رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم دعاء أحمد
رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الجزء الحادي والثلاثون
رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) البارت الحادي والثلاثون
رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الحلقة الحادية والثلاثون
«حُسنك أغوي تائب عن الحب.. و في لقاكِ ينبض القلب»
____________________
قيل أن أبلغ الأحاديث هو حديث العيون
واعترض أحدهم قائلا :بل القلوب
حتى أتت هي لأعلم ان أبلغ الأحاديث هو حديث روحها الذي لا يسمعه سوي روحي1
وصلت سيارة «عمر» الي قصر الدمنهوري بعد سنوات طويله من الفراق و البُعد
مازال يذكر اخر مرة دخل الي ذلك القصر قبل أكثر من عشرون عاماً
قام الحارس بفتح البوابة سامحاً له بالدخول
القى نظرة يأسه الي جنينة القصر و شريط ذكرياته يمر عليه مر أخرى، تذكر حينما رآها تجلس في ذلك المكان منشغله برسم احد رسوماتها
لأحت ابتسامة بسيطه على شفتيه مزينه وجهه الوسيم.. تغير قليلا زادت ملامحه هيبه و وقار.. بعض التجاعيد و شعره الأبيض الممزوج بالاسود لم يقلل من وسامته ابداً
فهو« عمر الرشيد» ……
صف السائق السيارة ليترجل عمر بخطوات ثابته واثقه رغم رجفة قلبه سيلتقي بها مرة أخرى!!
استقبلته «فردوس» ممرضة ارستلها «مريم»لتعتني ب بيلا منذ اكثر من ثمان سنوات تبدو في نهاية العقد الثالث من عمرها… ملامحها صارمة
فردوس بلباقه و عمليه
«عمر بيه الرشيد… اتفضل معايا»
تقدم خلفها وهي تشير لغرفة الصالون ولج عمر للغرفة الشاسعه و المليئة بالتحف و الرسومات القديمة
نظرت له بهدوء قائلة
«اتفضل حضرتك و مدام بيلا هتنزل لحضرتك…..»
وضع ساق على الأخرى و هو يخرج علبة السجائر خاصته ولكن ما ان وضعها بين شقي شفتيه عادت له إحدى الذكريات
«يا عمر انا مبحبش ريحة السجاير… و بزعل منك لما بتدخنها لأنها بتاذيك»
ابتسم ببرود وهو يُشعل سيجارته هامس لنفسه
«اعتقد مكنش في حاجه مؤذيه اد علاقتنا و حبي ليك……»
في الطابق العلوي
كانت تجلس أمام المرآة بقلب منتفض من الخوف و الكثير من المشاعر المتناقضة بعد أن اخبرتها «فردوس» بوصوله
«بيلا»بهمس و ارتباك
=انزلي ياله قبليه…. هيحصل ايه يعني و لا حاجه انتم دلوقتي مش الاتنين اللي قابلوا بعض زمان، في حاجات كتير ماتت و اتغيرت»صمتت للحظات لتكمل بخفوت
“الا حبك له يا بيلا ”
نهضت و هي تسير بخطوات مرتجفه لتصل للباب وضعت يديها على المقبض وهي تاخذ نفس عميق ثم خرجت
نزلت الدرج بهدوء كعادتها رفع راسها ينظر لها بينما لاحت ابتسامة جانبيه على شفتيه
و عينيه تفترس وجهها و قسماته الرقيقة
شعرها الأسود يتخلله بعض الخصلات البيضاء… رشاقتها في الحركة
ترتدي بلوزه سوداء شتويه و جيب زرقاء واسعة ترفع شعرها في كعكه فوضويه
وقفت بجواره و هي تتنحنح بحرج:
«اهلا يا عمر بيه نورت…..»
استقام ليجيب ساخرا صارم
«بيه؟!… بخير الحمد لله، فين صفا و ايه اللي حصل؟»
ردت «بيلا» بهدوء زائف
«هي في اوضتي فوق…. الدكتور بيقول انها نسيت تاخد دواها علشان كدا تعبت و خصوصا انها ماكلتش، هي نايمة دلوقتي»
وضع السيجار بالمنفضه ليستقيم مرة أخرى قائلا بتلقائيه
«تمام يا بيبو»
«…اقصد بيلا هانم بكرا الصبح هاخد صفا بس لما تصحى و هروح قصر الرشيد متشكر لضيافتك لاختي….»
جلست على الاريكه بهدوء قائلة حاني:
«اظن قصر” الرشيد “مقفول بقاله سنين و تجهيزه هيكون صعب في وقت قصير….الييت هنا في اوض كتير ممكن تستريح في اي غرفة »
جلس بهدوء و عينيه تتشرب ملامحها الحزينه قائلا بنبرة حزينه
«بيلا انتي لسه مقتنعه اني السبب في موت ملك… »
تجمعت الدموع في مقلتيها لتجده يعقب سريعا بلهفه مبررا
«بيلا انا كنت هموت معها، مفيش اب ممكن يكون سبب في موت بنته و أنت اكتر واحدة عارفه اد ايه انا كان نفسي البنت دي تيجي للدنيا انا حكيتلك أحلامي لبيتنا و لبنتنا…. انتي اكتر واحدة عارفه اني حبيتها لأنها كانت منك….»
تساقطت دموعها و تصاعد الألم لصدرها تشعر بثقل ما تحملته قائلة بحدة
«بلاش تفتح في الماضي يا عمر…. لو سمحت كفاية انا تعبت، ماتت عرفت انها ماتت كفايه بقى حرام عليك،
انا أم مشوفتش بنتي غير مرة واحدة بس و بعدها، بعدها انت عملت ايه؟! اخدتها»
رد «عمر»بانفعال و غضب مكبوت منذ سنوات
_كنت واخدها لابوكي…. كنت عايز لها حياه في النور.. كنت ناوي اعمل اي حاجه قلت يمكن لما يشوف حفيدته قلبه يحن و يبطل يعند لكن العربية فجأه انقلبت و انا دخلت غيبوبه اكتر من ست شهور…
وضعت يديها على عينيها الحمراء أثر بكائها وهي تستمع لمبرراته
_ عمر مالوش داعي نقلب في اللي فات الله يرضا عليك، بعد أذنك انا هطلع أرتاح”
التمعت الدموع في عينيه ليزفر بغضب و شراسه و هو يخرج من المكان، يشعر وكأنه يختنق و يختنق
كان يقف في جنينة القصر ينفث سيجارته بغضب يحاول كظم غيظه و غضبه بينما وقفت «بيلا» تنظر له من وراء زجاج الشرفة، اغمضت عينيه قائلة:
” لا يا عمر، عارفه انك مالكش ذنب في موتها و نفسي اقولك اني مش زعلانه منك، بس للاسف أهلنا زمنا عملوا أخطاء بقيت واقفه بينا زي السور اللي مالوش نهاية لا انت هتقدر تهده و لا انا هقدر اتخطاه”
أغمضت عينيها تتذكر ما حدث و قلب كل الموازين
**********فلاش باك **********
قفزت من فوق الفراش بحماس و سعادة قائلة:
” بجد يا تيتة يعني بابا وافق على عمر، بس ازاي دا زعق ليا علشان قابلته، معقول وافق كدا بسهولة”
ابتسمت «نبيله» بارتياب قائلة بهدوء حاني:
“مش مهم ازاي المهم انه وافق مبروك يا قلبي، الف مبروك يا بيلا اخيرا هشوفك عروسة”
احتضنتها بفرحة كبيرة قائلة:
“انا فرحانه اوي يا تيته، كنت اتمنى لو ماما تحية تكون معايا ”
ربتت «نبيلة» على ظهرها بحنان قائله:
” هي اكيد حاسه و فرحانه علشانك، باباكِ هيكلمه و يحدد معاد معه، بس مش عايزه مكالمات بينكم يا بيلا فاهمه”
اومات لها بالايجاب و هي تصعد لغرفتها، في حين شعرت نبيلة بالارتياب من تغير «سالم» المفاجئ لتشعر بعدم الارتياح قائلة بهمس:
“ربنا يستر مش مرتحاله لك يا سالم، حاسه انك بتفكر في حاجه، ربنا يهديك يارب و متكسرش بخاطر بنتك”
بعد اسبوعان
في قصر آل «الرشيدي»
وقفت «عصمت» بغضب و غيرة قا’تلة قائلة بشر:
“الخطوبة النهارده يا ماما، هيتجوز بنت الدمنهوري، لا لا دا اكيد حلم مش حقيقة، عمر بتاعي انا مش هي، لايمكن اقبل بالمهزلة دي تحصل على جثتي”
جلست«تفيدة» على كرسيها بغضب وهي تنظر لابنها قائلة:
“انتي اللي خايبه و معرفتش توقعيه اهو راح يخطب بنت سالم الدمنهوري اللي جدك الرشيدي رفض زمان انه يجوزه لعمتك كوثر الله يرحمها ،
و دلوقتي سالم موافق بسهولة يجوز بنته لعمر علشان ينهي العداوة و انتي غبية معرفتش تعملي حاجه، و دلوقتي هتلبسي و تتشيكي علشان تروحي خطوبته…”
زفرت بحنق قائلة:
” اصبري عليا يا بيلا الكلب،لو فاكرة انك هتكوني حرم الرشيدي تبقى بتحلمي، هلبس و اتشيك و هشوف المهزله دي بتحصل لكن لا يمكن أوافق بيها ابدا”
في مساء الليلة
وقف «عمر» بسعادة أمام المرأه يهندم حُلته السوداء الأنيقة فهي ستصبح خطيبته بعد ساعات قليلة، رغم شعوره بوجود شئ مريب سيحدث لكن حاول تجاهل شعوره
ارتد ساعة أنيقة ليضع عطره وهو ينظر للمراه بثقة، وجد الباب يُفتح لتدخل والدته «مرام» بسعادة و طيبه قائلة:
“اخيرا هشوفك عريس يا حبيبي، ربنا وحده يعلم دعتلك اد ايه تكون من نصيبك، رغم اني مشوفتهاش لكن متأكدة انها مميزه اوي اللي قدرت توقعك و كما صفا حكيت ليا عنها أنها بنت لطيفه و جميله اوي”
ابتسم «عمر» و قبل رأس والدته قائلا:
“هي من ناحية جميلة فهي زي القمر حاجه كدا رقة و جمال و مرح و طيبه تخطف القلب ”
شعرت «مرام» بالسعادة قائلة:
” ربنا يسعدك يا عمر يا حبيبي يارب، ياله علشان منتاخرش عليهم و كمان مرات عمك جهزت”
اخذ نفس عميق قبل أن يخرج من غرفته برفقة والدته
أغلق الباب خلفه ينظر لزوجة عمه و ابنتها قد تجاهزا لحضور الحفل
سأل هو بهدؤ قائلا:
“جاهزين؟ ”
اومات له «تفيدة» قائلة بسعادة زائفة:
“اه، الف مبروك يا عمر و اخير هشوف البنت اللي قدرت تكسبك، متأكدة انها جميلة”
ابتسم «عمر» بحماس قائلا:
“شوية و تشوفوها ، لازم نتحرك دلوقتي”
اومات له بالايجاب بينما غادر القصر متجها الي قصر آل «الدمنهوري»
وصل بسيارته الي القصر كان مزين باناقة و الإضاءة جذابة، شعر بخفقة قويه بقلبه، ابتسم بحماس و عينيه تكاد تخترق كل الحواجز يتمنى رؤيتها
ترجلت «عصمت» و «تفيدة» برفقة «عمه» مختار باشا من السيارة الأخرى خلفه
دلفت الى القصر بلباقة و ثقة حتى التقي ب «محمود»
ابتسم محمود برفق وهو يصافح عمر قائلا:
نورت يا عمر بيه….
ابتسم «عمر» بمرح قائلا بسعادة:
“دلوقتي نقدر نشيل الالقاب يا محمود”
لاحت بسمة أخيها قائلا:
“طبعا، اتفضل، مرام هانم نورتي قصر الدمنهوري ”
أبتسمت السيدة بسعادة قائله:
البيت منور بأهله
في غرفة بيلا
وقفت أمام المرآه بتوتر وهي تنظر لثوبها الانيق و الراقي في اختياره يناسب أجواء حفل الخطبة فقد اختارته بعناية هي و جدتها بعدما حدد والدها الموعد معه
اخذت نفس عميق وهي تنظر «لمريم» قائله :
” شكلي حلو؟”
ابتسمت اختها بسعادة قائلة:
“زي الجمر يا جمر انتي، و بعدين انتي قلقانة كدا ليه؟ يا بنتي احنا معندناش حد وحش ”
اردفت «بيلا» بسعادة:
“ماما اكيد فرحانة اوي مش كدا؟!”
اجابتها «مريم» بتاثر عند ذكر والدتها الراحلة:
“متأكده انها هتكون فرحانه اوي يا بيلا، ياله علشان وصلوا و بابا اكيد معهم دلوقتي و الضيوف كمان وصلوا”
نظرت هي لنفسها في المرأه لمرة اخيرة قبل أن تخرج برفقة اختها و جدتها
نزلت الدرج بخطوات ثابتة و ابتسامة جميله تزين ثغرها و آآه من تلك المليحة!
نظرت لها «عصمت» بصدمة قائلة:
” لالا اكيد مش هي دي اللي عمر جاي يخطبها،مش معقول لا لا بقى الخدامة دي تبقى اللي عمر عايز يخطبها”
سألت والدتها باستغراب:
“انتي قابلتيها قبل كدا ولا اي؟”
عصمت بشر:
هفهمك بعدين يا ماما
بعد مرور بضع دقائق
اتجه «عمر» نحو «سالم» قائلا:
“مش نعلن الخطوبة بقى و لا ايه ”
ابتسم «سالم» بخبث قائلا:
” طبعا يا عمر بيه”
شعر بشي مخيف في نبرته تزامنا مع سؤال احد الضيوف قائلا:
“لسه مش عايز تقولنا اي سر الحفلة دي يا سالم باشا”
اتجه سالم نحو الدرج و هو ينظر لعمرو و والدتها و كل أفراد عائله الرشيد بكره قائلا:
“الحفلة دي مهمة جدا عندي، السنة دي شركات الدمنهوري حققت مستوى افضل من رائع الحمد لله و طبعا قلت لازم نحتفل سوا”
ضيق «عمر» المسافه بين حاجبيه وهو ينظر له بدهشه ليتابع «سالم» بهدوء:
“و النهاردة عيلة الرشيد قررت تحتفل معانا و بيمدوا لينا ايديهم بالصلح لكن للأسف انا مش قابله، عمر الرشيد طلب ايدي بنتي بيلا و انا وعدته اني هرد عليه،و أدام الضيوف انا معنديش بنات للجواز يا عمر يا رشيد”
نظرت «بيلا» لجدتها باستغراب و عدم فهم بينما شعرت نبيله بالغضب اتجاه «سالم» لتجده يكمل بمنتهى الحقد :
” جدك الرشيد زمان من اكتر من خمسه و عشرين سنه قال لايمكن يقبل بوجود اي علاقات بين العيلتين و فعلا كان عنده حق و انا مقبلش بيك زوج لبنتي”
كاد «عمر» ان يتحدث لكن قاطعهم صوت« بيلا» المهزوز :
“بابا انت بتقول ايه؟ انت مش هتعمل كدا صح”
رد سالم بقوه:
“مريم خدي اختك من هنا…. ”
شعور الصدمة سيطر على كل عائلة الرشيد و شعور الانتصار سيطر على «سالم» ظنا منه انه انتصر عليهم و انه رد لهم ما فعلوه به في الماضي عندم رفضوه لم يكن يعلم انه بذلك الكره بداخله دمر ابنته و ليست وحدها، بينما ابتسمت «تفيدة» بشماته و سعادة
نظر «عمر» لسالم قائلا:
“من حقك ترفضني دا طبيعي و يمكن جدي كمان غلط لما رفضك بنفس الطريقة يمكن حاسس دلوقتي بالانتصار بس صدقني دي خسارة لك”
نظر لها مرة اخيرة بسخرية و كره قبل أن يغادر ذلك القصر
بعد الحفل
نبيلة :
ليه يا سالم ليه؟ حرام عليك، ذنبها ايه بنتك اللي كسرت فرحتها دي،ها ذنبها ايه؟…. انت و ابوك و الرشيد بينكم مشاكل و الولد و البنت كانوا نفسهم يكونوا سوا في علاقه هاديه ينهوا بيها المشاكل ليه عملت كدا يا سالم؟ ”
رد «سالم» بضيق قائلا :
” معرفش يا نبيلة من البدايه لا يمكن يبقى في بينهم علاقه… ”
ردت نبيلة بعضب :
” حتى لو مكنش هيحصل، كان ممكن تبلغه رفضك مش تجيبه وتحدد معه معاد الخطوبه و بعدها تعمل اللي عملته دا و صدقني هتتحمل نتيجه اي حاجه تحصل ”
تركته و غادرت و هي تصعد لغرفه بيلا
…
كانت تضم نائمه وهي تضم جسدها كوضعيه الجنين انسابت دموعها بحزن تشعر الان بالانكسار و كأنها لعبة يحركها والدها كما يشاء، لكنه لم يحس لقلبها اي حساب
جلست«نبيلة»بجوارها على الفراش قائلة:
” بيلا انا عارفه انك مش نايمه، علشان خاطري قومي بلاش تعملي في نفسك كدا..”
وضعت راسها على فخذ جدتها وهي تبكي بصمت مرير
نبيلة وهي تمسد بحنان على شعرها:
“عارفه ان ابوكي غلط و عمل فيلم عربي و فاكر ان كدا بيرد اللي اتعمل فيه زمان لكن اوعدك عمر هيكون لك”
همست« بيلا»ببكاء :
“ليه يعمل كدا يا تيته كان ممكن يرفض من الاول و ساعتها مكنش في حد هينجرح ليه عمل كدا”
تنهدت نبيله قائلة برفق:
“يمكن فاكر انه كدا بيرد كرامته رغم ان الموضوع فات عليه سنين و اتنسا لكن نعمل اي بقى سالم دماغه ناشفه بس مش هسيبه يضيعك..”
لم تستطيع التحدث و هي تحتضنها بوجع حاولت و حولت اغواء النوم لكنه كان يجافي عينيها
في الصباح الباكر
انسحبت من الفراش بارهاق و عينيها حمراء لتنظر لجدتها النائمه
اخذت هاتفها، خرجت من الغرفه
كانت تسير بشرود في الجنينة الواسعه، لتجري اتصال برقمه بتوتر عدة مرات متتاليه لكن في كل مره لا يرد
في قصر آل «الرشيد»
كان يجلس ينفث سيجارته في مكتبه المظلم لم يستطيع النوم بعد تلك الاهانه، و هو يتذكر كل مقابلة بينهم و كل ضحكه و شجار، الذكريات تداهم عقله بقوة
نظر لهاتفه بنذق ليجيب تلك المره قائلا بحده مخيفه:
“عايزه ايه؟ مش كفايه اللي ابوكي عمله؟ ياترى كنتم متفقين سوا ولا….”
قاطعه صوتها الباكي معتذره:
“انا اسفه انا مكنتش اعرف اللي بابا ناوي يعمله”
صمت «عمر» وهو يسمع شهقاتها الممزقه لقلبه قائلا بضعف :
“بيلا اهدي، خدي نفسك براحة اهدي”
حاولت التحدث قائلة بصوت مهزوز من بين شهقاتها:
” انا عارفة ان اللي حصل غلط و بس مش عايزاك تزعل انا كدا كدا هسيب المنصوره مش هتشوفني تاني ”
اغلقت الهاتف قبل أن يعترض او يرد على حديثها بينما جلست أرضا وهي تنظر لمجري المياه تلتمع عينيها بالدموع1
***********عوده للوقت الحالي
دلفت «زينب» برفقة «صالح»
الي منزل “بيلا” بابتسامه جميلة كعادتها
الان أصبحت بطنها بارزه بشكل ملحوظ1
ابتسم «صالح» مداعبا وهو يضع يديه على بطنها :
“هو الواد دا هيفضل كتير جوا، مش ناوي يجي بقى”
«زينب» بسعادة قائلة:
«لسه يا بابا لسه هبدا في الرابع، بس المشكله اني تخنت و بقيت مفجوعه اوي”
ضحك بخفه وهو يميل عليها مقبلا رأسها هامس :
” مين دي اللي تخنت يا هبله دا انتي كدا مهلبيه يا مهلبيه انتي”
لكزته «زينب»بخجل في كتفه قائلة:
“صالح احنا مش في بيتنا احترم نفسك”
حاوط خصرها قائلا :
” بتحسسيني اني شاقطك يا بنتي اجيبلك القسيمة و ربنا مراتي”
ابتسمت بسعادة قائلة
“عارفه على فكرة شكرا على المعلومه الهايله دي مش عارفه من غير كنت هعمل ايه يا باشا”
نظرت لترى ذلك الرجل يقف ينفث سيجارته لم تستطيع رؤيته جيدا لكن كلما اقتربت زادت الرؤيه، لتشعر بنبضات قلبها تتعالي و هي تنظر له عن قرب
رآهما« عمر» و هما يدلف الي داخل القصر يضحكنا بمرح، كانت تقترب برقة و هدوء بجمالها السرمدي الناعم و عيونها اللامعه و بشدة وجهها الأبيض و حجابها الاسود
اقتربت و بدا يدقق النظر لها وهي تضحك دون النظر له، شعر بالتخبط للحظات وهو يتأمل ملامحها و التي ان تحدث عنها أنها انثوية طفوليه جميلة
لكن تشبهه!!
عيونها، ضحكتها… بس شي يجعل قلبه ينتفض كلما اقتربت لكن ليس انتفاضة مشاعر كتلك التي يشعر بها بجوار« بيلا» لا،هي شي مختلف…..1
صالح بجديه و هو ينظر لعمر :
“مين دا؟”
“مش عارفه”
استقبلتهما بيلا بسعادة و هي تنظر لزينب
:وحشتوني اوي؟ ها الجميل عامل اي؟
ردت «زينب» بسعادة
:بخير الحمد لله، بس للاسف ماشين
تلاشت ابتسامة بيلا بحزن قائله:
“معقول بالسرعه دي دا انتم لسه جايين من اسبوعين ملحقتش”
ابتسم صالح قائلا بحنان:
“معليش بقى عندي شغل مهم و بعدين بابا لوحده لازم نرجع”
تنهدت بيلا بحزن قائلة:
“هفتقدكم اوي يا صالح…
رد صالح بجديه قائلا:
والله وانتي كمان…. بس ان شاء الله نجي تاني أو تيجي انتي معانا
بيلا:
انا؟! ان شاء الله
نظر صالح لعمر الذي يقف على بعد حطوات وهو ينظر لزينب بطريقة غير طبيعيه ليسالها بخنق و غيرة؛
“مين الأفندي اللي هناك دا يا بيلا ؟”
ابتسمت بهدوء قائلة:
“دا عمر الرشيد اخو صفا …”
ردت« زينب» بعفوية و سعادة قائله؛
“اللي انت حكتيلي عنه بجد لازم اسلم عليه، انتم هترجعوا لبعض”
تركت «صالح» لينظر لها بدهشه وهو يرها تقترب من ذاك الرجل مبتسمه بفرحة كبيرة
وقفت «زينب» أمامه و عينيها تلتمع بسعاده قائلة :
“انت بقى بطل الحدوته، انا صحيح معرفش باقي الحكايه لكن فرحانه اوي اني شفتك.. اه اسفه اني دخلت كدا فجأه، اسمي زينب و بيلا حكيت ليا عنكم ”
ابتسم «عمر» تلقائيا هو ينظر لها
:اهلا يا زينب، تعرفي انك جميلة اوي”
هنا لم يستطيع« صالح» الصمت اكثر من ذلك ليصيح بغيرة:
“في اي يا جدع انت،انا محترم بس انك اد ابويا غير كدا كنت خزقت عينيك اللي مبحلقه فيها من ساعة ما دخلنا و انتي يا هانم تعالي كدا شويه ايه يام الهبل دا،، حسابنا في البيت ”
وضع عمر يديه بجيب بنطاله قائلا بجدية:
“حضرتك مين؟ و بعدين ايه الغاغه اللي عملها دي البنت فعلا جميله و زي القمر كمان”
لم تستطع زينب كتم ضحكتها العفويه وهي تنظر لهما و خصوصا صالح الذي اشتعل من الغضب
وهو يجذب «عمر»من ساقه قميصه قائلا بحدة:
” انت بتستهبل يا جدع انت،انت بتعاكس مراتي وانا واقف ما تحترم سنك “
ابتعد عمر بهدؤ قائلا بجدية:
” اولا انا مش بعكسها انا بقول الحقيقة ثانيا دي من عمر بنتي الله يرحمها يعني لايمكن ابصلها بنظره مش تمام، ثالثا انا عذرك لان عارف معنى انك تغير علي حد بتحبه”
نظر لبيلا التي ابتسمت و كادت ان تضحك وهي تتذكر شي ما ليقول صالح بحدة:
«بيلا شوفي ضيفك دا كمان، انا لازم امشي دلوقتي و هكلمك في الموبيل”
اومات له بالايجاب وهي تسلم عليه بينما احتضنت زينب لتودعهما وهي تغادر معه بينما تعلق نظر عمر بها
همس عمر بصوت هادي قائلا:
” البنت دي بتشبهني جميله اوي..”
ردت بيلا بهدوء قائلة
:انا كمان حسيت كدا اول ما شفتها سبحان الله
ابتسم عمر بخبث مراوغا
” بس صحيح انتي حكيتها عني ليه”
احمر وجهها وهي تنظر له بارتباك قائلة بتشتت:
“عادي يعني مفيش حاجه كنا فضين و هي.. هي سألت و…. اه صحيح صفا زمانها صحيت لازم نطمن عليها”
غادرت المكان بسرعه لينظر له بابتسامه واسعة و شعور بالارتياح لم يشعر به منذ سنوات
______________________
في فيلا«رشاد»
جلس على كرسيه بغضب قائلا
:يا ابن ال…. يتصالح يعني هو اللي فضحني في السوق،و هو نفسه اللي اشتري اسهم الشركه بالتمن دا….. انت متأكد يا خالد
رد خالد بجديه قائلا:
“الخبر انتشر ان أسهم الشركة بقيت ملك له و كلمت البت عفت و سألتها قالت إنه كان بيكلم واحد و قاله ان هو مش عايز يظهر في الصورة غير لما ياخد منك كل حاجه مكنش يعرف انك هتقدر تغطي الخساره”
رد رشاد بغضب و حده
:بقى انا مشغول طول الفترة دي في تغطيت الخساير و يطلع هو اللي عمل كدا ابن… لا مش هسيبه.. في الأول ابنه مماتش و دلوقتي بيخسرني كل حاجه
خالد:
انت تؤمر بايه؟
ليكمل بخبث و غضب
” اول ما اتجوزوا عفت كانت بتصور زينب بهدوم البيت و القمصان من غير ما هي تاخد بالها و عملت اكونت فيك على موبيلها و كلمت شخص على الماسنجر و كانت بتبعتله الصور دي علشان نقول انها بتخونه لكن دلوقتي لو وقفنا على صوابع ايدينا لايمكن يصدق انها ممكن تخونه”
رد رشاد بسرعة
” لالا موضوع الخيانه دا سيبك منه و تكلم عفت تخليها تاخد الموبيل و تحذف الاكونت دا خالص و تمسح الصور رغم أنها مفيهمش حاجه مغريه لكن خليها تمسح كل حاجه صالح لو شاف الصور دي و الاكونت دا هيعرف اننا كنا بنخطط لدا و هيفهم اني حطيته في دماغي و انا عايزه يحس بالأمان خالص علشان اقدر اعمل اللي انا عاوزه…
هما هيرجع ا انتي اسكندريه؟ ”
رد خالد قائلا:
في الطريق دلوقتي…
رشاد
:عايزك تعرفي كل حاجه عن شغله و كل العمليات الكبيرة اللي بيقوم بيها لو بيدخل مناقصات في اي حاجه تبع المصانع بتاعته اي حاجه هيعملها… انا عايز احسر قلبه على كل مليم معه و بعدها هقتله او ارميه في السجن يعيش فيه زي الكلب… و تخلي البت عفت عينها عليهم و اي معلومة تبع شغله تعرفها لازم تبلغنا بيها انت فاهم
انا لازم اعوض خسارتي…
رد خالد قائلا:
اعتبره حصل يا باشا
____________________
في فيلا «باسل العلايلي»
صباح اليوم التالي
داعبت الشمس عينيها زفرت بملل وهي تستلقي على ظهرها، هتفت« نور» بنوم للخدامة:
“اقفلي البلكونه دي وخرجي ”
سمعت صوتٍ خشن يرد قائلا ببرود
“انا شايف ان كفايه عليكي كده قومي يالا…”
انتفضت في نومها بفزع فوجدته يجلس على الاريكة
ينفث سجارته ويتصفح شيءٍ على هاتفه….يبدو من هيئته انه استيقظ باكراً فيبدو مرتباً عكسها تماماً
اثار النوم مطبوعه عليها، شعرها مشعث عينيها حمراء منتفخة بعض الشيء اثار نومها متأخر ليلة امس حتى داهمه النوم بعد فتره ليست وجيزه….
لم يرفع عينيه عليها وهو يقول بهدوء:
“صباح الخير….”
اشاحت« نور» بوجهها عنه وهي تنهض بحنق لتدلف للحمام صفقت الباب مرة أخرى بقوة وكانه الرد على جملته
انها لا تزال غاضبة ومتمسكه بعنادها
هز رأسه وهو يعود للهاتف ليرى كم الاشعارات الاتية له.
ترك الهاتف بعد فترة في حين وجد طرق على باب غرفتهم اتجه إليه وفتح إياه…اخذ صنية الفطور من الخادمة واغلق الباب بعد ان شكرها بلطف على غير المعتاد!….
وضع الطعام على منضدة صغيرة بجوار الاريكة ثم رفع عينيه على باب الحمام ليجدها تخرج منه كما
اعتاد ان يراها مرتبه انيقة رذاذ رائحة الورد منبعثٍ بأنفه بلطف واستحياء…..
ظل ساعتين يتاملها وهي نائمة وحين يائس من استيقظها داعبها باشاعة الشمس وكانت هيئتها
الطبيعية عند الاستيقاظ اكتر فتنة من الآن يبدو
انه يفضل رؤيتها بجميع حالتها وبذات تلك الحالات التي رآها قبل قليلا
غريب!! لم يشعر بذلك اتجاه اي انثي رآها
وقفت تصفف شعرها بالمجفف وهي تتعمد تجاهله تماماً….وجدته بعد مدة يقول بهدوء:
“يلا عشان تفطري….”
استدارت له ببرود ثم لمحة صنية الطعام واعادة بنيتها عليه وهي تقول بسأم:
“مش عايزه…تقدر تفطر لوحدك…”
ردد ما قله مره اخرى بهدرء مخيف:
“لازم تفطري معايا..
..
“لا…”
“نور…”
نظرت باتجاهه وهي تقول بعناد..
“قولتلك لا… إيه مبتفهمش….”
في لحظة لا تعرف كم اخذت وهي تراه امامها يلوي ذراعها وهو يعيد كلماتها بعنف غاضباً :
“مين ده اللي مبيفهمش”
تلوت بين يداه وهي تئن بوجع:
“سيب ايدي هتكسرها… آآه…”
“ياريت اكسرها واخلص، وبالمره اقص لسانك اللي عايز قطعه ده”
لكزته بيدها الاخرى وهي تقول بوقاحة:
“ملكش دعوة بيه ابعد عني ياخي… آآه…” صرخت بتاوه وهي ترى يداه تزيد الضغط على ذراعها…
“بلاش تتحديني يا نور، وبطلي عناد وسمعي الكلام….”
من بين كل الألم المداهم لذراعها هتفت بجزع
“اسمع الكلام ليه إيه اللي يجبرني اسمع كلامك بعد اللي عملته و بعد اهانتك ليا،
انت فاكر ان لما اتكلمنا امبارح دا كان شفيع لك عندي، لا يا باسل للأسف انت غلطت في حقي و دي حاجة مقبلهاش على كرامتي”
صمتت للحظات لتتابع بنبرة هادئه مهتمه:
” باسل انت مبسوط و انت كدا، مرتاح و انت بتاذي اللي حواليك؟ حتى والدتك؟”
ترك ذراعها و كاد ان يغادر الغرفه الا انها تمسكت بذراعه بقوة قائلة برجاء:
” باسل ادي نفسك فرصه أرجوك و صدقني لو قررت تعمل كدا هتلقيني معاك بقلبي
يمكن دا مش محفز قوي بالنسبه لك و ان وجودي من عدمه مش هيفرق معاك لكن فكر في أمك هي اكيد نفسها تطمن عليك علشان خاطرها حاول تدي نفسك فرصه يا باسل”
ابتسم بغموض و هو يمسك يديها الملتفه حول ذراعه يحرر نفسه منها قائلا :
” افطري و غيري هدومك هنخرج بعد شوية”
سألته «نور» بفضول قائلة:
” هنروح فين؟ ”
زفر بهدوء قائلا:
” اعتبرها مفاجاه”
جلست على فراشها تتمنى لو تعرف كيفية التصرف مع شخصيته المعقدة فهو متناقض لكن بداخله شي نقي تشعر بذلك وكأن قلبها أخبرها ذلك
همست« نور» لنفسها بهدوء
” لازم اديله فرصه و ادي لنفسي فرصه، بس قبلها لازم يتعافى من العقدة اللي عنده من ابوه و الا هبقي برمي نفسي في النار الموضوع محتاج تفكير”
زفرت بنذق وهي تنظر للطعام بفتور لتبعد الصنية و تتجه نحو الخزانه
اخذت ثوب ذات اللون الكستنائي طويل و حجاب من الون الفضي و اخذث تبدل ثيابها
خرجت من الفيلا تبدو في غايه الاحتشام و الاناقه اتجهت نحو مرآب السيارات لتجده يشغل المحرك رفع عسليته ينظر لجمالها الخلاب
بينما صعدت بجواره بدون حرف واحد
انطلق في طريقه
بعد مدة
أوقف السيارة أمام مكان سياحيّ على البحر يحتوي
على جسر خشبي تسير من عليه لتصل لعدد كبير وفخم من باخِرات الرحلات….
خرجت «نور»من السيارة وهي تنظر حولها بأستغراب قائلة:
“احنا اي اللي جبنا هنا يا باسل….”
ابتسم لها بمكر مرح
“مالك مقلقه كدا ليه؟ خايفه؟”
ابتسمت بخفوت لتطمئنه قائلة بهدوء:
“هخاف إزاي وانا معاك،لا طبعاً، انا بس مستغربة…”
“متستغربيش هي دي المفاجأه…..”
تقدم منها ومسك يدها بين كف يده وهو يسير معها على هذا الجسر الخشبي الانيق نظرت حولها مرة اخرى بتأكيد ثم له
“هي فين المفاجاه دي انا مش شايفه حاجه على فكرة”
كتم ضحكته قائلا:
“اصبري شوية، وكفاية فضول….”
قابل «باسل» في طريقه رجلاً ما يبدو انه يعرفه فقد أشار «لباسل» بتهذيب ان يلحق به، سارت «نور» بجوار «باسل» ويدها بيده حتى رأت قارب بخاري ينزل إليه
باسل ومن ثم جذب يدها برفق لتصعد عليه لتسال بارتياب قائلة:
“انا مش فاهمه حاجه….”
اجلسها على احد المقاعد وهو بجوارها محيط بخصرها بحنان وامامهم هذا الرجل الذي يقود القارب بصمت،
سمعت باسل يرد على حيرتها بهدوء
“كفاية اسأله يا نور…. واستمتعي بالمنظر اللي قدامك ده….”
نظرت بعينيها الى زُرقة المياة من حولها في بحر عميق صافي اللون ومتقالب المزاج تبحر معه
في هذا القارب الصغير الذي يسير بقوة على
سطح المياة مخرج من خلفه رذاذ بارد يداهم
وجهها وينعش روحها بسحر كل شيء بهذا المكان أبتسمت بنعومة وهي تنظر لباسل بتسأل…..
“هي دي المفاجأه…..”
وضع قبله على وجنتها وهو يقول بنفي:
“مش بظبط، شوية وهنوصل…..”
اشاحت بوجهها وهي تتأمل ذالك السحر من حولها…
وقف القارب تحت عند يخت كبير أنيق عصري الشكل وطراز كذلك…..
نهض« باسل»ومسك بيداها وهو يقول….
“يلا يا نور وصلنا….”
لم ترد عليه بل ظلت تتامل هذا اليخت بفم فاغر ولم تستوعب أبداً ان تكون المفاجأة في هذا المكان الرائع
اقل كلمة تقال عليه انهُ رائع….
سارت على متن هذا اليخت لتأمل كل شبر به باعجاب أكبر، به مقصورة انيقة ذات مساحة
موزعة بذكاء، حيث يحتوي الطابق السفلي على ثلاثة أجنحة فسيحة، بما في ذلك كابينة رئيسية تتمتع بسرير كبير وحمام داخلي خاص، بالإضافة إلى مطبخ مُجهز بشكل جيد،
وأيضاً يتمتع بجاكوزي على سطحه في الهواء الطلق وهناك في احد الأركان
تجد عدت أرائك بيضاء مستطيلة، ومكان
للمشروبات، كل شيءٍ به راقي وعصري ومفعم بالجمال……
عقد «باسل» ساعديه وهو يقف على سطح هذا اليخت عالي الطراز…..متأمل سعادتها واعجابها بكل شبر بهذا المكان
“اي رأيك عجبك يا نور؟”
صاحت بعفوية وهي تقترب منه:
“عجبني دا تحفه، بجد جنان يابخت صاحبه….”
رد عليها بعبث و سعادة مخفيه
“فعلاً يابخت صاحبه ومراته….”
نظرت له ببراءة متأمله ملامحه لتساله بفضول:
“هو متجوز؟ ازاي مراته توافق انه يتاجر…. في حد يسيب المكان ده، لا وياجره كمان….”
اولته ظهرها وهي تنظر للبحر من حولها…..
“يسلام لو نعيش في مكان زي ده… ونبعد عن كل الناس اه يا باسل بجد هتبقى حياه افضل…….”
كبل «باسل»خصرها وهو يشاهد معها هذا المنظر الخلاب بطبيعته الطاغية….
“زي ماتحبي خلينا هنا دايماً، على فكرة انا بتكلم بجد انا بحب البحر اوي، تصور تصحى من النوم عليه وتنام وانت سامع صوته وشامم ريحته، بجد دي متعه تانيه….”قبلها باسل من وجنتها وهو يفك ذلك الحجاب بينما همست باعجاب
“تعرف انا كان حلمي اعيش في مكان زي دا …..”
“اي لازمة الحلم يا نور…..عيشي هنا زي ما تحبي، اليخت بتاعي على فكرة، انا كل ما احب اريح اعصابي باجي هنا”
استدارت «نور»له بصدمة وهي تسأله باستفهام:
” يعني دا ملكك….. مش ماجره….”
رد بفتور…
“لا انا مبأجرش انا بشتري على طول….”
صاحت بسعادة لم تقدر على كتمانها وهي تسير براحة أكبر بداخله….
“قول ان اليخت دا بتاعك بجد؟ ….”
ضحك على عفويتها وسعادتها الغريبة وهو يصحح الكلمة بحب :
“بتاعنا احنا الإتنين……”
توسعت البسمة على شفتيها وهي تجري عليه لتلقي نفسها بداخل تلك الغرفه وهي تتأمل المكان بانبهار قائلة:
“يخربيت جمالك، يااه اي الحلوة دي”
ابتسم «باسل» على عفويتها وهي تتامل المكان بسعادة طفوليه ليقول بمرح:
“نفسك في اي تاني دلوقتي حالا”
ابتسمت «نور» وهي تقترب منه قائله بحماس :
“انزل المياه دلوقتي حالا”
سهله….” تقدم من حافة اليخت السفلية القريبة من مياة البحر….
شهقت «نور» و هي تحاول تحرير يديها من بين يديه محاولة منعه
“بتعمل اي يا باسل، انا بهزر على فكرة…”
ضيق عينيه وهو بداخله كان لا يود فعلها الآن على الأقل…..
“بتهزري بجد….. ولا….”
مال قليلاً بظهره نحو المياة
امسكت به وهي تقول بسرعة…
“بهزر يا باسل انتَ مابتصدق…..”
اخرجت هاتفها من حقيبة اليد وهي تقول بابتسامة ناعمة والحماس بعينيها يشع:
“يلا بقه صورني….. المكان هنا حلو اوي….”
ضحك بسعادة لأجلها، اخذ منها الهاتف والتقط لها عدت صور بثوبها الناعم الجميل…
اشارت إليه ان يتقدم ويقف بجوارها.. وكان ظهرها للبحر مباشرةً وقدميها على الحافة السفليه لهذا المكان، اقترب منها وهو يقول…
“عايزه أي…..”
احاطت بيدها مرفقة وهي ترد عليه بجراءه…
“هكون عايزه إيه نتصور سلفي سوا… يلا بوسني…..”
مالى على شفتيها ليقبلها بعبث ابعدته بضيق وهي تقول بجدية…
“لا يا بابا مش هنا….. هنا….” اشارت على وجنتها ببساطة اغاظته:
“هنا فين انتي بتصوري مع ابن أختك، انا جوزك على فكره، واصلا مفيش حد هيشوف الصور دي غيرنا….”
ادار وجهها بيده بحزم حتى يقبلها من شفتيها… قالت امام عينيه بتردد :
“زينب و والدتك هيشوفور الصور على فكرة….”
“وماله يشوفوها، معاد الصورة دي….”
حاوط وجهها بين يديه مقبلا اياها وتم التقاط الصورة بعد وقتٍ محدد على كاميرا…..
ابتعد أخيراً بعد ان شعر ببرود جسده وهي بين احضانه فتح عينيه ليفيق سريعاً من تلك الغيبوبة ليجد نفسه بقلب البحر… جذبها من يدها
حتى يصعد بها على سطح المياة….
سعلت« نور» بقوة وهي تحاول اخذ انفاسها بصعوبة…
اقترب منها «باسل» وبدأ يمرر يده على ظهرها وهو يقول بقلق:
“خدي نفسك براحه يا نور على مهلك….”
هدأت انفاسها ثم القت على وجهه المياة وهي تقول بضيق….
“كل بسببك يا باسل عجبك كده الفستان اتبل حتى التلفون وقع، زمانه وقع في المياة….” نظرت لسطح المياة من حولها وهي تقول بغباء….
“انا هنزل اجيبه….”
ضحك عليها وهو يمنعها بقوة….
“تعالي هنا يامجنونه تجيب إيه….. ما فداهيه التلفون….. هجبلك غيره….”
قالت بجزع :
“طب والصور اللي اتصورناها…..”
قربها منه في المياة الباردة وهو يقول ببساطة…
“مش مشكله نتصور تاني……”
حملها على ذراعه متجه بها لإحدى الغرف صاحت وهي ترى هاتفها ملقي أرضا….
“التلفون يا باسل الحمد لله استنى اجيبه….”
“ادخلي غيري بس هدومك يا نور وانا هجبهولك….”
اومات له وهو ينزلها في تلك الغرفة الشاسعة والانيقة…..
“غيري هدومك …..”
ردت بحنق و غضب
“اغير هدومي…… بس انا مجبتش حاجه معايا…”
“انا جبتلك….”
سالته بعدم تصديق
” بجد؟ ”
أؤما لها بجدية و هو يخرج من الغرفه تاركا لها بعض المساحه
ابتسمت بسعادة و توردت وجنتيها قائلة:
“اي اللي انا بهببه دا؟”
بعد قليل
سارت حافية الأقدام على متن ذلك اليخت وهي تنظر له يجلس على الاريكه يتأمل المكان من حوله كما هو رائع حقا!
ترتدي ثوب بني يصل لبعد الركبة يبرز قوامها الرشيق
ابتسم وهو ينظر لها ليجدها تقترب بخطوات متراقبه
جلست بجوارها في حين ساد الصمت بينهم للحظات واعينهم تتأمل إبداع الخالق في سماء الصافية
والبحر العميق الصافي صفاء يسحر الأعين ولكن بداخله لوعة الغدر لا يكتشفها إلا السباح الماهر……
شعرت «نور» بكف يديه يعانق كتفها جاذبا اياها.ابتسمت برقه وهي تجده يقبل وجنتها
قائلاً….
“تحبي نعيش هنا دايما….”
تنهدت وهي تقول بتمني…..
“ياريت يا بأسا انا وانتَ نفضل هنا…..ونبعد عن الدنيا كلها….”
ابتسم وهو يقول…
تعرفي يا نور نفسي يجي اليوم اللي يكون عندي فيه مكان خاص في قلب حد،عيلة تفتقد وجودي….”
توسعت البسمة بأمل أكبر….
“صدقني تقدر يا باسل،انت ربنا ادالك حاجات كتير حلوة زي أمك و أبوك اللي مهما عمل هيفضل ابوك، اختك و كمان معاك فلوس يمكن مش اهم حاجة بس اقدر توفر حياة زي دي لنفسك انت و البنت اللي هتكون معها بس صدقني انت محتاج تدي نفسك فرصه والله العظيم، بلاش تربط نفسك بالماضي لانه هيوجعك و لما تتوجع هتاذي اللي حواليك…..”
مال عليها مقبلا وجنتيها قائلا
” وانا عايزك انتي اللي تكوني معايا يا نور، وعايزك انتي تساعديني اتعاف من العقد اللي جوايا”1
ابتسمت بهدوء قائله بتحفيز:
” هفضل يا باسل بس اول خالي في علمك لو جرحتني في يوم همشي وقتها يمكن مرجعش تاني.. ”
ضمها بقوة وهو ينظر للمياة
قال بعد لحظه…
“كان نفسي نفضل هنا دايما، بس انتي عارفه ان مينفعش، بس اوعدك ان المكان ده هيشهد على اجمل ايام عمرنا، وهنيجي هنا دايما انا وانتي بس…….”
استدارت له واصبحت امام وجهه وهي تسأله باستغراب…
“يعني إيه….محدش هيدخل المـكـ….”
قاطعها وهو يكمل جملتها…
“محدش هيدخل المكان ده غيرنا، ولا حد هيعرف بيه، وكل متوحشيني وبقا عايز استفرد بيكي هجيبك هنا…. وانا لو وحشتك هتعملي إيه هو ممكن اوحشك في يوم”
احاطت مرفقه بيداها وهي تقول:
” ليه لا و بعدين مش محتاجه سؤال لو وحشتني هجيلك انا…….”
قربها اكثر منه وهو يقول بجدية…
“معتقدش ان هيجي اليوم اللي استنى فيه اني اوحشك…….”
داعب انفه بانفها بينما سألته بجدية…
“ليه بقه….”
قرب وجهه منها اكثر وهو يقول:
“عشان انا مش هديكي الفرصة دي ابداً
صمتت للحظات مع ابتسامه بسيطة تزين ثغرها لتجده يقطع الصمت قائلا:
” على فكرة انتي اول واحدة تيجي معايا المكان دا”
نظرت هي له بفضول و كأنه قراء ما يدور بعقلها قائلة:
” على فكرة مش لازم تكدب يعني عادي انك تكون جبت زوجاتك السابقات هنا، على الاقل بنت الوزير”
رد «باسل»بجدية قائلا:
“انا مش مضطر أكدب عليك و اظن مش هيفرق معايا كتير، انا بس مكنتش بحب حد يشاركني في الأماكن الخاصه ”
شعرت بصدق ما حدثها به هو حقا لا يُجيد التعامل بالكذب رغم انه مستفز الا ان سبب ذلك هو صارحته المبالغ فيها
به بعض المميزات!
________________________
هل يمكن أن تعطينا الحياة ما نريد دون أي مجهود يصدر منا؟ هل كل ما يدور بالعقل من أحلام يتم تحقيقه في الواقع،
كيف يأتي من يتقبلك كما أنت حتى وان كان لا يعلم شي عنك،كل هذه الأسئلة تدور برأس نور الان… فهل حقا يمكن أن يأتي اليوم الذي تشتاق اليه و هل سيأتي يوما ما و يبتعد؟؟!!
_________________________
في يوم الجمعة
في منزل آل «الشهاوي» خرج جلال من غرفته مبتسم وهو يستنشق رائحة البخور صوت القرآن الكريم في كل أنحاء المنزل
يرتدي جلباب أسود أنيق جدا رائحة المسك تطيب منه……
أبتسم وهو يرى «حياء»تخرج من غرفة« أيمان» ترتدي ايسدال ارزق واسع و خمار اسود تلفه حول راسها باناقه و جمال
رفعت «حياء»راسها ابتسمت برفق قائلة :
“عارفه اني شكلي وحش بالون الأسود بس انا جايبه اللون دا من زمان و ملبستوش خالص حرام يعني فلوسك تضيع على الأرض كدا”
أبتسم «جلال» من ردة فعلها قائلا :
“على فكرة شكلك مميز، تعرفي ان الأسود لون غالي اوي و اي حاجه بتبان حقيقتها جانبه، لان هو على طول باين و معروف،
واجمل جُمل الغزل اتقالت فيه”
ضيقت «حياء» المسافه بين حاجبيها قائلة:
” اي دا هو في حد بيتغازل في اللون الاسود، غريبه! طب و قال ايه؟”
نظر هو في عينيها البنيه ثم تتبع قسمات وجهها بخمارها الأسود الذي وضعته باناقه فوق راسها تخفي به شعرها عن العيون
ثم تنهد بعمق تنهيدة عاشق تبعها بقوله :
قُل للمليحة بالخمار الأسوَدِ
ذات الجمالِ النادرِ المتفردِ
ماذا فعلت بناسكِ متعبد
لينال فَردٌ خير باب موصد!
تاهث دروب العالمين… لتهتدي!!
وظفرت وحدك بالجمال السَرمدي
ما اخترت غيرَكَ يا فتى من بين من
كانوا على دينِ النبيٌ مُحمد
قُل للمليحة بالخمار الاسود
ماذا فعلت بناسكِ متعبد
كادت ان تبكي من جمال كلماته و مشاعره الفياضه تتمنى لو تُلقي نفسها بداخل احضانها تحمد الله الف مرة في كل لحظه على وجوده بحياتها
كيف يكون الرجل عندم يعشق؟
مخلصا، وفيا، عاشقا، مؤمنا بحبه
و كيف يكون عشق أبن «الشهاوي»
ردت بحشرج متأثرة من فياض عشقه قائلة :
“ربنا يحفظك ليا”
تهرب جلال من فيض المشاعر ذلك قائلا:
“انا هدخل اتوض تاني….”
ابتسمت برفق وهي تنظر له يغادر الصاله
اي دعوة يا أمي دعوتيها لأحظ برجل مثل هذا ….
بعد صلاة الجمعة
خرج من المسجد الكبير نظر لمنفذ السيدات و عينيه لا ترى اي امرآه أخرى و كأنه ينتظرها هي فقط
خرجت بخطوات بطيئه على استحياء، حقا تغيرت علي يديه
ترجل نحو سيارته ليقوم بتشغيل المحرك يقف ينتظرها
القت« حياء» التحية على رفاقها و هي تخرج من البوابة الجانبيه لتصعد بجواره
لاحت أبتسامتها قائله بهدوء:
“هنعمل اي دلوقتي؟”
ابتسم «جلال» مجيب بحنان:
“شهد و حليم عزمنا على الغدا هنروحلهم الولاد وحشوني….”
هزت راسها بايماءة بسيطة وهو يتحرك متوجها نحو منزل شقيقته……
وصلت سيارته الي الحي التي تقطن به شهد صف سيارته بجوار المنزل ترجل منها و هو يصعد و بجواره «حياء»
استقبلهم «حليم» بود قائلا:
“نورت يا ابو نسب…. ”
احتضنه «جلال» وهو يربت على ظهره
” بنورك يا غالي، اومال فين الولاد و شهد؟”
اجابه «حليم» بهدوء:
“جوا، اتفضلوا ازيك يا «حياء»؟
ابتسمت بهدوء قائلة:
” بخير الحمد لله…. ”
دلفت للمنزل ساعدت «شهد» في تحضير المائدة بينما جلس«جلال» برفقة «حليم» في شرفة المنزل المطله على البحر و اخذ يتحدث في بعض الاشياء
بعد وقت طويل بين المرح و الهدوء
جاءت«ياسمينه» ابنة شهد الكبيرة ابتسم «جلال» قائلا :
مالك يا قمري زعلانه ليه؟
ابتسمت «ياسمينه» بحزن قائلة بنبره متوترة:
«خالو ممكن تعملي ضفيرة زي اللي كنت بتعملهالي زمان انا و أيمان من وقت ما اتجوزت معملتهاش؟ ،نفسي تعملهالي”
ابتسم هو لها ثم حرك راسه موافقا، بينما ركضت من أمامه بعدما ادلي بموافقته حتى أتت بفرشاة الشعر،
طالعهما «مالك» زوجها بتعجب فوجدها تأتي نحوه من جديد ثم أعطت الفرشاة لخالها وهي تقول بنبرة مرحة
” خالي بالك يا خالو علشان شعري طول عن زمان…. ”
حرك راسه موافقا ثم وجها حديثه لزوجها :
“تعالي أعلمك علشان تعملها انت بعد كدا، ياله ما انا مش هاجي اسرح شعر بنت اختي كل شوية”
رد «مالك» بتعجب و طيبه:
“هو انا المفروض اسرح لها شعرها”
ابتسم «جلال» قائلا:
“يا ابني مراتك ضلعك التاني و لازم تدللها و تعاملها كأنها بنتك و افتكر ان دا مش بيقلل منك لا سمح الله بالعكس بيرفعك في نظرها و متنساش ان خير الرفيق سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام موصينا على زوجاتنا”1
ابتسم «مالك» ثم جلس بجواره على الأرض وهي أمامها، بينما قام «جلال» بفك شعرها ثم شرع في تنفيذ ما طلبته هي
وهو يعلم زوجها كيفية صنع جديلة، بينما ابتسمت«حياء» بفرحة في حين قام «جلال» بصنع الجدية لمنتصفها ليخبر «مالك»بإكمال هو البقية بعدما تعلمها وفي النهاية
وجد «مالك» يضع الرباط حتى يمسكها بمرح قائلا:
«اتعلمتها يا ياسمينه»
ركضت هي من أمامهم نحو الخارج،
نظر «مالك» اثرها بدهشه، فوجد «حليم» يقول بنبرة ضحكه
“راحت تشوفها في المرايه وهتيجي تاني»
بعد انتهاء جملته وجدها تأتي اليه تركض لهما تقول بنبرة مختنقه من تاثرها:
” شكلها جميلة اوي تسلم يا خالو”
نظر لها زوجها عاقد ساعديه أمام صدره يكظم غيظه قائلا بمشاكسه
” وانا كيس جوافة.. ”
ابتسمت بخجل قائلة بسعادة:
” لا طبعا ازاي تقول كدا…. متشكره يا مالك بجد حلوه اوي”
رفع راسه بحركة مسرحية مرحة قائلا:
“العفو ”
قاطعهم صوت«شهد»و هي تخرج من المطبخ تحمل صنيه موضوع عليها عدة اطباق من الحلويات الشرقية
:ياله الحلو و متقلقوش سكر مظبوط”
وضعت الصنيه علي المائدة لتعطي كل فرد طبق قائلة بهدوء:
“صحيح يا حياء كلمتي إيمان النهاردة… عملين ايه؟ ”
ابتسمت «حياء»برفق قائلة
“كلمتها النهاردة الصبح، بتقول انهم تمام و ان يوسف جابلها شغل كويس قريب من الشركه اللي شغال فيها و هتبدا من بكرا ان شاء الله”
«شهد»
“ان شاء الله خير”
_______________________
ظفرت بكِ لتصبحين قمري.. فغدوتي خير ما مر في عمري
في بيت«يوسف»بلندن
جلست«ايمان» على الفراش و حولها صوراً لها في طفولتها، وقع بصرها على صورة لها ما أخيها وهي تمسك من فروة راسه وهو يصرخ في وجهها،
ولج «يوسف» الي الغرفه وهو يسالها بتعجب :
“بتحكي على ايه يا هبلة؟! انت ملبوسه صح”
ردت عليه بنبرة ضاحكة
“تعالي يا يوسف شوف صورنا و احنا صغيرين، تعالي اتفرج معايا”
أقترب منها يجلس بجانبها، فوجدها تقول بمرح:
“قبل ما نيجي ماما حطت ليا الصور دي واحنا صغيرين علشان اخدهم معايا”
ابتسم باتساع ثو خطف صورة من بين الصور الموجودة، طالع الصورة بنظرة هائمة، حركت راسها وهي تطالعه فوجدته يقول بنبرة خافته:
” الصورة دي عمري ما هعرف انساها يا ايمان، هتفضل أقرب صورة ليكي على قلبي، لسه فاكر يومها كنتي منهارة في العياط بعد ما ختمتي القرآن انتي و صالح، عمي جلال وقتها اخدك في حضنه و فضلتوا لوقت طويل ”
ابتسمت هي برفق وهي تضع راسها على كتفه قائله:
“لسه فاكر يا يوسف دا فات اكتر من عشر سنين عليها ”
اخفض راسه يطالعها و هو يقول بنبرة هامسة:
” كل حاجه خاصه بيك يا ايمان محفورة في قلبي، انا كبرت و عيشت على أمل انك تكوني ليا في يوم من الايام، كفاية وجودك معايا”
اخفضت راسها بخجل، ثم أخرجت صورة أخرى تجمعها «بصالح» و« يوسف»
:
” الصورة دي هتفضل قريبة لقلبي علشان كنا فيها احنا التلاته”
طبع قبلة على قمة رأسها قائلا :
” ربنا يحفظك ليا يا رب”
صاح فجأه بمرح قائلا:
” ياله هفرجك على المدينه، البسي هنخرج سوا بكرا اول يوم شغل لينا بعد الاجازه لازم نستغل الفرصة..”
ابتسمت «ايمان» ونهضت بسعادة قائلة:
” فوريرة واكون جاهزه”
اتجهت نحو الخزانه بحماس لتأخذ ثيابها تبدل ثيابها
ابتسم« يوسف» وهو ينظر للصور الموضوعه على الفراش بفوضوية، و كأن ايام الطفولة تعاد مرة أخرى، وجد صور له برفقة «حياء» وهي تحمله وهو يحتضنها، و صورة أخرى برفقة «جلال» و «أيوب» تبدلت ملامحه للحزن و هو ينظر لصورة والده الراحل
خرجت« ايمان» من الحمام و قد بدلت ثيابها لأخرى، وجدته يجلس كما تركته نظرت لصورة عمها، انحنت لتجلس أرضا أمامه تمسكت بيديه بقوة و سعادة قائلة:
“ادعيله يا يوسف، اكيد محتاج دعواتنا”
لأح الحزن على وجهه قائلا:
“تفتكري كان بيحبني يا ايمان؟
عارفة انا لولا عمي جلال مكنتش هبقي كدا، تخيلي تتربى في بيت مفيهوش اعمدة اساسية و لا أب و لا أم”
تنهدت «ايمان» مجيبة برفق:
“اولا كان هو حبك اكتر من اي حد لان مفيش اب بيكره ولاده يا چو،
ثانيا عمي الله يرحمه يمكن اختار في بداية حياته غلط لكن أتعلم من تجربته
وبعدين هو ربنا خلقنا ليه؟ مش علشان نتعلم، يمكن جيه عليك انت و نيران شوية لكن حبكم اوي و ندم،
أنتَ و نيران كنتم سبب في انه يفكر يتغير علشانكم و دا معنه انه بيحبكم اوي كمان”
ابتسم «يوسف»قائلا برفق:
” تعرفي انا نفسي في ايه يا ايمان؟ يكون عندي اولاد منك و تكوني انتي أمهم و تربيهم على أخلاقك، وقتها هكون مطمن عليهم”
ردت هي بهدوء قائلة:
” ان شاء الله يا حبيبي،ان شاء الله، وبعدين مش ياله بقى العصر المفروض هياذن عايزه اتفرج على المكان كله”
ايماءة بسيطه ثم استقام تمسك بيديها و هو يخرج من الغرفة و المنزل بيبدأ يومهم، حيث اخذ جوله في المكان لتشتري بعض الأشياء التي تنقصها و بعض المستلزمات المنزليه
________________________
ان نكتُب في نهاية سطورنا، اننا نلنا ما صبرنا لأجله هو الشعور الأجمل بالسعادة
في بيت «علي»
في منتصف اليوم و قبل عودة «على»من عمله، كانت «حبيبة» تجلس في المطبخ برفقة«هدى» تقوم بتحضير الطعام بينما يتحدثا
«هدي»
“انا هطلع لخالتك أم أحمد بيقولوا تعبانه”
أومات لها «حبيبة» بهدوء قائلة :
“طب ثواني انا هحط الاكل على الصنيه و خديه معاك، و انا هجهز باقي الغدا على ما على يجي من المصنع”
تنهدت «هدى» وهي تربت على ظهرها بحنان قائله:
“ماشي يا حبيبتي، ربنا يسعدكم يا حبيبة يارب هدخل اغير هدومي على تحطيه”
أومات لها حبيبة بالايجاب بينما خرجت هي من المطبخ لغرفتها
بعد مرور دقائق
سمعت صوت الباب يُفتح، انتظرت ثواني ثم رفعت صوتها و هي تقول :
” ماما هدى انتي جيتي؟”
أشراب هو براسه وهو على عتبة المطبخ ثم قال بمرح:
” لا مش ماما هدى بس ابنها، ينفع معاكي؟”
ضحكت هي بسعادة بالغه حينما رأته ثم ركضت اليه وهي تقول بهدوء:
“طبعا ينفع ونص كمان، هو احنا نطول”
نظر لها متعجبا ثم قال بطريقة مضحكه تشبه طريقتها :
” لمى نفسك يا بيبة، انا بقولك اهوه علشان متندميش بعد كدا”
شهقت هي بقوة ثم التفت توليه ظهرها فوجدته يضحك وهو يميل عليها مقبلا وجنتها وهو يقول بمرح:
“بقالي في البيت دا اربع سنين و اول مره اشوف كل الحلويات دي، مطبخنا فيه كل الحلويات دي تتأكد اكل”
التفت اليه تقول بفرحة عارمة:
” انا و ماما اللي عملنا كل دا مع بعض، ها ايه رايك؟”
تلاشت بسمته شيئا فشيئا وهو يقول بحنق من عدم استيعابها لما قاله:
“هي حلويات بس غبية ”
ضيق جفنيها وهي تنظر له بشك فوجدته يتابع حديثه قائلا:
” انا اقصد انت الحلويات يا حلويات قلبي، نو استيعاب خالص كدا”
ابتسمت «حبيبة»بخجل وقبل ان ترد معقبه على حديقه، وجدت والدته تمسكه من الخلف وهي تقول بغضب:
“بتعمل ايه في المطبخ يا جزمه؟ لم نفسك وابعد عن المنطقه دي خالص”
رد عليها ببساطه بعدما ابعدت يديها عنه:
” انا واحد راجع من الشغل تعبان، ببص لقيت المطبخ حلويات من حقي ادوق برضه”
ردت عليه والدته بحنق :
“دا في اوضتكم يا حيوان، لكن المطبخ تقعد بادبك”
رد عليها هو بضيق قائلا:
” بس… انا اروح اوضتي اكل فيها براحتي لحد يطردني من المطبخ و لا حد يقفشني باكل حلويات، معايا يا حلويات”
قال جملته وهو يمسك يد زوجته يكاد يغادر المطبخ بها الا ان صوت والدته الحاد قاطعه :
” بتعمل ايه يا معفن،جاي من الشغل و الشارع و داخل المطبخ بتمسك ايديها، جاتك القرف بصحيح اطلع برا يا علي و بعدين احنا لسه مخلصناش، ياله روح غير هدومك على ما نخلص…. ”
اوما له ثم غمز لزوجته قائلا بمرح:
“راجعلك يا حلويات”
اخفضت حبيبة راسها خجلا و هي تتهرب من النظر لوالدته، بينما ضربت هدى كفيها ببعض قائلة:
” عوض عليا عوض الصابرين الواد اتهبل، بس بيحبها”
بعد ربع ساعة
خرج من غرفته ليجدها تجلس على كرسيها في المطبخ تقوم بعمل السلطه ابتسم بخبث وهو لا يرى والدته، ليعلم انها خرجت لتادية فرضها، دخل المطبخ لتبتسم قائلة بحماس:
“خليك زي ما انت، متتحركش”
توقف«على»بتعجب فوجدها تذهب نحو احد الصواني الموضوع على الترابيزه
اخذت معلقه لتملئها بالطعام وهي تقول بنبرة هادئه :
“دوق كدا و قولي رايك؟ استوت و لا لاء؟
نظر لها باندهاش حقيقة فوجدها ترفع نفسها حتى اطعمته وهي تسأله عندم عادت لوضعها من جديد:
“ها حلوة و لالاء؟ و استوت ولا لاء”
ابتسم «على» قائلا:
” هي حلوة بس ايه دي اصلا، مش قادر احدد”
ردت عليه بنبرة متحمسه قائلة:
“مش مهم اسمها وصفه جديده اتعلمتها”
ابتسم طابعا قبلة أعلى راسها قائلا:
“تسلم ايدك يا بيبة”
ابتسمت بحب وهو تتجه نحو الفرن بحماس و فرحة كبيرة
تمنى لو يركع لله فورا… فالله أعطاه كل ما تمني1
خرج من المطبخ و توجه لغرفه و قد شعر في النهاية ان الله أرضا قلبه المتيم بعشقها
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2))
جميله
حلوه جدا
كملي
رائعة
تم
👍👍👍👍
👍👍👍
فين التكملة