رواية وكأنها عذراء الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم أسما السيد
رواية وكأنها عذراء البارت الثاني والثلاثون
رواية وكأنها عذراء الجزء الثاني والثلاثون
رواية وكأنها عذراء الحلقة الثالثة والثلاثون
أنه قضاء الرب، لأولئك الباغين على الأرض، القانطون على حياتهم ومن غرتهم الحياة الدنيا ومتاعها، ونسوا أن الله سبحانه وتعالى فوق كل شيء
عِقاب عادل من رب عادل لهؤلاء الذين لم يسلم من أذيتهم أحد على وجه الأرض، دعوة مظلوم، مكلوم بقيام الليل، أجابها رب العباد الذي لا يخفي عليه شيء..فلتتحمل !
نست الخالق، ووعدت، بغت، وظلمت، وقتلت، نشرت الفساد بالارض .
سحلوها بلا رحمه حتي صرخاتها لم تشفع لها عنده، توسلاتها لم ترجف له جفناً، نواحها اثار بنفسه الاشمئزاز
ضحكات الشماته الساخرة بها كانت ابلغ من اي كلمة قد يلقيها علي مسامعها في هذا الوقت ، يري أمامه فقط شقيقها اللعين وصديقيه يتخيل هيئتهم ما أن يروها بتلك الهيئه ، وهي بطلة تحتل افلامها المركز الاول في العالم اجمع..أنه اعلي من توقعاته الذي كان يخطط لها من قبل، يبدو الله راضٍ عن انتقامه منهن..
تُري كيف سيكون شعورهم حيال الأمر؟
لقد كان يتطلع للانتقام بشكل جيد علي الاقل، لكن الان الانتقام أصبح ممتع جدا..وتلك اللعينه من ساعدته
همس بتشفي بعدما جلس بأريحيه علي المقعد المجاور لها يراقبها من خلف شاشة هاتفه وقد تبدل حديثه ولهجته كليةً :
_ ودلوقتي بقي استعدوا للضربه القاضيه ..عشان تعرفوا لعبتوا مع مين
انتهي وعاود الضحك مجددا وهو ينتظر اللحظه التي سيعلمون فيها كل شيء..
********
.
– لا زالت الأيامُ تمضي عليَّ وكأنني لستُ جزءاً من حياتي 🖤.
اراح عمران رأسه علي باب الغرفه يستمع لنواح زوجته وهي تحكي لابنته قصتها لم يخفي عنه اخفائها للجزء الخاص بينهم، تلك الحرب التي اقسم أنه لن يخسرها وسينتصر وحقا فعل..جعلها تعشقه، ولكنه لم ينسيها الماضي يوم
الان فقط علم أنه لا يختلف عن راجيه وأمينة بشيء..
أنه يشبههم بالقسوة والخداع، لكنه يقسم أنه ما فعل الا لانه احبها
قلبه يؤلمه ووقع دموع كلتاهما علي قلبه قاسٍ كالموت..الله يختبره في احب الناس اليه..
– لا شيء يؤذي الروح أكثر من بقائها عالقة في مكان لا تنتمي إليه 🖤.
دمعة خائنة سالت من عين بيلا حزنا عليها، قلبها حَن لتلك المرأة المفجوعة علي ابنتها، انها ورغم كل شيء مرت به ،مازالت حنونه،. تحمل بقلبها قلبا من دهب
تلك المراه عكس والدتها بكل شيء، وله كل الحق والدها ان يضحي بالغالي والنفيس من اجلها أخفت بيلا دموعها سريعاً ، وعادت للخلف قليلا وهي تتأمل سلوي التي أخرجت صورة ابنتها التي ارسلها مجد لها علي هاتفها ، تاره تقبلها، وتاره تعتذر لها عن ما فعلته، وتخبرها بأن لا ذنب لها
حنوها علي ابنتها ولد بداخلها شعور
بالحسره علي نفسها، الحسره علي انها لم تجرب شعور أن يكون لها اما حنونه، محبه، متفهمه، وتشتاق لها ، تشتاقها كما تشتاق سلوي الي ابنتها الان..
أنه لشعور رائع أن تجد من يتلقفك بين ذراعيه، من يشتاق لك و يستثنيك عن العالم كله، ويا حبذا لو كان المشتاق هذا هي امك ..
أغمضت عيناها وزفرت انفاسها بألم..
تريد أن تحجم تلك الدموع التي تهددها بمجاوره تلك المراه الان والبدء معها بوصلة بكاء غير منقطع النظير..
ربما سترتاح كلتاهما من هذا الالم..
لكن انتهت لحظتهما بالاعصار الصغير الذي دلف للغرفه كالعاده منذ دلفت وهو دائم فعل هذه الحركه
تاره يناكفها، وتاره يأمرها الا تبكي فهي اخته وعليها الا تبكي
ورغم قسوتها عليه إلا أنه لم يكف عن فعلته هذه، يدلف هكذا بلا حياء ولا استئذان..
ذلك الصغير الوقح كما يناديه ابيهما، شقيقها الصغير “عاصم”
انتبهت له واقفا يضع كلتا يديه بجانبيه بينما عيناه تتأملهن ببرود، الي أن قطع ذلك التأمل مردفاً بغضب طفولي وبلهجة صعيديه تشبه لهجة ابيها وقت غضبه تماما، لهجة أسرت قلبها ونسجت حبه بقلبها، بينما أشعلت الغضب بصدر سلوي:
_ مين اللي مزعلكم اكده انتوا التنين ، واني اجبلكم خبره اهنه، جولولي..اني معنديش حريم تبكي عاد
هتفت سلوي باستنكار:
_ اكده، جولولي..انا مش قولتلك اتكلم عدل ياغبي أنت
لم يهتف، أردف بتأفف:
_ ابااي يا ماي اهو أنتي اكده طوالي جفشالي في ام الحديت اكده، وهتسيبي المهم عاد
_ ولد..
اتسعت أعين بيلا وهي تتأمل الصغير الذي احتدت عيناه، ولم يكترث لصياح والدته، بل هتف لهم بكل قوه:
_ جولت مين امخليكم تبكوا اكده، عمران البدري مش اكده اني جولت أكده بردك
_ ولد..
كان هذا صوت أبيه الصارخ عليه هذه المره
_ احترم نفسك..ايه اللي هتقوله ده، بلعب امعاك اني يااك..
_ اللي هتسمعه ياابوي انا معنتش صغير ولو رفعت يدك و حسك تاني علي واحده منيهم هاخدهم ونمشي من اهنه، وانت حر، اماي، وخيتي خط أحمر
_ نعم..نعم يا اخويا خد يا واد اهنه
_ لااه، وكيف ما سمعت اكده عن اذنكم
تركه وخرج، وهم ينظرون له بذهول
قبل أن يضرب عمران كفا بكف، مردفا بصدمه:
_ بااه اتجنن ده.. شايفه تربيتك يا سلوي
_ نعم..تربية ايه يا عنيا..
ليبدا شجار عائلي ..قد اعتادوا عليه
***********
– تحديات الحياة لن تكونَ رحيمةً عليك، فـ كُن قاسياً عليهم 🖤.
لم يتحمل الجد ما سمع وضع كف يده علي صدره يحاول التقاط انفاسه بصعوبه..
اقترب مجد منه سريعاً، يحاول اسناده ملقيا اعتذارا سريعاً اعترافه إليه بتلك الطريقة، نبرته اوجعت قلب الجد بينما خانته دموع عيناه لينفجر الرجل العجوز بالبكاء، وهو يقرب اليه مجد بعدما تأمله عن قرب جيداً، يشبه ابنه كثيراً، ومن قد يخطيء ملامح وجه فلذة كبده
لم يكن مجد باحسن حالٍ منه، كان بحاجه ماسه ليحتضنه الجد
شعور بالدفء ملا صدره رغم الحنان الوفير الذي يغدقه عليه محمود الحسيني إلا أن حنين الدم للدم شيء مختلف…مختلف كليا، غير قابل ابدا للاستبدال
لم ينتبهوا لتلك التي انهمرت دموعها ولم تجد داعي للتمثيل بعد لقد استمعت لكل شيء من البدايه
حاولت اخفاء صوت شهقاتها بصعوبه، إلا أن توقفت فجأة حينما استمعت لمطلب مجد الذي ابتعد ووقف أمام الجد
الند بالند بعدما لملم تلك الأوراق التي أكدت للجد صلة القرابه السريه الذي أخبره أنه لا يتشرف بها ابد الدهر
_ طبعا بتسأل نفسك انا ليه ظهرت واعترفتلك دلوقتي..اقولك
انا مش هنا ياحاج عشان ورث ولا أهل ولا نسب..
_ اومال انت أهنه ليه ياولدي..؟
احتدت نبرة مجد، والقي نظره خاطفه علي ليليا التي أسرعت تغمض عينيها، وهتف بحسم:
_ جيت عشان اخد اختي يا حاج..اخواتي البنات انا أولي بيهم
_ ايه..انت خابر بتقول ايه انت ، خيتك اتجوزت
قاطعه بحده، نبرة صوته تسللت لدواخلها انها ذات النبره التي زعزعت دواخلها اول يوم التقته كانت من البداية تشعر ناحيته بشعور ليس طبيعي رغم الخوف
حتي انها لم تستطع أن تفسره، والان علمت ما هو..أنه شهور الامان، ذلك الشعور التي عاشت عمرها بأكمله تبحث عنه، شعور مختلف كلياً عن ذلك الشعور التي شعرت به بأحضان يزيد..
_ عارف يا حاج…زي ما انا عارف ومتأكد من اللي عمل كده في ليليا تبقي أمه حماتها، يا حاج..اللي هي بذات نفسها راحت لأحمد السباعي واتفقت معاه علي خطف ليليا ياحاج..
_ ايه…؟
_ اللي سمعته ياحاج …
_ ايه التخاريف دي جنيت عاد انت..
,_ كنت عارف انك مش هتصدقني، وانا عندي الاثبات ياحاج..
لم تستطع ليليا التماسك اكثر، خصيصا بعدما استمعت لصوت شهقه الجد الذي خرج منه ما أن انتهيت من مشاهدة الفيديو المسجل لابيه ولام يزيد
_ عرفت أن حفيدك مش هيقدر يحمي اختي..
_ اني قادر..أن حفيدي مقدرش اني قادر
_ وكنت فين وهي بتقتلها ياحاج
هكذا صرخ الجد بغضب، وهو يضرب بعصاه الأرض..
قبل أن يجيبه مجد
كاد مجد يصرخ هو الاخر اعتراضاً، لولا أن شعر بتلك الذراعين البارده كالثلج تحاوط ذراعه الأيسر بكفين مرتجفتين من الرعب التي لاقته طيلة حياتها، وزاد اليوم، عقلها توقف، لا تريد سوي الأمان، وهي لم تعد تشعر به ابدا هنا
_انا هروح مع اخويا يا جدي
_ ايه..جنيتي
نظرت لاخيها ، والتقت العينان هي برجاء، وهو بوعد دائم بالامان..
اردفت برجاء:
_ متسبنيش يا مجد ارجوك ، خدني من هنا..
***********
دلف ابو فارس يدندن بعد أن قضي الليله كالعاده مع احداهن..
لم ينتبه لتلك التي وقفت تتامله بشر
وقبل أن يدلف للغرفه، وقفت أمامه :
_ وينها راجيه يا واد ابوي؟؟
صرخت بأخيها السكير، قبل أن تقترب وتصفعه
_ خائن يا واد ابوي، طول عمرك خاين..وهاتميل ليها وتخدعني..
تشتت ذهنه مع حدة النبره شعر بالريبه لكن سرعان ما وجد عنقه بيديها
ليتأكد من شكوكه سريعاً، انها ليست امينه، بل راجية ولن يُرحم ابدا
_ راجيه انتي
_ اني بذاتي ياولد
نادت بصوت جهور…الي أحدهم
_ رعد..يارعد..
امرك ياست الكل..
_ خده جار الافعي تحت الأرض
_ لااه ياراجيه لااااه
همست بتشفي :
_ غبي طول عمرك وهتحب الحيه اكتر مني، يالا تستاهلو بعض
رن الهاتف، فاجابته علي الفور:
لياتيها صوت أحدهم:
_ كده يبقي خلصنا يا راجية عاوزك تنسي مجد..
_ اعتبره تم
********
– حتى الأحلامُ عليها أن تقاومَ لتبقى على قيد الحياة 🖤.
وداع فقير بلا احبه، فقط تمنيات طيبه من مسلم لهم، مكانه ارادوها ثلاثتهم باستماته من قبل، لكن الان يسيرون اليها وكل يحوي داخل قلبه ثقل لا يحتمل
انتبه ابراهيم لصوت الهاتف الذي أخيرا استمع اليه بعد تلك الرساله التي ارسلها لها قبل أن يقترب من صعود الطائره العسكريه التي ستقلهم لشمال سيناء
لكن سرعان ما ارتجفت يديه وهو يعيد ويزيد قراءه تلك الرسالة التي ارسلتها اليه للتو..
تخبره فيها بكل بساطة انها آسفه وان السبب الذي تزوجها من أجله لم يعد له وجود بعد..الآن ستمكث مع أبيها وانتهى الأمر)
عاد للخلف امتنع عن صعود الطائره، لم يهتم لصياح مسلم ويزيد
أراد المواجهة، هو ليس لعبه بيدها هو رجل شرقي، وان أرادت الرحيل اللعنة فلترحل، وان تمزق قلبه دما عليها..لن يترجاها ابدا
نصف ساعة وكان يقف أمامها، بزية العسكري الذي زادها عشقاً له، غريب امرها كيف تريد الفراق وهي الآن تأكدت انها هائمة به، لكنها أرادت حياه حره، أرادت أن تكون بيلا جديدة بلا ندوب، بلا شعور بالشفقه من احدهم عليها..
زواجهم كان جبراً، وهي ليست قليله لتُجبر علي أحد أبدا
هكذا كانت تبرر مطلبها، رغم ذلك القلب الممزق..ورغم رفض والدها لكن بالنهاية رضخ تحت رجائها هي وسلوي التي اتخذت صفها واعلنت الحرب عليه
انتبهت أن والدها تركهم واغلق باب غرفتها عليهم، تعلم نية والدها جيدا في وضع خصوصيه للنقاش بينهم
انتبهت لهاتفه الذي رفعه أمام عينيها،
كان يريدها ان تنكر، أن تخبره انها مزحه لعينه منها، بالله كيف يصدق كل تلك التقلبات التي صابتها فجأة، وهم كانوا معا يعيشون اجمل لحظات بالعمر..
_ ايه ده؟
سؤاله الحاد اربكها، لاول مره تري ذلك الجانب منه، شردت تفكر بخيبتها وانعقاد لسانها وكيف ستجعله ينهي الأمر بهدوء
لكنه صاح بها مجددا بقوه اكبر:
_ بقولك ايه ده، فهميني؟
أغمضت عيناها، تريد استعادة قوتها، ونجحت كما تمنت..وان كانت قوه مزيفه
_ زي ما قريت بالظبط، انا عاوزه اطلق لو سمحت، انا وانت مننفعش مع بعض انا لسه في بداية حياتي عاوزه اتعلم واحقق أحلامي
_ وانا منعتك من كل ده؟؟
سؤاله خرج مصدوما غصبا عنه، كاد قلبها يحن له، لكن ما أن تذكرت كيف تزوجوا، والوهم التي عاشت به، عادت لقوتها، هي لن تكون تلك السهلة فتنكسر، ستتقوي وتصبح أخري الجميع يحسدونها لما وصلت اليه:
_ ممنعتنيش ايوه انت صح، وبردو انت متمنتنيش بقلبك
انا مراتك دلوقتي بحركة جدعنه منك، وانا دلوقتي بقولك شكرا، جميلك فوق راسى يا بن خالي.. وكفايه كده..
_ حركة جدعنه، بتسمي جوازنا حركه
_ ايوه حركه وبلاش جو الاستغراب ده انا وانت عارفين أن آجلا ام عاجلاً مكناش هنكمل وهننفصل، دا اتفاقنا
_ اتفاقك انتي ..مش انا
اقتحم عقله حديث عمته، أيعقل أن حديثها صحيح..هي تحب فارس وما أنكره من اعترافها تلك الليله عليه أن يضعه بالحسبان
أمسك بذراعها بقوه، مردفا بغضب:
_ في حد تاني مش كده؟
_ انت اتجننت حد تاني ايه اوعي كدا؟
_ مش هسيبك ومش هطلقك هخليكي زي البيت الوقف كده، لا هتكوني ليا ولا لغيري
دفعها بقوه سقطت علي فراشها حتي تألمت ، واستدار ليرحل لكنها أبت أن ينتهي الحوار هكذا، الغضب تملك منها، وهتفت بغضب اطاح بعقله
_ انت مش راجل يا ابراهيم اللي يعمل كده مش راجل، انا مبحبكش ولا عمري هحبك هو بالغصب
تيبست قدميه بالارض ، دمه يغلي ولولا خوفه عليها من غضبه لاستدار ملقنا اياها درسا لن تنساه
خطي للامام يدعي الصبر، حتي وصل لباب الغرفه..وما أن كاد يفتحه
_ ايوا بحب واحد تاني ، أمي معاها حق، انا سمعتها وهي بتقولك وعارفه انك شاكك، بس انا باكدلك كلامها صح، انا مش ممكن اكون غير ليه اصلا..
بالحقيقه هي لم تستمع لشيء، لكنها كانت ترمي بحديث عفوي لتستفزه
_ اخرسي..
صفعه قويه أدمت شفتيها كانت رده عليها، لكنها لم تصمت ارادت أن تتخلص من كل شيء، هي نكره كما كانت تلك التي مثلت دور والدتها ببراعه تخبرها، تريد الان أن تبقي نكره لتثبت للجميع انها اقوي منهن، عقلها العقيم توقف عن التفكير
وبوجوده تعلم أنه سيحمل عنها كل شيء، وهي تريد قوه داخليه لن تأتي إلا بالحرية
_ انت كده راجل، انت ولا حاجه، لو راجل بجد طلقني، لان مبقاش في حاجه اديهالك اصلا انا اديته كل شيء
صفعه تلتها اخري، لكنها لم تهتم، تردد كما لم تشعر بشيء، كلمه واحده وهي
( طلقني)
لم تصرخ، ولم تبكي ولم تنهار تحملت حتي لا يستمع لها أحد ، كم هي ممتنه لاعطائها ذلك الركن الهادئ من القصر هذا أو لا تعلم ماذا يسمونه؟
_ طلقني لو راجل..
استفزته ببرودها، ولكنها لم تعمل اي حساب لما قد يؤول إليه الأمر
_ موافق، بس لما تدفعيلي التمن يا زوجتي العزيزه ولا أنا مشبهش فارس
_ ايه..فارس..انت مجنون، اوعي
لم يعطها فرصه للحديث، اتسعت عيناها وقبل أن تفر من أمامه كان يحتجزها بالقوه
طالبها بالثمن ودفعته ،واللعنه انها لم تعتقد أن هذا الثمن سيربطها به ابد الدهر وان افترقا..سيظل حجر عسره بينهم
لقاءهم لم يكن غصبا، ولا برضا، لكنه مزيج من الندم والكسره
كلٌ منهما جرح الآخر بما لن يستطيعوا غفرانه يوم، وكان حتما عليهم أن يضعوا كلمة النهاية من بعده، ويتقبلوها بسعة صدر
_ انت طالق يابيلا
وقبل أن تنهار هتفت به:
_ انا عمري ما حبيت فارس ولا هحبه اكتر من أخ، اوعي تخسره
_ عارف..
********
وجها لوجه جلسوا اثناهم يزيد وفارس الذي لم يخلوا حديثهم من الشجار الدائم بينهم وهم في انتظار ذلك المجنون الذي تأخر كثيراً
قبل أن ينتفض يزيد وفارس علي صوت وابل من الرصاص يخترق بوابة الوحده
_ ايه ده؟
_ مش عارف
_ هجوم مسلح يا يزيد باشا
هكذا هتف العسكري ، قبل أن يندفع يزيد وخلفه فارس
_ خدوا اماكنكم بسرعه، وانت يافارس بأمرك تدخل انت مصاب
بابتسامه ممتعضه، هتف فارس وهو يهرول خلفه، بيده سلاحه
_ ومن امتي يابن السباعي بمتثل للاوامر
_ غبي …وهتتعاقب
_ وماله …
**********
وضعت روح يديها علي بطنها وهي تستدير بسعاده تري جسدها بالمرأة، خلفها تقف صبا، وفريده، وسلمي
وساجده يصفون لها كيف كانت شعورهن باول حمل لهن.
جميعهن أصحاب قصص تشبه قصتها، انها تشعر وكأنها حقا لا تعيش علي وجه الارض..
ابتسمت وهي تضع تلك الوساده الصغيره التي اعطتها اياها سلمي من أسفل بلوزتها، لتري نفسها ببطن منتفخ قليلاً..
ابتسمت والسعاده ملأت روحها، وبدأت صبا برسم خطة دقيقه لما عليها فعله، لتكن اقوي..لا ضحية لعينه للحب..وهم سيشرفون ويدعمون طريقها، هنا لا مجال للضعف، هنا ملجأ كل كسير خانته دروب العشق
ولكن سؤال وحيد مازال عالق بذهنها لم تجد له إجابة بعد:
” هل ستنسي ذلك الوجع يوم، ستتخطي بتلك السهولة كل ما اقترفه بحقها!
سيندمل الجرح وتتعافي حقاً، وكأنه لم يلتهب يوم!
وهل ستزدهر تلك الحياة البائسة لها ذات يوم!
كيف لهم ان يكونوا بذلك التفاؤل؟؟
بالله .. كيف ستنسى تلك الخدعه الكبيره، وذلك الثقل الكامن بقلبها منه…وكيف تستطيع التعود علي الفراق، وهي تحمل قطعه منه كيف ستنسى؟؟
وهي تري قطعه منه تمشي امامها علي قدمين ، الآن فقط بدأت تخلق الأعذار لكل اولئك النساء المفجوعات مثلها، والتي توهمن بالحب الأول وقدسيته ذات يوم ، يا الله كيف صَبِرن؟؟ “
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)