روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل العشرون 20 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل العشرون 20 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت العشرون

رواية وكأنها عذراء الجزء العشرون

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة العشرون

لا تعلم ما هذه الرجفة التي انتابتها، تشعر بشعور غريب، وكأنه هنا..
ما أن مدت اقدامها لتهبط الدرج اخترق مسامعها صوت إحداهن الحاد
_ رايحه فين أنتِ؟!
ارتجفت ليليا ووقفت بمكانها، لحظه تيبس انتابتها ، لا هي قادره علي الرد، ولا الاستداره، صوت ام يزيد الحاد عاد ليخترقها بغضب اكبر، اجبرها علي الاستداره
استدارت بذعر، وقلب ينبض بصدرها وكأنها تعدو، نظرت لها
وتاكدت انها هي، تلك المراه مجدداً، والده يزيد، كابوسها الحي
ابتلعت ريقها وهتفت بخوف ورجفه:
_ انا ، انا، جدي عاوزني، هشوفه
نظرت لها أم يزيد من اعلاها لاسفلها ، والنار تأججت بقلبها، اي جد هذا من يريدها، وهي من ودعته للتو للبلد، تلك الكاذبة الماكرة، تأججت النار بقلبها ، وحديث يحوي الغضب سجنته بصدرها، وكاد يقتلها
وهي تفكر بحرقة أن ابنة أحمد السباعي تزداد حُسنا، اللعنة عليها، وعلى تلك الثياب التي ترتديها ومن أين لها، وقد استمعت لحكايتها، وهي تسترق السمع لزوجها وابيه، مؤكد يزيد من فعلها، ليس غيره
سحقت اسنانها وهتفت بحقد:
_ ولابسه ومتشيكه أكده عشان تشوفي جدك يا عقربه انتِ؟!
اتسعت أعين ليليا، وازدادت يديها ارتجافا، وهي تمسك فستانها بكلتا يديها، وتضغطه بقوه، وكأنها تريد اخفائها، واخفاء توترها عن أعين تلك المرأة التي تحرقها
_ مالها هدومي يا طنط
_ طنط…هيهي، ال طنط ال، انتي يابت انتي هتعيشي عليا دور بت الذوات ولا ايه، اسمعي ياحلوه انتِ، اني خابره حكايتك زين، وخابره ليه ابني حضره الظابط بجلاله قدره ، واكبر رجل اعمال في الصعيد، والكبير أن شاء الله من بعد عمي
أتنازل واتجوز عيله زيك، يا جل ما يداروا على فضيحتك، وعملتك السوده، مهو مش معقول يتجوز عيله لا مال، ولا جمال، ولا نسب ، اتجوزك شفقة يعني، واهو مضطرين نقبل
نظرت لها واقتربت منها قليلا، وهتفت بكره:
_واني اللي كنت فاكره أن أحمد السباعي والعقربه امك عرفوا يربوا، اتاري اللي خلف مماتش وانتي كيف بوكي، قادره
سالت دموع ليليا، وارتجف جسد وظهرت ارتجافته للعيان، وهي تعود للخلف، تريد الهرب، الاختفاء داخل غرفتها ، وفكره وحيده سيطرت علي عقلها ان تلك المرأة، تعرف ما حدث داخل الغرفة تلك الليلة، لقد فُضحت
وانتهي أمرها ، دموع القهر التي سالت من عينيها لم تشفع لها، ووالده يزيد تقترب منها لتمسك بذراعها بقوه، اظافرها غرزت بذراعها حتى أنها تقسم انها تشعر باختراقها ، اظافرها نهشت لحمها، وسالت الدماء منها
_ اسمعي يابت الفرطوسي انتي، حسك عينك اللي شوفته في الغرفه دي يتكرر، محن البنته ده فوتك منه عاد، انتي بالنسبه لولدي عيله صغيره، اتجوزها بأمر جده، عمر ولدي قد عمرك مرتين، ولو اتجوز كان خلف قدك اكده، ولولا ظهورك في حياتنا بسحنتك العكره دي، كان زمناته متجوز بت خالته، اللي هيحبها وبسببها فارق بت عمه ومرديش يتجوزها
وخالف أمر العيله وأمر جده لاول مره
صدمه تملكتها، وحسره ملأت قلبها، كأن أحدهم لكمها بقوه بقلبها
من أين أتت ابنة خالته هذه هي الأخري، إذن هذه هي حقيقة الحكاية، تمردا من أجل قصة عشق ..
عادت من شرودها، بقلب ينزف، علي صوت حماتها الحاد تكمل ما بدأته:
اسمعي حديتي ده زين، وافهميه وحطيه حلقه بودنك ، لاني هكون عملك الاسود المغفلق، لو شفتك جار ولدي، ولا سمعت انك سمحتيله يقربلك أو حاولتي، فاهمه، انا خابره زين انك هتقعدي في غرفه لوحدك
أكده تعجبيني
اتسعت أعين ليليا، ما أن ذكرتها بأمر مكوثها بمفردها، وتذكرت تحذير يزيد من خلف باب الغرفه تلك الليله التي اقتحمتها واتخذتها مخبأ لها، وهو يحذرها بهمس حتي لا يسمعه أحد، أو هكذا ظنت
(ليليا مدام مش عاوزه تخرجي نتكلم، في حاجة مهمه مش عاوز حد يعرفها، وهي أن انتي برا الجناح ده مراتى واحنا مبسوطين، ومش عاوز حد ياخد خبر غير ام السعد باللي بيجرى بينا ، انا وانتي بنتشارك اوضه واحده فاهمه)
ابتلعت ريقها وهي تري تلك المراه تلمع عيناها بالمكر، وشعور بالشك القاتل سيطر عليها
هل يا تري ام السعد من اخبرتها ام ماذا؟
رفعت أم يزيد كف يدها فابتعدت ليليا بخوف، تفكر انها ستضربها ولكنها فاجأتها بإمساك وجهها بقوه:
_ فهمت ياا.. شاطره ، ولا افهمك بطريقتي، انتي اهنه كيف الجزمه، ابني يقلعها ويلبسها كيف ما يحب، ولا ليك ايتها لازمه، وإذا لو ضليتي مرته، أكده أو أكده بت خالته اول ما توصل من بلاد برا هي واهلها هيتجوزها، اظن حديتي دخل عقلك زين
بذعر هزت راسها ، وحاولت الإفلات حتي فلتت بالفعل، وبكل الخوف أسرعت لغرفتها
ضحكت أم يزيد بتشفي وقد نالت مطلبها:
_ هنشوف يابت احمد انا ولا انتي
_ يالهوي ياامي ، دا انت طلعتي مش سهله، دا انا ذات نفسي اترعبت منك
نظرت ام يزيد لابنتها وهتفت بفخر:
_ شكلك متعرفيش امك يابت بطني ، دا انا اعجبك اوي ، وبت الفرطوس دي موتها علي يدي
_ شكلك حبتيها اوي يا امه
_ لااه بحب ولدي يابت بطني
_ بس قوليلي يااامه حقيقي أنهم بيناموا كل واحد لوحده ، طب كيف، واللي شوفتيه؟
ضحكت أم يزيد وهي تتذكر كيف عرفت
كانت تسير بالحديقة ، ولم تنتبه لتلك الغرفة البعيدة التي كان يجلس بها ابنها يحادث صديقه مسلم، يحكي له ما يحدث معه، ولكنها صدقا لم تستطع أن تستمع الا لتلك المعلومة ، لأن ابنها كالعاده شك بوجود أحدهم فأغلق سريعاً ، وخرج يبحث عنه
_ امه، يا امه، روحتي فين بسالك اني..
_ يوووه يابت بعدي عني..جبر يلمك..
_ أكده بردك ياامه، ماشي، طب قوليلي حق كلامك راويه بت خالتي راجعه
_ هترجع غصب عنها، مش بكيفها هي
_ يعني ايه؟
_ مش مهم تعرفي
تركت ابنتها تنظر لها بانبهار، وهي تضع نفسها مكان تلك الفتاه لاول مره، تقر وتعترف أن والدتها جباره لا ترحم
_ الله يكون بعونك بقي جبتيه لنفسك
*********
دلفت لغرفتها تبكي بقهر، أفسدت تلك الحيه سلامها النفسي، ونجحت بقهرها، انزوت بالغرفه، وانكمشت كالطفله تضم قدميها بيديها، ودفنت رأسها بين قدميها، تبكي بقهر، ومراره ، ولم تنتبه لباب الغرفه التي تركته مفتوحا علي مصراعيه
******
بغضب نادي يزيد لأم السعد:
_ ام السعد، ام السعد
اتته مهروله، بالكاد تلتقط انفاسها من حدة صوته:
_ أوامرك يا سي يزيد، أجيت اهو
جز على اسنانه من برودها:
_ فين ليليا ؟ ليه منزلتش لدلوقت، انت مقولتلهاش زي ما قولتلك
اتسعت أعين ام السعد وهتفت بتلقائية:
_ هي منزلتش يابيه؟
نظره الشر بعينيه، دفعتها للحيرة، والرعب، فهي للتو رأتها قادمة، أين ذهبت، هل رجعت، لما يا ليليا؟
هكذا كانت تحدث ام السعد نفسها، قبل أن تنفض برعب من صوته الحاد
_ انتِ بتسأليني انا؟
غضبه جعلها ترتبك، وبلا تفكير هتفت؛
_ ازاي بس دي كانت نازله وراي، انا شيفاها بعيني! يا سي يزيد
صرحت بتلك الكلمات بصفاء نيتها، ولم تعي لمن اشتعلت عيناها، وراسه تدور بكل الاتجاهات
صوت والدته الماكر أفاقه من شروده:
_ بتزعق ليه أكده يا يزيد ياولدي، صوتك عالي البيت كلياته سامعه
نظر يزيد لها، وكاد يترك المكان لها، لولا صوت والدته الماكره؛
_ هي مرتك وينها ياولدي مهتخرجشي ابدا من الغرفه وكأنها لساتها زعلانه مني
الي هنا اندفع يزيد كالمجنون، الي الاعلي، حتي أنه لم ينتبه لاي كلمه قالتها أمه
******
_ لحد امتي يافارس، حزنك طول اول يا سيادة الرائد، والقائد كل شويه يطلبني
هتف ابراهيم بتلك الكلمات بحزن، بعدما اقتحم تلك الغرفه التي يحجز فارس نفسه بها من. تلك الليله المشؤمه، وما حدث، حاول معه مرارا، لكن لا فائده منه
_ سيبني يا ابراهيم الله يباركلك
بحده خفيفه هتف ابراهيم:
_ لحد امتي يا صاحبي، انت عارف الدنيا نهايتها كده، كلنا مصيرنا نهايه واحدم، الموت
اه حقك تزعل، بس متنساش أن الحزن مبيدومش والدنيا لازم تمشي، فهتفضل كده لامتي؟
انتفض فارس كالمجنون، قلبه يغلي، لا يهدأ ابدا:
_ لحد ما اخد بتارها، انا متاكده ان هو اللي قتلها، متأكد
_ فارس انت بتقول ايه ، وطي حسك، ايه دليلك علي كلامك ده
أغمض فارس عيناه بغضب، وسرعان ما هتف بحده:
_ انت اللي بتقول كده بعد اللي حكتهولك، فكرتك اذكي من كده
زفر ابراهيم أنفاسه ببطء:
_ فارس اللي انت بتفكر فيه جايز يكون فيه شيء من الحق، أو يمكن الحق كله ، بس فكر كده بعقلك، معهدتكش غبي ياصاحبي
_ تقصد ايه؟
_ اقصد أن طول ما انت كابس علي نفس ابوك وعمتك، استحاله هيقعوا، أو يغلطوا اكيد واخدين كل احتياطاتهم، واديك شايف تمثيليه الحزن والقهر اللي عملها والدك والست عمتك
فكر فارس بجديه بكلام ابراهيم، رأسه وكأنها ساحه حرب، تدور بكل تتحاه، لا تهد
فارس فوق عشان خاطري، وكفايه كده، ومتنساش البنت الغلبانه اللي مرميه في المستشفي لوحدها، وانت اختفيت فجاه، متخليش حزنك يطول، وينسيك اللي باقيلك علي الدنيا
كلمات ابراهيم كانت كالسوط يسلخ جلده، وذكري ملاكه عادت لقلبه وعقله، من قال إنه نساها، أنه يحارب طيفها كل ليله، يحارب شعور مميت بالهروب من كل شيء هنا، والهروله إليها، يتوسلها أن تضمه
*******
_ سرحانه في ايه؟
صوته ابراهيم انتشلها من شرودها، وافكارها التي لا تهدأ، وحزنها العميق
_ ولا شيء
مد ابراهيم يده التي خانته لتتحسس شعرها ، بلمعته الصافيه التي انعكست عليه من ضوء الشمس التي تخترق الغرفه
_ لسه بتفكري في اللي قاله لك عمي عمران
انسابت دموعها، ومدت يدها تمحيها سريعاً، وشعور بالحزن العميق صدقا من اعتراف والدها لها بزواجه من أخري يقتلها، لا تعلم لما ولكنها متاكده أنه ليس حزناا علي والدتها
_ لا ابدا
راها تمحي دموعها، أدارها بحنو بالغ له، ورفع وجهها ليتمكن من رؤيه عيناها
_ مش بتعرفي تخبي يا بيلا؟
ابتلعت ريقها وحاولت السيطره علي غصتها كيف تخبره انها تشعر بالوحده، الخوف، وان اخر ملاذ لها كان والدها، وباعترافه لها هذا، هو تخلي منه عنها، لقد اخبرها أنه هكذا اطمأن عليها، وعليه الان أن يتم دوره مع اشقائها
_ بيلا
صوته انتشلها مجددا من هذا الشعور القاتل بالغيره من هؤلاء الصغار التي هي متاكده أنه ما يتملكها سيقتلها
هتفت بغصه؛
_ انا، انا..
_ انت ايه يا بيلا؟
_ انا حاسه اني غيرانه منهم
اندفعت بالحديث، والان اتسعت عيناها، وتعض شفتيها ندما لطالما كانت تجيد الصمت، واخفاء مشاعرها، ماذا حدث؟
ماذا سيقول عنها، ذلك الذي فتح فاهه من الصدمه؟
استدارت بخجل من نفسها، وجسد يرتجف، وعينان تهددان بذرف سيل من الدموع
تدارك ابراهيم صدمته سريعاً، وفكره واحده تسيطر عليه أنه ابتلي بالزواج من طفله
ابتسم جبرا، بعدما استدارت ورمقته بنظرتها الطفوليه، واسرعت بالاستداره مجددا، وهي تعض اصبعها
كادت تهرول من امها، لولا يديه التي اعتقلت خصرها، وصوت ضحكته بالكاد استطاع كتمها داخل عنقها الذي استباحة وكأنه استراحه له
_ ابراهيم ابعد كده ؟
هدرت به بغضب طفولي من فعلته هذه الذي يكررها كثيرا
_ لا، مش هبعد، حقي وانا حر فيه
_ ابراهيم؟
هدرت به بغضب اكبر
_ بتغيري يا طفله
_ ابراااااهيم
*******
صعد كالمجنون لا يرى امامه، الا أنها لا تريد رؤيته، ولكنه صدم بباب الغرفه المفتوح، كاد يقتحمها، لكن ابن قدمه فعلها، ووقف حائرا على عتبتها الي أن صدم بها ، وبجلستها
ملاك حزين بهذا الثوب الذي جعلها تشبه جنيه الحكايا، بل اجمل، هكذا رآها قبل أن ترفع رأسها أمامها، ويستدير هو للجهة الأخري بقلب مضطرب، يخفي نفسه ، يسأل نفسه سؤالا وحيدا سيجن ليعلم اجابته، واللعنة
متي واين دق هذا الذي يحمله بصدره لها، لا يعقل؟
رأته، وهو يبتعد أنه هو، كيف فعل واقتحم غرفتها،
اتسعت عيناها وارتجف جسدها، وكادت تستقيم لتغلقه لولا صوته الذي اخترق أذنيها، وقد فاض به الكيل وقرر المواجهة
_ ليليا
“”””””
قدمه أخذته لها، ناره وجنته، الشوق هو من يدفعه كالمجنون ليراها
لم يعد له أحد بهذه الحياه غيرها، سيتمسك بها لاخر لحظه بحياته
ما أن وصل لغرفتها، دفع بابها بلهفه، فاصطدم بعينها التي اشتاقها حد اللعنة، فتح ذراعيه لها مردفا بشوق واحتياج:
_ ملاكي
وكأنها شعرت بتلك الحاجه ، واسرعت لتلبي احتياجها واحتياجه
_ فارس
_ يا عيون قلبه
**********

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى