رواية وكأنها عذراء الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم أسما السيد
رواية وكأنها عذراء البارت الخامس والثلاثون
رواية وكأنها عذراء الجزء الخامس والثلاثون
رواية وكأنها عذراء الحلقة الخامسة والثلاثون
وتبقين سِرًّا أبوحهُ دومًا بوقتِ الأذانِ، ووقتِ الهطولِ وعندَ الصيامِ، وكفِّ السَحَر وتبقين فيَ ظلالًا وفيَا وأمسًا جميلًا، وحُلم العُمر .
#مقتبس
أربعة أشهر مرت منذ آخر مره راته بها، تحديدا منذ تلك الليله المشؤمه التي أصيب بها بذلك الحادث الإرهابي اللعين
لم تكن إصابتة عميقة، لكنها ما أن علمت بالحادث فقدت عقلها ورشدها، ومن بعدها فقدته هو وللابد..
تتذكر كم توسلت ابيها لتذهب اليه، وتطمئن عليه، وابيها بكل هدوء وتفَّهم نفذ لها رغبتها..
احترم رغبتها، واحتواها، وساعدتها سلوى
مازالت تتذكر ذلك اليوم، وتلك الأحداث ، وكأنها الآن حدثت أمامها
هرولت حيث أخبروها بوجوده وما أن وصلت للطابق ، تفاجأت بإصابة فارس ويزيد، علمهم باصابتهم كانت صدمة لهم، لكن حمدوا الله بانها إصابة ليست قاتله
الصدمة كانت صدمتين، على قلوبهم لكن قلبها حكم عليها بصب جم اهتمامها به وهو فقط
لحظتها أرادت وبشده نهر نفسها، بل وضربها وتأديبها علي ما فعلته وعلي تجبرها عليه، وقسوة قلبها ، وكان نهاية أفعالها هي الطلاق
لو تعلم أن طريقهما سيصل لهنا الان، لضمته وأخبرته ألا يفعل، وأنها ما هي إلا كاذبة، تكذب على نفسها قبله هو، أرادت الحرية فها هي ستحرر للابد، وهذا ما لا تريده لينتهي العالم وتفني كل الشرور، ويبقي هو بعالمها
لا تعلم متى عشقته، لكن سؤال يبقي عالقا بخلدها، وتجد الالاف من الإجابات عليه ليترسخ بعقلها أنه يستحق…
وهو لماذا لا تقع بعشقه؟؟! ويداه كانت الأيدي الوحيدة التي دافعت عنها..
مر على ذهنها كل مواقفهم معا، دفاعه عنها، واحتوائه لها، حتى تلك اللحظات المميزة بينهم التي ستبقى ابد الدهر بذاكرتها نفسها بداخلها بطريقة بارعه لن تكون قادره علي محوها بكل سهوله هكذا..وان أرادت وحاربت لتنسي ستكون منافقه، ابراهيم لا يمحي ابدا
سمح لها الطبيب بالبقاء بجانبه ، بالنهاية تحت الحاحها ، وببعض النفوذ والنقود سمحوا لها
ساعدتها إصابة ابراهيم الغير فادحه وهذا ما حمدت الله من أجله ،
جلست تفكر جديا وهي تتأمله بعشق، وراحه، وتسأل نفسها، ماذا أن فقدته اليوم؟
كيف كانت ستعيش ، وكيف كانت ستعاقب نفسها؟!
حرب دارت بين قلبها وعقلها ليحسم القلب أخيرا ذلك الصراع الخبيث الذي لا يرحمها، ويرحم خوفها، وضعفها
وهي تقرر بكل سهوله أنها ستعود معه، ما أن يستيقظ ستخبره أن يردها إليه ، ستخبره كن معي دائما وأبدا
الآن فقط..ليحترق كل شيء، ويبقى هو ابد الدهر سالما معافيا بجانبها
إلى هنا استسلمت لراحة قلبها، وجلست بانتظاره حتى يستيقظ وتخبره قرارها، وبكل حنو تمد يدها تتلمس كف يده كل دقيقه
لكن مرت ساعه بجانبه، ولم يفتح عينيه، وسرعان ما استقامت فزعه حينما وصل إليها صوت والدها وهو يصرخ علي الطبيب ويأمره أن يأتي ليتفقد فارس الذي يبدو أنه بحال نفسية سيئه جدا
تُرى أين زوجته ؟؟
للحظة أنبت نفسها كيف نسيته ولم تطمئن عليه ألقت نظره متفحصه عليه ومالت مقبلة أعلى رأسه، وخرجت تطمئن على فارس
ولكنها لم تلاحظ تلك الجفون التي تحركت للتو وبدأت بفتحها
حال فارس النفسية، كانت من سيء لأسوء، لا احد يعلم ما به
لم تكن اصابته بالخطيرة ولا حتي العميقه، لكن حالته النفسيه كانت حقا سيئه
لم تفلح محاولة الطبيب بتهدأته أشفقت عليه حقاً..
أنه بالنهاية كشقيقها ويعلم الله أنه ليس إلا
اقتربت حتى اصبحت امامه، حاولت أن تهدأه ببعض كلمات حانية، لكن الطبيب كان له رأي آخر وهو يمد يده ليحقنه بالمهديء الذي سري مفعوله سريعاً، وشعرت به يسقط رأسه علي صدرها
للحظه تشنج جسدها، ولكنها تمالكت ودفعت بجسده بحنان حتي تلقفته يد الممرضه
ولكنها انتفضت من مكانها ما أن استمعت لصوت ابراهيم الذي كان يقف خلفها بأعين كالجمر المشتعل ويميل برأسه بتعب ملحوظ للامام بينما تستريح يده الحره علي باب الغرفه بجواره..
_ ابراهيم
بلهفه اقتربت منه، يدها تتفقد وجهه بلمس خفيف جريء قليلا من شدة خوفها عليه
حتي انها تحسست ذلك الذراع المرفوع برباط حول عنقه
_ ابراهيم انت كويس، الحمدلله يارب، انت تمام مش كده؟!
رددت الحمد لله كثيرا، ويدها مازالت تسير بخفه على كل مكان بجزعه الأعلى، سقط خجلها عنها وهي تتفقده بيدها لتمطئن عليه..
فكرت لو ترفع نقابها لرأي تلك الدموع التي أغرقت وجهها
لكن الجفاء، الجمود ، وبروده الكلمات
كانت ردة فعله..وكانت كفيله بقتلها
نظرت له بصدمه، صدمه حقيقيه، وهو يسير بتعب، واعياء ظهر جليا على ملامحه
كاد يسقط فاقتربت سريعاً تمسك بيده، لكنه بكل غضب دفعها عنه صارخاً:
_ اخرجي..مش اطمنتي عليه ..ابعدي عني بقي، بطلي تمثيل بقي
لطالما كانت سريعة البديهه، علمت ما يدور بخلده، وللمره المليون تنعي حظها التعس، وتوقيتاتها الخاطئه دوماً، لو لم تأتي لفارس بهذا التوقيت الذي استيقظ به، لكانت النتيجة النهائية رائعة
لقد ظن أنها هنا من أجل فارس فقط، وانها لم تهتم به
ابتسمت بضعف وسخريه من أسفل النقاب، وسالت دموعها وهي تسال نفسها أما زال يصدق كذبته وكذبتها بوجود شيء خفي بينها وبين فارس!..
لقد ظنت أنه لا يصدق، ولكنها مقتنعه أن نهاية كل علاقة جميلة تبدأ بالشك وها هي أوشكت علي النهاية حقا، لكن لا بأس من المحاولة هو يستحق أن تشرح له ولكن ما أن يدخل الشك القلب فالعقل بكل بساطه يصدقه
ويبدأ برسم مشاهد تخدمه، أنه إبليس اللعين ما يهييء له
ولكنها اقتربت بهدوء، تأملته للحظه بحرية قبل أن ترفع كف يدها وتضعها على خاصته
_ انت بجد مصدق اني ممكن اكون..
_ اسكتي..اسكتي
ردة فعله صدمتها، لكن لم تستسلم
_ انت لازم تسمعني، إبراهيم انا هنا
عشان
_ عشانه هو..اه عارف مش لازم ترميها في وشي، اللي شوفته كفايه أوي
_ ابراهيم..انت بتقول ايه، انت ليه مش مخليني اشرح لك انت لازم تسمعني
تخلت عن خجلها، أجبرت نفسها رغم أنها كانت تموت من الخجل داخليا، لكنها ايقنت أن اليوم عليها المواجهة، عليها أن تلقي بكل ما يخجلها بعيدا، وان لا تندفع وتتهرب، ابراهيم وحبها له، يستحق أن تعافر وتحارب من اجله
رفعت يدها وحاوطت وجهه بكفيها، تجرأت لتنظر لعينيه الذابله، والتي رأت البؤس والخيبه بداخلهم بوضوح ، لقد قرأته جيدا، وآلم قلبها ما رأته
عشقها لعلم النفس، وتفسير الطبيعة البشرية وما ورائها، جعلها تقرأ ما تحويه تلك العينان جيداً..
التقت نظراتهم معا، هو بخذلان منها، وهي بعتاب بريء، لأول مرة يرى ابراهيم هذا الجزء الجريء منها
اليوم كانت سخية معه بكل شيء
لقد أعطته كل شيء، وحرمته من كل شيء بلحظة
لقد استفاق على صوت صراخ فارس الذي نخر قلبه، آخر ما يتذكره هو إصابة يزيد ودفاعه عنه، ليتلقى هو الآخر إصابة علم بوقتها انها ليست عميقه، لكنه فقد الكثير من الدماء، لأنه يعاني من سيلان الدم
وسقط مغشيا عليه، لم يتذكر إلا صراخ فارس عليه، أن يتماسك، لكنه لم يستطع، حاول ولكن بالنهاية
سقط بجانب يزيد، ولم يشعر بشيء بعدها الا قبل قليل
انتفض وهو يشعر بالضياع، ولم تثنيه أوامر الممرضه عن البقاء بالفراش من الخروج والاطمئنان عليه، هو بخير يشعر بانه كذلك، اطمأن علي يزيد من الممرضه، وحمد الله أنه بخير، لكنه لم يصدقها بحالة فارس، صوته يفجعه
تركها خلفه، ورحل باتجاه غرفته، تفاجيء بكلتا العائلتين الا منها، عيناه بحثت عنها غصبا عنه، صوت عمه عمران هو من إعادة للواقع، وهو يخبره بوجودها بالغرفه، ومع من..فارس
للحظة لم يستوعب، الحزن تملك منه، لكن عاد صوت فارس يخترق أذنيه، فتخلي عن ذلك الاسي البائس و
اندفع للغرفه، وصدم مما رآه، وشق قلبه نصفين، وهو يري من ارتسمت صورتها بذهنه قبل أن يغمض عيناه ويسقط وتمني أن تنتهي حياته وهي اخر شيء قد يراه
تمني لو كانت بجانبه..
وها هي الآن تفعل مع أحد غيره
كل ما تمناه للحظه..
شعر بخيبة قاتله
ولم يدري بعدها بما كان يلقيه بوجهها
الغيره وحش قاتل، وهي لا ترحمه
_ فارس انت بتقول ايه، انا كنت .
لمستها اشعلته، كاد يحن، ينسي خيبته بها، لكن حدث وحيد، بذكراها المؤلمه عاد ليتذكره جعله يدفعها بغضب وغيره قاتله..
وهو يستغفر الله مما حدث
همست بصدمه:
_ ابراهيم، انت .
لن يدعها تكمل، صرخ بها بحزن ظهر جليا بنبرة صوته رغم ما يفعله:
_ اطلعي برا انتي نسيتي ان انا طلقتك..ولا فاكره اني فارس وهسكت علي وساختك
اطلعي…
اتسع فمها من صدمتها به، من قوه حديثه، وعنفه وقلة ذوقه:
ألقت نظره ضائعه عليه ، مشتته، نادمه، قبل أن تهتف وهي تسير للامام بآليه تودعه:
_ حمدالله على سلامتك يابن عمتي، زال الباس..ورحلت..
كانت هذه آخر مرة رأته بها ، ومن بعدها وصلتها ورقة طلاقها الرسمي علي يد المحامي ، دفعها عشقها لتسأل عليه لتتفاجيء بأن ثلاثتهم تركوا القاهره لمكان آخر عملت الاجهزه الامنيه علي اخفائها
لم يلتفت لها، ولم يري دموعها، لو احبها بصدق ما فعل وما قسي، وما صدق هواجسه، لكان سأل عنها، هي كانت ورطه للاسف والان تخلص من ورطته، لكنه ترك لها إرثاً سيكون عونها كما تخبرها زوجة ابيها الرائعه… انتفضت على صوت مرح حاني:
_ بلبلتي
_ سلوتي
_ يالا بقي عشان تفطري ياقلبي وتفطري حبيب قلبي اللي متعذب معاكي ده
نظرت لبطنها المنتفخه قليلا، وهمست بسعاده:
_ تفتكري بنت ولا ولد..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)