روايات

رواية ولكنها فيروز الفصل الأول 1 بقلم الشيماء محمد

رواية ولكنها فيروز الفصل الأول 1 بقلم الشيماء محمد

رواية ولكنها فيروز الجزء الأول

رواية ولكنها فيروز البارت الأول

رواية ولكنها فيروز الحلقة الأولى

أنا مش قولتلك مترشحنيش تاني ليه يا سارة؟!
يا فيروز مش أنا إلي رشحتك ليه والله، أنتِ إلي غلطانة المرادي عشان لما منال كلمتك وقالتلك إنها فتحت الكلام من غير قصد مع هبة أنتِ إلي شجعتيها إنها ترشحها ولما اتكلمت مع رَوان قالتها إنها هتقول عليكوا إنتوا الاتنين.
رديت عليها بشوية عصبية وعيني مدمعة: ما أنا كنت قدامة ورشحوني ليه وهو رفض قالهم ديه متنفعنيش، وأهو لتاني مرة رفضني يا سارة واختار هبة ، قولت آخر كلمة بعياط وقعدت على أرض سطوح البيت.
بصت ليا وقعدت جنبي وهي بتطبطب عليا: والله ما كان قصدنا أنا ومنال حاجة يا فيروز بس أنتِ عارفة إنه هبة هتسأل وتقول اشمعنا ومرشحتوش فيروز ليه؟! ديه يا بنتي كانت خايفة يختارك والله، ورَوان هي إلي صممت ترشحك ليه هي كمان مكنتش تعرف إنه والدته كلمته عليكِ قبل كده، ولا حد فينا كان يعرف إلا لما قولتي حتى مردتيش تقولي مين إلي قالك إنه رافضك.
قولتلها بصوت مخنوق: يعني أنا غلطانة إني كان قصدي خير طيب والله أنا رشحت هبة بكل سلامة نية، وكان كلامي مع منال إنه ممكن يشوفها هي أحسن ويعجب بيها، أنا عارفة أنتِ عاوزة تقولي إن هبة شمتانة فيا، وعارفة إنها عارفة إني على الأقل معجبة بيها ما أنا نظراتي فضحاني، وعلى فكرة حتى هو كمان عارف ويمكن رَوان أخته عارفة وعشان كده رشحتني، مزعلتش إنه اختارها بس زعلت إنه اتقارنت ومعاها هي!! والمقارنة باينة من الأول خسرانة لأنه مكنش هيختارني.
ردت عليا بصوت عالي شوية: نفسي أعرف الثقة بتاعت إنه مش هيختارك ديه جيباها منين!!
سكت معرفتش أرد أقولها إيه، ومينفعش أقول الحقيقة وإيه إلي خلاني واثقة كده.
بصت ليا وقالتلي: على العموم محدش هيعرف ياخد منك عقاد نافع أنا عارفة، حضري نفسك لأنه للأسف الخطوبة بعد ٣ أيام، وهبة محتجانا معاها في مشواريها، هي مش محتجانا أوي يعني هي وخدانا مرمطة وخلاص.
رديت عليها وأنا بمسح دموعي وبقولها بإبتسامة: صاحبك على عيبه يا صديقي واحنا بقالنا كتير سوا، مش هنيجي في الجد ونخيب.
ردت عليا وهي بتبتسم وبتقولي: مفيش حد طيب وحلو وعيونه عسلي ودمه خفيف وكلامه حلو غيرك يا بت يا روزة والله.
ابتسمت ليها بهدوء وهي ودعتني ومشت، قعدت تحت السماء وسرحت في ذكريات من شهرين كنت زي ما بيدلعوني “روزة” لكن من يومها وأنا بقيت دبلانه!
فوقت من سرحاني على صوت طالع من البلكونة إلي قصاد البيت إلي جنبنا بس سطوحنا أعلى منهم، ببص لقيته هو وشكله بيتكلم في التليفون، فضلت باصة كتير مش حاسه بحاجة خالص لحد ما رفع راسه وعيني جات في عينه نزلتها بسرعة ونزلت هربت.
عدا التلات أيام واحنا ما بين لف على الفساتين لينا لفستان العروسة للسيشن للميكب بتاعها وهلكنا حرفياً.
جه يوم الخطوبة وصلوا العروسين وأنا صممت مجيش مع الزفة وأستنى في القاعة بحجة إنه أأقعد الناس وأنظمهم.
دخلوا القاعة بصيت للعروسة استغربت حاجات كتير كان بيقول إنه عمره ما هيتنازل عنها في الشخصية إلي هيتجوزها لكن إلي أنا شيفاه قدامي شخص متنازل، وقفت جمب العروسة بعيون مدمعة وكل إلي يسألني أقوله دموع الفرحة بس هبة كانت عارفة إني حزينة لأنها واثقة إني كنت أتمنا أكون أنا مكانها فكانت بتكيد فيا بالنظرات والحركات، حتى صممت إنه أنا إلي أجيب صينية الدهب وأقدمها، منال وسارة اعترضوا لكن أنا وافقت وبإبتسامة من الوش الوش إلي يشوفها يقول استحالة ديه قلبها بيتقطع إزاي!!!!
روحت ناحيتها وأنا شايفة نظرات التشفى منها، رفعت راسي لفوق وأنا عارفة إنها مستنية أرفع راسي وتلاقيني مدمعة،بس قولت لنفسي: لا مش هعيط هنا!!
بصيت ليهم وأنا بقدملهم الصينية بأجمل ضحكة عندي، شوفت صدمتها ولمحت صدمته ونظرة تانية ايه ده يمكن ندم!! أو حنين!! مش قادرة أفهم بصته الغامضة ديه.
قدمتها وباركتلها ونزلت قعدت في الطرابيزة الأولي ما هي صحبتي!
جات سارة ومنال وقالولي بصوت واحد: أنتِ كويسة!؟
كنت عارفة إنهم واقفين قدامي عشان مشوفهمش وهما بيلبسوا الدبل، بس زقتهم وقولتلهم: أنا تمام جدًا.
ولسه هيتكلموا جات رَوان أخته وقالتلي وهي بتحضني: روزة، ايه الجمال سندريلا في قلب القاعة لافته كل الأنظار، حتى أكتر من العروسة.. قالتلي آخر جملة في ودني.
سارة ومنال كانوا قلقانين بس أنا طمنتهم بحركة من راسي إني تمام، فاتنهدوا وقعدوا ورَوان قعدت معانا وقعدنا نغني ونسقف.
لحد ما جات والدة العريس وسلمت علينا وبصتلي نظرة اعتذار وآسف وكانت مترددة تسلم عليا فرَوان استغربت، فأنا قطعت كل حاجة وسلمت عليها وحضنتها وقولتلها في ودنها: مهما حصل إحنا أهل، مش معني إن ابنك قال لا تنسي إنك أستاذتي وبيتنا وبيتكوا واحد ده فرحة مُصطفى يا أ/نورا مش أي حد.
طبطبت عليا وقالتلي: ربنا يفرحك يا فيروز ومشت هي ورَوان.
خلص اليوم على خير وأنا بدأت أطحن نفسي في كذا حاجة اشتغلت في معمل تحاليل بعد الكلية من الساعة ١ لحد الساعة ٦ وبعد كده بدأت أحفظ أولاد قرآن في البيت وأشتغل تأسيس لحد الساعة ١٠ وبعد كده بذاكر ساعتين وأنام، انقطعت علاقتي يعتبر بالجميع، وإلي كان عاوزني كان بيكلمني منال وسارة كانوا عارفين الوضع فالتمسوا العذر، لكن هبة خدتها إني غيرانة عشان أنا لسه متخطبتش وهي سبقتني، لحد ما جه في يوم وأنا مروحة من الكلية وكان يوم أخدته أجازة من الشُغل لقيته راكب الباص إلي بروح فيه- أصله خريج نفس كليتي كلية علوم أو نقدر نقول أنا إلي دخلتها عشان أشاركه اهتمام ليه- ومفيش غير المكان إلي جمبه ومينفعش أصلاً ولد يركب جمب بنت الشباب بيركبوا قدام والبنات ورا، نزلت لما ملقتش مكان هو كان متوقع أروحله وأقوله إني أقعد جمبه بس نزلت بسرعة، دقيقة ولقيته نزل لما لقى مشرف الباص بيحاول يقنعني إني أركب وأقف في الباص لحد ما نوصل لمكان الباصات الفاضية، بس أنا كنت رافضة رغم إنه قالي قدامه نص ساعة بس صممت على رأي وقولت: هستنى الباص إلي الجاي.
لقيت صوته جاي من ورا وهو بيقول: لا يا شادي هي هتركب جنبي.
بصينا أنا وشادي بإستغراب وأنا مصدومة ولقيته بيقولي خدي حاجتك واطلعي واقعدي وأنا هتصرف،كنت لسه هعترض لقيته بيكلم شادي بيقولوا: ديه زي أختي الصغيرة متقلقش وبالنسبة لو في حد هيتكلم ممكن أخدها ونركب مواصلات.
رد قاله: لا يا مُصطفى عادي أصلاً كل إلي فوق عارفينك يا بني وأكيد هيفهموا إنها أختك أو قريبتك.
وبعدها لقيته وشوشه بحاجة في ودنه ووشه قلب ألوان، فبصلي وبرقلي وقالي: اطلعي، فأنا وقفت ثانية كده أنقل نظري بيني وبين صاحبه إلي كان باصصلي لقيته بيضغط على سنانه وجاي ناحيتي عطاني شنطة صغيرة كانت معاه وقالي: خديها واطلعي، أخدتها في أقل من ثانية وكنت في الباص، حطيت الشنطة بتاعته وبتاعتي في النص بين الكرسين والبالطوا غطيت بيه رجلي، وحمدت ربنا إني قفلت الستارة قبل ما يجي يبلعني، بعد شوية طلع بكيس أسود في ايده حطه على البالطوا وابتسم لما شاف الشنط جنبي وقعد، الباص اتحرك والكل بدأ يقفل الستاير وينام لأنه لسه قدامنا ساعة وربع في الطريق لقيته بيقولي من غير ما يبصلي: الحاجات ديه ليكِ ومش عاوز اعتراض أنتِ زيك زي رَوان أختي، وشك باين عليه التعب واضح كان عندكوا سكاشن كتير؟! قال آخر جملة وهو بيبصلي ومستني إجابة.
اتوترت وقعدت أفرك في إيدي وقولتله: احم ااايوه.
لقيته بيبتسم وهو بيغمض عينه وبيريح دماغه على الكرسي وبيقولي: طاب كُلى يا فيروزة.
بصتله بصدمة لأنه جدو الوحيد إلي كان بيناديني بالإسم ده زمان والحمد لله كان مغمض عينه بس كان مبتسم كأنه متوقع رد فعلي ده!
نزلت عيني لإيده شوفت الدبلة اتنهدت بوجع وقعدت أكل من إلي جايبة، لقيته جايب كوكيز وعصير وبسكوت محشي عجوة ومصاصة كأنه عارف إني بحبهم رغم إني ولا مرة حصل بينا كلام عشان يكون عارف، بس جايب كتير فعلاً، فقولت يمكن بيحبهم وجابهم صدفة..
اتنحنحت وناديت عليه ففتح عينه قولتله بسرعة قبل ما أتوتر: د/ مصطفى لو سمحت حضرتك جايب حاجات كتير خالص أنا مش هعرف أكل كل ده لوحدي فحطتله كام حاجة على الشنطة ولفيت بصيت في الشباك وحطيت الهاند فري عشان ميتكلمش معايا وكتبت كام حاجة في التليفون، وبعدها محستش بحاجة ونمت صحيت على صوته بيقولي: فيروز فيروز اصحي احنا وصلنا.
صحيت مخضوضة وهو ضحك وقالي: متخليش قلبك خفيف كده يلاااا.
نزلنا وصمم إنه أركب معاه عشان كده كده طريقنا واحد، وبعد اعترضاتي الكتير ركبنا أنا وهو وهو دفع تلات كراسي مش اتنين وسكتنا طول الطريق، أنا كنت عاوزة أهرب لأنه مينفعش ندخل أنا وهو الشارع سوا هنتفهم غلط وخصوصاً إننا هنعدي على شارع هبة خطيبته وممكن حد يقولها!
فاستأذنت منه إني هشتري شوية حاجات لماما وشكرته وهو اكتفى بهز راسه مع إبتسامة..
اتنهدت وخدت نفس عميق وطلعته حسيت إني كنت محبوسة وهربت، والحمد لله عدا اليوم على خير..
بعدها بأقل من أسبوع حصل نفس موقف الأتوبيس فنزلت لشادي المسؤول قولتله والله لو مستقصدني ما هيبقا كده كل يوم على كده!!
قالي بضحك: والله يا آنسة فيروز أنتِ إلي علطول متأخرة، هنعملولك ايه هو يا حظك إنه متلاقيش مكان فتقفي لحد ما تروحي المكان الرئيسي تركبي من هناك يا تستني الأتوبيس إلي بعده، ومش عارف ده حظك ولا حظنا حقيقي، قال آخر جملة وهو بيبص بإعجاب واضح عليه من ساعة موقف مصطفى وإن لم يكن من قبلها كمان، وإلي فهمتني إنه معجب منال لما جات ركبت معايا مرة وشافت طريقة كلامه معايا.
فجأة سمعت صوت جاي من ورايا بيقول بهزار بس بيضغط على كل حرف: هو تقريباً من حظي أنا يا شادي..لفيت وشي ليه لقيت عينه ثابته عليا وبيقرب شوية وبعد كده وقف قدامي حجب الرؤية سلم على صاحبه وقعدوا يتكلموا وتقريباً نسوني!!!
فأنا وقفت قولت هستنى الأتوبيس الجديد لأنه مفيش ولا مكان، لقيته جاي وبيقولي: يلا فيروز عشان نركب.
رديت عليه بتعب وفرهدة: مفيش مكان أصلاً هركب فين!
قالي: قولت هنركب، شادي اتصرف في مكان في ولدين نازلين في الطريق فاتبرعوا بالكرسي، لو كنتِ وقفتي شوية كنتِ عرفتي إنه في ناس نازلة في السكة بس أنتِ باين عليكِ بتحبي الإنتظار.
قالي آخر جملة بنظرة غريبة وغامضة، وللأسف هو عارف إني هفهمها وياريته ما قال ولا نطق!!
بصتله بعين مدمعة من تفكيره إني ممكن بعمل كده عشان خاطر أقف مع شادي ويبقا ليا كلام معاه بس الفكرة كلها إني بتحرج أسأل لو حد نازل في الطريق لأنه المفروض ده شغل مشرف الباص، وإلي زود الطين بلة نظرات الأستاذ الولهان التاني..وأنا مبتكلمش معاه غير في أضيق الحدود أصلاً!
سكت وقعدت شوية ساكنة بستوعب مين الشخص إلي قدامي ده!!؟
لحد ما قمت بهدوء وسكون وركبت بس خيبت ظنه لأني استأذنت السواق الطيب إني أقعد جمبه بحجة إنه مينفعش أقعد جمب ولد..الراجل وافق ومتكلمش.
حسيت بصدمته وندمه وتسرعه إنه قالي كده.
قعدت جمب السواق ساكته ووالراجل قفل الباب إلي جمبي وقال فاضل واحد يدخل من الباب إلي ورا
كل ده ومصطفى واقف مع شادي وكل شوية يبصلي بصدمة من إلي عملته..فجأة لقيت حد بيخبط على الباب إلي جمبي اتفجأت بشادي!!
السواق فتح الباب ولسه هنزل لقيته بيقولي: لا يا آنسة فيروز خليكِ زي ما أنتِ، أنا بس كنت هسألك لو مش مرتاحة الباص تاني في الطريق.
رديت عليه ببرود وتكشيرة هو استغربها: شكراً
وبعدها قال للسواق بزعل: تمام يا عم حسن اتفضل.
ولمحت مصطفى بيركب ومن بعدها متقابلناش تاني.
عدا شهر وكنت مش بتكلم مع شادي خالص وهو حس وحاول أكتر من مرة يتكلم معايا بس كنت برد بإقتضاب زي أي حد بيركب في الباص، وفي يوم وأنا في المعمل لقيتهم بيقولولي إنه في دكتور زي القمر قاعد مع د/ علاء صاحب المعمل، مهتمتش ومشاركتهمش في الكلام، لكن بعد شوية لقيت “لمياء” سكرتيرة الدكتور بتقولي إنه الدكتور طالبني، استغربت شوية وبعدها روحت أول ما دخلت لقيته قاعد قدامه برغم صدمتي بس فضلت ثابته ولمحته بيبتسم ومبصتلهوش
لقيت الدكتور بيقولي: اقعدي يا فيروز، أنتِ طبعاً عارفة مدى معزتك الخاصة عندي رغم إنك أصغر واحدة هنا ومتخرجتيش لسه وأنا مش بعين حد إلا يكون خبرة، بس أنا راهنت عليكِ وأنتِ أثبتي نفسك.
قولتله: شكراً ده من زوق حضرتك يا دكتور.
كمل وقال: أنا مفرطش فيكِ الصراحة، بس المعمل إلي شغال فيه الدكتور مصطفى محتاج مساعد، وده مش معمل خاص زينا لا ده حكومي والصراحة هما طلبوا متدربين من عندنا بس أنا رشحتك أنتِ وعلى ضمانتي.
رديت عليه قولتله بصدمة إني هشتغل معاه: بس يا دكتور أنا مش دكتورة تحاليل، غير إنه ده حكومة! يعني محتاج متدربين أو ناس خبرة و… كنت لسه هكمل لقيت الدكتور قاطعني وقالي: هو أنتِ بتبيعي ترمس يا فيروز؟!
أنتِ كلها كام شهر وهتبقي خريجة كلية علوم يعني لو قدمتي في أي معمل هيوافق وبعدين أنا بعتك تتدربي أكتر وتعرفي أكتر عن شغل المعامل إلي برة عشان تشتغلي على نفسك وديه فرصة كبيرة ليكِ.
سكت معرفتش أرد ورفعت عيني ناحيته لقيته مستني مني إجابة، فبصيت بعدها للدكتور وقولتله: اديني يومين يا دكتور هفكر وأبلغ حضرتك.
استأذنت وخرجت بس لقيت إلي بينادي عليا اتنهدت وغمضت عيني ولفيت قولتله: نعم! خير في حاجة.
لقيته بيحط إيده في جيبه وبيقولي بضحكة خبيثة وهو بيوطي شوية وبيمد إيده بحاجة زي النوت بوك: قالي ديه وقعت منك أول مرة في الباص، كنت عاوز أديهالك المرة إلي فاتت بس حضرتك سبتيني ومشيتي، قال آخر جملة بعتاب.
ضربت راسي بإيدي وقولت: أحيييه بجد إزاي مفكرتش إنها تكون وقعت في الأتوبيس، وأنا إلي فكرت مش هلاقيها تاني.
أخدتها من إيده: وشكرته بإبتسامة.
وكنت لسه هلف لقيته بيقولي: رسمك جميل خالص على فكرة.
بصيت ليه ولإيده كأني بدور على حاجة وفعلاً لقيت دبلة هبة فقولتله بإبتسامة صفرا: هبة عاملة ايه يا دكتور؟!
رد بإستغراب كأنه بيفتكرها: قالي كويسة الحمد لله.
رديت عليه بنفس تعابير الوش وأنا باخد خطوة لورا: دبلتها إلي إيدك شكلها جميل على فكرة، فأتمنى تحافظ عليها.
لقيته رفعلي حاجبه فعملتله باي بإيدي ولفيت سمعته بيقول: ده أنتِ بتردهالي بقا واحدة بواحدة!
رديت بهدوء من غير ما ألف: الكلام إلي قولته لو هرد عليه زي ما فهمته يبقا أقل واجب أديك بالقلم على وشك، ولفيت عشان أشوف وشه لقيته مصدوم فضحكت وقولتله: بس أنا عملت نفسي عبيطة عشان خاطر أ/نورا يا مصطفى.
فاضل باصص عليا مصدوم وكأنه عاوز يقول: أنتِ مين؟!
في أقل من دقيقة كنت مشيت، مرت الأيام وعرضت الفكرة على بابا وماما ووافقوا لأنه هيكون التدريب تحت إيده قال إيه هيحافظ عليا وعلى كرامتي وهيعاملني ويدربني كويس!
ميعرفوش إنه أول سبب إنه أرفض أساساً!!!
اشتغلنا سوا بس من آخر حوار ما بينا بقا التعامل رسمي، لحد ما جات الإمتحانات وخلصت وفي يوم ماما رنت عليا وأنا في المعمل قالتلي إحنا معزومين عند أبلة نورا وقالت إنه هبة ومنال وسارة صحاب رَوان جايين.
طبعاً هبة عرفت إني اشتغلت معاه وكانت كل شوية تيجي المعمل وتقريباً من كتر ما هي شافت إننا الاتنين مفيش بينا سلام ولا تعامل اطمنت، حقها ما أنا شخصياً حاسه إنه اللمعة إلي في عيني ليه انطفت!
في اليوم ده المعمل كان كله مقلوب بيقولوا في شخصية مهمة جاية، مستغربتش ما هما علطول كده ويقعدوا يقولوا شخصية وبتاع وفي الآخر بيطلع شخص عادي بس معاه فلوس، جات “نادين” شغالة معايا في المعمل قالتلي: فيروز هاتِ الحاجة وتعالى عشان تاخدي العينات من اللواء محمد وابنه سيف.
استغربت قولتلها: لواء!!
وبعدها ضحكت وكملت: قولتلها ده طلع في شخصيات مهمة بتيجي هنا فعلاً.
قالتلي بضحك: يا بنتي احنا معمل حكومي وتبع المرور كمان أنتِ عشان بس لسه جديدة، كان علطول بيجي لواء وظباط وعساكر ده احنا كنا وقتها بنتمرمط معاهم والله وبيقا الأعداد كتير، بس الموضوع خف لأنه بقى إلي بيجي هنا ناس معينة عشان افتتحوا معمل أقرب.
وبعدها كملت قالتلي: بس الله يكون في عونك بقا وأنتِ بتاخدي التحاليل من سيادة اللواء
قولتلها بضحك: ليه هو بيعض؟!
قالتلي بضحكة وهي بتحط إيدها على بوقها: أنتِ الضحية الجديدة إلي فينا هتشوفي وتجربي بنفسك.
وسابتني ومشت وأنا واقفة مستغربة أيوه يعني ماله إيه إلي مخلي الكل مش عاوز ياخد منه العينة! اتنهدت وهزيت راسي وخدت الحاجات وروحت، خبطت ودخلت ولقيت راجل كبير وابنه وطبعاً الدكتور مصطفى.
قولت السلام عليكم وبدأت أجهز الحاجة وأخرج الأدوات المتعقمة، كل ده وأنا سامعة كلامهم مع بعض وحاسه بعين مصطفى وسيف ده عليا من أول ما دخلت.
خلصت وناديت على اللواء قولتله اتفضل حضرتك، رد سيف: قالي وأنا مفيش اتفضل، كنت لسه هرد لقيت مصطفى بيرد بيقوله: لا يا متر أنا إلي هاخدلك العينات، الآنسة هتبقا مع سيادة اللواء، وبصلي بغضب.
اتنهدت وابتسمت بتكلف وروحت ناحية سيادة اللواء، إلي أول ما شافني ابتسم وقالي: أنتِ شكلك جديدة هنا، لأني مشوفتكيش قبل كده، بس من طلتك عليا قولت ايه العنين الحلوة ديه عنيكِ ديه ولا لينسسز، قال آخر جملة وهو بيضحك على صدمتي من كلامه
رديت عليه بإبتسامة لأني فهمت إنه كان بيهزر وبيضيع وقت عشان أخد العينة من الوريد بسرعة عشان شكله بيتعصب كان باين على إيده التانية إلي بيضغط عليها ففهمت ليه محدش وافق منهم إنه ياخد منه العينة خايفين على حياتهم وبيضحوا بيا! قولتله بإبتسامة: إيدي خفيفة يا سيادة اللواء وفي نفس الثانية قولتله تاني: أنا أخدت العينة وخلصت.
ضحك بصوت عالي وقالي: كل مرة كنت باجي هنا مكنتش بشيل هم غير الإيد التقيلة إلي هتاخد مني العينة، وكل مرة بتعصب عليهم وفي مرة كانوا هيكتفوني عشان ياخدوها مني ومقدروش، وأنتِ يا ذبلة أنتِ جيتِ في ثانية خطفتيني وسحبتي دمي من غير ما أحس.
ضحكت بصوت عالي المرادي ومحستش بنفسي: قولتله المرادي عندي والمرة الجاية عندك بقا.
قالي: بتفكريني ببنتي الله يرحمها كانت جميلة زيك كده بس المرض اتمكن منها الله يرحمها.
طبطبت على دراعه وحطيت اللزق وقولتله: الله يرحمها، اعتبر بقا من النهاردة بقى عندك بنت إسمها فيروز ولا منفعش؟!
ضحك وقالي: أنا طول يبقا عندي بنوته حلوة كده اسمها جميل زيها ،تسلمي.
ابتسمت له، واتخضيت لما سمعت صوت مصطفى ورايا نسيت أصلاً إنه موجود معانا لقيته بيقول المتر سيف خلص التحاليل من بدري يا سيادة اللواء ومستني حضرتك عند د/ جلال في المكتب.
ودعنا اللواء بإبتسامة وشكرنا وقالي: لازم أشوفك تاني يا فيروزة وكل مرة هاجي هنا لازم تاخديلي العينات، بس المرة الجاية هنقعد نشرب شاي سوا.
رديت عليه قولتله بإبتسامة: عيوني، أنت قولهم بس فين فيروز وأنا هاجي جري.
ضحك عليا ومشى.
وأنا بلم العينات لقيت صوته ورايا بالظبط وقالي بصوت عالي: هو ايه أصله ده؟!!! هاااا قوليلي عرفيني فهميني..لفيت بسرعة لقيته في وشي بالظبط ومعرفتش أرجع ورا لأن العينات كلها هتقع، وقفت ساكتة باصة للأرض وسامعة صوته كأنه بينزل من فوق: ردي علياااا يا فيروز.
رديت بصوت واطي: أرجع ورا لو سمحت مينفعش كده،
فضل دقيقة يستوعب الوضع وبعدها فاق ورجع ورا ساعتها رفعت راسي وقولتله: الراجل ذوق معايا وكان بيكلمني بمنتهى الإحترام، معملش حاجة غلط، والراجل كبير ده قد أبويا أو جدي كمان!
رد عليا وهو بيمسك دراعي بعصبية: مفيش غيرك في المكان يجبوكي يعني؟! ولا أنتِ فرحانة بيه وهو بيتكلم معاكِ ويناكش فيكِ، وعماله تضحكي على آخرك، وابنه عمال كل شوية يبصلك، فرحانه بيهم وهما هيمانين فيكِ؟! قوليلي ردي عليا
كان عمال يهز فيا وأنا دماغي بتستوعب هو بيقول ايه بجد!
لما لقاني سكت قلق وقعد ينادي عليا معملتش حاجة غير بصيت لإيده وزقتها وبدون أي مقدمات رفعت إيدي ضربته بالقلم وقولت بعصبية: أول وآخر مرة كلامك يبقا معايا كده أنت ملكش حكم عليا، المرة إلي فاتت قولتلك لو هرد على كلامك هيبقا قلم على وشك وده إلي تستحقه، بتتهمني على أي أساس أنت؟ بتتحكم فيا على أي أساس برضوا؟!
ومتنساش يا دكتور أنت إلي جبتني الشغل ده، أنا مجتش هنا بمزاجي ولا بفكرك مش عارفة إنك أنت إلي طلبت من الدكتور علاء ينقلني هنا رغم إني تحت التدريب!!
وبعدها مسكت إيده إلي فيها الدبلة وقولت بكل عصبية: والدبلة ديه بتاعة صحبتي طول ما هي في إيدك كلامك وتحكماتك وتصرفاتك تبقا عليها هي مش أنا، لما تيجي تتكلم معايا المرة الجاية تفتكر ايدي إلي سلمت على وشك والدبلة إلي منورة إيدك يا دكتور.
وسبته ومشيت وملفتش ولا وقفت ولا عيطت ولا ندمت ولا فكرت في الموضوع وإنه كان ممكن يردلي القلم ولا فكرت في حاجة غير إني جبت حقي منه في اتهامه ليا مرتين..
جه وقت العزومة وأنا رحت على المعاد بالظبط طول العزومة عينه عليا وده خلا هبة بعد ما كانت اطمنت شوية قعدت تسأل كتير عن الشغل والأوضاع وبتوجه كلامها ليها ويحمل أكتر من معنى لما زهقت منها قولتلها: على فكرة خطيبك شغال هناك ممكن تسأليه، مش أنا إلي لابسة الدبلة في إيدي!
اتحرجت لما لقت إنها أفورت في الأسئلة وسكتت، وعدت الأيام بهدوء ومفيش بينا تعامل، حتى لما حاولت أسيب المعمل موافقوش وكله اعترض على قراري..
وفي يوم وأنا مروحة لقيت ماما قاعدة هي وأبلة نورا بعد ما سلمت عليهم ولقيتها بتقولي إنه فيه عريس متقدم وأنا أعرفه، وإنه كلم مصطفى والصراحة شكر فيه خالص، ساعتها عرفت إنها قصدها على “شادي”
فعرفت سبب زيارة أبلة نورا وقعدت تشكرلي كتير وتقولي: مصطفى مش هيرشح أي حد وأكيد شايفه كويس، وهو بيعتبرك زي رَوان أخته وعارفة معزتك عنده قد إيه.
اتنهدت بتعب من كتر الزن بتاعهم وقولتلهم: ماشي يجي بعد بكرة هيكون يوم الجمعة وهيبقى عندي أجازة.
واستأذنت من ماما أنزل أشتري شوية حاجات وأتمشى، وأنا نازلة من على السلم لقيته في المدخل عديت كأني مشوفتهوش لقيته بيقولي بعد ما اديته ضهري: مبروك يا عروسة وكمل كلامه كأنه بيعاتبني: بلغوني بموافقتك.
ملفتش وقولتله: أنتم السابقون ونحن اللاحقون يا دكتور..
وبعدها كملت بشوية عتاب: ده حتى أنت إلي مرشحلي العريس فلازم أوافق ما أنا زي رَوان أختك.
وسبته ومشيت.
وجه فعلاً شادي وكان باين عليه الفرحة ومدى حبه ليا واتخطبنا ويومها شوفت نفس نظرة الندم إلي كانت في عينه ليا يوم خطوبته على هبة، حسيت بيه حزين بس كدبت نفسي عشان معلقهاش بحبل دايب وشخص مش شايفني غير أخته اه هو ده السبب إلي كنت عرفاه من الأول: إنه قال استحالة تبقا زوجتي ديه طريقتها كلامها أسلوبها زي العيال، مينفعش غير إنها تكون أختى الصغيرة أو بنتي رغم إنه فرق السن بينا مش كتير، سمعته وهو بيقول لمامته بالنص: ” ديه عيلة يا أمي ديه دماغها صغيرة وتفكريها لسه منضجش، أنا ممكن أصلاً أخطبها وتروح تقول لأصحابها حياتنا ماشية إزاي زي ما هي علطول بتيجي تحكي لرَوان أختى كل حاجة، أنا مش شايفها أصلاً يا أمي مش هي ديه إختياري، وآخر واحدة أفكر فيها هتبقى هي، ده لو فكرت فيها وبصتلها أصلاً”
قال آخر كلام وهو بيلمحني وأنا هربت من قدامه، أنا كنت عند رَوان أخته وخرجت قبل ما هي تخرج من الحمام كنت هستأذن والدتها أروح عشان الوقت اتأخر بس سمعته وساعتها أ/نورا شافتني وأنا بخرج حاولت تنادي عليا ومن ساعتها واثقة إنه عمره ما هيختارني، بس المرادي شايفة عينه ندمانة وحزينة شيفاه بيتمنى يكون مكان شادي ساعتها افتكرت يوم خطوبته على هبة كنت زيه كده ضحكت وعيني مدمعة من سخرية القدر، خلصت الخطوبة وعدا فترة كويسة وكلامي مع شادي بحدود وهو محترم ده بس أنا من جوايا ليه خايفة ليه رغم إنه شاب كويس وفيه كل الصفات الكويسة، خايفة أكون بظلمه.. حاولت كتير أنسى مصطفى بس كل مرة بيظهر في طريقي زي اللهو الخفي.
خلصت الرسمة إلي في ايدي بس لقيت نفسي رسمت عينين كنت عارفة كويس مين صاحبهم لحد ما لقيت..

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ولكنها فيروز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى