روايات

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الفصل الأول 1 بقلم روان الحاكم

موقع كتابك في سطور

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الفصل الأول 1 بقلم روان الحاكم

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الجزء الأول

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني البارت الأول

وسولت لي نفسي الجزء الثاني
وسولت لي نفسي الجزء الثاني

رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني الحلقة الأولى

قبل ما نبدأ في القراءة ياريت تجعلوا نيتكم إنكم بتقرأوا حاجة تقربكم من الله ومش على سبيل التسلية فقط
وكل موقف هنا فيه عبرة وموعظة أتمنى تستفيدوا منها وأسال الله أن يجمعنا في الفردوس الاعلى يارب ويجعل هذا العمل في ميزان حساتنا جميعا.
*”لا يزال المرء يعاني الطاعة حتى يألفها ويحبها، فيُقيِّضُ الله له ملائكة تدفعه إليها دفعًا، توقظه من نومه وتنهضه من مجلسه إليها “*
بعض القلوب يجمعها الله على حبه ليتعاونوا على طاعته ويصبحوا شخصاً واحداً ليكملوا حياتهم مع بعضهم البعض وكلاً منهما عوناً للاخر كي يجتمعا سويا في الجنة.
أستيقظت قبل ميعاد استيقاظ زوجها ثم نهضت من على فراشها بكسل وهي تتثاب حتى توجهت للمرحاض كي تأخذ حماماً سريعاً وتذكر نفسها بنصائح والدتها التي ذودتها بها قبل يوم زفافها والتي باتت تفعلها منذ أسبوعين من زواجها وتعمل جاهدة بأن تستيقظ قبله وترتب هيئتها كي يراها زوجها بهيئة حسنة كما أخبرتها والدتها.
خرجت من المرحاض بعدما أرتدت ثيابها ثم أخذت تمشط شعرها أمام المرآه وما إن انتهت منه حتى قامت بوضع بعض الزينة على وجهها كى تبدو بصورة أجمل.
نظرت لنفسها في المرآه برضى ثم عادت مجددا لتتمدد على الفراش بجوراه وكأن شيئا لم يحدث وهي تنظر له بحب شديد يتضاعف في قلبها يوماً بعد يوم لهذا الرجل الذي يفعل ما بوسعه ليسعدها.
وتردد بذهنها السؤال الذى يطرح نفسه كل ليلة.. هل سيبقى هكذا معها إلى الابد؟ ام سيتغير كما تسمع دائما من اللاتي تزوجن قبلها بأن الحب لا يدوم!…
هل من الممكن أن تتغير مشاعره نحوها او يحب امرأة غيرها؟
شعرت برجفة عنيفة تسري بجسدها مجرد هذة الفكرة وأخذت تستغفر ربها وتطرد تلك الوساوس من عقلها.
هاهو زوجها الحبيب بجوارها ويحبها ولن تدع الشيطان يعكر صفو مزاجها لذا أغمضت عينيها وحاولت النوم مجدداً ما لبثت حتى شعرت به يتململ في فراشه فعلمت إنه قد أستيقظ لانه حان وقت لقائه مع ربه.
بينما هو ما إن استيقظ حتى مسح على وجهه وهو يقول”الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا وإليه النشور”
ثم أستدار لها فوجدها نائمة بجوارها او تمثل النوم فاقترب منها يقبل رأسها حتى رأي شعرها المندى من أثر الاستحمام وهيئتها المرتبة والزينة التي تزين وجهها والتى قد أعتاد عليها.
أبتسم «زين» بدوره عليها وهو يحمد الله على نعمة الزوجة ونعمة السكن ثم قام من فراشه كي يغتسل ويتوضأ فقد أقترب موعد آذان الفجر.
خرج من الحمام بعدما جفف شعره وأرتدى ثيابه وأستعد للخروج كي يُصلي في المسجد قبل آذان الفجر ولكنه تفآجأ بها قد أستيقظت لتقول له «روان» ببسمة:
“مصحتنيش معاك ليه ولا عايز تاخد الاجر لوحدك؟”
“قولت أسيبك تنامي شوية وكنت داخل أصحيكي.. هتعوزي حاجة قبل ما أنزل المسجد!؟”
نظرت له قليلا ثم قالت وهي تنهض من مكانها:
“طب ماتخليك النهاردة نصلي القيام سوا”
هز رأسه وهو يبتسم لها ثم أقترب منها قائلاً:
“موافق ياستي بس دا النهاردة بس علشان متتعوديش على كدا.. روحي أتوضي يلا”
لتجيبه بتلقائية وحماس:
“يلا انا أصلا متوضية”
نظر لها وهو يضيق جفونه بشك: متوضية ازاي مش انتِ كنتي نايمة؟ ”
طالعته بإرتباك وتوتر وقد كُشف أمرها لتقول وهي تقترب من المرحاض:
“لأ لأ قصدي هروح اتوضى انا كنت نايمة فعلا معاك حق”
تعالت ضحكاته عليها فهو كان يعلم من الاساس انها قد أستيقظت قبله كي تبدو بهيئة مرتبة أمامه فمازالت تخجل منه وللحقيقة هو أحب هذا الاهتمام الذي لم يطلبه من الاساس ولكن من منا لا يحب الاهتمام؟.
عادت له وقد أرتدت إسدالها وأفترشت مصليتها ثم وقفت خلفه تُصلي معه جماعة وهي تشعر براحة كبيرة كونه شاركها اليوم معها الصلاة وما إن انتهوا من الصلاة حتى جلسا يستغفران ويقراءن قران حتى أوشك آذان الفجر لتقطع هي الصمت وهي تغلق مصحفها قائلة:
“مش فاهمة يعني فيها اى لما نصلي كل يوم سوا مع بعض حتى نشجع بعض بدل دا بتسيبني أصلي لوحدي وبتروح الجامع”
أغلق «زين» مصحفه وهو يقول “سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك”
ثم ألتفت لها وهو يقول” علشان الافضل كل واحد يصلي لوحده منتخذهاش عادة ونصلي دايما القيام جماعة”
لتجيبه بتعجب قائلة:
“يعني حرام لما نصلي دايما جماعة؟”
” مش فكرة حرام بس أولا لسببين لان الرسول كان في الاغلب بيصلي لوحده إلا بعض الاحيان بيصلي جماعة زي لما مرة بات عنده ابن عباس والرسول صلى بيه جماعة ولكن دا كان بشكل عارض مش دايما وتاني حاجة إني بحب أصلي لوحدي في الوقت دا واتكلم مع ربنا براحتي وبكون مرتاح لما أكون لوحدي”
هزت رأسها بتفهم اما هو أخذ لسانه يردد ذكر الله وهو مغمض العينين ويستلذ بذكر الله تعالى في هدوء وسكينة
استغفر الله العظيم…
سبحان الله.. والحمد لله ولا إله إلا الله
سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم
الحمد لله عدد ما كان والحمد لله عدد ما سيكون والحمد لله عدد الحركات والسكون..
قاطعت تسبيحه وهي تقول:
“زين انت هتفضل تحبيني على طول صح”
هز رأسه بإيماءة بسيطة وهو مازال على وضعيته
لتسأله سؤال آخر وهي تتعمق بوجهه:
“طب واحنا هنفضل مبسوطين على طول ومش هيحصل مشاكل صح؟ مش هتحصل حاجات زي اللي حصلتلنا قبل الجواز مش كدا يا زين!!”
فتح عينيه وأعتدل في جلسته ثم رفع بصره نحوها وقد تفهم خوفها ليجيبها وهو يقول:
“مفيش اى حد ياروان بيعيش حياته كلها من غير مشاكل وابتلاءات طبيعي اننا نكون معرضين في اى وقت لابتلاء لان ربنا لما بيحب عبد بيبتليه والدنيا دي كلها ابتلاءات فلازم يكون عندنا حسن ظن بالله ومينفعش نفكر كدا”
“مش عارفة يازين بس انا دايما طول الوقت بكون خايفة وحاسة إن السعادة اللي انا فيها دي مش هتدوم”
“دا شيطان بيضحك عليكي علشان يدخل الحزن والخوف لقلبك وميخلكيش سعيدة الحياة عموما مش هتخليكي دايما سعيدة ولا دايما حزينة يعني هنفرح شوية ونحزن شوية نتخانق احيانا ونتصالح تاني المهم اننا دائما نكون راضيين بقضاء الله وندرك إن دي دنيا فانية والجنة هي دار الخلد”
وما إن انتهى من كلامه حتى سمع آذان الفجر لينهض من مكانه وهو يقول لها بمزاح:
“شوفتي بقى مبحبش اصلي معاكي ليه اديكي فضلتي ترغي هتأخريني على الصلاة”
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
مازال هناك قلوب صافية ونقية وما إن تراها حتى تتعجب أن هناك بعد إناس جيدون يبتغون رضى الله تعالي ويجعلون الدنيا آخر همهم والدنيا أكبر همهم.
قلوب نشئت على حب وطاعة الله وعلمت أن الدنيا حق والاخرة أيضا حق.
قلوب أنار الله بصيرتهم وحجب شهواتهم ورزقهم حب الاخرة
والابتعاد عن ما حّرمه الله وتجنب الشبهات.
من يسعون للوصول إلى الجنة طامعين في الفردوس الاعلى
من سّخروا حياتهم جهاداً في سبيل الله والبعد عن المنكرات.
من وعدهم الله من المؤمنين الصادقين بحسن ثواب الدنيا ورزقهم للافردوس الاعلى خالدين فيها تتفجر منها أنهار الجنة.
«وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً»
أنتهت «حور» من صلاتها ورُغم ذلك مازالت جالسة على مصليتها تدعو لكل من تعرفه ومن لا تعرفه وتدعوا أيضا لزوجها الحبيب بالهداية وعلى أثر ذكره أنتبهت له لتقوم من مكانها متوجية إليه كي توقظه لصلاة الفجر.
أقتربت من الفراش وأخذت تنادية وهي تهزه برفق ولكنه لم يستجب لها فقد نام متأخراً ولن يستطع الاستيقاظ الآن ولكنها لم تيأس غادرت لتحضر بعض الماء كي تسكبه عليه ثم عادت مجدداً وهي تقول:
“أصحى ياليث علشان تصلي بدل ما أدلق عليك المية دي”
تململ في الفراش وهو يقول بنعاس:
“مش قادر ياحور هبقى أصلي لما أصحى”
أمسكت الكوب الزجاجي بيدها ثم قامت بسكب بعض القطرات عليه لتتفاجى برد فعله العنيفة وهو يلقي بالكوب بعيدا بعدما قام من مكانه وهو يصرخ قائلا:
“اى اللي انتِ بتعمليه دا ياحور مش قولتلك هصلي لما أصحى؟؟”
وقع الكوب بعيداً محدثاً أثراً وتناثرت حبات الزجاج أرضا بينما هو قام بوضع الوسادة على وجهه بعنف واستدار موليا ظهره إليها وعاد للنوم من جديد، بينما هي تساقطت دموعها ولم تتوقع رده العنف لذا تحركت من مكانها كي تخرج من الغرفة بأكملها ولكنها لم تنتبه للزجاج الملقى أرضا حتى شقت الزجاجة قدمها بعنف لتخرج منها صرخة مدوية كرد فعل مباشر جعلت «ليث» ينتفض من مكانه وهو يجرى نحوها بهلع ثم أقترب منها وأخذ يتفحصها وهو يقول بلهفة:
“حور حور مالك فيه اى”
لتقول بألم وهي تحاول أن تبتعد عنه:
“مفيش حاجة انا كويسة”
بينما هو أنتبه لقدمها النازفة والزجاجة التى مازالت عالقة بيها
ليقول وهو يجلسها على المقعد:
“أثبتي علشان اطلع الازاز اللي في رجلك”
أجلسها رغماً عنها ثم أمسك كعب قدمها الذي جُرح ووضعها على قدمه ثم حاول إخراج تلك الزجاج بهدوء وما إن نزعه من قدمها حتى صرخت بألم وهي تضغط على رقبته الممسكة بها وأخذ الدم مجراه في الهطول بغزارة ليتركها عدة دقائق مردفا قبل رحيله:
“خليكي هنا هجيب الاسعافات وارجع تاني”
عاد وهو يحمل صندوق الاسعافات بيده ثم أخذ يضمد لها الجرح بينما هي أخذت تستغفر وتسبح كي تتحمل هذا الألم المبرح الذي حل بقدمها حتى أنتهى أخيراً.
“انتِ كويسة دلوقتي؟ رجعلك بتوجعك؟”
تحدث بهدوء وهو ما زال ينظر لاثر الجرح بينما هي لم تجيب على حديثه ولكنها سألته معاتبة:
” قدرت تصحى على صوتي لكن مقدرتش تقوم على صوت الاذان صح!! ”
صمت قليلا وهو ينظر أسفل ثم تحدث بهدوء:
“انا آسف”
ردت عليه «حور» بجدية “أسفك لربنا مش ليا يا ليث”
هز رأسه وهو يعلم أنها محقة ثم تركها وذهب للمرحاض وما إن سمعت صوت صنبور الماء حتى علمت إنه يتوضأ وبالفعل لم يخيب ظنها ثم عاد وهو يجفف شعره ويتوجه ناحية القبلة كي يُصلي وما إن رأته حتى ابتسمت وأطمئن قلبها.
نظرت لقطعة الزجاج التي أخرجها من قدمها بشكر فقد أستيقظ على أثرها ورغم أنها آلمتها بشدة إلا انها كانت خيراً بالنسبة لها.
أنتهت من صلاته ثم قام من مكانه وتوجه إليها مجدداً وهو يقول:
“بقيتي أحسن دلوقتي؟”
هزت رأسها وهي تبتسم قائلة:
“الحمد لله بقيت احسن دا انا حتى عايزة اشكر الازازة اللي دخلت ف رجلي دي علشان صحتك للصلاة لو هتصحيك كل يوم مفيش مشاكل اجرح رجلي كل يوم”
تحدثت بمزاح قليلاً ولكن بحديثها رسالة مبطنة لتجعله ينتبه لأهمية صلاة الفجر، بينما هو جلس جوارها وهو يقول:
“متقوليش كدا.. بعد الشر عليكي”
“وبعد الشر عليك من إن يفوتك صلاة الفجر”
أبتسم لها وهو يهز رأسه بمعنى لا فائدة ثم صمتا قليلاً لتقطع هي الصمت قائلة:
“تعرف إني متخيلتش إنك تصحى وتقوم علشاني لمجرد إني اتعورت وفكرت إنك مش هتاخد بالك اصلا ولا هيفرق معاك!”
“اى اللي خلاكي بتقولي كدا؟ شايفاني وحش للدرجة!؟”
هزت رأسها بالنفي وهي تجيبه لما يجيش بصدرها:
“بالعكس انت أحسن زوج في الدنيا ياليث ومتخيلتش ربنا يرزقني بزوج زيك… منكرش إني فضلت فترة كبيرة بخاف منك وشايفاك قدامي بنفس صورة أول يوم لما طردتني وبصعوبة لحد ما قدرت أشوفك الشخص اللي قدامي دلوقتي واللي صحي من النوم مخصوص علشان حتة إزازة دخلت في رجلي”
لا تعلم كم السعادة التي بداخله الآن من حديثها عنه بهذا الشكل مما ذاده ثقة بنفسه وحباً بها فهي تعلم بأن زوجها يسعد بكلامها الطيب عنه وليس زوجها «ليث» فقط بل أي زوج يسعد بحديث زوجته وكلامها الطيب عنه لذا لا تبخلون على أزواجكن بالحديث المعسول.
رفع حاجبه وهو يقول بمزاح مشاغباً ليها:
“معنى كدا إنك مبقتيش تخافي مني!! الظاهر لازم ارجع ليث بتاع زمان”
ابتسمت في تكلف ثم صححت حديثه قائلة:
“بحترمك ياليث… والاحترام اهم بكتير من إني أخاف منك”
“طب واى الفرق؟ ماهو لو بتخافي مني غصب عنك تلقائي هتحترميني لانك خايفة مني!”
هزأت رأسه نافية حديثه ثم تحدثت قائلة:
“لو خوفت منك هحترمك قدامك لكن مش هحترمك من وراك ولا هحترم غيابي”
أومأ لها وقد فهم كلامها ثم أضاف معلقاً على حديثها:
“دا بالنسبة للناس العادية يا حور لكن انتِ حتى لو كنتي لسة بتخافي مني هتحترميني في وجودي وفي غيابي”
أبتسمت على حديثه وقد سعدت لثقته بها فقد عانت فترة كبيرة معه لقلة ثقته بكل من حول لما حدث معه بسبب والدته وهاهي قد كسبت ثقته لتجيبه بمزاح
“الله يسترك يابني شكرك على ثقتك ياغالي”
“تعرفي ياحور انا واثق لو كنت اتجوزت اي واحدة تانية مكنتش هبقى كدا… انتِ اللي بتجبريني اكون كويس معاكي وبتجبريني أكون شخص بحبه فلو انا زوج كويس زي ما بتقولي ف دا علشان انا معاكي مش علشان انا بقيت كويس ودلوقتي يلا قومي أجهزي علشان امتحانك”
«ابغي أضيف شيء من عندي وبجد دا حقيقة وكنز ليكم
90٪ من الازواج بيتشكلوا على حسب معاملة زوجاتهم ليهم وفي الغالب الزوجة هي اللي بأيدها تخلى زواجها ناجح او لأ انتِ تقدري تكسبي زوجك بسهولة بكلامك معاه وتتفهمي شخصيته لان الرجال عموماً على نياتهم ولو فيه مشاكل بينكم تقدري تحليها بكلمتين منك ودا العادي واللي بيحصل لكن لكل قاعدة استثناء وفيه بعض الرجال مهما عملتي مش بيعجبهم حاجة ولا بيتراضوا ودا بيرجع لسوء أختيارك من البداية »
🌸سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم🌸
كانت «روان» جالسة في صالة المنزل وبيدها الكتاب تراجع بعض النقاط الهامة وهي تشعر بأن علقها لا يستوعب شيىء ولم تذاكر جيداً لتلك المادة بسبب إنشغالها منذ أن تزوجت وما إن أتت سيرة الزواج على بالها حتى نظرت ل«ياسمين» الجالسة على قرب منها بحسد شديد فبالتأكيد قد أنتهت من المذاكرة جيداً لانها مازالت لم تتزوج بعد ولا يوجد ما يشغلها.
وعلى الجانب الاخر كانت «ياسمين» على وشك البكاء من تلك المادة المستعصية والتي تشعر أنها لا تتذكر شيئا مما حفظته
وكلما راجعت شيئاً نسيته لعلى هذا بسبب انها لم تراجع ما حفظته مع أحد فقدت تعودت بأن تراجع مع أخيها ولكنها لم تطلب منه هذه المرة لانشغاله منذ أن تزوج وعلى ذكر هذا أنتبهت ل«روان» الجالسة جوراها وهي تحسدها فبالتأكيد زوجها راجع معها المادة بأكملها وبقي بجانبها يطمئنها وهذا فائدة الزواج المبكر.
وكلاً منهما تحسد الاخرى على حياتها وكلاهما لا يعرفان شيئاً عن المادة.
قطع هذا الصمت صوت روان وهي تخبرها:
“يابختك يا ياسمين أكيد ذاكرتي كويس مانتِ فاضية ومواركيش حاجة”
إلتفت لها الأخرى وهي تنظر لها بإستنكار قائلة:
“انتِ اللي يابختك أكيد زين راجع معاكي المادة وسهر جنبك يواسيكي مش كنت اتجوزت بدري شوية وخليته يسهر يذاكرلي”
هكذا نحن دائماً لا أحد يرضى بحياته بتاتا وكلاً منا يعتقد أن حياة الاخر أفضل ويتمنى لو يصبح مكانه.
عاد «زين» من صلاة الفجر وهو يحمل بعض الاشياء بيده قائلاً:
“بطلوا ندب أنتوا الاتنين واقعدوا راجعوا يلا ومتضيعوش وقت”
طالعته «روان» بضيق وحنق وهي تتحدث بحسرة:
“انا لو سقطت في المادة دي هيكون بسببك علشان انت اللي مستنتش نأجل الفرح لبعد امتحاناتي منك لله يا زين يابن ام زين”
نظر لها بتشنج وهو يقول بإستياء:
“دا على أساس قبل ما اتجوزك كنتي مقطعة نفسك مذاكرة!!”
هزت رأسها وهي تجيبه قائلة:
“انا!! دا انا كنت ممتازة ياحبيبي وموقفة الكلية كلها على رجل واحدة اش عرفك انت ودلوقتي سيبني في الهم اللي انا فيا”
تعالت ضحكاته عليها وهو يقول:
“اهي دي حِجة البليد.. تعالوا يلا كلوا الحاجات اللي جبتهالكم معايا ويلا علشان أوصلكم قبل ما تتأخروا”
أقتربت «ياسمين» وأخذت منه بعض الأشياء بينما «روان» ظلت مكانها ولا ترغب بتناول شىء فهي تشعر بالخوف الشديد من تلك المادة لذا أقترب منها «زين» ثم أمسك بيدها وهو يتحدث بهدوء:
“انتِ زعلانة علشان اتجوزنا قبل أمتحاناتك؟”
نظرت له قليلاً ولنبرته الحنونة وقد رق قلبها لها فهو لم يقصر معها في شيء وبالاخير يكون هذا جزآءه بأن تحمله هو اللوم لذا سارعت بالرد عليه وقد نسيت أمر الامتحان:
“لأ يازين انا بهزر جوزانا دا الحاجة الوحيدة اللي عمري ما أندم عليها”
ابتسم لها وقد نجح في إبعاد التوتر عنها ثم بقي ينظر لها بحب ولم يقاطعهما سوى صوت «ياسمين» الذي نسيا وجودها من الاساس لتتحدث وهي تهضم الطعام قائلة:
“بعد أذن الحب ممكن ننجز علشان هتأخر على الامتحان”
🌸سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم🌸
كان جالساً مغمض العينين وهو مستند برأسه على المقعد وهو يعيد تفاصيل هذا اليوم الذي لا يخرج من رأسه بتاتا ولا تزال هيئتها عالقة بذاكرته ولا يعلم ما السبب
فكيف لفتاة لم ير منها شيئاً لأنها كانت متشحة بالسواد أن تسلب عقله بهذا الشكل!؟.
أيمكن لانه لم يغض بصره عنها أم لانه فُتن بثيابها المحتشمة وتحفظها معه وتوترها الذي كان بادي عليها بشدة وتجنبها الحديث معه!.
تُرى هل تتذكره هي الأخري أم انها لم تنتبه له من الاساس وقد نسيته؟ كيف لفتاة لم يراها سوى لبضع دقائق معدودة أن تُحفر في عقله إلى هذا الحد وهو الذي بعمره لم يفكر بفتاة مطلقا!.
هكذا القلوب ليس عليها سلطان وتتمرد كيفما تشاء ووقتما تشاء ومهما حاول صاحبها التحكم بها يصعب عليه لانه يستطيع التحكم بكل شىء عدى قلبه الذي ليس عليه سلطان ولعلى هذا خطأه من الاساس لإنه أطلق البصر.
ورغم إنها كانت متشحة بالسواد إلا أن هذا السواد كان السبب الرئيسي ليجعله ينتبه لها فمثلما يُقال الملتزم لا يُفتن إلا بملتزمة والملتزمة لا تُفتن إلا بملتزم.
ورغم أيضا أنه رأي الكثير من الفتيات بثياب محتشمة إلا أن تلك الفتاة تختلف عنهن جميعاً وبها هالة غريبة تجعله جاهل السبب الذي جعله يتعلق بها.
أرجع «أحمد» رأسه للوراء وهو يتذكر تفاصيل يوم زفاف صديقه المقرب «زين» حينما ألتقى بها.
فقد كان يسير عائداً بعدما قد أوصل أخته وأمه إلى القاعة الخاصة بالنساء ثم تركهم وغادر بعدما أطمئن من دخولهم إلى المكان المخصص للنساء.
وفي طريقه إلى المكان الخاص بالرجال وقبل أن يبتعد وجد فتاة تقف وحدها بعيداً مرتديه ملابس سوداء فضفاضة ويبدو أنها عالقة بمشكلة ما يجهل سببها.
تردد كثيراً هل يذهب إليها ويساعدها ام يتركها فما الذي يجعل فتاة تقف هكذا في تلك المنطقة المظلمة وحدها إلا اذا كانت واقعة بمشكلة ولكنه بأي حق سوف يذهب إليها؟ ورغم شعوره بأنها تحتاج مساعدة إلا أنه قد حسم أمره بالا يذهب.
وهم ليغادر ولكنه لم يستطيع وضميره يخبره بالا يتركها وقد شعر بالمسؤلية نحوها فماذا اذا أتي لها شاب بلا أخلاق أزعجها وقد تخيل أخته مكانها لذا سار نحوها بتردد حتى وقف على بعد مسافة مناسبة منها ثم تحدث وهو غاضض بصره قائلاً:
“فيه شيء يآنسه.. محتاجة مساعدة؟”
أنتفضت من مكانها برعب ثم إستدارت له ولكن ما إن رأت هيئته حتى أطمئنت قليلاً فكان يقف على بعد مسافة منها وهو غاضض بصره ويربت على لحيته بإرتباك ظاهر.
ترددت كثيرا بهل تسمح له بمساعدتها وقد يبدو أنه شاب ذو أخلاق ولكنها نزعت تلك الفكرة من عقلها فلحيته ليست دليل على أخلاقه فقد يكون محتال ويستتر بستار الدين لا أكثر او يربي دقنه كموضة كما يفعل الكثير من الشباب لذا تحدثت بجدية قائلة:
“لأ شكراً”
هز رأسه ثم أستدار ليرحل وما إن رأته سيغادر حتى لعنت غبائها فإن ذهب قد لا تجد غيره وإن وجدت قد لا يكون شخص خلوق كما يظهر على هذا الشاب لتتحدث بنبرة سريعة مرتبكة:
“الحقيقة هو يعني…”
صمتت قليلاً ولا تعلم لمَ هربت الكلمات منها وهي التي أعتادت محادثة الشباب بلا حياء او خجل، اذا ما هذا الحياء التي تحلت به منذ أن تقربت من الله وأبتعدت عن كل ما كانت تفعله من منكرات.
إنه حال العبد اذا تقرب من الله تعالى يكتسب صفات المؤمنين وكلما ذاد التزامه كلما تعدلت سلوكه إلى حال أفضل بشكل تلقائي ولإن أصل المرأة هو الحياء فإن بقربها من الله أصبحت ذات عِفة وحياء.
تحدثت «سهير» وهي تحاول شرح الموقف التي به قائلة:
“الصراحة كوتش العربية بتاعي ضرب ومش معايا استبن ومش عارفة اتحرك من مكاني وتلفوني فصل شحن”
أنتبه «أحمد» لتلك العربية الفاخرة والتي لم ينتبه لها من البداية ثم حول بصره إلى سيارته المتهالكة التي جار عليها الزمان والتي ما إن تراها حتي تفضل السير على الا تركبها،
ورغم ذلك فهو يحمد الله عليها وراضي بيها لذا تحدث بحترام قائلاً:
“خير إن شاء الله… خليكي ثواني وهرجع تاني”
أبتعد عنها بضع خطوات ثم قام بالاتصال على هاتف أخته والتي لم تجب عليه من اول مرة بسبب صوت الاناشيد الصاخبة ثم أجابت عليه في المرة الثالثة وهي تخرج من القاعة بأكملها حتى تستيطع سماع صوته بوضوح ليصل لها رده قائلا:
“اطلعيلي برة يا وفاء عايزاك ضروري”
أنتظر عدة دقائق حتى خرجت فتاة ترتدي ثياب محتشمة ويزين وجهها هذا الخمار التي تحلت به وجعلها تبدو أجمل بملامحها التي تشبه أخاها إلى حد كبير وما إن تراها حتى تشعر بالراحة والقبول من هيئتها البسيطة.
“خير يا أحمد فيه حاجة”
” هتقفي بس مع المدام أو الانسة دي لحد ما أصلحلها العربية”
ذهب هو ليحضر استبن من سيارته بينما نظرت «وفاء» خلفه لتجد فتاة واقفة ولا يظهر منها شيء لذا ذهبت لها سريعاً وهي تلقي عليها تحية الاسلام اولاً لتجيبها الاخري ثم تحدثت لتشكرها قائلة:
“انا بجد مش عارفة اقولكم اى شكراً جدا بجد”
أبتسمت لها الاخرى بلطف وهي تجيبها:
“الشكر لله يابنتي على اى يعني اشكري ربنا إنه بعتنا ليكي”
هزت «سهير» رأسها بإمتنان وهي تقول”
“الحمد لله”
عاد «أحمد» وهو يحمل الاستبن معه ثم أقترب من سيارتها وقام بإصلاحها ووضع الاستبن وقد كلفه الأمر بعض الوقت وبين الدقيقة والاخري ينظر في هاتفه فهو لا يريد أن يتأخر على حفل زفاف صديقه أكثر من هذا
حتى إنتهى.
أستقام واقفاً وهو يعدل ثيابه قائلاً:
“أتفضلي يا أستاذة عربيتك تمام كدا تقدري تمشي بيها كدا”
نظرت إلى سيارتها حيث يشير لتجد أنه قام بإصلاحها على أكمل وجه ومازالت أخته تقف بجوارها ولا تدري بما تفعل لهم كي ترد لهم هذا الجميل لتقول مرة أخري بإمتنان:
“انا حقيقي مش عارفة أشكركم ازاى ربنا يجازيكم خير يارب”
هز «أحمد» رأسه بمعنى لا داعي للشكر ثم أخفض بصره ينتظرها لتسير بينما تحدثت أخته قائلة:
“هتعوزي اي حاجة تانية يا آنسه… مش آنسة برضو صح؟”
أجابتها بخجل قبل أن ترحل وهي تبتسم أسفل نقابها:
“أيوة صح.. يلا عن اذنكم سلام عليكم”
رد كلاهما عليها السلام ثم ركبت سيارتها ورحلت وعاد كلاهما مجدداً للقاعة.
فاق من شروده على صوت والده وهو يهزه قائلاً:
انت يا واد ياحمد!! ”
أعتدل في جلسته سريعاً وهو يجيبه:
ها.. نعم يابابا فيه حاجة”
“نعم يا بابا؟ بقالي ساعة بناديك وانت مش معايا مين اللي واكل عقلك قولي دا انا حتى زي أبوك”
أبتسم له الأخير ثم تحدث بإحترام قائلاً:
“لأ ولا حاجة انا بس سرحت شوية”
هز والده رأسه ثم تحدث بما أتي له خصيصاً مردفاً:
“طب ياعم السرحان افرح جاي اقولك إن امك شافتلك عروسة بنت حلال ومحترمة وخدنا ميعاد من اهلها علشان تروح تشوفها”
هب «أحمد» من مكانه واقفاً ثم تحدث بنبرة حاول جعلها منخفضة إلا أنها خرجت منه رُغما عنه مرتفعة قائلاً:
“ازاي يابابا تاخدوا ميعاد مع الناس قبل ما ترجعولي!!”
تفآجأ والده من رد فعله الغير متوقع بتاتا وقد ظن بأنه سيسعد بهذا الخبر ليجيبه مردفاً:
“فيه اى يابني وانا اللي كنت فاكرك هتفرح وبعدين مش انت اللي قولتلنا نشوفلك عروسة مناسبة علشان انت متعرفش حد!”
حاول أن يهدأ من روعه ثم جلس مكانه مرة أخرى وقد رأى أن رده كان مبالغ فيه مع أبيه خصيصاً أن هو من طلب منهم ذلك لذا تحدث بإعتذار قائلاً:
“انا آسف يابابا مكنتش اقصد انا بس أتفاجئت لما قولتلي”
“ولا يهمك ياسيدي المهم تجهز نفسك علشان تروح تشوفها بكرة خلينا نفرح بيك يابني”
هز رأسه موافقاً وهو يبتسم بتكلف وأخذ يفكر بعدما رحل والده لمَ في الوقت الذي أعجب بيه بفتاة وهو الذي لم تلفت نظره فتاة قط يخبره والده بأنهم وجدوا له أخرى وهم من كانوا دائما يطلبون منه أن يختار هو الفتاة التي تناسبه… اى حظ هذا!!.
نزع تلك الافكار من عقله ولم يسمح لشيطانه بالمذيد من الوسوسة ولعلى تلك الفتاة التي لم يعرف اسمها من الاساس لم تكن الخير له فهو راضي بقضاء الله والخير فيما أختاره الله لذا قام من مكانه ثم توجه ليصلي استخارة قبل أن ذهب لها.
🌸أستغفر الله العظيم وأتوب إليه🌸
أنتهت «روان» من الإمتحان وقد شعرت بالكثير من الراحة وأخذت تحمد الله على إنتهاء تلك المادة على خير وقد جاء الإمتحان من الاسألة التي قامت بحفظها بمساعدة زوجها وما إن أتى على بالها حتى أمسكت هاتفها وقامت بإزالة وضع الطيران التي قامت بوضعه
قبل أن تدلف الي الامتحان.
وما إن أزالته حتى وجدت الكثير من الرسائل التي تنبها بالمحاولات التي حاول «زين» الإتصال بها وبكل مرة يفشل بسبب إغلاقه.
إبتسمت لاهتمامه بها ثم قامت بإلاتصال عليه لتجد هاتفه مغلق فعلمت أنه يراقب على إحدى اللجان التي لم تنته بعد لذا قررت أن تذهب للمسجد تؤدي فريضتها إلى حين أن ينتهي زوجها.
وقبل أن تتحرك من مكانها حتى وجدت من تعترض طريقها قائلة:
“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أزيك يا روان عاملة اى”
رفعت رأسها وهي تعلم صاحبة هذا الصوت مجيبة:
“وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله يا سهير بخير أخبارك انتِ اي؟”
“بخير الحمد لله عملتي اى في الامتحان!”
“الحمد لله كان كويس وعدى على خير”
نظرت «سهير» لثيابها فكانت «روان» ترتدي فستانا بسيطا من اللون الازرق الغامق وفوقه خمار ونقاب بنفس اللون وعيناها ويديها ظاهرين لتتحدث وهي تنظر لها ببسمة:
“ماشاء الله ياروان شكلك جميل في النقاب”
بادلتها «روان» البسمة ثم تحدثت قائلة:
“وانتِ كمان شكلك جميل واحلى مني كمان”
“تسلمي… انا رايحة المسجد أصلي هتيجي؟”
هزت الاخرى رأسها موافقة وهي تجيبها:
“أيوة انا كنت رايحة اصلا”
سار كلاهما بجوار بعضهما في طريقهما للمسجد ولم يقطع هذا الصمت سوى صوت «سهير» مردفا:
“كان مين يصدق ياروان إننا ممكن نتغير بالشكل دا… من كام شهر فاتوا لو كان حد جه قالنا اننا هتتغير كدا كنا هنقول عليه مجنون”
أومأت لها «روان» توافقها على حديثها فهم بالفعل منذ مدة ليست بالبعيدة كانوا بعاد كل البعد عن الالتزام وإنما أمر الله اذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون.
“إن الله يهدى من يشاء.. كل إنسان لازم يسيب باب بينه وبين ربنا مفتوح علشان لما يرجع لربنا يرجعله من نفس الباب ومفيش حد مبيتغريش وبيفضل على حاله بس فيه منا اللي بيقرر يتغير للاحسن ومنا اللي بيقرر يختار الاسوء”
صمتت الأخيرة ولم تعلق وهي تفكر بحديثها ثم توقفت عن السير وهي توجه بصرها ل«روان» قائلة:
“تفتكري لو علياء مكنتش ماتت كانت هتتغير معانا برضو!؟”
توقفت هي الاخرى عن السير وقد أربكها الحديث في هذا الموضوع مجدداً لتجيبها دون أن تلتفت إليها:
“ممكن.. وممكن برضو لأن اللي زي علياء شيطانها أستحوذ عليها وللاسف هي سابتله نفسها ومكنش زمانك انتِ كمان إتغيرتي”
أبتلعت غصة مريرة بحلقها قد تكون «روان» محقة بحديثها فبسبب الحادثة التي أدت بحياة صديقتها لم تكن لتتغير وتأخذ قصتها موعظة وتصبح الشخص الذي عليه الآن، ولكنها بنفس الوقت لا تستطيع نسيان ما حد فمهما كان هي بالاخير كانت صديقتها وأيضا كانت عون لها مع شيطانها لذا رددت بأسفة مردفة:
“ربنا يرحمها ويغفرلها يارب”
أنتظرت أن تترحم الاخري عليها ولكنها لم تفعل فعلمت أنها مازالت لم تسامحها بعد وهذا ذاد من آلمها وقد شردت بعيداً فيما كانوا يفعلوه قديما وما أقترفوه من ذنوب.
وفي كل مرة تتذكر ما حدث وأنها كان من المحتمل أن تكون محل «علياء» وتتوفى قبل أن تتوب إلى الله تعالى يرتجف قلبها برعب وتحمد الله على نعمة هدايتها
ولم تفق إلا على صوت «روان» قائلة:
“وصلنا.. يلا ندخل”
نزعتا حذائهما ثم دلفت «روان» أولاً وقد لحقتها الأخيرة
وقد تأخروا قليلا لان صلاة الجماعة قد بدأت لتقول روان:
“يلا علشان نلحق معاهم الجماعة”
“بس هم بدأو هينفع نصلي معاهم واحنا متأخرين عنهم؟”
أجابتها الأخيرة بعجالة وهي تقول وقد أخذت وضعية الصلاة قبل أن تبدأ:
“ايوة هنصلي في الركعة اللي بيصلوا فيها ولما يسلموا هنكمل احنا اللي فاتنا”
أنضم كلتاهما إلى الصلاة وقد كانوا يصلون في الركعة الثانية وفي الركعة الثالثة قد ألتحقت بهم«ياسمين» وانضمت معهم في الصلاة وفي الركعة الرابعة عند التحيات دلفت «حور» مسرعة تدعو الله بالا يكونوا قد أنتهوا من صلاة الجماعة وما إن رأتهم مازالوا في التحيات وقبل السلام حتى أقتربت منهم وصلت معهن التحيات وما إن سّلموا حتى أكملت كل فتاة منهن ما فاتها من صلاة.
أنتهوا جميعاً من الصلاة والسنن ثم قاموا بالاقتراب من «حور» التي تفآجئو من وجودها والتى للتو إنتهت من أمتحانها
“وحشتينا ياست حور”
قامت بإحتضانهن جميعاً قائلة بفرحة:
“وانتوا كمان وحشتوني جدا”
تحدثت إحدى الفتيات موجه حديثها إلى «حور» والتي جعلها الله سبب في هدايتها من الدورس التي كانت تعطيها لهم في المسجد لذا لم تكن لتفوت تلك الفرصة قائلة:
“بالمناسبة دي ادينا دريس ديني علشان بقالك كتير مجتيش”
أقتربت «سهير» منها حتى وقفت بجوار «روان» ثم أردفت:
“وانا كمان بحب كلامك وبيشجعني”
أبتسمت لهم«حور» بحب شديد وهي تحمد الله الذي زرع حبها في قلوبهن وقلوب كل من يراها وهذا يدل على حب الله لها لذا أومات لهم ببسمة ثم جلست وجلسن حولها في دائرة كما تعودن دائما.
بدأت حور الحديث بالبسملة والصلاة على النبي أولاً ثم شرعت في الحديث قائلة:
“قبل ما أبدا في اى حاجة حابة أقولكم إني فرحانة جدا بالتغيير اللي واضح عليكم وكمان ماشاء الله أغلبكم أرتدى النقاب بفضل الله تعالى وكمان بعض الاخوات ملابسهم بقت أفضل كتير وأسال الله أن يمن عليكم بإرتداء لباس أمهات المؤمنين واعملوا إن من أفضل العبادات اللي ممكن اى بنت تعملها هي إنها تلبس ملابس ترضى الله عز وچل ودا لإن ملابسها أكتر حاجة ممكن تجبلها ذنوب لانها كل ما بتخرج بتجلبها الذنوب من كل واحد ينظرلها بس انتوا متخيلين! هو هيتحاسب على عدم غض بصره وهي هتتحاسب على ثيابها اللي فتنته وانها كانت عون ليه مع الشيطان أسال الله العِفة للشباب والبنات جميعاً يارب.
النقطة التانية اللي كنت حابة أتكلم فيها واللي فعلا بتضايقني جدا وهي إني بشوف بنات كتير بتنزل صورها على مواقع التوصل الاجتماعي على العام ويراها الرجال والمحزن أكتر إني بشوف بنات مختمرات ومنتقبات كمان منزلين صورهم واللي المفروض إنهم عارفين إننا مينفعش ننزل صورنا أمام الرجال حتى ولو بكامل زينا الشرعي.
الصورة دي ممكن تفتن اى شاب لا يغض بصره وتخليه يحتفظ بصورك عنده تخيلي انتِ اللي المفروض ربنا أمرك بالستر وعدم الخروج إلا لحاجة صورك الجميلة محفوظة على تليفون شاب أجنبي عنك يدخل يتفرج عليها ويعمل عليها زوم وقتما يشاء ودا كمان فضلا عن البرامج اللي ظهرت حديثاً واللي بيقدر يعمل بالصور دي مصايب ومش حابة أتكلم في الموضوع أكتر من كدا لان كلنا عارفين دا.
“مع إحترامي للجميع بس ليه يابنات ربنا يكّرمنا واحنا اللي نرخص نفسنا وننزل صورنا على العام ونسمح للرجال إنهم يشوفوا صورك وملامحك الجميلة! اتقوا الله في نفسكم واعرفوا قيمة ذاتكم وانكم أغلى من اى حد معاه كرت فكة يقدر يشوفك هتقولي طب ماهو بيشوفني في الشارع هقولك اه في الشارع لو بصلك هتكون نظرة عابرة مش هيلحق ياخد باله منك اصلا لكن اصلا هيقدر يعمل عليها زوم ويدقق في ملامحك ويتعمق فيها ويقدر يشوفها وقت ما يحب.
وكمان فيه بعض المنتقبات تقولك انا بنشر صوري بهدف اني أشجع البنات وسط مستنقع الذنوب اللي احنا فيه ف حابة اقول إن دي حجج من الشيطان لاننا مينفعش نتشجع الغلط بغلط ونشرك لصورك غلط واتمنى من الله فعلا كل أخت فيكم كانت ناشرة صورها تروح تحذفها وربنا يهدينا جميعا يارب.
أنتهت «حور» من حديثها ثم تحدثت في موضوع آخر وطوال الحوار لم يتوقف هاتف«ياسمين» عن الرنين من رقم غريب لا تعلم صاحبه وبالرغم من أنها لا تجيب على الارقام التي لا تعرفها إلا أن الأمر أثار ريبتها مما أضطرت لإن تستأذن منهم ثم قامت مبتعدة قليلا كي لا توقف حديثهم ثم فتح المكالمة وياليتها لم تفعل.
تُرى ما المكالمة التي قلبت كيانها! هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسولت لي نفسي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى