رواية وكأنها عذراء الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم أسما السيد
رواية وكأنها عذراء البارت الثالث والثلاثون
رواية وكأنها عذراء الجزء الثالث والثلاثون
رواية وكأنها عذراء الحلقة الثالثة والثلاثون
” هل ستنسي ذلك الوجع يوم، ستتخطي بتلك السهولة كل ما اقترفه بحقها!
سيندمل الجرح وتتعافي حقاً، وكأنه لم يلتهب يوم!
وهل ستزدهر تلك الحياة البائسة لها ذات يوم!
كيف لهم ان يكونوا بذلك التفاؤل؟؟
بالله .. كيف ستنسى تلك الخدعه الكبيره، وذلك الثقل الكامن بقلبها منه…وكيف تستطيع التعود علي الفراق، وهي تحمل قطعه منه كيف ستنسى؟؟
وهي تري قطعه منه تمشي أمامها علي قدمين ، الآن فقط بدأت تخلق الأعذار لكل اولئك النساء المفجوعات مثلها، والتي توهمن بالحب الأول وقدسيته ذات يوم ، يا الله كيف صَبِرن؟؟
_ بأمرك انك ترجع يا فارس انت مصاب ياغبي
_ وانا من أمتي بسمع كلامك يعني
_ هتتعاقب صدقني
_ ولا بيفرقلي كلامك يا واد عمي
بابتسامة وشجار حفيف بينهم، بدأوا الدفاع، ضحكة امل قبل كل مداهمه تجعلهم يشعرون بأن القادم كله خير..
هجوم مخطط من مسلحيين مدربين جيدا
غافلوهم، واسقط العشرات منهم
_ يزيييييد، يزيد..خد بالك
كانت تلك صرخة فارس التي شقت سكون المكان الذي تحول لدمار وخراب بظرف دقائق..
عملية ارهابيه خسيسه راح ضحيتها أيضا العشرات
صرخته خرجت مره اخري لكن تلك المره بقوه أكبر كي ينتبه يزيد اليه
تبعها ابراهيم الذي انضم اليهم قبل دقيقتين من الآن وفوجيء بما يحدث ، واستطاع الدخول والوقوف بجانبهم
الصدمه شلت فارس تماما وهو يري يزيد غارقا بدمائه علي الارض، يكافح كي يستقيم، حتي يواصل القتال
رغم صراخهم عليه إلا يفعل ويبقي منبطحا أرضاً، اصابته بليغه ولأن يتحمل
لكنه لم يهتم، استقام بجبروت واضعاً يد علي كتفه المصاب بإصابة تبدو عميفه تعامدت علي ذلك الجرح القديم الذي لم يبرء بعد
ويده الأخري يرفع بها سلاحة، يواجه ذلك المسلح الحقير الذي يصرخ باسمه
_ يزيد يا سباعي أخرج وريني نفسك
تسلل ابراهيم من خلفه، بعدما فقد الامل باستجابة يزيد، وأنه قد يرضخ لصراخهم عليه
حتي يحمي ظهره..
هتف فارس بصراخ عبر اللاسلكي طلبا للدعم، الذي اجاب عليه مسلم علي الفور..
_ اثبتوا مكانكم ياابطال، احنا عالبوابه
********
”كبرنا جدًا حتى أصبحنا نتقبل بصدرٍ رحب فكرة الصد عن شخصٍ نرغبه.”
_ ليه عملتي كده في نفسك؟
سؤال موجع ويحسبونه هين عليها، صمتت بحسره، تحاول عبثاً أن لا تصرخ وتبكي
تشعر وكأنها بحلم، لم تستيقظ منه بعد
_ بيلا..ردي عليا، انتي بخير؟؟
بالواقع هي ممتنه لتلك المرأه التي دفعت بوالدها خارجاً بعد خروج ابراهيم مباشره، ولم تدعه يفتح تحقيقاً معها كعادته منذ أتت
احتوتها جيدا، وعلمت كيف تلملم جراحها
ولم تكن بحاجه لستر ما كُشف مقدماً أمامها، وللعجب انها تشعر مع امرأة تعد غريبة عليها بهكذا شعور، شعور بالطمأنينه والامان
اشاحت بوجهها عن أعين سلوي التي تنظر لها بحنو بالغ، حنو سيدفعها للانهيار والبكاء، وهي بأمس الحاجه لذلك..
وهذا ما لا تريده، لقد وعدت نفسها أن تكون اقوي، واخبث مثلهم، تتعلم التلاعب، لا أن تظل هكذا بلهاء
لكن سلوي لم تتركها، قلبها يؤلمها عليها وكأنها منها، قبل قليل اقسمت أن تعطيها كل الحب والحنان التي حُرمت منه ابنتها، لن تدع تلك البريئه تعاني كما عانت طفلتها الراحله، ستحتوي ضعفها وتعطيها ما كانت تود اعطائه لابنتها ، علها تعطي لروح ابنتها السلام، وتكفر ولو ذنب بسيط مما اقترفته بحق طفلتها
لا تعلم اين تبخرت تلك الوعود بعدم الاقتراب من تلك الفتاه قبل ساعات، لقد تبخرت كل الترهات التي تفوهت بها مع اول نظره من بيلا اليها
تري التيه والوجع، والوحده بعينيها حتي وإن لم تتفوه بهم
ومن يشعر بهم غيرها، وهي عايشته من قبل
مدت سلوي كف يدها وامسكت بوجه بيلا التي ابعدته عنها، لم تهتم بعنادها، وهي تحاول ابعاد نظرها عنها، لم تستسلم حتي التفت بوجهها لها وهنا هتفت بها بحنو اطاح بكل قوتها الوهميه
_ ابكي يابيلا..ابكي متكتميش في نفسك ، ابكي وخرجي ضعفك كله دلوقت، خرجي تعبك وخوفك، وحزنك حالا لو فعلا عاوزه تكوني قويه، خرجيه حالا لاني أنا بنفسي مش هسمحلك تبكي تاني..
وهقولك بعد كده اياكي، وفري البكا ليوم الرحيل ياقلبي انتي..
خارت قواها واستسلمت وطواعيه ألقت بنفسها داخل ذراعي سلوي التي احتوتها بطريقه مميزه، لاول مره تشعر بهذا الحنو، سلوي استطاعت بحنيتها المفرطه تعويضها ما فقدته، من قال إن فاقد الشيء لا يعطيه، مخطيء جدا
فاقد الشيء هو أكثر شخص قد يعطيه لك أن سنحت له الفرصه
وسلوي تعلمت الدرس، فقدان ابنتها احدث فجوه داخل روحها، فراق ابنتها افتعل شرخا قاسياً بصدرها
واستطاعت مع بيلا أن تجمل الشرخ..ولكنها لم تمحي أثره، وهل يعود الموتي للحياه يوم..
_ انا بحبه أوي، هو فاكر اني بكرهه انا مش غبيه ياسلوي، ولا ساذجه انا مشكلتي اني فاهمه، فاهمه وموجوعه، موجوعه اوي
سالتها سلوي بحيره:
_ طيب ولما انتي بتحبيه وصلتيه لكدا ليه بس فهميني؟ انتي واعيه للي حصل، انت متخيله انتوا افترقتوا يا بيلا؟
_ واعيه ، وفايقه، قوليلي يفيد بايه الحب ده، وانا مشوهه من جوايا، روحي موجوعه، عاوزه تترمم، وافكاري محتاجه تترتب، انا ساعات كتير بحس اني مش متزنه، انتي فاهماني؟
انا لو كملت معاه بكل اللي انا حاسه بيه ده، وكل العلل اللي جوايا مصيرنا هيكون الطلاق بردو..انا مش عاوزه اعيش كده، انا مش عاوزه اكون ام مريضه، ولا غير متزنه واعيد الماضي كله، واخلف اطفال معقده نفسياً
”محاولة التأقلم على بُعد شخص كان جزء من روحك، هذا بحد ذاته جهاد”
صمتت، وهي تحاول أن تلتقط انفاسها بصعوبه، قبل أن تردف بما اوجع قلب سلوي
_ سلوي انا خفت، والله خفت اكون نسخه تانيه من أمي واعمل في بنتي كل اللي عملته هي فيا .
دفعتها سلوي بقوه من احضانها، وهتفت بها بصدمه:
_ بس هي مش امك..افهمي، دي ست مريضه بتنتقم منك
_ امي اوسخ منها ياسلوي، ست خاينه وجاحده..اوسخ بكتير يا سلوى..الاتنين قطعه واحده، وانا والله ما عاوزه ابقي شبهم، انا خايفه، خايفه اوي والتفكير هيموتني..انا استحاله اتجوز واعيش حياه طبيعيه، الوحده احسن
نهرتها سلوي مجددا بعينيها:
_ انت مش شكلهم احساسك ده اكبر دليل انك عمرك ما هتكوني شكلهم
انتي بس محتاجه تبقي اقوي، تثقي في نفسك، تحسي انك مختلفه
ومميزه، وانتي فعلا مميزه يابيلا ومحتاجة طبيب نفسي، وانا واثقه ان نظرتك دي لنفسك هتتغير، وهتندمي انك سبتي نفسك للعنه التفكير ده
_ تفتكري!
_ مفتكرش خالص، انا متاكده ومن بكره هنروح انا وانتي..انا كمان محتاجه كام جلسه، عشان اتعلم ازاي اعامل بنت صرتي
كانت تمازحها، فابتسمت، واردفت بتردد
_ بس .
_ مبسش انتهي.. امسحي دموعك دي وكفاية نواح وبكا..وقومي بقي ظبطي نفسك عشان اخوكي هيكسر الباب علينا، وكان عاوز يمسك في ابراهيم اول ما خرج ويقوله انت ازاي تزعل اختي..هقطع خبرك
انفجرت بيلا بالضحك، وهي تمسح دموعها بكف يدها كالاطفال..
_ حبيب قلب اخته ده
_ طيب ياحلوه يالا بسرعه..احسن الواد ده متوحش وانتي حره
استمعوا لصوت عاصم الصارخ بحده:
_ اماااي …بيلا…افتحم الباب ده عم نادم عليكم انتي وهي..
اتسعت اعين سلوي، وسحقت اسنانها بقوه وغيظ:
_ نادم..بتنادم يابن عمران..اصبر عليا.. الواد ده مش شبهي الله يسامحه ابوكي بوظله لغته كلها
*********
اتسعت أعين راجية بفرحه، وهي تدور بحماس بالبيت التي خرجت منه قبل سنوات، وحرمت من الدخول اليه
عهد جديد ستبدأه وستكون هي الأولي والمسيطره..
لقد صححت الادوار..وعادت امينه لقبرها وبدأت راجيه عهدها
_ بس تفتكري أن بكده انتصرتي ؟
كانت تدور بحريه، أخيرا خلعت عنها ثوب التسول، وعادت لحياتها لكن استوقفها صوت غليظ عرفته علي الفور..
_ انت..؟
اتسعت عيناها برعب، وعادت للخلف بينما هو يتقدم منها وعيناه تتأمل القصر الكبير الذي كان يخطو إليه كصهر سابقاً..
أطلق ضحكه عاليه، حينما لمح الذعر بعيناها
_ مالك يا حبة القلب خايفه اكده، شكلك مفرحتيش لشوفتي
_ انت دخلت هنا ازاي، يارعد انت يازفت؟
انفجر بالضحك مجدداً، وجلس بهدوء امامها علي المقعد
_ وماله نادمن علي رعد وبرق، وسحاب كومان، هخاف اني أكده..شكلك مخبراش اني دلوك اقدر اعمل ايه ؟
صرخت مجددا عليهم، لكن لا رد
دب الرعب قلبها، وعيناها تدور بكل شبر بالقصر، قبل أن يقرر احمد السباعي الحديث وانهاء الامر
_ رجالتي مقيدينهم ماتقلقيش اكده، اصل بصراحة معجبونيش عيال خرعه أكده، فهخدهم امعاي واسيبلك رجالتي
_ نعم..انت اتجننت..
انتفض من مكانه،. اقترب منها وبغضب يده عرفت طريقها لعنقها
_ ولدي فين يابت الفرطوس، محمد ولدي فين؟
_ معرفش، معرفش اني مش راجيه اني امينه
حاولت خداعه مجددا، لكن هذه المره لم يصدقها
_ هتكدبي تاني عاد، شكلك مهتحرميش يابت..
_ والله ما اعرف..معرفش..
_ يبقي اتشاهدي علي روحك
_ لاااه ..لاااه هجول..هجولك اهو
*********
اتسعت أعين ام يزيد التي عادت سرا للمشفي لتهدد ليليا بتسليمها لابيها أن أخبرت يزيد ورفيع بما فعلته، لكنها صُعقت ما أن استمعت لما يدور بالداخل
وازدادت فرحا بقرار تلك الحيه ، بسرعه عادت كما اتت، وبداخلها فرح عظيم، وراحة انعكست علي قلبها ووجهها من أنها ستتخلص من تلك الحيه للابد
_ ايه اللي هتقوليه دا يا بتي كيف ده ؟
_ انا عاوزه اروح مع اخويا ياجدي، انا مش مرتاحه هنا، ارجوك، خليني اروح لاختي..
أشفق الجد عليها، هو بالفعل يخشي عليها، حاول أن يهاتف يزيد لكنه لم يجيب، بالنهاية هي زوجته والقرار عائد اليه.
لكنه حاول ولا فائده ، ودموع ليليا تؤلم قلبه.
_ انتي خابره اني مهينفعش جوزك ميعرفشي..عشان أكده يابتي انا هسمحلك تروحي تطمني علي اختك لحد ما جوزك يعاود وانتوا احرار مع بعض
كادت تعترض، لولا كف مجد الذي أمسك بكفها بحركه فهمتها علي الفور..أن تصمت
_ تمام يا حاج..عندك حق، القرار بايد يزيد ولحد ما يرجع ليليا هتكون معايا..في بيت اخوها..في الحفظ والصون
*******
_ انت مجنون ازاي تعمل كده؟
هكذا صرخ محمود الحسيني بعمران الذي انهي للتو حديثه مع احمد السباعي، يخبره بكل برود بمكان راجيه، لقد انهي ما خطط له بغباء لأيام..
_ في ايه يا محمود، ما تغور اهم يخلصوا علي بعض ونخلص..
_ في انك غبي، غبي مش فاهم حاجه
صرخ محمود به، واسرع للخارج، ويده ترتجف وهي تمسك بالهاتف ، يتوسل مجد أن يجيبه، لن يخسره ابدا، أن وصل احمد السباعي لراجيه، سيجعلها تخبره بكل شيء، سينتهي ما بناه لسنوات، وهو لن يخسر ابنه
ولن يجعله علكه في فم احمد السباعي يكفي تلك الحقيره التي قضت سنوات بابتزازه اللعنه علي هكذا ابوين…
_ رد ..رد يابني ابوس ايدك
********
”غربة الأماكن بعد أُلفتها مُوجعة”
بهدوء استقلت سيارة اخيها، لم تستدير حتي لتقل وداعا للجد، تريد البعد، لا تعرف لما تشعر بالخوف من شيء غيبيي، وشيء اخر يجسم علي قلبها، ولا تعلم ماهيته بعد
أدار مجد محرك سيارته، الصمت كان سيد الموقف، قبل أن يقطعه هو بابتسامه حنونه:
_ مش خايفه مني المره دي يعني؟
رفعت رأسها ونظرت له، التقت عيناها بخاصته، لاول مره تعرف معني نظراته، طالت النظر له حتي ابتسمت براحه، واردفت بصدق:
_ لاول مره مبقاش خايفه تصدق دا
_ وانا لاول مره اعمل الصح..
_ احكيلي عنك يا مجد، وارجوك تنسي ميمس ده مش عاوزه افتكره خالص…دا انت موتني رعب
_ خالص، خالص
_ خالص..
_ طيب تحبي نبدأ بأيه.؟
_ البداية…البداية خالص..من اول ما اتولدت
_ طيب ياستي احكيلك اهو نتسلي، احنا طريقنا طويل اصلا..
********
اتسعت أعين فارس، وهدر بجنون
_ يزيد..حاسب يا يزيد.. ابراهيم…
_ ااااه
_ يزييييد..ابراهيم..
*******
_ ايه وقفت ليه يامجد، كمل؟
_ هرد عالتليفون استني؟
(ايوه يا بابا..ايه…طيب طيب)
_في ايه؟
_ ابوكي عرف كل حاجه عني عنجهيه دمرت الدنيا
_ ايه..ابويا.. يالهوي، طيب هنعمل ايه؟
_ مفيش غير حل وحيد..
_ ايه هو..قول بسرعه..
_ هنهرب برا البلد انا وانتي..وروضه
_ ايه؟
_ زي ما سمعتي، امسكي نفسك ، واستعدي..مفيش وقت
_ يا مجد..انا خايفه
_ متخافيش طول مااخوكي جمبك
“نحن لا نترك عزيزاً عبثاً ، نحن نغادر حين نتأذى .”
********
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)