رواية وكأنها عذراء الفصل السادس عشر 16 بقلم أسما السيد
رواية وكأنها عذراء البارت السادس عشر
رواية وكأنها عذراء الجزء السادس عشر
رواية وكأنها عذراء الحلقة السادسة عشر
هل شعرت يوما انك خُطفت خطفا من عالم لآخر، انتُهكت، وهُلِكت، نفذت كل طاقتك، وتبددت أحلامك، ولم تعد تعي أي شيء، وما الصواب ، ما الخطأ؟؟
كانت هذه مشاعر ليليا المختلطة، وهي تسير خلف يزيد الذي يتعثر بخطاه ، ولكنه مازال يمسك بكف يدها يسوقها خلفه كطفله لا تعلم أن كان خائفا منها، ام عليها
دموعها هطلت، وهي تشعر بالمهانه، بالتعب، والاستسلام
قبل أن تخطو خلفه لجانبه في ذلك البيت الاشبه بالقصر، التي دوماً ما دفعها الفضول لتدخل إليه وتستكشف ما به، طيلة بقائها معه بالماضي، تذكرت الان كل شيء، وكأنه يحدث اليوم، بالأمس القريب دخلت لاجئه، تحتمي به من غدر العالم والاهل والان تدخل تحتمي به أيضا من كل شيء، وكل شخص، قريب، أو بعيد، تحتمي بكل الامل بكف يديه التي تتمسك بها، ولكن ليست حره، دخلت كزوجه له
الي هنا وتيبست قدميها، ارتجف جسدها، وعادت بذكراها لذكري ليلة مشابهه غيرت حياتها، ودمرتها حتي وصلت لهنا، ليله جعلتها تمشط الأرض من مشارقها لمغاربها حتي انتهت لهنا معه
الأرض من تحتها شعرت وكأنها تدور
ثباتها، وجسدها المتيبس هو ما جعله يقف ناظرا لها، يحارب دواره اللعين، يحارب تلك الخيانه التي سيخونها له جسده الان، خيانه لا يريدها الان، بينهما حديث سيطول وهو يريد أن ينهيه معها وهو بكامل وعيه، حديث لا يجب أن ينتظر للغد، خصوصا بعد ما مروا به، وما مرت به هي خصيصا، وما علمه عما حدث لها
اااه مكبوته، لو كان ذلك الحقير الذي آذاها ما زال علي قيد الحياه، لجعله يتوسل تراب الأرض وحبات الرمل حتي يعفو عنه، دمائه الحار بدأ يغلي، كل شيء مرت به يؤلمه وكأنه هو ما مر به
همس باسمها بحنو، وان خرج صوته ضعيفا، متعبا لكنه وصل لها؛
_ ليليا
رفعت رأسها ونظرت له بتلك النظره التي يقسم أنها قادر ه لجعله يحارب العالم أجمع من اجلها، اللعنه علي ذلك القلب الذي خانته دقاته ليدق لطفله ولكن اي طفله، انها فتنه خالصه تمشي علي استحياء أمام عينيه
عاود همسه، وهو يشعر براسه يدور ولم يشعر بيديه التي اعتصرت كفها، وكانه يتوسلها أن تنقذه:
_ ليليا انا..أنتِ
انتبهت له، شعرت بان به شيء غير طبيعي، هل يترنح
همست به، وتقدمت لتدلف معه لتلك الغرفه التي وقفوا امامها، وتولت هي المقدمه
_ يزيد انت كويس
همست بخجل، رعب عليه، اقتربت حتي وقفت امامه، عيناها. تدور بكل الغرفه التي امتلأت رئتيها من رائحته المميزه
وكأنه لم يستمع لها، كل تفكيره بها انها خائفه، لا تجيب، قلقه، ومضطربه، وهو جل ما يريده أن تجيبه، وترد عليه
مد يده وامسك بذراعها يقربها له
اتسعت عيناها، وعاودت الهمس
_ يزيد، انت كويس، انا
مال برأسه حتي كاد يلمس صدرها ، واردف بضعف:
_ ليليا أنتِ خايفه مني، انا ..انا
اتسعت عيناها، وهو يميل براسه، للامام، حتي أصبح كليا بين ذراعيها
_ يزيد انت كويس
هنا خارت قواه، وهو يقاوم بآخر ما عنده:
_ ليليا انا..انا سقعان، مش قادر
صرخت برعب، ولم تتحمل بجسدها الضعيف ثقل جسده، وسقطت اسفله علي الفراش
_ يزيد….يزيد..جدي
*********
انتهي الطبيب من فحصه، وانتهي معه صبر والدته التي تقف تنظر لليليا بعداء، تريد الفتك بها، كلما تمتم يزيد باسمها ومد يده لها حتي تقترب منه، تغلي الدماء بجسدها، تلك الفتاه تشبه والدتها الماكره، ستخطف ابنها للابد
انصرف الطبيب بعدما املي عليها ما تفعله له، ومعه ودعها عمها رفيع بحنو، ملقيا مسئوليه ابنه ومرضه عليها، مجبرا زوجته وابنته علي الخروج وتركهم
ابتسم لها الجد، واخيرا رأت ام السعد التي دلفت بعد خروجهم تهرول لتحتضنها وتقبلها، وتجبرها تدلف للحمام تغير ثيابها وتنتعش
ولم تجد مفر، انها بحاله مزرية، وهي بحاجة لذلك
فعلت وانتهت، ونظرت لنفسها بتلك الثياب التي قد اخبرتها ام السعد أن يزيد من أتى لها بها من يومين، ولا احد يعرف عنهم شيء، مؤكد تقصد والدته
ابتسمت وخرجت ولم تسمح لنفسها بالتفكير بأي شيء آخر، حتي هيئتها، و شعرها لم يأخذها الفضول لتنظر للمرأة، وتنظر لنفسها وهي ترتدي بما اتي لها به، حاربت فضولها وفطرتها الانثويه وخرجت تطمأن عليه
خرجت سريعاً، تعتني بمن بات يشغل تفكيرها طيلة الوقت..تنظر إليه تتأمل ملامحه بحريه، وهي تشعر بقلبها يقفز ويقرع كالطبول كلما نطق اسمها من بين شفتيه، ولم تشعر بنفسها حين انسكبت رأسها وغلبها النوم، ليسحبها هو بعدما وعي قليلا، وفتح عينيه، حتي تجاوره وكأنه يعيش حلما ككل ليله انها عادت إليه
غفي كطفل وهي كمثل، بعد عناء
وقبل سقوطه بالنوم همس وهو يقربها له :
_ ليليا، متخافيش، انا شايفك وجاي
وكأنه خُيل له انها اجابته:
_ انا هنا خلاص جمبك، مش خايفه
ولم تكن تلك الا الحقيقه الخفيه بقلوبهم، وشعله من نار لن تهدأ أبدا، ويا لصبرها تلك التي جعلته قتيلها…
( قتيلك في الهوي)
*******
انتفضت بيلا علي صوت والدها
_ دا بابا.
جذبها ابراهيم بحنو، لتستدير له، يصرفها عن لهفتها علي والدها، بالنهاية عمه تحمل فوق طاقته، ويكفي ما يعانيه من سنوات مع والدته
_ بيلا تعالي هنا عمي مشي، كان بيطمن عليكي
_ طيب هروح اشوفه ليه مدخلش؟
تشبه الطفلة بعبوسها، اللعنه علي تلك الام، كيف لم يشفق قلبها اللعين لتلك الملامح البريئه، كيف لتلك البومه عمته أن تنجب ملاكا ك…بيلا
لم يشعر بانه اقترب منها بجسده، ولا بذراعيه التي احتوتها، ولا حتي بسكونها وكانها اعتادت البقاء هنا، ابتسم ما أن لاحظ استسلامها، وهدوئها، وتشبسها به، وان كان يعلم أن تمسكها باحضانه ما هو إلا خوف، فكفي، إنه يكتفي به
_ إبراهيم
_ نعم يا بيلا
_ حاسه اني في حاجه هتحصل
_ ليه بتقولي كده
_ مش عارفه، انا …قلبي مقبوض اوي أوي، فين فارس هو فين ؟
كاد يجيبها، لولا قطع صوته،
صوت صراخ زوجة عمه، اليذ افجعهم، وهي تصرخ بتعب، وسرعان ما خرس صراخها
*********
انتهي فارس من إقناع والدته اخيرا، بالنهاية هو كان يعد عدته بأن يأخذها معه، بعيدا عن بطش والده، الذي لا يرحم، يعلم أنها تخفي عنه ما يحدث معها، لكنه ليس بغبي، والده اعتاد تعنيف والدته، واهاناتها وتعديه عليها بالضرب، بالبدايه كان مطمئنا لوجود جده، وأنه سوف يحميها منه، لكن جده الان لم يعد بحاله تسمح بذلك، موت عمه وعمته ايمان هزمه كليا، ليت عمته ايمان كانت علي قيد الحياة ولم يحمل هم ملاكه هذه
لقد أخذ قراره وانتهي، وليذهب والده للجحيم هو وتلك الحقيره التي تزوجها سرا، ويأتي سكيرا لوالدته كل ليله يعنفها، سيرحل من هذا البيت الملعون وسياخذ احباءه جميعا، هو قادر على إقناع جده، بالرحيل معه
لهنا انشرحت أساريره وهو يرفع هاتفه ليتصل بابراهيم حتي يستعدوا للرحيل والان جميعا
ما أن رفع هاتفه ليتصل بابراهيم الا اتاه صوتها الناعس، واخيرا استيقظت وجه الخير عليه:
_ فارس انت..
ود لو يجيبها كما يأمره ذلك القلب اللعين ( يا عيون قلبه)
ولكنه ابتسم وهو ينظر لها بحنو:
_ نعم يا ملاكي انا..هو في غيري قاعد جنبك يقولك سمعا وطاعه
ابتسمت بطفوليه، وهي تتملل لتعتدل وهتفت بفضول وهي تستكشف الغرفه:
_ انا فين؟
أجابها بهمس صادق، وهو يشير علي قلبه:
_ انتِ هنا، سكنتي هنا، وملكيش مكان غيره، ويبقوا يقابلوني بقي لو عرفوا يطلعوكي منه
بفضول وبراءة سألته:
_ هما مين دول؟
ضحك بسعاده، وهي تنظر له ولضحكته وكأنها تستكشفه قبل أن تهتف بذات النبره البريئه :
_ وانا مش عاوزه اسيبك أصلا، ولا حتي أنام، انا لما بنام بحلم بأحلام وحشه اوي، وحوش بتجري ورايا، عاوزه تموتني، انما وانت معايا، عمري ما بخاف، خليني معاك بقي وخلاص.
سيجن من تلك المشاعر واللعنه ، كيف لطفله أن تفعل به ذلك، مسح علي وجهه، ورأسه يحاول تهدئة تلك الدقات اللعينه، علي رغم أنه يود لو ينفجر ضحكا من كلماتها الاخيره، وبدلا من ذلك هتف بضحك؛
_ انا بردو بقول كده يا ملاكي، خليكي معايا بقي وخلاص، اظاهر أننا قدرك ونصيبك
ابتسمت وهزت رأسها، وهي تميل براسها ببراءه تستند برأسها علي ذراعه
نظر لها، وهو يتمني أن لا يأتي يوم وتندم بعدما تتذكر انها سلمت أمرها اليه..
خصوصا بعدما ينوي عليه..
فاق من شروده بها، علي رنين هاتفه، باسم ابراهيم
ابتسم واجابه، وسرعان ما تلاشت ابتسامته، ووقع هاتفه:
_ أمي….
********
انتفضت والدة فارس علي صوت زوجها السكير الذي عاد مترنحا كعادته، بعدما انهت حديثها مع ابنها وهي تشعر بسعاده عارمه انها أخيرا ستهرب من جحيم زوجها، وافقت بعدما وعدها فارس بأنه سيقنع جده بأن يأتي معه لأنها بالنهاية لن تستطع تركه وان لم يذهب لن تتركه
ولكن فرحتها لم تدم وزوجها يرفع عصاه التي لا تفارقه، وبكل القوه يضربها علي رأسها
_ بدك تهربي ويا ولدك يا بت الفرطوس أنتِ
تبعتها بصرخه قويه، وسرعان ما انتهت كما بدأت …ساقطه أرضا، غارقه بدمائها
*********
_ اه يا ناري ..بجي بعد كل ده، بت الك..لب دي تاخد ولدي زينة الشباب، ولدي يتجوز بت احمد اه يا ناري
هتفت والده يزيد بتلك الكلمات بغل، وقهر
_ بزياده عاد يا امي، احنا اكده، ولا أكده راحلين من اهنه، ولدك حر بحياته
_ نعم اروح وين اني..اني ما هفارقش اهنه، بيت ولدي، اني مصدقت حطيت رجلي اهنه
_ وده كيف يا اماي، انتي حره ابوي ما هيوافقش ولا جدي هيسيب النجع وهو كبيره
_ لاااه ما احنا لازم نلاقي حل، لازم ما نفوتش اهنه، ما هسيبش بت احمد والحربايه يتمتعوا بخير ولدي وتعيش براحة أبدا..
*******
جن جنون مجد، لم ينتبه لعنجهيه، ولا جنونها، بالنهايه شقيقته بخير، حياتها الان بمأمن مع زوجها، هو يعلم أن إبراهيم اهلا للحفاظ عليها، وشقيقته الاخري ليليا أيضا بخير الان قلبه اطمأن علي كلتاهما
هو فقط حياته من ليست بخير، بهروبها منه بتلك الطريقه، انهار عالمه، الا يكفيه نائحه شقيقته الصغري، وأخيه الصغير، اللعنه علي عنجهيه، وعلي شقيقتها كيف يقنعها أنهم جميعاً قطعه منه، لحمه ودمه، ولم يستطع التخلي عنهم، اللعنه علي ابيه الفاسق، وذلك الجبروت الذي يتمتع به
لقد دفن شقيقه الاصغر بيديه قبل شهر، وكاد يحترق قلبه، وذلك الحقير والده هرب ولم يعرهم اي اهتمام، وكأنه لم يفعل شيء، شقيقته الصغري اختفت ورغم نفوذه وماله لم يستطع العثور عليها، والان هي
الا تعلم تلك الغبيه انها تلك القشة التي يستند عليها، الم تشعر بعشقه وجنونه بها، لو انتظرت قليلا فقط
_ مجد، ملهاش اثر، اقسملك كانها فص ملح وداب
انقض كالأسد علي سويلم
_ انت السبب ، انا امنتك فيها، انت .
الان فقط وعي سويلم كم كان صديقه عاشقا لها، تلك الدموع التي انهمرت علي خديه لم تسقط الا عليها، الان فقط شعر بفداحه أسلوب الإهانة الذي كان يتعمد احراقها به
_ حقك عليا يا صاحبي، بس وحياتك لو في باطن الأرض لجبهالك..
صوت صراخه وصراخ قلبه شق صمت القصر
وهو يصرخ باسمها:
_ روووووح..
********
_ ريحة الحريق دي جايه منين يا روح
انتبهت روح لخالتها، وقد علت الهمهمات من راكبي القطار، وسرعان ما علت الصرخات
_ الحقونا يا خلق… القطر بيولع..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)