رواية وكأنها عذراء الفصل السابع والعشرون 27 بقلم أسما السيد
رواية وكأنها عذراء البارت السابع والعشرون
رواية وكأنها عذراء الجزء السابع والعشرون
رواية وكأنها عذراء الحلقة السابعة والعشرون
حال إبراهيم كان يدمي القلب، اطمأن عليها، ولم يطمئن، صمتها، وشرودها، ورفضها حتى لتلقي العلاج والبقاء هنا للراحة غير طبيعي، لكن ماذا عساه أن يفعل من أجلها، هو متأكد من أن شيئا حدث معها، لكنها لا تخبره..الله وحده يعلم كيف مرت عليه دقائق اغمائها لكنها عادت من اغمائها واحدة أخرى غير تلك التي كانت تحيا معه أجمل لحظات من عمرهما..
لا يود أن يتذكر كيف مرت عليه اللحظات، وكيف استطاع تخطيها؟..
رغم أنه لم يكن بقاسي القلب يوما، ولم يعاني من اللامبالاة، كان دائما وابدا يشعر بالجميع، يحتوي شكواهم ويتفهمها، لكن معها كان كطفل تائه، لم يستطع التصرف لولا وجود فارس معه لما استطاع فعل شيء لها.
لم يرتاح ولا يغمض عينيه براحه الا بعدما فتحت عيناها أخيرا، واطمئن عليها.
اقترب من غرفتها، ليدلف لها،
وبقلب ملتاع اقترب إبراهيم من فراشها يسأل نفسه بحيره هل يخبرها أنه كاد يصاب بأزمة قلبية حينما رآها غائبه عن الوعي بين ذراعيه؟
وهل يحق له الآن أن يريح رأسة الذي كاد ينفجر من التفكير بما قد حدث معها على صدرة ويتوسلها أن تضمه وتحتويه كما تفعل دائما بلا طلب، أنه حقا يريد ذلك وبشده
كيف يخبرها أنه وان كان ثابتا امامها كما الابطال طيلة الوقت فهو بداخله يحمل طفل صغير، صغير جدا، يحتاج أن يبثه أحدهم الأمان، وان يجد ضالتة بين ذراعيها.
عيناها كانت شارده للبعيد، كانت هناك بتفكيرها الذي لا يهدأ منذ ما حدث معها، كالعاده لن تجيبه أن سالها وتريح قلبه..
هو يشعر انها تخفي عنه شيء، لكنه كالعاده يعلم أنها ستكون نفس الاجابه التي يحصل عليها من بعد أن فاقت من اغمائها..أنه واهم، ولا شيء بها
يبدو وأنها حقا تمللت من كثرة سؤالها، انها حتى لم تشعر بيده التي أمسكت بيدها، فكيف سيخبرها بما يعتري قلبه؟!
كاد يضرب بكل ثباته عرض الحائط ويزيل تلك الحواجز اللعينه التي مازالت بينهم ويلقي بأوامر رئيسه التي تحثه على تلبية نداء الوطن، ويلقي بنفسه بين ذراعيها، يشاركها ذلك الشرود وذلك الأنين التي حتى وإن أجادت كتمانه يستمع له..
أغمض عينيه بألم، شفتيه وحدها هي من أعلنت العصيان، وهي تلثم كف يدها بحنو، حنو اجبرها علي أن تشعر به، وتنظر له مطولا، وصوت كريه مازال يرن بأذنها، صوت تريد بقوه نسيانه، تتمني لو يبتلعها اليم ولم تسمع لحرف وحيد مما قاله..
إنها بصدق تمنت لو نجحت تلك المرأة التي عاشت عمرها كاملا تناديها بأمي بقتلها وانتهى أمرها
اللعنه ثم اللعنه عليها أن لم تقوي وتتجبر وتصبح كما اخبرها ذلك الشاب الذي انقذها اليوم من ذلك الشخص.عليها فعل ذلك، حتي تعرف ماهي حقيقة كلام ذلك الشخص وعلى ذكره انتفض جسدها، انتفضت كالملسوعه، أبعدت كفها الذي مازال يحتضن كف ابراهيم واستقامت رغم ترنحها، أمسكت بنقابها، وهمت بارتدائه
واردفت بحسم :
_ انا عاوزه امشي من هنا، وديني لبابا دلوقتي لو سمحت يا ابن خالي
اتسعت أعين ابراهيم وازداد توترا وتسارعت انفاسة، ومعه لم يعد يتحكم بقلقه ازداد من كل ما يحدث معها، عودة الألقاب اللعينه بينهم انذار ليس بهين، وعليه معرفة الحقيقة بأكملها..
اقترب منها يحاول مساعدتها واسنادها، يحاول نسيان تشتته، وعدم التفكير بألم قلبه الآن:
_ بيلا انتي تعبانه اهدي شويه، دا انتي مش قادرة تقفي على رجلك، هو العند في دا كمان…
بالحقيقه أنه كان يحاول باستماتة أن يسيطر على انفعاله، ويحاول كتمان مشاعر الخوف التي تعتريه تجاهها بصعوبه، لقد بات الان متأكد أن ثمة شيء خاطئ يحدث معها:
_ بيلا انتي حتى رفضتي تخلي الدكتور يعلقلك محلول، وانتي دايخه كده، افهمي انتي لسه تعبانه..
يداه حاوطت خصرها يحاول اسنادها، كل خليه بجسده ترتجف خوفا من خسارتها، أنها لا تعي شيئا عن الحرب الدائرة بقلبه خوفا عليها
لكنها أيضا لم تجيبه، تحاول ارتداء نقابها وتفشل، تزفر بغضب وصل له حتي أنه استمع لبعض سبابها وكاد يضحك عليها..
همس بحنو، وهو يدفعها بحنو لتستدير امامه:
_ طيب اهدي، خليني اساعدك جربيني يمكن انفع في حاجه يابنت عمتي الغاليه..
_ لااا..
دفعته بقوه، كاد على إثرها يسقط أرضا حقا..
اتسعت عيناها من فعلتها، وكذلك هو، وتقابلت العينان مطولا
قبل أن يقطع تواصلهما هو، وهو يبتعد من امامها تاركا الغرفه باكملها لها ولحيرتها وندمها، مردفا بصوت خرج منه جامداً، صوت ارعبها:
_ هبعتلك ناردين تساعدك عشان نمشي..
فتحت شفتيها؛ لتناديه لكنها كالعادة صمتت، وسالت دموعها، وهي تلعن كل شيء، وكل ما يحدث معها..
بكت بحرقه ، وصوت بداخلها يتساءل بحرقه:
_ هل حقا كل ما يحدث معها صحيح؟! هل تعيش حلما، ام واقعاً مريرا، ام لعبه نجسة يلعبها عليها ذلك الشخص الحقير..؟!
عليها الآن أن تذهب لوالدها، هناك مؤكد ستجد الحقيقه كامله، كما اخبرها ذلك الشخص..
وعليها أن تصمت وتخرس كالعاده، وتتحمل حتى تعرف على أي خطي ستسير مركبها..
”كنت أصمت طوال الوقت تقريباً. كنت أريد في كثير من الأحيان أن أتكلّم، ولكنني لا أجد في الواقع شيئاً أقوله. هل تعلمين أن خير ما يفعله المرء أحياناً هو أن يصمت؟”
– دوستويفسكي
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)