يمنى بالاعتراض قائلة / ايه ده يا ماما هتعملي صينية العشاء تاني ده كدة كتير اوي …
دي كانت كتيرة اوي .
_ مفيش حاجة تكتر عليكم يا حبيبتي …
نطقت بها سعيدة بمشاعر حقيقية وسعادة طاغية على ملامحها ونظراتها ثم نادت على يسرا وحسنة ليتوجها للرحيل ولكن قبل أن تطأ قدمها خارج شقة ابنتها استدارت وهي تشير لها باصبعها وتؤكد عليها قائلة / يمنى لو احتجتي حاجه قولي لعبدالله …
ولو مشغول كلميني أو كلمي اختك في اي وقت نجيلك هوا …. سامعة هوا…
وكأن لسان حالها تريد أن تحذرها من اخوات عبدالله ولكنها لم تريد إثارة الشكوك وتحميل النفوس بالبداية …
يكفي انها أشارت لها بالحل حينما تواجهها اي مشكلة
هبطت سعيدة ومن معها مباشرة تجاه باب الخروج من البناية دون الالتفات إلى حكمت التي كانت تتأهب لاي رد فعل منها أو من قبل ابنها …
مروا من أمامها كالهواء لم يعيروها اي اهتمام وكأنها لم تكن …
مما زاد الغضب بنفس حكمت لعدم تقديرها أو بمعنى أدق عدم الخوف منها أو حتى التملق لها من باب أن تهدأ على العروس …
لذلك وبرغم توعدها الخفي بنفسها للعروس إلا أنها أعلنتها صراحة / ماشي يا بنت سعيدة أن ما وريتك انتي وامك وخليتكم في الداخلة تضربولي سلام والخارجة تضربولي سلام مبقاش أنا حكمت …
ثم انطلقت تنادي على كلا بناتها دعاء وسمر ليجتمعا مثلث الشر يقرران ما هو آت…
********************
بعد ذهاب سعيدة جلس عبدالله على أريكة بالصالة صامتا يفكر بأمر ما حتى لاحظته يمني فسألته بتوجس / مالك يا بودي ؟؟
في حاجة مخبيها عليا ؟؟
نظر لها ورسم ابتسامة على وجهه ثم أشار بيده بجانبه حتى تجلس بجواره وهو يقول / تعالي يا يمني عايز اكلمك في موضوع مهم ….
استشعرت الجدية من حديثه وحالته فتوجهت إليه وجلست بجواره وهي تلتفت لتواجهه / خير يا حبيبي عليك ديون وعايز تقولي؟
ثم ابتسمت لتخفف من وطأة الجدية البادية على وجهه وكأن بفعلتها هذه أشارت له بالحل الذي لا يعلم اهو حل مؤقت ام سيكون حل جذري لكل ما هو متوقع مقابلته بالمستقبل …
ليجيبها مبتسما بابتسامة أمل قائلا / عايز اقولك خليكي كدة مرحة وطيبة…
وكل حاجه تقلبيها هزار وضحك وفرفشة…
ولازم تعرفي ان ده احلي حاجه فيكي …
قطبت يمنى ما بين حاجبيها وتوجست خيفة من حديثه الذي يشير لأمر غير مُبشر بالمرة لتسأله بجدية أكثر / مالك يا عبدالله !!؟
في حاجة عايز تقولها ؟
سحب عبدالله نفسا عميقا وكأنه سيغوص في أعماق بحار بدون اي متنفس …
ابتلع غصته يحاول ترتيب كلماته فهو يعرف معشوقته وروحها الجميلة والهشة بذات الوقت فكما أنها مرحة وبشوشة إلا أنها رقيقة وهشة كقرورة العطر الثمينة…
تفوح بعطرها الخلاب ما دمت تعاملها برقة ولكن حين الضغط عليها يتفتت زجاجها وقد ينثر جزأياته الحادة بوجهك فيجرحك ويؤلمك لدرجة تجعلك تنسى رقة عطرها …
تصنع الابتسامة الحرجة قائلا / عايز اقولك أن والدتي ست كبيرة زي مانتي شايفة …
ولازم طبعا أراضيها ..
واتمنى انك تعتبريها زي والدتك …
يعني لو في يوم قالت كلمة كدة أو كدة عديها واعتبريها زي والدتك طبعا…
ثم احتضن وجهها بين كفيه ونظر بداخل عيونها يلتمس رد فعلها على حديثه / أنا عارف ان يمني حبيبة قلبي عسل ومبتزعلش حد ابدا منها …
صمت برهه ثم أردف موضحا / يعني لو طلبت منك حاجه او قالت حاجه وحسيتي أنها ضايقتك مترديش عليها علشان خاطري واستحمليها وتعالي قوليلي .
نظرت يمنى بداخل عيونه وهي تراه يرجوها أن تتحمل والدته التي لم ترى هي نفسها منها شيئا على حسب تقديرها .
كما تراه يحاول مراضاة خاطرها قبل أن يحدث شيء ليعلو بنظرها أكثر واكثر واتسعت ابتسامتها وهي تجيبه بكل سذاجه / انت بتوصيني على ايه يا عبدالله !!!
حاولت طمأنته لتقول / انا اصلا بحب ماما حكمت اوي وهي اصلا معملتش معايا حاجة قبل كدة تخليني اتحفز لاي رد منها ….
ثم إنها عسل خالص وان شاء الله مش هيكون في مشاكل ولا حاجه….
وضعت يدها على كفيه المحتضن وجهها وأخذت تمسد عليه مردفة بسلامة نية وثقة / مش عايزاك تقلق خالص يا حبيبي…
تذكرت تشديد والدتها عليها بعدم الوثوق الدائم وعدم الاختلاط الغاشم لتصحح جملتها قائلة /ثم يعني انا في شقتي مش هيكون في اختلاط طول الوقت لدرجة نزعل من بعض…
ووقت ما هتطلب حاجه هعملهالها طبعا من عيوني..
وبعد كدة ابقى اطلع شقتي تاني اكمل اللي ورايا…
فمتخافش يا حبيبي….
تنفس عبدالله الصعداء بعد أن كان يشعر باحتباس أنفاسه ليشعر براحة قلبه برغم شعوره بوخزة ضمير على طيبة معشوقته وبراءتها..
فهي حتى لم تشكك في أسباب حديثه أو البحث عن خلفياته ولكنه لم يعر لضميره اهتماما فقد رأى أن عدم تشككها ربما يخلق روحا من الود والتسامح التي قد يخفف من وطأة الغيره التي يلمح طيفها بين أفراد أسرته لذلك فضل أن لا يتغلغل بالأمر أكثر من ذلك ليبتسم وهو يهبط بكفيه على كتفيها وقد تبدلت نظراته من نظرة رجاء لنظره شغف وعشق ليقول مبتسما / طب حيث كدة بقي احنا لازم نمضي الاتفاق ده ونختم كمان….
قطبت ما بين حاجبيها فلم تفهم بعد تلميحاته الماكرة لتسأله باستفسار / نمضي ايه ونختم ازاي؟؟
مش فاهمه….
سحبها عبدالله تجاهه لتطلق صرخة بسيطة اثر سقوطها على صدره ومفاجأتها بينما هو كان يعدل من وقفته ليرفعها على ذراعه متجها لغرفتهم وهو يغلق الباب بقدمه قائلا / انا هفهمك يا قمر كل حاجه دلوقتي حااالا….
وأخذها بجولة أخري من جوالاتهم.
****************
بشقة دعاء كانت تزرع الأرض ذهابا وإيابا أمام زوجها المتعجب من حالها وكأنها تتلوى على لهيب ساخن
يعرف هذه الحالة فهي كالبركان الخامل الذي ينتظر شرارة الانفجار …
اخذ يتابعها بنظراته وهو يتلذذ بالطعام التي جلبته سعيدة حتى هدرت به دعاء قائلة / انت هتفضل تلغ كدة كتير وتبصلي في الرايحة والجاية ؟؟
هز رأسه مستفسرا وهو يلك ما بفمه بطريقة منفره ويسحب منديلا ورقيا يمسح به كفيه من أثر التهامه نصف بطة حتى الآن ثم ابتلع الكم الذي بفمه بصعوبة حتى كاد أن يختنق ليمسك بالزجاجة ويرتشف منها الكثير من الماء حتى دفع ما تبقى بالبلعوم ثم قال غير مباليا / عايزاني اعمل ايه وانا عمال اقولك مالك ومش بتردي عليا !!
اقتربت لتجلس بجواره ولمعة عيونها توحي بالشر وهي تقول / بنت امبارح عايزة تتفرد وتتني علينا …
امها جاية وجايبة معاها صواني اكل قال ايه هتكسر عنينا بيها …
برغم أنه مازال يستسيغ طعم الأكل بمفه إلا أنه قال منكرا / اكل ايه اللي بتتكلم عنه حتة البطة ولا الرقاق اللي باللحمة !!!
لا شكرا احنا مفيش حاجة تكسرنا …
حديثه أشعر دعاء بالراحة لتنتفخ اوداجها وتعتدل بجلستها ليكمل هو مستفسرا / يعني برده مقولتيش كانت عايزة ايه ؟؟
رفعت إحدى حاجبيها تتحدث عن الحقوق التي انتهكتها والدة يمنى / قال ايه واخده في وشها وطالعة لبنتها بحجة هتطلعلها الصباحية …
لم يدرك سيد مغزى العبارة ليسأل مستفسرا / طب ما تطلعلها الصباحية عايزة ايه يعني منكم ؟؟
هدرت به وهي تلوح بكفها أمام وجهه حتى عاد كرد فعل تلقائي للخلف وهي تقول / جرى ايه يا سيد البطة طمست على نفوخك !؟
ماهي لازم تعرف انها مش هتطلع لبنتها وقت ماهي تعوز …
لوح سيد بكفيه متحدثا برجاء وكأنه يستعطفها / معلش كنتوا سبوها تطلع لبنتها في الصباحية وبعدين ابقوا اتحكموا براحتكم
ضربت كفا على كف من سذاجة زوجها لتجز على أسنانها وهي تنعته بالغباء / جرى ايه يا سيد مالك غبي النهاردة ليه يا اخويا !!!
هما حاطين غباء في الاكل ولا ايه !!
أنا مش مستحملة والنعمة …
ثم سحبت نفسا عميقا استعدادا على تهيئها للشرح لتستطرد قائلة / الموضوع لازم يتحدد من اول يوم لو عدت عادي هتاخد على كدة..
لكن من اول يوم هتعمل حسابها بعد كدة انها تيجي وقت ما احنا نحب ولما تيجي أحنا كمان نقول تطلع امتى ومتطلعش امتى ….
ثم تراجعت عن حدتها قليلا وارتدت ثياب الطيبين مردفة حديثها بنبرة اخفض واهدى / واحنا اصلا مكناش هنحرمها من بنتها …
بس على الاقل كنت طلعت أنا الاول ابلغ اخويا أن حماته هنا علشان يعمل حسابه …
نظر لها سيد بدون تعليق ليهم مرة أخرى ويلتفت تجاه صينية الطعام يكمل ما تركه وهو يتحدث وقد امتلئ فمه بالاكل / صح صح ماخدتش بالي …
ربنا يعينكم ..
نظرت له دعاء باحتكار فقد اعتقدت أنه سيشير عليها بفكرة جديدة ولكنه واضح أنه مشغول بالاهم من الأفكار …
لتخرج زفرة ملتهبة من جنيباتها ثم استقامت وهي تمتم / أنا غلطانة اني اتكلمت مع واحد زيك كل همه كرشه وبس …
لغ يا حبيبي لغ يكش تشبع ؟..
كادت أن تتوجه للمطبخ إلا أنها استمعت لصوت والدتها تنادي عليها لتسرع باتجاه الباب معتقدة أن أوان العراك قد حان ….
هرولت دعاء للاسفل وهي تتوعد لسعيدة ويمنى ولم يخطر ببالها أو لم تعر اهتماماتها أن اليوم صباحية اخوها كل ما كان يجول بخاطرها أن تفوز بهذه المعركة مهما كانت الخسائر …
فور تجمع دعاء وسمر مع حكمت اخذت حكمت تسرد لهم ما تم من تجاهل سعيدة لها وكيف يردون لها هذا الخطأ حتى لا تكرره مرة أخرى…
ظلوا يتحدثون ويخططون لما هو آت حتى انتبها جميعهم على صوت طرق بالباب فنظروا جميعهم لبعض بينما التفتت دعاء لهاتفها وقد رأت الساعة تجاوزت التاسعة مساءا لتعقد حاجبيها شائلة / مين اللي هيجي دلوقتي كل القرايب قالوا هيجوا بكرة !!
أشارت لها حكمت قائلة / قومي شوفي مين لتكون اختك قالت هتيجي تاني علشان تبارك لعبدالله…
*******************
اعتدل عبدالله بتجهم وهو يتصبب عرقا وتبدل حاله من الانتشاء إلى الغضب حين استمع لرنين وطرق قوي على باب منزله ليتمتم بصوت مسموع لمن تتمدد بجواره / مين قليل الذوق ده ؟؟
ثم التفت لها وهو يمسك خصلة من شعرها بين يده ويتمعن النظر في وجهها المشرق وعيونها التي تخبره بهيامها به قائلا بأنفاس متلاحقة / حد يسيب الجنة وهي بين أيديه !!
ثم اقترب من شفتيها يتلذذ بمذاقها وأخذ بوزع قبلاته الحارة على كل انش بوجهها حتى انزعج مرة أخرى من تكرار الطرق وبطريقة مفزعة لتدفعه يمنى قليلا عنها بقواها الواهية وهي تقول بصوت رقيق ومتيم وكأنها تجذبه لها اكثر / بودي … الباب …
اخذ ينظر إليها وعقله يعمل على المفاضلة بين ترك معشوقته من أجل إراحة وقح يقف بالباب وبين ترك الوقح يكتاظ غيظا ويغرق هو بنهر عشقه
ليقرر عقله وقلبه معا أن يصم أذنه ويعيش لحظات الهناء غير مبالي بهذا الوقح كما نعته هو …
وكاد أن يكمل ما يفعله وكادت يمنى أن تستقبل قراره بترحيب واضح إلا أن الوقح اذداد من وقاحته وأخذ يطرق الباب وكأنه ……..
……………………………………
انت هتفضل قاعد كدة كتير ؟؟
تساءلت بها هند وهي توجه حديثها لصبري زوجها الذي كان يجلس بكل أريحية يشاهد مباراة بالتلفاز ومن شدة تركيزه لم يسمع لجملتها ولم بجيبها حتى أتت هند ووقفت متخصرة أمام التلفاز ليهدر بها صبري قائلا/ ما توسعي يا هند واقفة كدة ليه ؟؟
علشان مش سامعني …
نطقت بها هند بينما صبري يحاول الميل يمينا ويسارا لعله يلتقط احداث المباراه لتميل هند معه حتى تسد عنه أي سبيل للمشاهدة حتى يأس ونظر لها هادرا / عايزة ايه يا نكد ..
رفعت هند إحدى حاجبيها وهي تقول / بقى أنا نكد يا صبري ماشي …
المهم هتفضل قاعد كدة كتير بقالك اسبوع من قبل الفرح واخد إجازة والفرح خلص وبرضه منزلتش الشغل ….
أصدر صبري نفخة من فمه وكأنه سينفث لهيبا كالتنين ثم نطق قائلا / يا مصبر الوحش على….
قطع جملته حين رأى حدقتيها تتسع ثم استطرد قائلا من بين اسنانه / اولا النهاردة الصباحبة…
ثانيا أنا واخد عشر ايام إجازة يا ستي مشكلتك فين ؟؟
ثالثا وسعي بقى عايز اشوف الماتش ..
ظلت مكانها لم تبرح ولو قيد انمله واكملت متهكمة / صباحية اخوك مش صباحيتك يا سبع ده اولا …
ثانيا بقى مشكلتي ان الفلوس خلصت وممكن صاحب المطبعة يطردك بعد الإجازة الطويلة دي هنجيب ساعتها اكل منين وبامبرز للواد ولا انت مش على بالك غير الماتش وقناة التيت اللي مقضي قدامها النهار كله !!!
ألقى جهاز تحكم التلفاز من يده بجواره بعصبية مفرطة ونظر لها بعيون غاضبة وهو يسألها باستفسار/ في ايه يا هند مالك يا ماما !!!
شكلك عايزة تتخانقي وانا دلوقتي على أخرى فبلاش تلعبي في عداد عمرك ….
وغوري من وشي الساعتي خليني اشوف الماتش هيرسى على ايه ؟؟
يعني دلوقتي بكرة هنجيب اكل منين؟؟
النهاردة اكلنا صينية صباحية يمنى ،،
بكرة بقى هناكل منين ؟؟
نطقت بجملتها سريعا لعله يسمعها وبالفعل كاد أن يجيبها لعله عند طمئنتها تهدأ وتتركه يشاهد المباراه ولكنها اسرعت مردفة / لو هتقولي هناكل عند والدتك هقولك لا ….
علشان بيستعبدوني قصاد الاكل وانا عندي أكل جبنة ولا انزل اتمرمط تحت ….
سحب نفسا عميقا وأخرجه ببطئ ثم نظر لها ببرود وتقزز مجيبا إياها بصلف واضح / والله براحتك …
أنا عن نفسي هنزل اكل عند امي عايزة تنزلي تطفحي معانا براحتك ….
مش عايزة اخبطي راسك بالحيط …
ثم غير من نبرته لتكون أعمق واغلظ واستطرد قائلا/ وغوري من قدامي علشان لو ممشتيش دلوقتي متلوميش غير نفسك …
أنا بقولك اهو ….
شعرت هند بالخطر من لهجته الأخيرة ونبرته لتختفي من أمامه وهي تدب باقدامها على الأرض مرسله له رسالة رفضها لحواره ولكن هيهات هي تعرف جيدا أن ليس بيدها شئ تفعله سوى الخضوع حاليا لتفكر وتهمس لنفسها / استحمل يومين كمان وبعد كدة هيبدأوا يحطوا على العروسة الجديدة واهي تشيل معايا شوية بلا نيله …
ثم نظرت تجاه زوجها الذي تجده يقفز تارة مهللا وتارة مسبا وهي تنظر له باشمئزاز قائلة / حسرة عليا ولا لاقية راحة ولا لاقية راجل ….
******************
بمنزل صفاء ظلت تزرع ارض منزلها ذهابا وإيابا وهي تحاول الاتصال بزوجها الذي تأخر بعمله …
تنظر لهاتفها بضيق شديد بعد كل مره تهاتفه بها ولم بجيبها حتى يأست لتجلس على مقعدها تحدث نفسها / ماشي يا عادل مش عايز ترد علشان عارف ان هطلب منك اروح لاخويا …
يارب صبرني يارب انا تعبت بقى …
بينما كان عادل يجلس بشركته خلف مكتبه ممسكا بالهاتف وهو ينظر له كلما أعادت الاتصال ويرى اسمها …
وحين هدأت اتصالاتها أجرى هو اتصالا بصديقه يحدثه بما حدث فهو يشعر بالضيق لما فعله معها وبنفس الوقت يشعر أنها ليس لها سبيل سوى هذا التصرف …
أجرى اتصالا بمصطفى صديقة وطليق اخت زوجته والذي أجاب فور مهاتفته مرحبا / مستني تليفونك من الصبح ومش عايز اتصل لتكون في بيت الأعداء …
أطلق عادل ضحكة مدوية ثم قال / الله يحظك يا مصطفى طول عمرك دمك خفيف ..،
لا يا سيدي أنا مروحتش بيت الأعداء ولا روحت الفرح اساسا …
اجابه مصطفى عبر الهاتف وهو متعجب / معقول طب وصفاء مراتك عادي سكتت !!
نظر عادل للخواء وهو يجيبه / صفاء مضطرة تسكت غصب عنها..
والا هتلاقي معاملة أقذر من اللي شايفاها ….
اجابه مصطفى مستنكرا أفعال صديقه / بصراحة مستغربك يا عادل منين بتحبها ومنين بتعاملها كدة ؟؟
علشان مبقاش مصطفى نمرة اتنين …
نطق بها عادل ثم اغلق عيونه لاعنا ذاته على وقاحته مع صديقه ليسود الصمت بينهم لحظات حتى قطعه عادل معتذرا / حقك عليا يا مصطفى …
مقصدتش بس انا قصدي الصنف بتاعهم ده يا تضغط عليه علشان يعيش يا تتنازل وتتساق…
لكن انت يا صاحبي طلعت راجل….
مرضتش تتساق ….
بس عارف الفرق بيني وبينك أنك مكنتش بتحب سمر ..
وهي كانت مهملة معاك ومع اولادك في حاجات كتير..
فكان سهل عليك القرار انك تنفصلوا بل ده كمان كان في مصلحتك ومصلحة اولادك …
لكن أنا بحب صفاء وفي نفس الوقت مش هقبل اتساق فلازم اضغط عليها علشان تعيش على قواعدي ….
تجاهل مصطفى جملة عادل الذي اخطأ بها في حقه فهو لم ينكر صحتها…
كما تجاهل اعتذاره ليعلق على تفكيره قائلا / مش يمكن صفاء مختلفة ومش زيهم !!
أطلق عادل ضحكة ساخرة ثم قال / طول عمري بقول عليك طيب يا صاحبي..
وعلشان كده عرفوا إزاي يستغلوك وحتى لما رفضت تحكمهم عرفوا إزاي يخسروك وياخدوا كل حاجة …
نظر عادل للأعلى وهو يتذكر ما حدث قائلا /
فاكر يا مصطفى هما جروا رجلك إزاي علشان تتجوز بنتهم ؟؟
لما عرفتهم عليك انك صاحبي قالولك ناخد الراجل صاحب الشركة وصاحبه يمكن يشتغل معاه ويغرف ويديهم ….
أنا كنت قاري الحوار وقولتلك بلاش بس انت مكنتش شايف الدنيا صح …
بس عارف انا طول عمري بقول عليك راجل بجد علشان وقت الجد مبعتش مبادئك وسمعت كلامهم وجيت اشتغلت معايا …
بالرغم أنا ساعتها كنت مرحب انك تشتغل معايا مادام ده شرط استمرار الجوازه لكن انت كان لك رأى تاني …
تذكر مصطفى باقي الأحداث ليكمل ما يسرده عادل قائلا / قولتلك لو انت موافق أنا مش هوافق لاني لو دخلت شركتك علشان مراتي عايزة كدة ..
بكرة تطلب مني اسرقك أو اني اطلع على اكتافك او توقع بينا…
ومادام وافقت من الاول هوافق بعدين ….
ساعتها قولتلك لو هي عايزه تعيش معايا على قدي تعيش لكن اني اخسرك ده اللي مش ممكن ..
ساد الصمت بينهم وكأنهم يجاهدوا وصلة تذكر لبعض الأحداث المخزية التي حلت عليهم ثم حاول مصطفى أن يطفي على هذه المكالمة الحزينة بعض من المرح لقطع الصمت سائلا / المهم قولي شاركت العريس فرحته ولا كسفتنا …
أطلق عادل ضحكته ليذكر مصطفى قائلا / للأسف امبارح المدام كانت بايته عند اهلها والنهاردة نكد زي مانت عارف….
بس بفكر بكرة نشاركة فرحته واهو نبقى في اول اسبوع يعني متاخرناش كتير ….
ليقدم مصطفى اقتراحا قائلا / طب ما تروح دلوقتي وحاول تراضي مراتك يمكن تحن عليك …
ضيق عادل عيونه سائلا بشك/ تفتكر !!
اجابه مصطفى بواقعية مفرطة / مفتكرش بصراحة…
ده مش بعيد تكون منزلالك بوست على الفيس ماذا لو عاد معتذرا وحاطة جنب البوست سكينة ….
أطلق كلا منهم ضحكة ليكملا الحوار بامور شتى ومزاج مختلف …
بينما كانت صفاء تنتظر زوجها لتعاتبه على تأخره وعدم إجابته على مكالمتها إلا أن النوم غالبها لتغفو على فراشها بجوار أبناءها …..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى