رواية ومقبل على الصعيد الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم رانيا الخولي
رواية ومقبل على الصعيد الجزء الخامس والثلاثون
رواية ومقبل على الصعيد البارت الخامس والثلاثون
رواية ومقبل على الصعيد الحلقة الخامسة والثلاثون
توقفت السيارة على ضفة النيل ليلتفت إليها جاسر ويجدها صامته تشيح بوجهها بعيدًا عنه
اشتاقها حد الجنون وقد مرت عليه تلك الشهور وكأنها دهور
ملامحها التي اصبحت اكثر جدية، ونظراتها الهادئة تحولت لشراسة راقته قليلًا
أما هى فقد كانت تتخبط في مشاعرها ما بين قلبها الذي يتمنى العودة إليه وبين عقلها الذي يذكرها دائمًا بأفعاله وكم الاهانات التي تحملتها منه
مد يده كي يلمس يدها التي اشتاق ملمسها لكنها نزعتها من يدة عنوة وقالت باستياء
_ ممكن أعرف انت عايز أيه؟
رغم غيظه الشديد من ردها إلا أنه رد بهدوء
_ عايزك ترجعي معايا.
ضحكت بتهكم وهي تسأله
_ بالبساطة دي؟ انت فاكر إني ممكن ارجع تاني بعد اللي حصل؟
نظر جاسر أمامه بكمد علمًا بأنها لن تغفر له مهما فعل، وخاصةً عندما تابعت
_ شوف عشان متتعبش نفسك أنا عمري ما هرجع معاك تحت اى ظرف، انت اتجوزتني عشان تدري فضيحة وعار زي ما قلت
وخلاص اطمنا لا بقى فيه فضيحة ولا غيره وبكدة دورك خلاص انتهى ومش مطلوب منك غير إنك تطلقني
مزقت قلبه بكلمتها التي اهدرت الدماء بعروقه ونظر إليها ليجد في عينيها ندوب لم تشفى بعد مما جعله يقول بغصة
_ بس انا متجوزتكيش عشان اداري الفضيحة بس، انا اتجوزتك برده عشان حبيتك
قطبت جبينها بعدم استيعاب وكأن ما نطق به درب من الجنون وقالت بمثابرة
_ ده فين الحب ده؟ محستش بيه ولا لاحظة واحدة، ولا انت محستش بيه إلا وقت ما عرفت الحقيقة؟
تحولت نظراتها لعتاب وهى تضيف
_انت عارف لو كنت قلتلي الكلمة دي قبل ما يحصل اللي حصل ده واعرف الحقيقة، كنت هبقى اسعد واحدة في الدنيا، كنت هتلاقيني انا اللي بترمي في حضنك واقولك سامحني كان غصب عني، بس انت استكترت عليا حبك المزعوم ده وجاي دلوقت تضحك بيه عليا.
تفتكر إني هقدر انسى اهانتك ليا في كل كلمة
ولا نظرات النفور وانت بتبعدني عنك
ولا ضربك ليا اللي كان بمنتهى القسوة
تفتكر إني هقدر ارجعلك وانسى كل ده؟
تحدث برجاء
_ هنسيكي، اوعدك إنـ…
قاطعته بانفعال وهي تتحدث بوجع
_ مش هنسى، مش هسامح أى حد فيكم، مش هسمح أكون لعبة في ايد حد تاني
نظرت للأمام بضياع وهي تتابع
_ انا اعتزلت كل حاجة ومش ناوية اسمح لحد تاني انه يحطمني زي ما عملتوا معايا
وياريت تنسى إني دخلت حياتك في يوم من الأيام.
كان يسمعها ويرى كم العذاب الذي تجرعته على يده
وكلما صبرت وتحملت كلما زاد بغضه لها.
لن ترحم بعد الآن وستنتقم منه على ما فعله غيره بها
لكن عليه التحمل كما تحملت هى من قبل
جذبها من يدها يمنعها حينما فتحت باب السيارة وهمت بالخروج، فصرخت به وهى تجذب يدها منه
_ متلمسنيش
تحولت نظراتها لغضب هادر لم يراها عليه من قبل وخاصةً عندما تابعت
_ انا كمان بقيت بشمئز من لمساتك دي
اتسعت عينيه ذهولًا من كلماتها مما جعله يضغط بقبضته على مقود السيارة يحاول تهدئة اعصابه كي لا يعاقبها على قولها وقال بتحذير
_ بلاش تتمادي وتفتكري إن صمتي ده ضعف مني
واحفظي لسانك
تحدثت بسخرية
_ عايزني احفظ لساني يبقى بلاش تظهر ادامي خالص
فتحت باب السيارة وترجلت منها تحت نظراته الغاضبه
ترجل أيضًا وذهب خلفها ليوقفها
_ استني عندك
لم تجيبه بل ظلت في طريقها وهو خلفها حتى وصل إليها وامسكها تلك المرة عنوة ليجبرها على الوقوف أمامه وصاح بها
_ قلتلك اقفي وكلميني
ضاق بها ذرعًا ولم تعد تستطيع الثبات أكثر من ذلك فتدفعه ببديها في صدره تبعده عنها وصاحت به
_ انت عايز مني ايه؟ قلتلك بكرهك ياجاسر بكرهك مش طايقة أشوف، ابعد عني بقى
كانت كل كلمة تنطق بها تدفعه بيديها وهو يرتد للخلف كي يهديها
هرولت بعيدًا عنه لتشير لاحدى سيارة الأجرة التي توقفت امامها واسرعت بالصعود إليها قبل أن يصل
وانطلقت بها
أما هو فقد كاد يجن وهو يراها تبتعد عنه دون ان يستطيع منعها.
ظل مكانه يفكر ماذا يفعل كي تسامحه وتعود إليه
اخرجه من شروده صوت هاتفه الذي ما إن علم بهوية المتصل حتى أجابه
_ ايوة ياحماد عملت ايه؟
تحدث حامد من الجانب الآخر
_ عيب عليك المرة دي تحت عيني وشايفه بنفسي وهو داخل العمارة
صعد سيارته مسرعًا وتحدث قبل ان يغلق هاتفه
_ طيب خليك عندك واني چايلك
احدثت السيارة صرير قوي وهو ينطلق بها إلى وجهته والشر يتطاير من عينيه
سيخرج ما بجبعته من الالم تسبب بها ذلك الشخص لكلاهما
وسيكون انتقامه أشد وأقوى عمّ كان منتويًا فعله المرة السابقة
❈-❈-❈
حلقت الطائرة المتجهة إلى مطار القاهرة بشوق وحنين لذلك الذي جلس بداخلها ينظر في ساعته بين الحين والآخر
كانت سعادته لا توصف وهو يرى تبدل حاله للأفضل ولم يعد شيئًا يمنعه عنها
تلك الحبيبة التي روت قلبه القاحل بشهد عشقها واختبر معها دقات قلب هائمة.
أخذ يعيد قراءة الرسالة التي بعثها إليها قبل انطلاقها
وكان محتواها
“حبيبتي لقد عدت ..
لكِ انت عدت..
عدت لمن إضاءة لي دربي بنور الحياة.. لمن أحيت نبض قلب مات فيه الأمل في هذه الحياة..
وحدك حبيبتي من اعطتني القوة للتشبث بهذا العالم الملئ بالالام والاوجاع.. فحبك لي وإيمانك وثقتك بنجاتي جعلني اقاوم واتحدى الموت وادعو الله أن يكتب ليا النجاه.. وأعيش ما تبقا من عمري بجانبك ياسحراتي فعينكي شعاع امل اغاث قلب توقف عن الحياة..
عد لكي انتي..
ولكن أين انتي..
لقدتركتي يدي وفارقتي روحي واضينتي أيامي..
فهل لي أن أعرف لماذا أعطيتي قلبي حياه ووهبتي روحا أملا..
ثم تركتيها ضائعه في طرقات الغياب” رشا صابر
اغلق هاتفه وعاد لخلده الذي يأخذه إليها
ساعات قليلة ويراها ويعلم منها سبب لرفضها التحدث معه
هبطت الطائرة على تلك الأراضي التي اشتاقها وتمنى كثيرًا العودة إليها
وها هو ذا يستلقي السيارة ويعود إلى منزله بسعادة منتويًا الذهاب إليها غدًا
استقبله فارس بحفاوة
_ حمد لله على السلامة يابطل
احتضنه أمجد باشتياق
_ الله يسلمك يافارس أخبارك ايه
تحدث فارس وهو يصعد السيارة
_ اركب بس وانا اقولك اخباري لأن ابوك كان عايز ييجي بنفسه ومنعته بالعافية نلحق نروح له الاول.
صعد أمجد بجواره وقال بضحك
_ انت هتقولي، المهم عملت اللي قلتلك عليه.
رفع حاجبيه مأكدًا
_ اومال متقلقش انا متابعها اول بأول، حتى في دكتور زميلها كدة بيلف حواليها من فترة بس بصراحة هي صداه ديمًا
بس اللي أمر من كل ده إن سمعت إن في عريس متقدم وشكلهم موافقين عليه
تبدلت ملامحه وسأله بفتور
_ مين ده؟
هز كتفيه
_ لسه مجتنيش معلومات عنه، بس ان شاء الله كل حاجة هتوصلني عنه النهاردة
سأله باحتدام
_ وهي رأيها أيه؟
_ المعلومات اللي بتجيني من بره البيت يعني اللي بيحصل جوة معرفش عنه حاجة
زفر بغضب لم يستطيع السيطرة عليه ثم التزم الصمت حتى يصل إليها
❈-❈-❈
وجدت نفسها محاصرة بين نظرات والدها التي تنظر إلى عينيها يحاول ان يستشف ما يدور بخلدها، فهي دائمًا كتاب مفتوح أمامه يستطيع بسهولة معرفة كل شئ من نظرة واحدة
مما جعلها ترد باستسلام
_ تمام بس سيبني أفكر الاول
رفع حاجبيه متسائلًا
_ مش تعرفي لول هو مين؟
تاهت عينيها وهى تجيب بألم
_ مش هتفرق اكيد مش هتكلمني في الموضوع إلا إذا كان حد كويس.
تأكد شكه لكنه لن يتحدث معها الآن فقال بثبوت
_ اللي تشوفيه اني هسيبك دلوقت ولما توصلي لقرار خبريني.
تركها جمال وخرج من الغرفة ليجد وسيلة تنتظره أمامها وعند رؤيته أسرعت إليه تجذبه من يده وتدلف به غرفتهما
_ عملت ايه؟ رفضت كالعادة ولا أيه؟
هز راسه بتعب منها وأجابها
_ لا ياستي ارتاحي وافقت مبدأيًا
قطبت جبينها بعدم فهم وسألته بريبة
_ يعني ايه
تنهد بتعب منها وهو يجلس على الفراش
_ يعني قالت هفكر واني سيبتها براحتها في حاچة تاني.
دنت منه لتجلس بجواره وسألته باستياء
_ يعني ايه مبدأيًا اني مفهماش حاجة
رد جمال بتفكير وهو يستند بظهره على الوسادة
_ يعني اللي كنت شاكك فيه طلع حقيقي وبنتك في حد في حياتها وهو السبب في الحالة اللي هي فيها
قطبت جبينها بعدم استيعاب وقالت بنفي
_ لا لو في حد زي ما بتقول كانت عرفتني، هي عمرها مـ خبت عليا حاچة
زم فمه بضيق وقال بثبوت
_ انا قريت ده في عينيها بس مقدرتش اتكلم معها في حاچة زي دي
مش رايد اتصدم فيها واعرف انها حبت واتكلمت مع حد.
ردت وسيلة باستنكار
_ لا مصدقش ليلى مستحيل تعمل اكدة اني خبراها زين
_ اني مقولتش انها عملت اكدة بس قلت حسيت من نظراتها من وقت ما رچعت من القاهرة وهي حالها مش طبيعي
واللي استغربتله اكتر إني لما قلتلها لازم ترچعي وتكملي في المستشفى اللي عندينا سكتت ومرفضت زي كل مرة.
حاچات كتير بتأكد بس مش عارف اواجها
بس الغلط كله عليكي.
اندهشت وسيلة من حديثه وسألته بريبة
_ كيف ده؟
اعتدل جمال واكد لها
_ بعدتي عنها الفترة دي وبقيتي شديدة معها
ومن وقت ما قررت انها تكمل في القاهرة وانتي بتناقديها في كل حاچة
مبقتيش زي لول
ردت بدفاع عن نفسها
_ اني مبعدتش عنيها اني بس….
قاطع حديثها
_ لا بعدتي وحتى لو في بينكم كلام فكنتي ديما شديدة وحازمة معاها خلتيها بعدت عنيكي، وانتي بنفسك اعترفتي بده
قربي من بنتك واحتويها واعرفي منها ايه اللي في دماغها بالظبط
تنهدت وسيلة باستسلام فهو محق في كل كلمة نتفوه بها
فقررت الذهاب إليها والتحدث معها.
❈-❈-❈
عادت إلى منزل والدها والتي اختارت البقاء فيه وألا تتركه وحيدًا ويكفي تواجد مصطفى مع والدتها
هى حقًا تغيرت كثيرا عن ذي قبل لكنها ستظل سببًا فيما حدث لها، لو كانت تركتها تذهب إليهم لكان كل شئٍ أختلف الان
ماكانت لتتعرض لتلك المعضلة
ولا أن تتحمل ذلك الهوان الذي تجرعته على يده
الكل اخطأ في حقها وعلى الجميع تحمل عقابها
تذكرت اول مقابلة لهما بعد عودتها..
فلاش باك
كانت صدمتها لا توصف عندما علمت بوفات جدها
صدمة أخرى أضيفت في رصيد خذلانه لها
لم يخبرها منصور بوفاته حتى لا تفشل خطته بزرعها داخلهم حتى يسترد ما لا يستحقه.
دلفت المنزل لتتفاجئ بوالدتها جالسة على الأريكة في بهو المنزل وكأنها امرأة أخرى
ملامحها انهكها الحزن، وصمتها الذي يعلن استسلامه لحياة قالحة جفت منها المشاعر.
تقدمت منها تبحث في ملامحها عن تلك القوة التي كانت تتجبر بها عليهم فلم تجد سوى ضعف وذبول
آلمها قلبها عليها، لكن هى من أوصلت حالها لتلك الحياة.
تحدثت دون ان تنتبه لها
_ مين اللي كان بيخبط
حتى صوتها غلفه الحزن مما جعل قلبها يتألم عليها
وعندما لم تجد ردًا رفعت وجهها إليها تسألها
_ بسألك مـ….
الجمتها الصدمة لحظات عندما وقع نظرها على ابنتها التي اشتاقتها كثيرًا
نهضت من مقعدها وقد تجمعت العبرات في عينيها وهى تقول بعدم استيعاب
_ سارة.
تقدمت منها سارة لتستسلم لتلك الأذرع التي ضمتها بلهفة واشتياق
لم تبادلها سارة الاحتضان بل ظلت على موقفها من الجمود حتى ابعدتها سمر عنها قليلًا كي تتأكد من وجودها
_ وحشتيني اوي يا حبيبتي
لم تندهش من جمودها معها فقد علمت كل شئٍ من أخيها
ردت سارة بفتور
_ وانتي كمان.
جذبتها لتجلس بجوارها وهى تمسك يدها بلهفة وسألتها
_ انتي جيتي امتى؟
تحدثت على نفس فتورها
_ وصلت امبارح
لم يخفى عليها فنورها في الحديث لكنها لم تبالي يكفي تواجدها معها الآن
_ هتقعدي معانا فترة ولا هترجعي على طول
لم تستطيع ازدراد تلك الغصة التي تجمعت في حلقها عندما ذكرتها بهم وردت بحشرجة
_ لا مش راجعة
اندهشت سمر من اجابتها وسألتها بتوجس
_ ازاي مش راجعة، انتي زعلتي مع جوزك
انتهى ثباتها وتركت لدموعها العنان عندما تذكرت ما حدث فلم تجد سوى حضن والدتها الشائك كما كانت تطلق عليه من قبل لكن لن تفعل
ستذيقها ما اذاقته لجدتها فقامت بمسح دموعها بظهر يدها وقالت بألم
_ انا خلاص سيبت البلد ومش هرجع تاني.
قطبت جبينها متسائله بقلق
_ ايه اللي حصل فهميني، عمل فيكي أيه؟
أغمضت عينيها بألم تحاول الثبات لكنها لم تستطيع
وعندما حاولت سمر اخذها داخل احضانها نهرتها سارو بحدة تمنعها من الاقتراب منه
_ متقربيش
اندهشت سمر من حدتها وسألتها بخوفٍ عليها
_ في ايه ياسارة مالك ياحبيبتي
نظرت إليها من بين دموعها واجابت بألم
_ عايزة تعرفي عملوا معايا أيه؟
تساءلت بعينيها رغم انها تعلم الإجابة جيدًا لتأكد لها بحزن
_ عملوا معايا كل خير، عملوا اللي عمركم ما فكرتوا تعملوه معايا
عمي ومراته اللي مفيش كلام في الدنيا كلها يقدر يوصفهم، عوضوني عن جمودكم، ووقفت معايا في فرحي لو انتي موجودة مش هتقفي معايا كدة.
اخذت نفس عميق تهدئ به من روعها وأضافت
_ جدي وجدتي اللي ضحكتي علينا وفهمتينا انهم ظلموكم وأخدوا حقكم مع انه العكس تمامًا.
نفوس صافية للأسف عرفتها متأخر.
أما جاسر فـ على قد قسوته على اد طبيبته ورجولته
كنت اتمنى اعرفه بظروف تانية يمكن كنا حبينا بعض من غير قسوة
بس للأسف عرفنا بعض بظروف انتوا اللي رمتونا فيها
رفعت عينيها إليها وتابعت بـ عتاب
_ منعك ليا إني اسافر كان اكبر غلط ارتكبتيه في حقي، لو كنتي سيبتيني كان زماني دلوقت اسعد واحدة في الدنيا
اهتزت نظرات سمر وهي لا تعرف عن ماذا تتحدث
وسألتها بتوجس
_ علمت ايه؟
ضحكت بحزن وأجابت
_ تقصدي معملتيش أيه
عادت نظرات العتاب إليهاوهى تسألها
_ وجودك في حياة بابا كان عبارة عن أيه؟ كان مرايا يشوف بيها اخطاءه زي أى زوجة صالحة بتعمل مع جوزها؟
ولا كنتي شيطان بياخد بأيده للهلاك
بعدته عن اهله وحرمتيهم منه وحرمتينا احنا كمان منهم ومن حنانهم
دافعت سمر عن نفسها
_ هو كان جاي ومعاه الفلوس ولما حكالي قلتله دي حياتك ومستقبلك ولازم يفكر فيهم، وهو اختار
صرخت بها سارة
_ بس كان دورك تفوقيه مش تخليه يبيع أهله وناسه
_ هو اللي باع انا مبعتش، وده خلاني رغم حبي ليهاخاف منه لإن اللي يبيع أهله ممكن يبيع حتى ولاده
فكرت إني أءمن نفسي من غدرة بس للأسف خسرت كل حاجة ولقيت نفسي وحيدة
بابا مات من غير حتى ما اودعه، وولادي بعدوا عني ولقيت نفسي بدوق من نفس الكاس اللي شربوا منه
اخوكي مُصر أنه يسافر بعد الامتحانات وانتي شكلك بيقول إنك مش هتفضلي معايا
وفجأة لقيت نفسي محرومة من كل حاجة وعرفت ان ده انتقام من ربنا، زي ما قال داين تدان
لم تكثر معها في الحديث فحالتها تلك تأكد أنها لن تتحمل أكثر من ذلك فانسحبت بهدوء دون أن تنظر خلفها
باك
صعدت إلى غرفتها لتتوقف على الدرج عندما استمعت إلى صوت منصور يناديها
_ سارة
استدارت إليه وردت بفتور
_ نعم يابابا
_ تعالي عايزك
ترجلت الدرج بضيق لإنها تعلم جيدًا لما يريدها
دلفت معه غرفة المكتب ليشير لها بالجلوس فتجلس على مضد
_ سارة اظن إن كفاية كدة وترجعي لجوزك
تنهد سارة بملل وتحدثت باستياء
_ بابا انت مش بتزهق من الكلام في الموضوع ده قلتلك مية مرة مش هرجع
فكر منصور بأن عليه اقناعها حتى يصل لهدفه، والطريقة الوحيدة له هى عودة ابنته مهما كلفه الأمر
فقال بثبات
_ قوليلي سبب واحد يخليكي ترفضي
كنت مستنيه منه ايه؟
جاسر قام بدوره على أكمل وجه
يكفي أنه مفضحكيش وستر عليكي وشيلك اسمه وهو ميعرفكيش ولا يعرف أخلاقك عشان يتأكد إن كان تعدي صحيح ولا كان برضاكي.
اى واحد مكانه كان هيقـ.ـتلك ومحدش هيقدر يلومه
وهتكوني روحتي للموت برجلك
صدقيني انا نفسي لو مكانه كنت هعمل كدة
بس هو غير،
قف جانبك ونشلك من الفضيحة اللي كنتي هتتعرضي ليها
ولو كان على ضربه ليكي فـ ده رد فعل طبيعي بعد الرسالة اللي قراها
أرجعي لجوزك وانسي اللي فات
كانت تحاول بصعوبة إخفاء نظرات الاستهزاء التي ترمقه بيها علمًا بأن هناك سببًا خلف ذلك ويبدو ذلك من حديثة الذي فسألته بفتور
_ يعني انت عايزني ارجع بعد الاهانة اللي اتحملتها دي كلها؟
احرجته بسؤالها مما جعله يتراجع عن إصراره
_ أنا مقصدش بس كل الحكاية إني بقول كفاية عليه لحد كدة، وبعدين جدك وعمك بيكلموني باستمرار وعايزين ييجوا بنفسهم ياخدوكي.
نظراته وحديثه كل شيءٍ يأكد حسها وعليها ان تحبط مخططه
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ومقبل على الصعيد)