روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل الثاني عشر 12 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل الثاني عشر 12 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت الثاني عشر

رواية وكأنها عذراء الجزء الثاني عشر

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة الثانية عشر

وقف يزيد بمنتصف الخراب مذهولا، للان لم يستوعب ما حدث، الصدمه اصابته قلبا وعقلا، وجمدت اطرافه، لقد اكلت النار جهد وتعب موسم كامل، تلك المرأه التي تدور كالبومه وتعوي، توتره، توتره وتثير اعصابه
لم يحتمل اكتر، صرخ بصوت جهور وقد انفلتت كل زمام اعصابه واموره، ورحل التعقل للجحيم
ـ هاتولي الست دي، امسكوها، امسكوها،وهاتوها ليا حالا، كل ما تيجي المزرعه يحصل كارثه، اكيد هي اللي وراها..
اقترب جده منه، وربت علي كتفه:
ـ اهدي ياولدي، اهدي فداك ميت زرعه، ميصحش اللي هتجوله دي، دي باينها ست مسكينه.
اندفع يزيد تجاه عنجهية التي امسكها بها رجاله، ولم يهتم لحديث جده، وهي مازالت تنوح بكلمات جعلت الدماء تغلي بعروقه، كاد بالفعل يسحقها وينسى نفسه، وينسب انها امرأه بين يديه، انها تشبه الغراب الذي يحوم للخراب أينما حلت، دمرت، لولا يد والده الذي امسك بيده بقوه اعادتها لمكانه
ـ باااه، شكلك نسيت كيف ربيتك ياولدي، امسك نفسك ياواد رفيع، من ميتا واحنا بنمدوا يدنا على حرمة لا حول لها ولا قوه، ومش أي حرمه دي وحده مخبله مدرياشي عتقول ايه!
صاخ يزيد بغضب:
ـ يا بوي، يا بوي، انت مش عارف حاجه.
ـ قولت اعقل ياولد، تروح زرعه، وتاجي الف غيرها، فوق اكده والا هفوقك بطريقتي، اظاهر ان عيشتك اهنه ووسط البندر نستك اصلك، وعوايدنا ياولد رفيع
صاح رفيع بحده وغضب اكبر، جعلت يزيد يتزن قليلا، ويعود لرشده، وهو يمسح علي وجهه بعصبيه مره بعد مره، صدقا لقد كاد يفعل شيئا خارج عن طوره المالوف، تلك السيده ليست إلا كتلة من الكوارث المتنقله.
عاد جسده يشتعل غيظا ما ان استمع لصوت تلك المرأه و نحيبها الذي يشعله ويثير جنونه
ـ اوي، اوي، هتروح فين ياحزين من شيل الطين، اووي، ابن العز رايد يقتل المظاليم.. اوي
صاح تلك المرة والده الذي يتحكم بنفسه هو الاخر بصعوبه، وهو يقر أن تلك السيده ليست طبيعية، وخلفها الف علامة استفهام، تلك المره تذكره بإحداهن لكنه لا يتذكر من؟
صاح موجها كلامه للرجال الذين يمسكون بتلك المرأة التي تثير اعصاب اعتي الرجال.
ـ زيحوها من اهنه، ارموها برات العذبة، واتأكدوا انها غارت من اهنه، يالا
ـ أوامر جنابك ياسعت البيه، همي ياوليه جاك خابط بنفوخك
ترك يزيد يد والده، ووقف يشاهد الحطام والدمار الذي لحق بكده وتعبه، لا احد منهم سيفهم ما تعني له الزرعه، وما كرسه من جهد حتي تدب بتلك المزرعه الحياه بعدما كانت خرابا ودمار
اغمض عينيه، واردف بحزن غمر قلبه، وهو يحاول منع تلك الدموع اللعينه ان تقترب من عيناه:
ـ اللهم اجرني في مصيبيتي واخلف لي خيرا منها
اقترب جده وابتسم بوجهه برضا علي حال حفيده :
ـ ايوه اكده ياولدي، اذكر ربنا واحمده علي بلاءه، محدش خابر الخير بياجي منين، اكيد ربك له حكمه في اكده، جوم ياولدي ما يقع الا الشاطر، وانت حفيد السبع، وحفيد السبع ماينهزش واصل
ابتسم يزيد علي دعم جده، بكلماته، نظر لجده بامتنان علي دعمه المتواصل له، بكل مره تزداد الحياه سوادا بوجهه يأتي جده وينير عتمة يأسه بكلماته الحنونه هذه، ان كان يكن الفضل لأحدهم بحياته هو لجده ولوالده حتي لو كان والده يُصدر دائما له عكس ذلك ، لكنه دائم العلم ان ابيه وان كان يقسو عليه فقسوته لها مغزي دائما بحياته، وكلما تأملها بها، وجد أن قسوته كانت دفعا له للامام دوماً
عاد بذاكرته لسنوات مضت حينما ثار ورفض زواجه من ابنة ورده، وطرده والده وصار كالطير الشريد ليتفاجيء بجده يضع بين يديه تلك المزرعه المهجورة الذي اشتراها منذ سنوات ولم يخبر احد عنها، وضع تحت يديه كلما اراد لتعميرها، ساعده بالغالي والنفيس دون علم احد بذلك ، حتي صارت هكذا جنه خضراء
وعلي الرغم من صدمته بهيئتها المذريه الا انه لم يدخر جهده ليجعل منها جنه خضراء، كانت يده بيد عمالها حتي صارت جزء منه لا يتجزأ، وتلك المنطقه خصيصا كانت المره الاولي في زراعتها، اخذت منه جهدا خرافيا حتي استطاع اخيرا ان يراها تنبت كما تمني، مؤكد من فعل كان يعلم بمدي غلاوتها عنده، كان يعلم وصاب هدفه بكل يسر.
طلت من عيونه نظرت تحدي، وتوعد بانه وان طال العمر سيصل لفاعلها وسيقتص منه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت ساليمه باعين متسعه امام نائل، وبيدها تلك الثياب التي جلبها لها:
ـ ايه دول؟
ـ انتي شايفه ايه؟
ابتلعت ريقها، ونظرت للثياب مجددا
ـ انت عاوزني البس دول بجد؟
اقترب نائل منها ومد يده ورفع وجهها، وهتف بطريقه ابهرتها ودبت الثقه بها:
ـ انهارده الحفله مش عاديه، هتكون حفله علي ذوق نائل صدقي ، هوري للعالم كله نائل صدقي اختار مين تكون شريكته الابديه، لازم تعرفي ان مجرد وضع اسمك جمب اسمي في العالم بتاعنا هيخلي ليكي شأن تاني؟
ابتلعت ساليمه ريقها، وكلمات نائل تتغلغل داخل روحها، لتسقي تلك المنطقه التي كانت تشعر بها بالظمأ دوما، كلاماته كانت تروي غرورها الانثوي، انه رجل يجيد اغرائها، واشعالها، ذلك العالم وما به يثيرها بطريقه جنونيه
شردت بعالمها الجديد، لتفق مجددا علي كلمات نائل التي اغرقتها اكثر فاكثر
ـ تخيلي نفسك واقفه علي المسرح، انت سيدة المكان، جسمك وكل حاجه فيكي بتتهز وتنادي لمين يقدرها، انتي اتخلقتي تكوني مسيطره علي القلوب ساليمه، ولازم تتعلمي تقنيات وامكانيات القياده وتستغليها كويس، عشان تقدري ترفعي كاسك وتقولي العالم دا بتاعي انا، واللي تحت منك انتي اللي بتتحكمي فيه
اغرقها بكلماته التي جعلتها تنتشي حتي صارت كعجينه يشكلها كيفما يشاء، لياتي فجاه علي عقلها ذكري ذلك الحلم الذي استقامت فزعه علي اثره ليلة امس، وهي تري ابراهيم يقترب منها رويدا رويدا حتي وصل لها، وقتلها، الرعب اجتاحها، وارتجفت يداها واسقطت تلك البدله التي اتي بها لها
ـ مالك ساليمه؟
ـ بس انا خايفه ، انا قولتلك مكانة اخويا واكيد مش هيسكت الا لو وصلي وساعتها هيقتلني بدون ما يرفله جفن، انا طول الوقت بتخيل نفسي مقتوله
ابتسم نائل وهتف ببرود:
ـ ريلاكس حياتي، ريكلاس ازاي تكوني بالضعف دا وانتي معايا، الليله هيتغير كل شيء، وفي الحفله، محضرلك مفاجاه
ـ مفاجاه ايه؟
ـ متبقيش فضوليه ساليمه، كل شيء باوانه احلي بكتير، اسيبك تستعدي للحفله الليله، عاوزك تكوني ملكة الليله، ملكة عالمنا، عالم اللا حدود
تركها لتقف امام مراتها تردد لنفسها كلمات نائل الذي اقتحمت عالمها لتغيره تماما وتشكله كما اراد، تردد لحالها انها الاقوي، انها الان حره كما تمنت، والموت بسبيل الحريه نفسها اكبر سعاده، عالم اللاحدود اجمل بكثير من عالم القيود اللعينه التي كبلتها لسنوات، لقد انزلقت اقدامها لعالم لطالما خشت الوقوع به، لكنها اكتشف ان المتعه به حقا لا حدود لها، فلتجرب إذا أن تكون مسيطره..
********************
اجتمع فارس مع ابراهيم علي تلك الاريكه التي طالما جمعتهم كبارا وصغارا، كلٌ ينعي حاله
ـ ملهاش اثر ياابراهيم اختك كانها فص ملح وداب
اشتعل جنون ابراهيم مجددا، وهتف بوعيد
ـ هتروح فين مسيرها تظهر وساعتها انا بنفسي اللي هدفنها بايديا
نظر له فارس مليا، وهتف بتعب:
ـ بردو لسه بتفكر في الانتقام يااابراهيم، احنا لحد الان مش عارفين ايه السبب اللي وصلها لكده
تهكم ابراهيم ومنع تلك التنهيده التي حرقت صدره حقا، وهو ينعي نفسه وتربيته لشقيقته وما اكتشفه بعد رحيلها من سلوكيات قذره كانت تفعلها شقيقته، قد وجدها علي اللاب الخاص بها التي تركته ورحلت، وهذا الظاهر له، ينتظر أن يستطيع فتح باقي الملفات التي اغلقتها برقم سري استحال عليه فتحها، ما أن يرحل من هنا، سيجد الف طريقه لفتحها، ومؤكد سيعلم طريقها منها.
ـ ابراهيم انت سرحت في ايه؟
انتفض ابراهيم علي صوت فارس المرتفع:
ـ ها معاك، كنت بتقول حاجه
زفر فارس وهتف بهم اثقل كاهله:
ـ ايوا القائد استدعانا كلنا لازم نكون قدامه بعد يومين
ـ تقصد ايه بكلنا دي؟
ـ انا وانت ويزيد
ـ يزيد؟
ـ ايوه، غيبته طالت وواضح ان الحوار كبير، وداخلين علي عمليه كبيره اوي المره دي استشفيت من كلام القائد كده.
شرد ابراهيم قليلا وهتف بتساؤل:
ـ فكرت هتعمل ايه في البنت اللي خبطها بالعربيه، وهتسيبها فين؟
ابتسم فارس بمراره، واخذ نفسا عميقا ، واكمل بهم:
ـ رفض انها تقدم بلاغ فيا، تقريبا قاصده تزود عذابي، لو تعرف النار اللي في قلبي من يوم الحادثه هترأف بحالي والله ياريتها بلغت فيا ياابراهيم، كنت ارتحت.
ـ هون علي نفسك يا فارس مش كده، وخلينا نفكر انت استحاله هتسيبها هنا اكيد، عمتك مش هترحمها، إذا كانت بنتها ومورياها العذاب الوان.
ـ ايوا عارف ومش عارف اعمل ايه، وجدي زي ماانت شايف تعبان ومبقاش قادر يمشي خطوتين.
اغمض ابراهيم عينه، وصمت يفكر قليلا ثم اردف
ـ مفيش غير حل واحد
ـ ايه هو؟
ـ هقولك، بس اتمني هي توافق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استقام مجد بتعب، ليتفاجيء بمن يجلس امامه، ينظر له بحده:
ـ حمدالله عالسلامه يامجد
ابتلع مجد ريقه، وهتف بصدمه
ـ انت..
ـ ايوا انا، عرفت انك انصبت تاني قولت اجي ازورك
رفع مجد عينه لتقع علي اعين سويلم الذي يرتجف بمكانه.
لينتبه علي الصوت الحاد:
ـ مش ناوي تعقل ونلتفت لشغلنا بقي، ضيعت وقت كبير اوي وانت بتلف ورا يزيد وعنجهيه، من بلد لبلد يا مجد
اتسعت اعين مجد، وهتف بصدمه
ـ انت عرفت منين؟
تهكم الرجل الذي تخطي عمره الستون عاما ، ونظر لمجد بغضب، وسرعان ما القي الكأس الذي يحمله بسده، بغضب أرضا
ـ مجد انا لحد الان مقدر انك دراعي اليمين، تربيتي وانت عارف غلاوتك عندي، ومقدر مشاعرك وانتمائك لاهلك، وانك بتدور علي الحقيقه، وعاوز تنتقم من اللي ظلمك، وانا معاك حتي لو كنت فاكر اني معرفش ، بس جريك ورا يزيد، وسمعانك كلام عنجهية مش هيعود علينا غير بالخراب، وانك هتفتح عين يزيد والداخليه علينا، يزيد دا عامل زي التعبان الفرصه منه والقبر، ومظنش انك هتبقي مبسوط لما يتكشف ورقك ويعرف مين انت، ناهيك عن الكبار ان شموا خبر باللي بتعمله مش هيرحمونا، احنا الغلطه عندنا بفوره يابني، وانا مش كل مره هكون وراك عشان الحقك من مصيبه شكل، المرتين دول قدرنا نلحقك، المره الجايه ياعالم هنقدر ولا يزيد السباعي هيخلص عليك قبل ما نوصلك، انا مش هتحمل خسارتك يا بني.
ـ انا محدش يقدر يخلص عليا، وانت عارف كده كويس
ـ برايي غرورك ده مش كويس يا مجد، انت محتاج تركز في شغلنا شويه، وتبعد عن التار اللي حاشر نفسك فيه ، وتشوف بعينك الحقيقه، مش لازم تاخد كلام عنجهيه ثقه، الست دي من يوم ما رمتك قدام بأبي وانا بدور عليها، ازاي ظهرت كده فجأة وكانت فين؟
ـ تقصد ايه، واي حقيقه، اي حقيقه بتتكلم عنها، انا بحمي دمي ولحمي
ـ انا مقولتلكش انه عيب، بس اظن انك عملت اللى انت كنت عاوزه يا مجد من البدايه، وليليا وصلت لايد يزيد
ابتلع مجد ريقه، وهتف بتوتر:
ـ انت بتقول ايه، وعرفت دا كله ازاي؟
ابتسم الرجل واردف بتهكم:
ـ قولتلك انا اعرفك اكتر من نفسك يا مجد، انت تربية ايدي، روحي اللي زرعتها جواك، من وانت عندك عشر سنين.
خلينا نفوق لشغلنا، احنا تجار سلاح يا مجد، والغلطه عندنا بيطير فيها رقاب.
اغمض مجد عينيه بتعب، قبل أن يعاود الحديث:
ـ بس عنجهيه مش هتجيبها البر ، وليليا أكيد هتحكي ليزيد وهيقلب عليها الدنيا، ومش بعيد يقتلها.
تهكم الرجل، وهتف بحسم:
ـ لا متقلقش ليليا متكلمتش
_ عرفت ازاي؟
_ عيب عليك، تسأل سؤال زي ده.
_ اوعي تكون اذيتها
_ مأذيتهاش يامجد اطمن،
وعنجهيه سيبها علينا، احنا لازم نهدي اللعب، الداخليه لو شمت خبر عن شغلنا المنظمة هتخلص علينا قبلهم، احنا شغلنا مش بيرحم مجد، فوق وارجع لمكانك قبل ما تتطربق علينا.
رحل ، وعاد مجد لشروده، قبل ان يهتف بذعر لسويلم:
ـ روح فين؟
ـ مشيت يامجد.
ـ ايه، مشيت راحت فين؟
ـ رجعت بيتها
استقام مجد سريعاً، وخرج من الغرفه، ليلحق به سويلم صارخا
_ انت رايح فين انت لسه تعبان يابني آدم انت..مجد، استني عندك
زفر سويلم بتعب من صديق عمره، وخرج خلفه، بالكاد لحق به قبل أن يسرع بالسياره
_ بردو رايحلها مفيش فايده فيك..
_ انزل يا سويلم انزل.
_ خلاص سكتت، اتفضل مش هسيبك لوحدك
ساعه وكانت السياره تشق تلك المنطقه العشوائية لتقف السياره أمام البنايه المتهالكه ويهبط مجد ويدلف لها
_ ياروح، بت ياروح..
_ ايوه ياخالتي انا هنا
_ تعالي يابنتي امسكي أيدي عاوزه ادخل أناملي شويه
اقتربت روح منها وامسكت بيد خالتها التي فقدت بصرها تماما بعدما قضت عمرها بأكمله تخيط الثياب من أجل أن توفر لهم لقمة العيش بعدما تركتها والدتها لها ورحلت منذ زمن ولا تعرف عنها شيء.
_ تعالي ياخالتي، ارتاحي..
دق مرتفع علي باب شقتهم، جعلها تنتفض بمكانها
_ شوفي مين ياروح لتكون زبونه يابنتي، ربنا يجري رزقك
ابتسمت روح، وذهبت لتفتح الباب، لترتجف ما أن رأته أمامها،. وتهتف بذعر :
_ مجد، انت ايه اللي جابك هنا
اندفع مجد للداخل واغلق الباب خلفه، واقترب منها وأخذها بين ذراعيه بشوق
_ وحشتيني
ككل مره يقترب منها، تذوب بين ذراعيه، لكنها تنتفض علي صوت خالتها
_ مين ياروح..
ابتلعت ريقها، وابعدته سريعاً
_ دي، دي زبونه ياخالتي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رنين هاتف يزيد لم ينقطع منذ الصباح، ولم ينتبه له، ما أن عاد للبيت، الا وإقتربت شقيقته منه
_ اخوي، تلافونك مابطلش رن من طالع النهار
اخذه يزيد منها، ليجيب علي الفور ما أن لمح اسم ضرغام الذي أمره بأن لا يترك غرفة ليليا بالمشفي
_ يزيد بيه، الحق يايزيد بيه
_ في ايه يابجم انطق
_ من عاشيه يابيه، وفي شوية مطاريد عم يحوموا حوالين المستشفي، ودلوك زادوا يابيه، والظاهر أنهم هينفذوا شي
_ ايه، خليك مكانك انا جاي حالا لو ليليا حصلها حاجه هشرب من دمك..اقف زي ماانت، وانا هتصل بالمركز
_ في ايه يايزيد؟
نظر يزيد لوالده، وهتف بصدمه:
_ اظاهر انك كان معاه حق ياابوي، الخوف من القريب مش الغريب، وزي مااتوقعت ، عمي وصل لمكان ليليا، اتصل بالمحامي ياابوي، انا هكتب علي ليليا .
______
اندفع ابراهيم ليجلس بجانب بيلا المشغوله تماما بالنظر لهاتفها، لا يعلم لما اشتعلت النار به وهو يتذكر نفس جلسة شقيقته وانشغالها علي الهاتف طيلة الوقت، حتي فلتت زمامها، وحدث ما حدث
نظرت بيلا بجوارها، وتوترت ما أن استشعرت وجوده
_ ابراهيم انت قاعد كده ليه؟
لم يستطع السيطره علي نفسه، ليهتف بغضب:
_ بتكلمي مين علي التليفون؟
تعجبت من صوته المرتفع، وتلقائيا ارتجف جسدها، بحركة لا اراديه اعتاد جسدها أن يصدرها ما أن تتعرض للتعنيف التي تتعرض له طيله الوقت
تمتمت بصوت مهزوز:
_ مش بكلم حد..
فاجئها ابراهيم بنزع الهاتف من يدها، وهو يصرخ بها:
_ مش بتكلمي حد، انتي هتمثلي، هاتي التليفون ده، انا هشوف انا.
كالمجنون بدأ يبحث به، لتقع عينه علي ما كان يأخذ جل اهتمامها، كان تطبيق القرآن الكريم..
ضاقت الأرض به، ورفع عيناه، لتقع عليها بهيئتها التي دبت الندم لقلبه، وهو يعلن نفسه الف مره، علي شكه بها، ويلعن ساليمه التي اوصلته لهنا
اقترب منها، ومد يده لها بالهاتف:
_ بيلا انا، انا آسف، انا مش عارف أنا عملت كده ازاي، بس..
اختطفت الهاتف من يده، وخرجت مسرعه من الغرفه
_ بيلا..استني يابيلا، غبي انا غبي..
________
ابتسمت روضه علي الفور ما أن لمحت فارس، وانتفضت كالطفله من علي الفراش، واقتربت منه:
_ فارس انا عاوزه امشي من هنا، انت مش قولت انك مش هتسبني ليه مشيت وسبتني!
عبست كالطفله تماما، وهو ما لم يتحمله فارس، ليمد يده ويمسك بيدها، ويجلسها بجواره
_ حقك عليا انا غلطان فعلا، بس كان لازم اروح اطمن ابويا وأمي عليا، واغير هدومي
نظرت له روضه مليا، وهتفت ببراءه:
_ قلعت بدلة الظابط، كانت حلوه عليك، ياخساره
ابتسم علي براءتها وتعبيراتها التي تثير بقلبه كافه مشاعر الحمايه تجاهها:
_ يعني دلوقتي شكلي وحش
_ لا حلو بس كنت بالبدله حلو اوي..
اتسعت ابتسامته، وهتف بتنهيده:
_ ماشي ياستي مقبوله منك
عموما انا كنت جاي عشان اخدك ونمشي من هنا..
_ بجد..هتخرجني من هنا
_ ايوه بجد
_ طيب هروح فين وانا مش فاكره حاجه خالص
_ ايه رأيك تفضلي معايا..
لا تعلم لما قبض قلبها، وهتفت تلقائيا بلا تفكير:
_ لوحدك
ابتسم وهتف سريعا:
_ لا لا، طبعا لا هنقعد في بيت العيله، علي ما تفتكري وارجعك بنفسي لأهلك
عبست بشفتيها وهتفت بحزن:
_ تفتكر اني هفتكر تاني .
_ ان شاء الله هتفتكري، الدكتور لسه مأكدلي اني فقدانك للذاكره مش عضوي، وأنه ممكن يكون ناتج عن صدمه نفسيه اتعرضتي ليها قبل الحادث، أدت لفقدان ذاكره جزئي
_ يعني ايه، انا مش فاهمه حاجه
ابتسم، وبدأ بشرح كلامه لها بطريقه مبسطه استوعبتها وهتفت مهلله:
_ يعني انا لو عملت اللي بتقول عليه دا كله هفتكر
_ ايوه بأمر الله..
يالا بقي خدي الهدوم دي وغيري عشان نمشي من هنا..
اومأت برأسها، واستقامت لتفعل
نظر فارس لأثرها بحزن، وهو يدعو بقلبه أن يستطع ردها لعائلتها بأقرب وقت
عادت بعد قليل، بعدما ارتدت ذلك الفستان، ومدت يدها له بالطرحه الذي أحضرها معه:
_ مش عارفه البسها
ابتلع ريقه من فتنتها الذي سلبته عقله، وعاد مستغفرا الله، وهتف سريعاً:
_ هناديلك الممرضه تعرفك ازاي بتتلبس، ثانيه واحده..
_________
وصل يزيد بوقت قياسي للمشفي، بهيئته المزريه، التي ما أن دلف بها لغرفتها ولمحته انتفضت مردفه بذعر :
_ يزيد، انت كويس، فيك ايه، مين عمل فيك كده؟
اقترب منها وزفر بتنهيده راحه انها بخير ، والقي بجسده علي الأريكة
اقتربت منه بخطوات بطيئة، وجلست بالقرب منه:
_ يزيد
نظر لها مليا، وعقله يعمل بكل اتجاه، وأخذ نفسا عميقا، وأردف بنبره جديه..
_ ليليا في حاجه مهمه لازم تعرفيها
دب الرعب قلبها، وانكمشت علي نفسها، خشيةً من أن يكون علم حكايتها التي لم تلفظ بها لاحد حتي يومنا هذا، أو ان يسألها عن شيء عما حدث معها، ولا تستطيع الاجابه عليه صراحةً، وتضطر للكذب، أو قد يكون ذلك المجنون، هو من فعل به كل هذا، واتي الان يخلي مسؤليته الكامله عنها.
ابتلعت ريقها، وهتفت بتوتر ظهر جليا بنبرتها:
_ حاجة ايه؟
طيلة الوقت كان ينظر لعيناها، وحركة يدها المتوتره، أنه شخص يجيد قراءه ما بين العينين، وما تخفيه العقول، أغمض عينيه وهو يفكر جدياً تلك المره، خصيصا بعد ما وصل له، وان ذلك الحقير عمه علم بمكانها، ويخطط لاختطافها وتزويجها من أحد المطاريد، اشتعلت النار بصدره مجدداً، واردف علي الفور:
_ ليليا انتي عارفه انا اسمي ايه؟
اومأت برأسها، واجابته :
_ يزيد
لينظر لها بصمت قليلاً، ويردف بما جعلها تنتفض بذعر:
_ اسمي يزيد رفيع محمد السباعي.
_ ايه؟؟
انتفضت كالملسوعه من جواره، ليلحقها هو باخر الغرفه حيث هربت، ويشير لها أن تهدأ:
_ اهدي، اهدي واسمعيني ممعناش وقت، ابوكي عرف مكانك، وشويه وهيكون هنا، كل اللي طالبه منك تهدي وتثقي فيا
_ انت عاوز مني ايه، أرجوك ابعد
لينتفض كلاهما، علي صوت الهرج والمرج، ورائحه الغاز الذي ملأ المشفي، وانقطاع التيار الكهربائي
_ ليليا تعالي معايا يالا..
“تروح معاك فين ياولد “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى