رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم دعاء أحمد
رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الجزء الثامن والعشرون
رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) البارت الثامن والعشرون
رواية وليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2) الحلقة الثامنة والعشرون
وصل باسل برفقة نور الي الفندق بعد حفل زفافهم البسيط و الذي أصرت عليه أن يكون بهذا الشكل
ترددت قليلا و هي تدلف معه الجناح ينتابها الرعب من التواجد معه بمفردها
دقات قلبها تتصارع بقوة كلما تذكرت يوم كتب الكتاب و جر”ائته بل و”قاحته
اغمضت جفنيها وهي تنظر له يبتسم لتشعر بدف غريب يجتاحها قائلا
=ها يا شبح هنفضل واقفين هنا كتير و لا غيرتي رايك….
اقترب قليلا هامسا بحرارة
=بس اوعي تكوني بجد هزعل…
لكزته نور بغضب في صدره صدحت ضحكته الخا”طفه للانفاس و هو يدخل للجناح يخ’لع سترته ألقاها على الاريكة
نور بغيظ
=شكلنا دخلين على ايام ما يعلم بيها الا ربنا
اخذت نفس عميق وهي تدلف إلى داخل الجناح وجدته يفك ازرار قميصه
باسل بجدية
=أوضة النوم اخر الممر غيري الفستان دا و تعالي نتكلم شوية الطيارة كمان تلات ساعات لسه
اومات له بهدوء و هي ترفع تنورة ثوب الزفاف تدخل ببطئ لتلك الغرفه
امامها طاولة مُستديرة عليها كعكة كريمية اللون مُزينه بالورود الحمراء عليها شموع مضيئة
ابتسمت وهي تنظر للغرفة التي زينة بشكل يلائم اول ليلة لهما من المفترض!!…
الورود الحمراء على الفراش للبلونات المعلقة في سقف الغرفة على شكل قلوب حمراء مكتوبه عليها (love)…
اقتربت من تلك الطاوله و ابتسامتها تزين وجهها بسعادة
تلاشت تلك البسمة تدريجيا و هي تتذكر
انها ليس الاول بحياته و ربما لن تكون الأخيرة… تخاف ان يكون ما يشعر به نحوها مجرد ر”غبة و هذا لا طبيعي لشخص مثله تزوج اربع مرات قبلها… تشعر بسخرية القدر
هي الخامسه!! ………
هزت راسها برفض و هي تغلف باب الغرفه خلفها لتبدل ذلك الثوب الأبيض الي بلوزه سوداء ذات أكمام طويله
و تنوره رزقاء محتشمه.. رفعت شعرها بربطة مطاطيه على شكل ذيل حصان
و قد أزالت لمسات المكياج عن وجهها و غستله تماما ليبدو نقيا جميلا عينيها البنيه الواسعه تلمع تعطيها مظهر جميل
خرجت من الغرفه بخطوات ثابته و قلبها يرتجف ببطئ
وجدته يجلس على الاريكه و مازال ببذلته
تنحنحت نور بهمس
=احم ها…. ايه الموضوع المهم
ابتسم ساخرا وهو ينظر لثيابها قائلا بتسلية يقصد استفزازها
=هما نسيوا يقولولك ان النهاردة كان فرحنا… على العموم كويس اقعدي
نور بضيق
=هقعد بس تحترم ألفاظك…..
ضحك بسخرية قائلا
=هحاول….
جلست بجواره وهي تنظر له بعملية قائلة
=اتفضل…
رفع عسليته ينظر لها قائلا بلباقه و جدية عكس ذلك الشخص المتهور قبل قليل
=شوفي يا نور انا و انتي حكايتنا بدأت غلط
و في حياتي
اي بيزنس يبدأ غلط بينهار و الشركة بتعلن افلاسها في النهايه
نور بعدم فهم
=بيزنس و شركه…. انت تقصد اي؟
لاحت ابتسامة الخا”طفه لنبضات القلب قائلا
=اقصد بدايه علاقتنا… اولا حاجه لازم تشيلها من دماغك… زيدان باشا… جوازنا مالوش علاقه بيه… انا متجوزتكيش علشانه انا كنت اقدر أوقف اللي بيفكر فيه بالألف طريقة
جايز مش الفلوس علشان عارف انك مش هينفع معاكي الطريقه دي… بس انا عندي طرق كتير توقف المهزله دي….
نور بمقاطعه
=بتحاول توصل لايه؟
حك ذقنه المهندمه قائلا بثقه و صراحه و”قحه
=شوفي يا نور اول حاجه جوازنا كان لسبب شخصي… إعجاب يمكن ر”غبه برضو يمكن انا معرفش بس اللي اعرفه ان منجذب ليك و دا غريب و مش طبيعي يحصل بالنسبه ليا
في حكم البزنس
يفضل الجواز اللي بيكون باتفاق بين طرفين و انه مدته معينه زي ما تقولي كدا بيكون استراحه صغيرة
لكن دا محصلش معاكي… لما شفتك اول مرة في المستشفى حسيت بحاجه غريبه من وجه نظري إعجاب….
لما رفضتي عرضي و عرض ابويا و عندتي
عجبني شخصيك و ان الفلوس مش اهم حاجه عندك… و دا اللي اي شخص بيكون عايزه
انا عايز واحدة تحافظ على شرفي و بيتي في وجودي و غيابي و اي واحده تبيع نفسها علشان الفلوس تبقى ر”خيصه و مينفعش تستامنها على اي حاجه
نور
=يعني انا مجرد حد يناسب موصفات الزوجه اللي انت عايزها مش اكتر من كدا… يعني حد عارف انه هيحافظ عليك مش اكتر… طب هو دا مش ظلم ليا…
زفر باسل بضيق قائلا
=بصي يا نور.. انا لما جيتلك من البدايه مكتبدتش عليك و قلتلك اني معجب بيك و عايز بيت مستقر معرفش هحبك و لا لاء
شوفي و انتي معايا صدقيني هضمنك حياه مريحه مش اقصد فلوس و بس علشان فاهم دماغك لا اقصد انك هتبقى كل حاجه اي واحدة بتتمنها الحب و مشاعر حلوة و احتياجاتك و مشاعرك و اي حاجه تحتاجيها هتكون عندك و بعدين لو انت مش مختلفه و انا عايز منك حاجه مختلفه عن أي واحده مكنتش أعلنت جوازنا و كمان قعدنا تلات شهور خطوبه لو مجرد ر”غبه مؤقته كنت كتبنا الكتاب على طول
نور بارتباك
=يعني هكون زوجة عادية بس مش من حقي انك تحبني
باسل
=مين قال كدا… الحب شي لازم يجي بالتدريج دا لو موجود معرفش الصراحه يمكن يجي مع الوقت و يمكن لا
نور
=طب لو انا ملقتش اللي انا عايزاه معاك و كذلك لو انت ملقتش اللي انت بتدور عليه معايا
تنهد قائلا
=لو انتِ ملقتيش اللي انت محتاجه هيكون ليك مطلق الحرية لو عايزه تبعدي لان اكيد مش هجبرك تفضلي معايا في علاقه انتي مش مرتاحه فيها
بس يا نور اللي هقوله يمكن يكون مستفز لكن انا كان ليا اربع علاقات قبلك اتجوزتهم و مفيش واحدة منهم ظلمتها بالعكس كل واحدة كانت على ذمتي كانت تتمنى تفضل معايا للأبد و في منهم بعد الطلاق جيت علشان اردها لكن انا لما بخرج من علاقه مش برجع لها تاني
ثانيا لو انا مش مرتاح معاك و وقتها انتي هتطلبي الطلاق
رفعت نور حاجبها بدهشه
=انا اللي هطلبه؟!
ابتسم باسل قائلا
=ما هو انا لو مش مرتاح هعمل تصرفات تخليك تبقى عايزه تخرجي من العلاقه دي
نور بتحدي
=تقصد انك المتحكم في العلاقه ايا يكن
وضع يديه أسفل ذقنها رافعا راسها نحوه قائلا
=مش يمكن ببقى عارف اللي معايا بتفكر ازاي و بقد العب على اوتارها وبعدين البزنس بيخلي الإنسان يتعلم حاجات كتير دا لو عايز ينجح
بس الاكيد يا نور اني شاريكي و عايزك للنهايه
ابتسمت نور بتحدي وهي تقترب بدلآل تضع يديها على لحيته بخبث
=بلاش الثقه الزايده يا باسل بيه….
اقتربت منه ليبتسم بخبث يسايرها كاد ان يقبلها لكنها ابتعدت و نهضت قائلة بثقة وهي تغمز له بتحدي
=الثقه أحيانا ممكن تتقلب ضدك…… خاف من حواء يا بيه
باسل
=يمكن عندك حق بس انا برضو مش بستسلم بسهوله… تجهزي هننزل على المطار
اومات له بجدية وهي تدلف للغرفه و عقلها يدور بمئه اتجاه لكن هدات قليلا كونه يريد زوجه مخلصه امر جيد
بعد ثلاث ساعات
على متن الطائرة المحلقة في سماء
كانت تجلس نور بجواره مريحة رأسها على
كتفه وهي تغمض عينيها تكاد تبكي من شدة الخوف لأول مره تصعد الطائره. غرزت اظافرها في كتفه وهي تتشبث في ذراعه باحتماء
ابتسم برفق وهو يعانق كتفها جاذبا اياها لصدره قائلا بلطف
=متخافيش يانور انا معاكي… افتحي عينك
نور برعب
=انا خايفه بجد يا باسل دي اول مره اركب طيارة و شكلها كبير اوي مش زي ما بتكون في الصور
ابتسم بحنان وهو يربت على ظهرها يضمها له بحمايه قائلا
=طب ممكن تثقي فيا و تفتحي عيونك علشان خاطري
ابتلعت ما بحلقها بتوتر و هي تفتح عينيها ببطئ تنظر له وهو يبتسم برفق قائلا
=اهدي مفيش حاجه…
نور
=هي هتتحرك امتى… اوعي تسيبني لما تتحرك
تمعن النظر لبنيتيها قائلا
=عمري ما هسيبك يا نور…. و على فكره الطياره اتحركت من بدري
شعرت ببعض الارتياح وهي تبتعد عنه
=معقول اتحركت وانا مش حاسه بحاجه….
باسل
=انا اللي حاسس.. حاسس بدراعي هيتخلع من ضوافرك
عقدت ما بين حاجبيها وهي تنظر له بشك قبل أن تنظر لما ينظر له
شهقت برعب وهي تبعد يديها على كتفه الأحمر من شدة تماسكه به
نور بخوف و لهفه
=يلهوي دا بيجيب د”م…. مقولتليش ليه حرام عليك…. بتوجعك
ابتسم بحنان قائلا
=عادي مش يتوجع اوي يعني
ترقرقت الدموع بمقلتيها تنظر لذراعه بندم
=اسفه مكنتش اقصد والله…..
اوما له بتفهم وهو يشدد على ذراعه من حولها
=المهم متخافيش و انا معاكي و ياستي والله مش بتوجع اوي يعني…
ابتسمت وهي تاخذ منديل من جانب الكرسي مررته برفق على يديه قائلة
=البدايه دي مش مبشرة خالص ربنا يستر هو انت مش هتقولي رايحين فين؟
رد بجديه حانيه
=روسيا….. بصي هو الصراحه عندي شغل مهم يمكن ياخد يومين و اوعدك بعد كدا هفضيلك نفسي
نور بسعادة
=.روسيا… لا خد راحتك انت في الشغل مش مهم اصلا
ضحك وهو ينظر لها قائلا بجديه
=نور انا والله كنت عامل حسابي ان الفتره دي تكون لينا و نسافر باريس لكن حصل مشكله و لازم اكون هناك و مكنش ينفع اجل الفرح بس اوعدك اليومين دول
و بعدها انا مش هكون فاضي لحد غيرك
نور بود
=متقلقش وبعدين انا مش هزعل على فكرة انا بس خايفه اكون لوحدي في بلد معرفهاش
رد مطمناً لها بجدية
=لا من الناحيه دي متخافيش….. وان شاء الله خير
نور
=ان شاء الله
***********************
في الصباح الباكر من اليوم التالي..
استيقظت زينب بهدوء لتجد صالح مازال نائمآ وهو يحتضنها بتملك اليه فتأملت ملامحه بعشق وعينيها تمتلئ بالدموع وهي يتملكها شعور غريب ومخيف
بأنها قد تحرم منه وقد لا تراه مرة اخرى فزادت من احتضانه بخوف ثم مالت على كتفه وقبلتها بحنان ثم رفعت ذراعه التي تكبلها بهدوء بعيدآ عنها..
ومدت يدها الى الطاوله التي بجانبها وتناولت هاتفها..
ثم مالت على جبهته وقبلتها برقه شديده
و بدئت في إلتقاط عدة صور له وهو مستغرق في النوم ثم اغلقت الهاتف ووضعته بجانبها بهدوء واندست مره اخرى بداخل احضانه
فتنهدت وهي تغلق عينيها بتعب ورأسها يكاد ان ينفجر من شدة الالم والتفكير..حتى استغرقت في النوم مره اخرى..
بعد مرور وقت
فتحت عينيها على صالح الجالس بجوارها بعد ان ارتدى ثيابه وهو يوزع قبلات رقيقه على وجهها وهو يبتسم في حنان..
=صباح الخير يا كسلانه كل ده نوم
ابتسمت زينب برقه..
=صباح النور يا حبيبي.. هي الساعه كام دلوقتي
مرر صالح يده في خصلات شعرها يعيد ترتيبها بحنان..
=الساعه داخله على واحده الضهر ..
حاولت زينب النهوض بلهفه وهي تقول بحرج..
=ياخبر ..دا انا عمري مانمت لوقت متأخر اوي كده.
ثم تابعت بلهفه..
=انا هاقوم عشان احضرلك الفطار
أعادها صالح للفراش ويده تعيد الغطاء عليها مره اخرى هو يقول بجديه حانيه..
=اولا انا بصحيكي عشان اقولك اني دلوقتي هروح اجيب بيلا تقضي معانا اليوم… طبعا مش هوصيكي عليها علشان خاطري كوني لطيفه معها و انا متأكد انك هتحبيها
ثانيا انا محضرلك الفطار وحاطه جنبك أهو.
ثم مرر أصابعه على شفتيها وهو يقول بعشق ..
=ثالثآ انا فطاري جاهز ومستنيني أهو..
ثم إقترب منها وهمس فوق شفتيها بحنان..
=صباح الخير يا عمري..
ثم استولى على شفتيها بلهفه وهو يضمها اليه بعشق شديد .
بعد مرور بعض الوقت..
اجلسها صالح فوق ساقيه وقرب الطعام من شفتيها وهو يقول بحنان..
=دلوقتي بقى نفطر القمر بتاعي..
الا ان زينب ابعدت الطعام وهي تشعر بألم في بطنها..
بلاش دلوقتي.. انا حاسه ان بطني يتوجعني ومش قادره اكل حاجه.
مرر صالح يده على بطنها بحنان و قد برزت بشكل ملحوظ وهو يقول بلهفه..
تابع بقلق وهو يلاحظ شحوب وجهها المفاجئ..
=انا هتصل بدكتور يجي يشوفك ويطمني عليكي..
ابتسمت زينب وهي تدعي انها لا تشعر بشئ
=انا كويسه يا حبيبي شويه تعب عادي عشان شربت عصير بارد كتير امبارح
قبلته في وجنته بحنان..
=انا كويسه يا حبيبي روح انت هات بيلا و انا هشرب حاجه دافيه و هبقي زي الفل..
صالح بجديه..
=زينب…
زينب بابتسامه رقيقه
=عيون زينب…
فرفع وجهها اليه يتأمله بدقه
=انتي حقيقي حاسه انك كويسه..
ابتسمت زينب وهي تقبل وجنته برقه وهي تشعر بهدوء بعد ابتعاد رائحة الطعام عنها..
=وحياتك عندي انا كويسه..روح انت هات بيلا ياله ومتقلقش عليا والا عاوزها تقول اننا مش مرحبين بيها مع ان انا ارتاحتلها اوي
ضمها صالح اليه بعشق وهو يرفع وجهها اليه..
ضمها الى قلبه وهو يهمس بجوار اذنها بقلق..
=انا هاروح ولو حسيتي بأي تعب اتصلي بيا علطول وانا دقايق وهكون عندك..
احتضنته زينب وهي تقول برقه..
=متقلقش يا حبيبي صدقني انا كويسه
اعادها صالخ بعنايه للفراش مره اخرى واحكم الغطاء من حولها وهو يقول باهتمام..
=انا هعملك حاجه دافيه تشربيها قبل ما امشي وانتي ارتاحي ونامي ومتعمليش اكل ولا اي حاجه ومتقلقيش خديجه و عفت هيجهزوا كل حاجه
ثم قام وذهب مسرعآ الى المطبخ وغاب قليلا وعاد بكوب من البابونج الدافئ كما نصحته الطبيبه
.. ساعدها على شربه واحتضنها بين ذراعيه بحنان حتى استسلمت للنوم مره اخرى..
بعد مرور نصف ساعة
استيقظت زينب من النوم و
حاولت النهوض الا انها توقفت وهي تشعر بالدنيا تدور بها مجددا.. فتصلبت في جلستها وهي تتمسك بخوف بحافة الفراش حتى زال الدوار عن رأسها..
فهمست بتوتر وهي تشعر بالالم في بطنها تتجدد..
=اه… في ايه .. يارب..
لم تستطع تحمل الألم لتسرع الى الحمام الملحق بالغرفه وهي تشعر انها على وشك التقيوء فتقيئت بشده عدة مرات حتى افرغت معدتها..
فأغلقت عينيها بتعب وهي تغسل فمها
جلست على الفراش بارهاق ووجه شاحب استمعت لصوت طرقات خافته على الباب
خديجه
=زينب…. انا خديجه ممكن ادخل
زينب بضعف…..
=ادخلي
ابتسمت وهي تفتح الباب و تدلف لغرفة النوم… شهقت بخوف وهي تنظر لها
خديجه
=ايه دا يا زينب؟ مالك يا حبيبتي
زينب ببكاء
=حاسه بوجع اوي يا خديجه
خديجه
=انا هكلم صالح بيه
زينب
=لا مفيش داعي انا بس عايزة اتمشى شويه خديني ننزل الجنينه
ساعدتها خديجه في ثبديل ثيابها لأخرى وضعت حجاب بسيط على شعرها ثم خرجت معها و هي ممسكه بذراعها تتحرك ببطئ
بعد لحظات
كانت تقف في تلك الجنينه الواسعه تستنشق الهواء النقي تشعر ببعض الارتياح وهي تنظر لجداول المياه الصغيره و حدائق الفاكهه المتداخله بشكل مميز
ابتسمت وهي تستمع لصوت ضحكات تأتي من ناحية البوابه لتجد صالح يدلف الي الفيلا وهو يضع ذراعه على كتف بيلا و يحدثها بطيبة و مرح
اتجهت نحوهما ببطئ و ابتسامة تزين محياها
ابتسمت بيلا بسعادة عارمة وهي تنظر لزينب التي تضع يديها على بطنها برفق و حماية… اقتربت منها لتحتضنها
بيلا بحنان وهي تحتضن زينب
=عاملة ايه يا زينب؟ صالح قالي انك كنتي تعبانة شوية خير
زينب بحنان
=بخير الحمد لله وحشتني يا بيلا بجد
مررت بيلا يديها بحنان على وجه زينب برقه قائلة
=هتصدقيني لو انك كمان وحشتيني اوي
زينب
=القلوب عند بعضها ياله ادخلوا واقفين ليه
قبل صالح وجنتها بحنان
=متأكدة انك كويسه؟!
اومات له بايجاب رغم شعورها بالارهاق و الألم البسيط
تفاجأت به يحملها ليحمر وجهها بخجل قائلة بهمس
=صالح مش لوحدنا
صالح بجديه حانيه
=بس مش عايز كلام انا اصلا حاسس انك تعبانه و بتخبي عليا
زينب بحب
=دا انا محظوظه بقا
غمز لها بشقاوة قائلا بهمس
=كان عندك شك ولا اي؟!
وضعت راسها على صدره قائلة
=لا طبعا
ابتسمت بيلا وهي تنظر لهما و تتذكر شيئا ما
انحني ليجلسها على المقعد المريح أمامها السفرة لتجلس بيلا بجوارها
خديجه بحب
=احلى طاجن ملوخية و انزل يا ابني بالحمام المحشي نورتي يا بيلا هانم اخبارك اي
بيلا بابتسامة
=الحمد لله بخير يا خديجه
عفت
=السمك اللي كنتي طلبتيه يا زينب هانم
صالح برفعة حاجب
=سمك؟ انت بتحبيه؟!
زينب باستياء
=لا بس كنت حاسه ان نفسي فيه و دلوقتي حاسه اني هرجع
بيلا بسرعه تمسكت بزينب
=خدي السمك دا ابعديه.. غلط عليها و الجسم مش قابله بصي هاتي طبق شوربه دافي
عفت
=حاضر حاضر…
بيلا بفضول
=هو انتي مش بتحبي السمك
زينب بحركه عفويه بايديها
=لا لا مستحيل اكله مستحيل
اغمضت بيلا عينيها و قد شاردت بأحد ذكرياتها بالماضي
*******فلاش باك للماضي *******
يوم حفل زفاف صفا
خرجت بيلا من غرفة عمرو بارتباك تشعر باضطراب خفقاتها بجنون أثر اقترابه الضاري منها وضعت يديها موضع قلبها تستمع لصوت خفقاتها العاليه تكاد تكون مسموعه
بيلا
=الله يحر”قك يا صفا دا كان يوم مهبب لما شفتك”
اتاها صوت انثوي حاد من خلفها
=أنتِ بتعملي ايه هنا يا بت أنتِ؟
التفت بيلا لترى
فتاه أنيقة تبدو من نفس عمر بيلا تقريبا لكن يبدو عليها الغرور و التعالي (عصمت هانم)
بيلا بضيق
=بعمل ايه هنا…. هكون بعمل ايه بلعب شطرنج و بعدين تحترمي نفسك وانتِ بتكلميني ولا فاكرة اني هسكتلك
عصمت بغضب
=لا انا كنت بقول خدامة قليلة الادب دي كمان طلعت مش محترمة و مش متربيه
فلاحه قليلة الادب
شهقت بيلا بعنف و غضب قائلة
=انا مش متربيه…. مش محترمه… خدامه
دا انتي سنتك اهلك زفت يا بت أنتِ
شكل عيلة الرشيدي قلالات الذوق فعلا و انا اللي هربيكي يا روح قلبي
انقضت بيلا بغضب على عصمت و هي تجذبها من شعرها و كأنها بقوة عشر فتيات معا لكن مجرد فتاه قصير القامة ذات جسد نحيل ممشوق
بينما اخذت عصمت تصرخ وهي تحاول التملص من قبضة تلك المجنونه
بيلا بعنف
:سمعيني بقى كنت بتقولي ايه؟
فلاحه مالهم الفلاحين يا عنيا دا لولا الفلاحين كان زمانك انتي وأهلك ميتين من الجوع
وقعت عصمت على الأرض لتنقض بيلا عليها حيث لم يسمع احد صراخات قسمت بسبب الموسيقى العاليه في القصر
خلعت حذائها القديم الذي أخذته من نعمه (خادمه في قصر الدمنهوري) ما ان رفعته حتى تضرب عصمت به و جدت قبضه قويه تعتصر يديها
لترفع عينيها بغضب شهقت برعب و هي تنظر له صاحب العيون الرماديه الحادة يرتدي قميص ابيض و بنطال اسود
يبدو و كأنه كان يبدل ثيابه و خرج عند سماع الضجيج
غاضب و في أشد مراحل الغضب عيناه حمراء من شدة الغضب وهو يرى ابنة عمه ملقاه أرضا و تلك المجنونه تضربها
دون لحظت تمهل رفع يديها بقوة ليجذب جسدها الصغير لجسده لتصطدم بصدره
عمرو بغضب
=لا دا أنت مجنونه فعلا…… شوية تدخلي اوضتي و دلوقتي بتضربي عصمت الرشيدي قليلة الادب…. انت مين اللي زقك علينا يا بت أنتِ… انت مش عارف انتي فين و واقفه أدام مين؟!
تناست خوفها من انكشاف أمرها و قد انفلتت زمام كعكه شعرها الأسود وغطى وجهها
مما آثار المزيد من غضبها وهي تحاول ابعاده عن وجهها بعصبية قائلة
=بت؟! … بت دا ايه يا عنيا ما تتكلم عدل يا جدع انت ناقش ريشك على ايه ”
ثم قلدت نبرته المتكبرة بسخرية غاضبه وهي تضم حاجبيها و شفتيها بطريقة مضحكه
=انت مش عارفه انتي واقفه أدام مين
ثم تابعت بغضب
=يعني هيكون مين ابن بارم ديلة…. الكونت دي مونت كريستو…. مكتشف الذرة وانا مش عارفه هتكون مين يعني واحد من ملزقين عيلة الرشيدي
اتسعت عيناه من الدهشه و لأول مره يرى فتاه بهذا الجنون
=ملزقين؟!
ثم تابع بخبث وهو يخرج هاتفه يتصل برئيس الحرس
=ادخل القصر يا ابني واضح اني مشغل شويه بهايم عندي
علشان يدخل الحفلة كل اللي يسوي و ميسواش
نهضت عصمت بغضب و هي تقف بجوار عمرو ببراءه زائفه
=واحدة قليلة الادب
عمرو بحدة
=أنتِ تخرسي خالص يا عصمت هانم حسابنا بعدين يا بنت عمي
(نظرت له بضيق و إعجاب في نفس الوقت فهو شخصية ذو هالة و هيمنه قوية و الأهم من كل هذا انه صاحب املاك عائلة الرشيدي فلولاه لكنت أعلنت العائلة افلاسها
بعد خسارتها الدائمة أمام عائلة الدمنهوري ليعود عمرو من الخارج قبل ثلاث سنوات و يعيد إدارة المجموعه بطريقته)
غادرت عصمت بضيق و هي تتوعد لتلك المجنونه على ما قد فعلته
شهقت بيلا وقد شحب وجهها بصدمة كلما تذكرت والدها و ما يمكن فعله ان علم بوجودها بقصر غريمه
ترقرقت الدموع في عينيها
=طب…. انا.. انا اسفه اني غلطت فيك
انا طول عمري متهوره ولساني متبري مني
ثم تابعت باسترضاء وهي تحاول كبت غضبها و دموعها
=ياله بقى سبني امشي و انا اسفه
و مش عاوزه اشوف صفا و لا زفت بس سبني امشي من هنا الله يهديك هتفضحني
ابتسم وهو يتاملها بتسلية ثم قال بابتسامه هاديه
=وانتي بقى خايفه من ايه؟ ولا نروح لحد قسم البوليس نشوف ايه حكايتك ولا شكلك حراميه
شهقت بخوف وقد امتلئت عينيها بالدموع
=الله يخربيتك انت طلعتلي من انهي مصيبة
ابتسم عمرو ببرود
=في الحقيقه انتي اللي طلعتيلي مش انا اللي طلعتلك
عضت بيلا على شفتيها بعصبية وقد أصبح وجهها شاحب اللون و امتئلت عينيها بدموع الخوف مما أثر تعاطف غريب نحوها بداخله
ثم
قال بهدوء ليعيد الهدوء بداخلها
=انا بقول ممكن…. ممكن منروحش القسم ولا حد يعرف عن المصايب اللي بتعملها و انتي ماشيه
رفعت بيلا وجهها اليه بأمل و لهفه
=انت بتتكلم جد يعني مش هتقولهم
ابتسم عمرو بهدوء وهو يتأمل لهفتها الواضحه
=لا مش هقولهم
تنهدت بيلا بارتياح وقالت بسعادة و تملق خبيث
=انا برضو اول ما شفتك قلت عليك ابن حلال محترم ولا يمكن تطلع منك العيبه
الا انها قطعت حديثها عندم تابع ببرود وهو يتجاهل حديثها المتملق
=بس بشرط
عقدت بيلا حاجبيها و قالت بتوتر وهي تضيق عينيها بتوجس
=شرط؟! شرط اي؟!
ثم ضيقت عينيها بغضب و توعد وهي تعتقد انه يريد مبلغ من المال ثمنا لصمته
=انا برضو مرتحتلكش من اول ما شفتك حسيت شكلك شرير كدا و مش مريح
رفع عمرو حاجبه بصدمه لتحولها المفاجي من مدحه لمهاجمته و تحولت ابتسامته التسليه الي ضحكات عاليه وهو يسمعها تعرض عليها المال وهي ترفع راسها بكبرياء و قوة
=ها… عايز كم؟!
فاجاب من بين ضحكاته و التي لم ينجح احد قبلها في اثارتها قائلا بتسلية
=وانتي بقى تقدري تدفع كام؟
كادت بيلا ان تبكي كيف تخرج من منزلها بدون مال قد تناست تماما بسبب توترها نظرت ليديها لتبتسم بمراره قائلة وهي تنزع خاتمها
=بصي هنعمل اتفاق….. خد دا خليه معاك و اوعي تفرط فيه و انا اوعدك هنتقابل و ادفعلك اللي انت عايزه بس و حياة أغلى ما عندك ما تفرط فيه… دا آخر ذكرى من والدتي
وضعت الخاتم بيديه برعب ما ان يراها احد
=ارجوك لو حد شافني هتبقى مصيبة…. خلينا نتقابل بكرا في….. الساعة اتناشر الضهر انا بكون خارجه من الكليه
بس اوعي يضيع منك و انا هجيبلك الفلوس اللي انت عايزها…. الف جنيه كويس و الله كل اللي معايا دلوقتي
ابتسم عمرو وهو يضع الخاتم في جيب بنطاله وقال ببرود قاصدا استفزازها
=بس انا ليا شرط كمان
ضيقت بيلا عينيها بغضب قائلة بحدة
=شرط ايه يا جدع انت…. و بعدين هجيبلك فلوس اكتر من كدا منين ما تبطلوا طمع بقى مليتوا البلد… دي فلوس جيالك من الهواء احمد ربنا و بوس ايديك وش و ضهر
ابتسم عمرو وهو يقول بتسليه
=في دي عندك حق…. عموما انا ليا طلب و مش هيكلفك حاجه
بيلا بخوف
=طلب اي؟!
عمرو
بصراحه انا كمان لسه ماكلتش و كنت عاوزك تشاركيني الاكل ونتعشى مع بعض..بما انك اكلتي من اكلي يبقى لازم تشاركيني في الباقي ايش عرفني انك متبصليش فيه
شهقت بيلا بغضب..
= نعم يا اخويا اشاركك االاكل ونتعشى مع بعض.. ليه فاكرني ايه..لا اقف عوج و إتكلم عدل
عمرو بصوت عالي بقصد تهديدها..
=باسس لا عوج ولا عدل خدي خاتمك وبيني وبينك البوليس اكلمهم وهما يتصرفوا معاكي
ثم استدار وكأنه على وشك وشك المغادره و ابتسم بتسليه عندما بدأت تناديه بإستعطاف
=ليه كده بس يا استاذ
دا انا ارتحتلك اول ما شفتك وبقول عليك محترم وابن حلال.
اشار لها بالصمت ثم تابع ببرود
= هتتعشي معايا والا اروح انده للحرس وهما يتصرفوا معاكي
ضيقت بيلا عينيها وقالت بعدم حيله وهي تضغط على
اسنانها بغيظ شديد..
=خلاص موافقه روح هات الاكل بسرعه وتعالى عشان نطفح خليني اغور من هنا..
ابتسم عمرو ببرود وهو يقول بتحذير
= نطفح..وأغور..اه.. طيب عشان نتفق غلطه كمان من لسانك الي زي المبرد ده وهقطعهولك والمره دي بتكلم بجد..
شهقت بيلا بغضب وهي تحاول الا تظهر خوفها من نبرته البارده المخيفه
=طيب حاول تلمسني بس كده وانا هصوت وألم عليك اهل البلد يكلوك بسنانهم.. انت فاكرها سايبه والا ايه..
اقترب عمرو منها بتهديد لتصبح محاصرة بين عينيه و الحائط خلفها قائلا بتسليه
=بقى كده.. طب وريني هتصوتي وتلمي عليا اهل البلد إزاي
الا انها تراجعت وهي تقول بسرعه وهي تنكمش بخوف
= إنت صدقت والا ايه انا كنت بهزر معاك يا إستاذ متبقاش أفوش كده..
تراجع عمرو وهو يبتسم وقال بتسليه وقد راق له تلك المشاكسه
=انا قلت برضه انك بتهزري..
تنهدت بيلا بارتياح وقالت بابتسامه مرتعشه متملقه
=مقولتليش عاوزنا ناكل فين علشان نخلص من الليله السودا دي
ابتسم قائلا بجديه
=في الجنينه الورانيه هتستنيني هناك كمان عشر دقايق ادام عربيه جيب سودا عشر دقايق و هجيلك
بيلا بضيق لنفسها
=انا ايه اللي بعمله في نفسي دا يارب دا شكلها هبت منه
دققت بيلا جيدا وقعت عينيها عليه بتدقيق
رجل تحيطه هاله من القوه والسُلطه في بدايه الثلاثينات من عمره طويل ذو ملامح رجوليه وسيمه حاده وشعر اسود ناعم مصفف بعنايه للخلف
والذي لم ينجح القميص الابيض الرسمي الذي يرتديه وبنطلونه الأسود في إخفاء جسده الرياضي مفتول العضلات
عيناه رماديتان كغيمه من الدخان
همست لنفسها بخجل
=يخربيت جمال امه…… بس لازم اخد منه الخاتم و اخرج بشويش يبقى هوديه يا جميله مش هيحصل حاجه
بيلا بضيق
=موافقه عشر دقايق و أخرى في المخروبه دي ربع ساعة الاتفاق ملغي و تديني خاتمي
تركته بغضب و هي تخرج من ذلك الممر و مازالت تبحث عن صديقتها حتى سمعت صوت زغاريد عاليه تاتي من الجهه الاخري
سارت في ذلك الممر المزدحم بالأشخاص لتجد العروس تجلس في غرفتها وبجوارها
بيلا بغضب وهي تدلف الغرفه
=ابو دي علاقه يا شيخه… الله تنحرق عيلة الرشيدي بجاز بقى انا اتبهدل البهدله دي منك لله يا صفا
صرخت صديقتها بسعادة وهي تحتضنها
=بيلا انتي جيتي بجد كنت خايفه اوي… كنت خايفه متجيش…. و بعدين مالك هو سكتنا له دخل بحماره
بيلا و هي تغلق الباب خلفها
=حماره يا جحش بس هقول ايه ما انا مصحبه بغل….. منك لله يا صفا منك لله
صدحت ضحكت العروس قائلة
=ايه البس الغريب دا و مالك داخله بزعبيبك ليه؟
بيلا بضيق
=اولا نسيت موبيلي و جايه بالشكل دا و حصل مواقف بشعه اوي دا انتوا عيلة تجيب شلل قابلت طور كدا بس موز يا بت يخربيت امه
صفا
=معقول بيلا الدمنهوري أعجبت بحد
بيلا
=بقولك طور يا بت…. بس ايه الجمال دا طالعه زي القمر… انا اسفه والله يا صفا كان نفسي اقضي الوقت كله معاك النهارده بس لازم امشي انا بقالي شويه هنا انتي عارفه ظروف العيلتين و الشغل اللي بينهم
صفا بحب
=عارفه يا حبيبيتي و بجد انا كمان كان نفسي تفضلي كنت عايزه اعرفك على ماما و اخويا عمرو ياريت مكنش في مشاكل
بيلا بطيبة
=ان شاء الله يجي اليوم اللي تختفي كل المشاكل دي بس انا لازم امشي دلوقتي و على تليفونات سوا مبروك يا احلى عروسه
غادرت الغرفه و الطابق باكمله بين ازدحام القصر و امتلئه بالضيوف من الطبقه الراقية
اخذت نفس عميق وهي تتجه نحو البوابه الخلفيه لتخرج منها تبحث عن تلك السيارة
=متخافيش يا بيلا واتحملي كلي لقمتين معاه وامشي علطول خلي الليله الزفت دي تعدي.. ولو حاول يعمل حاجه كده والا كده إصرخي ولمي عليه اهل البلد وافضحيه والي يحصل بعدها يحصل و ربنا يستر شكلي ناويه على موتي النهارده
ثم اغلقت عينيها بغضب وهي تنتظر مرور الوقت وهي لاتدري ان كان ما تفعله خطأ ام صواب ولكن ماتعرفه جيدا انها ستحاول الخروج من مأزقها دون خسائر وتفادي معرفة والدها بالأمر حينها حقا يمكن أن يمنعها من رؤيه البشر بسبب كر”هه لعائلة الرشيدي وهي وريثته بالنهاية..
وقف عمرو بجوار سيارته التي ركنها في مكان بعيد عن الانظار ينتظر بفروغ صبر ظهورها
وهو يفكر بغرابة مايفعله..
فهو يتصرف بتهور وبطريقه مغايره تماما لشخصيته الجاده العمليه
التي لا تفكر الا في العمل وكيفية ربح الصفقات ..
لما إنجذب بطريقه غريبه لفتاه قرويه صغيره ساذجه مغايره تماما لمعاييره العاليه في إختيار النساء التي يرافقهم ..
فهو لا يرافق الا النساء التي تمتاز بدرجه عاليه من الجمال والثقافه والاناقه من بنات عائلات طبقته الارستقراطيه التي تعلم جيدا متطلبات مرافقته وتجيد التصرف في محيط عالمه المعقد والصعب..
وتعلم جيدا انها لن تنال منه الا مايسمح به
علاقات مريحه غير رسميه او متطلبه يستريح بها من عناء العمل..
فهو يعلم جيدا ان كثيرات منهن كانوا يطمحوا الى الوصول بعلاقتهم معه الى الارتباط الرسمي..
ولكنه كان يرفض وبصرامه ينهي علاقته معهم وينتقل الى علاقه اخرى مريحه غير متطلبه
تنهد عمرو بتعجب وهو يهمس لنفسه بغضب..
= أنا أكيد إتجننت ازاي اتصرف بالغباء والتهور واقف زي المراهقين استنى واحده مجنونه اول مره اشوفها كل ده علشان شخصيتها غريبه وضحكتني شويه..
ثم تنهد بضيق وهو يعاتب نفسه
=ايه يا عمرو انت اتجننت والا كتر ضغط الشغل خلاك تتجنن وتتصرف من غير عقل ولا حساب لمكانتك ..
ثم تابع بتصميم..
=انا لازم امشي من هنا حالا قبل ما تيجي واورط نفسي اكتر من كده..
ثم استدار حول العربه محاولا المغادره والوصول لباب السياره..
الا انه توقف بتردد عندما رأها تقترب من السياره وهي تتلفت من حولها بخوف..
في حين شهقت بيلا بخوف عندما رأت السياره تقف في مكان متطرف بعيد عن الضوء فقالت بريبه..
= هو موقف العربيه في مكان ضلمه كده ليه..
ثم تابعت بتوتر وغضب بعد ان تخيلت انه يريد منها شئ غير اخلاقي ثمنآ لصمته..
=اه يا قليل الادب موقف العربيه في الضلمه وفاكرني هاخاف من تهديدك وأطاوعك واعمل قلة الادب الي انت بتفكر فيها..
ثم تابعت بغضب..
= طب والله لأربيك ..
ثم انحنت بتهور وسحبت حجر كبير من على الارض وقذفته بكل قوتها في اتجاهه الا انه رأها وتراجع بصدمه و سرعه متفاديآ الحجر
وهي تصرخ بغضب مجددا وتقذف السياره بحجر اخر اصاب زجاج السياره الامامي فهشمه تمامآ وتناثر من حوله بقوه ..
فكاد ان يصيبه الا انه ابتعد سريعا متفاديآ شظايا الزجاج المتناثر وهو ينظر إليها بدهشه وهي تصرخ بغيظ بعد فشلها في اصابته
فانحنت سريعا تتناول حجر اخر من على الارض وألقته نحوه بقوه تحاول اصابته به وهي تصرخ بغضب..
= خد دي كمان عشان تبقى توقف عربيتك في الضلمه أوي يا قليل الادب فاكرني ايه يا ز”باله
فتراجع هو بصدمه وسرعه كبيره بعيدا عن سيارته وهي تقذفه بحجر اخر تفاداه بسهوله وهي تصرخ فيه بغيظ شديد..
=تستاهل يارب كانت جيت فيك
ثم تابعت بغيظ وهي تقذفه بحجر أخر..
=فاكرني هبله وهطاوعك.. اهي العربيه اتكسرت ابقى خلي الضلمه تنفعك يا قليل الادب..
ثم اطلقت ساقيها للرياح
وسط دهشته التي تحولت الى ضحكات عاليه لا يستطيع السيطره عليها وهو يتابع هروبها وإختفائها وسط الظلام..
في حين عاد حرسه الخاص سريعا اليه بعد سماعهم صوت تهشم زجاج سيارته وإلتفوا من حوله وهم يخرجون أسلحتهم بتوتر استعدادا للركض خلف المعتدي المجهول الا انه أشار لهم من وسط ضحكاته الا يفعلوا..
ثم قال بمرح وسط دهشتهم من تصرفاته الغريبه عليهم..
= رجعوا سلاحكم يا شباب الموضوع مش مستاهل..
ليهمس لنفسه وهو يخرج خاتمها المميز من جيب بنطاله
=بس واحده زي دي معها خاتم زي دا منين؟ اكيد هتيجي بكرا علشان تاخده…
اقترب منه ثائر رئيس فريقه الامني وهو يقول بتوتر ومازال يحمل سلاحه..
=مين المجنون الي إتجرأ وعمل كده في عربيتك…
قاطعه عمرو وهو ينظر لمكان اختفائها ويبتسم بمرح..
=قلت خلاص الموضوع مش مستاهل زي ما قلت..
ثم تابع بجديه
المهم خلينا في الشغل عايزك تعرف لو سالم الدمنهوري داخل المناقصه بتاع مصانع (…..) و تجيبلي كل المعلومات عن ابنه محمود الدمنهوري و موقفه في الشركة
العيلة دي مش هتسكت الا لما تاخد مننا المناقصه كتعويض عن الصفقه اللي اخدنها منهم بس خلينا نخلص فرح صفا و نشوف الموضوع هيمشي ازاي….
ثائر باستغراب
=هو حضرتك كنت هتاكل في العربيه
ابتسم عمرو بمرح وهو يضع يديه بجيب بنطاله
=خد العربيه للصيانه…. صحيح أجل اجتماع بكرا في اسكندريه انا مش هسافر
ثائر
=بس دا احتمال يخسرانا
عمرو بجديه
=نفذ اللي قلتلك عليه
********************
قد تظن انك نجوت وفي الحقيقة انت شخص قد هزم عدة مرات حتى اعتدت تلك الحياة.. تصور النجاة… سرت في طرقات لم تشبهك واماكن لم ترحب بك.. حتى اعتدت الوقوف في متاهات الحياة دون إكمال ما تريد
********عودة للحاضر*******
افاقت بيلا وهي تنظر لزينب التي تجلس بجوار صالح و لحركتها التي تشبه حركة شخص ما رأته بالماضي ترك في قلبها أثر قوي…..
زينب بمساكشه لصالح
=نفسي افهم ازاي بتقدر تاكل السمك كل ما افكر اكله احس انه هيعوم جوا وهيبدا ياكل من جسمي
وضع صالح يديه على فمها سريعا مشاكسا
=اسكتي يا بنتي حرام عليك احنا بني ادمين سبينا نتهنا باللقمه
ضحكت زينب بشغب و مرح جميل لتلمع رماديتيها
=انا عملت حاجه
صالح بغيظ
=لا خالص دا انا اللي عملت……
اخذ طبقها ليضع به بعض الطعام لتبدا الاكل بنهم و سرعة رهيبه
بيلا بابتسامه
=براحة يا بنتي
زينب بحرج و فمها ممتلي
=مش عارفه بس جعانه اوي
ابتسمت وهي تربت على ظهرها بحنان
=بالهنا والشفاء يا قلبي
مر بعض الوقت
اخذ الاثنان يتحدثان في حين أتت خديجه بالقهوة لبيلا و عصير طازج لزينب
خديجه
=احلى عصير فريش عمله بأيدي. وفنجان القهوة بتاعك يا هانم
بيلا
=تسلم ايدك يا خديجه
ابتسمت وهي ترحل و تترك زينب تجلس على الحشائش الخضراء بجوار بيلا و هي تنظر لها بتمعن بينما تنظر زينب لجداول المياة الصغيره و التي تتسلل في الأرض بين الحدائق
زينب بحرج
=ممكن اسالك سؤال؟ هو ليه دايما بحس انك بتبصيلي بطريقة غريبه
بيلا باهتمام
=لأنك بتفكريني بحد كنت بحبه…
زينب بفضول
=مين؟ دا لو مش يضايقك
بيلا
=واحد حنين اوي و راجل في كلمته و ليه هيبة مش لغيره…. شخص الغيرة ممكن تقت”له و الاهتمام عنده صفه
زينب بحب
=تعرفي انا اعرف حد كدا و بحبه اوي
بيلا بغمزة
=طب ما انا كمان اعرفه… بس عارفه ايام زمان غير دلوقتي فات يجي اتنين و عشرين سنه زمان الحب كان له طعم مختلف اوي بس ربنا مش بيدي كل حاجه
يعني مثالا حياء و جلال الاتنين دول نموذج بجد لكل المعاني الحلوه و المعاناه
بس كمان حظهم كويس انهم قدروا يكملوا سوا….
زينب بخوف
=قصدك اي؟
بيلا بابتسامه
=لا دي حكايه طويله انا مش هعرف احكيها لان يمكن ابكي وانا مش عايزه ابكي انا لما بشوفك ببقى عايزه ابتسم بس
ارتشفت من كوب العصير وهي تبتسم لها ليمر الوقت بمرح و دفء
الي ان بدأت
زينب تشعر بالالم عاصف بدأت تبكي بعنف و قهر وهي تضع يديها على بطنها
بيلا برعب
=زينب مالك؟
=بطني…. حاسه بسكاكين بتقطع في بطني آآه
صرخت من شدة الألم
كان صالح يتحدث في الهاتف تاركا لهما المجال
ليتحدثا في حين سمع صوت صراخها
انقبض صدره بقوة و عنف ركض نحوها بسرعه و هو ينظر لها
صالح
=حصل اي؟
بيلا
=مش عارفه بس لازم ناخدها المستشفى..
لم ينتظر لحظه وهو يحملها برعب ينهش بصدره خرج من القصر ليجد كرم يوقف السيارة أمام البوابه الاماميه وضعها في الكرسي الخلفي
يراها تهدأ ببطئ و ترخي جسدها نبضاتها تقل و كأنها تغيب عن الواقع مستسلمه لتلك الغيمه
قاد كرم السيارة بسرعه بينما جلس صالح بجوارها وهو يرفع راسها له ينظر لها و لشحوب وجهها
أما بيلا انسابت دموعها ببطئ وهي تنظر لثياب زينب و أثر الد”ماء
صالح برعب
=زينب افتحي عينك ردي عليا في اي… رد عليا
توقفت السياره أمامي المشفى، ترجل صالح بخطوات سريعه جدا
و هو يتجه نحو الباب يخرجها يحملها يدلف للمشفى بخطوات سريعه وهو يصرخ بالممرضين
مرت ثواني لتاتي الممرضه آخذين زينب لغرفه الكشف
دلفت الطبيبه للغرفه و صالح يقف يشتعل و عقله يبدو وكأنه شُل من الخوف عليها
خرجت الطبيبه سريعا لتقف أمام صالح
إلتفت للطبيبه..وقال بتوتر
= زينب مالها انا عاوز اعرف حالتها بالظبط
الطبيبه بتوتر..
=وانت تقرب للمريضه ايه..
صالح بغضب وتوتر..
= انا.. جوزها..
الطبيبه بعمليه..
= طيب كويس لازم تمضي على الإقرار دا… علشان ندخل العمليات اتفضل
صالح بغضب
=عمليات هو ايه اللي بيحصل؟
الطبيبة بخوف
=المدام بتنزف احنا بنحاول نوقف النز”يف لكن المشكله مش في كدا بس واضح ان في حاله تسمم و لازم ندخل العمليات والا هنفقدها هي و الطفل
صرخ صالح بوجهها بعنف
=اخرسي خالص و اتفضلي ابدأي شغلك هات الزفت دا….
اخد الإقرار منها يمضي عليه دون لحظه تفكير بينما دلفت الطبيبه للعمليات
في حين
اخرج صالح هاتفه بسرعه وتوتر وقام بعدة اتصالات هاتفيه..
لتنقلب المشفى رأسآ على عقب وفي اقل من ساعة
دلف للمشفي اربعة اطباء مشهورين مختصين بالتخدير وجراحة النساء والتوليد ..
طبيب بدهشه ..
=ايه ده كله يا دكتوره مني ..
الظاهر الحاله دي واصله اوي.. دول جايبين لها اكبر دكاتره نسا وتوليد في مصر..
ثم تابع بتوتر..
=ودول هنتعامل معاهم ازاي..
الطبيبه بتوتر..
=انا خليتهم ينضفوا اوضة العمليات ويعقموها كويس اوي.. بس انا اتفاجئت انهم جايبين معاهم ادوات جديده وممرضات استلموا اوضة العمليات وبيعقموها بنفسهم.. وهما طالبين دلوقتي يعاينوا الحاله وطالبين تقرير منك عنها
شكل جوزها مش سهل
هي عامله ايه دلوقتي؟
نظر لها الطبيب وهو يهمس بتوتر
= ربنا يستر.. دي فاقده الوعي وقفنا النزيف بس حالتها صعبة اوي
بدء الاطباء في معاينة حالة زينب الغارقه في غيبوبه بفعل الادويه المخدره التي اخذتها..
بينما يمشي صالح خارج غرفتها بتوتر شديد يريد الدخول ورؤيتها يقتله الاشتياق اليها
في اشد لحظاته ولحظاتها ضعفآ واحتياجآ..
فأغمض عينيه بألم وهو يهمس بضعف وألم وغضب ..
=بيعملوا ايه دا كله فات يجي ساعة
ثم تنهد وهو يمرر يده في شعره بغضب يحاول استجماع شتات نفسه..
بينما بيلا تجلس بارتباك و رعب أمام العمليات
تجمد فجأه بشحوب و دقات قلبه تتصاعد بخوف شديد ..
وهو يراها تخرج على احد الاسره المحموله وقد غابت عن الوعي وجهها شديد الشحوب
يرافقها الاطباء الذين احضرهم خصيصآ لها من القاهره و الأمر لا يصعب على ابن عائلة الشهاوي
..مشى بجوارهم بصمت دون ان يتحدث عينيه معلقه بها كتعلق الانسان بالحياه .. تلتهم ملامحها بشوق وألم ..حتى اختفوا بها داخل غرفة العمليات..
لتمر عليه ساعتين من اصعب ساعات عمره واكثرها خوفآ وألمآ
يقف بدون ان يتحرك.. عينيه معلقه
بباب غرفة العمليات.. مشاعره مرتبكه ومعطله.. مزيج من العشق لها والكره لذلك الضعف بداخله
بعد دقائق
وقف صالح بجوار الطبيب برفقة بيلا
صالح
=انا عايزه افهم دلوقتي هي حالتها ايه بالظبط و ايه اللي حصل هي كانت كويسه و فجأه بدأت تصرخ و تنزف
احد الاطباء
=مش هنكدب عليك يا صالح بيه الموضوع مش إجهاض و بس دا حالة تسمم بس احنا كنا شاكين ان في ماده فعاله سبب النزيف دا
صالح
=وبعدين مش فاهمه
الطبيب
=عملنا تحليل للدم و للأسف النتيجه بتقول ان في ماده مسببه للاجهاض هي (….) مفعولها بيكون سريع بينزل الحمل
صالح بارتياب
=بس زينب مش بتاخد حاجه ازاي يعني
الطبيب بعمليه
=الصراحه دي مش عندي…. بس دلوقتي هي يعتبر في غيبوبه مؤقته بسبب المخدر اللي واخده… حاله الجنين مش مستقرة و يمكن في اي لحظه ينزل هتكون تحت الرعايه و ان شاء الله تقوم بالسلامه
صالح برجفة خوف من الفقدان
=و زينب في خطوره عليها
الطبيب
=لحد دلوقتي هي حالتها شبه مستقره… ادعولها…
=============
في القصر الريفي
جلست عفت بتوتر و هي تلطم خدها برعب
=يلهوي يلهوي انا روحت في داهيه يلهوي لو ماتت
صدح رنين هاتفها لتجيب بسرعه
رشاد
=عملتي ايه؟
عفت برعب
=لما الزفت اللي اسمها خديجه جيت تقدمها العصير حطتلها حبيتين من الشريط الزفت دا اللي ادهولي قبل ما اجي المخروبه دي
رشاد بحدة
=خالص الموضوع هيخلص و اللي في بطنها هينزل هي لسه في التالت انا كنت مرتب كل حاجه
وعارف أن المستشفى مفيهاش رعايه بس الزفت اللي اسمه صالح جايبلها دكاتره و ممرضين من مصر و الغريب السرعه اللي جيهم بيها… ماشي يا عفت تقفلي دلوقتي
و تقريبا الدكتور اللي جيه مراته عندها دار ازياء بتتعامل مع صالح من زمان طبعا اول ما طلبه متاخرش
عفت ببكاء
=انا خايفه تموت والبس فيها
رشاد بحدة
=اجمدي في ايه و بعدين انا سالت عن الحبوب دي كتير قبل ما اديهالك بس المشكله لو منزلش
عفت
=انا ماليش دعوه انا عملت اللي عليا و اكتر من كدا مش عامله حاجه انا هسيب البيت النهارده دا لو اكتشف ان انا عملت كل البلاوي المستخبيه دي احتمال اروح فيها لا يا عم ماليش دعوه….
رشاد
=تبقى غبيه لو مشتي دلوقتي لان لما تنكشف لعبتنا و لاحظ اختفاءك هيعرف انها لعبة متدبره و هيربط الخيوط ببعض فبلاش غباء لانه لو شك فيك هيجيبك من تحت الارض
عفت
=منك لله يا اخي منك لله لو البت دي ماتت و الله لافضحك و أعلى ما في خيلك اركبه
==================
في احد الشركات (في القاهرة)
يجلس ذلك الرجل بهيبته يضع ساق على الآخر و هو يعمل على حاسوبه بجديه
حتى توقف على دخول رئيس الفريق الامني
ثائر
=عمرو بيه الملف اللي حضرتك طلبته
وضع نظارته على سطح المكتب وهو يلتف لصديقه القديم ياخذ منه الملف
خرج صوته بجديه و لباقة
=عايزك تجيب ليا اخر المعاملات البنكيه الخاصه بالمجموعه و بنك سويسرا عايز اجتماع سريع معاهم ان شاء الله السفر يكون بكرا الصبح
ثائر
=تمام.. بس في معلومة وصلتني من شويه
عمرو
=ايه؟
ثائر
=محمود الدمنهوري داخل المناقصه اللي…
قاطعه عمرو بحدة
=انسحب منها و قلتلك الف مره اي حاجة تخص مجموعه الدمنهوري مش عايز يبقى في احتكاك بين الشركتين
ثائر بضيق
=بس يا عمرو بيه المناقصه دي مهمه جدا و حضرتك سبتله صفقات كتير جدا و انسحبت منها نفسي افهم السبب
انت معقول عايز تخسر شركاتك أدام نجاح شركته… دا انت مكنتش بتسيب لعيله دي صفقه واحده
ابتسم عمرو بسخرية قائلا
=مفيش حد بيحب يخسر يا ثائر…… اخرج انت دلوقتي
اوما له وهو يخرج بياس فمنذ سنوات قد تبدل حال صديقه
تنهد عمرو وهو يراه يغلف الباب خلفه
فتح احد ادراج المكتب ليخرج علبه صغيره من القطيفه
ينظر لتلك السلسله بها صورتها وهي تحتضنه ليعود للماضي
*******فلاش باك للماضي*******
وصل عمرو للعنوان الذي حددته تلك الفتاه
لا يعلم لما قد آت…. لا يعلم لما يغامر
لا تعرف شي عن اللباقه تبدو متهورة لكن مشاكسه جميله بل رائعه
يعلم انه يرتكب خطأ بما يفعله فهي لا تتناسب معه باي شكل من الأشكال
لكنه لا يستطيع المقاومه..
فهي منذ رآها بالأمس وهي لا تغادر تفكيره
جمالها.. برائتها… تصرفاتها الحمقاء و ردودها الغير متوقعه.. جعلته يعجز عن التخلي في التفكير بها و الشعور الغريب يجذبها اليه
كانت تسير ببطئ و توجس وهي تلتف للمكان من حولها بارتياب
ترتدي ثياب عادية جدا قررت أن تأتي بنفس المظهر البسيط ولا تكشف عن هويتها له
بعد نقاش حاد وطويل بينها و بين اختها بعدما عملت بما حدث في الحفل لتخبرها ان تذهب لأخذ الخاتم و أعطاه المال
وجدته يجلس بلباقه تليق به ضيقت عيناها بغيظ و هي تتذكر قلة ادبه لكن مجبره بسبب تهورها
اتجهت نحوه بخطوات سريعه غاضبه
ابتسم وهو يراها تأتي نحوه استقام يقف ليبدو فرق الطول بينهما
نظرت له بحدة دون أن تتحدث كلمه واحده وهي تخرج مبلغ مالي من حقيبها
:اتفضل…. ياله هات الخاتم و خلصنا
رفع حاجبه وهو يضع يديه بجيب بنطاله قائلا
=مش عجبني اسلوبك….
ضغطت على أسنانها بعنف و غيظ قائلة
=اومال عايز ايه يا جدع انت ما تخلصنا…
ابتسم بتسليه وهو يجلس مره اخري
=نفذي الشرط الاول و نتغدا سوا
امبارح هربتي لكن النهارده انا للاسف مصمم نتغدا سوا
عضت بيلا على شفتيها قائلة
=انت مصمم على قلة الأدب بق لا يا باشا و اوعي تتخيل اني من عالم عيلة الرشيدي لا يا حبيبي فوق دا انا بيلا ال….
عمرو بسخرية
=الدمنهوري….. بيلا سالم الدمنهوري
ابتلعت ما بحلقها بصعوبة ليكمل بتسليه و اهتمام
=فاكره لما تحاولي تتذاكي عليا هتعرفي فوقي يا ماما انا عمرو الرشيدي يعني بلاش تتذاكي عليا…. بس ياترى سالم باشا ردة فعله هتكون ايه لما يعرف ان بنته دلوقتي مع منافسه
بيلا
=انت بتهددني؟!
عمرو
=لا ابدا مش اسلوبي…. ياله يا بيبو معاد الغدا جيه
اخذت تضرب بقدمها في الأرض بغيظ و طفوليه تتمنى لو تنقض على عنقه تسحب منه الروح
=يارب يارب هتشل يارب
عمرو بجديه
=انجزي…
غرزت أسنانها بيديها من شدة الغيظ وهي تتحرك خلفه بغضب اهمس لنفسها
=ممكن يكون عايز يغرغر بيا علشان يمسك ذله على بابا شكله ذئب بشري و انا اصلا هبله والله حاسه اني هروح في داهيه في النهاية
بيلا
=احنا هنروح فين يا اخينا انت
عمرو أشار بجديه على مكان بعيد خالي تماما
بيلا بغضب
=طب وليه فاضي كدا
=انتي بتتكلمي كتير ليه؟!
=وانت مالك من بقيت عيلتي
=واضح انك مش بتتعلمي و نفسك سالم باشا يعرف اللي حصل
بيلا
=أعوذ بالله هو انت حد مصلتك عليا يا اخينا…ربنا يرحمنا من اشكالكم
ضحك عمرو وهو يشاهد مقاومتها الفاشله له وإتجه بها.. جلس على مفرش كبير مفروش على الحشائش الخضراء وهو يقول بمرح وهو يقصد اغاظتها ..
= متقلقيش مستحيل حد يشوفك هنا ولا يشوف احنا بنعمل ايه
توترت بيلا وهي تبتعد عنه وتقول بحذر وهي تتلفت حولها..
= لوحدنا.. لوحدنا ازاي…. انت انت عايز مني ايه…. وبعدين ما تنقي ألفاظك… هنعمل ايه دلوقتي
تناول صندوق كبير من جانبه
واخرج منه اطباق من الطعام الشهي ووضعه على المفرش امامها
=طب ممكن تقعدي الاول
اصطبغ وجه بيلا باللون الاحمر القاني
تكاد تذوب من شدة الخجل
لأول مره تجلس مع شخص غريب بمفردها في مكان خالي
جلست على ذلك المفرش و هي تنظر للطعام قائلة
=بس انا ماليش نفس وعندي محاضرة تانيه و بابا لو اتاخرت
قاطعها عمرو بجدبه
=متخافيش مش هتتاخري ياله بقا انا مفطرتش
بيلا بطيبه
=هو انتم ليه بتكر”هو بعض؟
عمرو بابتسامة
=احنا مين؟ قصدك عيلتك و عيلتي
اومات له بالايجاب وهي تضع الطعام بفمها
عمرو بموضوعيه
=دي مش كر”اهيه دا بيزنس
بيلا بساذجة وطيبه
=هي الحياة تستاهل ان تكر”ه حد و تحط بينكم الف سور لاجل المال بحس انه غباء
عمرو بجدية
=انتي في كليه ايه يا بيلا
بيلا ببساطه
=فنون جميله.. خزف بحب الخزف اوي و كمان بعرف اعمل حفر في الخشب مش بحب الرسم اوي بس متعددة المواهب
اخر سنه…… وانت
صمتت للحظات تشعر بمدى غبائها قائله بصدمة
=نهار مالوش ملامح…. انا قاعدة معاك و… و معرفش حتى أسمك…..
لم يستطع عمرو كتم ضحكته قائلا بصدق
=انتي غريبه فعلا….. بس جميله
اكتس وجهها بحمرة الخجل قائلة بارتباك
=ممكن تديني الخاتم لو سمحت انا كدا هتاخر و ساعتها هتاذيني
ابتسم عمرو قائلا بحنان
=وانا ميرضنيش اذيتك يا بيلا ادي الخاتم بتاعك
بيلا بسعادة
=شكرا بجد يا
“عمرو… اسمي عمرو الرشيدي ”
بيلا بابتسامه جميله
=شكرا يا استاذ عمرو و اتمني مشوفش خلقتك تاني
نهضت سريعا تكاد تركض لكن هذه المرة من شدة اضطراب أنفاسها
تختبر لأول مره مشاعر جديده، بينما تعثر في ضحكه قوية
=======نهايه الفلاش باك=======
عمرو بهمس
=أحيانا بتمنى لو عمري ما شفتك يا بيلا
كنتِ خايفه ان انا اللي اذيكي بس انتي اللي اذيتي قلبي…. كنت فاكر انك بتحبيني زي ما عشقتك بس من بعد موت بنتنا
كان نفسي تكبر بينا نحكلها ازاي كانت حكايتنا صعبة….
ياريتها كانت عايشه……..
قاطعه طرقات على الباب لتدلف السكرتيره بعمليه و لباقه
=عمرو بيه…. عصمت هانم برا و عايزه تقابل حضرتك بتقول في موضوع مهم بخصوص دمج شركات الرشيدي مع شركات خليل بيه (زوج عصمت)
جز على أسنانه بغضب و عنف قائلا
=عصمت الرشيدي…. سيبها شويه و متدخلش الا لما اقولك
اومات له السكرتيره يالايجاب قبل أن تخرج من المكتب
عمرو بحده
=و رحمة أغلى ما عندي يا عصمت انت و جوزك الكلب دا مش هسكت الا لما ارميكم في السجن بس العب مع عمرو الرشيدي لازم يكون كله بحسبه و لا فاكره اني هسيب حقي
ابتسم ساخر وهو ينظر لشاشه حاسوبه يرى ابنة عمه و زوجها يجلسان في غرفه الانتظار و يبدو النقاش حاد بينهم
*********************
في صباح يوم جديد
انسدلت اول خيوط الصباح بشمس مشرقة وجو رائع بنسمات هواء منعشة وشمس دافئة……
و ها قد آت اليوم الذي انتظره منذ سنوات طويله…. تمني ان يأتي دائما و يخبرها بمدى عشقه لها فهي ستكون زوجته بعد ساعات قليله… زوجته… حبيبته… ابنته و سنوات عمره المفقودة
قد انهت حبيبة لمساتها الأخيرة وقد انتظرته في البيوتي سنتر
كان يشاركها في تلك الجلسة والدتها فاطمة و هدى (والدة على) و بعض أصدقائها القدام
حتى ايمان اتت اليوم برفقة حياء كي تحضر حفل الزفاف معها
…حبيبة تستحق ان تكون لها سند ودعم في هذا اليوم المميز…….
ابتسمت ايمان وهي تميل على حبيبة وتقبل وجنتها وهي تمسك يداها كي تنهض……
نهضت حبيبة معها بابتسامة واسعة وهي تسالها
بعيون لامعة بالفرح……
=اي يابنتي وقفتيني ليه……
عانقتها ايمان وهي تبتسم بسعادة لأجلها..ثم رفعت الهاتف امامهم وهي تقول بحب……
=تعالي نتصور سوا……….اليوم ده ميتعوضش….”
طالت البسمة في عينا حبيبة وهي تعانق خصر ايمان رافعه ناظرة هي و ايمان للكاميرا….
التقطت ايمان عدت صور لهم بوضعيات مختلفة معظمها
مضحك والاخر لم يظبط بسبب اهتزاز يداها
والقليل جيد جداً……..
ان الصور تخرج جميلة فقط لان جاذبية حبيبة و ايمان تعطي للصورة نكهة خاصة……….
وان وقفت حبيبة جوار الجميلات ستكن امامهم المراة الاكثر جاذبية والملفته للانظار بجمالها الخلاب……..
عجباً لجمال كل فتاه كل منا بداخلها جمال لا يراه و لا يميزه الا شخص واحد من يتعمن في عمق ذلك الجمال لتاتي به قدمه في النهايه لعتبة باب تلك الفتاه يريدها في الحلال
حياء بسعادة وهي تحتضن حبيبة
=طول عمري بقول ان الواد على حظه حلو بس النهاردة اتاكدت ايه القمر دا الف مبروك يا حبيبة
حبيبة بسعاده….
=الله يبارك فيكي يارب وحشتيني اوي بقالنا كتير مقعدناش سوا… بسبب
صمتت وهي تتذكر علاقتها بحياء قبل زواجها من شاكر… في الكثير من الأوقات كانت حياء تلتقي بحبيبة و تجلس معها
و أيضا حياء على علم بحب” على” لحبيبة
حياء بهمس وحب
=انسى اي حاجه فاتت والنهارده يا بيبة لازم تبدأي صفحه جديده… لازم تدي لعلي كل الحب اللي قلبك لانه يستحق و لانه بيحبك اوي…. على مش بس صاحب صالح لا دا اخوه و بالنسبه ليا ابن تاني انا مخلفتوش و انتي كمان بنوتي اللي بجد اتمنالك السعادة… انسى بقى كل الماضي و خدي نفس عميق و سمي باسم الله و ابدأي معه حياتك
ابتسمت حبيبة وهي تحتضن حياء بقوة
=ربنا يحفظك لينا يارب
حياء بابتسامه
=اوعي تعيطي….
ابتسمت حبيبة وهي تلتقط صور مع الجميع
ترتدي ثوب زفاف غاية في الانقة والجمال بتنورة متسعة كفساتين الاميرات….وشعرها الاسود المموج انساب على ظهرها بتسريحة انيقة وقد وضعت فوق راسها طوق بورود الالماس البراقة ذادت تألق به
وكان باخر الطوق من الخلف تشتبك به طرحة الزفاف البيضاء الشفافة المتدليه خلفها حتى الارض………
هذا الفستان هو بعينه الذي اختارته من قبل مع علي و لكن لم تريه اياه له
تمنت ارتد ذلك الثوب و تكون اميرته هو فقط
اليوم ارتدت اياه محاولة تخطي الماضي والقاء الوجع خلف ظهرها……حتى تتابع حياتها معه…
وتقتنص حلمها اجبارياً من الدنيا حتي يدخل
الفرح قلبها وتكن قادرة على اسعاد قلبه بعدها….
فهما يستحقا الافضل بعد تلك المحن المؤلمة……
ابتسمت حبيبه بشفتيها الورديه الرقيقة….وطالت البسمة الحلوة في عينيها الخضراء الامعة
المكحلتين بجمال زادت البهية فتون للعيون قائله بسعادة……
“الصور حلوة اوي…….”
“عشان انتي فيها يا بيبة……”ثم تطلعت ايمان
على الفستان واضافت بسعادة …….
“الفستان حلو اوي عليكي…….”
“انتي كمان فستانك حلو اوي يا ايمان ”
تقدمت منهم ايمان بفستانه الازرق الفاتح
الطويل وكان ملائم لها وبازر حلاوة رشاقتها التي تتمتع بها……وكذلك حجابها كان ملتف حول وجهها برقة مغطي شعرهاالأسود عن العيون……
ذوقها راقي ناعم مثلها….. حتى ملامحها هادئة راقية و
حقا تبدو كاميرة تتميز بالرقي و العقلانيه و الهدوء
“انا كمان عايزة اتصور مع حبيبه…….”
صاحت شمس (صديقه قديمه) بغيظ وهي ممسكه بابنها الصغير بين يداها وهي تتقدم منهم….
“وانا كمان عايزة اتصور مع العروسة……..”
احتضنت والدتها بسعاده وهي تدعو لها
فشارك الجميع الصورة على شرف العروس الجميلة…
سمعت الزغاريد وصوت ابواق السيارات والدرجات البخارية بالخارج……
خفق قلب حبيبة باضطراب واهتزت ابتسامتها بينما اقتربت منها ايمان وابتسمت لها وهي تبث الطمانينة لقلبها…..
=دا اكيد على وصل ……فكي التكشيرة و اهدي متخافيش ربنا يسعدكم
ابتسمت حبيبة باضطراب وهي تنظر للجميع بجوارها يحتفلن معها
“حياء و إيمان و والدتها و والدة زوجها و بعض الأصدقاء”
=حبيبة ادخلي في اي حته مش عايزين على يشوفك دلوقتي……
صاحت احد صديقتها
عقدت حبيبه حاجبيها بحيرة……. قالت ايمان بغيظ من حبيبة لاول مرة…….
=ياله يا بنتي انجزي … الجدع زمانه داخل
نظرت حبيبة نحو حياء بحيره فهي لم تجرب تلك الاشياء من قبل
“هو المفروض اعمل ايه…….”
ابتسمت حياء وهي تخبرها بخبث مرح……
=اسمعي كلامهم شكلهم… عايزين يلعبوا شوية باعصاب العريس ياله
مطت حبيبة شفتيها باستنكار معقبة بمرح…..
= يا جدعان دا ممكن ياخدني على الشقه على طول معندوش الكلام دا.. مستني بقاله خمس سنين
صاحت شمس بسرعة….
= على جيه ياله بسرعه…..”
برمت حبيبة شفتيها وهي ترفع تنورة الفستان وتدخل احد الزوايا قائلة….
=امري لله، ام نشوف اخرتها……”
دخل” علي “بحلة انيقة غاية في الوسامة عليه…
وشعره مصفف للخلف بجاذبية…. وقد حلق لحيته
فباتت بشرته صافية ناعمة اكثر…وملامحه تنبض
بسعادة والراحة…….وعيناه تلمع بلهفة
وشوق وهو يبحث عنها في ردهة المكان……
سمع ضحكات نسائيه ماكرة مما جعله يشتم رائحة غدر وهو ينظر لبوكية الورد الاحمر الذي اشتراه
لها كي يقدمه كما تقول الطقوس حينما يراها بثوب الأبيض……
نظر علي للبوكية بحماقة فهو لا يفضل تلك السخافات ولكنه يحاول ان يظهر بصورة زوج رومانسي كما يقول الكتاب………..
عادت عيناه القاتمة للكاتمين ضحكاتهما بايديهم وهما ينظرون اليه…. لوى شفتيه وسال بهدوء….
“فين مراتي ؟…..”
ردت حياء بمكر…..
“سبقتك على القاعة……”
ابتسم علي ببرود قائلاً بالامبالاة…..
“حلو اوي……… وفرت……”
عضت حبيبة على شفتيها وتوسعت عينيها وهي تسمعه جيداً من موقعها…. وكانت تنوي الخروج وخنقه بيداها لكنها تحملت لتراه سيخرج بدونها
ام سينتظرها كما يفعل دوماً !!……
عاد علي وسال حياء مباشرة عن مكانها….
“فين حبيبة يا ام صالح……”
حركت حياء كتفيها وقالت ببساطه….
“دور عليها بنفسك لو عايزها…. و بعدين ايه ام صالح دي اسمي حياء”
تجهمة ملامحه قائلاً ….
=اه اقولك يا حياء علشان القى جلال بيه بيخنقني بأيديه
انا عريس النهارده يا جماعة براحة عليا…. فين حبيبه ايه لعب العيال دا
اقتربت منه حياء وقالت برفق…..
“بص يا ابو علي…. احنا هنخرجها بس ادينا ضهرك…”
رفع احد زوايا شفتيه مستنكراً وسال تلقائياً……
“ليه هي كل دا مالبستش الفستان؟……”
احمرت وجنتي الفتيات و أيضا حبيبة التي تقف خلف الستار بخجل وتوسعت عينيها بصدمة
شعر بحماقة ما قاله….
تدخلت والدته في الأمر وهي تتقدم منه….
“اسمع الكلام يا علي… عايزين نصور اللقطه دي… اول ما تشوفها بالفستان….. ”
ردد نفس كلمات حبيبه بنفاذ صبر وهو يدير وجهه لجهة الخروج…….
“امري لله……… خلصوا عشان زهقت منكم ومنها…”
اطبقت حبيبة على اسنانها هامسة له بتوعد
من خلف الباب…..
“كلمة تانيه وهاخد بعضي وروح……..”
اتجهت ايمان نحو حبيبة وساعدتها على الخروج ثم بدات شمس بتصوير اللقطة المميزه……..
سالته فاطمه بعبث…..
“قولي يا علي اي اكتر اكله حبيبه بتحبها….”
صاح بغيظ في وقفته الشامخة كتمثال حجري….
“المحشي و خصوصا ورق العنب ممكن تبعني انا مخصوص علشان حله محشي…….”
عضت حبيبة على شفتيها بحرج و سعادة عارمه
كانت تقف خلفه عن بعد خطوات وقد وضعت يدها على فمها تكبح ضحكاتها من غيظة
ومشاكسة الجميع له في هذا اليوم تحديداً…
سمعته يجيب على مضض…..
=و بتحب الباميه تأكلها تاني يوم
مش بتحب الملوخيه معليش مغفله و هستحملها
الشكولاته البيضا و البسكوت الساده و الفشار و آيس كريم المانجا و….
توسعت عينا حبيبه وهي تنظر لظهره بصدمة وقد شعرت بفرشات تدغدغ معدتها….. وخفقات تشعل
قلبها حيوية غريبة….. كغرابة رده وتفاصيله بما تحب…….. ربما يعرف الكثير بسبب احاديثهما
الطويلة في شرفة منزلها من قبل …حقاً
مزال يذكر التفاصيل الدقيقة والبسيطه بينهما…
مزال يذكر انوع الاكل والحلوى والمشروبات التي تفضلها………مزال يذكر……رغم انها لم تذكرها إمامه بل اكتشف الأمر بنفسه!….وفي احاديث استثنائية لا تتكرر كثيراً بينهما……
توسعت ابتسامة هدي وهي تزيد العيار على ابنها
“واي اكتر لون بتحبه……”
رد علي هاكماً مغتاظاً منهن جميعاً…..
“انا مش عارف اي اللي جابني بصراحه….بتحب الأزرق و الوردي و الأبيض البرنامج دا هيخلص امتي”
خرجت ضحكة خافته من بين شفتيها فوقع قلبها وخشت ان يستدير ويراها….ولكنها انصدمت مرة اخرى وهو يقول دون ان يلتفت اليها….
“اضحكي اضحكي مانتوا متفقين وحياه امي لهيطلع عليك في الاخر…….”
وضعت يدها بخصرة قائلة……
“الله انت بتهددني قدامهم و لسه على البر لا شكرا انا مش عايزه اكمل…..”
صاحت شمس تلك المرة وهي تقول بلهفة
“ونبي اخر سؤال…اخر سؤال قبل ما تلف ونبي…….”
مط شفتيه حانقاً….. ثم قال….
“الاسئلة احلوت النهاردة…. انجزوا الله يرضا عليكم عايز اتجوز….”
ضحكت شمس وسالته بحماس….
“اي اكتر جاجة بتحبها في حبيبه ”
رد بصيغه بسيطه كبساطه عشقه….
“ ابتسامتها…. طريقتها وهي بتاكل.. ضحكتها وهي بتنشر الهدوم في البلكونه وانا بتكلم معها قبل الشغل .. تقريباً كل حاجة… بس حقيقي روحها و لسانها الطويل”
توسعت عينا حبيبه بصدمة ووضعت يدها على وجنتها معقبة….
=لساني الطويل !!……انا لساني طويل….. ”
رد بمراوغه ولم يستدير بعد….
=فشر ابدا يا اختي دا انتي متطلعش منك العيبه ابدا ……”
دبت بحذاءها بالارض غيظٍ منه…..
=انا خالص مش عايزه اتجوز روحوني
“يروحوا مين يا حيلتها… هو احنا لحقنا…..” قالها وهو يستدير اليها أخيراً
ليجدها بكامل اناقتها بثوب الزفاف الأبيض
بجمالها وجاذبيتها المعهودة……
انها أجمل مما تخيل… رسم آلاف الصور بعقله وهو اتي اليها وصورة الواقع فازت بجدارة……..
ظل للحظات يتاملها بصمت و…. وعيناه تلمع
بالحب باللهفة….. تنطق نظراته نحوها قصايد
غرامية جريئة قوية تلامس قلبها بقوة.. مما جعلها ترتبك وهي تنظر الى جاذبيته كالمسحورة….
فهي دوماً تقع اسيرة شموخ الوسامة الحادة به…وبقلب عيناه القاتمة تحلق لابعد حدود محاولة اضافة بريق خاص بها لا ينير إلا حينما ينظر إليها……
تلاشى غيظها منه وحل الخجل وتسارعت نبضات قلبها
وهي تجده يتقدم منها ملقي البوكية خلفه ببساطه……..
توسعت عينا حبيبه وهي تنظر الى البوكيه الملقي أرضا بحسرة ثم عادت اليه بعينيها لتجده يجذبها لاحضانه بعدما وصل اليها…… ضمها بقوة وشعرت
بساقيها ترتفع عن الأرض بفعل يداه القويتان….
صفق الفتيات لهم بحرارة وهو وهي كانا بعالم آخر
منفصل وهي تشعر باحضانه الدافئة تغلف جسدها الانثوي بحب اهلك كلاهما واشعلت القلوب اكثر من السابق…….
بعد ان مرت لحظات مسروقة من عمرهم ترك قدميها تلامس الارض…. حينما وقفت امامه ترك خصرها وعانق وجهها بكفيه وهو يميل على جبهتها مقبلها
بحب قبلة طويلة اوشكت على ان تفقد ثوابها
معها….. لقوة المشاعر الناتجة عنها رغم بساطة
اللمسة بينهما…….
“مبروك ياحبيبتي…….”
اهدته ابتسامة رائعه وهي تقول بعيون لامعة بالحب…..
“الله يبارك فيك يا علي اخيرا…..”
همس لها دون ان يلاحظ أحد…..
“خمس سنين…… الفستان هياكل منك حته”
رفعت انفها وقالت بتعالي…
“عشان تعرف بس انت متجوز مين……”
رد على بنبرة مستفزة وهو يجعلها تعانق مرفقة بيدها الناعمة……
“متجوز مين يعني.. بطل الابطال…يلا قبل ما تغيري رايك……”
ضحكت وهي تلكزه في كتفه وتخرج معانقه ذراعه
والفرقة الموسيقي تعزف خلفهم……
………………………………………………………….
وصلا صالة القاعة الشاسعة الفخمة
و التي تحمل صالح كل تكاليف حفل الزفاف كهديه زفاف منه لصديقه و حبيبته
تمت فقرات إستقبال العرسان على اكمل وجه……..
وقد بدأ الجميع بتهنئة اياهما بحرارة ومحبة…….
رق قلب فاطمه وترقرق الدمع بمقلتيها وهي تبادلها العناق قائلة بحنان الام…..وهي تربت على كتفه
“مبروك ياحبيبتي……. ربنا يسعدك خلي بالك عليها يا علي …..”
ابتسم على وهو ينحني قليلا يحتضن والدتها بسعادة قائلا وهو يغمز لها بشقاوة و مرح
=دي في قلبي يا قلبي انتي
ابتسمت حبيبة بخجل لتخفض راسها قليلا
******************
وقف الاثنان عند ساحة الرقص وقد بدأ بالرقص على اوتار موسيقية ناعمة….من بين الاضاءه الخافتة
واجهزة البخار الملونة التي تخرج كغمام ملون يطوف من حولهم……. وتتساقط عليهم بعضٍ
من اوراق الورود الحمراء بين الحين والآخر…….
عقب بمزاح وهو يرى ابتسامتها تتسع
بانبهار وسعادة وهي تسند راسها على صدره……
“عشان تعرفي بس ان احنا صارفين ..”
ضحكت حبيبة وهي تختبئ بصدره بنعومة قائلة…
“قول ان كل ده مش حلم………احنا اتجوزنا
فعلاً يا علي بالله عليك …….”
ضمها اليه باشتياق وهو يقول بحرارة…..
“اتجوزنا ياحبيبتي…….. اتجوزتك اخيراً…….”
إبتسمت وهي توصف شعورها ببساطه……
“حسى ان قلبي هيقف من الفرحة……”
أسند جبهته بخاصتها وداعبها بانفه قائلا
بصوتٍ أجش……..
=بعد الشر عليكي…….
نظرت إليه بحب قائلة بحرارة…..
=انا بحبك اوي يا ابو علي…..
=وانا بموت فيكي يا قلب ابو علي……..
قالها وهو يعانقها بقوة رافعه قليلاً عن الارض ليدور بها عدت مرات بينما يصفق لهما الجميع بحرارة وحماس……
على الطاولة الأخرى أشرقت ملامح حياء الجالسة على احد المقاعد تنظر لفارس قلبها و معشوقها يبتسم و كأنه يحضر زفاف ابنه للمرة الثانيه و لما لا و على أيضا ابنه بعد وفاة والد
حياء بهمس
=الف مبروك يا جلال
ابتسم وهو يمد يديه يرفع يديها طابعا قبله حنونه طويله قائلا بهمس
=رغم ان فرحنا كان بسيط عن كدا لكن فكروني باليوم دا… و فرح صالح كان يوم مميز اوي
ابتسمت حياء قائلة
=الفرق في الجو الجميل دا ان على حب بيبة قبل جوازهم و فعل زي اي اتنين بيتجوزها طبيعي في قبول بينهم
لكن انا وانت مكناش بنطيق بعض و الحمد لله
و صالح و زينب مكانش في بينهم المشاعر اللي موجوده دلوقتي
رفع حاجبه الأيسر قائلا بلباقه تليق بجلال الشهاوي
=انا كنت معجب على فكره بس انتي كنتي عنيده….و رغم ذلك كنت بحب عنادك
وعلى فكرة الحب بعد الجواز أجمل و مميز
و الأهم ازاي نحافظ عليه… وانا بحبك
ابتسمت و توردت وجنتيها و كأنها تقابله لأول مره و تسمتع لكلمات غزله لها
لا يليق بك سوي العشق………
حياء بقلق
=جلال صحيح انا برن على صالح من الصبح موبايله مقفول و امبارح من المغرب مش بيرد عليا…. انت كلمته
اوما له بالايجاب قائلا
=رد عليا الصبح و قال انه عنده مشكله في الشبكه و يمكن يتأخروا و بعدين سبيهم يرتاحوا و يريحوا اعصابهم دول لسه مسافرين اول امبارح
حياء بتوتر
=قلبي بيقولي في حاجه ربنا بعدينا منها على خير
*************************
دخلا معاً الشقة بعد امسية الزفاف الحافلة…. و قد غادرت والدته مع امها
خفق قلب حبيبه باضطراب وهي تراه يغلق الباب بالمفتاح !!…….
فسالتها وهي تنظر اليه بتوجس…..
=ليه قفلته بالمفتاح؟
نظر لها باستغراب….
=عادي…….. مالك انتي خايفه
حركت كتفيها بتعجب….
=خايفه هخاف من إيه عادي……
ابتسم علي وهو يقترب منها…. ويقفا امام
بعضهما في صالة الشقة…. نظر لعينيها الخضراء الامعه بشغف قائلاً بنبرة عميقة…….
“مبروك ياحبيبتي……..”
ردت بتوتر وهي تغمض عينيها….
قائلة بهمس…..
“الله يبارك فيك……”
نظر لعينيها البراقة كنجوم
المضيئة في سماء قاتمة…… مد يده
لبشرتها الناعمة وتحسس وجنتيها وهو مغمض العينين بتأثر……. هي أيضاً اغمضت جفنيها
بخجل لتشعر بانفاسه تلفح صفحة وجهها
ومن ثم تشعر به يلامس بشرتها برفق يقبلها
وكانه يلامس أوراق آلورد….كان ناعم لين في الوصول لمبتاغاه… دسها في احضانه……
غرقت معه باستسلام لكن قلبها مزال مضطرب…
شعرت بيداه تنزع طرحة الزفاف من شعرها لينزعها برفق
ابتعدت عنه وهي تضع يدها على ثوبها من شدة مشاعره القوية معها…..
نظر لها باعين مظلمة وسالها بقلق عليها….
“مالك يا حبيبة….انتي كويسة…….”
فركت في يداها محاولة إيجاد كلمات مقنعة لابتعادها المفاجئ عنه……
“انا….. ”
اكمل الجملة بتفهم….
=خايفه ..تعالي…….”فرد كفه الكبير
لها وقال بنبرة مترفقة……
“تعالي يا حبيبه…..متخافيش”
اقتربت منه فضمها لصدره وهو يهمس…….
“انسي يا حبيبة ……..انا عمري ما هأذيكي…انتي عارفه كده كويس……..”
ابتسمت وهي تدس راسها في صدره متنهدة
براحة…….
“حبيبي وجوزي……. وكل حاجة ليآ…. ”
ابعدها عنه وهو يحاول افتعال المرح….رغم
مشاعره المشتعلة في احضانها……..
“خلاص يبقا تدخلي تغيري الفستان ده….وبعدين تسخني الاكل عشان ناكل سوا………و…….”
سالته بريبه
“وإيه….”
قال بصعوبة من خلف قلبه…..
“ونتفرج على التلفزيون……….حلو كده…..”
تهلل وجهها فرحاً…..
“حلو اوي انا هدخل اغير………”مسكت تنورة
الفستان ودخلت الغرفة….سالها بصوت حار….
“مش محتاجه مساعده…….”
اتى الرفض على الفور….
=لاااااه
=لااا !…….”ارجع شعره للخلف مغتاظٍ وهو يصبر نفسه بحزم…..
=اصبر يا علي…عادي بتحصل…دلوقتي تفك……
زفر وهو يخلع سترته ثم اتجه
للاريكة والقى جسده عليها…..محاول تهدأت
نيران اشعلتها باحضانها……..
على ناحية الأخرى اغلقت حبيبة الباب بتوتر وهي
تفرك في يداها ببعضها بخوف…..
حانت منها نظرة على شكلها في المرآة فوجدت انها شاحبة الوجة وعينيها مهتزة وصدرها يتحرك
بقوة مؤلمة من شدة تنفسها السريع…….
عضت على شفتيها وهي تقوي نفسها امام
المرآة بحزم……
=انا خايفه كدا ليه……دا علي… حبيبك انتي لسه خايفه من اللي حصل قبل كدا…..
اغمضت عينيها وسحبت نفساً عميقاً ثم زفرت مرخية اعصابها ومهدئه من مشاعرها المضطربة قليلاً…….
ثم فتحت عينيها وقالت امام المرآة لنفسها
بخفوت قوي……
=مش هينفع مش هينفع تزعليه وتبعدي عنه في يوم زي ده……كل حاجة هتعدي
على مش شاكر …..علي حنين وهيحاول يتفهم خوفك وترددك …”
شعرت بان قلبها يخفق رعباً اكثر من الازم… ولكن شجاعتها في كسر هذا الحاجز بينهم وعلاج نفسها
من أفكارها السوداء التي مرت عليها من قبل
و قد عاد الخوف حينما اغلق الباب عليهما… جعلها تخشى ان يزيد الأمر سواءا بالبعد…….
خرجت بعد أن بدلت ثوب الزفاف و قد ارتدت بجامه أخرى طويله
مزال القلب يخفق بجنون ولا تعرف خوفاً او تاثراً
اسبل جفنيه وهو يحاول الخروج من هنا قبل ان ينقض عليها ويفسد كل شيء بتسرعه……..
نادت عليه و هي تحاول الهدوء ابتسم برفق وهو يدلف للغرفه محاولا الثبات
=ها ياله نتعشا.. شكلك جعانه هغير انا كمان على ما تسخني الاكل
كانت ستتركه يغادر ولكن شيءٍ دفعها مسكت ذراعه هامسه باسمه بصوتٍ ناعم…..
=علي………
اغمض عيناه وجز على اسنانه بقوة وقد تحشرجت انفاسه….. وهو يراها تقف امامه وتنظر اليه
بحب….. ثم مدت يدها وتحسست وجنته
الناعمة……
اظلمة عيناه وهو ينظر اليها بشوق قائلاً بخفوت
يصارع الكلمات كي تخرج……
=بلاش يا حبيبة بلاش تعذبيني معاكي…….”
ثبتت يدها على وجنته وهي تقول بتردد…..
=انا بس خايفه و كل اللي فات بيجي على بالي يا علي… انا اسفه والله غصب عني”
عانق خصرها بيده مقربها اكثر منه…..ثم مال
براسه عليها وداعبت انفاسه وجنتيها الحمراء……
هامساً بعدها بعمق آثر على قلبها الضعيف
بحبه……
“
=عايزه تطمني……. طلعي من دماغك اي حاجة ومتفكريش غير فيا…. فيا انا وبس و انا عمري ما هاذيك يا حبيبتي ساعتها هتطمني”
اوما لها وهو يميل عليها مقبل وجنتيها برقة
حاول ان يكون اللين والحنان طريق للوصول اليها
غير مصدق انه تزوجها أخيراً وأصبحت حلالاً له… زوجته امام آلله وامام الجميع…
و ها قد أصبحت له بالنهايه
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (روايةوليدة قلبي (اطفت شعلة تمردها 2))