رواية وما معنى الحب الفصل الرابع 4 بقلم آية السيد
رواية وما معنى الحب الجزء الرابع
رواية وما معنى الحب البارت الرابع
رواية وما معنى الحب الحلقة الرابعة
“جهز العده والرجاله يلا عشان نعلم عليها قبل ما نشرحها”
قالها حمدى وضحك بسخريه فرد عليه الأخر قائلًا: اعتبر كل حاجه جاهزه يا ريس
نظر لشاشة هاتفه فوجد اتصال من أخر فقال حمدي: اقفل يا معلم عشان رمزي بيتصل كلم إنت باقي الرجاله وأنا هقوله
فتح الخط فرد رمزي قائلًا: الحقني يا حمدي زياد اتمسك وهو بيحاول يخطف بنت
أوقف سيارته فجأه ليرتفع صوت صفير الفرامل وقال: يا نهار إسود إحنا كدا ممكن نروح في داهيه
-المشكله إنه أصلًا هيعترف علينا واحد واحد من أول قلم
حمدي بصوت غاضب: والحيوان دا إيه الي خلاه يشتغل من دماغه! اتجمعوا حالًا عشان نشوف حل في الورطه دي
أغلق هاتفه وضرب لوحة القيادة غاضبًا وهو يصرخ، نظر لتلك الغائبة عن وعيها بجواره فمن الواضح أن لها حظ لتعيش لأيام أخرى! وقف لحظات يفكر فيما سيفعله ثم قاد سيارته وانطلق بعد أن رتب خطته..
_________________________
وصلت منى لإستلام الشيفت الليلي، فهي ممرضة بارعة حنونه، تشعر بآلام المرضى ويشهد لها كل من تعامل معها، كانت تحمل بيدها تذاكر المريض تدون عملها وترتب أدويته حين قاطعتها هدى قائلة: إستلمتِ حالة الحاج عادل برده
ابتسمت منى: أعمل ايه بقا كل ما يعرف إن أنا موجوده يطلب من مس أمل أمسك حالته… ربنا يعافيه
هدى: بس أعتقد هو خلاص هيخرج ولا لسه قاعد معانا شويه
منى: يومين كدا هنعمله شويه تحاليل وهيخرج
نظرت لهدى وأردفت: صحيح إنتِ كنتِ بتكلميني في حاجه الصبح
توترت هدى وأردفت: سيبك دا موضوع تافه كدا مش وقته خالص
كانت تراقبهم تلك الفتاة التي ترتدي بونيه على رأسها ويخرج منه خصلات شعرها السوداء الامعه، ترسم عينيها بمكياج العين بحرفيه، وترتدي زي التمريض نظرت لمنى بغل وحقد واقتربت منهم قائلة بسخريه: هو إنتوا إلي معايا الليله دي! واضح إنها ليله باينه من أولها
نظرت لها منى بتجهم لم ترد على كلامها وجلست تكمل عملها وتكتب التذاكر….
هدى بتجهم: منار بقولك إيه طلعينا من دماغك خلي الشيفت دا يعدي على خير
نظرت لمنى التي لم ترد عليها وأردفت
منار: اي يا ست منى مبترديش عليا ليه! مش عجباكِ ولا إيه!
تجاهلتها منى ونظرت لهدى قائله: دا ميعاد الدوا هروح أجهزه
نظرت هدى لمنار بسخريه وقالت: خديني معاكِ أصل الجو هنا بقا خنقة أوي!
نظرت لهم منار بكره وغل قاطع شرودها رنين هاتفها ففتحت مسرعة وهي تقول: إيه يا حمدي عايز إيه الساعه دي!
________________________
– أنا رفعت عبد الله المحامي حاضر عن المتهم… ممكن تسمحلي أقعد معاه شويه لوحدنا
-اتفضل
خرج الظابط وتركهم
همس المحامي قائلًا
-الجماعه بينبهوا عليك متجيبش سيرتهم وإلا قول على عيلتك يا رحمان يا رحيم
أردف زياد بتوسل
-أنا مش هقول حاجه بس خرجوني من هنا
رد المحامي بثقه
-متقلقش هخرجك… موقفك قوي ومفيش أي أدله ضدك أهم حاجه متقولش إلا معملتش حاجه
__________
على جانب أخر يقف سيف “ملازم أول” يتحدث مع النقيب قائلًا
سيف: مش راضي يعترف برده! واضح إنه خايف
-أنا شاكك إن الواد دا وراه عصابه كبيره!
سيف: إن شاء الله هنطقلك أمه… القضيه دي بقت تخصني وأنا هوصل لعصابة ريا وسكينه الي شغاله خطف في الستات دي
ربت النقيب على كتفه قائلًا: إنت قدها يا حضرة الظابط… بس مفيش أدله على الواد وللأسف هيخرج براءه
حدق سيف بالفراغ قائلًا: أنا بقا عندي خطه لو فعلًا الواد دا وراه عصابه هنوصلهم بيها….
“سيف ظابط بالسادس والعشرين من عمره، طويل القامه، يمتلك شعر أسود مموج وملامح هادئه فمن يراه يلقبه بالوسيم”
________________________
-أختك اتأخرت يا ناهد!
قالها والدها بتوتر
-أنا رنيت عليها موبايلها مغلق… إن شاء الله يا بابا زمانها جايه
وبعد مرور ساعتين
الأم بنواح: البت أول مره تتأخر كدا يا أبو ناهد أنا قلبي مش مطمن
الأب بغضب: البت أصلًا مكنتش مظبوطه وهي خارجه….
أردف يعاتب نفسه: أنا الي غلطان… كان لازم أروح معاها لما لقيت شكلها مرهق
مسحت الأم دمعه من عينها وقالت: طيب والعمل إحنا هنفضل قاعدين كدا مش عارفين بنتنا فين!
دخلت ناهد الغرفه فنظر لها والدها قائلًا: معكيش رقم صاحبتها إلي راحتلها؟
-معرفش صاحبتها دي
رد بغصب
-أومال مين يعرف يا ناهد… إزاي مش عارفه صاحبة أختك؟
أردفت ناهد بتوتر: أنا هقول لحضرتك كل حاجه من البدايه
بدأت ناهد بسرد ما تعرفه عن أختها وكلامها مع مصطفى، اكفهر وجه الأب وحنى رأسه لأسفل وأخذ يسأل حاله كيف غفل عن ابنته والتهى بعمله لجني المزيد من الأموال لكفايتهم الماديه ولم يهتم بكفايتهم النفسيه والروحانية، فقد أساء إلى رعيته، دعى الله في سره أن يلطف بهم ويرد إليه ابنته وحينها سيُغير كل شيء
-معاكِ رقم الي اسمه مصطفى دا؟
-هي كلمت رقم كدا من عندي وأنا لقيته متسجل على التروكلر مصطفى….
صوبت الهاتف بإتجاهه قائله: اتفضل الرقم
سجل الرقم بهاتفه ليطلبه
________________________
يجلس مصطفى على مكتبه يغلق عينيه ويفكر في مشاعره المتقلبه وحياته المشوبه بالكراكيب، نظر في ساعته التي كانت الثانية عشر منتصف الليل، ارتفعت رنات هاتفه، ففتح عينيه وحمل هاتفه فإذا به رقم غير مسجل بالهاتف تجاهله ولكن الطالب يصر تمام الإصرار، ظن أنها مروى وستحاول معه مجددًا رد عليه بحده: نعم
فأجاب صوت رجلي: السلام عليكم… مصطفى معايا!
-أيوه أنا مصطفى، مين حضرتك؟
-أنا أبو مروى…. هي مروى خرجت معاك النهارده؟
-لا والله أنا ومروى علاقتنا انتهت أصلًا، خير فيه حاجه ولا إيه!
-مروى خرجت قالت رايحه تقابل أميره صاحبتها ومرجعتش لدلوقتي!
-بس الي أعرفه إن مروى ملهاش صُحاب بنات… بس فيه واحد هي كانت مصحباه جايز تكون خرجت معاه تقريبًا كان اسمه حمدي!
-حمدي! متعرفش حمدي إيه أو عنوانه؟
-لا والله يا عمي معرفش… طيب مرنتش عليها؟
-موبايلها مغلق!
-طيب حضرتك قدم بلاغ للشرطه
-المفروض يعدي على الإختفاء ٢٤ ساعه
-لا حضرتك قدم البلاغ وأنا هكلم ابن خالتي هو ظابط وهيهتم بالموضوع
تنهد والدها بحسره وكأن صوته أوشك على البكاء وقال: ماشي يا أستاذ شكرًا ليك
أغلق الهاتف وجلس مصطفى يفكر أين من الممكن أن تكون؟ ظلمت مروى نفسها ظلمًا كثيرًا عندما كانت تعبر من علاقه إلى أخرى، تذكر صوت والدها المنكسر حينها فقط أدرك ما ارتكبه من خطأ ليس في حقه أو حقها لكن في حق هذا الرجل الذي أحنت ابنته رأسه، حمل هاتفه ليطلب رقم أخر منتظرًا الإجابه
-ابن خالتي الغالي
-واحشني يا حضرة الظابط
-ياااه يا هندسه إنت لسه فاكرني!
ابتسم قائلًا: معلش والله يا سيف مضغوط…
سيف بابتسامه: ومين الي مش مضغوط!
-كنت عايزك في خدمه
ضحك سف قائلًا:
-عارف ياد إنك مش بترن لله وللوطن أبدًا… خير ياسطا
ابتسم مصطفى قائلًا:
-الموضوع مهم والله … فيه بنت مختفيه وأهلها بيدوروا عليهاو…
قاطعه سيف
-اختفاء تاني! والله أنا ماسك القضيه دي والظاهر إن فيه عصابه بتخطف البنات
مسك ورقه وقلم وقال: قولي التفاصيل وأنا إن شاء الله هعمل الازم
________________________
أخذ أحمد يطلب هدى مرة بعد الأخرى ولا ترد عليه فأرسل لها رساله عبر الواتساب: طمنيني عليكِ عشان قلقان
لم تصلها الرساله فواضح أنها لم تفتح بيانات هاتفها اليوم، ألقى هاتفه جانبًا ونفث الهواء من فمه بضيق، فقد تعلق بها وأصبح يومه لا يسير بدون كلامها، فقد أُعجب بروحها حتى ولو لم يراها أحب صوتها وكلامها معه، يعتقد أنه قد أوشك على الوقوع في حبها!
___________________
وقف أمام المستشفى قابلته منار التي تتخفى عن الأعين كي لا يراها أحد
-جايبلي مصيبه جديده!
-البنت واخده منوم وهتفضل نايمه للصبح
-يخربيت مصايبك يا حمدي… وإنت جايبها المستشفى ليه؟ كنت لقحها في أي مكان!
-لا البت دي تخصني… هخلص من الورطه إلي أنا فيها وأرجع أخطط لها تاني
أشارت على أحد المقاعد أمام المستشفى وقالت: حطها على الكرسي الي هناك دا وامشي وأنا هتصرف
هرولت تدخل للمستشفى تتابعه بعينها من بعيد، ارتجل هو من سيارته وحملها بين يديه ليضعها على المقعد ويركب سيارته ليغادر المكان بعدما نفذ ما قالته، وبمجرد مغادرته لعنته في سرها وهرولت منار للإستقبال تهتف: فيه واحده مغمى عليها حد يجي يساعدني!
________________________
كانت منى تأخذ أدوات من الإستقبال حين لفت نظرها تلك التي تفترش السرير بملامحها البريئه التي لا تدل على شخصيتها المتعجرفه، أشفقت على حالتها، اقتربت منها ونادت الممرض قائله: هي مالها دي يا مستر محمد؟
-مش عارف الدكتور بيقول نايمه… لقناها مغمى عليها على الكرسي بره هتلاقيها تبع مريض ولا حاجه
-لا حول ولا قوة إلا بالله…
اقتربت منها منى لمست يدها تتحسسها ووصلتها على جهاز المونتور لتطمئن على علاماتها الحيويه، فمن الواضح أنها تغط في نوم عميق، مسكت يدها برأفه وقالت: هو أنا ممكن أخدها القسم فوق أخد بالي منها لأني أعرفها
-عادي مفيش مشكله… قولي لمس أمل لو وافقت عادي
أخذت منى إذن رئيسة التمريض ورجعت لمروى، ساعدتها ممرضه بنقلها على الترولي، وسحبته منى ومعها أحد العمال إلى المصعد لتأخذها للغرفة بالقسم، حين رأتها هدى هرولت تتقفد ما تفعله صديقتها فرأت مروى المتسطحة أعلى الترولي
-إيه دا!!! مالها دي!
-مش عارفه… بس شكلها نايمه!
-وإنتِ جايبه البلوه دي هنا ليه؟
-يا بت خلي في قلبك رحمه… هسيبها كدا الي رايح والي جاي يبص عليها… وهي بصراحه ما شاء الله زي القمر
ابتسمت هدى لطيبة قلب صديقتها وقالت: إنتِ طيبه أوي يا منى… بتساعدي أي حد بدون أي مقابل
-مين قالك إنه من غير مقابل… بالعكس دا بمقابل كبير أوي كمان… الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه…
أردفت هدى بتوتر: طيب إيه رأيك في علاقتها مع مصطفى؟
-غلط طبعًا…. ربنا يهديها يارب
ازدردت هدى ريقها بتوتر وقالت: حتى لو كانوا أصحاب وبس يعني بيتكلموا بإحترام هيكون غلط؟
-مفيش صحوبيه بين ولد وبنت ربنا قال” ولا متخذات أخدان”، العلاقه هتبدأ صحوبيه واحترام وبعدين هيبدؤا يطلعوا خطوات ” خطوات الشيطان” هيبدؤا أصحاب والله أعلم ممكن يوصلوا فين!
أنهت منى الحوار وهي تفتح حقيبة مروى لتبحث عن هاتفها أخرجته وحاولت فتحه: حتى موبايلها مغلق…. شوفيلنا كدا يا هدى حد معاه شاحن عشان نشوف أهلها
نظرت هدى للفراغ بشرود فقد أخذت قرارها، فقد أفاقت الآن وأُزيلت الغشاوة من على عينيها.
كانت منار تراقبهم وتراقب تلك التي ترقد بلا حول ولا قوة وهن يساعدنها…
___________________
جلست هدى في غرفة التمريض تفقدت الغرفه كي تتأكد من خلوها، حملت هاتفها لتطلب رقم أحمد، تعالت رنات هاتفه نظر لشاشة الهاتف بحب وابتسم قبل أن يجيب
-كدا تقلقيني عليكِ
– أحمد أنا عايزه أكلمك في موضوع مهم بس أنا في الشغل دلوقتي… بكره لازم نتكلم ضروري
-موضوع بخصوص إيه؟
أردفت بتوتر
-يخصنا…. أ..أ
تلعثمت حين دخلت منار الغرفه وهمست قائله:
-بص مش هينفع كلام دلوقتي عشان مشغوله… سلام
أغلقت الهاتف أخذت قرارها، ستبتعد عنه حتى وإن أرهقها بُعده وإن آلمها غيابه ستضمد جروحها بالصبر، ستتركه لله فمن ترك شيء لله عوضه الله بخير منه، فلا تُنكر أنها أحبته، بل أنها أوشكت على الولوج إلى مرحلة أخرى أعمق من الحب، ستنهي هذا الأمر فكلما كانت قريبة من الشاطئ يصبح طريق العوده واضحًا لكن إن تعمقت أكثر ستختفي معالم الطريق ولن ترى الشاطئ حينها لن تستطيع العوده بل ستُكمل تجديف للداخل وللأعمق…
____________________
في الصباح
تقلبت مروى واضعة يدها على وجهها، فتحت عينيها وهي تمط يديها ورجليها من أثر النوم، نظرت للغرفه حولها والسرير سرعان ما أدركت أنها بمستشفى، تذكرت ما حدث بالأمس وبدأت تتفحص جسدها وملابسها بخوف، تخشى أن يكون حمدي قد فعل لها شيء أخذت تتخيل سيناريوهات مختلفه لما حدث أولهم أن يكون حمدي قد اعتدى عليها وألقاها بأي طريق وأوصلها أحدهم للمستشفى، أخذت تبكي بانهيار وتضع يدها على وجهها تتخيل والديها وكأنها قد انتبهت لحالتها للتو أدركت ما تفعله وما تقترفه من خطأ وراء أخر في حق نفسها وفي حق أسرتها، جلست على طرف السرير لتقوم ولا تعرف كم مضى من الوقت وهي غائبة عن وعيها قطع شرودها دخول أمل”رئيسة التمريض” الغرفه بهدوء قائله: صحي النوم أخيرًا صحيتِ… عامله إيه دلوقتي؟
نظرت مروى لأمل بأعين باكيه وقالت: أنا جيت هنا إزاي؟
-مس منى نقلتك من الإستقبال لهنا عشان تاخد بالها منك…. هي قريبتك؟
-منى!! مين منى؟
تذكرت منى وابتسمت قائله: أيوه… طيب ممكن أقابلها؟
-هناديهالك
همت لتخرج فقاطعتها مروى: هي الساعه كام؟
-الساعه ٨ الصبح
شهقت بصدمه قائله: يالهوووي يعني أنا بايته بره البيت؟
نظرت بجوارها باحثه بعينيها عن حقيبتها: موبايلي فين؟
-مع مس منى تلاقيها بتسلم الشيفت وجايه هروح أناديهالك
جلست تبكي على حالها، لعلها إشارة من الله لترجع عن طريق الضلال وتهتدي، فوالديها من أخير الناس، لا تعلم لمَ يمتلئ قلبها بكل هذا الظلام! انتبهت لحالها وبدأت تتفحص أفعالها كمن خرج من دائرة لينظر إليها من الخارج، وجدت أنها غارقة بالضلال، قررت انها حتمًا ستتغير ستُبدل تلك المروى بأخرى لأجل والديها لا لأجلها!
__________________
يقف مصطفى في غرفته يجهز ملابسه للذهاب للشركه وقف يفكر للحظات يريد أن يطمئن إذا عادت مروى لبيتها أم لا ترك ما بيده وحمل هاتفه يطلب رقم والدها سرعان ما أجابه والدها لعل مصطفى توصل لمكان ابنته
-السلام عليكم… كنت عايز أطمن مروى رجعت البيت؟
تنهد بحسره
-عليكم السلام… لا لسه
-إن شاء الله هترجع بالسلامه…. أنا هتابع البلاغ بنفسي… لو وصلتوا لأي حاجه هستأذنك تبلغني..
-ماشي إن شاء الله
___________________
دخلت منى لتجد تلك القابعة تذرف دموع الندم والحسره، قالت منى بإبتسامه
-عامله إيه دلوقتي؟ اي بتعيطي ليه!
-لو سمحتِ عايزه موبايلي؟
-اتفضلي بس موبايلك فاصل شحن… لو حافظه رقم حد من عيلتك خدي موبايلي رني عليه
أخذت هاتفه منى وكتبت رقم ناهد لتطلبها ومازالت دموعها تفيض على وجنتيها بأسى
-ناهد أنا مروى
-مروى! إنتِ فين يا حببتي إحنا هنموت من القلق عليكِ
-أنا كويسه متقلقيش… طمني بابا وماما هحكيلكم كل حاجه لما أجي
أغلقت الهاتف وقالت: شكرًا يا منى
-على ايه أنا معملتش حاجه
-صدقيني مش هنسالك المعروف دا… أتمنى نكون أصحاب أنا مليش أي أصدقاء
انهارت من البكاء متذكرةً تلك الحاله التي وصلت إليها بغبائها، ربتت منى على ظهرها بحنان وقالت: كلنا بنغلط بس أهم حاجه منكررش الغلط
مسحت مروى دموعها قائله: شكرًا ليكِ بجد
ابتسمت منى: عيب مفيش شكر بين الإخوات
ضمتها مروى قائله: شرف ليا يكون ليا أخت زيك… ممكن تكتبيلي رقمك
أخرجت منى ورقه وقلم من حقيبتها وكتبت رقمها قائله: إنتِ كمان إديني رقمك عشان أبقا أطمن عليكِ
_____________________
خرجت مروى من المستشفى لتعود لبيتها كانت تهرول حتى تصل في أسرع وقت وتصاحبها تلك الدموع الحارقه التي تفيض على وجنتيها من حين لأخر، اصطدمت بشاب فوقع الهاتف من يدها وتهشم جزءًا منه حمل الشاب الهاتف يقلبه بين يديه وهو يقول: أنا أسف والله
قالت بدموع وغضب: هو أنا يعني ناقصه!
نظر لها سيف بإشفاق قائلًا: طيب بس متعيطيش والله هصلحهولك أو هجيبلك أحسن منه بس من غير عياط
وضعت يدها على وجهها تبكي تركت الهاتف بين يديه وأوقفت سيارة أجره لتعود لمنزلها حاول سيف أن يناديها أو يلحق بها لكنها كانت في عالم أخر وقف سيف متعجبًا مما حدث وما فعلته تلك الفتاه وأخذ الهاتف معه عازمًا أن يُصلحه ثم سيجد وسيله ما ليوصله إليها…
________________________
دخلت بيتها ليستقبلها أسرتها نظرت للجميع واتجهت لتضم والدها وتبكي تريد الشعور بالأمان فهو أمانها وحمايتها وهي تريد الإطمئنان
-فيه ايه طمنيني عليكِ يا مروى اي الي حصلك؟!
قالت بدموع: أنا أسفه يا بابا أنا أسفه…
خرجت من أحضانه، شهقت بدموع وأردفت: إنت اديتني ثقتك وأنا عمر ما هضيعها…. أنا بحبك أوي يا بابا
جلس مكانه أصبح لا يقوى على الصمود والوقوف لأكثر من ذالك أردف بتوتر: إنتِ حصلك إيه؟
انهارت من البكاء فضمتها أمها وأختها تربت على ظهرها بحنان
ناهد: احكيلنا يا مروى حصل إيه إحنا محتاجين نطمن
الأم: ايه الي حصل يبنتي انطقي؟
مسحت دموعها وبدأت تحكي سيناريو من خيالها كي لا تقلقهم عليها
-أنا كنت رايحه أخد الورق من صاحبتي وأغمى عليا في الشارع ودوني المستشفى ولسه صاحيه
قال الأب بخوف: يعني إنتِ كويسه دلوقتِ
-كويسه والله
أردف قائلًا: مين مصطفى وحمدي!!
هربت الدماء من وجهها ووتوترت أوصالها قبل أن تقول: أصحابي… بس والله قطعت علاقتي بيهم
تحدث الأب بوجه متجهم قائلًا: خدي أختك تريح جوه يا ناهد
وقبل أن تدخل مع ناهد نظرت لوالدها وقالت: أرجوك سامحني يا بابا
نظر للفراغ بتجهم ولم يرد عليها
____________________________
وفي المساء حملت هدى هاتفها بتوتر ستنهي كل شيء مع أحمد طلبت رقمه قائلة: أيوه يا أحمد… عامل إيه؟
-الحمد لله وحشتيني أوي… طمنيني عملتي ايه اليومين دول!
-أحمد إحنا لازم نبعد عن بعض….
تلعثم قائلًا: ل..ل.ليه بتقولي كدا!
-عشان دا الصح… أنا غلطت لما فتحتلك باب الصداقه من الأول
-بس أنا مقدرش أبعد عنك يا هدى… مقدرش أتخيل يومي من غيرك!
-وأنا مقدرش أكمل في العلاقه دي…. متزعلش مني بس أنا مضطره أعملك بلوك
تنهد أحمد قائلًا: كدا يا هدى وأهون عليكِ… مش إنتِ وعدتيني منبعدش عن بعض مهما حصل
أدمعت عينيها قائله
-آسفه يا أحمد… في حفظ الله
أغلقت الهاتف والدموع تُغرق وجهها وبدأت بحظره على مختلف التطبيقات
____________________
مر أسبوع على الأبطال
مروى تُحاول كسب ثقة والديها، وعندما عادت الجامعه كان حمدي يُحاول إقناعها أنه لم يضع شيئًا بالعصير وإلا لمَ أرسلها للمستشفى! وقد أوصى صديقه الطبيب بأن يعتنى بها لكنها ترفض تلك العلاقه من الأساس فقد رجعت عن ذالك الطريق لأجل والديها…
منى تتهرب من مصطفى منذ أن علمت بعلاقته السابقه بمروى
هدى وأحمد يحاول كل منهم التأقلم على غياب الطرف الأخر
__________________
وذات يوم خرجت مروى من كليتها تسير لحالها بجانب الطريق في طريق يكاد يخلو من المارة،أخذت تلوم حالها على ترك هاتفها بهذا الشكل فلو قالت لأحد لوبخها ونعتها بالمعتوهه، لا تعلم كيف تصل لهذا الشاب لا تفعل أي شيء سوى أنها تطلب رقمها يوميًا عله يرد عليها لكن الهاتف دائمًا خارج الخدمه، قطع شرودها حين وقف حمدي أمامها بسيارته ارتجل منها ونظر لمروى قائلًا: بقالي أسبوع بحاول معاكِ بالحُسنى بس الظاهر كدا إنك مش هتيجي إلا بالغصب…….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وما معنى الحب)