رواية وعود الليل الفصل التاسع 9 بقلم نداء علي
رواية وعود الليل الجزء التاسع
رواية وعود الليل البارت التاسع
رواية وعود الليل الحلقة التاسعة
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كلام والدته كان يتردد في عقله ، يعني وعد ممكن تتجوز تاني، تبقى ملك واحد غيره، ياخدها في حضنه، يلمسها، اتجنن غيرته قتلتله، ساب المحل وطلع على بيت حماه، فضل يخبط بعنف لحد ما وعد طلعت فتحت الباب، كان والدها بيصلي وأمها في السوق، استغربت من الخبط الغريب على بابهم فاضطرت تفتح هي.
قبل ما تفهم في أيه كان ساحبها وراه لاوضتها، بصتله باستغراب وصرخت في وشه بغضب.
انت بتعمل ايه وجاي هنا ليه، ومالك داخل علينا زي الحكومة كده ليه.
أمجد : عاوزة ايه وترجعي بيتك يا وعد، عاوزة مني ايه؟
دورت وشها وقالت بصوت حزين
مش عاوزة منك حاجة وبالنسبة لبيتك فأنا عمري ما حسيت أنه بيتي يا أمجد.
قرب منها حضنها من ضهرها، أد إيه وحشاه، إزاي ممكن يكمل من غيرها، لو مكنتش عنيدة بالشكل ده مكنش ده بقى حالهم.
باسها برغبة وعشق خلاها تقرب منه اكتر، لفها وبص في عيونها بعتاب، سألها بلوم :
ازاي قدرتي تبعدي عني يا وعد، مين غير قلبك عليا، معقول مش قادرة تتحملي عصبيتي، تعرفي إني حاسس بالعجز، إحنا قربنا نفس، تعرفي إني بنحت بأيدي وسناني علشان أحافظ على شقى أبويا وملكنا، عمري ما اشتكيت لأني خايف أحملك الهم، تقومي تزودي همي.
وانت مين قالك تخبي عني، مين فهمك إن تعبك مش واصل لقلبي، بتكون جوة حضني بتضحك وعارفة إنك بتكدب وموجوع، لكن غصب عني أنا إنسانة، اتجوزتك لأني بعشقك عاوزاك معايا وفكرت إن جوازنا هيقربنا.
لكن إيه اللي حصل، بعدت عني، اهملتني، وقت حملي وولادتي كنت بتمنى الاقيك جنبي، مكنتش موجود، واستنيت تتغير أو توضح سبب غيابك لكن محصلش، ومع أول موقف، اتخليت عني بسهولة.
أمجد : والحل يا وعد، تفتكري لو بعدنا هنرتاح.
وعد : مش عارفة، أنا تعبانة يا أمجد.
ابتسم وقالها : خلاص يلا بينا نرجع بيتنا، هاتي يوسف وتعالي نمشي يا وعد.
وعد : من غير ما بابا يوافق.
أمجد : انتِ مراتي، أبوكي ملوش يمنعك عني، فاهمة.
وعد : إنت فيك إيه يا أمجد، إنت طبيعي.
أمجد اتوتر من سؤالها وهي استغربت رد فعله لكن دخول أبوها فجأة خلاه يتنفس بارتياح لأنه هيهرب من المواجهة مع وعد.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
لما عرفت خبر القبض على والدها، مصدقتش، قرأت الإسم أكتر من مرة، ولما اتأكدت إنه ثابت علم الدين، أبوها فعلاً مقدرتش تفكر، إزاي وليه، طيب هتتكلم مع مين، سميرة رافضة حتى تسمع إسمه، فكرت تتصل على رقم ثابت في ألمانيا لكن لقت الرقم خارج الخدمة.
اتصلت على أكرم، رد عليها بلهفة
أكرم : حبيبتي، صاحية لحد دلوقت ليه
كاريماح بصوت مخنوق بالحزن : عاوزة أشوفك الصبح يا أكرم، حاول تقابلني في الجامعة ضروري.
أكرم : طيب طمنيني الأول، حد مزعلك، تعبانة، في إيه.
كاريمان : الموضوع بخصوص بابا، قرأت عنه أخبار غريبة، انهارت من البكا وقالت بصوت متقطع
بيقولوا قتل مراته ومحبوس، بابا مستحيل يعمل كده.
أكرم انصدم في الأول، مش فاهم كلامها وعقله بيحاول يستوعب، بس حاول يرد عليها ويهديها، كلمها بحب وهدوء :
اهدي بس، قولي لا إله إلا الله.
قالت كاريمان بصوت مبحوح :
لا إله إلا الله.
أكرم : إن شاء الله مفيش حاجة، بس علشان خاطري متعيطيش تمام، وانا بكرة الصبح هتلاقيني قدام بوابة هندسة، مش هنحضر محاضرات، اليوم كله ملكك وبس.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
ثابت طلب يشوف المحامي، وبالفعل راحله وسمع طلبه
ثابت حس بغباءه وأد إيه ظلم كاريمان، مفكرش مرة يأمن مستقبلها، اكتفي بالمبلغ اللي بيبعته كل شهر، وفكر بينه وبين نفسه انه لما يموت هتورث منه مبلغ كبير مفكرش في يوم إنه ممكن يحصله مصيبة زي دي.
قال للمحامي :
أنا عاوز أحول املاكي بأسم بنتي كاريمان.
جاسم : حضرتك مستحيل تتصرف في أي ممتلكات تخصك هنا لحد ما القضية تخلص تماما، كمان معظم املاك حضرتك وفلوسك مناصفة مع مدام هدى، ودي مشكلة، اي تصرف هيضرك وممكن ينعكس بالسلب على موقفك.
ثابت فكر شوية وبعدين قاله
مش مهم أي حاجة حاليآ، المهم عندي أشوف مارية، حاول تخليني اقابلها يا جاسم بأي شكل.
جاسم : حاضر يا ثابت بيه متقلقش.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
الوحيد اللي قدرت تحكيله وتشرحله احساسها، سابها تنتهي من كلامها، سألها بهدوء
هي خالتك رافضة ارتباطنا بسبب والدك.
هزت راسها من غير كلام وقالتله أيوة، ماما سميرة شايفة الحب ضعف ووجع قلب، ساعات بحس إن معاها حق.
أكرم بترقب : يعني ايه، ممكن تتأثري بكلامها وتبعدي عني.
بصتله بصدمة وتعجب من كلامه، جاوبت بدون تفكير
أنا مستحيل أفكر في كده، بالعكس أنا خايفة منك انت، خايفة تزهق من الإنتظار وتبعد عني.
ضم كفها بين ايديه ووعدها بصدق :
مستحيل، انتِ مش عارفة بحبك إزاي.
كاريمان : وبابا، تفتكر فعلاً عمل الكلام المكتوب عنه ده.
أكرم : حتى لو حصل، كل إنسان وعنده ظروف خاصة بيه، لا أناولا انتِ شفنا ولا نعرف عمل كده ليه وايه السبب، يمكن مظلوم.
كاريمان : بس انا زعلانة علشانه، ده مهما حصل أبويا.
أكرم : إن شاء الله هيخرج منها وتشوفيه كمان، عاوزك تركزي في دراستك ومتشغليش بالك بأي حاجة، الامتحانات قربت وأنا متعود إن حبيبتي متفوقة.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كانت وعد محرجة، حاسة إنها مكسوفة ومش قادرة ترفع عنيها قدام أبوها، كان بيبصلها بغيظ هي وأمجد، سألهم بحدة
إيه اللي جابك هنا يا أمجد وبتعمل ايه انت وهي، مش مفروض إن راجل البيت غايب تحترم غيابه.
أمجد : شكلك لسه زعلان مني
ممدوح : ولا زعلان ولا فرحان، إنت ظهرت على حقيقتك وبس.
أمجد قرب منه وباس راسه وقاله باعتذار
خلاص بقى يا حمايا، ميبقاش قلبك أسود
ممدوح : بتعلي صوتك عليا في ببتي وقدام مراتي وأمك وأبوك وعاوزني اخدك بالحضن.
أمجد : ياعم ممدوح قولتلك آسف، بلاش تيجي عليا إنت كمان.
ممدوح بصله لقى عيونه لونها أحمر ووشه متغير فكر إنه تعبان، انفعاله قل وصعب عليه حاله، مهما كان أمجد قريبه ومتربي عندهم، بص لبنته وسألها
هترجعي معاه؟!
وعد : اللي تقول عليه يا بابا.
ممدوح : لمى هدومك وروحي مع جوزك، استهدوا بالله ومتطلعوش أسراركم لحد، وانت قدامك كام شهر لحد ما السنة الجديدة تبدأ، تقدم للبت في الكلية يا أمجد، اللي أوله شرط أخره نور، فاهم.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
كانت ملامحها خايفة، لكن بتحاول تبين إنها قوية، غصب عنها دموعها اتجمعت في عنيها أول ما سألها بحزن
عاملة ايه يا ماري، أنا عارف إنه سؤال بايخ، ميناسبش الوضع ولا المكان اللي إحنا فيه، عمري ما تخيلت إنك تشوفيني بالشكل ده، مسجون وبكلمك وشايف في عنيكي اسئلة بتوجع قلبي وتكسرني.
مارية : ليه، قولي أي سبب هصدقك علطول، بس فهمني ليه؟!
نكس رأسه، يقولها ايه، ان أمها خاينة، يعني هيدبحها بكلامه ويقضي على أي ذكرى حلوة في حياتها، يقولها إنه ضرب امها بالرصاص، ليه، وإيه ممكن يبرر عملته دي غير الحقيقة، لكن الحقيقة ساعات بتكون مؤذية أكتر من الفعل نفسه، اخد نفس عميق وقالها :
أنا عملت توكيل لجاسم، هيدير الشغل، هيكون مسؤول عن كل حاجة وهينفذ طلباتك، لو فعلاً مهتمة بيا وبأمك خلي بالك من نفسك، اعتبري إننا مسافرين، ادرسي واشتغلي وعيشي حياتك، وأهم حاجة متنسيش إننا بنغلط يا ماري، بنغلط علشان ده جزء من تركيبنا، إحنا مش ملايكة.
مارية بحدة :
والمفروض اسمع نصيحتك، أقولك اووه طبعاً كلامك صح، أنا هكمل حياتي وابقى سترونج، محصلتش.
انا خايفة، فاهم يعني ايه، قبل سنتين كنت عايشة حياتي براحتي، اتعودت منكم على التجاهل والبعد، ليه خدعتوني وبدأتم تقربوا وتهتموا، ليه؟!
ثابت فضل محتفظ بصمته، وهي كملت :
انت إنسان أناني، متعود تعيش لنفسك، ولا نسيت بنتك اللي راميها في مصر، عادي مش جديد عليك.
ثابت : يمكن عندك حق، بس معنديش حاجة اقولها غير إني آسف.
مارية : مش مقبول، اسفك ده مش هيفيدني بحاجة، أنا كنت عاوزة أعرف سبب، ليه حرمتني من أمي، طالما مفيش عندك كلام تقوله، خلاص اعتقد إن زيارتي ملهاش داعي.
ابتسم بحزن وحرك رأسه بالموافقة، ساب التليفون وغاب عن بصرها، سابها قاعدة مكانها بتبكي بقوة ورجع للسجن.
:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O:O
سنين العمر بتغفلنا، فجأة نكون واقفين عالشط وقبل ما ناخد بالنا تيجي الموجة وتسحبنا للعمق، والعمر يضيع في لمح البصر
آخر سنة في الكلية، امتحنوا وخلصوا ومنتظرين النتيجة، سميرة لسه بتعاند، ووالدة أكرم موقفها ناحية كاريمان اتغير، رفض سميرة لابنها خلاها تكره كاريمان ورغم كل ده أكرم متمسك بحبيبته وهي وعدته أنها مش هتكون لغيره
دخل أكرم ومعاه شهادة تخرجه، جري على أمه حضنها بسعادة وتفاؤل، كان بيصرخ من الفرح، بيبوس راسها وايديها ووشها، نزل يبوس رجليها شدته برفض، قالتله والبكاء مالي عينيها
ياقلبي، يا قلب أمك وحبيبها يا أكرم، يا باشمهندس، فرحتني يا حبيبي ربنا يفرح قلبك.
أكرم : كله بفضلك بعد ربنا، أنا من غيرك مليش وجود، إنتِ أمي وابويا وأهلي وسندي، عمرك ما خذلتيني والنجاح ده بسببك.
قرب منها وبصلها برجاء
علشان خاطري كملي فرحتي بقى.
فهمت جليلة إنه هيكلمها عن كاريمان، دورت وشها وقالت بغضب
لو هتتكلم عن البت دي بلاش، أنا لا عاوزاها ولا هتنفعك
أكرم : وأنا بحبها ومقدرش اعيش من غيرها.
جليلة : ليه يا خويا من قلة البنات، دي أمها رافضة بقالها كام سنه، والله ما عارفة بترفض على أي أساس، اشحال إن مكنش أبو المحروسة رد سجون وقاتل.
سألها بفضول : عرفتي منين الكلام ده
اتلخبطت في البداية، بس لحقت نفسها وقالت : انت قولتلي.
أكرم : لأ طبعاً، أنا مقولتش لحضرتك، ولا اى مخلوق.
جليلة : جرى إيه ياواد انت، هتعمل معايا تحقيق، عرفت وخلاص، هو في حاجة بتستخبى، ولا انت خايف حد يعرف النسب العرة بتاع المحروسة.
أكرم : يا أمي بلاش الأسلوب ده، أنا متعودتش منك على كده، كاريمان مفيش زيها، بنت جميلة، بريئة، مستحيل حد يعرفها وميحبهاش، وبالنسبة لأبوها فهو من الأساس مهاجر من سنين وملوش علاقة بها، وياما في الحبس مظاليم، يمكن مظلوم وبعدين ليه اتغيرتي كده، في البداية كنتي مرحبة بكاريمان وبتشجعيني أتقدم واخطبها.
جليلة : اللي يقلل منك او يزعلك ميلزمنيش، وإنت بقالك كام سنة رابط نفسك جنبها، والولية أمها دي ولا خالتها بتتأمر وتتشرط، خلاص أنا مش طيقاهم ولا عاوزة الجوازة دي تتم.
🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸🔸
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وعود الليل)