رواية وقعت في شباكه الفصل الرابع 4 بقلم سولييه نصار
رواية وقعت في شباكه الجزء الرابع
رواية وقعت في شباكه البارت الرابع
رواية وقعت في شباكه الحلقة الرابعة
الفصل الرابع(انتقام)
تراجعت للخلف بصدمة وهي تتطلع إليه …لا هذا مستحيل …
أمسكت ذراعه وهي تقول برعب :
-امير انت تمزح أليس كذلك ؟!
اصبحت نظراته كالجليد لتتصاعد الدموع لعينيها وهي تتراجع وترتجف كطفل خائف من مواجهة ابشع كوابيسه …تساقطت الدموع من عينيها وشعرت أنها تحتضر …لقد قتلها امير …انتزع قلبها والقاه أرضا ثم داس عليه ….هل هدفه هو الانتقام منها؟! …نظرت إليه وهي تقول بإنهيار:
-لماذا …لماذا ؟!!
تحول الجليد لنيران …نيران رهيبة اخافتها وقد تقلص وجهه كرها وأمسك ذراعها وهو يصرخ بها قائلا:
-اتسأليني!!!حقا جلنار …اسألي والدتك المحترمة التي سرقت والدي من امي ودمرت حياتها …لما لا تسألي والدتك التي اغرت والدي حتي تزوجها وهي لا تليق حتي أن تكون عاهرته …..
صفعه قوية اخرسته منها …نظر إليها بذهول لتصرخ به :
-لا تتكلم عن امي بتلك الطريقة …لقد ماتت يا مريض …
احمر وجهه غضبا وقد انفجر كل شئ ….لم يشعر بنفسه الا وهو يجرها من شعرها إليه ويصرخ بعنف:
-كيف تجرؤين ؟!!سأكسر يدك الان يا حقيرة !!!
زاغت عينيها برعب بينما دموعها تنسكب بغزارة وهو يقبض علي شعرها بقوة …فجأة تركها ودفعها بقوة وقال:
-للاسف لا اضرب النساء …
ضحكت بسخرية وما زالت دموعها تجري علي وجنتيها وقالت:
-صحيح ولكنك تتزوجهم لتنتقم منهم …توهمهم الحب لتحقق انتقامك المريض … تحاسب فتاة لا ذنب لها علي أخطاء الآخرين …ما زلت تحقد علي امرأة ميتة …والدتك ذات نفسها غفرت وربت ابنة المرأة التي سرقت زوجها …فما مشكلتك انت ؟!!
صرخت في اخر جملة حتي شعرت بأحبالها الصوتية تتمزق … ابتسم وقال:
-جيد…جيد…أنا أحب أن اراكِ بهذا الانهيار جلنار …لا تتخيلي كم انا سعيد وانا اراكِ محطمة …كوالدتي تماما ….الان صفاء لن تهنأ في قبرها وابنتها تتذوق ما ذاقته والدتي …ولكنها البداية فقط …أنا سوف اقتلك بالبطئ يا ابنة صفاء …
صمت قليلا وهو يتطلع إليها …عينيها كانت متسعة برعب …تسريحة شعرها تلفت …كحلها ساح بفعل الدموع …بات وجهها في حالة فوضي ولكن عينيها ما زالت تنبض بالحياة …بالاصرار أنها لن تخضع له …ولن تنكسر …رفعت رأسها وقالت وهي تمسح دموعها:
-طلقني .
ابتسم ابتسامة شريرة وهو يمشطها بعينيه وقال :
-موافق طبعا …أنتِ تسهلين حقا طريقي فإن طلقتك في ليلة دخلتنا بالطبع الناس ستتسائل …
صمت قليلا وعينيه تلمع ثم أنحني وقال :
-عن السبب الذي جعل رجل يطلق زوجته في ليلة دخلتهما …وهذا يعني شيئا واحد فقط جلنار تعرفينه بالطبع ….
-اكرهك …اكرهك
صرخت فيه وهي تبكي ليضحك بقوة وهو يلمس وجنتيها … دفعت يديه بقوة وهي تنظر إليه بقرف ليضحك مجددا ويقول:
-انتِ شرسة ..ولكن هذا جيدا …سأستمتع كثيرا وانا اكسرك جلنار….سأترك تموتين بالبطئ ….وحين أكتفي منك سوف احررك من هذا الزواج….
انسابت دموعها بصمت وهي تنظر إليه بعجز …تبحث عن أي لمحة ضعف أو حب في عينيه فلا تجد إلا القسوة والكراهية …لقد تيقنت أن أيامها ستكون تعيسة معه …
ابتسم امير بإنتصار وهو يري عجزها …يعجبه هذا …يجعله ينتشي بقوة …الانتقام وجبة يفضل أن تُقدم باردة …وهو انتظر كثيرا تلك الفرصة …انتظرها بشغف لكي يكسرها ويري تلك النظرة بعينيها …عندما أدرك أنها تعشقه قرر اللعب علي هذا الوتر …والفضل لسها بالطبع …هي التي أخبرته أن جلنار تحبه … ابتسم برضا وهو يتذكر ما حدث في النادي ذلك اليوم ….
…..
انا حقا اكرهها سها …اكرهها وأكره وجودها في المنزل …لا اصدق ان والدتي تحبها رغم أنها ابنة تلك المرأة التي سرقت زوجها !!!
ابتسمت سها بخبث وهي تمسك كفه وقالت:
-هناك طريقة واحدة لكسر تلك الفتاة …
-ما هي ؟!
قالها بلهفة لترد هي :
-جلنار تحبك …
ضحك أمير وقال:
-هذا جنون …
هزت سها رأسها وقالت:
-لا لا ليس هراء يا أمير …أنها تحبك أنا أعرف هذا …كلما اتيت لمنزلكم وتكلمت معك اري في عينيها نظرات الغيرة …صدقني يا أمير أنها تعشقك ويمكنك اختبارها …
-كيف ؟!
-عاملها جيدا وبلطف وحاول أن تثير غيرتها وانت ستتأكد …
هز هو رأسه وقد استحسن الفكرة …
…
عاد من شروده وهو يبتسم بسعادة فقد نجحت خطتهما تماما. ..لقد ذهب مع سها عمدا الي مركز التسوق لكي يشعل غيرة جلنار وقد نجح اخيرا….نظر إليها مرة أخري ليجدها ما زالت تبكي وتنظر إليه بنفس العجز. …شعر بوخزة غريبة في قلبه ولكنه تجاهلها وهو يبتعد عنها ويذهب …إلا أنه توقف فجأة واستدار …نظرت إليه بأمل ليقول هو بقسوة:
-اذا حدث واخبرتِ والدتي بما حدث بيننا …اقسم اني سأقتلك هل تفهمين ؟!!
ثم تركها دون أن يسمع ردها حتي لتنهار هي علي الأرض وتنفجر بالبكاء …علا صوتها وقد تحول اجمل يوم في حياتها الي الجحيم …لقد كسرها الرجل الذي عشقته …فتت قلبها واحرق روحها وراقبها تحترق بإبتسامة شامتة ونظرات شيطانية …هل خدعها كل هذا الوقت اوهمها بالعشق بينما كل ما لديها في قلبه هو الكره والانتقام …لقد كانت الحالة مريم محقة في خوفها عليها …فإبنها قد فقد عقله تماما … نهضت بتعب واتجهت للحمام …فتحت الدش ووقفت أسفله بفستان زفافها … دموعها اختلطت بالمياة التي تندفع بقوة ….كانت تبكي دون توقف بينما المياة تزيل مساحيق التجميل عن وجهها وكأن تخبرها أن ليس لديها الحق بالسعادة … جلست علي الأرضية وما زالت المياه تندفع فوقها واستمرت بالبكاء وسؤال واحد يدور في عقلها …ماذا بعد؟!!
…….
في الغرفة الأخري حيث يقبع امير …كان يدخن سيجارته بهدوء تام وهو يفكر بخطوته الأخري …يحاول اشغال رأسه عن ذلك الشعور بالحزن الطاغي عليه …لا يدري ماذا به…ما زالت نظراتها الحزينة ترافقه اينما ذهب …فبدلا أن يكون سعيدا لانه اخيرا انتقم من ابنة صفاء يشعر بالحزن لأجلها …هز رأسه وهو يؤنب نفسه …يجب ألا ينسي أن تلك هي ابنة صفاء …صفاء التي سرقت والده من والدته وهي تستحق مع سيفعله بها …ومع ذلك الاستنتاج نام وهو يريح ضميره !!
……..
مر يومين وهما علي نفس الروتين …جلنار تلتزم غرفتها ولا تخرج إلا لتأكل وهو نفس الوضع لا يبقيان سويا الا عندما تحادثهما مريم لكي تطمئن عليهم !
وفي يوم …
كانت جلنار جالسة أمام التلفاز تتابعه بملل لتنتفض وهي تشعر بأمير يدخل للمنزل ..نهضت لتذهب لغرفتها ولكن كل جزء في جسدها تيبس تماما وهي تتطلع للمظهر الماثل أمامها !لأنها كان زوجها يمسك كف سها وعلي وجهه أكثر ابتسامة شريرة رأتها في حياتها !!
-اعرفك يا جلنار ..سها تعرفيها بالطبع ..تزوجنا اليوم …الن تباركِ لنا !
قالها امير. هو يبتسم بإنتصار ..
ارتج قلبها بعنف وشعرت أنها تنزف من الداخل وهي تري زوجها يعرفها بكل تبجح بزوجته الجديدة ولم يمر علي زواجهما يومين حتي …تماسكت بقوة وهي ترسم ابتسامة باردة وتقول :
-مبارك
ردت عليه بنبرة جليدية كنظراتها تماما ولكن تحت الجليد كان هناك نار تحرق روحها …سكاكين تمزق قلبها الذي عشق انسان قاسي مثله ولكنها لن تريه ابدا أنه كسرها …ستظل صامدة حتي تتحرر منه …لن تضعف أمامه ابدا بل ستجعله يفهم أن أكبر خطأ ارتكبه عندما فكر أن يتلاعب بها من أجل الانتقام …نيران الانتقام لن تطالها بل ستحرقه …ابتسمت داخلها بسخرية وهي تري نظراته المذهولة …هل ظن أنها ستبكي أو تنهار …لا هي لن ترتكب هذا الخطأ مرة أخري …لن تجعله يستلذ برؤية انهيارها …هي من ستستمتع الان وهي تراه يفقد عقله بسبب برودها ..التقطت هاتفها من الأريكة وقالت وهي تمنحه ابتسامة مستفزة. :
-وبما انك عرفتني علي زوجتك الجديدة يمكنني أن ارتاح ودعها هي تخدمك قليلا …أنا أحضرت لك الطعام لا تقلق سيكفي اثنين علما بأن منذ الغد ستقوم تلك الجميلة بخدمتك عزيزي ….
عض علي شفتيه بغيظ وهو ينظر إليها لتنظر هي لسها وتقول:
مبروك يا عروس ليكون الله في عونك حبيبتي …
ثم تركتهما وغادرت….
…..
أغلقت غرفتها جيدا ثم وضعت كفها علي فاها وسقطت أرضا منهارة…نعم هنا ستنهار بعيدا عنه …ستبكي رجلا أحبته ولكنه قتلها بالمقابل وبأبشع طريقة ….لم تعرف ابدا أن الروح يمكن أن تحترق …ولكن نيران الحب والانتقام أحرقت روحها…دموعها تتسابق علي وجهها وهي تتذكر نظرات الانتصار بعينيه …أنه يفعل هذا ليكسرها …يريد تحطيمها …قتلها بالبطئ …الانتقام أعمي عينيه ولكن لا في تلك الحرب هي من ستكسب ….ستكسب نفسها وتهرب منه وعندها لن تعود ابدا …ولن تغفر …لن تغفر قلبها الذي تحطم علي يده …نهضت بتعب ثم مسحت الدموع من عينيها وقررت أن تنام وترتاح …لن تفكر وستنسي كل شئ اليوم …
…….
-لقد تعاملت مع الأمر ببرود !
صاح امير وهو يكاد ينفجر من الغيظ …ابتسمت سها وقالت:
-لا تكن ساذجا الفتاة ستموت من الغيرة لا تنخدع ببرودها تلك حركات الفتيات انا اعرفها جيدا …
تنهد أمير وقال:
-انا لا اريد لمسرحية زواجنا ان تضيع هباءا سها …اريدها أن تتحطم…
-ستتحطم
قالتها بخبث ثم اقتربت منه وقالت وهي تلمس شعره:
-الن تنام حبيبي ؟!
نظر إليها وقال:
-سها زواجنا مسرحية ….نحن ليسا متزوجان في الحقيقة…تعرفين هذا صحيح،؟! …
مطت شفتيها بخيبة أمل وقالت:
-خسارة ….
ثم ذهبت للفراش ونامت ..
…. ……
مرت الايام التي من المفترض أن تكون شهر العسل وأمير يحاول إثارة غيرة جلنار …يحاول كسرها وتحطيمها ولكنها كانت صلبة للغاية …لم تعطيه اي فرصة كي يشمت بها …كانت لا تنهار الا في غرفتها
….تبكي ليلا ولساعات طويلة حتي تنام من التعب… …
………
في يوم كانت جلنار تتمشي أمام الشاطئ عندما أوقفها صوت مميز
-جلنار معقول ؟
نظرت جلنار الي صاحب الصوت وقالت بدهشة:
-سليم أنت هنا ؟!
مد كفه وقال :
-ماذا تفعلين هنا ؟!
صافحته بلطف وقالت:
-انا في شهر العسل
-لقد تزوجتِ!!!
قالها بذهول ثم اكمل :
-كيف ومتي …ولماذا لم تخبرينا؟
ابتسمت جلنار بإحراج وقالت:
-لقد تم الأمر سريعا حقا …اتي الزواج فجأة …و…
-جلنار !
صوت امير جعلها تصمت وكفه التي حاوطت خصرها بتملك جعل كل خلية في جسدها تتجمد …النظرات التي صوبها لابن خالتها اخافتها كثيرة …ابتلعت ريقها وهي تكسر حاجز الصمت المحرج وتقول بلطف خادع:
-امير هذا سليم ابن خالتي كريمة …وهذا يا سليم يكون زوجي امير …
صافحه سليم بلطف وعلي شفتيه ابتسامة قائلا :
-تشرفت بك يا صهري …لا تمانع ان اناديك بهذا …فرغم أنني لم أري جلنار كثيرا الا انني اعتبرها شقيقتي حقا …
ابتسامة ساخرة تكونت علي شفتي امير وقال:
-لا بأس …الآن اعذرنا سيد سليم يجب أن تذهب …
ثم امسك كف جلنار وذهب بها ….
……
-اه
تاوهت جلنار عندما دخل المنزل الخاص بهما ثم دفعها بقوة. ..نظرت إليه بغضب وقالت:
-الا يمكن أن تتصرف يوما كالبشر وتترك تصرفات رجل الكهف تلك قليلا!!!!
صرخت به جلنار ..اقترب منها بسرعة..
-من هذا يا هانم ؟!!
صرخ بها وهو يعتصر ذراعها بقسوة بينما النيران تشتعل بقلبه ويختنق وهو لا يدري السبب …نظرت إليه ببرود وهي تدفعه وتقول:
-هذا يكون ابن خالتي …أخبرتك منذ قليل
ضم كفيه بعصبيه وقال:
-وهل هذا يعطيه الحق أن يتقرب منك بتلك الطريقة ..
ابتسمت بإستخفاف وقالت:
-لا تخبرني انك تغار الان ؟!!
بهت وجهه وتلكأت الكلمات علي لسانه …لتتسع عينيها بصدمة وتقول:
-هل تغار ..معقول ؟!!
عاد الجليد لعينيه ورد عليها قاتلا اي أمل يحيا داخلها :
-هذا في احلامك حبيبتي …أنا لا اغار ..ولكني زوجك ويجب عليكي احترامي …ولن اسمح لزوجتي بالتقرب من اي رجل بحجة أنه قريبها ….
ارجعت جلنار شعرها للخلف وهي ترد بعناد تخفي خيبة الأمل التي ولدتها كلماته:
-وانا أخبرتك أنه قريبي …أنا لن اقطع علاقتي بأقاربي من اجلك …
احمر وجهه غضبا وصرخ وهو يمسك ذراعها :
-وانا لن أسمح لزوجتي أن تلاطف رجلا اخر …
دفعته بقوة وهي تصرخ بدورها:
-راقب كلامك جيدا امير …أنا لست رخيصة …أخبرتك أنه كأخي فتجاوز غيرتك تلك …
-انا لا اغار ..
زعق بها ولكن داخله كان قلبه يرتج بقوة ولا يفهم ما به حقا …لماذا ذلك الغضب …لماذا تلك النيران تندلع داخله ولا تتركه يرتاح …هل حقا يغار عليها هي …هي!!!ابنة صفاء المرأة التي دمرت حياة والدته والتي من المفترض أن ينتقم من ابنتها …
ربعت ذراعها وقالت:
-مهما يكن لا يهمني أنا لا اسمح لك أن تتحدث معي بتلك الطريقة …
ثم ذهبت وتركته يحترق من الغضب …كانت سها تقف بعيدا عينيها متسعة بصدمة …لقد فهمت الآن …أمير واقع في حب جلنار …انه يعشقها!!!!
………
بعد قليل خرجت جلنار لتجلس علي البحر …تراقب امواجه المتلاطمة وتفكر ان البحر هائج كحياتها …ظنت انها عندما تتزوج من تحب سيسعدها وتعيش في هناء وسعادة ولكنه كان اكثر من دمرها …مسحت دموعها التي تكونت علي عينيها ثم نهضت واستدارت لتشهق بعنف وهي تري سليم امامها…كان ينظر إليها بقلق ..
-جلنار ارجوكِ أنا اشعر ان هناك شئ ما اخبريني ماذا بك؟!وكيف تزوجتِ بتلك السرعة ؟!
تنهدت جلنار وقررت ان تحكي له كل شئ.
…
بعد ان انتهت هو سليم رأسه وقال:
-ولكن من نظرات زوجك أستطيع الجزم انه يحبك كثيرا ويغار عليك واشك ان زواجه من الاخري مجرد مسرحية .
هزت جلنار رأسها بأسي وقالت:
-الذي يحب لا يؤذي وامير اذاني سليم وأنا لن اسامحه…
كاد ان يتكلم الا ان ظهور امير بعينين تشتعلان بهما الغيرة جعلته يتصرف بذكاء …تقدم منه مبتسما وهو يصافحه قائلا:
-عمرك طويل يا صهري كنا نتكلم عليك أنا وزوجتك
..
نظر أمير الي جلنار ببرود وقال:
-حقا ؟
ابتسم سليم وقال:
-اجل اخبرت زوجتك ان افتتاح مطعمي غدا واريد منكما ان تحضروه ..ستستمتعان هناك كأي عروسين جديدين طعام ورقص …خدمات متكاملة …
هز امير كتفيه وقال:
-هل يمكنني احضار زوجتي الاخري؟!
نظر الي جلنار وقال بخبث:
-لا اطيق ان اتركها بمفردها …
-احضرها لا مشكلة
قالها سليم ببساطة …
…..
في اليوم التالي مساءا …
ولج امير الي غرفة جلنار ليتجمد وهو يراها امامه كأميرة خرجت من القصص الخيالية …كانت رائعة للغاية …فستانها الاحمر الطويل والمحتشم يناسب جسدها تمام ..عينيها الرماديتين تتألقان ومساحيق التجميل الهادئة التي تضعها تلائم وجهها تماما …شعرها مرفوع بتسريحة بسيطة مظهرا عنقها الجذاب …جمالها ابهره…جعله غير قادر علي الكلام حتي ..جل ما كان يفكر به ان يقترب منها ويشبعها تقبيلا…يقتل ذلك الاحتياج الذي داخله لها بتقبيلها …ما زال يحلم بتلك القبلة التي تشاركاها في غرفتها يوم رأتهم والدته …
-ماذا تريد ؟!
صوتها البارد اخرجه من حالة الاحلام التي يعيش بها …عاد الي رشده وهو يرتدي قناعه الجليدي ويقول:
-هيا سنتأخر علي قريبك ….
……..
وصلا الثلاثة الي المطعم المنشود والذي كان بقرب منزلهم …لمعت ابصارهم بإعجاب وهما يتطلعان إليه …كان مطعم فاخر يطل علي البحر …مساحته واسعة وبه ساحة رقص كبيرة وتصدح به موسيقي ساحرة…بحثت عيني جلنار علي سليم واشارت بلطف:
-ها هو سليم قادم نحونا ..
شقهت سها وهي تنظر الي هذا السليم بوجهه الوسيم وعينيه البنية …اقتربت من جلنار وقالت:
-هل هو قريبك؟!
-اجل ابن خالتي
قالتها جلنار بهدوء ..
ضربتها سها علي يديها وقالت:
-يا حمقاء لديك قريب كأحد الممثلين الاتراك وتقعين في حب امير من اين لكِ بكل هذا التخلف؟!
كتمت جلنار ضحكتها بينما نظر أمير الي سها بغيظ ..اقترب سليم وصافحهما وهو يقول :
-لقد حجزت لكم طاولة خاصة تعالوا معي رجاءا …
ذهبت جلنار خلفه وكاد ان يذهب امير الا ان سها امسكته وهي تقول:
-امير …يا صديقي العزيز ما رأيك بعد ان تنتهي مسرحية زواجنا تلك تساعدني لكي اتزوج ذلك الوسيم؟!
امسكها امير بغيظ وسحبها قائلا :
-اخرسي ستفضحينا ..حسبي الله
….
جلسا الاربعة لتتركز نظرات سها علي سليم…
-هل انت مرتبط؟!
قالتها سها وهي تتطلع الي سليم بهيام…عينيها كانت ستخرجان من مقلتيها وهي تتطلع الي ذلك الرجل …انه وسيم بدرجة تخطف الانفاس ..طوال حياتها لم تري رجل وسيم لتلك الدرجة …
وكزها امير بغيظ لكي تنتقي كلامها بينما ابتسم سليم بأدب وقال:
-لا لست مرتبط ولكنك متزوجة سيدتي
نظرت سها الي امير بقرف وقالت:
-لديك حق أنا تسرعت …
حاول سليم كتم ضحكاته بينما اشتد الغضب علي امير فضرب قدم سها من تحت الطاولة …تأوهت سها بألم ليهمس امير في اذنيها بغيظ:
-اقسم لك يا سها ان لم تتوقفِ عن التغزل بالرجل سأخرج عينيكِ من مكانهما..توقفِ تسببتِ بفضيحة لي .
هزت سها رأسها بخوف لتبتسم جلنار علي تصرفاتها …
ضحك سليم وقال:
-انت محظوظ سيد امير لديك زوجتين رائعتين …
نظر لجلنار بنظرات اشعلت النيران وقال:
-امرأة جميلة وراقية مثل جلنار ..
ثم نظر الي سها مبتسما وقال:
-وامرأة لطيفة ومرحة مثل سها
-واستطيع الطهو أيضا …لدي كل مزايا الزوجة الصالحة سيد سليم …
صرخت بها سها بحماس …
كتم سليم ضحكته بشق الانفس …بينما امسك أمير كف سها وقال بغيظ :
-هيا لنرقص حبيبتي .
-هل يمكنني الرقص مع سليم ؟!
قالت ببراءة ليسحبها هو خلفه بغضب …
ما ان ابتعدا حتي ضحكا سليم وجلنار …
-انها ظريفة بالمناسبة
قالها سليم بلطف ثم اكمل :
-وكما اخبرتك أنا اشك بحقيقة زواجه منها …هو فعل هذا لاثارة غيرتك …
تنهدت جلنار وقالت:
-اصبح الأمر لا يهمني سليم حقا …ما فعله أمير لا يُغتفر …
نظر إليها سليم بحزن علي حالها…كم يرغب بصفع زوجها الذي لا يقدر نعمة ما يمتلك …لكنه متأكد ان أمير سيندم لو اضاع امرأة رائعة كجلنار …
-ما رأيك ان نرقص ؟!
قالها سليم فجأة ليحمر وجه جلنار وترتبك قائلة:
-لا يا سليم …لا اريد …
امسك هو كفها وقال مشجعا :
-هي ألست شقيقك ؟!..لا تخجلِ مني …
ثم سحبها خلفه لقاعة الرقص ليرقص معها ….
تجمدت عيني امير وهو ينظر للمنظر الماثل امامه….شعر انه يحترق غيرة وهو يري زوجته ترقص مع قريبه…ترك سها بسرعة وذهب اليهما ثم امسك ذراع جلنار وهو يجرها خلفه …بهت سليم بسبب ما حدث ..وقد شعر بالخوف علي جلنار …فكر ان يذهب خلفهما ولكن لم يريد ان تسوء الامور اكثر ….
-ما رأيك ان نرقص ؟!
قفزت خلفه سها بحماس…فزع وهو ينظر إليها ولكنه ضحك ناظرا إليها بإعجاب وقال:
-هيا …
ثم حاوط خصرها وهو يرقص معها بنعومة لتتنهد هي بحب وتقول:
-هل عينيك جميلتان بالفطرة ام انك تضع عدسات لاصقة ؟!
ضحك سليم عليها وقال:
-انتِ ظريفة حقا
……
-توقف توقف …
صرخت جلنار بينما يجرها امير خلفه …ولكنه لم يتوقف …الغيرة اعمت عينيه ….تملصت من يديه ثم كادت ان تركض هاربة ليمسكها من شعرها بقوة …كادت ان تصرخ الا ان شفتيه سحقت شفتيها مانعة أي فرصة لها للصراخ !
اتسعت عينيها بصدمة بينما امير يقبلها بتلك القوة وبذلك الجنون …شعرت ان الاكسجين في رئتيها تقلص واخذت تدفعه بقوة …لا تريد أن تستلم له …لا تريد أن تشعر بالعار مرة اخري ….
ابتعد لاهثا وهو يحاوط وجنيتها ويقول بعنف عاطفي:
-انا اغار…اغار الا تفهمين ؟!
بهتت وهي تنظر إليها ليكمل هو بمعاناة :
-انا احبك جلنار !
-لا لا هذا مستحيل …لا تقولها …لا تجرؤ علي قولها …
قالتها بهذيان وهي تحاول دفعه ولكنه كان صامد.لا يتحرك بينما يأسرها بين ذراعيه وشفتيه تقوم بدورها في تطييب خاطرها …كان يقبل كل انش في وجهها …طالبا غفرانها …أمام اسوار قلبها يتوسل فرصة اخري ..فرصة اخري لتحبه؟!!لتتقبله!!ولكنها هي كانت مصره علي رفضه …فما كسره داخلها لا يمكن إصلاحه …هي لن تستطيع الغفران …كيف تغفر لمن احرق روحها …من أخذها قربانا لانتقامه الاسود وافرغ حقده بها …لا ..لن تنسي العذاب الذي ذاقته علي يده ولن تغفر …أبعدته عنها بعنف وهي تنظر إليه وشفتيها ترتجفان بينما دموعها تتحرر من سجن عينيها لتتسابق علي وجنتيها بغزارة …مسحت دموعها ونظرت إليه وقالت بقوة:
-لن اغفر…هذا مستحيل امير …
ثم ذهبت من امامه تاركة اياه غارقا في ندمه …..
……..
في اليوم التالي …
رنين الجرس ازعج نوم أمير …نهض من الاريكة وفتح الباب وهو يحاول أن يزيل آثار النوم عنه ليبهت وهو يري امامه والدته ونظراتها لا تبشر بالخير ابدا!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية وقعت في شباكه)