روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل الثاني 2 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل الثاني 2 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت الثاني

رواية وكأنها عذراء الجزء الثاني

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة الثانية

لم يلمسها أحد من قبل
أسما السيد
________
تنويه علي وجود بعض الألفاظ الجريئة العاميه الدارجه كي تلاءم مجري القضيه..لذا صنفناها+١٨
____
انها ليست بالقويه التي لا تهزم ، وليست بالضعيفة التي تكسر وتهدم، انها خليط عجيبٌ متجانس من كل شيء ناقص ..انها كما العذراء التقيه..انها العذراء ليليا…
_ (العذراء ليليا)
كيف لها أن تتوسل الخلاص وهي من عاشت عمرا كاملا تبحث بين الدهاليز عن طرق الحريه، تبحث بجد وتجتهد حتي تنأي بنفسها عن كل شيء يصل بها لأن تعيش تحت ظل رجل يعشق عبوديه النساء كما عاشت بكنف أبيها سبعة عشر عاماً..
يبدو أن حتى أكثر الأحلام التي كانت تحلم بها ليل نهار كانت خطئاً كبيراً..أو يبدو حقاً أنها كما كانت تخبرها صديقتها ساليمه، واهمه…فلتعش الواقع ولا تحلم بالحريه.. أنها الان تدفع ثمن دفاعها المستميت عن الهدوء والصمت كما كانت تخبرها ساليمه، تدفع تمن الطاعه المفرطه لوالديها، وعدم رفع جفونها لتري ماهو أعلي منها..ليتها كانت جريئة كما ساليمه لتفعل ما تريد بحريه بعيدا عن أعين الجميع…ليتها كانت قوية مثلها لكانت هربت من مصيرها المحتوم، كما اخبرتها اليوم…لكنها جبنت، حتي من التفكير بذلك
وها هي الآن تدعس تحت اقدامها الغارقه بدماء عذريتها المختلطه بدمائه اللعينه، كل احلامها..
هل تودع عفتها الان…طهرها..وبراءتها…
غصت بحلقها، بنوبه بكاء حاره…قبل أن تقف علي قدميها بوهن، و تقذف تلك المزهريه التي مازالت تحملها بيدها المرتجفه أرضاً…حتي استقرت بجانب ذاك الكريه الذي ينازع ، يتمتم بكلمات لم تفهمها …
مردفه ببكاء طفولي..
_ ليه عملت فيا كده ليه…انا ذنبي ايه..منكم لله ..الله ينتقم منكم..
وقفت لوهله تنظر يميناً ويساراً…دموعها هي المسيطره علي الموقف، قبل أن تنظر لنفسها، ولفستانها الأبيض الطفولي الذي أصرت أن ترتديه بدلا من ذاك الآخر الذي اتي لها به قبل ساعات…
هذا الفستان كان له معها اجمل حكايه..أنه هديتها لنفسها التي أدخرت ثمنه لعام كامل بين طيات كتابها المدرسي خوفا من أبيها..
كانت تتمني أن ترتديه فقط أمام مرآتها، وان تستطيع خداع والدها وتذهب به لحفل عيد ميلاد صديقتها ساليمه، التي تتفنن بملبسها كلما التقت بها بسنتر الدروس التي يلتقيان به..كانت تريد أن تريها انها ليست كما دوماً تخبرها لا تملك إلا ثوب واحد…
ولكنها عدلت عن رأيها اليوم وارتدته..ارادت أن تسعد نفسها لآخر مره ، وتنفذ امنيتها الوحيده التي تمنتها لعام كامل، ولو لدقائق…
لو كانت تعلم أن مصيره سيكون كذلك ، غارقاً بدماء عذريتها البريئه…لمزقته …واشترت بثمنه كفناً عوضا عنه…
لقد باتت تشعر أنها سترتديه قريباً..
خفضت رأسها تنظر لأسفل ..لتلك الدماء التي تنساب منها بغزاره، وعدم فهم لأي شيء بحياتها الا الفتات التي كانت تتوسل والدتها اخبارها المعلومه عنه، ولولا صداقتها لساليمه، التي فتحت عيونها علي اشياء لم تكن تعرفها لكانت الان تجهل معني كلمة عذرية..
هل من الممكن انها تعاني نزيف الان…انها بالكاد كانت تعرف بعض الاشياء عن عادتها الشهريه…
التي ظلت لأشهر تأتيها ولم تخبر والدتها مخافةً منها…حتي أكتشفت والدتها بقع الدماء علي ثيابها، وكان رده فعلها كتفكيرها تماماً..
أن تكون فعلا شيئا مريبا ً..
كم ظلت تبكي وتخبرها ما يحدث معها حتي أتت والدتها بالدايه فاطمه التي وبختها واقنعتها انها ليست إلا دماء عادتها الشهريه..
كم شعرت بالمهانه حينها، والسيده الغريبه ترفض بشده فحصها، وتصدقها، ووالدتها تصر علي تكذيبها وكبت حريتها..
حتي شكت بها الدايه، و سألتها السيده..ما مشكلتك تحديداً أن تأتيها العاده الشهريه في ذاك العمر…وكانت المفاجأة أنها تعتقد أن عمرها صغير أن تأتيها العاده الآن..كانت حينها ببداية الصف الاول الاعدادي..
حينها تكرمت السيده فاطمه بهدوء، واوضحت لها أنه يأتي تبعاً لطبيعة الجسم..وبعض اشياء أخري من احدها وزن الجسم وهرموناته..
حينها كانت تعاني من وزن زائد…وتركت والدتها جميع الاسباب وتمسكت بوزنها الزائد وبدأت بمعايرتها به، حتي كرهت جسدها تماماً، وانقطعت عن الطعام تماماً…حتي سقطت مغشياً عليها تعاني مرض فقر الدماء..
ومن حينها لم تجرأ علي ذكر شيء يخص طبيعتها الانثويه لوالدتها..
كم كانت تكره ضعف حيلتها، وتكرة تأنيب والدتها الدائم لها علي كل شيء، حتي باتت تشعر أنها سبب دمار الكوكب القادم…
كم تكره والدتها الآن أنها ليست معها كما كانت تري نساء جيرانها مع بناتهم ليلة الزفاف…وكم تكره كل شيء ناقص بحياتها…وتكره كونها ولدت لاب وأم كوالديها لا يفقهون مما يحدث معهم شيء ..ليت المرء يستطيع أن يختار والديه..وكانت اختارتهم أكثر تفهما، أكثر وداً، وأكثر عطاءً..لكنها أشياء مصيريه، لا احد يستطيع التدخل فيها..
نظرت لذلك المسجي ينازع هو الاخر …هل ينازع ملك الموت الان…اللعنه عليه..فليمت..فليمت أنه يستحق علي ما فعله بها..
جن جنونها وهي تميل مره أخري متحامله علي أوجاعها ..كي تلتقط تلك المزهريه التي ألقت بها للتو..ستنهي حياته، كما انهي حياتها بهذا الرخص ..
ولكن ماان مالت لترفعها الا وصرخت صرخه شقت حنجرتها…من ذاك الالم الذي اخترق كف يدها التي كانت تحمل به المزهريه…
أنه ألم حاد… ليس كأي ألم..
أنه يبدو كشيئاً اخترق اورده يدها..نظرت لها بصدمه، وهي تمسك بكف يدها بقوه تكتم الدماء التي ما كان الا….
صرخت بألم أكبر…وبكت…بكت بحرقه …
_ ااه….
كانت هذه آخر صرخاتها، وهي تمسك بكف يدها الغارق بدمائه…
قبل أن تنظر لذلك الذي استقام يترنح وييده ذاك السلاح الذي نال به منها…
وضحكته المستفزه عادت تملأ الأرجاء من حولها، أنه يبدو…يبدو كشبح مخيف، كانت تري مثله بالافلام التي كانت تشاهدها مع صديقتها ساليمه علي هاتفها..المحمول
أنه يقترب …يقترب منها مجدداً رغم ترنحه …
ازدادت وتيره انفاسها ، كلما اقترب منها، التعب بدأ ينال منها…ولكن لا…
أن كان مقدرا لها الموت الان…
فلتمت بشرف حتي لو شرفها الحقيقي سُلب منها، فلتمت دفاعاً عنه…أنها بكلتا الحالات ميته لا محال ..
هبت روح الثأر اللعينه بقلبها مجددا أنها الان باتت متأكده أن كل من يحمل الدم الصعيدي…ملعون بلعنة الثأر والي الابد…
انها الآن تشعر بالحقد …الحقد الذي كانت تراه يعلو صفحة وجه أبيها كلما أتت سيرة العائله والماضي..
هل أصبحت مسخ منه..وليكن ..
اندفعت بكل قوه مازالت تتمتع بها، وان كانت قوه واهيه ودفعته بقوه بصدره، إلى أن التصق بالحائط، وترنح أرضا مجدداً…
قبل أن يصل إليها صوت أكثر شخص بالعالم باتت تمقطه..
_______
_ احب علي يدك ياإحمد ..اوعي تروحله..اوعاك ياإحمد..
_ جولتلك بعدي عني ياحرمه…عظيم بيمين لكون (ج)قتله الليله..
_ ابوس يدك ياإحمد خلص اللي حصل ..حصل..
دفعها بقوه سقطت أرضاً علي اثرها، وفر للخارج…حاملا سباحة بيده..
لطمت زينب خديها مره بعد مره…
_ ياميلة بختك يا زينب ..يامـرك يازينب ..منك لله يابن البدري..الله يلعنك انت و خيتك
مطرح ماراحت…خربتوا داري
_ في ايه يااماما…ليليا جرالها حاجه..
هتفت بتلك الكلمات رضوي شقيقة ليليا الصغري بذعر، ورجفه ما ان وصلها صوت صراخ والدتها..والتي تصغرها بعام واحد
_ ايه اللي حصل لليليا يااماما..حرام عليكم…اختي جرالها ايه..منكم لله أنا عمري ماهسامحكم…
دفعتها والدتها للخلف بيدها…
_ بعدي عني ياخلفة الندامه انتي وخيتك، ريتكم ما جيتوا للدنيا..الله ينتقم منكم…ويريحني منكم..بعدي…من وشي الساعه دي…يامرارك يا زينب…جوزي هيروح مني ياناس…حدا يلحقني
لم تكن تلك اول مره تختار زوجها عنهن ولم تكن تلك اول مره تطال يدها اجسادهن بعنف…
انها هكذا دوماً …تنعي قلة حيلتها مع زوجها بهن ..تكمل ما بدأه عليها من عنف علي اجسادهن.. كالعاده..
تكومت رضوي بأحضان شقيقها الصغير محمد الذي يبلغ من العمر عشر سنوات ..والذي دوما ما كان احن منهم عليهن، وهو يرفع يده ويمحي بها دموعها .
_ متزعليش يارضوي…والله لما اكبر لاجيبلكم حقكم من كل اللي ظلمكم ومد يده عليكم…..انا بس ابقي ظابط كد الدنيا زي ما ليليا عاوزه ..ويبقي معايا فلوس كاتير واخدكم بعيد من اهنه..
ابتسمت رضوي رغم عنها وضربته بخفه علي رأسه..
_ ايه الكلام ده ياعم محمد اهنه، أكده..كاتير، انت مش راسيلك علي بر ليه، شويه صعيدي وشويه مصراوي.. ماترسيلك علي بر ياواد انت…
بابتسامه شقت وجهه هتف محمد..
_ انا جولتلك قبل سابق..انا اول مااكبر هدور علي جدي الصعيدي اللي ابويا سماني علي اسمه ده…انا نفسي أشوفه اوي…تعرفي يارضوي سمعت ابويا بيتحدد مع الراجل جوز اختك ليليا بيقوله..أنه راجل غني اوي..وان أبوكي عنده ورث كتير اوي..هو احنا ليه منروحش نستخبي من أبوكي هناك يارضوي…اقله ناكل ونشرب حلو بدل ماالواحد ريقه نشف من كتر اكل البصاره والعدس..
ضحكت رضوي ..بهيستيريا من كلمات أخيها ووجهه الممتعض…
_ اه ياطفس كل اللي همك بطنك…طب تعالي بقي..
انا هفجرهالك..
شرعت تدغدغ بمعدته بسعاده ودموعها تغطي وجهها رغما عنها…
_ لاااه…لااه ..بلاش يارضوي..هموت ..
_ لا والله ماهسيبك دا انت حتي لسه واكل لحمه وورك فرخه من عشا العريس الكهنه جوز اختك.. ..
كانت هذه آخر كلماتها قبل أن ينتفضا…علي صرخات والدتها وبكائها مره أخري..
انكمش محمد مجددا داخل احضان شقيقته.. مردفاً بذعر
_ رضوي انا خايف اوي…هي ليليا جرالها ايه …تعالي نروحلها..
_ اش ..اهدي متخافش..تعالي نشوف في ايه برا بس متعملش صوت، هنقف ورا الباب عشان لو شافونا مش هيرحمونا انهارده..
_ ماشي..
_ياالهوي..يالهوي..جتلته…هنروح فين احنا دلوقتي…هتفضل طول عمرنا نهرب من اهنه لاهنه…
أزاحها زوجها الذي عاد بملابس غارقه بالدماء..
_ بعدي من وشي ياحرمه..ويالا ابسرعه لمي كل لينا هنا أنتِ وبتك، وخلينا نمشي من اهنه
_ هنروح فين…وفين بتي..فين ليليا..؟؟
كانت تلك اخر كلمات هتفت بها زينب قبل أن ينقض زوجها عليها ..مردفا بشر ..
_ بتك ماتت ..اخر مره اسمعك بتذكري اسمها علي لسانك..ليلي ماتت ..وانتهي أمرها،
سامعه …
يالا نفذي اللي جولتلك عليه وانت ساكته..
_ حاضر ..حاضر ياولد عمي..بس ..
_ جولت خلوصنا …يالا نص ساعه لموا الحاجات المهمه بس…
______
_ مالك يافارس…مين اللي بيكلمك…
_ دا اللواء عامر.. ملحقتش أرد..
_ يبقي مش هنلحق نستريح..احسن انك مردتش
هتف ابراهيم صديق فارس وابنةخالته، بتلك الكلمات بخيبة امل…
_ اظاهر كده….
نظر له ابراهيم مليا قبل أن يهتف به..
_ بس هو ده اللي شاغلك..في ايه مالك…؟
_ لا مش ده ..برن علي أمي وجدي محدش بيرد..
وبتصل بأبويا قالي وهو متوتر مفيش حاجه قلبي مش مطمن…مش عارف ليه..
_ ياعم انت دائما مقدر العفش علي رأي جدك ليه.. تلاقيهم محضرينلك عروسه جديده وخايفين يقولولك لتهب فيهم…
_ اعوذ بالله منك ..ياساتر يارب…ال عروسه ال…
_ يعني انت عامل اضراب ذاتي ولا واحده توبتك عن جنس النساء..
لكذه فارس بجانبه، قبل أن يهتف بغيظ…
_ توبتك…واحده…انت تعرفي عني كده…
_ لا طبعا ماهو ده اللي هيجنني..
قهقه فارس علي ابنة خالته، وهو يستقر بسيارته أمام المقود..
_ ماشي يااعم اضحك..اضحك…
عموما يالا بينا خالتك قالبه الدنيا علينا، وكل شوية تقولي المحشي برد..يالا بارد انت وهو..
ابتسم فارس تلقائياً علي خالته وحديثها..
_ طب يالا ياعم انا هموت وانام..
_ تنام ايه ياعم…بقولك محشي..محشي..
_ اهو كرشك ده اللي موديك في داهيه..وان شاء ابقي فكرني ازودلك التمرين..
_ كده ياابو الفوارس وانا اللي كنت هعزمك علي رز بلبن بالحمص..
_ ايه…رز بلبن بحمص، ايه وجع البطن ده…
_ ماانا كنت لسه هقولك…
قاطعه فارس بغيظ من تفكيره العميق في الطعام فقط..
_ هتقولي ايه ياعم..انت كل اقوالك عن الأكل…
_ حد يكره الاكل..تصدق بالله انت عيل فقري، وخساره فيك محشي خالتك…
_ لا…كله الا خالتي…اه..
______
لمحتها تدلف للبيت تنظر يمينا ويساراً كمن ارتكبت جريمه وتخشي فضح جريمتها..
جزت راجيه علي اسنانها بغيظ..قبل أن تهجم عليها وتمسكها من حجابها..
_ عملتيها يا وش الفقر…وخبرتيه … وجلبتي الدنيا، اني هعرفك كيف بتتسنطي علي حديتي ياعايبه يا نايبه..وتفضحيني..
_ راجيه…
كانت هذه صرخات ابيها الحاج عبدالرحمن بها، قبل أن يدلف ولده عبدالقادر للبيت بالكاد يلتقط انفاسه
_الحقنا يابوي..اللي كنت خايف منه حُوصل …ولد السباعي جتل خوي..حامد ..وهرب
______
تدور حول نفسها بلهفه..أخيرا ستراه بعد شهرين كاملين..نظرت للمرآه بسعاده…
قبل أن تقذف لنفسها قبله بالمرآه…
_ قمر …قمر ياساليمه، انت موقعتك يافارس فيا مبقاش انا…
_ في ايه ياساليمه مالك رايحه جايه ليه كده …وبتكلمي نفسك كمان .
_ ها..لا ولا حاجه ياماما ..انا بس قلقانه علي ابراهيم .هو أنتِ مش قلقانه زيي..ولا ايه..
هتفت بتلك الكلمات بسخريه..
_ لا يختي مش قلقانه ..واهدي كده..وخشي البسي طرحه علشان فارس هيطلع معاه، وبلاش تنسيها زي كل مره عشان انتي عارفه ابراهيم وغباوته..هيكسفك قدام فارس وترجعي تقولي بيكرهني..
لعنت ساليمه اخيها في نفسها وزاد حقدها عليه…
كم تكره تحكماته، وتسلطه وفرض قراراته المصيريه عليها، كونه الاكبر، هي لم تعد صغيره، هي تستطيع أخذ قرارتها بنفسها…
واولهم انها لا تريد أن تخنق نفسها بإرتداء الحجاب من الآن…
نظرت لوالدها بغيظ..لا تعرف ما هي مهمته بالتحديد بهذا البيت غير أنه يجلس طوال الوقت يتصفح تلك الجرائد التي لم يعد لها قيمة …كم تكره كونه أصبح يستمع لما يحدث حوله بصعوبه، ويعيش بعالم اخر بعيدا عنهم .
_ ماهو للاسف فعلاا بيكرهني، وانا بكرهه …
همسات بتلك الكلمات بنفسها
_ مالك يابنت بطني …لسه واقفه بتفكري في ايه..؟
قالتها ايمان والدتها بتهكم، فهي تعرف ما تفكر به جيدا..
_ هكون بفكر في ايه…بفكر امتي ربنا يريحني من البيت ده…كل حاجه ابراهيم .. ابراهيم..لما الواحد بدأ يكره نفسه..مش عارفه ايه مهمه السيد الوالد لما كل حاجه في ايد ابراهيم باشا..
نظرت لها والدتها بصدمه…
_ اخرسي ياقليله الحيا…انا فعلا معرفتش اربيكي…ومحتاجه تربيه من اول وجديد…
نظرت لها ساليمه بسخط وهتفت بتكبر…
_ ومين بقي اللي هيريبني ابراهيم باشا ..بقولك ايه ياماما…ماتفكك من الشويتين دول..وانزلي لأرض الواقع، وبلاش تعيشي في دور مرات الاب الحنونه، عشان مفيش مرات اب بتحب ابن جوزها بالشكل ده…دا انا نفسي اخته ومش بطيقه…
اتسعت أعين والدتها من صدمتها، ولم تعد تعي ردة فعلها…
_ مش بطيقي اخوكي دا لانك قليلة الربايه وعندك عقدة نقص، ومحتاجه حد يربيكي..واظاهر فعلاً انك عاوزه تربيه من جديد…وعلي ايدي…
كانت هذه آخر كلمات والدتها بعد أن زينت خدها بصفعه تبعتها بالاخري
قبل أن تدافع عنها يد طالما كرهتها..
_ في ايه بيحصل هنا، بتضربيها ليه كده؟
كانت هذه كلمات أبراهيم الغاضبه، قبل أن تهتف ساليمه بغضب .
_ شوفو مين اللي بيسأل، ابراهيم باشا …صاحب الكلمه الامره الناهيه هنا..بس عليكم انتم..مش عليا أنا…انت فاهم…بطلوا بقي تتحكموا في حياتي…انا بكرهكم كلكم
_ أخرسي ياقليله الادب…
لم يتحمل ابراهيم غروروها ، وقلة تربيتها، كاد يصفعها تلك المره هو بقوه، لولا يد فارس الذي تدخلت ومنعته بقوه…
_ ابراهيم، انت اتجننت ..كفايه كده…اهدي، مينفعش كده..
_ مش شايف قلة ادبها، يافارس. ..بترد علينا ازاي..
أخيرا انتبهت أنه هنا…انها المره الالف التي تهان بتلك الطريقة المخزيه امامه… وبكل مره تلمح تلك النظره المخزيه بعينه لها…أن كانت بالأمس تنوي استمالة قلبه مجدداً…فاليوم بالتأكيد عليها أن تنسي الأمر ..انها تلمح بين عينيه اشمئزازه الواضح منها…
نظرت لهم بكره..كره بات يكبر بقلبها وحقد باتت تنشره علي كل من حولها…
_ انا بكرهك ياابراهيم…بكرهك..ربي ياخدك…وينتقم منك..
قالت كلماتها بغضب، قبل أن تختفي خلف غرفتها، تندب حظها العسر الذي جعلها ابنة لهؤلاء..
قبل أن يصلها صوته الرجولي كما العاده
_ اهدي بس كده ياابراهيم مينفعش كده..
_ تعرف يافارس انا بدأت اكره نفسي فعلاً..انا مش عارف عملت ايه لكل ده..ساليمه بتكرهني لمجرد أن والدتها بتحبني..انت متخيل..
نظر فارس له بحزن، قبل أن ينتفض علي صوت هاتفه..
_ دا ابويا..انا هطلع انا اكلمهم
_ انت رايح فين ياافارس..انت كمان ..والمحشي
_ معلش ياخالتي..مره تانيه..
خطف الدرجات الفاصله بين الطابقين بسرعه، هاتفه علي اذنه يستمع لما يقوله والده بصدمه…قبل أن يعاود خطف الدرجات مره أخري للاسفل ..الي أن وصل لسيارته..
_ حاضر..حاضر..
________
تهرول علي الطريق..تتعثر وتقع..لا تعلم أي الطرق تسلك..ولا اي طريق قد يصل بها للنجاه..
لم تعد تري امامها، الظلام يعم المكان من حولها..،
انها تصارع دوراها، تصارع شيئاً وهميا الآن ليس لها عليه سلطه..
تذكرت صديقتها وذاك الهاتف التي وجدته وهي بطريقها للهروب من البيت علي أحدي الارائك صديقتها التي كانت اخر طوق نجاه لها، وبكل برود كما اعتادت بعدما توسلتها مرارا أن تنقذها..رفضت مساعدتها…
وكان ردها قاتلاً…
_ وأنتِ عاوزاني اعملك ايه…معلش..ربنا يصبرك ..بقولك ياليليا..الا صحيح ماتهربي، وتروحي تشتغلي في اي مكان أن شاء الله رقاصه…
لقد تهكمت علي مصائبها، لطالما كانت تشعر أن ساليمه دوما تسخر منها، لكنها لم تسعي للتقرب منها يوما، انها هي ساليمه في كل مره تبتعد عنها هي من تجذبها لها…
ولكنها هي المخطأه ماذا كانت تتوقع منها…أن تخبرها أن تأتي لمنزلها، انها حقا كانت بحاجه لذلك…ولكن..ليس كل العالم وكل الأشخاص كشخصها…
بكت بقهر…لا احد لها تستنجد به..لا احد أبدا..
قبل أن تجد ترفع نظرها، لتري السياره القادمه، تنظر لها وكأنها خلاصها
____
_ ايه ده…يالا..شايف اللي انا شايفه…
_ اوعا..دي وزه متبهدله عالاخر…
_ وماله ياعم..اهو نكسب فيها ثواب..وفي نفسنا..
أشارت بوهن بيدها الغارقه بدمائها لهم…مؤكد مازال أحدهم يحمل بداخله ثمرة خير..فقط لتهرب بعيدا من هنا..
فكرت بأمل ، قبل أن تقف السياره…ويهبط منها علي الفور الشابين ، محطمين كل آمالها..
_ ياالهوي…هو في كده..طلباتك ياقمر …
لم تكن وصلت للغيبوبه بعد …
انها تسمع وتري، ويبدو ان ليلتها لم تنتهي بعد…
انتفضت بتعب، ما أن لمس الشاب الذي دار من خلفها صفحه وجهها بجرأه…ووو….
________
تفتكروا ليليا هتقاوم…وهتفضل زي ماهيا…ولا ايه مستخبي ليها تاني…
سؤالي للبنات هنا…كم واحده في حياتكم شكل ساليمه..
واللي شكل ساليمه دي تفتكروا ممكن تتغير..؟؟
______

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى