روايات

رواية وميض الحب الفصل الأول 1 بقلم لولي سامي

موقع كتابك في سطور

رواية وميض الحب الفصل الأول 1 بقلم لولي سامي

رواية وميض الحب الجزء الأول

رواية وميض الحب البارت الأول

وميض الحب
وميض الحب

رواية وميض الحب الحلقة الأولى

برغم انها معضلة أزلية …
وبرغم تشابه سمات أبطالها …
وبرغم تكرار المواقف بطريقة تكاد تكون نمطية…
إلا أنها حتى الآن مازالت مشكلة تواجهنا جميعا ولم يصل أحد لحل لها!!!
ربما تتشابه القصة مع أحداث حياتك انت ….
وربما تتشابه الشخصيات مع من حولك …
ولكن هذه الاحداث من وحي خيال المؤلف ..
وأي تشابه في الأحداث أو الشخصيات أو الأسماء هو من قبيل الصدفة لا أكثر . . سامحني يارب ..
ونبدا المعضلة .. أقصد الرواية 👇👇
بيني وبينك هجر وغدر وجرح بقلبي داريته…
بيني وبينك ليل وفراق وطريق انته اللى بديته…
تفيد ب أيه يا ندم يا ندم وتعمل ايه يا عتاب؟
طالت ليالي ليالي الألم وتفرقوا الأحباب…..
كفايه بأه تعذيب وشقى…….
ودموع فى فراق ودموع فى لقى……
تعتب عليا ليه انا ب ايديه ايه…….
فات الميعاد فات الميعاد……
دلفت سعيدة على ابنتها لتجدها تزرف الدموع وهي تنظر لنقطة خاوية أمامها وتستمع لكلمات الست وكأنها تقوم بجلد ذاتها…
أطبقت عيونها حزنا على ابنتها وعلقت على حال ابنتها بعدم رضا/ حرام عليكي يا بنتي اللي بتعمليه في نفسك ده …
والبعيد قاعد ولا هو هنا ….
انا مش هسكت على كدة …
لازم ابوكي يتدخل ويقوله يا يجي ويخلص وتطلقوا يا يشوف حل في الحالة دي…
لكن يسيبك متعلقة كدة ميرضيش ربنا …..
ولچت سعيدة من الغرفة وحالة الغضب تمتلكها مما تراه في حال ابنتها التي يتآكلها الحزن أمام عيونها..
بينما الأخرى فور استماعها لسيرة طلاقهما أطبقت عيونها وحركت رأسها رافضة غير متخيلة لما آلت له أحوالهم….
لتتذكر كيف كانت بداياتهم وما اوصلهم لكل هذا مراجعة نفسها للمرة التي لا تعرف عددها ربما كان الخطأ منها ؟؟؟
عودة للماضي
في منطقة سكنية بسيطة اقرب للشعبية تشرق شمس الصباح لتنثر أشعتها الذهبية في كل مكان لينتشر الضوء بالعالم كله معلنا عن بدايات جديده نعيشها ونهايات لظلام ولىٰ.
تقف العصافير على إحدى الشرفات وكأنها اختارتها بالتحديد…
وتبدأ زقزقتها تعلو وتعلو مع بزوغ نور الصباح لتؤكد لاهل المنطقة أن صاحبة هذه الشرفة هي العروس وكأنها تحملت خبر اعلان زفافها اليوم ….

فاليوم حقا هو زفاف يمني (هي فتاة جميلة يزينها ويميزها عيونها الواسعة كعيون المُها ذات اللون الفيروزي كلون البحر وشفاها الصغيرة ذات اللون الوردي
وشعرها الناعم ذو اللون الكستنائي الذي يصل الي منتصف ظهرها كما أنها تتمتع بقوام ممشوق )
كانت عروستنا تتوسط الفراش وتنام بكل أريحية برغم الضوضاء التي تحيطها….
ولما لا فاليوم هو يوم عُرسها مِن مَن تمنته واختارته لتكمل معه مسيرة حياتها.
كم أحبته ورأت فيه فارس أحلامها الذي تمنت أن تقضي الباقي من عمرها معه.
دلفت الام لغرفة يمني لايقاظها فاليوم به مهام كثيرة ويجب الاستيقاظ مبكرا…..
فتحت سعيدة ستائر الغرفة لتسمح بأشعة الشمس الذهبية أن تدخل فتنير غرفة يمني لتداعب اشعة الشمس جفونها….
ثم أطلقت سعيده ما يسمي بالزغرودة لتستيقظ يمني بابتسامة تنير وجهها وتمطعت بكلا ذراعيها بدلال واستمتاع …
اعتدلت من رقدتها واخفضت ساقيها من على الفراش ثم هبطت من على مخدعها لتستقيم وهي تحتضن والدتها وتقبلها قائلة بابتسامة وسعادة/ صباح الخير يا ماما.
قبلتها سعيدة بفرحة عارمة وقالت وهي تشدد على احتضانها / يا صباح الفل والهنا والسعادة …
ازدادت قبلاتها وهي تقول / الف الف مبروووك يا قمر عيشت وشفتك عروسة يا بنتي.
ثم طوقتها بيدها في أحضانها وربتت على ظهرها وقبلتها بقبلات متتالية ،ودموع الفرح تنساب من عيونها.
حاولت يمني أن تهدأ من والدتها فقالت لها وهي بحضنها / مالك بس يا ماما بتعيطي ليه دلوقتي؟
ده النهاردة فرحي يا حبيبتي!
حاولت سعيدة أن تتماسك قليلا بما تشعر به من مشاعر مختلطة بين سعادة واضطراب وقلق وحزن على فراق ابنتها وفلذة كبدها….
فكفكفت دموعها بكفها وحاولت رسم الابتسامة من بين دموعها قائلة بصوت يتخلله القليل من الشهقات من أثر البكاء/ ابدا يا حبيبتي……
ده دموع الفرح….. مش مصدقة نفسي اني شايفاكي عروسة في يوم جوازك.
ثم رفعت يدها للسماء وهي تدعو / ربنا يتمملك على خير يا رب وتعيشي وتتهني يا بنت بطني.
ابتسمت يمني وسعدت بهذه الدعوة فلطالما كانت تدعو أن يجمع الله شملها هي ومن تحب لتردد خلفها بفرحة ظاهرة / اللهم امين يا حبيبتي ….
ويخليكي ليا انتي وبابا واختي ….
بدأ يتسلل الي يمنى مشاعر الاغتراب وأنها ستترك هذا المنزل وتبتعد عن أهلها لتنظر لوالدتها والقلق بدأ ينتابها قائلة / خلاص بقي يا ماما لحسن والله اعيط….
انا اصلا مش عارفه ازاي هسيبكم واعيش بعيد عنكم.
ترقرقت الدموع بعيون يمني وامسكت بايدي والدتها تقبلها وهي تقول/ والنبي يا ماما ابقوا زوروني كتير ومتتاخروش عليا.
وارتمت فجأة بأحضان والدتها التي تلقفتها الام بلهفة وكأنها كانت غائبة عنها لتربت على ظهرها وهي تحاول تغيير شحنة الحزن التي تطوف بالافاق قائلة/ يا بت يا بكاشه….
بقي مش عارفه هعيش ازاي يا ماما بعيد عنكم وانت بتعدي الساعات والدقايق اللي هتجمعك بعبدالله، عليا انا الكلام ده برضو.
وكأنها تغيرت للنقيض فخرجت من احضان والدتها يكسو وجهها حمرة الخجل لتنظر للاسفل محاولة الهروب مما تشعر به قائله بحياء / يوه بقي يا ماما متكسفنيش والنبي….
انا بحب عبدالله اه بس اكيد يعني…. هتوحشوني.
ابتسمت سعيدة وهي ترى ملامح الخجل والسعادة تتراقص على ملامح ابنتها لتنتقل لسعيدة عدوى الابتسامة فقالت بحب / ربنا يهنيكم ببعض يا رب واعيش واشيل عيالكم عن قريب.
ثم أمسكت باذن ابنتها / لما نشوف يا اختي لما تتلموا على بعض هتفتكرينا وهنوحشك زي ما بتقولي ولا هتنسينا خالص ها.
يمني بخجل / خلاص بقي يا ماما انا بتكسف
ضحكت سعيده وجلست على السرير قائله / بتتكسفي بجد! وش كسوف يا بت !!
لما نشوف هتتكسفي ازاي النهارده تعالي تعالي اقعدي جنبي عايزة اقولك حاجه.
جلست يمني بجوار والدتها متوقعة ما ستحدثها عنه / اتفضلي يا قمر قولي سمعاكي.
رمشت سعيدة باهدابها لا تعرف كيف ستبدأ الحوار وخاصة في هذا الوقت الحرج الذي من المفترض أن يكون جميعه وقت احتفال ولكن من شدة قلقها حاولت أن تتحدث وبعض ملامح القلق تغلف وجهها قائلة / انا طبعا يا بنتي فرحانة وربنا يعلم فرحنالك قد ايه….
صمتت برهه ثم اردفت محاولة أن يكون الحديث هادئا / وبحب عبدالله زي ابني بالظبط،
والحق يقال الواد معلهوش غبار بس بصراحة قلقانة عليكي من حماتك وسلفتك واخوات جوزك دانتي هتدخلي في بيت عيلة….
وياما قولتلك نأخر شوية ونطلب منه أن شالله شقة ايجار جديد بس انتي دائما كنتي بتسكتيني وتقوليلي هيجيب منين يا ماما…..
ومستعجلة مش عارفه على ايه؟؟؟
أنا كلي خوفي عليكي وربنا العالم …
عايزاكي تتهني مع اللي قلبك ارتاحله وفي نفس الوقت خايفة من المشاكل …
ربنا يسترها عليكي يا حبيبتي .
ابتسمت يمني وريتت على فخذ والدتها محاولة طمأنتها فهي لم تشعر ولو قليل بأي قلق حيال هذا الموضوع فقالت / متخافيش يا ماما ….
عبدالله بيحبني وهيحافظ عليا ….
وأهله كمان بيحبوني جدا مانتي بتشوفي بيعاملوني إزاي …
ثم وكزت والدتها وهي تبتسم وتقول / وانتي كمان ظبطتي الموضوع واتشرطتي أن أكون معزولة….
يعني مفيش مشكله أن شاء الله….
شقة في بيتهم زي شقة بره بالظبط يعني…
وهعتبرهم جيران عاديين …

أطلقت سعيدة تنهيدة قلق وبرغم حديث ابنتها ولكن طيبة قلبها وما لا تراه بين السطور يقلقها أكثر….
ولكن هذا ليس وقته لذلك تغاضت عن باقي الحديث وفضلت أن تنبهها فقط ربما كانت هي من تظلمهم فقالت مؤكدة / ما ده اللي جايه أكد عليكي فيه. تخليكي في حالك….
ملكيش دعوة بحد ….
بيتك وجوزك وبس ولا ليكي دي طيبة ودي وحشه،…
متدخليش في اللي ملكيش فيه ….
واي حاجه مضايقاكي قولي لعبدالله على طول…
ولو مجبلكيش حقك تقوليلي انا او اختك واحنا هنجبلك حقك تالت ومتلت.
ارتمت يمني بأحضان والدتها تربت على ظهرها وهي تقول/ ربنا يخليكي ليا يا ست الكل …
ثم خرجت من أحضانها تحاول بث الطمأنينة بنفس والدتها قائلة / متقلقيش يا ماما أن شاء الله مفيش مشاكل طول مانا وعبدالله متفاهمين يبقي كله هيتحل أن شاء الله.
تصنعت سعيدة الابتسامة تحاول طرد الهواجس التي تلاحقها قائلة بتمني/ اتمني والله يا بنتي….
ثم استقامت تغادر الغرفة وهي تحثها على النهوض / يالا قومي شوفي اللي وراكي علشان عليكي حاجات كتييييير قوي ربنا يهنيكي يا بنتي ويهدي سرك اللهم امين .
أمنت يمني خلف امها وذهبت للمرحاض لتستعد ليومها الملئ بالمهام العديدة.
بينما خرجت سعيدة لتكمل ما كانت بدأته في إعداد صينية عشاء العروس وهي قلقة القلب مبعثرة المشاعر ما بين فرح وقلق ووحشه لغياب ابنتها عنها بالايام القادمة
………………………
يجلس في شقته داخل غرفة مكتبه …
من المفترض أنه عاد مبكرا من عمله حتى يتسنى له إنهاء بعض الأعمال وهو بمفرده …
وضع أوراقه على مكتبه أمامه وأخذ يفرك جبهته بأصابعه وحاول جاهدا التركيز لإنهاء ما كُلف به ….
ولكنه للمرة التي لا يعلم عددها يفشل في التركيز وبسببها!!!!
لينظر أمامه وكأنه تذكر شئ ما ليمسك بهاتفه يضغط على تطبيق الاغاني ليختار اغنية للعندليب فلطالما كان يعشق الاستماع إليه وخاصة معها والان أيضا يستمع اليه وهو يبعد عنها …
بدأ العندليب في التلاعب على اوتار قلبه وعقله ليريح بجزعه للخلف ويرجع رأسه ناظرا للسقف لتبدأ وصلة التذكر التي لا يخلو يوم من التفكير بها ولا بسبب ابتعادهم مطلقا تنهيدة حارة وهو ينطق / مكنتش اتوقع ان ده يخرج منك ابدا ابدا !!!!
كيف يا قلب ترتضي طعنة الغدر في خشوع…
وتداري جحودها في رداءٍ من الدموع
لست قلبي وإنما خنجر أنت في الضلوع…..
أو تدري بما جرى أو تدري دمي جرى
أخذت يقظتي ولم تعطني هدأة الكرى
جذبتني من الذرى ورمت بي إلى الثرى
قدر أحمق الخطى سحقت هامتي خطاه…
دمعتي ذاب جفنها بسمتي ما لها شفاه
أطلق ابتسامة ساخرة من فمه وسبح بين بحور ذكرياته ليتذكر كيف كانت سعادته بجمع شملهم وكيف فرقت بينهم الهواجس والتفاهات ونمت حتى أصبحت كوارث …
اغلق عينيه وترك لصوت العندليب يفتش بين مكنونات صدره وترك لعقله العنان يبحث عن أسباب حقيقية وجوهرية لجعلها تلجأ لفعلتها هذه …
(عودة بالزمن)
بمنزل العريس الكل يذهب ويجئ منذ بداية سطوع الشمس وبدأت الحركة تدب به والعمل على قدم وساق فبدأت الام (حكمت) بإعداد وجبة الافطار الخاصة بابنها العريس (عبدالله) والذي كان بالنسبة لها له معزة خاصة فهو الابن البار بالنسبة لمفهومها للطاعة فلم يكسر لها كلمة من قبل حتى لو كانت على حساب نفسه…..
كما أن له طابع هادئ وحنون عليها وعلى إخوته فهو الابن البكري لها….
اول فرحتها كما يقال واول من رأت عينيها من أبناء ….
وبرغم هذا فهو اخر من تزوج حيث كان يشعر أنه المسؤول عن إخوته بعد وفاة والده….
ليتحمل كامل مسؤولياتهم ويقرر عدم إتمام زواجه من معشوقته الا بعد أن يطمئن على إخوته …..
والحق يقال فقد انتظرته يمنى كثيرا لايمانها بشخصه الجميل ورسالته السامية بل كانت تراه يعلو في نظرها كلما حمل على عاتقه مسؤولية إخوته ….
حتى حان الوقت المناسب لفرحه هو فقد اطمئن على إخوته وزوجهم كلهم ولم يتبقى معه ما يستطيع أن يتزوج به ليمد خطبته سنة أخرى من أجل تجهيز حاله …..
حتى اتي دوره وبدأ بالاعتماد على ذاته لتجهيز حاله للزواج.
توجهت حكمت الي غرفة ابنها وهي تحمل صينية الافطار المعدة بحب وتفاني ….
،دخلت الغرفة ووضعت الصينية على المنضدة المجاورة للفراش الراقد عليه عبدالله ثم ذهبت لتزيح الستائر من على الشرفات لتسمح لأشعة الشمس أن تنير غرفته وتبدأ معه يوم جديد لحياة جديدة ….
توجهت وجلست بجواره تملس على كتفه بكل حنان وهي تحاول ايقاظه / عبدالله قوم يا حبيبي قوم يا عريس الهنا .
تقلب عبدالله فاردًا ذراعه نافضا عن جسده خمول النوم ليفرج عن عينيه وهو يبتسم لوالدته ووجهه يملؤه السعادة ثم اعتدل جالسا بجوارها وامسك رأسها وقبلها بكل حب قائلا/ صباح الخير يا حجه … صباح الهنا على عيونك …
جايبالي الفطار بنفسك لحد عندي ده معقول !؟
انفرجت شفتي حكمت معبره عن فرحتها وهي تجيبه / ده يوم الهنا يا حبيبي يوم ما اجبلك فطارك يوم فرحك ،ده اليوم اللي بتمناه ومستنياه من زمان يوم ما اشوفك عريس ومتهني….
ابتسم عبدالله قائلا بأدب / ربنا يباركلي فيكي يا حجه يا رب ويطول في عمرك ويديكي الصحة…
امنت حكمت على دعوته وفجأة انقلب وجهها للنقيض وهي تتحدث بجدية تعجبها عبدالله لتقول له محذره / اسمع يا عبدالله انا لازمن اقولك الكلمتين دول علشان تحطهم حلقه في ودنك….
مراتك من أول ساعة بينكم هتسمحلها تركبك مش هتقدر عليها ….
لكن لو دبحتلها القطة من اولها هتعملك الف حساب …..
واوعي !!
اوعي يا ابني تركبها على حد من اخواتك البنات أو الرجالة اهلك لتهلك يا عبدالله سامع يا حبيبي.
برغم تعجبه من تغيير الحديث من التهنئة للتحذير إلا أنه كعادته لا يحب أن يضايق والدته كما أنه رأى طيف الغيرة في عيونها لذلك فضل أن يرضيها ويحاول طمأنة قلبها فربت علي كتف والدته قائلا بهدوء / متقلقيش يا حجه يمني بنت اصول وتعرف الصح والغلط ….
وهي بتحبكم كلكم والله ده مفيش مرة اكلمها الا وتسأل عنكم واحد واحد….
واهي النهارده هتيجي وتعرفوها عن قرب وتحبوها اكتر مني كمان .
لم يرضي حكمت رد ابنها فقد تخيلت أنه سيتوعد لزوجته إذا ما حاولت التقلقل من شأن أحد من عائلته….. بل سيلقنها درس قاسيا …
ولكنها تراه يحاول أن يراضيها بمعسول الكلام وهذا لا يرضي غيرتها ….
فنظرت بغيره وعدم تقبل لتعوج فمها على جانب واحد محاولة توصيل فكرة عدم اقتناعها قائلة / وماله يا ابني انا مبقولش عليها وحشه…..
انا بقولك خلي بالك حوارات النسوان كتير…..
ومتدهاش ودانك….
وأخواتك تخليهم قدام عنيك في المقام الأول والأخير ….
ثم صمتت برهه لتخرج ما بجعبتها قائلة بحرقة / ومتبقاش تحامي كدة عنها في الرايحه والجايه…
لو عملت كدة قدامها هتركبك وتدلدل رجليها كمان…
ثم ربتت على قدمه متصنعة الوداعة التي كانت تفتقرها منذ لحظات / انا بوعيك يا ابني علشان انت داخل على حياة جديدة…
ولو اللي فات كان حب اللي جاي جد….
ربنا يقويك يا ابني.
حاول عبدالله أن ينفض عن كاهله روح القلق مما يشعر به ليبتلع ريقه وهو يقول محاولا تهدأة هذه الموقف/ عيوني يا حجة، متشليش هم…..
انتي واخواتي على راسي من فوق ومحدش يقدر يهوب ناحيتكم مهما كان مين…..
انتي متعرفوش معزتكم عندي ولا ايه يا حجه ؟؟
هنا ارتاح قلب حكمت قليلا لتقول بتأكيد / ربنا يريح قلبك يا حبيبي زي ما ريحت قلبي….
ويقويك النهارده ها ….
عايزينك ترفع راسنا ….
وغمزت له وضحكت….
ضحك عبدالله بعلو صوته وهو يقول لها / متخافيش يا ام عبدالله ابنك شديد وهيرفع راسكم أن شاء…
انتي بس اتوصي بالفطار والغدا وعسل النحل وغذا الملكات متنسهوش ها….
حكمت بابتسامة واسعة وهي تشير لعيونها باصباعها/ عيوني الاتنين يا حبيبي….
دانا عملالك فطار ملوكي مش هتلاقيه من ايد عروستك ….
ومش جيبالك عسل نحل بس لا دانا عارفاك من غير ما تطلب بتحب غذاء الملكات قد ايه !!
و كمان علشان تقويك يا حبيبي …
قربت الصينيه منه وهي تقول / كل دول عقبال ما اجهزلك الغدا احنا عندنا كام عبدالله.
استقامت تهم الذهاب وهي تبلغه بما ستقوم به حتى لا يبحث عنها إذا لم يجدها قائلة / يالا اسيبك انا بقى تفطر وتتقوت كدة…
عقبال انا وأخواتك ما نطلع شقتك نبخرها ونرتب هدومك من تاني لحسن أهل العروسة كوموهم كلهم في ناحية واحدة……
أطلقت صوت كالمصيص من فمها وهي تقول معلقة على فعلتهم / تقولش الدولاب بتاعهم وجايبينه معاهم من بيتهم ولا من جيبهم ….
اولته ظهرها تهم الخروج ليدب القلق اواسر عبدالله أن تغير والدته وإخوته شيئا باشياء يمني ليقوفها مناديا عليها بتردد / بقولك يا حجه….
استدارت حكمت لتستمع لابنها / قول يا حبيبي ….
قول يا غالي….
تنحنح عبدالله محاولا اختيار كلماته بعناية فقال/ بلاش تتعبي نفسك وتطلعي وتنزلي وانتي وراكي حاجات كتير النهاردة …
وخلوا موضوع الهدوم ده بعدين ….
اقولك سيبوها لما يمني تيجي أنا هطلب منها توضبها كويس علشان بس متتعبوش حالكم انتوا وراكوا هم ما يتلم.
أدركت حكمت أن عبدالله فهم ما كادت أن تفعله ولكنها أرادت أن تريحه فقالت له بمكر / وماله يا حبيبي زي ما تحب ….
واهو برضه علشان العروسة متزعلش وتفتكر بنفتش في حاجتها ….
احنا على العموم هنبخر الشقة بس انا وأخواتك ومش هنيجي جنب حاجة متقلقش خلاص ….
وهنقفلها كويس وننزل على طول مش هأخر …
علشان لما تدخلوها بالليل تبقي ريحتها حلوة وتطرد اي عين حسداكم
تنهد عبدالله براحة بال فقد اطمئن قلبه ليدعو لوالدته قائلا / ربنا يخليكي يا ام عبدالله يا فهماني انتي. ….
حكمت بابتسامة بسيطة وديعة /يالا اسيبك انا بقي علشان نلحق نخلص اللي ورانا بسرعة …
ونلحق ننزل قبل ما الناس تهل يكون الطباخ خلص الغدا ….
توجهت الي الباب فتحته قالت وهي على عتبة الباب / متنساش عايزه الصينية ده كلها فاضية سامع.
أهداها عبدالله قبلة بالهواء وهو مبتسم ثم قال بسعادة / عيوني يا ام عبدالله.
استقام عبدالله ليذهب الي المرحاض لأخذ حماما يبدأ به يومه ثم يتوضأ ويصلي وشرع في أكل وجبة الإفطار .
بينما خرجت حكمت وهي تحرك شفتيها يمينا ويسارا ونادت على إخوته ليذهبا سويا الي شقة عبدالله
حكمت بصوت عالي برغم وقوف الفتيات امامها/ يا دعاء ،يا صفاء ،يا سمر تعالوا معايا فوق نبخر الشقة وننزل على طول….
اقتربت الفتيات من والدتهم لتهمس سمر لوالدتها قائلة / ها كلمتيه يا ماما؟
زغرت حكمت لهن وهي تحرك شفتيها يمينا ويسارا ثم قالت بصوت اقرب للهمس / كلمته يا اختي واسكتي دلوقتي يا سمر لحد اما نطلع نبقي نتكلم يالا بينا.
توجها جميعهن الي الدرج وصعدا الي شقته ودلفوا بها وهم يتلفتون يمينا ويسارا يرون ما احدثوه أهل العروس بالشقة من تزيين وتظبيط كل شئ وهم يسخرون من كل شئ واي شئ ….
ثم بدوا في ما قرروا أن يفعلونه.
…………………………….
بمنزل العروس توجهت سعيدة لإكمال ما بدأته في إعداد صينية عشاء العروسين في حين اخت العروسة يسرا تعد الافطار لوالدها ووالدتها حتي تنتهي اختها العروس من أخذ حمامها وتناول الافطار .
وضعت يسرا الافطار على المائدة ودعت كل من امها ووالدها ثم همت لإحضار يمني فبالرغم من أن الافطار لديها بغرفتها إلا أن يسرا تصر على أنها تفطر معهم فاليوم هو الاخير في الإفطار سويا .
يسرا وهي تطرق على باب المرحاض/ ما يالا بقي يا يمني كل ده حمام هتبوشي كدة يا بنتي ومش هنلاقي اللي يلبس الفستان .
يمني بالداخل وهي مرتديه قميصها وتقف أمام المرآه وتدور يمينا ويسارا تري نفسها من الامام والخلف/ حاضر يا يسرا طالعه اهو افطروا انتوا وانا جايه
يسرا بإصرار/ لا خلصي مش هنفطر الا لما تيجي هنستناكي متتأخريش.
يمني وهي تتغزل بنفسها/ حاضر حاضر جايه على طول .
ظلت تنظر لحالها وبصوت منخفض تحدث روحها / يا خراشي ايه الحلاوة ده يا يمني ده الواد عبدالله هيتهبل .
ثم سكتت برهه وكأنها تذكرت شيئا.
فبرقت عيناها تنظر لنفسها مرة أخرى وقد تحولت نظراتها وحالتها للنقيض وكان تلبستها روح مغايرة قائلة/ يا نهاااااري عبدالله مين اللي هيشوفني كدة ولا يتهبل!!!!
انا هقف ازاي كدة قدامه ؟؟؟؟
يا نهاااااري مش متخيله ……
ثم واتتها فكرة ما لتكمل حديثها مع نفسها أمام المرأة تنظر لانعكاس صورتها وكأنها تحادث شخصا آخر قائلة / اه انا اقوله مش لازم النهارده…
واعمل نفسي تعبانة من الفرح لحد ما ناخد على بعض لحسن انا كدة هتكسف اوي .
ثم نظرت لنفسها مرة أخرى فوضعت يدها على فمها قائلة بإصرار / لالالالا مش متخيلة يا نهاري ربنا يسترها بقي.
خرجت من المرحاض مكملة ارتداء باقي ملابسها وتوجهت الي المائدة لتجدتهم جميعهم ينتظرونها جلست بجوار والدتها التي قالت/ بسم الله ما شاء الله ربنا يحرسك من العين يا بنتي….
يالا الاكل اللي قدامك ده تخلصيه كله سامعه.
يمني بسعادة واضحة وهي تشمر عن اكمامها قائلة بحماس/ تسلميلي يا ماما ،بس كدة كتير جدا ….
التقطت يمنى إحدى السندوتشات وهي تعلق قائلة / انا ممكن ابقي اكل ساندوتش دلوقتي وابقي اخد الباقي معايا اتسلي فيهم وانا بالكوافير .
شهقت الام وهي تقول محاولة إقناعها / تاخدي ايه يا حبيتي ؟؟؟
دانتي هتاكلي الاكل ده كله وتاخدي معاكي كمان الكوافير …
متشيليش هم الاكل بالكوافير ….
ده النهارده بطولة معتمد على الوجبه ده ….
دانتي وراكي هم ما يتلم محتاجة صحتك النهارده….
ولا انتي عايزة تقعي مننا في وسط الفرح.
ابتسمت يمني وهمت بالطعام وهي تقول / لا يا حبيبتي مش للدرجاتي انا بس علشان متقلش في الحركة عايزة ارقص واتنطط براحتي ….
سعيدة وهي تربت على أكتافها والإبتسامة تزين ثغرها / كلي…. كلي متقلقيش….
المجهود اللي هتعمليه النهاردة في الكوافير هيخليكي تهضمي كل الاكل ….
وهترقصي وتتنططي زي مانتي عايزة ….
ثم ربتت على كتفها قائلة / تعيشي وتاكلي من خير ابوكي وفي بيت ابوكي دائما ….
أمنت يمني والوالد واختها …..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وميض الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى