روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل الرابع 4 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل الرابع 4 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت الرابع

رواية وكأنها عذراء الجزء الرابع

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة الرابعة

( البحث عن النجاه)
الماضي لا يُنسي، والحاضر لا يعاش هكذا بلا هويه، انها الحياه وحدها احيانا من تعاملنا كسلعه تُشري بثمن بخس..
اسبوع مر علي ماحدث…دفن حامد البدري بكل سهوله بفعل الأموال والنفوذ، لم يشك أحد بأمر الثأر..وهرب أحمد السباعي، ولكن هل يهرب الذنب، هل يترك الرب ذنوب البرايا تذهب سُدي بدون الأخذ بثأرهن..
_ أرجوك سيبني انت عاوز مني ايه ..اه ..
انتحبت ليليا وهي تتحامل علي أوجاع جسدها لتهرب منه، لقد أصبحت كالجثه المنتقله، ينقلها معه من مكان لمكان بكل غصب وقوه، منذ تلك الليله المشؤمه، وانقاذه لها من براثن هؤلاء الشباب..
لم تعي ما حدث وقتها، ولكنها فاقت لتجد نفسها بجانب ذلك الشاب ذو الملابس الرثه المقطعه..
وبجوارها رجل كبير بالعمر بجلباب صعيدي، وعمامه كان يلف جرح يدها بعدما داواها بطريقه بدائية، كما كانت تري بالمسلسلات
دموعها هبطت بغزاره مره اخرى، وهي تتحامل علي نفسها لتسايره..
تسايره جبراً من مكان لآخر..
_ انت عاوز مني ايه اعتقني لوجه الله بقي..
نظر لها ميمس بصمت ..أنه يفهم عليها، ولكنه لا يستطيع تجميع كلمات كامله، لقد أصبحت تجيد الفهم عليه ..كما هو تماما.
أنه يأمرها وكأنها سجينه عنده..او ربما رهينه..يحتجزها..
_ ا.مش..ي..ام..ش.ي..
كانت هذه كلماته التي خرجت منه فقط وهو يدفعها
أغمضت عيناها بقوه تمنع صوتها الصارخ من الانفلات وفضح نفسها هنا داخل محطه القطار التي ادخلها اليها..
نظرت حولها بصدمه، إلي أين ينوي اخذها الان..لقد مرت معه بأسبوع أسوأ من مراحل حياتها بأكملها حاولت الهروب أكثر من مره، وبكل مره تجده امامها..
أنه لا يؤذيها..لا يؤذيها ابدا، بل انقذ حياتها ، لكنه يخيفها وبشده، نظرته، وكلماته التي علي الرغم من خروجها بصعوبه من بين شفتيه الا انها تحمل بطياتها شيء مخيف تجعلها تمتثل لاوامره برعب..
أن ما تعانيه الان هو أسوأ ما مرت به بحياتها بأكملها..
_ هنروح فين.. بس، سيبني وشكرا علي كل اللي عملته…انا بجد هفضل ادعيلك طول عمري ..
دموعها لم تجف لاسبوع، منذ تلك الليله، لقد باتت عاده، كلما تكلمت..تخونها لتسقط علي خديها..
انتفضت ما إن أمسك بكف يدها السليم بقوه، ويلقي عليها نظره حاده غاضبه ارعبتها، مردفا بغضب ..
_ متع..ي.طش ..ام..شي ..م.تحا.وليش اهر..بي
انهي كلماته وهو يدفعها لتدلف للقطار بقوه ويصعد خلفها ..
نظرت لتلك العباءه السمراء التي تغرق بها بحسره، وحاولت وضع طرحتها بصعوبه علي شعرها، لكنها لم تفلح، فمد يده وعدلها لها ونظر لها بابتسامه غريبه، جعلتها تنكمش بمقعدها، وتستند علي نافذه القطر..
تذكرت كيف حصلت عليها تلك الليله ما أن فاقت ورأته امامها، وبجواره ذلك الرجل..
من اسبوع..
( متخا..فيش..انا..موته..)
نظرت له بذعر حقيقي، وكادت تصرخ، لولا صوت الرجل العجوز الذي اتي من خلفها…
_ اهدي يابنتي..متخافيش خليني الفلك جرحك..
_ انا فين…وانتوا مين؟؟
_ انا عمك نبيل، حارس المستودع ده، شغال أهنه ودا ميمس واد غلبان زي ماانتِ شايفه شغال امعاي ، بيقول أن لقاكي بتجري وفي شباب بيجروا وراكي..وهو ضربهم وجابك علي أهنه..
وانا بخبرتي البسيطه، شلتلك الرصاصة اللي في يدك، مهياش واعره يعني، وان شاء الله يابتي هتكوني زينه قريب..بس احتمال تصيبك حمي ولا حاجه، عشان أكده لازمك مسكن…
نظرت له بصدمه، وهي تحاول لملمه ثوبها المقطع علي جسدها العاري، ودموعها تغرق وجهها..
قبل أن يردف الرجل بحنو..
_ جوليلي يابتي مين عمل فيكي أكده..
بكت بحرقه..ولم تجبه
_ شكلك معيزاش تحكي..ارتاحي يابتي واشوفك بكره…نامي اهنه، وميمس هيكون معاكي..لو احتجتي شي ابعتيلي مع ميمس
نظرت لميمس الذي ينظر لها بصمت
وقد خلي المستودع الا منهم..
_ انت بتبصلى ليه كده..
خافت ..خافت منه واستقاامت لتهرب، وهي تلف ذاك المفرش من اسفلها علي جسدها العاري…
ما أن وضعت قدمها خارج المستودع حتي سارت بأقصي سرعه والتي لم تتعدي الخطوتين، وتعاود السقوط مجدداً أرضا..
ارتاحت ماان رأت نور الصباح قد بدأ يعم المكان من حولها سترحل بكل اريحيه الان ، لكن كيف وهي بتلك الحاله المذريه..
استقامت لتسير خطوتين..بأريحيه اكبر لأنه لم يلحقها…
ولكن ماان رأت تلك الشجره الا وسقطت بجانبها..
نظرت حولها، يبدو أن تلك المنطقة عامره بالناس فالبعض بات يخرج من بيته..
انكمشت علي حالها، واحداهن تنظر لها بصدمه..
_ انت مين يابت انتي..ولافه ملايه علي نفسك ليه كده، لتكوني من إياهم…ياساتر يارب ايه البلاوي اللي بتتحدف علينا كل يومين دول…
ياابو علي…يابو علي…
كانت هذا صوت صراخ المرأة التي خسرت تماما ما أن اندفع ميمس ليقف قبالتها، ويهتف بكلمات لم تفهم منها شيء إلا أنه يبدو كمن يتشاجر تماما ..
صمتت المرأه ونظرت لهم بغضب، ورحلت..
نظر لها ميمس بذات النظره، قبل أن يقترب من أخري كانت تشاهد من بعيد مايحدث، ويقف قليلا يتحدث معها، لتذهب المرأة علي الفور، وتعود بثواني ومعها تلك الملابس، وتقترب منها، وتساعدها علي السير بصمت، حتي دلفت المستودع مره أخري وقد خارت قواها تماما، ولم تعد بحاله تسمح لها بالهروب..
دلتها المرأة علي الحمام بالمستودع واعطتها الملابس..
_ ادخلي يابتي غيري خلجاتك ربنا يأذي المؤذي..
كانت بحاله لا تسمح لها بمعاونه حالها، تتأرجح يميناً ويساراً بل تكاد تسقط، لولا يد السيده التي التقطتها..
وأصرت بعدها أن تساعدها لتغتسل..
تركت حالها لها ماان رأت تلك النظره الحانيه بعيونها، نظره تخبرها انا اصدقك، لا تخجلي مني..
استمعت لشهقات السيده فجأة..
_ ايه الدم ده..ربنا ينتقم منهم، ياكبدي عليكي ياضنايا..
هنا لم تستطع، بكت..بكت بحرقه وهي تتذكر ليلتها المشؤومه، وكل ما مرت به، آخرهم تلك العينان الحاده التي خافت من صاحبها..وفرت من امامه
انتبهت علي يد ميمس التي مسحت دموعها بابتسامه .
_ عيطيش..
كادت تبتسم..وهي تفكر. أن
تلك الحياه بتقلباتها عجيبه، عجيبه جدا…لا تجعلنا ندرك حقا اي المصائب بلاء خير، واي الافراح يكمن بداخلها كل شر..
ماان سار القطار الا واستسلمت لسلطان النوم والقدر معاً ليأخذوها حيث أرادو فلم يعد بحياتها ما قد تبكي عليه…
_________
ببيت عائله السباعي بنجع حمادي..
اقترب رفيع السباعي من والده محمد السباعي كبير عائله السباعي..
_ مالك ياابوي…مش بحالتك الطبيعيه بجالك كام يوم أكده..
_ مفيش ياولدي ماعليك شر..
_ من ميتا ياابوي بتخبي علي .
_ هجولك ايه عاد وانت مهاتحبش تسمع سيرة خوك يا ولدي..
_ لساتك بتفكر في جليل الاصل ده عاد ياابوي..
_ ولدي ياولدي وانت مجرب غلاوة الضنا..الضنا غالي ياولدي..
_ ياابوي إحمد لو عاد اهنه هتولع نار…واحنا مصدجنا أن نار التار بردت، بعد ما قدم إحمد كفنه وغار من اهنه..
_ يولدي لو علي خوك الله يسامحه ماعيزش اسمع عنه، بس جلبي بيغلي علي اولاده، واللي وصلني خلي جلبي جليد نار…
_ وصلك..من مين وصلك ياابوي..
نظر له والده بحزن، قبل أن يهتف
_ من يوم ما مشي خيك واني موصي حد يتعسسلي علي اخباره، جلبي مطاوعنيش ياولدي أنساه وادفنه من حياتي..
_ يااابوووي..يااابوي..
_ احيات عيالك ياولدي تهدي علي..واسمعني..ودبرني
بعد برهه، انتفض رفيع بصدمه.
_ باااه ..باااه ايه اللي عتجوله ده ياابوي..
_ دبرني ياولدي..جليل الشرف اخوك ضيع البنته، هاتهوملي ياولدي..
_ ياابوي انت متوكد من حديتك ده..الحديت ده هايطير بيه رقاب..
_ رفيع…وطي حسك ده …مادامت عيلة البدري جفلوا علي جتيلهم يبقي نقفل، انت خابر أنه مش فى مصلحتنا ومصلحة النجع انوا نفتحوا النار من جديد…
_ انت بتجول ايه ياابوي..
_ اللي بجوله يارفيع..واني مهقولش كلامي مرتين..وانت خابرني.
_ طلباتك ياابوي..
_ ولاد خوك…ياولدي جليل الشرف ومرته الجادره ضيعوهم، ريتني سمعت لخيتك وجبتوهم من زماني..
نظر رفيع لابيه بغيظ، وغيره رجل صعيدي علي مافعل اخيه، يقسم لو ما فعلت ابنة أخيه كما يقول الجد لقطعه ارباً واطعمه للسباع..ولكن العاقبه لأخيه، لقد طفح الكيل منه..واكتفي..
_ وهما فين عاد دلوج..
_ ماخبرش ياولدي البنت هربت، واخوك جليل الاصل هرب وفاتها..
مفيش جدامنا غير حل واحد ياولدي .
_ ايه هو ياابوي…
_ يزيد.
_ لاااه..يزيد لاااا..
_ ياولدي بترجاك…اني محتاجله..وده ولدك..
_ بس خرج عن طوعي ياابوي..
_ الجواز مش بالغصبنيه ياولدي..
_ دا بت عمه ياابوي..
_ كان زمان ياولدي…
_________
بالجهه الاخري بالنجع
بيت عبدالرحمن البدري. كبير عائله البدري
_ في ايه يافارس هتفضل شاغل بالك كتير باللي حصل، ورانا شغل علي فكره..
_ مش ههدي ياابراهيم الا لو وصلت للبنت دي واهلها..
_ انت اتجننت يافارس نسيت جدك أمرنا بإيه..؟
هتف ابراهيم بغضب لفارس الذي لا ينفك يفكر بالانتقام، قبل أن يجيبه فارس بنفس الغضب..
_ الكلام دا ياابراهيم ميمشيش عليا..انا مش هسيبك تار عمي..
_ بااه.. اومال يمشي علي مين ياابن وهدان..
كانت تلك كلمات الجده الحاده التي أخرسته
_ جدي…
_ ايوه جدك ..ايه مش ناوي ترجع عن اللي في دماغك عاد..
_ ياجدي…
_ بلا جدي ..بلا حديت ماسخ..اسمع ياابن وهدان..أنا عمري ماحد كسرلي كلمه…وانا اللي اجوله يمشي عالكبير والصغير فاهم اني الكبير اهنه، ودم البدراويه مهيروحش هدر، واني عارف بعمل ايه وليه…؟
نظر ابراهيم لفارس بمغزي أن يهدأ،قبل أن ينحني ويقبل يد جده
_ اسفين ياجدي..أوامرك تمشي علي دماغنا كلياتنا
نظر له فارس بسخط، قبل أن يهتف..
_ كيف ده ياجدي…عمي اتقتل ومعيزناش ناخد بتاره..
اتسعت أعين ابراهيم من فارس الذي لازال مُصر علي كلامه..واردف بحده..
_ فارس ..
نظر له فارس بغيظ..وصمت..
_ وانا قلت كلمه ..بزيادنا تار ياولدي ..ارجع عن اللي بدماغك التار نار وابني حامد غلط غلط واعر جوي لو جعدنا في مجلس واحنا الكبار هنصير اصغار..محدش ياولدي هيديلك الحج..وعيلة السباعي مهياش عيلة جليله..وانت خابر..وكبيرهم مهواش هين.
نظر فارس لجده بغضب، هو يعلم ما يرمي له..
_ اوعاك ياجدي تفكر أنه اقوي مننا…دا عامل زي الطير الشريد..عيلته نفسيها راميه طوبتها منه..
_ هو مين يا ولدي؟؟
هتف الجد بكلماته هذه بسخريه…
نظر له فارس بغضب..
_ اقصد الحفيد المطرود..
قال كلماته بحده قبل أن يصيح به والده التي استمع لحديثه .
_ فارس ..خلص الحديت…جدك قالك اقفل يبجي تقفل..وكفاياك جدال..
نظر لهم بغضب، وهو يتوعد بذاته عائله السباعي..
_ حاضر ياجدي…حاضر يابوي…عن اذنكم..
( فارس وهدان البدري…٣٠ عاما …ظابط برتبه مقدم والده وهدان البدري الابن الأكبر لعبدالرحمن البدري)
( ابراهيم محمود البدري
الابن الأكبر لمحمود عبدالرحمن البدري
من زوجته الأولي امل البدري ابنة عمه، توفت وهي تلد ابنها ابراهيم وبعد خمس أعوام حكم عليه والده بالزواج من شقيقتها الصغري ايمان البدري وانجبت منه ابنتها ساليمه)
(راجيه عبدالرحمن البدري..ابنة عبدالرحمن البدري متزوجه من ابن عمها عمران وتسكن بالجوار ببيت ملتصق بهم..وهي من شجعت أخيها للانتقام لتوأمها التي فقدتها بسبب أحمد السباعي .. لديها ابنه بعمر ال١٨ عشر منتقبه وابن ضائع بعمر ٢٣ عاما لا تعلم عنه شيء. )
(حامد عبدالرحمن البدري.. الابن الأصغر لعبدالرحمن لم يتزوج قط نبته فاسده منذ الصغر طرده والده من العائله منذ زمن بسبب مجونه، فسافر للخارج …وعاد لينتقم ..)
_ فارس استني اهنه؟؟
_ ايوه يابوي في ايه؟؟
_ لأمتي ؟
_ لأمتي ايه..يابوي..
_ هتفضل تنخور في الماضي ياولدي..والماضي كله وجع ومصدجنا نسيناه..
_ ياوالدي بس..
_ مبسش …مبسش بزيادانا..
_طيب ياابوي ، قولي الحقيقه وريحني..
قاطعتهم شقيقته راجيه التي استمعت لحوارهم كالعاده فهي تظهر بكل مكان..
_ انا اجولك اني يابن اخوي..
_ راجيه…
كان هذا صوت الجد الصارخ من خلفهم، وبجواره زوجها عمران الذي اقترب منها ودفعها أمامه..
_ فوتي جدامي …
_ فوتني ياعمران الله..
_ ربي مرتك ياعمران..وقولها بزياده دم ..
هتف عبدالرحمن البدري بكلماته قبل أن يدفعها زوجها بحده
_ جولت فوتي جدامي..ياجلابة النصايب
نظر فارس لهم بغيظ قبل أن يسرع بالخروج من البيت ..
_ فارس استني .
_ فوته ياابراهيم..خلي يفوح لنفسه ياولدي..
______
نظرت روضه للبيت المهجور الذي جلبهم والدهم له..برعب..
أنه يشبه المغاره حقا ..وبالليل يشبه كالمقابر بلا حياه…
اقتربت من والدتها التي تجلس بكل اريحيه، وكأن شيئاً لم يكن..
تأكل بالطعام..
تفكر لو كانت تعلم أنها ليست أمهم الحقيقيه لكان جرحها اقل، ما يؤسف حقا انها والدتهم من انجبتهم وللاسف..
كفكفت دموعها بظهر يدها، واقتربت من والدتها..
_ ماما..
انتبهت والدتها لها، ونظرت لها بسخط، وهي تعاود مضغ الطعام بكل راحه..
ابتلعت حرقتها من افعالها
_ مفيش اخبار عن ليليا..
لم تجبها والدتها فعاودت سؤالها بإلحاح..
قبل أن يأتيها الرد علي هيئة صفعه قويه من والدها الذي دلف للتو بثياب رثه، واستمع لها..
_ اني اجولك وين هي..تعالي يابوز الأخص انت..
_ يابابا بس..انا .
سحبها والدها للغرفه، بقوه..وشرع بضربها بكل قوته..
قبل أن يندفع شقيقها الأصغر خلفهم..
شرع بضربها بقوه، بتلك الجريده التي لا تفارقه منذ أتوا لهنا..كلما سألت عنها يجلدها بها بلا رحمه..
_ خلص ياابوي..اتركها..وحياتي عندك …ماعدناشي نسأل عنها
كانت هذه توسلات ابنه التي اندفع خلف والده
_ فوتها يابوي..وحياه النبي تفوتها..هتموت ياابوي .الحقي يااماي..الحقي خيتي..
انتفضت والدتها اخيرا، بترو، وبكل برود .
_ فوتها ياأحمد خلاص، معدتش تتحدت بالموضوع ده..يابتي خيتك الله يرحمه..ارتاحت من كل اللي كان هيصيبها بعد العمله دي..
_ العمله دي انتوا اللي عملتوها..انتوا السبب..منكم لله..
_ باااه.. بتردي علي يا جليلة الربايه، يبقي لازم اخلص عليكي عشان ماتحصليها كوماني.. يااجل ماترحميني من عارك انت كمان
بلا رحمه كان يجلدها وكأنها حقا ارتكبت إثما لا غفران له..
كانت مستقبله فقط دون حراك وكأنها غابت عن الوعي لم تصرخ، ولم تبكي، ولم تتحرك لتدافع عن نفسها..
لاسبوع ظلت تدعو الله أن يستجيب دعائها وترحل خلف ليليا..ليتها تموت وتروح من تلك الحياه..
ليليا لم تكن شقيقه فقط..بل كانت روحها الضائعه، وخليلتها القويه التي كانت تستقوي بها..لم تصاحب بحياتها الا هي…ولم تعرف بحياتها الا أشقائها
كانت امها وشقيقتها وصديقتها…بدونها هي لا شيء..
ظلت صامته تستقبل كل الامها، قبل أن يخترق اذنها صوت والدتها القوي…باسم شقيقها..
_ يالهوووي…محمد..ابني…الحقوني..
لا تعلم من أين اتتها كل تلك القوه، لتدفع والدها الذي لا يزال يضرب بها، ليسقط أرضاً، واندفعت هي ناحية صوت والدتها، لتتسع عيناها وهي ترى شقيقها المسجي وسط بركه من دمائه..
_ محمد…محمد..رد عليا…
لا..لا..انت كمان هتسيبني يامحمد..ليه..ليه..
_______
أغلقت ساليمه هاتفها علي الفور ماان استمعت لصوت تلك الغبيه التي دلفت لغرفتها بلا استئذان وهي تهمس يخفوت كعادتها بالسلام …
كم تكره طلتها الغبيه..كما تخبرها دوماً..
_ أنتِ يابتاعه أنتِ
هتفت ساليمه بابنة عمتها بغضب، قبل أن تستقيم، وتدفعها بقوه لخارج غرفتها
_ نقاب ايه اللي لبساه ياست الشيخه بيلا..وانتي مبتعمليش بيه اصلا..ازاي تدخلي عليا من غير استئذان كده..
كادت بيلا تسقط ارضا بعدما دفعتها ساليمه لخارج الغرفه بقوه، لولا يد أحدهم التي التقطتها بصدمه
_ ساليمه…أنتِ اتجننتي.
انصدمت ساليمه ما أن صرخ بها ابراهيم، وصابها الفزع من عقابه..
_ انا..انا..
كادت ساليمه أن تعتذر، لولا أن خطرت برأسها فكره جهنميه، ستجعلها تنتقم من شقيقها ومن تلك البكماء المنتقبه كما تنعتها، التي تلتصق بها كالعلكه..
استغلت وضع بيلا التي لم تتحكم بأقدامها، وسقطت كليا بأحضان إبراهيم والتوت قدميها، وتأن بوجع..ويبدو أن شقيقها قد نسي هو الاخر نفسه ومال يطمئن علي قدميها..
وصاحت بعلو صوتها ليلتف فجأة البيت بأكمله عليهم..
_ في ايه ياساليمه بتصرخي ليه إكده يا بتي..
هتفت زوجة عمها وهدان بتلك الكلمات، قبل أن تجيبها ساليمه بخبث
_ يلهوي..يلهوي يامرات عمي شوفي بنفسك..
_ بااااه..ايه اللي بيحصل اهنه..
شرعت ساليمه بتلفيق بعض من أكاذيبها على أخيها لتنتقم منه..
_ والله يامرات عمي حاولت اقوله عيب ياابراهيم دي مهما كان بنت عمتك مفيش فايده..
اتسعت أعين ابراهيم بصدمه وهو يقترب من شقيقته، ليصفعها..
_ انتي بتخرفي تقولي ايه ياغبيه..
_ بقول اللي سمعته، وشوفته، انت وبيلا كنتم مستغلين الوضع واهو الكل كشفكم..
كاد يصفعها أمام الملأ مره اخري..بحده..
قبل أن يصمت هو فجأة، ويد والده تزين خده بصفعه قويه..لاول مره بحياته..
_ بابا..
_ انت تخرس خالص…
أغمض عينيه بقوه، يكظم غضبه، قبل أن ينتبه علي تلك التي التصقت به من الخلف، وتتمسك بقميصه بقوه وتنتحب بصمت ويدها ترتجف ، ماان ظهرت والدتها فجأة تصرخ وتولول..
اندفعت عمته من وسط العائله، ومدت يدها لتجذبها بقوه من خلفه..بينما زادت هي من التصاقها به..
لا يعلم لما حن قلبه اليها، وهو مالم يراها بحياته منذ أن كانت طفله الا تلك المره..
شعور بالحماية ولد ناحيتها فجأة، او ربما شعور خاص بأنه يريد رد كرامتها وكرامته التي هُدرت علي يد أقرب الناس له .
امسك بيد عمته بقوه قبل أن تطالها، ونظر باتجاه جده الذي وصل للتو بصعوبه يلتقط انفاسه، تجاه تجمهرهم
_ اسمعوا كلكم ..اه أنا بحب بيلا..وكنت ناوي اطلب ايدها من جدي، بس حصل اللي حصل..
ودلوقتي يا جدي أنت وعم علوان..انا طالب منكم ايد بيلا..
نظرت ساليمه لاخيها بصدمه..قبل أن يبادلها هو بنظرة متهكمه، حزينه علي ملوثات إليه من قذاره.
________
_ يا بيه..يا بيه..
انتفض علي صوت ضرغام حارس مزرعته الخاصة بتلك المنطقه البعيدة نسبيا عن البشر..بأقصي الجنوب
_ في ايه يا ضرغام..انت اتجننت بتزعق ليه كده..
_ حقك علي يابيه..بس غصب عني…اللي شوفته ما يتسكتش عليه ..
_ شوفت ايه…انطق..انت هتنقطني..
_ حاضر يابيه..ماانا جايلك بالكلام اهو…
_ الواد اللي اسمه ميمس..رجع تاني يابيه المزرعه..وجايب معاه مصيبه سوده بعيد عنك..
نظر له بصدمه..
_ وانتوا كنتوا فين يابهايم…ومصيبة ايه اللي جايبها..دي..
_ بيقولوا الناس اللي شافوه، وياه أن معاه بنته يابيه…وكان شايلها علي يده، كأنها ميته..
اتسعت أعينه بصدمه، قبل أن يصرخ بغضب بضرغام..
_ انت بتقول ايه.. الله يخربيتك…ازاي دخل تاني..وازاي مشوفتوش في ايه؟
_ الناس خايفه يابيه..
_____
فتحت عينيها بتعب، قبل أن تنتفض تنظر ..لذاك الضاحك أنه هو مجدداً..
لما لا تخلص منه، كيف وجدها..
اخر ما تتذكره هو هروبها منه ماان هبطت من محطه القطار، كانت تجري بأقصي سرعه لها..
وبعدها داهمها دوار فلم تتمالك حالها…
ودت أن تصرخ…تبكي…لما يجري معهاولكنها ابتلعت ريقها، ماان رأته يخرج لخارج ذاك الكوخ الخشبي الذي جلبها له…
تسللت العزيمه لقلبها مجدداً، وهي تراه يبتعد قليلا عن الكوخ ..
استقامت ببطيء..لتراه يسير مبتعدا وسط المزروعات، لتنظر لذلك الضوء القريب من الجهه الاخري
استدارت لتتأكد من ابتعاده عن الكوخ، قبل أن تتحامل علي نفسها وتطلق قدميها للريح..
شهقت بذعر ماان استمعت لصوت اقدام من خلفها، والتي لم تكن إلا خطواته ، وهو يصيح بصوت متقطع..
_ اس.ت.ني
قبل أن تري خلاصها بذاك القادم بسيارته التي تشق الطريق المظلم
_ في ايه؟
_ أرجوك انقذني..
________

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى