رواية ورد الصعيد الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم سلمى محمود
رواية ورد الصعيد الجزء التاسع والثلاثون
رواية ورد الصعيد البارت التاسع والثلاثون
رواية ورد الصعيد الحلقة التاسعة والثلاثون
مساء ٱلخـير يـَ لطيف.
ربنـا مخلقناش علشان نصاحب الحزن واليأس ونلزق فيهم ، أنتَ موهوب شاطر عندك عقل يخليك مِن واحد شايف نفسه فاشل لِواحد مش بيلاحق علي النجاح ، اسعي وعافر وخليك مع ربنا دايمًا وافتكر أن العمر مش باقي فيه كتير علشان لسه نقعد نضيع منه ، ارمي كل شيء ورا ضهرك وأبعد عن شيطانك الي هدفه يحبطك ، وابدأ ، واترُك آثر.
يحاولون طمس الحقائق وابعادنا عنها تذڪروا فلسطين وشعبها ولاتنسوهم من دعائڪم ♡.
متنسوش الڤوت احبائي فضلاً ♡.
صلوا على حبيبنا سيدنا محمد ﷺ.
___________________
ڪانت فتره صعبه ومُرهقه مر بها الجميع وتأذوا ڪثيراً ولڪن لابد وان ينتهي الظلام وتُشرق الشمس مره اخرى مُعلنه عن بدأ حياه جديده مليئه بالسعاده.
ڪان الجميع يجلس سوياً وأمامهم فريده التي تحرڪت تجاههم تحمل بين يدها صينيه ڪبيره فوقها أڪواب الشاي، وانحنت تضعها أمامهم تبتسم بهدوء:
_ اتفضلوا بقى دوقوا احلى ڪوباية شاي هتشربوها في حياتڪم
نظر لها ياسين بضيق والتقط ڪوب الشاي:
_ نرجسيه ليڤل الوحش… براحه على نفسك لتطقي
ورفع الڪوب على فمه يرتشف منه وهتف ببرود:
_ عاديه يعني مش حاجه محتاجه الشوشره دي
ڪان الجميع يتابع تلك المُحادثه بإبتسامه فاياسين مُنذ خروج طه من المستشفى من شهر وهو يشاڪس فريده ولا يترك لها مجال للحزن.
نظرت فريده له بخبث ولاعبت حاجبيه بمڪر فطالعها بدهشه وهتف بخوف مصطنع:
_ في ايه يابنت مالك؟! بتبوصيلي ڪده ليه؟! انتِ عاوزه مني ايه!
قال جملته الاخيره وهو يبتعد عنها فالتصقت به أڪثر، تنهد بضيق من تصرفات تلك المجنونه ورفع الڪوب مره اخرى لفمه، اقترت هي في تلك اللحظه تهمس في أذنه بخبث:
_ انا حامل يا ياسين
ثانيه والاخرى ليبصق ما في فمه في وجه ادهم بعنف، الذي رفع يده يمسح وجهه بحده يتمم بغضب:
_ ابو معرفتك يا شيخ… انت مالاقتش غير خلقتي
لم يبالي له ياسين.. بل لم يستمع لما قاله من الاساس ليلتفت لتلك الجالسه جواره ببراءه تامه، رمش بأهدابه اڪثر من مره يردد بصدمه جليه:
_ فريده انتِ بتتڪلمي جد!!
تسائل جلال بدهشه وهو يتابع ما يحدث:
_ في ايه يا ياسين انت اتجننت ولا ايه؟!
لم يجيبه وظل ينظر لها نظره مليئه بالرجاء لتجيبه هي بإمائه من رأسها تبتسم بفرحه، ليهب من مڪانه يصرخ بسعاده:
_ فريده حاامل…. مرااتي حامل ياناس… انا هبقى بابا
تعالت ضحڪات فرحه من الجميع بهذا الخبر وأسرعت رجاء تحتضن ابنتها بسعاده:
_ مبارك ياجلب امك… فرحتي بيڪي ڪبيره جوي… بنتي وحبيبتي ڪبرت وڪبرتني وياها… وهتجيبلي احلى حفيد في الدنيا
استڪانت فريده براحه في احضان والدتها وهي تبتسم بسعاده، سحبها والدها لاحضانه يضمها بفرحه ڪبيره:
_حبيبة جلب ابوها وضحڪته واخر العنجود… ڪبرتي امتى يابنت… مبارك ياحبيبة ابوڪي…. ربنا يسعدك ويفرحك ويتمملك على خير
ڪانت تتلقي التهاني من الجميع وهو ڪذلك وڪانت عينيه مثبته عليها بشغف وفرحه وسعاده وقلق ومشاعر ڪثيره من سعادته بهذا الخبر
اقتربت من جدها وانحنت تقبل يده ليضمها لاحضانه بهدوء:
_ ربنل يسعدك يابنتي ويجومك بالسلامه انتِ والمجروض الصغير…. مبارك يا فريدة عيلة الحُسيني
ڪانت تبتسم بسعاده واخيراً ضمها أخيها بمشاڪسه:
_ عارفه يا بنت يافري الواد ده انا الي هربيه… دا ليه لانك انتِ وجوزك اتنين متخلفين واحنا مش ناقصين والله ڪفايه ڪده علينا
لڪمته في ذارعه بضيق وهي تبتعد عنه:
_ ماخلاص بقى ياعم… حوش العقل الي بينقط منك يالا
نظر لها بمشاڪسه لتجد نفسهل محاطه بين ذراعيه يضمها له بقوه يهتف بنبره خاصه هادئه:
_ مبارك يافريدتي
ارتجفت داخل احضانه وابتسمت بخجل وحاولت ان تبتعد عنه ليشدد من ضمها يڪمل حديثه:
_ انا مبسوط اوي يافريده حاسس اني عاوز اطير…. مش مصدق نفسي وان احلامي ڪلها اتحققت وانك معايا
تنهدت براحه وهي ترفع يدها تحتضنه تردف بهمس:
_ مبارك يا ياسين… هتبقى اجمل بابا في الدنيا
سحبها ادهم بضيق وهتف بغيره:
_ في اي ياعم مڪلبش فيها ڪده ليه؟! اول مره تشوف لحمه!!
قهقه ياسين بقوه واحتضنت فريده اخيها بسعاده وعاونها على الجلوس برفق لتردف دنيا بتساؤل:
_ حاج عثمان… جه وجت الاسئله
عقد الجميع حاجبيه بدهشه لتڪمل حديثها:
_ يوم الحادثه احنا شوفناڪم وانتم متبهدلين خالص.. ڪيف بجى جومت تاني يوم وخرجت عادي
ضحك الجميع بخفه لتهتف هدير بتساؤل:
_ عندها حج ياجدي… احنا عاوزين نعرف ايه الي حُصل بالظبط ومرت عمي جلال و ميار فين… انتو محڪيتوش حاجه
نظر عثمان للجميع بهدوء وهتف بجديه:
_ عيلتنا دي ياولاودي من سنين السنين… عيلة الحُسيني ڪانت ومازالت اهم عيله في البلد ڪلاته وخصوصاً الصعيد… ودايماً بنتعرض لمشاڪل ومواقف توجعنا وتجطم رجبينا بس بعدها بنرجع اجوى واصلب من الجبل بذات نفسه…. دايماً عيون الڪل علينا والطمع مالي جلبهم وبيفڪروا ڪيف ينهوا حڪاية عيلتنا وياخدوا هما الجاه والسلطه والنفوذ… بس الي ربنا معاه مايضعشي واصل.. والي حصلنا ده… طوبه وجعتنا وفوجتنا على حاجات ڪتير وجوتنا بردو وعلمتنا ان طول ما احنا يد واحده وجلوبنا على بعض محدش هيجدر يجرب منينا واصل… عاوزڪم دايماً إڪده يد واحده وتفڪروا منيح في الامور بس الي يفڪر يهوب نحيتڪم تشيلوه من على وش الارض من غير ما تفڪروا
ڪان الجميع يستمع الي حديثه بإهتمام ڪبير وما ان انتهى حتى استلم راشد زمام الحديث يڪمل من بعد والده:
_ دايماً بنتمنى ليڪم الافضل ونختار ليڪم الاحسن بس غلطنا لما اجبرنا رحيم يتجوز ميار…. اب وخايف على ابنه الي ڪبر ونفسه يفرح بيه على بنت اخوه الي ڪانت هتفضح عيلتنا بعملتها المهببه… اجبرت رحيم انه يتجوزها وبنت عمك ولازم تحميها من شيطانها رفض وجتها وثار ڪيف البرڪان تمام… ڪاني ولعت النار في البنزين… ومڪنتش خابر ليه ڪل العصبيه دي… ڪان شايف حجيجة ميار منيح وعارف دماغها ونيتها… مڪنتش عارف اني بأذي ولدي بيدي… بس شرف اخوي ولازم نلم الفضيحه دي واتجوزها مڪنتش عارف اني باجي على ولدي… بس الحمد لله ان ربنا عوضه بورد.
ربت جلال على ڪتفه بحب يڪمل الحديث:
_ ڪنت دايماً بشك في وفاء وبڪدب نفسي.. و اقعد اقول لا ومستحيل مراتي تعمل ڪده دي واحده من عيلة الحُسيني مش هتخون ابداً، بس طلع العڪس…. انت تأمن لڪلب ومتأمنشي لوفاء… دماغها وشطانها حدفوها بعيد… وراحت للڪُفر بإيديها لما بدأت تروح للدجالين وتطلب منهم مساعدات واعمال وسحر علشان تفرق وتوقع الڪل…. ومن حظها الاسود اني شوفتها قبل ماتخرج وروحت وراها واتفرجت وسمعت وانها حطت حاجات لرحيم في الاڪل علشان يبقى زي الخاتم في ايد بنتها وحاولت تسم ابوي… بسم وحطتهوله في الشاي ..بس انا شوفتها وروحت علطول عرفت ابوي ومشربناش الشاي والحمد لله عدينا منها.
اما ميار فهي زرع شيطاني نفس عينة وفاء جشعه وطماعه ومن زمان بتدور على الفلوس وازاي تلمها بأي طريقه… علاجتها الوسخه مع ابن الهلالي وتروحله بليل وتتفج معاه ازاي يدمرونا وتدور من ورانا على الصفقات وتديله ڪل المعلومات عنها واعمال اسود بڪتير… اتفقت مع خالد انه يخطف ورد ويع/تدي عليها ويصورها ويبعت الصور لرحيم…. دي حته من قساوة قلبها اتفقت انهم يخطفوا يوسف وياخدوا اعضائها اصل بنتي طلعت شغاله مع مافيا
قال جملته الاخيره بخزى ودموع متحجره في عيناه لتسارع هدير تجاه والدها تحتضنه بلهفه تربت على ظهرها:
_ امسح دموعك دي يابوي اوعى تعيط ولا تبڪي علشان خاطر حد ڪلنا هنا جمبك ومعاك ولادك ڪلهم حواليك ياحج جلال
رفع عيونه لابنته وابتسم بحزن يضمها له بقوه:
_ معتش ليا غيرك يا جلب ابوڪي
تعلقت في احضان والدها بقوه تمنع نفسها من البڪاء ليقترب منهم فارس يردف بمشاڪسه:
_ في ايه ياعمي حاضن البنت ڪده ليه… على فڪره انا بغير
ضحك جلال بخفوت:
_ امشي من وشي يابن راشد دي بنتي وانا حر…. واه بنتي وحشاني وهتبات معايا وتبقى تجيلك ڪل جمعه
ضحك الجميع بقوه على حالة فارس وهو ينظر للجميع ببلاهه وصدمه:
_ ڪل جمعه؟! هو انا مسجون… وبعدين جاي على نفسك ليه ياحج ماڪفايه خمس دجايج
تعالت ضحڪات الجميع بسعاده على تلك المشاڪسه ليهتف أدهم بفضول:
_ ايه جو السسبنس ده ياجماعه مشهد الحادثه فين!!
لڪمه وهيب في جمبه يردد بغيظ:
_ اتلم ياحيوان هو في حد يتكلم مع اهله بالطريقه دي
ثم التفت للجميع:
_ هتفضلوا موترين اعصابنا ڪتير انجزوا ياجماعه
قهقه طه بسعاده والتفت لهم يهتف بهدوء:
_ خلاص يابني انت وهو…. يوم الحادثه احنا ڪنا عارفين ان العربيه فيها عطل واننا لو اتحرڪنا بيها هنموت… احنا ڪنا متابعين وليد وحمدان و ميار خطوه بخطوه وعارفين انهم الي عملوا ڪده في العربيه هما الي فڪروا و عفاف الي نفذت… رحيم صلح العربيه وخرجنا بيها عادي وفجأه بدأت ازود سرعة العربيه على اساس اني معيش فرامل وخبطت في الشجره خفيف ولما روحنا المستشفى ڪان في عندنا اصابات بس مش غميقه والباقي شغل دڪتور التجميل
تنهد الجميع براحه على سلامتهم واخيراً انتهى هذا الڪابوس ليتسائل راشد:
_ انتو ملهوفين ڪده ليه تعرفوا الي حصل يوم الحادثه مع انها خطتهم
ابتسم وهيب ببلاهه:
_فضول اطفال
ابتسم الجميع بهدوء وهتفت جميله براحه:
_ الحمد لله والله ڪابوس وعدى على خير…. الحمد لله يارب..
ربنا ما يعودها ايام
امن الجميع على دُعائها لتهتف نبيله بحبور:
_ بس مڪنتش اعرف ان ابني ليه اخت زي القمر ده
ابتسمت جميله بخجل لتحتضنها نبيله بسعاده فهتفت هدير بتساؤل:
_ جماعه هو محدش شامم ريحة رنجه؟!
نظر لها فارس بإشمئزاز:
_ يارب تتسخطي فسيخه يابعيد… متخلفه بتتوحم اقول ايه بس ياربي… الرحمه من عندك
ابتسم لها جلال بحنان:
_ حبيبة قلب ابوها تطلب وانا تحت أمرها هجيبلك الي انتِ عاوزاه
القت له قبله في الهواء:
_ حبيبي يا بو هدير واتوصى بقى الله يڪرمك
_ اسبوع ملمحشي فيه خلقتك
هز الجميع رأسه بيأس…. استمع وهيب لصوت بڪاء خفيض فإنتفض من مڪانه يلتف حوله بفزع يبحث عن مصدر الصوت
تحرك تجاه السلالم والجميع يتابعه بدهشه…. اقترب من السلالم وجدوا يوسف يجلس في احد الارڪان يضم نفسه بخوف وهو ينظر حوله برعب شديد… يبڪي بقوه وسائر جسده ينتفض…. انحنى وهيب بلهفه يحمله داخل احضانه… ليتعالى بڪاء الصغير برعب وهو يحاول الابتعاد عنه ظناً انه احد المجرمين.
تمسك وهيب به بعنايه وضمه له بحنان يربت على ظهره حتى استڪان الصغير داخل احضان برعب ودموعه مازالت تهبط.
التفت وهيب لهم وهو يرفع يده يمسح دمعه فرت من عينيه حزناً على الصغير:
_ انتو شايفين حالة الولد وصلت لاي؟! انا خايف عليه ومش عارف اعمل ايه
اقترح فارس بقلق شديد:
_ نعرضه على دڪتور نفسي اڪيد هيعرف يتعامل معاه
هز رأسه نافياً يهتف بحزن:
_ لاء ڪده حالته هتتعقد اڪتر من الاول… دا خايف مننا… تخيل لو تعامل مع حد غريب حالته هتبقى عامله ازاي؟!
اقترحت دنيا بتفڪير:
_ يوسف مش لازم نسيبه لوحده وخصوصاً ورد لازم تبقى حواليه وتطمنه
… ونلعب معاه ونجيبله هدايا… نشغل تفڪيره بعيد… يلعب مع اخواته
ابتسموا استحساناً لتلك الفڪره… صعد وهيب للاعلى يضع الصغير في السرير مع صغاره وتحرك الجميع ڪلاً منهم في اتجاه
__________________
في الاعلى ڪانت تجلس على الاريڪه بتأفف وضيق من تلك الحاله…. فتحرڪت تجاه تلڪزه في ڪتفه بضيق… فتح عينيه بنعاس:
_ خير ياورد عاوزه ايه
ربعت يدها امام صدرها تهتف بحده:
_ خلاص المسرحيه خلصت وانا عاوزه اطلق يا رحيم
اعتدل في جلسته ينظر لها بغضب:
_ انتِ بتقولي ايه سمعيني تاني ڪده؟!
اعادت جملتها مره اخرى وهي تضغط على ڪل حرف:
_ بقولك… عاوزه اطلق يارحيم!!
اجابها ببرود شديد ومن داخله يود خلع رأسها:
_ مش هطلق ياورد… انسي… دا ابعد من خيالك
هتفت بإستهزاء وهي تتحرك تجلس على الاريڪه مره اخرى:
_ وانا مش طايقه اقعد على ذمتك دقيقه واحده… ابعد عني بقى مش عاوزاك… وروحلها
رفع الغطاء من عليه يهتف بنفاذ صبر:
_ تاني ياورد مش انتِ عارفه الي فيها…. ويوم ڪتب ڪتابي عليڪي قولتلك ڪل حاجه وڪل الي اعرفه عن ميار و وليد وانهم عاوزين يأذونا وان ميار هتحاول تأذيني فيڪي… وقولتلك عن خططهم وعن حقيقه ياسين وجميله وانهم اخواتي؟! وقولتلك اني بحبك انتِ ياورد وعاوزك انتِ… وانتِ وافقتي ورضيتي وقولتي انك هتفضلي جمبي للنهايه؟! جايه دلوقتي عاوزه تسيبني
صرخت بحده وانهيار:
_ انا عارفه ڪل ده… وفاڪره ڪل حاجه قولتهالي بس مش انك تحن لحبك الاول يارحيم بيه وادخل الاقيها في حضنك وبتبوسها…. وسيبتها تنام على سريري…. اديتها حقي فيڪي… هنتني وجرحتني وڪسرت ڪرامتي علشانها…. شوفتني ببڪي وبتوجع قدامك… مهنتش عليك…. سيبتني مجروحه وملاقتش حضنك يداويني؟! جايه تطلبني دلوقتي؟!… لاء يارحيم بيه انا مش جاريه عندك ترميها وقت ماتڪون عاز وترجعها وقت ماتحب
اقترب منها وقبض على يدها بحده:
_ افهمي بقى ڪنت مضطر اعمل ڪده… لازم اوهمها ان خطتها ماشيه صح وان العمل جاب نتيجه!! ڪان لازم تقتنع لو مڪنتش عاملت ڪده مڪناش هنبقى واقفين قدام بعض دلوقتي
لڪمته في. صدره بحده:
_ مش عاوزه… انا عاوزه ابعد… مش قادره اشوف منظرها وهي في حضنك… خدت مڪاني وحقي فيك… لسه… لسه يارحيم… مش قادره انسى ڪل الي حصل…. انا عاوزه ابعد
اقتربت منه وهتفت برجاء:
_ ارجوك يارحيم طلقني… عاوزه ابعد عن هنا وعن الڪل…. انا تعبت وعاوزه ارتاح
ڪان يتألم بشده لألمها ورجائها له ولڪن فترة البعد مرفوضه نهائياً:
_ لاء ياورد…. مش هتبعدي عني لو عاوزه تصلحي حاجه وتعالجي حياتك تبقي هنا قدام عيني
صرخت بحده من شدة حزنها:
_ مش عاوزاك يارحيم… ابعد عني بقى
ترڪته وتحرڪت للاسفل مسرعه… اما هو فسب بغضب وتحرك خلفها
________________
هبطت ورد للاسفل واسرعت تجاه والدها الذي هب واقفاً بقلق ما ان رأها مقبله عليه ببڪاء:
_ورد؟! مالك يابتي؟! عتبڪي ليه عاد؟! حصل حاجه؟!
ارتمت في حضن والدها بإنهيار تام:
_ انا تعبانه يابابا… موجوعه اوي… وحاسه روحي بتتقطع…. انا بموت يابابا… مشيني من هنا مش عاوزه اقعد هنا… علشان خاطري
سقط قلبه هلعاً على حالة ابنته يهتف بخوف:
_ ورد مالك ياحبيبتي…. احڪيلي ايه الي وصلك لڪده؟!
ڪررت طلبها برجاء:
_ مشيني من هنا يابابا بالله عليك
صرخ من خلفها بقوه وغضب:
_مافيش خروج من هنا… وڪلمتي هتتسمع… اطلعي فوق يلا
تشبثت بأحضان والدها وهتفت بخوف:
_ سڪته يابابا…. وخليه يبعد… انا خايفه اوي
امسك طه يدها وجعلها تجلس بهدوء:
_ انتِ عاوزه ايه ياورد؟!
همست بضعف شديد:
_ مش عاوزه اقعد هنا… في حاجه خنقاني… انا مش ڪويسه لا انا ولا ابني…عاوزين نبعد… نرجع لحياتنا تاني علشان نعرف نعيش… انا من ڪتر الضغط النفسي والتفڪير حاسه دماغي هتتفرتك
ربت على وجنتها بحب:
_ عاوزه تسيبي ابوڪي وتبعدي عني تاني وانا ماصدقت لاقيتك…. طب هتروحي فين؟!
هتفت بسرعه ولهفه:
_ لاء والله يابابا مش هبعد عنك… بس عاوزه اهدى… ارجع زي ماڪنت… علشان اعرف اعيش… علشان خاطر يوسف…. وهقعد في شقتنا متخافشي عليا… بالله عليك وافق… انا محتاجه ڪده
تنهد بقلة حيله يهز رأسه ايجاباً، فهو يعلم حالتها النفسيه جيداً هي والصغير:
_ انا موافق ياورد.. بس بشرط… ادهم وجميله هيروحوا معاڪي… مش هتفضلي لوحدك علشان اطمن عليڪم
هزت رأسها ايجاباً وصعدت للاعلى بسرعه قبل ان يفتك بها زوجها.
اقترب رحيم من طه يهتف بحده:
_ ازاي ياعمي توافق على حاجه زي دي؟! ومسمعتش ڪلامي ليه؟! متجوزه اريل هي؟!
هز طه رأسه بيأس:
_رحيم افهم… انت عارف منيح الحاله بتاعت ورد ويوسف… اڪتر اتنين اتأذوا بسبب الي حصل… صدقني هتفرق معاهم… ومتخافشي انا هأجرلك شقه في نفس العماره علشام تبقى جمبها وتعرف تصالحها
ابتسم رحيم بخبث يفڪر في القادم وڪيف يصالح محبوبته المجنونة
______________________
ڪانت تجلس في الغرفه ومعها الفتيات ينظرون لها بحزن فأردفت دنيا بحزن:
_ ڪده يا ورد… هونا عليڪي وهتسيبينا بسهوله ڪده؟!
هزت رأسها نافياً تهتف بضعف:
_ غصب عني والله يادنيا… مش قادره اقعد هنا… مش هقدر والله
ربت على ڪتفها بحزن:
_حاسه بيڪي والله… بس مش هاين علينا انك تبعدي عننا صعب علينا والله… خُدي بالك من نفسك ويوسف ياورد….. عاوزاڪم ترجعوا احسن من الاول… ومتنسوناش
هتفت فريده بتحذير و وعيد:
_ اقسم بالله ياورد لو مرنتيش عليا ڪل ساعه اطمن عليڪي هتزعلي مني
ابتسم ورد بحنان واحتضنت فريده بقوه:
_مقدرشي انساڪي يامامي المستقبل… وهڪلمك ڪل شويه… انا مش مهاجره دا ڪلها ساعتين وتڪونوا عندي… بس اهتمي بنفسك… انتِ ضعيفه… ڪلي ڪويس وارتاحي علشان البيبي يرتاح… وتابعي مع الدڪتوره واهتمي بنفسك ڪويس
تعلقت فريده بها:
_ هتوحشيني اوي اوي يا حبيبتي…. هجيب ياسين واجيلك… مش هتبعدي عني بسهوله
قهقهت ورد بخفه، اقتربت منها هدير بخجل:
_ احم… تروحي وتيجي بالسلامه ياورد
نظرت لها ورد بهدوء لتشدها فجأه لاحضانها تهمس بهدوء:
_ مش زعلانه منك يا هدير…. مش زعلانه والله
انفجرت هدير بالبڪاء:
_ مش ذنبي والله ياورد… انا ڪنت واخده بالي منه…. معرفشي ايه الي حصل…. انا السبب انا السبب
ربتت عليها بخفه:
_ خلاص ياهدير ڪله مقدر ومڪتوب والحمد لله انه عدى على خير واننا ڪويسين
هدأت هدير ودخلت جميله الغرفه تهتف بإستعجال:
_ ورد… يلا ادهم مستنينا في العربيه تحت
ودعت ورد الفتيات بصعوبه وتحرڪت للاسفل وهي تحمل الصغير النائم في احضانها وبصعوبه ودعت الجميع ببڪاء… اقترب منها رحيم يهتف بهدوء:
_ ورد افتكري ڪويس يومين وهڪون عندك
هزت رأسها نافياً تردد بتحذير:
_ اياك يارحيم…. انا مش عاوزه اشوفك… طلقني يارحيم
هز رأسه نافياً يردد ببرود:
_ شڪلك مابتسمعيش ڪويس ياورد.
هتفت بإستهزاء شديد:
_معلشي اصل في قوقعه في وداني مش بسمع
اقترب منها يهتف بهمس اثار الرجفه داخل جسدها وطالعته بتوتر:
_ وحياة ورد الي في قلب رحيم لارجعك ليا من تاني مالڪه قلبي…. سلام ياوردة حياتي
ابتعد عنها وهو يبتسم بخبث وترڪها تطالعه بتوتر وهي تتنفس بعنف وتنظر لاثره بشرود…. هزتها جميله بقلق:
_ ورد انتِ ڪويسه
هزت ورد رأسها بشرود وتحرڪت خلف جميله في سڪون تام
______________________
ڪانت تضم الصغير لها بحمايه وتستند برأسها على زجاج السياره تنظر للطريق بشرود… لاحظ ادهم شرودها وهتف بهدوء:
_ مالك ياورد من ساعة ما طلعنا من الصعيد وانتِ ساڪته خالص
انتبهت ورد لحديثه وهتفت بتوتر:
_ مافيش حاجه ياحبيبي انا ڪويسه بخير
هز رأسه نافياً:
_ لاء ياورد انتِ ساڪته خالص…. ومش راضيه تتڪلمي
هتفت بقلة حيله:
_ تايهه يا ادهم خالص ومش عارفه ارسى على بر
ابتسم ادهم بحماس:
_ لا انا عاوزك بقى تفڪي خالص وتنسي الي فات وانا هغيرلك مودك تماماً وهنسيڪي اسمك خالص
ضحڪت ورد بسعاده فرددت جميله بمشاڪسه وهي ترفع نقابها:
_ بوصي هنبهرك و هنتشقلبلك في قلب الشقه
ابتسمت ورد بعدم تصديق:
_ جميله انتِ اتهبلتي ولا ايه انتِ ڪنتي نسمه لابتهشي ولا بتنشي… وبعدين رافعه النقاب ليه مش خايفه حد يشوفك وانتِ قمر ڪده
غمزت لها جميله بمڪر وهتفت بإبتسامه:
_ انا رافعه النقاب وانا مطمنه… العربيه ڪلها متفيمه ياروحي فاخد راحتي على الاخير… وبعدين اي حد يعرف اخوڪي لازم يبقى مجنون والحمد لله على ڪل شيئ
هزت ورد رأسها بهدوء وهتفت لادهم:
_ ادهم لو سمحت…. اطلع على العنوان ده
أملته العنوان ليهتف بدهشه:
_ بس ده مش عنوان البيت….
ابتسمت بهدوء:
_ وقتها هتعرف… بس ارڪن جمب اي سوبر ماركت اجيب اڪل ليوسف
هز رأسه بهدوء وبعد قليل توقف امام احد المطاعم على الطريق وهبط من السياره وفتح الباب المجاور لورد ينظر ليوسف بحماس:
_ يلا يابطل تعالى معايا
هز الصغير رأسه نافياً وتشبث في ورد بخوف ليهتف ادهم مجداً بنفس الحماس:
_ اسمع الڪلام هنروح نشتري شيبسي وعصير وبسڪوت ڪتير لجو وبس
نجح في جذب انتباه الصغير الذي خرج من احضان ورد ونظر له بطفوليه:
_ لاتا؟!
هز رأسه بسعاده يحمله ويقبله بقوه:
_ وهجيبلك شڪولاته ڪمان… جاهز يابطل
هز الصغير رأسه بحماس ليتحرك به للداخل ويعود بعد ربع ساعه يحمل حقائب ڪثير… جلس الصغير وسط تلك الحلوى ينظر لها بإنبهار وسعاده و ورد تبتسم براحه وهي تتابع صغيرها يضحك بسعاده مع جميله و ادهم ويشاڪسهم
__________________
وصل ادهم للعنوان الذي اعطته له ورد ليجدوا نفسهم داخل المقابر… التفت ينظر لها بتساؤل ليجدها تهبط من السياره دون حديث وتتحرك للداخل بشرود هبط وحمل الصغير وتحرك خلفها بلهفه وخلفهم جميله.
وجدها تقف امام امام قبر… دقق النظر فيه ليجد اللحد منقوش عليه اسم ” تسنيم طه عثمان الحُسيني ”
تفهم حالته وصمت يتابع حالتها
هبطت على رڪبتيها دون شعور تبڪي بقوه امام قبر اختها:
_ وحشتيني اوي ياحبيبتي… وحشتيني يا تسنيم… انهارده اقولك نامي وارتاحي…حقك رجع وامك اتحبست بتهمة قتلڪم… مڪنتش مصدقه وانا بسمع الڪلام ده… بس خلاص الڪلام مش هيرجعك ليا… بس انا عارفه انك ڪويسه وبخير ومبسوطه عندك…. متقلقيش عليا انا ويوسف احنا ڪويسين وبخير… مش ناقصنا غيرك انتِ وبس… مش عارفين نڪمل من غيرك… وحشتيني يا تسنيم
وضعت وجهها بين ڪفيها تجهش في بڪاء عنيف لتقترب منها جميله بحزن تضمها لاحضانها تهدئ من روعها… اما ادهم جلس اما قبر اخته يطالعه بشرود وهتف بهدوء:
_ ازيك يا تسنيم عامله ايه…. انا ادهم اخوڪي… ودي جميله مراتي… تعرفي بابا ڪان بيحڪلنا عنك ڪتير…. ڪان بيحبڪم قوى و دور عليڪم ڪتير…. ڪان نفسه يشوفك اوي…. متعرفيش صدمته لما عرف انك مُتِ… ربنا يرحمك ياحبيبتي ويصبرنا على فراقك… ومتخافيش على ورد ويوسف دول في عنيا
اقترب من اخته يحتضنها ويواسيها وهو لم يتمالك حاله هو الاخر ليبڪي على حال اخته الفقيده التي رحلت في شبابها بسبب ام نُزعت من قلبها الرحمه وحرمتها من صغيرها ويتمت طفلها
تعلقوا في احضان بعض يبڪون بقوه وجميله تحاول تهدئتهم وهي ترى الصغير يشارڪهم البڪاء دون ان يفقه شيئ.
_______________________
وصلوا للشقه وتحرڪوا للداخل و ادهم يسند ورد التي ڪانت تتحرك بصعوبه واعينهم من ڪثرة البڪاء أصبحت حمراء…. جلسوا على الاريڪه ومازالت ورد تتشبث في احضان اخيها وڪأنه طوق النجاه وتبڪي بضعف:
_ انا تعبانه يا ادهم…. تعبانه اوي اوي… انا مخنوقه
ربت على ڪتفها بحنان:
_ ياحبيبة قلب اخوڪي وعمره انتِ…. اهدي ياحبيبتي علشان خاطري… طب علشان خاطر يوسف
نظرت له بضعف تهتف برجاء:
_ انا عاوزه انام يا ادهم… بس خايفه…. خايفه من بڪره اوي
هتف بهدوء:
_ ” قل لن يصيبنا الا ماڪتبه الله لنا ” مش عاوزك تخافي من اي حاجه طول ما احنا جمبك… عاوزك تطمني وتهدي… ڪل حاجه عدت وخلصت خلاص… هنبدأ من جديد صفحه جديده بحياه جديده… بس انتِ اهدي
رفعت بصرها له تهتف بضعف:
_ عاوزه انام
وبدون ڪلمه حملها بين يده وتحرك بها تجاه غرفتها يضعها بهدوء يضمها له بحزن حتى نامت من الارهاق… دخلت جميله بهدوء:
_ هي ڪويسه
اجابها بهدوء وتمني:
_ ان شاء الله هتڪون بخير
ربتت على ڪتفه تهتف بهدوء:
_ طب ياحبيبي قوم نام جمب يوسف وانا هنام هنا جمبها
هز رأسه ايجاباً دون ڪلمه وتحرك لغرفة الصغير وتنهد يدعو بأن تمر الفتره القادمه على خير
_________________
استقيظت بإنزعاج بسبب تلك الطرقات المستمره على الباب، فتحت الباب لتجده امامها يطالعها بخبث:
_ مساء العناب ممڪن رقم الواتساب؟!
!!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ورد الصعيد)