روايات

رواية وكأنها عذراء الفصل الأربعون 40 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء الفصل الأربعون 40 بقلم أسما السيد

رواية وكأنها عذراء البارت الأربعون

رواية وكأنها عذراء الجزء الأربعون

وكأنها عذراء
وكأنها عذراء

رواية وكأنها عذراء الحلقة الأربعون

_ مجد ارجوك انا خايفه ، انا..مش هعمل كده لا..
تأمل حيرتها ووجهها الذي يزداد احمرارا مع التفكير الجدي وكأنها داخل معادله حسابيه، دائما ما تحسبها بالورقه والقلم ، أنها لا تفلح تماما باخفاء توترها، تذكره بشقيقتيه الذي يبقي طيلة اليوم عينه عليهما، وهي الأخري كانت جزء لا يتجزأ منهم..
انه يشعر وكأنه ولد لمراقبتهن والتلون بالف وجه من اجلهن..اي حظ عسر هو وهو يشعر أنه كما تخبره عنجهيه بحقد ( ديك البرابر خايب ونايب)
سبها بغيظ بنفسه، اللعنه علي والدته وشقيقتها سبب مآسيه وما هو عليه الآن ، ولكن كل شيء يهون بالكون ما أن يلقي برأسه علي قدم ذلك الرجل المحب الذي قضي عمره باكمله يداوي جرح قلبه، ولولاه لما أضحي بشرا سويا، يعيش كما يعيش الان..
لولاه..لكان الان يسعي وراء انتقام لعين كاذب اختلقته عنجهية لتبرد على قلبها ممن تعتقد وتتوهم أنهم خانوها..ولكن في الحقيقه هي وتؤامها يستحقون الرجم، لما فعلوه بالعائلتين وعلي رأسهم والده احمد السباعي..
لكنه كان دائما لها بالمرصاد، هي تفسد وهو يصلح حتى كَل ومل..
كان يجيد اصلاح الخراب الذي تصنعه ببضع كلمات..وحفنه لا بأس بها من الأموال..
كم يكرهها، وكم يكره انتمائه لتلك العائله اللعينة، لكن ما يجعله هنا الان..
هي تلك الفاتنة التي ساقها القدر إليه بتخطيط مدبر منه، ولو علمت لقتلته ونهشت قلبه وسيكون من دواعي سروره والله..
ابتسم بسعاده ، يتخيل اليوم التي ستزال فيه كل الكذبات، وسيضمها به بكل راحة الكون، بلا كذب، ولا خداع ، سيعانقها بكل الحب بحق تلك الليالي التي ذرفت فيها الدمعات وهي تخشي اللوم والعتاب، تُري متى سيأتي ذلك اليوم ؟؟
_ روحي
همس بعشق:
_ ارجوك بلاش تلعب في صواميل مخي، انا اصلا معاك عقلي بيتلغي انت لعنه عليا والله
هتفت بغيظ، وهي تبعد وجهها عنه، أنه يقتحم خلايا عقلها ويفقدها تعقلها بذلك الهمس
لوي شفتيه ، ورفع الأخري بغيظ منها ، اي تفكير هذا الذي تتكلم عنه، منذ التقاها وهو يلملم من خلفها كوارث لا حصر لها، وان دل علي شيء دل علي أن ذلك الذي تحمله برأسها ملغي تماماً، بعد معرفتها وعشقها استسلم تماما لقدره ورضا به..رضي أن يحميهن جميعا
ورضيَّ عن كونه مسؤول عنهن
رفعت يدها وهي تشير باصبعها السبابه بوجهه:
_ عارفه بتقول وبتفكر في ايه ..اني مبفكرش صح، اعترف؟
بصعوبه منع ابتسامته أن تخرج للعلن، وهو يلمح سويلم يراقبه بتأفف من بعيد
سويلم يد عنجهية وخادمها اللعين أنه يبقيه لأمر بعينه فقط، لكن لا يهم..هو يعي تماما ما يُصدره له وخصوصا حكايته مع تلك الجنيه التي تقف أمامه والتي قلبت موازين قلبه رأسا على عقب
_ مجد
_ ياعيون قلبه
ابتسمت وتلون وجهها بحمرة الخجل
_ مجد..بطل بقي اف، انا همشي
استدارت بعيدا، ولكنه لم يعطها الفرصه ، أمسك بكف يدها، وهو يسحبها خلفه ويهتف باستنكار:
_ تمشي! تمشي فين انتي …؟؟
_ مجد انت مجنون استني..
لم يعطها اهتمام، جل ما كان يريده هو أن يهرب من ذلك العالم بها ، وان يختفي عن أعين اللئيم الذي يسير خلفه كظله يراقبه وينقل تحركاته لمن ادخلها لحياته غلطه ولم يستمع لنصيحة أبيه، ليت الماضي يعود وكان اختار أن يبقى بعيدا عنها ، ما خطط له معها لا يجب أن يحشر أنفه به ، يريد إبقاء ذلك الأمر سره وسرها لبرهه..الي أن يحين الوقت
دفعها بحنو لتدخل السياره، غير مكترثا لصراخها عليه، وهي مازالت علي حالتها..تتأفف وتعارض
_ مجد ..انت بتعمل ايه؟
أغلق باب السيارة بإحكام، وهي مازالت تثرثر بغيظ
الي أن اعتدل ملقيا عليها نظره تحدي، واردف ببرود
_ امسكي نفسك والبسي حزام الامان ، وحاولي متصرخيش
_ ايه، ليه هتعمل ايه..مجد متهزرش، روحني يالا انا سايبه خالتي لوحدها، مش وقت جنانك خالص..
أردف وهو يغمز لها بعينه، وهو يميل بكل برود يضع لها الحزام
_ هخطفك ، ونتجوز..
_ نعم..ياخويا، انت اتجننت..متهزرش
_ انتي تعرفي عني كده؟!
انا قلتلك حاجه قبل كده وطلعت بهزر فيها..!
_ لا.. انت..مجد..اوعي انا …
لم يهتم لثرثرتها، أردف بكل برود
_ انا خيرتك تتجوزيني بإرادتك وانتي لطعاني بقالك ساعتين بتفكري..وبما أن الحلوه شايلة مخها خالص، وحطه مكانه فردة ج..زمه مش من مقاسها، فانا قررت
اتسعت عيناها، بينما هو يكمل ببرود:
_ فانا قررت اخطفها واقرر انا عنها، ايه رايك ؟
_ وحياة امك
عض شفتيه بغيظ لذكرها أمر والدته التي يجاهد بكل ما أوتي من قوه أن ينسي أمرها، وهمس بصوت لم تسمعه:
_ ربنا يريحني منها يا شيخه
_ مجد مش قصدي انا، هو انت بتقول ايه؟
علم ما تفكر به، انها تشعر وكأنها اهانته، لكن غمزه وقحه، من عينيه لها، جعلهتا تنسي كل شيء كعادتها، وهي تسب وقاحته
لم يهتم كالعاده، ويهتف بأمر
_ امسكي نفسك ، عشان ..
تاففت وهتفت بغيظ:
_ عشان تعرف تهرب من برج المراقبه الي وراك..اف عرفنا
_ اموت فيكي وانتي فاهمه
_ سافل..وصاحبك وغد ..حقير ..ميتعا..شرش
_ قربلك، ضايقك
انتبهت لما اردفت به، بالنهاية هي لا تود أن تلحق به الضرر، هي تعلم مدى قربهم، كما أن ذلك السمج لا يصدر لها غير الاستفزاز فقط، كما أن نظرة عيناه لا تريحها
_ لا طبعا..ميقدرش..
هتف بشك، وبداخل قلبه نار لا تهدأ:
_ روح اوعي تكوني مخبيه حاجه عليا
_ لا طبعاً ، انت عارف انا مبحبوش مبرتحش لبشر زي ما بيقول الغبي ده.
انفجر ضاحكا، وهو يتذكر المره الاخيره، والشجار الذي دار بينها وبين سويلم، وحديث سويلم لها.
_ بتضحك
_ انتي فعلا بتكرهيه جدا
_ جدا . جدا
_ والسبب
صمتت ، ولا تعرف كيف تخبره ، انها تغار من كل ما هو أقرب له منها ، تغار بشده كمجنونه..ولقد باتت اقرب للهوس
_ روح..
_ نعم..
_ اعترفي انك بتموتي فيا، وبتغيري من سويلم
_ بتهيألك وبتتوهم، واهرب براحتك بيا انا مش موافقه ، انا عند كلمتي دايما وانت عارف
ضحك باستمتاع وهو يمارس هوايته المفضله بالهروب الدائم من سويلم الذي يعترف أنه وقبل كل شيء هو مخلص جدا له إلا من ذلك الأمر والذي يظنه خير له، ولكنه يقسم أنه سيجعل ولاؤه الأكبر له ..ويلقي بعنجهيه أرضا، ويريها كيف تستغل سويلم الغبي في أمر كهذا
_ مجد..انا خايفه براحه شويه
ضحك بعدما التصقت به من خوفها
استغل الموقف لتوافق كالبلهاء كما ينعتها
_ ها..هتتجوزيني ولا اقسم بالله ارمي نفسي انا وانتي من فوق الكوبري بالعربيه..ونموت وننفضخ
_ نهارك مهبب، مجد التم، مش كده
_ روح..اخلصي يالا..انتي عارفاني يابنتي اهبل واعملها
كان خبيرا باستخراج اعترافاتها، وموافقتها ايضا علي أفكاره المجنونه
هو بسهوله كان يستطيع تثبيتها، وإثبات هيمنته عليها
_ بس..
_ مبسش قولتي ايه؟
_ مجد..انا خايفه..متهزرش ، مش كل حاجه هزار كده
_ رووح…
_ نعم..
_ انا بحبك وعاوزك معايا
_ لا بردو..
_ براحتك..
صمتوا ، وحل الصمت لدقائق
هو محق، هي بجانبه تنسي العالم، يصبح عالمها وردي اللون وهي معه ، بحياتها لم يهتم أحدهم لها قدر اهتمامه هو بها الان، حتي والدتها تركتها ورحلت..رحلت ولم تلتفت لتري حالها يوماً
بجواره قلقها يتحول لرماد، بكل مره تكون معه وياخذهم الوقت وتخشى خالتها ووجودها بمفردها، كانت تعود تجدها بأفضل حال، حتي انها لم تسألها لمره واحده عن سبب تاخرها
لقد كانت تظن أنها تهتم لامرها، لكنها كانت مخطئه هي مهمشه تماما بحياة الجميع، الا حياة ذلك المتهور
الذي دلف لعالمها عنوه، كم جميل جدا أن تكون محور الحياه لاحدهم
أن يستيقظ ليلا يتفقدك، شعور جميل ان يحبك أحدهم بكل ذلك الصدق.
_ بتفكري في ايه..؟
_ فيك
ابتسم بسعاده حقيقية، لو تعلم كم يحبها ، كم يؤلمه كونه يعلم حزنها المخفي
كم أضحي يحب عالمه لأنها أصبحت به
_ انا جنبك دايمًا خليكي فاكره كدا كويس.
مال مقبلا كف يدها، ثم احتواها بعشق ، بينما همست هي بخجل
_ مش عارفه ازاي بتقدر تقنعني ، وبتخليني اوافق على كل مصايبك وجنونك ده ..
_ يعني انتي موافقه؟
هتف بسعاده حقيقيه وعيون تلمع
اردفت بضعف من الجدال معه:
_ مجد انت واعي اصلا ياحبيبي، انا متمتش السن القانوني ومليش ولي أمر يجوزني، انا بائسه تماما..
اردفت بكلماتها الاخيره بضحك
واكملت بتهكم..
_ استني لسن الرشد بقي وانا اجوزك نفسي بنفسي..
دفع بكفها عنه بغيظ مصطنع:
_ نعم يختي..سن ايه اللي استناه يا هبله انتي
_ سن الرشد..
_ يا برودك..
_ الله مجد..اعملك ايه يعني..عاوزني اتجوزك ازاي يعني ، مش هينفع
_ ياسلام..
_ وحياتك..خلينا نستني اكون كبرت شويه
هتف بإصرار:
_ لا هيحصل ولا هيكون ابدا، انتي الليله هتكوني ملكي وهتشوفي.
لم تنتبه كانت تدور بعيونها خارج السياره تري أن هربا من ذلك السمج سويلم ام مازال يتبعهم بتلك الحراسه اللعينه التي يسير بها
سويلم أكثر شخص تكرهه علي وجة الأرض، هكذا بلا اسباب، يكفي نظرة عينيه التي تقرأ فيهما كم الكره الذي يكنه لها، وكأنها سرقت أمواله وهربت..
_ روح..
_ نعم..
_ سرحانه في ايه يا قدري.. قولتي ايه؟
لم تستمع لكامل حديثه، اردفت بتأفف:
_ طيب..طيب .
صاح بسعاده وهو في اعتقاده أنها وافقت عليه
_ ايوه بقي..اعقلي كده
بعد ساعتين كانت تجلس بمكان يشبه القصور التي تراها بالتلفاز قصر يطل علي البحر ولا تعلم اي بحر حقيقةً، ستساله بعد رحيل هؤلاء العالم
امامها رجل كبير بالعمر نوعا ما..وشاهدان لا تعلم من اين اتي بهما، وهي وهو والمحامي وهويتها الشخصيه التي لا تعلم من اين اتي بها أيضا.
وانتهي كل شيء بكلمة المحامي
_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
كأنها كانت تتوهم ، أو في حلم جميل..
فاقت وهو يحملها بين ذراعيه ويدور بسعاده، وهي شارده بغباء منقطع النظير، وكأنها لم تفهم ما يحدث بعد..
_ ايه اللي حصل ده، انا مش فاهمه؟
_ اتجوزنا.. يا قدري
_ بجد…
_ اه والله..انتي نمتي مني ولا ايه؟
روح حبيبتي..فوقي كده
ضحك بسعاده، لاول مره تري سعادته هذه، ضحكاته ملأت الارجاء، فرحته تظهر جليا بعينيه
كيف تصدق أنه يضحك ويلعب بها؟
أمعنت النظر داخلهما وكأنها تودعه
_ لا دا انت مش طبيعيه
_ شكلك ضحكت عليا، وسقتني حاجه من اياها
_ حاجة ايه يا هبله انتي
سألها بدهشه حقيقيه، وهو يكتم ضحكه عليها
_ انت كاتم نفسك ليه كده، انت عملت ايه فيا يا مجد
_ لا دا انتي مجنونه جدا، يابنتي اتجوزتك..اتجوزتك
هتف بكلماته الأخيرة بضحك صاخب عليها، جعلها تضيق من عيناها، وهو يعيدها للأرض ، مردفا ببرود استطاع اظاهره لها:
_ مبروك يا مراتي يا حبيبتي
دفعته بغيظ:
_ مراتك…!
لا دا انت سوقت فيها اوي بجد بقي..مرات مين انا..انا تعبت منك..يا مجد..اوعي كده.
تركته وخطت بقدميها للأمام تجاه مدخل ذلك القصر الفاخر بغباء ومازالت لا تصدق ما تراه ، ذلك الشاب فاسد ، مدلل، غني بغباء، وفاسق جدا..ويوم الشؤم يوم التقته لقد تخلت عن عقلها معه لتعيش الخيال الذي سيوقعها بشر اعمالها يوماً..
عليها أن تستيقظ من خيالها والان
ما أن اقتربت من باب القصر ، تيبست قدميها ، ويديه تعيدها حيث مسكنها الأبدي كما يخبرها، داخل ذراعيه
صاحت بضحكة سعيده ، وهو يخبرها بصلف، من أين لك ذلك التعقل يا عقلة الاصبع..؟
_ مجد..اياك تقولها
وضعها بحنو علي الاريكه ، ومال براسه يهمس أمام وجهها بعشق:
_ بحبك يا عقلة الاصبع..ها ايه رايك
_ غبي …متخلف..وصعلوك..وفاسد ..وابن ..
_ لسانك دا فكريني اقصه
_ لا تجرؤ..
_ متتحدنيش يا عقلة الاصبع
_ بتحدي..
_ طيب استني..
_ الله..
لم تكمل باقي حديثها يترها وهو يحتويها بين ذراعيه بحنو وترو يديه ارتفع لتمسد خلف ظهرها بحنان جعلتها طوع بنانه مجد حنون الطبع، مريح النفس، متفهم دوما، ماذا تريد هي بعد؟! اغمضت عيناها ونست كل ما مرت وتمر به كالعاده بين ذراعيه، وتذكرت بتلك اللحظه ما تخبرها به خالتها دوما ” اللي طبعه الحنيه …عشرته كلها أمان”
غمرها بالقبلات ورحلت معه في عالم طالما حلمت به كالمراهقات.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وكأنها عذراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى