رواية وريث امبراطورية عواد الفصل الأول 1 بقلم زينب سمير توفيق
رواية وريث امبراطورية عواد الجزء الأول
رواية وريث امبراطورية عواد البارت الأول
رواية وريث امبراطورية عواد الحلقة الأولى
في عمارة فخمة في حي راقي، جوه شقة كبيرة عبارة عن دورين، في غرفة مكتب فيها، قاعد شاب في التلاتين وقدامه بنت..
حط قدامها صورة و – الضحية الجديدة
ظهر صورة شاب ملامحه جدية ووسيم تابع الشـاب – عاصي زهران، بليونير صغير، داهية السوق، وسيم وجميل، ملوش في الستات، محدش شافه مع واحدة قبل كدا أي إن كانت، فأنتِ وشطارتك معاه بقى، جهزي الدخلة اللي عايزاها وأنا معاكِ
بصت لصورته والملف بتفحص قبل ما تبصله و – تمام
– يلا هسيبك دلوقتي
قرب منها وباسها من خدها وخرجوا سـوا من المكتب، سمعوا صوت خطوات حتى بيجري من الدور التاني لحد ما ظهرت بنوتة صغيرة عندها أربع سنين، صرخت بمرح أول ما شافته – أبية ماجد
نطت عليه تحضنه وهو بيضحك – توتا عاملة أية؟ وحشاني
– وأنت كمان، وأنت كمان
بصت لأختها اللي واقفة جنبهم بضيق و – انا قولت لشاهي أني عايزة أشوفك وتاخدني البارك بس هي قالت أنكم مشغولين
– دا حقيقي بس وعد هحاول أفضي نفسي ونخرج سـوا
بعيون بتلمع – بجد؟ كلنا انا وأنت وشاهي..
قطعت كلامها وبهمس – بس.. آشري لا.. ممكن؟
ضحك وبص لشاهي – برضوا لسة مش متفاهمين؟
نفت بقلة حيلة وفجأة سمعوا صوت صراخ من فوق – توتاااااا..
ضمت ماجد بأيدها بخوف – خبيني بسرعة هتاكلني
ماجد بضحك – عملتي أية المرة دي؟
ظهرت آشري فاروق في الصورة، بنت جميلة، بعيون رمادي ضيقة شبة عيون الكوريين وبشرة بيضا عليها نمش خفيف وشعر أسود غزير، ملامحها بريئة وجميلة خالص لكن طبعها ناري!
نزلت السلم وهي بتصرخ – انا مش قولت مية مرة متدخليش اوضتي وتقربي من حاجتي؟
توتا – تشارلز هو اللي دخل
– وهو اللي كب العصير على كتبي!
– اه
– انا هـ..
قاطعتها شاهي بصوت جاد – خلاص يا آشري، وأنتِ يا توتا قولتلك خلي بالك من تشارلز ومتخلهوش يقرب من أوضتها
– هو اللي بيسيبني ويجري
قالتها بحزن وهي بتبص في الأرض، سمعوا صوت كلب بيهوهو وهو بينزل على السلم، والسعادة باينة عليه
ماجد – أهو سي تشارلز سعيد وبيغني ولا حاسس بالمصيبة اللي عملها
نزل توتا على الأرض – هسيبكم انا علشان الوقت اتأخر، شاهي متنسيش معادنا
بص لآشري – أول يوم في الكلية بكرة صح؟
كرمشت ملامحها بضيق – آه
بصت لشاهي و بعصبية – برضوا مش فاهمة لية أسيب جامعتي القديمة وكل حياتي علشان أجي هنا
تدخلت توتا بعصبية – وانا أسيب لية حضانتي وفادي وجيمي وبودي أصحابي
ماجد بدهشة – هما كلهم ولاد
مسكها من قفاها و – كل دول وأنتي لسة في الحضانة! أومال بعد كدا هتعملي فينا أية، البنت دي لازم نحط عينا عليها أكتر من كدا
حطت شاهي أيدها على وشها بتعب و – قولتلكم هنا أحسن، ومناسب لظروف شغلي، خلاص بقى قفلوا على السيرة دي
بصتلها آشري بضيق وسابتهم ومشيت، شالت توتا تشارلز ومشيت، وبقى ماجد وشاهي
ربت على كتفها – متزعليش نفسك بكرة هيعرفوا قيمتك وأنتِ شايلة عنهم قد أية
بصتله وأبتسمت بسمة خفيفة ومتكلمتش
مشى وبقيت هي
شاهيناز.. والأختصار شاهي، بنت جميلة بعيون سودة غامضة ضيقة، شعر أسود ناعم طويل، طويلة ورشيقة، بشرتها خمرية جذابة، ملامحها بريئة بس عيونها مليانة تحدي وقوة، وظيفتها: نصابة!
****
في مكان تاني، فيلا كبيرة زي القصر، فتحت الخدامة الباب ودخل عاصي، قلع الجاكت وأعطاه ليها بص للهدوء اللي حواليه ورجع يبصلها – كرم نام؟
– أيـوة
– ولـؤي؟
بتردد – لسة مرجعش
بص لساعته بغضب وكمل طريقه لمكتبه – لما يرجع خليه يدخلي، أعمليلي فنجان قهوة وهاتهولي على المكتب
بعد نص ساعة، خبطات مزعجة على الباب أتفتحت وطل منها شاب وسيم.. جذاب، ملامحه مليانة مرح وعبث، شعره طويل وناعم، وعيونه عسلي
بمرح – قالولي إنك عايزني؟
– تعالى
قالها وشاورله على كرسي قدامه، بخوف مصطنع – عارفها أنا الدخلة الجامدة دي، ربنا يستر
قعد قدامه وبأدب مصطنع – نعم ياأبية عاصي
بصله بضيق و – مش قايلك طول ما أنا مسافر البيت دا في حمايتك وكرم مسئوليتك؟
– اه
– لما هو اه، سهران برة لتلاتة الفجر لية ياأستاذ؟
– ما الخدم والحرس مالين المكان في كل حتة! وبعدين انا هددتهم وقولتلهم لو كرم حصله حاجة نهارهم أسود معاك..
عاصي بغضب مكتوم – هتفضل لأمتى مستفز ومستهتر كدا؟
هز كتفه بلا مبالاة و – المهم أديت مهمتي رجعت من سفريتك والولا لسة سليم مفيهوش خدش، مش مهم الطريقة
شاورله ناحية الباب – امشي اطلع برة وكفاية حرقة دم لحد كدا
وقف ومشى خطوتين قبل ما يوقفه صوته – هتروح الكلية بكرة؟
– مش عارفة لسة بفكر
عاصي بحدة – هي دي محتاجة تفكير! أتزفت روح وأهتم بمستقبلك شوية، لو شلت مواد السنة دي هيكون نهارك أسود معايا، ملكش فلوس عندي تاني وهتنزل تتابع شغلك وفلوسك بنفسك
– خلاص هنزل هنزل متزعلش نفسك، ياربي!
قال أخر كلمته بهمس وخرج
تنهد عاصي بضيق من أستهتار أخوه، حط راسه على المكتب بتعب
عاصي زهران رجل أعمال ثلاثيني، وريث أمبراطورية عواد.. مش الوحيد.. لكن أخوه لؤي زهران لا رجا منه
منضبط، جاد، حياته عبارة عن شغل وبس، عيلته المقتصرة على لؤي وكرم هما أهم حاجة في حياته!
****
صباح يوم جديد، في شقة فاروق، نزلت شاهي وهي لابسة طقم فورمال أسود، جيبة لبعد الركبة وجاكت قصير بأزرار دهبي كبيرة، رافعة شعرها بتسريحة أنيقة وكعب عالي، وجنبها توتا لابسة زي الحضانة بتاعتها وشايلة تشارلز اللي بيبص حواليه بسعادة.
وراهم ظهرت آشري لابسة بنطلون أسود شبابي واسع وهودي أخضر، ولامة شعرها بكحكة عشوائية..
شاهي – هتخلصي كليتك على أمتى؟
– مش عارفة لسة
– طيب شوفي وكلميني، لو كدا وهتخلصي بدري عدي وهاتي أنتي توتا
توتا بأندفاع – لا مش عايزاها، هستناكي أنتِ
أشري بغيظ – ولا انا عايزة أجي اخدك أصلًا
– أسكتوا..
بصت لتوتا بحنان و – معلش ياتوتا علشان عندي شغل، أستحمليها
آشري بحدة – اية استحمليها دي؟ حد قالها إني هموت على خدمتها
– بس أسكتي بقى.
نزلت وبصت لتوتا – انا لو عرفت أخلص بدري هجيلك.. ماشي؟
– ماشي
باستها من خدها، وخرجوا سـوا من البيت، قربت شاهي وتوتا من العربية، بصت شاهي لآشري و – تعالي نوصلك معانا
شاورتلهم بلا مبالاة وهي بتروح ناحية الأسكوتر بتاعها – لا انا هروح لوحدي
بصتلها شاهي بقلة حيلة وكل واحدة فيهم راحت في طريق.
****
في الناحية التانية، على سفرة الأكل، قاعد عاصي بيقرأ الجرنال وبيشرب فنجان قهوته، جنبه طفل عمره ميتجاوزش السـت سنين، شعره أشقر كيرلي وعيونه خضرا سـاب معلقته وبص لعاصي – خالو.. أقولك على حاجة بس متقولش للؤي؟
ساب عاصي الجرنال وبصله بأهتمام – قولي على مصيبته الجديدة ياأستاذ فتنة
قرب كرم منه وبهمس – سمعته أمبارح وهو بيقول…
بسرعة ظهر لؤي في الصورة وبيحط أيده على بوق كرم، وبضحكة خفيفة متوترة – بيقول أية ياكرم ياحبيبي؟ صباح الخير طبعًا على أحلى رجالة في الكون..
رفع كرم وقعد ممانه وحطه على رجله همسله بشر زملامح بريئة مرسومة على وشـه – لو نطقت بكلمة واحدة من اللي سمعته انا هقطع حتت وأرميك للعصافير
توسعت عيون كرم بخوف ونفى براسه – خلاص، خلاص مش هقول حاجة
لاعب شعره وباس راسه – كدا تبقى حبيبي
بص لعاصي اللي كان بيبصلهم بتخوف وبضحكة مصطنعة – صباح الخير..
عاصي – انت ياحيوان مش مية مرة أقولك خلي بالك من ألفاظك قدامه؟ الواد بيتعلم منك وهيبوظ بسببك مش كفاية عليا أنت
ببرطمة وصوت خفيض – بدأنا، علشان كدا مبحبش أصحي بدري
– بتقول أية؟
سـاب كرم ووقف – بثول هتأخر على الكلية همشي بقى
وطلع يجري
قرب كرم بحماس من عاصي – أقولك كان بيقول أية؟
وقرب من ودنه و….
****
دخلت شاهي شركة كبيرة وعملاقة، قربت من الأستقبال وببسمة خفيفة وملامح هادية وبراءة مرتسمة على وشها – كنت مقدمة على وظيفة سكرتارية لرئيس مجلس الأدارة عاصي زهران.. أروح فين؟
قالتها وهي بتبص حواليها بتوهان مصطنع وحيرة
أبتسملها البنت و – الدور الرابع، تاني مكتب على اليمين
شكرتها وطلعت
البنت بخفوت – دي بسكوتة خالص.. لو قبلوها مهتستحملش في أيده غلوة وهيطردها
– بس حلوة..
بعد ساعة خرجت من الأنترفيو وبسمة ثقة على شفايفها بعتت رسالة لماجد – أول خطوة تمت، رسميًا انا سكرتيرة عاصي باشا..
– أسرع مما تخيلت
– عيب عليك..
قالتها وهي بتلمح من بعيد الأسانسير بيتفتح ويطلع منه عاصي، قربت منه وهي بتتظاهر بعدم الأنتباه، لحظات وخبطت فيه ووقعت كل الورق اللي معاه على الأرض، بصتله بلا مبالاة وتعمدت تكون نظرة طويلة يحفظ فيها ملامحها وشها و – سوري مأخدتش بالي
وسابته ومشيت، ميل يلم الورق وهو بيزم شفتيه بعدم أهتمام.
****
في إحدى الجامعات، في كلية الهندسة، في الساحة واقف لؤي مع شلته، دخلت آشري بالأسكوتر بتاعها وعيونها بتبص للمكان بتفحص وتركيز، محستش بنفسها غير وهي بتقع والأسكوتر عليها مسبب صوت جامد لفت انتباه الكل
تأففت بضيق وتوجع وهي بتحاول تقوم، بصت حواليها بحدة لما لقيت الكل بيبصلها ويضحك، وقعت عيونها عليه، ضيقت عيونها عليه لما لقيته بيبصلها بلا ملامح على وشـه.
قبل ما تبعد وشها بعدم اهتمام عنه وتكمل طريقها وهي بتشتم الاسكوتر بالكلية بأي حد شافها وهي بتقع وبيه هو كمان بنظرته الغريبة اللي رمقها بيها
– كانت ناقصة الحكاية..
– أية ياعم مالك، سرحت في أية؟
– مفيش معاكم
– طبعًا أنت مش هتضيع فرصة زي دي وهتحضر عيد ميلادها؟ دي بعتالك دعوة مميزة
لؤى بسخرية – ماهي بتبعت للكل دعوة مميزة.. بس عمومًا مش هضيع الفرصة برضوا
قالها وهو بيضحك بعبث
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وريث امبراطورية عواد)