رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الحادي والعشرون 21 بقلم نهال مصطفى
رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الحادي والعشرون 21 بقلم نهال مصطفى |
رواية الحرب لأجلك سلام الجزء 2 البارت الحادي والعشرون 21 بقلم نهال مصطفى
بخّت الحية سُمها ثم استدارت لتستريح متفرجة على نياط ضحيتها أمامها التى اتسع بؤبؤ عينيها من شدة الذهول كمن سكب الثلج فوق رأسه وغمغمت بعدم تصديق
– إيه … إيه ده اصلا …!!!!
وضعت ميان ساق فوق الاخرى وهى تُشعل سيجارتها وأجابت
– زى ما أنت شوفتى يا حلوه … هااا نتفق ..
اندفعت رهف نحوها وهى تهذى بجنون محاولة أخذ الهاتف من يديها ولكن ميان تعمدت اخفائه وراء ظهرها محذرة
– بطلى جنان واسمعينى … ده لمصلحتك يعنى ؟!
هذيت صارخة بذهول ..
-الفيديو ده محصلش .. مستحيل ؛ انت واحده كذابه ..
وقفت ميان ونصبت عودها أمام رهف واردفت بمكر ..
– أنت صح ؛ هو فعلا محصلش بمزاجك .. بس أهو حصل ..
ثم انحنت لتطفىء سيجارتها التى لم تأخذ منها سوى نفسا واحدا
– بس ياترى اخواتك هيفرق معاهم إذا كان بمزاجك او لا ! خصوصا سيادة المقدم صاحب القيم والاخلاق !!
-انتى واحده قذرة ….!!
حفر الحزن وديانا على وجنتيها وهى تهز رأسها غير مُصدقة .. فألتوى ثغر ميان ضاحكا بانتصار
– هاا نتفق ولا ابعته قدامك دلوقتى ؟!
تغلفت نبرتها بالفزع والخوف وببكاء هستيري
– لا .. لا ؛ بلاش هشام .. ولا زياد … بلاش اخواتى .. أنا انا هعمل كل اللى تقوليه .. بس هما ما يعرفوش ..
– كده حلو نبتدى الكلام ….
رفعت رهف عيونها الهالكه من كثرة البكاء لتنصت إليها ؛ فواصلت ميان
– قبل وفاة ابوكى بيومين اتنين بس مسك ورق على عمى مختار وابويا يودى فى ستين داهيه … يمحى اسم الشاذلى من الوجود ..
فقطعتها رهف بصوت طفولى باكى
– طيب وانا مالى !! تعملوا فيا أنا كده ليه ؟!
عقدت ميان ساعديها أمام صدرها وقالت بغلول
– ازاى ؟! وانت الطُعم اللى هنصطاد بيه كل اللى احنا عايزينه … المهم أن الورق ده كنا مفكرين انه بقى معانا ومفيش نسخ تانيه لحد سنتين فاتوا .. الظابط اللى كان ماسك القضيه مع ابوكى .. اتعذر فى شويه فلوس عشان عملية لابنه مُقابل أنه يقولنا الخبر ده …
ارتعشت شفتيها وسألتها
– خبر إيه ؟!
– أن ابوكى قبل ما يموت بكام ساعه كان مسجل المعلومات دى على هارد محدش يعرف طريقه لحد دلوقتى …
ثم خطت لتدور حولها
– أحنا حاولنا ندور على الحاجات دى بطريقتنا ونبعدك عن الحوار كله.. ومنها لما لقيتى فارس عندك فى البيت كان بيدور ، بس للاسف فشل.. ومعرفش يوصل لحاجه ….
فتراجعت رهف بخوف للوراء وغمغمت
-بس انا معرفش حاجه ..
نهرتها ميان بوجهها الشرير وعيونها التى تشع شرار
– هتعرفى .. وهتجيبه لحد عندى .. عشان لو معلومة منهم وقعت فى ايد اخوكى هشام مش هيرحمنا ……
صمت الثنائى للحظة فزفرت ميان بكلل
– معاكى شهر تدورى فيه على اقل من مهلك ..
ثم قبضت على ساعدها بقوة ورجتها .. مهددة
– بس من غير يمين كلمة تطلع هنا ولا هنا هخليكى تحصلى أبوكى ..
تملصت رهف وجعا وهى تلهث بذعر محاوله فك قبضتها منتحبة
– حاضر .. حاضر ؛ مش هقول لحد .. والله ما هقول .. بس بلاش اخواتى يعرفوا حاجه
ابتسمت ميان بغل وهى تفك قبضتها تدريجيا فاتبعت
– وفى طلب تانى كمان قبل ما انسي ……. مراة اخوكى …
اتسعت عيون رهف مندهشة منتظرة سن اوامرها
– مالها …
تناولت ميان حقيبتها بهدوء ثم عادت لتقف أمامها بمسكنة
– عايزالها فيديو حلو زى ده ….
– اييييييه ؟! مستحيل ..
وضعت ميان حد لاعتراض رهف ساخرة
– بت أنت !! أنا مش بستئذنك يا حلوة .. انا آمر وانت تنفذ بشششششششش .. بسكات .. فاهمه ..
ثم ربتت على كتفها محذرة
– مش محتاجة آكد عليكى تربطى لسانك وألا النتيجة مش هتعجبك خالص … باى باى يا حلوة…….. على رنات ….
رحلت ميان وارتحلت خلفها آخر ضحكات رهف التى بمجرد ما قفلت ميان الباب خلفها خرت باكية جاثية على ركبتيها غير مصدقة ما حل فوق رأسها .. مناجية ربها بصراخ ..
– أنا توبت ووعدتك إنى مش هعمل حاجه غلط تانى !!ليه بيحصلى كده ؟! ليه تكون دى النتيجة .. يارب يارب أنا مش عايزة اخسر اخواتى ولا اوجعهم .. يارب خليك معايا عشان أنا لوحدى .. يارب كله الا نظرة اخواتى ليا …
فمالت رأسها على المقعد وهى تجهش باكية ؛ مستاءة على مصيرها المنتظر .. مودعة النوم للابد
– غرقانه فى دوشة كل ذنوب الماضي .. و فى زحمة كل غموض الجاي واللى هيحصلى واللى هعمله ؟! أنا هعيش ازاى بعد النهارده وانا عينى مكسورة كده قدام نفسي ..
صعق مجدى عندما لمح ميان خارجة من بوابة العمارة وتتفقد هاتفها باهتمام شديد .. فذهلت لرسالة هشام الغير متوقعة التى لم تراها الا صدفة وهى تشغل الفيديو لرهف .. فأشتعل الفضول فى رأسها
– ماله ده ؟! آكيد ما لحقتش تقوله ؟! معقولة يكون طب كده وسلم ؟! عموما هنشوف ياابنى السيوفى ….
صعدت سيارتها تحت انظار مجدى الصقريه .. فتناول هاتفه ليطلب رهف ولكن رنين بدون جدوى ؛ فنبتت مخالب الشك فى راسه ونزل من سيارته متجهًا نحو البوابه ومنها أمام باب المصعد حتى وقف أمام باب شقة هشام وأخذ يدقه برفق اولا اشتدت بقلقٍ بعدها مناديا
– رهففف ….. أنت جوه ؟!
ثم عاود الاتصال بها فسمع رنين هاتفها بالداخل ؛ فاشتعل القلق فى صدره كالمحموم وأخذ يدق الباب ويرن الجرس فى آن واحد مناديا
– يااااارهف … افتحى …..
لم يجد مفرا سوى كسر الباب إثر الشكوك التى تراكمت فوق رأسه .. فأخذ يضربه بكتفه بكل ما اوتى من قلق وخوف ولكن صلابة الباب انتصرت … فتحركت رهف بخطواتها المتكاسحة لتفتح الباب … وما ان رأته ارتمت فى حضنه باكية وبصوت مسخن بالوجع
– مجدى ..
تعمد ألا يُلامسها رافعا يديه لاعلى وهو يسألها ملهوفا
– حصل إيه احكيلى ..
طوقت خصره بقوة بشعر بارتجاف جسدها كله بقلبه .. فجن
– رهفففففففف … انطقى حصل ايه …
لم يطاوعه قلبه أكثر فأحتوى بكفه ظهرها وتقدم خطوة للداخل وقفل الباب .. فاختل اتزانها لكثرة ما انصب الحزن بهم فلم تتحمل .. فجلس معها ارضا … والقلق يتقاذف من عيونه
– فهمينى طيب …
صرخت فى حضنه
– أنا والله ما عملت حاجه … معملتش ..
مسح على رأسها بقلق بلغ ذروته
– معملتيش ايه طيب … بصي بصي احكى لى كده واهدى هنتصرف ..
بعدها عن حضنه ليفهم منها ما أوصلها لتلك الحالة .. ممسكا بها بكفيه حتى باتت تحت يديه كطائر ذبيح ينتفض فى دماء الالم .. وشفتيها الاتى يرتعشن بسرعة حتى افقدها قدرتها على الكلام .. فتمزق قلبه أربابا على حالها وترجاها
– متخافيش وقوليلى الزفته دى كانت هنا بتعمل ايه ..
هزت رأسها نافيه بضعف
– هددتنى ما ينفعش اقول .. هتأذينى وتأذي اخواتى ..
ثم شهقت بهستريه
– اخواتى يا مجدى .. هشام وزياد ميستاهلوش منى كده .. أنا معملتش حاجه والله ..
– تمام .. تمام انا مصدقك .. اهدى .. وفهمينى ..
اتخذت عدة انفاس متتاليه مجهشة بالبكاء فقالت بحزن بالغ
– ضحكوا عليا الكلاب ونيمونى وقلعونى وصورونى … صورونى يامجدى .. والله والله انا ما عملت كده .. انت انت تصدق إنى اعمل كده ؟! قالت هتوديهم لهشام وهتفضحنى .. كله إلا هشاام يامجدى …. أنا ماليش غيره والنبى .. هشام لاااا
ظلت تهذى بين يديه بجنون حتى افقدها الحزن وعيها وسقطت مغشيا عليها وسقط قلبه مرعوبا بين يديه فصرخ باسمها مناديا ولكن بدون جدوى … حملها بين يديها وركض بها فوق درجات السلم بخطوات غير متزنه …
■■■■■
– قولتلك يافارس ما تقلقش .. البنت دى هبله وهتخاف ولا هتقدر تعمل حاجه ؟!
تقود ميان سيارتها متحدثه فالهاتف بعد ما فشلت كل محاولاتها للوصول لهشام الذى أغلق محموله .. وقالت جملتها الاخيره .. فأجابها فارس
– منا مش بخاف غير من الهبلة دى … ميان اخوها لو شم خبر هينسفنى ؟!
امتعض وجه ميان متاففه
– أنا مش فاضيه للهبل ده كله ؛ بقولك إيه مكنش قدامنا حل غير كده .. وبابى مرحب جدا بالفكرة …
ارتشف فارس كأس النبيذة دفعة واحدة.. ثم قال
– بقولك إيه .. انا مش مطمن .. وهسافر …
ضحكت بهدوء :
– بقولك ايه ما تيجى على شرم .. ونتقابل هناك ..
سألها بتفكير
– نانسي هناك ؟!
– نانسي مش عارفه مالها الفترة دى .. بتنام بدرى ؛ وبتصحى متأخر مش بتكلم حد ودايما فى اوضتها .. انتوا اتخانقتوا ؟!
– لا خالص ؛ دى حتى مقابلاتنا قلت خالص .. ومابقيناش زى الاول !! وانا قلقان عليها …
اومأت ميان رأسها متفهمة
– هحاول اعرض عليها تيجى معانا شرم .. تغير جو ونشوف مالها ….
■■■■■
( فى المشفى ) تركض بسمه بسرعة على درجات السلم باحثه عن مجدى الى ان وصلت للطابق الثالث فوجدته واقفا أمام أحد الغرف .. فاندفعت نحوه
– مجدى .. مجدى ؛ رهف مالها …
بات الحزن يتقاسم ملامح وجهه
– عندها انهيار عصبى .. واغمى عليها ؛ جبتها هنا .. والدكتور لسه مطمنى
عشتت الحيره على جفون بسمة التى تجاهلت أوجاعها واتت .. وقالت بخوف
– انهيار عصبى .. ليه ؟! حصل ايه لرهف يامجدى قول لى ..
كور مجدى قبضة يده متوعدا
– طيب يا ولاد الكلب .. طيب ..
زفرت بسمه باختناق لعدم الرد على اسئلتها .. فرجعت شعرها للخلف وقالت
– اووووف .. ما تفهمنى يا مجدى …
غير مجرى الحديث ، وباتت الحيره تتراقص على ملامحه حتى اشتعلت الافكار الشرقيه فى رأسه واخفض نبرة صوته وطلب من بسمه بحزم
– بسمة … هاتى دكتوره وعايزك تكشفى على رهف نسا ..
دهشة بعد الاخرى كادت ان تُطيح بعقلها.. فسألتها بعدم استيعاب
– أنت اتجننت !! أنت بتقول إيه ؟!
باصرار وبنبرة حاسمه
– اسمعى الكلام يابسمه…
طافت عيونها الحائره كأمواج البحر غير مصدقه ..فمن المؤسف أنك لا تعرف حقًا كم يعاني الآخرون.. يمكننك أن نقف بجانب شخص محطَّم تمامًا، ولا نعرف حتى ما به….
– أنت مستوعب بتقول إيه ؟! واصلا ايه اللى خلاك تقول كده …!!
حاول تمالك أعصابه بعناء ؛ محافظا على ثباته
– اعملى اللى بقولك وهفهمك كل حاجه .. يللااااا يابسمة مفيش وقت …
■■■■■■
لأول مرة منذ لحظة غيابها عنه أن يشعر بمعنى الونس ؛ وان تغفو جفونه سالمة ؛ مطمئنه ، وقلبه هادئا مرتاحًا لنيله جرعته الكافيه من الحب الذي يكسو الجسد أمنا ….
إن احبوا الرجال نامت جفونهم ، وان اغرمت النساء قضت ليلتها تراقبهم نيام .. وهذا ما حدث بعدما انتهت معاركه معها التى خرجا منها الاثنين منتصرين .. نام هو وظلت هى تراقبه طوال الليل .. تتأمل ملامحه بتمعن حد انها قادرة على عد رموش عينه .. انتصاب انفه .. خصيلات ذقنه الموشكة على الانبات .. انفاسه المطمئنة .. وارتفاع وهبوط صدره .. كل جزء به كانت تقع فى غرامه كأنه أول مرة ..
فتبسمت، هسمت بعشق
-هذه الابتسامة التي على وجهك الآن قد أدفع عمري كله حفاظًا عليها..
ابتلع حلقه فتراقصت ( تفاحه ادم ) بحلقه فتسمت وحركت معها قلبها الذى جذبها لتقبيلها .. انحنت لتطبع قُبلة خفيفه عليها ثم عادت مرة آخرى تتأمل متبسمة .. شارده كلانا ينتقص منه جزء بطريقة ما .. باهت بطريقة ما… كل ما تمنيته أن تجتمع عتمتك مع عتمتي لينير الكون .. وها هو قلبى بات يشع نورا ..
داعبت بناملها خصيلات شعره بشوق وهمست
– أنا عايزه ضمان واحد إنك مش هتمشي تانى ؛ انا ما صدقت لقيتنى ولقيت قلبى معاك .. تعرف انا بتخيل لو كنت اتجوزت حد غيرك ؛ هل كنت هحس بكل الحاجات اللى أنا حساها دلوقتى ؟! ولا دى حاجات متتحسش غير معاك وبس ؟! هل كنت هابقي طايره كده وانا فى حضنه ..
ثم قبلت جفونه ثم ثغره طويلا فغمغمت بعدها بخفوت
– هشاام .. انا مش عايزه أبطل احبك ؛ ولا ابطل ابقى دايبه فيك كده زى منا بعشقك .. أنا عايزة بس كل ما قلبى ينادى عليك ألقاك !! مش عايزه ارجع الخلاط اللى كل شوية بحال!!اشوفك ومقدرش احضنك .. متسبنيش ؟!
رد عليه بنبرته المغلفه بالنوم
– مش هسيبك …
– ايه الضمان ؟!
– معنديش ؟!
– طيب وايه اللى يخلينى اضمن وجودك ؟!
احتوى كفها الموضوع على صدره وقال
– يكفيكى حضن طيب ؟!
هزت رأسها نافيه ثم انبطحت برأسها على صدره
– ما يكفنيش بك عمر…..بعشقك يابن السيوفى ..
تغللت أنامله بشعرها ثم طبع قبله خفيفه على رأسها وسألها ممازحًا
– بتحبى كل حاجه فيا يعنى ؟!
لم تفهم مغزى سؤاله.. ولكنها اجابته بعفوية
– انا دايبه فى كل حاجة فيك؟!
تبسم بخبث
– بس انا ليه مش مرتاح لشحنة الحب الفياضه دى ؟!
استندت بذفتها على صدره فالتقت اعينهم المدججه بالشغف ؛ وسالته
– قصدك إيه ؟
ضاقت عيونه متخابثا
– هو الاداء ما كانش كفايه ينيم كل المشاعر دى !!
تلجلجت بشك مبتعده عنه
– أنت تقصد إيه ؟!
فكر مستنتجًا ثم قال بضحك
– لالا خلاص ؛ أنت لسه قايله أنك بتحبى كل حاجه فيا .. وبما إنك قولتى كده يبقي الاداء كان تمام يعنى ؟!
بللت حلقها مبتعدة عنه بخجل مندهشه من وقاحته الزائده لتنام موليه ظهرها
– يخرب عقلك ؟! لالا أنا مش هتكلم معاك فى حاجه تانيه !!
استند على مرفقيه ومال على اذنها وهو يداعب خصيلات شعرها بخبث
– ممم افهم إنى مش جامد ..
– هشام …. عيب بجد والله .. ويلا نام ؛ أحنا اتفقنا ااننا هنام ؟!
– وانا التزمت بالاتفاق وصعبتى عليا ونمت ؛ بس شكلك انت اللى رجعتى فى كلامك ..
احتدت نبرة صوتها بخجل
– ياهشام … قولت نام بقي ؟!
– طيب اعترفى وانا هنام …
رفعت انظارها إليه وقالت بحياء
– اعترف بايه ؟!
– إنى جامد !! وانا هابقي حنين بعد كده ومش هخليكى تفرهدى فى حضنى تانى …
وضعت الوسادة على وجهها متواريه خلفها من جراءته الزائده عن الحد وصرخت بوجهه وهى تبتعد عنه لطرف السرير
– يوووووه منك .. بجد عيب والله .. هعيط ..
– لفين طيب ؟!
ضحك بصوت مسموع وبنشوة انتصار ثم عاد ليريح ظهره ففوجىء بها تفرد ذراعه مندسه فى حضنه واخبرته بجزل طفولى
– ليك دايما … انا عايزة أنام هنا ….
تركت لجسدها أن يتحسس مذاق لمساته ولطف ضمته ، بالنهاية أمسكت بقلبها وقالت داعيه
-فلتبقى وإلى مسكنك الأبدي .. فلتسكنني .. فسكنتك..
“لكنَّك أغلى وأثمن الأشياء التي نلتها من الحياة، الشَّيء الوحيد الذي لا أجرؤ على التَّفريط بشأنه ولا أستطيع الرُّكون إلى غيره”
■■■■■
وضع مجدى رهف النائمه على فراشها فى شقة بسمه بلطف .. وساعدته بمد الغطاء عليها .. فأكملت يداه فرده حتى عنقها وهمس لبسمه
– خلى بالك منها ..
ثم تأهب مغادرا فلحقت به حتى وصلت لخرج الغرفه مناديه عليه
– استنى يا مجدى ؛ فهمنى .. رهف حصلها إيه ..
– مش وقته يا بسمه ..
أمسكت بسمة بمعصمة معارضه واوشك صبرها ان ينفذ
– هو إيه اللى مش وقته ؟ انت عارف انت طلبت اى وشكيت فى إيه وخليتنى اعمل ايه ؟! مستوعب ؟!
– أه يا بسمة عارف … والحمد لله اطمنا عليها …
– يبقي تعالى احكيلى وفهمنى .. لو سبتنى كده هتجنن ..
اخرج مجدى سيجارة من جيبه واشعلها وهو يجلس على أقرب مقعد وقال باسف
– الزفته اللى اسمعها ميان بتهدد رهف بفيديوهات ليها .. واللى فهمته منها … انهم نوموها وصوروها وبس وبعدين اغمى عليها …
تفاقم الامر سوءا .. فتجمدت الدماء بعروق بسمه غير مصدقه
– نعم ؟! الكلام ده حقيقي ؟! طيب ليه وعشان إيه ..
اخذ نفسا من سيجارته ونفث دخان غضبها فيها ثم اهتزت ساقه اليمنى واردف متوعدا
– ماهو ده اللى عايز اعرفه …. ولو طلع اللى فى بالى صح ؛ وشرف أمى ما هرحم واحد فيهم ..
ثم وثب قائما
– أنا هنام فالعربيه تحت ؛ وانت نامى جنبها واول ماتصحى رنيلى على طول ..
بسمه عارضته بهدوء
– فى اوضة فاضيه جمب عمتو… تقدر تنام فيها ..
حسم امره باصرار متجها نحو الباب
– ميصحش يابسمه ؛ كفايه إنى نزلتك فى وقت زى ده … مش هوصيكى على رهف ..
اومات راسها بطاعه
– فى عينيا .. متقلقش …
■■■■■
(فى صباح اليوم التالى )
الحياة أثمن من أن تهدرها على علاقات مزيفة، أحلام ميّتة، صداقات هشّة، أماكن لا تنتمي إليها، إن تلك الأشياء تُنقِص من عمرك وتثقلك وتستنزفك، لست مُلزَمًا بها، ابحث عما تجد نفسك حقًا فيه، فأنت جدير بأن تعيش حياة حقيقية مليئة بالشغف والحب … قضي زياد ليلته فى المشفى فاقدا الشغف من ناحية كل شيء ؛ يراجع حساباته ونفسه ظل يتسائل دومًا : لِمَ كل هذا ؟!
نصب عوده ويظل يجوب مكتبه بعبثٍ .. تمنى ولو يخلع قلبه الذي لم يكف نباحًا طوال الليله ولكن حتى لو إقتضى الأمر أن يخلع قلبه ويمضي من دونه، الأهم أن لا تبقى مرهونًا بالمشاعر التي تُمرّر لجوفك القلق والأذى وتُبقيك بائسًا حزينا وتوقظ صراخ الوجع الابدى بك …
التفت لصوت طرق على بابه .. فأذن للطارق بالدخول ؛ فهتف مندهشا
– نانسي ؟!
أطرقت باسف
– انا اسفه لو جايه من غير معاد .. بسس
تعمد الانشغال فى اي شيء وسالها
– خير يانانسي ..
قفلت الباب خلفها بحزن يتقاسم ملامحها وطلبت منه
– عايزه اتكلم معاك .. فاضي ..
لم يتحمل رائحتها المشوبة باخطاء الماضي وقال غير مكترث
– للاسف .. عندى نبطشيه ووو
فقطعته راجيه
– مش هطول عليك ؟!
ثار فضوله هيئتها الشاحبه ووجهها الخالى من مستحضرات التجميل ؛ وعيونها المتورمه من كثرة البكاء .. فحن قلبه وسألها
– أنت تعبانه ؟!
اقتربت منه خطوة سُلحفيه وقالت بتردد
– زياد ….. أنا حامل …
وقع الملف من يده مذهولا
– انت ايه ياختى !!!!
انفجرت باكيه لتستعطفه
– عندى طلبين وبس … وهختفى من حياتك للابد …
اقترب منها مشحونا بالغضب ويلعن حظه الذي يلاحقه دومًا
– انت مستوعبه بتقولى إيه ؟!
مسحت دموعها سريعا واردفت بصوت هدر
– ااه .. انا حامل فى ابنك … اسمعنى للاخر ..
صحى ضمير الذئب فى جوفه .. وصاح
– لا ياماما … روحى شوفى حد غيري يتحمل غلطتك .. مش هفأ أنا ..
اجهشت بالبكاء وصمتت مستمعه لكرباج اهانته .. حتى اردفت
– انا مش عايزه غير إنك تكتب عليا يومين اتنين وتطلقنى … وتكتب الولد باسمك وانا اوعدك .. هختفى من حياتك للابد ؛ هسافر بره البلد ومحدش هيعرفلى طريق بس انت وافق ..
قبض على ساعدها ورجها بقوة
– شكلك كده متعرفيش مين هو زياد السيوفى .. لا فوقى ياماما ..
انفجر باكيه وهى تتوسله .. ثم شرعت فى قص روايتها
– كنت عايشه فى امريكا ؛ واتعرفت على شاب وانا عندى ١٦ سنه وحبيته وحبنى واتجوزنا ٨ سنين … وطول الفترة دى مابخلفش .. خاصة كل التحليل اثبتت كده … وكل الدكاتره قالولى الامل ضعيف جدا ……
صمتت للحظة تاخذ انفاسها ثم أكملت باكية
– زهق منى طلقنى ورمانى .. اضطريت إنى اعيش حياتى بالطول والعرض .. واعمل كل اللى نفسي فيه .. حتى لما جيتلك هنا انا كنت قاصده ادخل حياتك لانك عجبتى .. وفعلا اتعلقت بيك … وطول الفتره اللى فاتت محدش قرب منى غيرك .. واكتشفت من فتره إنى حامل .. مكنتش مصدقة !! طيب ازاى معرفش معرفش …
ثم دنت منه خطوة واكملت
– وحياة اغلى حاجه عندك متكسرش بخاطرى .. عارفه إن الموضوع ما يفرقش معاك … بس هيفرق معايا اوى دى فرصتى الاخيره … انا نفسي يكونلى ولد .. انا محتاجاه فى حياتى يا زياد .. انت مش هتخسر اى حاجه … وانا مستعده اديك كل الضمانات بس وافق ..
ثار جنونه رافضا
– ايه الهبل ده .. مستحيل طبعا … بصي يابت انت ؛ روحى اتصرفي فى البلوه دى بعيد عنى… احنا الاتنين كنا بننبسط ؛ بس متفقناش على كده … وانا مش هشيل بلاوى حد..
ترجته للمره الاخيره
– زياد..هتخلينى اقتل ابنك .. !! لا انا مش هقدر اعمل كده ..انا مستحيل اقتله … لانى ماصدقت لقيته ..
لملم دفاتره متأهبا للذهاب
– يبقي بعيد عنى يا حلوة .. مش أنتِ اللى يكونلى منها عيال .. سلام ..
خطى عدة خطاوى حتى وقف على باب مكتبه متذكرا جُملة السائق (( شوف يابنى ربنا دايما هيتعمد يختبرك فى نقطة توبتك .. عشان يتأكد إنك فعلا رجعتله بكل كيانك ولا لا))
قفل الباب كرة آخرى ثم دار إليها وجدها منهارة من البكاء.. فغمغم نادمًا
– وانا إيه اللى يثبتلى إنه ابنى ..
شعاع نور تسلل لجوفها إثر سؤاله .. فهتفت
– انا جاهزه لاى تحاليل او اثباتات .. والله ابنك يا زياد .. مش بكذب عليك ..
طأطأ راسه صامتا مفكرا محاربا شيطانه
– تمام .. اجهزى لده .. أنا مش هقتل ابنى واعيش بذنوب اكتر من كده … ولو فعلا طلعت النتيجة صحيحه ؛ أنا هنفذ كل طلباتك والاختيار هيكون ليكى….
المجد لنهاية الحدَيث مثلما تمنيت أن يكون .. نهاية العلاقة باحترام ، المجد لنهاية المجاملات ونهاية الكذب وانكشاف الحقائق ، المجد لنهاية اسبوع من الحزن ، المجد لكل النّهايات، بحسنها وسوءها.. والمجد لتوبة صادقة تقف بينك وبين أفعالك السيئه كسور يحفك دومًا عن السقوط فى فحل ما توبت عنه …
■■■■■
– بحاول اكلمك من امبارح …
اردفت ميان جُلمتها بميوعة وهى تصعد لاحد الغرف فى الفندق بشرم الشيخ .. فاجابها هشام بنبرة رقيقة
– وانا معرفتش انام غير لما بعتلك اللى حاسه ..
فتحت باب غُرفتها ساخرة
– ايه … زهقت من مراتك ولا ايه ؟!
تغيرت نبرة صوته بحزن مفتعل
– ميان.. انا مش عايز اسمع اسمها .. من فضلك يعنى..
اصيبت بلعنة الفضول فسألته
– ليه كده ؟! حصل إيه ..
عض شفته السفليه مختنقا ثم قال
– لما اشوفك هحكيلك .. احنا لازم نتقابل..
ارتمت بدلال فى حضن فراشها .. وقالت
– تجيلى شرم ..
بدون تفكير اردف متلهفًا
– ياريتتتت ..
اتسعت ابتسامتها
– أمتى ؟!
فكر للحظه ثم قال
– بكرة؟!
ضحكت بصوت عال افحمه .. فاجاب وهو تداعب خصيله من شعرها
– اتفقنا … مع إنى هموت وتيجى دلوقتى .. بس تمام اللى يريحك ..
نهضت فجر من رحيق ليلتها التى لم تنم فيها سوى ٣ ساعات على فترات متقطعه .. فبات الشوق والنعاس فى صراع ابدى بجوفهم .. كلما يغفيان تفزعهم صدح قلوبهم فينهضا ليتحدثان ويمرحان .. فكانت من اجلى ليال العمر التى غلبت فيها الفرحه حد نسيانهم العالم ورائهم .. باتت تغفو ثم تنهض لتتاكد من وجوه بجانبها لكى تثبت لنفسها إنها لست بحلم
تحسست بكفها فسحة فراشها الذى خلى منه مناديه عليه بصوت متكاسل
– هشااام …
انعقد حاجبيها على مضض أزالت الغطاء عن جسدها الذي يؤلمها قليلا .. فنهضت ولمست اقدامها العاريه الارض وقفلت زرار جاكت ( بيجامتها ) الذي لم ترتد سواه .. وظلت تبحث عنه … فاطرقت على باب الحمام مناديه
– هشااام .. حبيبي أنت جوه ؟!
ولكن بدون فائده .. تسرب اليها شعور القلق الذي حاصرها من كل صوب وحدب فجلست على طرف فراشها حائره
– هو راح فين ؟!
فتولد فى بها افكار لا يستوعبها عقلها الغض .. فسالت دموعها خائفه من وهم رحيله .. من فكرة رد الوجع الذى ذاقه من قبل .. تجوب الغرفه بجنون وبخطوات عشوائيه حتى تكونت بعقلها مستعمره من الافكار السوداويه ..
لم أفلت يديى عنك عمدًا .. فالخوف خدعنى و بتر أصابعي
ولم أكن أعني الوداع..كنت أقصد أنني أحبك.. فلا ترد لى الوجع ؛ افعل بى ما شئت إلا أنك تغيب عنى ..
احتشدت العبرات بمقلتيها فما كادت لتخطو خطوة للأمام فتوقفت بمجرد ما سمعت صوت فتح الباب .. وطل منه فاندفعت إليه بكلها ..كطفل دام اعوام يبحث عن امه وانفجرت باكية .. تعجب لفعلها وركل الباب بقدمه وضمها إليه
– اششششش .. حصل ايه لكل ده ..
اردفت بصوت متهدج بالبكاء
– افتكرتك مشيت وسبتنى .. كنت هموت فيها .. تعرف انا عارفه إنى وجعتك بس اول مرة احس إنى دبحتك .. أنا اسفه .. انا هعيش عمرى كله عشان احاول اغفر حركة زى دى .. حقك عليا ..
انحنى ليحملها بين يديه كأبنته حتى جلس بها على اقرب مقعد وضم ساقيها ورأسها اليه
– إيه الفيلم الهندى ده كله .. الموضوع مش مستاهل ..
هزت رأسها نافيه
– لا .. يستاهل .. انا وجعتك اوى .. عارف فكرة إنى نايمه فى حضنك وصحيت ما لقتكش جمبى دى لوحدها قتلتنى ..
قبل رأسها ومسح على شعرها بحنو محاول اخفاء اعبائه :
– طيب اهدى خلاص .. محصلش حاجه ..
قبلت وجنتيه ورأسه ثم كفه ثم عادت لعيناه ناثره قبلات اعتذارها عليه حتى ارتمت فى حضنه وعانقته
– متعملش كده تانى ..
ربت على ظهرها وقال
– انا طلعت بس اعمل مكالمه عشان مزعجكيش .. كفاية انك منمتيش طول الليل ..
– لا .. بعد كده ابقي ازعجنى عادى ..
ثم ابعدت عنه وابتسمت بحب
– صباح الخير ياحبيبي ؟!
استعجب من مزاجيتها المتقلبة وقال ممازحا
– ممم مكدبش اللى قال أن الستات دول مزاج زى الطقس .. كل دقيقه بحال ..
سألته ممتعضة
– ودى حاجه حلوة ولا وحشه؟!
زاح خصيلات شعرها وراء اذنها متغزلا
– دى حاجه قمر اوى ….
احمرت وجنتيها فاطرقت بخجل
– طيب يلا اتصل بيهم خلينا نفطر ..
رمقها بخبث وهو يشتهيها
– مش لما أفطر أنا الاول … هفضل اعلم فيكى لامتى ؟!
انعقد حاجبيها متسائله
– ايه ده ؟! يعنى مابقتش بروفيشنال لسه ؟!
فضحك بصوت عال فكلما تطلعت اليه ملأته بحبٍ لم يعلم من اى ثقب تسرب لصميم قلبه .. واجابها
– انا بنسي طيب .. احنا ممكن نعمل تيست صغير دلوقتى عشان اقيمك !!
هربت منه راكضه لتحتمى خلف المقعد الاخر
– لالا… انت بتستهبل .. بقولك يلا نفطر والله بجد جعانه ..
نهض محاولا الامساك بها فركضت لتقف فوق الفراش ضاحكه بصوت هز كل ساكنا به ..
– على فكره أنت مش ادى ..
عض على شفتيه متوعدا ومحذرا
– ولا انت ادى …. تحبى افكرك ؟!
فانفجرت ضاحكة على اسلوبه الساخر منها
– يابنى أنت متأكد انك المقدم هشام السيوفى ؟!
دنا منها خطوة وغمز بطرف عينه
– تعالى وانا اثبتلك …
– يوووه هو انا كل شويه هقولك هات دماغك اللى بطير فى حتت معينه دى .. على فكرة مش قصدى …
تأملها بعيونها الفاحصة من راسها للكاحل بلهفة
– اومال ايه هى الفكرة ؟!
– يعنى حاسه انى بكتشف جزء جديد فى شخصيتك .. أول مرة اشوفه ..
تأملها فى غفلة منها وقفز هو الاخر فوق السرير بغتة فألتهم صرختها وضحكتها فى حضنه .. وبات يستنشق رائحتها .. واخبرها همسا
– انا اللى بكتشف نفسي معاكى ..
عانقته بحب
– أنا بحبك اوى يابن السيوفى ..
فأجابها تقبيلا اضرم النيران بأحشائهم .. فابتعدت عنه وسألته
– امبارح قولتلى إنك عايز تحس الحب معايا ؛ كان اى احساسه ..
احتوى بكفيه وجهها برفق واخبرها
– حاجه كده عامله زى الجنان ، المرض…..!! بس فى كل الحالات بتطيرك لفوق وبتخليك أسعد حد فى الدنيا .. وده اللى حسيته معاكى أنتِ … أما الحب ده وهمكم انتوا …
– وهمنا احنا ؟!
امتدت انامله لتفك ازرار سترتها وسألها ممازحا
– ماقولتليش .. عجبتك الشخصيه الجديده ولا لا ..
تلونت وجنتيها بزهور الحب ضاحكة واخبرته بهيام
– اوى .. اوى ..
■■■■■
– ها يارهف .. احكيلى ؟
جلس مجدى بجوارها بعدما اجبرها عل تناول فطارها وسألها سؤاله الاخير فانفجرت باكيه
– ما ينفعش أقولك …
احتوى كفها
– رهف .. لازم تثقى فيا اكتر من كده … محدش هيساعدك غيري … ومتقلقيش هشام مش هيعرف حاجة .. يلا ..
بللت حلقها الذي جف إثر البكاء … واخبرته
– أنا اتعرفت على واحد اسمه فارس…
لاحظت بأن وجهه بات جمرة مم نار مشتعله .. فابتلعت باقى كلماتها .. فحاول افتعال وضع الهدوء كى لا تهابه ..
– كملى يارهف .. متخافييش ..
– ضحك عليا وقال لى بيحبنى .. وعرفنى عل اصحابه وكنا بنلعب ونهزر سوا وكده .. وبس و الله….
جففت دموعها ثم اكملت جلد فى قلبه
– من كام يوم اتقابلنا .. وقال لى هعزمك عل حاجه ساقعه .. كل اللى فاكراه إنى نمت وصحيت لقيت نفسي فى اوضته ..
ثم اجهشت باكية
– والله ماحصل حاجه .. حتى انا كنت لابسه كل هدومى .. لحد لحد ..
شهقت متخذة نفسها بصعوبة وتقطعت نبرة صوتها
– الفيديو اللى اتفاجئت بيه مع ميان … معرفش اصلا جابته منين .. ولا ايه علاقتها بفارس ..
كور يده كالقابض على الجمر وسألها بنبرة مكتظة
– وعايزه منك إيه ..
– قالتلى إنها عايزه ورق مهم وهارد كان مع بابا .. لانه لو وقع فى ايدين هشام هيوديهم ورا الشمس .. وووووو وكمان اصور فجر فيديو وحش زى اللى هى صورته ليا ..
– ااااه ياولاد ال***** .
– مجدى .. انت وعدتنى مش هتقول لهشام صح ؟!
كتم حزنه وضجره منها فى نفسه ووقف حائرا غير مستوعبًا ما روته ثم قال لها بحماس نفض به مشاعره
– أحنا لازم نعرف إيه الورق اللى بيدوروا عليه … رهف اهدى كده واشرحيلى الموضوع من أوله لاخره وكل المعلومات عن الشله دى .. وانا هجيبلك حقك … تمام يارهف ..!!
■■■■■
انتهت فجر من تناول الفطار ثم نهضت لتبحث عن ملبس آخر لترتديه .. وقفت أمام الخزانه حائرة الى ان اخذت قميص من الحرير يصل لركبتها .. قفلت الخزانه وتولدت فى رأسها فكرة أخذ حمامها معه .. ما لبثت أن تتحرك خطوة للامام فأوقفها صوت رنين هاتفه .. برقم ( ميان )
وقفت على باب الحمام منادية
– هشام … حبيبي فونك بيرن ..
يغسل الصابون من على عينيه
– طيب شوفى مين …
فصاحت
– ماهو رقم غريب .. مش متسجل ..
ثم أخذت الهاتف وفتحت الباب وقالت
– دى تالت مرة يكلمك .. خد شوفه يمكن حاجة مهمة ..
لازال يغسل رغاوى الصابون من على وجهه وقالها
– افتحى وشغلى الاسبيكر طيب ….