رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الفصل العشرون 20 بقلم روان الحاكم
رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الجزء العشرون
رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني البارت العشرون
رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الحلقة العشرون
البارت العشرون 🌸
قلة الإختلاط بالناس ، عافية وسلام.. 🤎
(ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ثم ويل له))
______________
“عايز اى علشان تخرج منها وتسيبها!؟”
سأله زين بتوجس وهو مازال يثبتها بقوة ويديه تلتف حول عنقها يضغط عليه بعنف وهذا جعله يصدر زئيراً أقوى وهو يتألم حتى هتف بنبرة غليظة:
“أدخل فيك انت”
تراخت يدي زين عنه قليلاً بصدمة.. اذا ليست هي المقصودة من تلك الأذية بل هو!؟ لولا أنه يحصن نفسه جيداً لكان أُصيب هو بدلاً عنها؟ هذا يعنى أن من فعل بها هذا كان يقصده من الأساس وعندما فشل معه آذاها هي.. من سحرها يقصد تفرقتهما
“وانا موافق طالما هتسيبها”
توسعت عيني عمر أكثر وهو يشعر بأنه داخل حلم وسوف يستيقظ منه لا أكثر ما كل هذا الذي يحدث حوله!؟ وكيف يحادثه زين بتلك البساطه وكأنه بشري ليس نفراً من الجان!.
أنتظر زين لثواني طالت إلى دقائق ولم يحدث شيئاً حوله فعاد يضغط على عنقه مجدداً وهو يقول:
“ها مدخلتش جسمي انا ليه!؟”
“انت بتقرأ في سرك آيه الكرسي علشان كدا مش عارف أدخل جسمك”
نعم كان بالفعل يتلو آيه الكرسي داخله فتوقف لسانه عن القراءة هذه المره ثم أردف قائلاً:
“مبقتش أقراها دلوقتي”
وأيضا أستمر الوضع دون جديد ولم يحدث شيء حتى مر بعض الوقت وزين لم يتحدث بل ظل منتظره حتى أذداد نحيب هذا الشيء فجأه وصرخ مره واحده وهو يقول بخوف:
“مش قادر أدخل فيك انت… انت أقوى مني بمراحل”
أبتسم زين وهو يعلم من الأساس بأنه لن يستطيع إختراق جسده بل فقط يجاريه في الحديث وحتى وإن كان يستطيع لفعل لأجلها..
“ومش هتقدر.. يبقى كدا تسيبها”
أذداد عويله وتحولت نبرته عن ذي قبل ثم أخذ يخرج صوتاً غريبه وهو يقول:
“مينفعش مينفعش مش هسيبها”
أكمل زين الضغط على عنقه ثم بدأ بالتلاوه بصوت مرتفع هز جدران تلك الحجرة ثم أمسك يدها وأخذ يضغط بشدة على أصابعها من الخلف وبالأخص الصباع الأوسط فأخذ يصرخ وصوته يعلو ويعلو معه صوت زين فظل هكذا فترة حتى بدأ الصوت يقل تدريجاً وقد بدأ هو أيضاً بالتوقف عن القراءة ثم ترك جسدها يسقط على الفراش وقد كانت غائبة عن الوعي لا تشعر بما يحدث حولها.
كان عمر يقف على بعد منهما وقلبه ينبض بعنف شديد وقد تعرق جسده بشده حتى عندما أنتهى زين فأخذ يقترب منه بحذر حتى وقف أمامه وهو ينظر إليه قائلاً بترو:
“كدا… كدا خلاص خفت!؟”
تنهد زين بتعب شديد وإرهاق وهو يشعر بثقل في صدره ولا طاقة له بالحديث ورغم ذلك أجابه بإختصار:
“لأ.. لسه مخفتش بشكل نهائي علشان الحاجات دي بتاخد فترة لحد ما ربنا يأمر بالشفاء”
زفر عمر بضيق وهو يضع يده على رأسه ويشعر بالحزن وقد ظن بأنها بعد تلك الجلسه سوف تعود كما كانت
فتذكر ما دار بينه وبين هذا الجني وهو يقول بتسآل:
“هو مقدرش يلبسك انت ليه!؟”
“علشان انا بفضل الله محصن نفسي دائما ومصلي الفجر وقاري الأذكار ووردي من القرآن ف مفيش حاجه تقدر تمسني”
“معنى كدا إنك مستحيل تتصاب من اي حاجه؟”
سأله عمر بتوجس وهو ينظر إليه ينتظر إجابته فتنهد زين وهو يحمد الله داخله قائلاً:
“لأ احنا معرضين لكل حاجه… ولو كان مكتوبلي إني هتأذي وربنا هيبتليني كنت هنتكس وممكن انسى الأذكار والتحصين وبالتالي كان قدر يدخل فيا”
هز عمر رأسه بشرود ثم تذكر أمراً آخر فسأله مجدداً وهو يقول:
“طب وانت ليه مقولتلهمش لما كانوا عايزين ياخدوها بإنها مأذية؟ حتى دا كان هيحسن موقفك قدامهم ويسيبوها”
نعم كان من السهل عليه إخبارهم بالأمر وتحسين صورته أمامهم فهو لم يكن من الهين أن يأخذها رغماً عنها وهي تنفره أمام الجميع ولكنه أيضاً لم يرغب بإخبارهم لعدة أسباب فكر بهما أولاً.. أجابه وهو يقول بعقلانيه:
“علشان مكنوش هيصدقوا زي ما انت برضو مكنتش هتصدق.. فيه ناس كتير جداً مبتصدقش الحاجات دي وبيكونوا فاكرين إنها خرافات رغم إن السحر مذكور في القرآن وانا واثق إنك لولا شوفت اللي حصل بنفسك مكنتش برضو هتصدق وبعدين حتى لو صدقوا انا مكنتش حابب إن حد يشوفها في الحاله دي حتى ولو قرايبها وبرضو علشان مش حابب إنهم يدخلوا في حياتنا مع كل مشكلة”
هز عمر رأسه بتفهم وقد أقتنع بما قاله فهو أيضاً من الأشخاص الذين يظنون بأن تلك الأشياء ما هي إلا مجرد خزعبلات لا أكثر لولا أنه رأى بعينه ما كان ليصدق.
نظر إليها وقد كانت فاقدة للوعي ووجهها أزرق بشدة وأسفل عيناها أسود وقد بدت ملامحها مرهقة فبتلع ريقه بألم وهو يهتف:
“طب هي.. هي هتفوق امتى!”
صمت قليلا ثم اضاف وهو يسأله بترقب:
“وهي كانت بتحس باللي انت عمتله فيها؟”
هز زين رأسه بالنفي وهو يقول بعدما امسك زجاجة المياة وقام بسكبها على وجهها قليلاً وهو يردف:
“لأ مكنتش حاسه لإن اللي عليها طالما حضر أثناء الرقية هو اللي بيحس”
لم تستفيق من المياه فوضع زين يده على رأسها ثم أخذ يتلو بعض آيات الله فقامت بإبعاد يده عنها بعنف فكرر الأمر وكل مرة يضع يده على رأسها ويقرأ تبعد هي يده بقوة أكبر حتى صرخت في وجهه مره واحده وهي تفتح عيناها على وسعهما جعلت زين يتراجع للوراء قليلاً بخضه ليس لإنه خاف بل لأنه تفآجأ وقد فُزع عمر هو الآخر وشعر بالخوف منها بينما هي ظلت تلتقط أنفاسها بعنف وعيناها حمراء بشدة وظلت ثوانِ تحاول أن تتذكر آخر ما حدث معها..
فبعدما اتى زين وكبلها وأخذ يقرأ بدا وعيها يغيب وسحاب سوداء تحوطها وقد شعرت بمن يسحبها نحو بئر عميق نحو الأسفل وكلما حاولت الصعود كلما سحبها هذا الشخص إلى الأسفل بينما هي تحاول الصراخ ولكن صوتها لا يخرج بدا وكأن أيضاً جسدها شُل ولا تستطيع المقاومة ولا تتحكم بجسدها.. وكيف تتحكم به وهناك من يفعل بالفعل!.
“انتِ كويسه يا روان؟ حاسه ب اى؟”
فاقت على صوته وهو يسألها عما تشعر به وكيف تخبره وما تشعره به لا تسطيع وصفه وقد فهمت كل ما يحدث حولها وما أوصلها لتلك الحاله.. لم يكن ما تفعله بيدها بل كان رغماً عنها وهم يظنون بأنها تبالغ! لقد ظلموها جميعاً وهناك مين يفعل بها هذا!!
لم تجيبه بل انخرطت في بكاء عنيف وهي تشهق بتعب ولا تستطيع التحدث هناك من أنتهك جسدها ويتحكم به بل ويسطر على أفعالها كل تلك الفترة دون أن تدرى حتى إنها باتت تكره ذاتها فكيف بالبقية! تشعر بالقهر والظلم وهي لم تكن حتى تستطيع الدفاع عن نفسها وهم يرونها المخطئه ويحملون فوق طاقتها.
ظلت تبكي وهي تضع يدها على وجهها لا تريد رؤية أحد بينما زين في موقف لا يُحسد عليه وكلما سمع شهقاتها أغمض عينيه وهو يضع يده على قلبه وكأنه هو من يتألم وليس هي..
أقترب منها قليلا مع أحتفاظه بمسافه لا بأس بها بينهما وهو يقدر بأن نفورها منه رغماً عنها.. على الأقل أصبح نفورها الآن بعد الرقية أقل عن ذي قبل والأدهى أنه أصبحت تعلم سبب هذا النفور.
تحدث وهو يحاول تهدئتها قائلاً بنبرة حنينة:
“كل حاجه هتكون بخير وانا معاكي ومش هسيبك لحد ما تخفي وترجعي زي الأول وأحسن كمان”
ظلت تبكي وكأنها لا تستمع لحديثه فتنهد بأسى وهو في حيره كبيرة حتى أنه لا يستطيع أن يحتضنها كي يشعرها بالامان وأنه لن يتكرها وكيف يفعل وهي كاره له؟.
ابتلع ريقه وهو يحاول تنقية كلماته بعناية ثم تابع حديثه مجدداً وهو يقول:
“إن الله اذا أحب عبد ابتلاه دا ابتلاء ليكي يا روان علشان ربنا يختبر صبرك وصدقك انتِ مش كنتي دايما تقوليلي انا بحب ربنا يا زين وراضية بكل اللي بيحصل معايا!؟ مش احنا اتعودنا اننا نتخطى كل حاجه سوا
حتى لو الابتلاء المرادي صعب ف احنا عدينا بالأصعب منه واحنا سوا الابتلاء هيعدي بس أجرك عند ربنا هيذيد
تخيلي إن شكة الدبوس بنؤجر عليها مابالك بقى بإبتلاء زي دا غصب عنك شوفي أجرك هيكون كبير ازاى؟ وبعدين تحمدي ربنا اننا عرفنا دا بدرى قبل ما الأمور تبقى أسوء وانا مش هسيبك وهفضل معاكي ولو لاخر يوم في عمرى”
صمت يرى تعابير وجهها وقد بدأت في التوقف عن البكاء فنظر إلى ملامحها الذابله بعدما كانت تنعم بالعفوية والحياه والضحكة لا تفارق وجهها… يالله لقد تبدل حالها كثيراً حتى أصبحت شخصاً آخر.
اللهم أجعل كيد هذا الساحر في نحره فكم من شخص يتألم دون أن يشعر كم من زوجين تخرب حياتهما دون أن يعلما.. كم من شخص اوصله السحر إلى الوفاه دون أن يدرى.. كم من شخص عليل ومريض دون أن يعلم سبب هذا المرض بعدما أصبح طليح الفراش!.
ولكن صبراً فإن الله لا يصلح عمل المفسدين وعند الله تجتمع الخصوم وما يريح قلبه بأن هناك آخره وهناك جنة ونار فمهما أستحقوا هؤلاء عقاب في الدنيا فأيضاً لن يكفي جزاء ما فعلوه بعباد الله دون وجه حق واى حق يجعلهم يرتكبون هذا.
كيف بحق الله تسول لهم أنفسهم بالذهاب إلى السحرة كي يؤذوا أشخاص لا ذنب لهم! وللغريب بأنهم يؤذن أقاربهم وأصدقائهم.
إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى بل جزائه عند الله تعالى في الآخره فلا يوجد عقاب دنيوى يساوى ما فعله..
تابع زين حديثه وهو يقول ببسمة متألمة:
“قاومي علشان ابننا اللي جاي في الطريق قاومي علشان نستعد ليه ونبدأ نجهزله أوضته والالعاب بتاعته وننزل نشترى هدوم ليه علشان يعرف اد ايه احنا كنا منتظريه
ونحكيله احنا مرينا بيه وبفضل الله قدرنا نتخطى ومنيأسش ابداً ويكون عندنا بيت دافي وعيالنا حوالينا ونربيهم سوا ونعلمهم الصلاة ونحفظهم قرآن ونعلمهم ازاى يحبوا الجنة ونربيهم على قال الله وقال الرسول
صدقيني انا مقدرش اعمل كل دا مع اى واحدة غيرك انتِ”
صمت يأخذ أنفاسه وهو يتنهد ويخرج ما يجيش بصدره لها ثم أردف مجدداً وهو يقول:
“انا لا حبيت ولا هحب غيرك ومستعد أستناكي العمر كله على أمل انك تخفي وترجعيلي تاني وانا ثقتي في ربنا كبيرة كل اللي عايزه منك بس متسأسيش وتضعفي علشان دا هيخليهم يسيطروا عليكي أكتر وانا عارفك طول عمرك قوية ومفيش حاجه تقدر تهزك”
هدأت وتيرة أنفاسها حتى أصبحت منتظمة وقد بدأت تشعر بالراحة قليلا فعلى الأقل علمت سبب ما كان يحدث معها وسبب تصرفاتها الغريبة وأيضاً نفورها من العبادات وشعورها بأنها أصبحت ثقيلة عليها.
أمسك زين زجاجه المياة ثم وضع فمه عليها وأخذ يقرأ الإخلاص والمعوذتين وخواتيم سورة البقرة وآيه الكرسي وسورة الزلزله والكافرون والفاتحه وبعض الآيات التي ذُكر فيها السحر ثم أعطاها لها وهو يقول:
“خدي أشربي دول”
أبتلعت ريقها وجسدها ينكمش إلى الوراء قليلا فهز رأسه لها كي يشجعها فأمسكت منه الزجاجة بتردد حتى وضعتها على فمها وأرتشفت منها قليلا حتى أبعدتها عنها وهي تقول بضيق:
“طعمها مُر اوي”
أومأ لها وهو يعلم هذا ثم أردف وهو يقول:
“أشربيها علشان تخفي وقبل ما تخلص ابقى ذوديها شوية وانا لما اجي تاني هقرألك عليها والاهم انك ترجعي تواظبي تاني على الصلاة والاذكار وتدعي ربنا بالشفاء”
هزت رأسها قليلا وهي تشعر بألم شديد برأسها وأيضا حول عنقها مكان يداه فكانت أصابعه مرسومه على عنقها أثر ضغطه فباتت تشعر الان بهذا رغم أنها تجهل السبب لانها غابت عن الوعي ولكنها لم تستفسر عما حدث وهي تريد الراحة فقط الآن.
وقف زين من مكانه كي يتركها تستريح ولم يشأ أن يأخذها معه كي لا يرغمها عليه حتى تخف تماماً ثم وقتها يأخذها معه.
أبتعد عن مكانها حتى هم بالرحيل وقبل أن يذهب وجه حديثه إلى عمر وهو يقول:
“خلي بالك منها كويس ياعمر وخليها تواظب على الصلاة والاذكار وأسقيها كل شوية بالمية اللي قرأتلها عليها ماشي؟”
بينما عمر ينظر إليه بتعجب وقد ظن بأنه سوف يأخذها وأن هذا سوف يساعدها على التحسن ورغم ذلك هز رأسه بإيماءة ومازال ماحدث أمامه مؤثراً عليه.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
“ممكن أفهم نهاية اللعبة دي اى!؟”
هتفت عايدة بضجر شديد وقد ملت من جلستها هنا فهو يترك لها الطعام ويغيب عنها لايام وقد كانت تلك السلاسل الحديدية تتيح لها التحرك إلى دورة المياة فقط لا أكثر حتى تقضي حاجتها ثم تعود إلى مكانها البائس مجدداً..
أقترب منها حتى وقف أمامها مباشرة وهو يقول بخبث:
“ايه لحقتي تزهقي مني بالسرعة دي”
صمت قليلا ثم نظر إليها بخبث وهو يهتف:
“ولا حبيب القلب وحشك!؟”
نظرت له عايدة بجهل تحاول فهم ما يرنوا إليه ومن هو حبيب القلب هذا حتى توسعت عيناها عندما أدركت بأنه يقصد هذا المقدم المغرور فهتفت بسخرية وهي تقول:
“وحش لما يلفهكم انتوا الاتنين يا بُعده”
زفرت بحنق شديد وهي تطالعه بغضب وقد أصبحت مستاءة بسبب مكوثها هنا دون أن يحدث شيء جديد وهي تريد أن تعود إلى حياتها القديمة..
“ممكن أفهم خطفتني انا ليه؟ واى الكلام اللي قولته للمقدم معاذ دا!”
أبتسم أسفل قناعه وهو يقول ببرود:
“دا كلام كبار ملكيش انتِ فيه”
ذاد غضبها أكثر منه وليس بيدها شيء تفعله فنظرت إليه ثم أردفت بضيق وغضب مكتوم:
“طب اى الجميل مش ناوي يخلع القناع ويورينا شكله؟ ولا خايف لما أخرج من هنا أكشفك وأقبض عليك!”
ضحك بقوة حتى أخذ يسعل بشدة ثم أقترب منها أكثر حتى أصبح وجهه قريباً من وجهها بشدة ثم نظر إلى عيناها مباشراً وهو يهمس:
“صدقيني اللي بيدخل هنا مبيخرجش”
لا تعلم لمَ في هذا الوقت شعرت بأن تلك النبرة ليست غريبة عنها ولكنها تجهل صاحبها ورغم أن نبرته كانت هادئه للغاية إلا أنها لولهه جعلتها تشعر بالخوف.. ليس منه بل خشية أن تمضي بقية حياتها هنا…
لم تتأثر ملامحها بما قاله بل ظلت محافظة على هدوئها ثم نظرت إلى عيناه هي الأخرى وكأنها تثبت له بأنها لا تخشاه حتى أردفت:
“وصدقني انا مش زي اى حد انت أتعاملت معاه قبل كدا”
أبتسم بخفه على حديثها ثم أردف بنبرة خبيثه وهو يقول:
“تفتكرى ممكن تقدري تعملي اى وانتِ هنا لوحدك تحت رحمتي لا حول ليكي ولا قوة؟”
شعرت بالغضب الشديد ولأول مرة منذ أن جاءت تفشل في التحكم بغضبها فتحدثت زهي تدفعه عنها بغضب قائلاً:
“انا مش تحت رحمة حد انا تحت رحمة ربنا اللي قادر إنه يقبض روحك وانت واقف دلوقتي ولو انت شايف نفسك قوى كدا فُك السلاسل دي ووقتها تقدر تواجهني راجل لراجل ونشوف مين وقتها اللي لا حول ليه ولا قوة”
لم يتأثر بحديثها بل ظل على نفس وضعيته وهو يهز رأسه بأسفل قائلاً:
“تؤ تؤ تؤ.. مش حاجه حلوه إن بنت جميلة زيك كدا تقول على نفسها راجل”
زفرت بغضب شديد هي وتضرب تلك السلاسل في الحائط بعنف تحاول إزالتها عنها رغم تيقنها بأنها لن تستطيع ولكن غضبها أعماها حتى أصيبت يدها وأخذت تنزف.
بينما هو يراقبها بهدوء دون أن يفعل شيء بل ينتظرها تفرغ غضبها وهو يقف ويضع يديه في جيب بنطاله
حتى شعرت بالتعب فتوقفت وهي تجلس مجدداً وتحاول أخذ أنفاسها بصعوبة.
جثى على ركبتيه أمامها بعدما أخرج شيئاً من جيبه ثم ألقاه أمامها وهو يقول بهدوء:
“أعتقد انتِ محتاجة دا”
كان الغضب مازال مسيطراً عليها وما إن ألقاهم أرضا حتى ضيقت عيناها تحاول معرفه ماهية هذا الدواء فنظرت إليه بصدمة.. هذا الدواء الذي تأخذه! كيف يعلم بهما؟.. وما إن لاحظ نظراتها حتى هتف وهو يقول بخبث:
“مش لازم أعرف برضو كل كبيرة وصغيرة عن الناس اللي بخطفها؟”
لم تجيبه بل هدئت تماما ثم أمسكتهم بالفعل وأخذت تتناولهم بكل بساطة.. هل يظنها أنها ستشعر بالضعف أمامه لمجرد أنه علم بأخذها لتلك الأودية؟ مخطأ فهو مازال لا يعرفها بعد..
“كويس إنك جبتهم انا كنت محتاجهم فعلاً”
“يعني انا طلعت في الآخر خاطف مريضة نفسية؟”
يالله لمَ لا ينهال عليها ضربا كما يفعل المجرمون فعلى الأقل هذا سيكون أفضل لها من حديثه الذي يصيبها في مقتل.. يبدو أنه يدرك جيداً ما يفعله معها وأن الإيذاء الجسدي لن يجدى معها شيء وكيف يجدى وقد تغذى جسدها على الإيذاء؟.
ورغم ما شعرت به في هذه اللحظة إلا إنها هزت رأسها بالإيجاب وهي تقول ببسمة:
“وخريجة مصحة نفسية كمان”
“شايفك فخورة بدا يعني”
هزت رأسها بالتأييد وهي تقول بتهكم:
“طبعا شيء يدعوني الفخر على الأقل عرفت إني مريضة ومحتاجة أتعالج على عكس ناس كتير زيك عارفين إنهم مرضى كدا وبيكابروا وعايشين بس علشان يأذوا اللي حواليهم”
تهجم وجهه وأسودت نظراته ولولا وجود هذا القناع لشعرت بالخوف منه في هذه اللحظة ورغم ذلك ضغط على يده وهو يهتف:
“واى اللي مخليكي شايفاني حقير اوي كدا!؟ انا مختلفتش عنك كتير الفرق إنك بتلجأي القانون علشان تجيبي حقوق الناس ونفس اللي انا بعمله بس بقوانيني انا.. علشان حكومتك اللي فرحانه بيها دي مبتقدرش تجيب كل الحقوق”
لم يظهر على وجهها اى تأثر بل أردفت بقوة وهي تقول بكره:
“كل المجرمين اللي زيك بيقولوا كدا.. لو الدنيا مشيت زي ما بتقول يبقى كدا هنعيش في غابة ولو كل واحد خد حقه بأيده يبقى الدنيا هتخرب القانون أتعمل علشان يجيب حقوق الناس وعمره ما بيظلم حد”
ضحك بسخرية شديده وهو ينظر إليها قائلاً بتهكم:
“وكل اللي زيك برضو لازم يقولوا كدا انتِ مجربتيش تتعرضي للظلم والقانون ميقدرش يجبلك حقك وقتها بس كنتي هتحسي بالظلم وتفهمي اللي بقوله”
ضحكت هي الأخرى أيضاً بقوة أكبر.. يخبرها بأنها لم تتعرض للظلم؟ وهي من شربت العذاب ألوانا!؟.
“انا أكتر واحده في الدنيا دي أتعرضت للظلم للدرجة اللي خلتني بقيت مريضة نفسية زي ما بتقول ورغم كدا ملجأتش للعنف ولا أتخاذ حقي بأيدي بل لجأت للقانون علشان يجبلي حقي”
“معنى كدا إنك مقتلتيش حد قبل كدا!؟”
بُهت وجهها من معرفته بالأمر ولا أحد علم به وقد عقد لسانها ولم تستطيع الرد وملامحها تسأله عن كيفية علم بينما هو أبتسم قليلاً وهو يقول بثقة:
“قولتلك بعرف كل صغيرة وكبيرة عن اللي بخطفهم”
لقد بدأت تشعر بالخطر حقاً من هذا الشخص المجهول وأنه بالفعل ليس كما توقعته بل هو يعلم جيداً ما يفعل كما أخبرها سابقاً أن القوة ليس باليد فقط.
ورغم ذلك أجابته وهي تقول محاولة توضيح الأمر:
“انت متعرفش حاجه عن اللي حصل…”
قاطعها وهو يقول بنبرة عالية وغاضبة:
“وانتِ كمان متعرفيش انا حصلي اى علشان تحكمي عليا”
تنهدت بضجر دون أن تجيبه نعم هي أخطأت ولكنه كان يستحق ولو عاد بها الزمان لقتله مئة مرة بأبشع الطرق.
“اللي انت فيه دا غلط انت قدامك فرصة تتراجع عن اللي بتعمله وصدقني دا هيحسن موقفك مهما كان اللي بتعمله الحياه عمرها ما هتمشي كدا انت بتخترق الطبيعة وإن كان ليك حق زي ما بتقول القانون هيجبهولك وانا أد الكلام اللي بقوله”
“وملجأتييش انتِ للقانون اللي بتقولي عليه دا قبل ما تقتليه وهو يجبلك حقك ليه!؟ ولا يؤمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم؟”
هذا الشخص مُصر على أن يمارس عليها جميع الألم النفسي وهو يذكرها بما مضى… كيف يحفظ كلام الله تعالى ويفعل هذا!؟.
ودت أن تصرخ فيه بأن هذا كان رغماً عنها وأن عقلها تغيب في هذا الوقت وما كانت تستطيع أن تمضي حياتها دون أن تأخذ حقه منه.
أمسك يدها بعدما أقترب منها ثم أردف وهو يقول:
“أيدك اللي بتجيبي بيها حقوق الناس دي… هي نفسها اللي قتلت قبل كدا”
نظرت له بقوة ثم هتفت بصراخ وهي تقول بغضب شديد:
“علشان كان يستاهل.. ولو رجع بيا الزمن هقتله تاني وتالت وعاشر”
نظر إليها بسخرية شديدة وهو يقول قبل أن يرحل:
“علشان كدا بقولك إنك متفرقيش عني كتير.. كلنا مجرمين في حق نفسنا وحق غيرنا.. الفرق إن فيه مجرم ظاهر ومجرم بيدارى ورا الستارة يا حضرة الظابط”
تركها ورحل دون أن يسمع ردها.. تركها تواجه تلك الذكريات التي تؤلم رأسها وبشدة.. هذا وصفها للتو بالمجرمة؟ وهو لا يعلم ما مرت به!؟.
“يارب رحمتك”
أخذ لسانها يردد هذا وهي تشعر بالإختناق الشديد كما لو أنها تعيش ذكرياتها الآن.. يالله ما هذا الألم الذي تشعر به داخل صدرها.
واول شيء لجأت له هو الله ظلت تردد اسم الله داخلها بعدما قد هجرت اسمه.. لقد أنغمست في الحياة ونسيت واجبها الديني نسيت آخرتها والتهت في دنيا خلقها الله لها ونسيت الخالق..
“رحمتك يارب”
كان الألم الذي تشعر به لا تستطيع وصفه وكأن الماضي يعود بها حتى خشيت أن تدهور حالتها كما كانت سابقاً.
أمسكت تلك الحبوب تتناولها مجدداً علها تُهدأ ضجيح رأسها لقد أخطأت بحق نفسها وحق غيرها و… وحق الله عليها.
يُقال أن كل ما يحدث معنا يكن لعلة نعلمها بعد
لربما هذا ما يحدث معها أيضاً هكذا.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
لقد مر أسبوع دون جديد وزين يذهب إليها يقرأ عليها الرقية ولكن دون جديد لم يأمر الله لها بالشفاء بعد بل من يتلبس جسدها عنيد ويبدو أنه مربوط بجسدها.
لقد بدأت تشعر بألم شديد في جسدها وبالأخص ألم في ظهرها وأيضاً قدمها وقد قل طعامها حتى أصبح جسدها أنحف وفقد الكثير من الوزن.
طرق زين باب المنزل ففتح له والد عمر وهو يقول:
“تعالى يابني أدخل”
دلف زين بخجل وكم هو ممتن إلى هذا الرجل الذي يحبه وبشده فهتف وهو يقول بإحترام:
“شكراً جدا يا عمي سيد.. شكراً انك وقفت جنبي وكمان مستضفين مراتي ومخلين بالكم منها”
ربت الآخر على كتفه وهو يهز رأسه ببسمة فعندما حادثه عمر وأخبره بانهم يريدون أخذها ثم أغلق بوجهه الهاتف كاد أن يجن فهاتف والد عمر كي يعلم منه الأمر وكان الاخر عائد من سفره ولكنه علم بما يحدث وطمئنه بأنه سوف يهدئ الوضع فأخبره زين بعد تردد أن زوجته مأذية كي يساعده عندما يجد رفضها للاذهاب معه.
دخل زين إلى الغرفة التي تجلس بها والتي ما إن رأته حتى تحفز جسدها بشدة وتسارعت دقات قلبها وقد شعرت بالخوف الشديد منه فأخذت تتراجع للوراء.، وقد أرتعبت حقاً ما إن رأته.
بينما هو يردد الاستغفار والحوقلة ويدعو الله داخله بأن يمر الأمر هذه المرة وينتهي كل هذا.
ظلت تنظر حولها تبحث عن عمر فلم تجده فعادت بنظرها نحوه وهو تطالعه بخوف وكم آلماته تلك النظرة وهي من كانت دوما تركض له كي تحتمي به.. الآن تهرب خوفاً منه!؟..
“أهدي متخافيش وتعالي انا جاي أطمئن عليكي”
هزت رأسها بالرفض وهي تخشى حتى النظر إليه ليس لانها تنفره بل لأنه سوف يقرأ عليها ويريد إزهاق روحها.
“قولت تعالي هنا يا روان”
أرتفع صوته هذه المرة بحدة حتى أشعرتها حقاً بالخوف فأخذت تقترب منه ببطء شديد حتى جلست على الفراش فاقترب منها ثم أردف بنبرة حنونة عكس ما تحدث بها منذ قليل:
“هقرألك الرقية بس ومش هيحصل حاجه”
أرتجف جسدها بعنف وقبل أن ترفض كان هو قد أقترب منها وبدأ بالفعل التلاوة بالإخلاص والمعوذتين أولا ثم الفاتحة وآيه الكرسي وخواتيم سورة البقرة والزلزلة والكافرون والآيات الخاصة بالسحر حتى بدأ جسدها بالإهتزاز بشدة ويخرج من فمها صوتاً غريباً حتى توقف زين عن التلاوة ثم تحدث وهو يقول:
” بسم الله الله أكبر والله القادر على كل شيء
أقسمت عليك يا من تسكن هذا الجسد أن تخرج منه الآن.. الا تخشى الله يا عدو الله! ”
اذداد أهتزاز جسدها فأكمل زين بالتكبير حتى صرخ هذا الجني مرة واحدة وهو يزأر بتألم فتابع زين حديثه وهو يقول:
“أخرج منها الآن حتى أدعك بسلام وانا أعدك على أن لا يمسك أحد بسوء فقط أقسمت عليك أن تترك جسدها”
“الجنة حق والنار حق فأيما الطريقين تسلك إلى الجنه ام إلى النار!؟ أقسمت عليك أن تترك جسدها حتى ادعك بسلام”
اخذ يبكي كلما ذكر زين اسم الله فأكمل زين بهدوء وهو يقول:
“إن الله تعالى يقبل التوبة فهيا أتركها وتب إلى الله أيها الجني العاصي وأخرج منها بأمر الله تعالي”
“الا تخشي الله يا عدو الله… فانا أدعوك لآخر مرة أن تدعها وتترك هذا الجسد بأمر الله”
لم يستجيب له أيضاً فأخذ زين يضغط على عنقها يحاول يخنقه وهو يكرر عليه الحديث مجدداً وأيضاً لا جدوى فتركه وأخذ يقرأ آيات السحر وعذاب الله وعقابه في الآخرة وهذا جعله يصرخ بخوف شديد وجسده يرتجف ورغم ذلك مازال على نفس عناده ولا يريد تركها.
“إن الله تعالى يعطينا الفرص للتغير وللتوبة ومازال أمامك فرصة للعودة وأن تخرج من جسدها وتعود إلى حيث أتت وألا تأذي أحد مجدداً فإن الله تعالى شديد العقاب وسوف تخلد في نار جهنم خالداً مخلداً إن لم تخرج منها وتترك جسدها بأمر الله وتتوب”
أذداد عويله فأشعل زين القداحة الذي اتى به معه ثم قربها منها قليلا حتى بقيت امامه وهو يكرر كلامه ويحاول تهديده قائلاً:
“أقسمت عليك أن تخرج من هذا الجسد الآن وإلا أحرقتك”
ظل يصرخ كلما حاول زين إقراب النيران منه فعاد زين بالتلاوة مجدداً حتى مر أكثر من ساعتان وقد شعر بالإرهاق الشديد فتوقف عن القراءة..
فهو بالأخير ليس مختصاً بالعلاج ولا متمكناً بتلك الأمور ولكنه يفعل هذا بمشيئة الله وبصلاته وقرآنه وثقته وإيمانه وبالله تعالى..
هزها قليلا وهو ينادي عليها ولكنها لم تستجب فسكب عليها بعض الماء حتى فاقت وهي تنظر حولها بوهن وقد تساقطت دموعها بحسرة على حالها وما وصلت إليه بينما هو يطالعها بحزن وهو ينظر إليها وأنه يفعل قصارى جهده ولكن لا شيء جديد..
تحدثت ببكاء وهي تقول بصوت متقطع:
“انا.. انا بصلي و.. وبقرأ قران زي ما قولتي وكم.. وكمان بقول الأذكار وبرضو مخفتش”
“لسه ربنا ما أمرش بالشفاء أستمرى بس بالصلاة والدعاء وحاولي تقرأي سورة البقرة خليكي قوية بصلاتك وقرآنك ومفيش حاجه هتقدر عليكي”
شعر بالإختناق والضيق داخل صدره وتلك الجلسة لم تكن بالهينة وأيضاً بالحزن عليها وما إن أتى عمر حتى تركه معها ورحل وهو يشعر بالحزن والضيق الشديد..
الأمر ليس بهين بل قد يطول إلى مدة لا يعلمها إلا الله
تنهد بأسى شديد وهو لا يملك بيده إلا الدعاء وطوال الطريق يدعو لها حتى وصل إلى العمارة بعد تعب شديد.
نزل من سيارته وجسده يأن وجعاً وقد ضاق صدره وهو يشعر بالتشتت فصعد إلى شقته حتى وجد والدته تنتظره وهي تقول بتحفز:
“جاى من عندها مش كدا!؟”
إستدار زين صوبها ينظر إليها بتعجب من نبرتها الهجومية وحديثها ورغم ذلك هز رأسه بهدوء فأضافت وهي تقول بغضب:
“ولحد امتى هتفضل تجرى وراها كدا وتذل نفسك وهي رافضك؟ من امتى وانت مبقاش عندك كرامة كدا”
نظر إليها بصدمة من حديثها الغير متوقع بتاتاً فاجابها وهو يقول بذهول:
“اى ياماما اللي انتِ بتقوليه دا انتِ مش شايف..”
قاطعته وهي تقول بغضب دون أن تجعله يكمل حديثه:
“لأ شايفة.. علشان سافرت وسيبتها مشيلاك ذنب اللي حصل وذنب أمها اذا كانت مع اول مشكلة تتحط فيها وعملت كدا امال بعدين هتعمل فيك اى؟ ”
تنهد زين بتعد شديد وقد بلغ منه التعب ورغم ذلك حاول توضيح الأمر لها وهو يقول:
“ماما الأمر مش زي ما انتِ فاهمه روان معموله..”
قاطعته مجدداً وهي تقول بغضب أكبر ونبرة مرتفعه:
“هتقولي معمولها ومش معمولها والكلام الخايب اللي بتضحك بيه على نفسك صح؟ ومين اللي هيأذيها اصلا
فوق لنفسك يازين وطلقها وسيبها تعيش حياتها زي ما أختارت واشترى كرامتك وعيش انت كمان حياتك”
طالعها بذهول ولا يصدق ما تقوله هل تريده يتخلى عنها بهذه السهولة؟ أجابها بإصرار كي ينهي هذا الحديث وهو يقول:
“دي مراتي ومش هطلقها يا ماما ودي حياتي وانا أدرى بيها”
نظرت له بغضب شديد ثم جزت على أسنانها وهي تقول بتهديد:
“ويانا يا هي يازين”
ثم تابعت بسخرية قبل أن ترحل:
“دا يعني لما جنابها تتكرم تحن عليك وترجعلك”
تركته وهي غاضبه ثم رحلت بينما هو فتح باب الشقة والتي كانت مظلمة للغاية كحياته تماماً وقد أسودت الدنيا أمامه من كل شيء وما إن خطى داخل المنزل حتى شعر بالطاقة السلبية تحطيه من كل جانب.
جلس على اول مقعد قابله وهو يقلى جسده بتعب ويفكر في كل ما يحدث معه وحياته التي باتت مظلمة بعدما كان سعيد… يالله كيف تغير كل هذا
الا يستحق أن يعيش حياته بهدوء دون كل هذا!؟ لمَ كلما خرج من شيء يأتي له شيء أكبر يخرب عليه حياته!؟ كل ما كان يريده أن يعيش معها حياه هادئه فقط لا يريد أكثر من هذا..
ولكن دائما يأتي ابتلائه في أحب الأشياء إليه وعلى ذكر الأبتلاء فاق من شروده وهو يوبخ نفسه بشده ويستغفر الله فقد سمح لشيطانه أن يوسوس له.
قام من مكانه بكسل شديد وتعب ثم توضأ كي يلجأ إلى الله ومن غيره يلجأ إليه عندما يضيق صدره!؟
وقف في المكان الذي أعتاد فيه الصلاة ثم وقف يصلي بخشوع وما إن لامست جبهته الأرض حتى أخذت دموعه تتساقط وهو يستغفر الله على يأسه ويدعو الله أن يرزقه الصبر ويشفيها وتعود حياته كما كانت.
أنهى الصلاة وهو مازال يجلس على مصليته يدعو الله ويستغفر ويحوقل بنية أن يفك الله كربه حتى تذكر شيء فجأة..
وكأن هاتفاً ما اتاه يذكره بهذا الأمر عندما أخبرته ياسمين بأنها ذهبت إلى المقابر ليلاً هل.. هل هذا يعني بأن هذا العمل مدفون هناك!؟ أنتفض من مكانه بفزع ورغم أن الوقت قد تأخر إلا إنه لم ينتظر حتى الصباح بل سيذهب بنفسه والان.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني)