روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت التاسع والعشرون

رواية وكأنها عذراء الجزء التاسع والعشرون

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة التاسعة والعشرون

تركتها ام السعد خجله، تود لو الأرض تنشق وتبتلعها، من فعلتها ، وتهورها، ولكن اي تهور هي لم تكن تعي ما يحدث معها حقاً
تتذكر ماحدث وكأنه حلم بعيد لكنها حقا لا تعلم كيف فعلت كل ذلك..اللعنه علي هذا الطبيب، وعلي تلك الادويه التي اذهب عقلها..
وضعت وجهها بين كفيها مردفه بخجل:
_ ايه اللي عملته دا
*********
لم تهتم ساليمه لأي من تهديدات نائل لها ، خصيصاً بعد ما علمت به..من مصادرها الخاصة جدا، جدآ..
_ فارس تزوج بغيرها
النار اشتعلت بجسدها والغيره تنهش بقلبها نهشا كوحش مفترس
دارت للمره الالف حول نفسها ، بينما عادت لتغدو ذهاباً وإياباً
اللعنه علي ذلك القلب الذي رغم ما فعلته، وما وصلت له مازال يريده بشده
محال أن يكون لغيرها، محال
لمعت عيناها بالحقد، حقد من تلك التي لا تعلم هويتها بعد، لكن لا بأس..بالتأكيد ستعلم هويتها وعما قريب جدا..
_ انتِ لا تتعلمين الدرس يوليا؟
انتفضت علي صوت صديقها الذي تعرفت عليه هنا، ولم يكن إلا ذلك الشاب شاذ الطباع، والخلقه، ومختص التجميل خاصتها الذي خصصه لها يوليا..ويدعي جون
_ افزعتني جون..علي ماذا تتحدث انت؟
ادعت عدم الفهم، لكنها سرعان ما أدارت وجهها، فوقعت علي تلك الاسطوانه التي أعطاها لها يوليا ولم تفتحها أو بالاخص لم تهتم بها
لكن حديث جون الي القاه عليها بعد ذلك، جعل الشك يدخل بقلبها
_ انتِ لست الاولى هنا، ممن لم يهتموا بتهديد يوليا، لكن انتي الوحيده التي لا اريد لها نهايه كنهايتهم
اتسعت عيناها برعب حقيقي، لا تعلم لما شعرت به فجأة
ولكن طريقة حديثه كانت بها من الغموض ما جعلها تشعر بذلك
_ علي ماذا ترمي بحديثك هذا؟
تردد جون بين اخبارها، أو لا..لكن بالنهاية رعبه، وذعره من ان يكتشف أحدهم أنه اخبرها دفعه ليغير الحديث سريعا
_ انا لا اقصد شيء عزيزتي لا تهتمي، انا فقط خايف عليكي، انتي تعلمين ان يوليا لن يمرر الأمر بسلام إن لم تنفذي الاوامر، ولا تنسي أن كل شيء تبحثين عنه علي تلك الشبكه، وخصوصا الدارك ويب هو المسؤول الأول عنه هنا، بكلا الاحوال سيعلم يوليا، لا تتاذكي أنه الاذكي هنا
ابتلعت ريقها، وبداخلها صراع بين الرعب منه، وبين انها استعملت ذكائها هذه المره فلن يعرف انها فعلت شيء..
لكن شيء دفعها لتري الاسطوانه..وتري علي ماذا كان يرمي اليه؟
_ هل تحبيه لتلك الدرجه؟
_ من هو..علي ماذا ترمي جون مابك الليله؟
صاحت بغضب، حديثه يدب بقلبها الرعب، الم
يعد إلا هو ..
_ ذلك الشاب الذي تبحثين عنه، وما جعلك بتلك الحاله؟
صمتت متسته العينان، وقبل أن تتحدث، صرح هو ببساطه، وهو يجلس امامها علي الفراش، ويأكنه أحدي النساء ، ويمد يده مردفا بحماس:
_ هيا يوليا، تستطيعين الثقه بي، أن تعرفين ما افضله، لذا ستجدينني تحت السمع والطلب ..وقبل أن تسالينني من أين عرفت، استمعت اليك ..أو بمعني آخر..تصنت
اتسعت عيناها من بروده وصدقه، وهتفت بغيظ:
_ جاسوس لعين
_ اوه يوليا لقد اصبتي الهدف، هيا يا فتاه، لنتسامر معا
جلست امامه، واخرجت سيجارتها، وبدأت بالحديث بكل سلام نفسي
*********
عادت للخلف كالملسوعه تنظر هنا وهنا داخل السياره تاره، وتاره أخري خارجها
كلما اقترب فارس منها يحتويها، تدفعه بجنون…سؤال وحيد يدور بخلدها، تحاول التلفظ به لكنه لا يترك لها اي فرصه..
فجاه دفعته بحده، وخرج سؤالها كالصفعه هزته، وجعلته كجثه هامده:
_ ابعد، ابعد، انت مين، وانا فين..ابعد عني؟؟
_ ناردين …
هتف باسمها بصدمه، صوته بالكاد خرج، ووصل لها ، نظرت له بذهول، تفكر كيف يناديها بهذا الاسم، أنه يعيده عليها للمره التي باتت لا تعرف لها عددا..
صمتها، ونظرتها امتدا لدقيقه، جعل فارس يقترب منها يحاول فهم مايجري، يحاول تكذيب ما وصل عقله ايه، يحاول بقوه ان يؤكد لنفسه انها مازالت هي..مازالت ناردين كل ما تبقي له ..
_ ناردين حبيبتي، اهدي..
ازدادت عيناها اتساعا، ذهول
وسرعان ما ثارت، وارتجف جسدها من الذعر والخوف، قلبها يكاد يقف فعلا، الماضي تدفق لعقلها، فجأة ارتسم أمام عقلها مشهدها الاخير، وهي تصرخ بابيها ، تجري بخوف، تقطع الطريق ، وهي تنظر خلفها ، وفجأه تصدمها تلك السياره..
ارتجف جسدها ، يداه أمسكت بيدها سريعاً مجددا
مازال يحاول باستماته ان يشرح لها..
لكنها لا تستمع..
تهز رأسها بجنون، ودموعها أغرقت وجهها، لا تري امامها الا شقيقها ، يناديها يالا تتركه..
_ لالا…محمد..محمد لا…محمد
ما اقسي علي رجل حر مثله أن يسمع ممن أسرت قلبه اسما غيره، ورغم ذلك كان يحاول ويحاول، يتوسلها أن تهدأ، يحاوطها بقوه..
لكنها لم تهدأ، ولم تدعه يناديها مجددا
صرخت بجنون:
_ اسكت، اسكت، انا مش هي..مش انا..مش انا ..
_ ناردين..اهدي .
صرخ بها وهي تحاول فتح الباب بكل قوتها، ولكن لسوء حظه لم يكن تحكم اغلاقها فاستطاعت فتح بابها، ومنه خرجت تعيد ذلك المشهد مره أخري، لكن تلك المره، كانت هناك يدا اخري، قبل أن يقترب فارس منها، كانت يد أحدهم تكمم فاهها ، وتحملها..
_ ناردين…ناردين..كانت هذه اخر صرخه وصلتها قبل أن يضربه أحدهم علي راسه بقوه..ويسقط أرضا..
**********
_ احنا وقفنا هنا ليه ؟ دا بيت بابا ؟
لقد نطقت اخيرا، وياليتها ما نطقت، التلك الدرجه لا تطيق الجلوس معه لساعه وحيده قبل رحيله لعمله، بالنهايه هو لن يجلس كثيراً معها، كان بالنهاية سينفذ لها ما تريد، لكن صوت بداخله يخبره أن هناك شيء ما سيحدث..لطالما كان هذا القلب الذي يحمله بداخله نذير شؤم لا يشعر الا بالمصائب..
استمع لصوتها مره أخري ولكن تلك المره كان باسمه، اخ. نفسا عميقا، وبغضب لم يستطع كتمانه، اجابها:
_ حاضر، حاضر يابيلا..
استدار بسيارته كالمجنون، آخذا الطريق الطويل بين بيته، وبيت ابيها بنصف ساعه، لم يسمح لها بمعاوده الحديث، ولن يدعها تطلبها مباشره، ألا يفهم هو..
يبدو حقا أنه كان مجرد مرحله مؤقته، لتصل لهنا كما أخبرته عمته..
اللعنه عليه، لما يغضب من نفسه، ايحبها؟.
انتهي الطريق، ومعه انتهي صبره، وقطع تفكيره، صوتها المختنق ما أن لمحت ابيها يقف بانتظارها تتمتم بإسمه، وكأنه خلاصها
ليس غبي هو حتي لا يفهم ما تحويه عيناها من خوف طيلة الطريق، وليس غبي أيضا ليقرأ أيضا الان بعيناها ما تحكيه لوالدها الذي فتح ذراعيه لها..
وكأنها تخبره أن يبعدها عن هذا كله، انت الامان..
بصعوبه منع نفسه من منعها ، سيطر علي كف يده الذي يود لو يمسك بيدها يمنعها من الرحيل حتي دون وداعه..
لكنها اندفعت كالمجنونه، لم تستدر للحظه..ولما قد تستدير، اتستدير له؟
أغمض عينيه بقوة، قبل أن يترجل خلفها، حاملا حقيبتها، وبهدوء يودع والدها ويدعها بامانته ويرحل..
ودعته بدموع أخفاها نقابها عنه، آلمته وهي تعلم، لكن ماذا عن المها هي..
_ حمدالله على السلامه ياقلب ابوكي..
هكذا هتف والدها بحنو، وهو يحتويها باحضانه، ويقبل جبينها، قبل أن تقطع هي صفو اللحظه:
_ بابا مين عنجهيه..
_ ايه؟؟
**********
افكارها اخذتها للتفكير بشيء لم يكن عليها أن تفكر به
هزت رأسها ونهرت نفسها بعنف، وهي تندفع لترتدي ثيابها، وهي تجبر نفسها وتخبرها أن عليها أن تنسى كل أفكار المراهقه هذه، تتذكر فقط أن يزيد كاخيها الأكبر ، وتتصرف بناء علي ذلك، عليها أن تنسي ما تخبرها به ام السعد وتحرضها لفعله، انها لا تجرؤ أبدا، ولن تجرؤ علي فعل ما تخبرها به..اي جنون هذا، زواجهم فتره مؤقته ليس إلا
يجب عليها بكل مره تفكر بتلك الأفكار المسمومه، أن تتذكر فقط ما أخبرتها به والدته، حينها ستقتنع بأنها لا تصلح لشيء، وهي كذلك بالفعل انسيت ما حدث معها، ام ستكذب علي نفسها
انها حتي لم تصبح متزوجه رسميا من قبل، فبأي طريقه سيصدقها ، ويصدق انها عفيفه
كان عقلها الصغير ما يفكر معها، جعل من دموعها أنهارا متدفقة، وذكري الليله المشؤومه يدور مجددا بخلدها
كيف ستعيش حياه عاديه، وهي الجانيه والمجني عليها، كيف وهم يحملون الدم الصعيدي، وكل ما حدث معها لا يرمي الا الي نتيجه واحده ..القتل
شعرت بأن افكارها ستدفعها للانهيار مجددا، الخوف الذي تشعر به كلما ذكرت الماضي يجعلها تنهار، وهو ليس هنا، لا احد سيهتم بها .
وعلي ذكر هذا قبض قلبها، وشعرت بالخوف، ليسا خوفا طبيعياً، انما ذعر لا مثيل له
الان فقط تذكرت ان حاميها قد رحل، لقد رحل ولن تجده بجوارها أن سقطت بالخطر ..
ابتلعت ريقها وهي تعترف أن وجوده هو مصدر امان لها، تذكرت جدها، ووجوده هنا معها، لكن يا تُري هل سينفذ ما كانت ام السعد استمعت اليه وهو يناقشه مع يزيد، وجاءت كعادتها تخبرها به
هل حقا سياخذها جدها معه لبيت العائله، هل تستطيع العيش اصلا معهم..
تذكرت كم مره استمعت لوالدتها تحكي عنهم وعن نسائهم اللاتي يشبهن العقارب والحيات، ومما راته من زوجة عمها رفيع، وابنتها
الان باتت مقتنعه..
أن والدتها حقا صادقه، ولاول مره…وأنها ورثت كل خصالها التي كانت تتمتع به من البيت ذاته، تري هل بالعيش معهم ستصبح مثلهم
نفضت تلك الأفكار عنها باستنكار، و
رفعت وجهها تناجي ربها بقلب متعب، خائف، وأيدي ترتجف من ما هو قادم، الا يكفيها ما رأته للان
ارتدت ثيابها، تود الخروج من تلك الغرفه، تريد استنشاق بعض الهواء، لكن فجأة اخترق أذنيها صوت زوجة عمها، وابنتها المرتفعان وكأنهم يخبروها أنهم قد أتوا، لا راحه بعد الان .
عادت للخلف بحزن وقد وصلتها رسالتهم المبهمه، هنا سجنها، وهم السجان، ولا مجال للحريه وهي تعيش بكنفهم.
هي هنا لتدفع الثمن..وفقط
دموعها سالت علي خديها، ككل مره تتذكر فيه أن لا اراده لها، لاصوت، لا اعتراض، ولا مكان يأويها، ولا وسيلة للترفيه عن نفسها الكسيره، زفرت انفاسها بألم، وهي تخلع نعلها، لتصعد للفراش، مالت لتعود لعالم النيام لربما تجد ما يريحها بحلم ما..سعادة مؤقته تحيا بها، خير من مرارة الايام..
أغمضت عينيها، وسرعان ما انتفضت من نومها علي صوت رنين هاتف ما..
_ ايه ..دا.. فين!
********
قرار نقله سعي له باستماته من قبل، سياخذ من وقته، ويزيد من خبرته العسكريه والفنية وهو يعايش حالة الحرب ..سيأخذ ثار اصدقائه الراحلين، ويزيده نجوماً علي كتفيه، بكل بساطه سيفصله عن الوجه الاخر الذي يبغضه، ويقربه من عالمه المفضل، عالم الثأر، والدفاع عن حقوق الأبرياء، لكن ثقلا كبيرا كحجر صوان وقع علي قلبه، ما أن تذكرها، وتذكر أن بنقله سيقترب من حلمه، وسيعلو شانه، أو قد ينال الشهاده العظيمه التي طالما دعي الله بها..لكنه بالمقابل ..سيبتعد عنها مسافة أميال..واياااام كثر جدا ربما تطول لاشهر طوال…
دب الحنين لتفقدها مؤكد استيقظت جنيته الان، رفع هاتفه، وهو يتمني أن تكتشف هديته سريعاً.
وكما توقع اجابته بصوت كزقزقه العصافير بحياء:
_ يزيد..
وضع يده علي قلبه، هامسا بصوت منتشي وقد قرر قلبه اعلان راية الاستسلام ويخبرها علنا:
_ ياعيون قلبه
_ يزيد دا انت..انت نسيت تليفونك..
ابتسم عليها، وهو يفاجئها بصورته التي طلت عليها عبر الفيديو
_ يزيد..انت. .
ضحك واكمل وهو يرفع لها سلاحه:
_ انا قلت اخليكي تشوفي السلاح كويس احسن ام السعد قطعت عليكي اللحظه..
شهقت بخجل وهتفت بتلقائيه:
_ يلهوي انت ..
أغلقت سريعاً، بينما هو اندفع بالضحك حتي ادمعت عيناه، وهو يرسل لها شيئا جعلها تصرخ بسعاده
كاد يهاتفها، لولا دخول ابراهيم بوجه لا يفسر، مردفاً بتهكم:
_ ما ضحكنا معاك يا سيادة المقدم .
********

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى