روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت الخامس والعشرون

رواية وكأنها عذراء الجزء الخامس والعشرون

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة الخامسة والعشرون

الحبُّ هو ذكاء المسافة ألّا تقترب كثيرًا فتُلغي اللهفة ولا تبتعد طويلًا فتُنسى، ألّا تضع حطبك دفعةً واحدةً في موقد من تُحب أن تُبقيه مشتعلًا بتحريكك الحطب ليس أكثر، دون أن يلمح الآخر يدك المحرّكة لمشاعره ومسار قدره.”
ابتسمت بيلا بسعاده وهي تري سعادة ابن خالها ومعه تلك الفتاة التي تعرفت عليها، لا تعلم لما حن قلبها لها، وكأنها ليست غريبة عنها، نشأت صداقة جميلة بينهم سريعاً، كم سعدت لمعرفتها أنهم سيتشاركون مكان إقامة واحد..
انتشلتها أعين ابراهيم المسلطة عليها من توهانها، فابتسمت تلقائيا ما أن غمز لها بعينيه، خفضت بصرها سريعاً، وعقلها الغبي كالعاده يعيد عليها كيف تزوجا، يخبرها لا تتأملي فزواجكم ليس طبيعياً. شردت ولكنها انتفضت علي ذراعيه التي حاوطهتا بحنو، بينما دني برأسه هامسا بأذنها:
_ تعالي اوريكي حاجة..
لم يترك لها فرصة لأي شيء، لا اعتراض ولا قبول، فجأة وجدت نفسها خلف ذلك الكوخ المقيمين فيه والخاص بفارس بالمزرعه كما اخبروها.
_ ابراهيم…!ايه ده؟ ميصحش نخرج كده؟
ابتسامته وضحكة عيناه تقسم أنها ستظل محفوره بداخلها العمر كله..
ابتسمت تلقائيا من خلف نقابها، الذي رفعه عنها هامسا بصوت حاني:
_ طول ما انتي معايا متخبيش وشك مني يا بيلا، خليني اشوف الغمازتين دول اللي مصممين يخطفو قلبي من غير رحمه..
تلك الحمرة التي كست خديها من بضع كلمات وعيناها التي تحاول اقصائها بعيدا عنه اراحت قلبه، بل يقسم أن ما أراح قلبه تلك السعاده التي رآها علي وجهها سعادة لفارس وتلك الطفله التي تزوجها..
ضحكة خرجت منه مرتفعه جعلتها تنظر له بتعجب لكنه اجاب استغرابها، وهو يجيبها بضحك مجددا:
_ وكأن قدرنا نتجوز اطفال.
_ ابراهيم..!
هتفت اسمه بغضب محبب لقلبة، ولكذته بذراعها بخفة :
_ رخم علي فكره، وبعدين انا مش طفله، وابعد بقي عني، احسنلك ..
دفعت ذراعه الذي حاوطها بها غصبا عنها، واردف بعناد:
_ مش هبعد، وريني هتعملي ايه بقي؟
مرت الدقائق بالعناد، والضحك إلى أن استمعوا لصوت يزيد الصارخ بالحرس:
_ ايه ده، في ايه؟
_ مش عارف، تعالي نشوف في ايه؟
أمسك بيدها يدفعها بخوف، اطمأن من دلوفها للكوخ، ولم ينتبه لتلك اليد التي دفعتها مجددا لخارج الكوخ، حاولت الصراخ، لكنه كمم فاهها، ولم تستطع الصراخ..
_ ششش اهدي، اهدي
**********
” عندما تسامح ، فإنك تطلق سراح سجين ، و تكتشف أنك أنت كنت هذا السجين ”
استقام فارس كالملسوع، مختطفا تلك التي تجلس أمامه بين ذراعيه، يدور بها بسعاده مفرطه بعدما انتهي المأذون والقي بجملته الشهيره، الذي لم يجد أي لذة من سماعها من قبل، و الان منتهي السعادة الذي قد يحظى بها يوم..
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير..
قبل أن يقطع عليهم فرحتهم صوتها الصارخ:
_ خراب….هلاك…يادي الخراب…العدوين ازاي يبقوا احباب..
_ انتِ..
انتفض يزيد كالملسوع، وتلقائيا يده تسللت لموضع سلاحه الذي لا يفارق
صراخ جده عليه لم يثنيه عن قراره النابع من غضبه الحارق من تلك السيدة وجه الخراب عليه وسبب كوارثه كلما عادت لمزرعته وحياته..
يزيد، اوعاك ياولدي، الحقوا يا ابراهيم..
صراخ جده لم يوقفه، خرج كالمجنون، يتتبع أثر الصوت الذي اختفي تمامًا كأنه سراب ، ومعه اختفت صاحبته المجنونه ..
هدر بجنون:
_ راحت فين، انتوا يا بهايم عوزكوا تقلبوا عليها المزرعه حته حته..
سيجن، وهو يدور حول نفسه، انقلبت المزرعه رأسا على عقب، ولم يجدوا أثرا لها..
_ يزيد ملهاش أثر، وبعدين انت هتحط عقلك بعقل واحده مجنونه..انت اكيد اتجننت..
هكذا هتف فارس بجديه، بعدما مشطوا المزرعه بأكملها ذهابا وإيابا ولم يجدوها..
لا ينكر أن صوت المراه هذه اخترق صدره، وكأنه رصاصة حيه اوجعته وسبب له خفقة مؤلمخ لكن ما أن استمع انها مريضه عقليا من الحرس، اطمأن قلبه..مؤكد ليست بوعيها وهم ليسوا معتادين علي تلك المواقف بعد، أو ربما آتاهم صراخها كصدمه أخفقت قلوبهم
انتفض فارس على يد يزيد الذي ضرب بها الحائط من خلفه بغضب؛
_ انتو مش فاهمين حاجه، مش فاهمين حاجه، الست دي مش بتيجي المزرعه إلا للخراب
اتسعت أعين فارس، لقد سمع هذه الكلمة من ضرغام قبل دقائق، لا يعلم لما قُبض قلبه، ولكن سرعان ما زفر بحنق..واردف بهدوء:
_ يزيد اهدي أكيد هي مش غبيه لو زي ما بتقول ، يبقى مش هتعمل حاجه وكلنا موجودين مع اني اشك انها تكون بني ادمه طبيعيه..هي اكيد مريضة نفسيا..
ضحكه خبيثه ارتسمت على وجه عنجهية التي تقف وسط الجمع ترتدي النقاب، وتقف بكل ثبات..
عيناها الخبيثتان تلمع كشيطان، الذعر المرسوم علي وجه الشباب الثلاث شفي غليلها قليلًا..كانت تود البقاء أكثر، ولكن مع صياح ابراهيم الجهوري، يأمرهم بالرحيل، والاطمئنان، كانت مضطرة للرحيل لكن فجأة امتدت يد وسحبتها بقوة هادرا بها:
_ فوتي قدامي، بدك تكشفينا اياك..
جزت على أسنانها، و همست بغضب وصل لمسامعه بسهوله:
_ فوتني يابوز الخراب اني حرة..
*******
نظر إبراهيم ليزيد الذي اندفع كالمجنون تجاه قصره بعجب وحيرة من خوفة الظاهر له لاول مره لكن قطع تفكيره بيلا التي اقتربت تمسك بيده، وقد انتبه لخلو المكان أخيرا الا منهما والحرس.
_ ابراهيم..
همست بذعر، وصدرها يعلو ويهبط، وكان أحدهم كان يجري خلفها.
استشعر بروده يدها ، بل ويدها ترتجف بطريقه لا اراديه دبت الرعب لقلبه، بلهفه نظر لعينيها التي اغرورقت بدموعها، والخوف يملؤها
_ بيلا انتي كويسه يا حبيبتي؟ حد عملك حاجه!
لم تستطع الحديث مجددا، انعقد لسانها ككل مرة ينتابها تلك الحاله
صمتها جن جنونه، وقد امتلأت رأسه بكل افكار الكون المؤذيه، أمسك بكتفها يدفعها لتنتبه اليه ببعض الحده:
_ بيلا..بوصيلي..انطقي متسكتيش، حد قربلك، في ايه وصلك لحالتك دي؟
سالت دموعها وظهر بكائها واضحا من تحت نقابها، لكنها لم تكن بحالتها الطبيعيه، جسدها أصبح كقطعة ثلج فجأه، عقلها مشتت، ضائع
_ بيلا..ردي عليا..
كانت هذه آخر كلمات وصلت لاذنها قبل أن تسقط بين ذراعيه جثة هامدة
_ بيلاااااا
********

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى