رواية ودق قلبي لها الفصل الأول 1 بقلم شيماء سعيد (أم فاطمة)
رواية ودق قلبي لها الجزء الأول
رواية ودق قلبي لها البارت الأول
رواية ودق قلبي لها الحلقة الأولى
نصلى ونسلم عليك يا سيدى يا رسول الله 🌺
لا تسئلن محب كيف احببت ، فالحب يقذفه الله فى القلب فجأة وقد تتفاجىء نفسك به أيضا .
زينب بنزق …وبعدين يا ماما فى ابنك ده ، هيفضل كده ما بعد المرحومة مراته ، قافل على نفسه ، ومش دارى بالدنيا حتى ولاده مش عارف يراعيهم وسايب المسئولية علينا ، وزى ما حضرتك شايفة انا مش فاضية وورايا كلية ومذاكرة .
وحضرتك تعبانة ومعدتيش قادرة تغيرى للى لسه متعلمش الحمام لوحده ولا تتابعى مع الكبير واجباته .
والدة زين بصوت خافت …بس يا زوزو ألا يسمعك ويزعل ويقول مش طيقين عياله ، انا اه تعبانة بس على قلبى زى العسل وبحبهم وبحب وجودهم ولعبهم جمبى ، دول يتامى يا بنتى وليا فيهم اجر .
زينب بندم …عارفة والله يا ماما وهما صعبانين عليا برده .
بس انا حتى لو بساعدك فيهم دلوقتى رغم الكلية والمذاكرة .
لكن بعد كده هتعملى ايه لوحدك معاهم ، وانا خلاص فرحى بعد ما اخلص امتحانات ، يعنى يدوبك شهرين..
والدة زين …والله ما عارفة يا بنتى ، ربنا يدينى القوة عشان خاطر اليتامى دول ( سالم وسليم ) .
زينب …طيب يا امى ، حولى تكلميه تانى فى موضوع ( تقى ) زميلتى ، بنت غلبانة ومنكسرة ويتيمة الاب وامها بتشتغل عشان تسد مصاريف تعليمها .
واكيد ما هتصدق عريس مقتدر زى زين يتجوزها ، عشان مش هتقدر على مصاريف جهزها .
والدة زين ….بس يا بنتى دى قدك عشرين سنة ، يعنى صغيرة اوى عليه ، انتِ عارفة اخوكى السنادى هيتم اتنين وأربعين سنة .
فصغيرة تقى عليه وممكن متتحملش العيال .
ثم رفعت والدة زين ببصرها مرددة …الله يرحمك يا منى ، كنتى ست الستات فعلا ، وروحتى فى عز شبابك يا بنتى .
وكسرتى بخاطر زين ، اللى من ساعتها والدنيا اضلمت فى وشه ، وعايش ومش عايش فى نفس الوقت .
زينب ….عمرها كده يا أمى ، وخلاص عدا سنة كاملة ، والحى أبقا من الميت .
فيخرج للدنيا ويعيش حياته ، وكمان ايه يعنى اصغر منه ، بالعكس كل ما تكون صغيرة هيكون فيها صحة عشان تقدر تربى عياله .
والدة زين ( سهير) ….تصورى عندك حق يا زوزو .
فعلا الصغيرة اللى هتستحمل اكتر ، ولو اخد وحدة كبيرة مش هيكون فيها صحة تربى العيال .
بس يا بنتى برده ما أظنش توافق ،عشان فارق السن وكده .
زينب …..لا يا امى ، انا متأكدة هتوافق عشان عريس جاهز ، وتطلع من الفقر اللى هى عايشة فيه ده .
والدة زين (سهير ) …خلاص يا بنتى ، انا هقوم ادخل لأخوكى ، واحاول افتح الموضوع من جديد ، مع انى خايفة يصدنى زى كل مرة .
زينب ….معلش حولى معاه تانى وقوليله بصنعة لطافة كده ، أن اختك هتجوز ، ومش هقدر على العيال لوحدى ولازم تجوز وحدة تراعيهم .
وكمان حلى فى عينيه العروسة ، قوليله صغيرة وحلوة وهتجدد شبابك وغلبانة كمان ، يعنى هتقولها يمين يمين ، شمال شمال ، غير بنات اليومين دول .
وانا متأكدة أنها هتسعده .
والدة زين( سهير) ….ياريت يا بنتى ، ده زين طيب وابن حلال اوى وكان شايل المرحومة فى تعبها ، وكان احن عليها من امها وأبوها والله .
ثم قامت والدة زين من على مقعدها مرددة …وادى قومة ، لما ادخل افتح معاه سيرة .
ثم خطت بخطوات ثقيلة ، بينما هو كان فى غرفته ، قد استمع لصوتهم العالى فى مسألة زواجه مرة أخرى كالعادة.
فانقبض قلبه وتجمعت الدموع فى عينيه وأخرج زفيرا حارا مرددا …..مش قادر اتصور نفسى مع وحدة تانىة غير منى ، هى كانت الحب كله وعينى مش قادرة تشوف غيرها ، وحاسس انى لو اتجوزت هظلمها معايا ، لأن قلبى وروحى مع منى وبس .
ثم أجاب نفسه بقوله …بس يا زين وولادك ، اديك سمعت بنفسك محدش هيقدر عليهم .
ولا انت بنفسك قادر تراعيهم .
بس انا غصب عنى ،كل ما ابص فى وشهم افتكر منى ، لأن ملامحهم هى ملامح منى بالظبط .
وده بيخلينى انهار وأبكى ، ومش عايزهم يتأثروا بحزنى.
ثم سمع صوت طرقات والدته على الباب تستأذن للدخول .
فقام بإزالة دموعه بظاهر كفيه سريعا واذن لوالدته بالدخول قائلا …اتفضلى يا ماما .
فولجت إليه بخطوات ثقيلة ، لتفترش المقعد الوثير أمام الفراش ، الذى كان يتكىء عليه زين ، وعينيه تلونت بالحمرة من فرط البكاء .
فتنهدت والدته بحزن وهى ترى اثار الدموع فى عينيه واردفت….وبعدهالك يا زين ، ما كفاية حزن يا ابنى ، ده الحزن بيقصر العمر .
واخرج كده للدنيا وشوف شغلك اللى سايبه للغرب يتحكموا فيه ، ويعالم بيشتغلوا بما يرضى الله ولا بينهبوا فيك من وراك .
زين بتنهيدة مؤلمة …الله مطلع عليهم ، وانا مش قادر والله صدقينى يا امى .
والدة زين …ولى هتخليك تقدر وترجع تانى زين حبيب أمه اللى كانت الضحكة مش بتفارق وشه .
اغمض زين عينيه بالم مرددا …برده مفيش فايدة ، وجيبالى عروسة تانى مش كده ؟
والدة زين …اه بس مش اى عروسة ، بنت صغيرة ، وحلوة يعنى هترجعلك شبابك من جديد يا ضنايا ،وتنسيك الدنيا كلها .
زين بانفعال ….محدش ابدا يقدر ينسينى منى ابدا .
بس حاضر يا ماما ، انا خلاص موافق اتجوز .
فوقفت والدته وتهلل وجهها وابتسمت مرددة …بجد ، بتكلم بجد يا زين موافق .
زين بقهر ومرارة ….ايوه عشان خاطر سالم وسليم .
وعارف انى تقلت عليكى كتير أنتِ وزينب ،كتر خيركوا
معلش .
والدة زين ….لا متقولش كده يا حبيبى ،دول حبايبى .
انا عشانك ، وعشان عمرك ميرحش فى الزعل والحزن ده .
زين ….كله مقدر ومكتوب .
والدة زين ..ايوه يا ابنى نصيب .
وانا قائمة اكلم اختك ، تكلم صاحبتها ونشوف معاد نزورهم وتشوفها يا ابنى ، وانا واثقة أنها هتعجبك .
دى زينب بتقول انها حلوة اوى .
فحرك رأسه بلا مبالاة متمتما…مش فارق معايا الكلام ده ، انا اصلا بعد منى كل الستات عندى سيان .
وبالفعل خرجت والدته والقبول على وجهها مبتسمة ، فأسرعت إليها زينب قائلة …ايه شكلك كده بيقول أنه وافق ، قولى يا ماما وفرحينى.
والدة زين …اه يا بنتى ،تصورى ، انا مش مصدقة .
بس والله خايفة يقصر رقبتنا وبعد ما نتفق مع الناس يقول لا وانا اتسرعت .
زينب …لا متخافيش ، قولتلك البنت حلوة اوى ، وكمان طيبة فأكيد هيرتحلها ومش بعيد يحبها وينسى كمان منى .
والدة زين …ياريت يا بنتى ، نفسى اشوفه سعيد ومتهنى .
زينب بفرحة ….انا رايحة اكلم حالا تقى .
واحدد معاها معاد نزورهم فيه .
والدة زين …مش توافق الاول وبعدين نحدد يا بنتى .
زينب …انا قولتلك ما هتصدق يا ماما عريس جاهز ، مش هيكلفها حاجة ، يدوبك بشنطة هدومها .
لا كمان وهو اللى هيجبلها هدومها ، دى معندهاش غير طقمين بتلبس فيهم صيف شتا .
والدة زين ….لا حول ولا قوة الا بالله.
ربنا يكتبلها النصيب يا بنتى مع زين ، ويكرمها ويجبلها كل اللى نفسها فيه .
بس يارب يحنن قلبها على ولاده اليتامى دول .
عشان انا عارفة مفيش بعد الام وخايفة والله عليهم .
زينب …لا متخفيش تقى حنينة اوى وبتحب الاطفال .
ثم أسرعت زينب والتقطت هاتفها وحدثت تقى .
زينب بمرح ……بت يا تقى ، جيبالك حتة عريس حلاوة ونقاوة يا بت ، وكمان جيبه مليان وهيدلعك .
تقى بابتسامة عريضة…عريس ياماى .
واخيرا هحصلك يا بت يا زوزو .
بس قوليلى ده شافنى امتى ؟
ووقع فى حبى ازاى كده من ورايا .
وهو اللى كلمك تقوليلى؟
ولا حبنى كده عميانى لما حكتيله عليا
قولى يا بنتى واشجينى
ده انا حبيته من اول كلمة
اه من الحب وسنينه .
زينب بضحك …حيلك حيلك ، ايه اللى حبك وحبتيه .
ما تتقلى يا بنتى وتسبينى اكمل كلامى .
تقى …اتفضلى سيدتى بس انجزى وهاتى من الاخر
هنكتب الكتاب امتى ؟
زينب …يخربيت دماغك اللسعة ، يا خوفى عليه منك .
وخايفة تكلى اكل عياله يا بت .
تقى متعجبة….عياله ، قصدك عيالنا يعنى المستقبليين.
زينب …لا يا اختى عياله هو ، عنده ولدين زى القمر من المرحومة مراته الاولى وأنتِ بإذن الله المرحومة التانية .
يوه ، قصدى هتكونى الزوجة التانية بعد ما مراته قبلت وجه كريم من سنة وسبتله العيال يا عينى .
تقى بضحك …يعنى أنتِ جيبالى عريس وعياله جاهز يعنى من مجماميعه ووفر عليا حتى الخلفة والتعب .
زينب ..اه شوفتى ، هتربى على طول .
تقى …بس هو انا صحيح بحب الاطفال ، بس خايفة هما ميحبونيش واكون مرات الاب الشريرة .
او تكون مسئولية عليا يا زوزو ، ده انا لسه عالة على ماما ومش بعرف اتصرف فى حاجة وبغرق فى شبر مية .
وبجرى عليها فى اى مشكلة .
فهعمل ايه انا لوحدى مع الراجل ده وعياله ؟
زينب …متقلقيش يا تقى ، مهو ماما هتساعدك فى اى حاجة تطلبيها وتقف جمبك زى والدتك بالظبط .
ففتحت تقى فمها بعدم استيعاب مرددة ….وايه دخل والدتك فى الموضوع يا بنتى ؟
ولا هى هدية كمان فوق العريس .
زينب بضحك …يخربيت دماغك ، هدية ايه بس ؟
دى حماتك يا بنتى .
تقى …وكتاب الله المجيد .
هو العريس يقربلك ؟
زينب بغيظ …يا صبر ايوب ، اه يقربلى من بعيد شوية
تقى ..بجد ، حلو اوى .
ويعنى والدتك هتزورنا وكده .
زينب ..اه ، عشان المحروس العريس يعنى ، اخويا يا ستى .
تقى …اخوكى ، لا بتكلمى جد
العريس اخوكى !
زينب ..اه والله ، تصورى .
تقى …يا انتِ عمتو الحرباية .
زينب …اتلمى يا بنتى ، والا والله اجى اجيبك من صرصور ودنك .
تقى …لا خلاص خلاص .
هو انا اطول اتجوز اخوكى ، يعنى اكيد طيب زيك كده .
وكمان اكيد مز ، عشان انتِ قمر ١٤.
زينب …اخيرا قولتى حاجة عدلة.
وايه رئيك نجلكوا بكرة الجمعة نشرب معاكوا الشاى بعد العشا كده ؟
تقى …ليه هو أنتِ مصدعة يا حبيبتى ؟
ضربت زينب بيدها على رأسها مرددة…لا كده كتير وربنا .
بصى يا بنتى ، عشان أنا عندى مرارة واحدة .
انا جاية انا وماما وزين اخويا بكرة عشان تشوفيه ويشوفك .
ثم أغلقت الخط ، وبشرت والدتها بالقبول وأنهم سيكونوا فى انتظارهم بالغد وعليها أن تخبر زين بالوعد .
أسرعت تقى إلى والداتها فى غرفتها وعلى وجهها ابتسامة مشرقة .
فابتسمت انهار لابنتها مرددة …ايه الجمال ده يا قلب ماما !
وايه وشك بيقول خبر حلو .
تقى بحرج …هو حلو بس قلقانة شوية .
انهار …ليه يا حبيبتى ؟
تقى …تصورى اخو زينب زميلتى فى الكلية عايز يتقدملى .
ابتسمت انهار بنعومة مرددة بتعجب …..والله كبرتى وبقيتى عروسة حلوة يا تقى .
ولكنها سرعان ما عبست لضيق الحال فتحدثت بهون ….بس عريس يعنى شوار وفلوس ، وانا لسه مش مستعدة يا ابنتى .
معلش خلينا نصبر لما تخلصى شهادتك وتشتغلى عشان نساعد بعض فى جهازك .
تقى …لا يا حبيبتى متشليش هم تانى ، هو مقتدر وبيقول هياخدنى بشنطة هدومى .
انهار بفرحة ..يا ما انت كريم يارب .
بجد !
بس والله كان نفسى اجبلك بايديا كل اللى بتتمنيه .
بس الحال زى ما انتِ شايفة يا نور عينى .
فأقبلت تقى إلى والداتها وقبلتها مرددة ….عارفة والله يا ست الكل بس اهو ربنا رحيم بيا وأنتِ كمان عشان عارف انك. تعبتى معايا قد ايه .
وهما بكرة خلاص جايين .
بس يا ماما كنت عايزة افهمك حاجة .
انهار …خير يا بنتى ، قولى .
زين يا ماما سبق ليه الجواز ومراته توفاها الله وسابت له طفلين .
محتاجين رعاية ، وانا مش عارفه فعلا هكون قد المسئولية دى ولا ايه ؟
انهار بحزن …لا حول ولا قوة الا بالله ، يا عينى على العيال دى .
مفيش بعد الام يا بنتى ، والله قلبى وجعنى عليهم .
وأنتِ يا بنتى قلبك حنين وهتقدرى عليهم بإذن الله واحتسبى الاجر عشان دول ايتام .
مش هقولك حاجة سهلة بس استعينى بالله .
واكيد بدال نيتك خير هتقدرى .
تقى …يعنى تتوكل على الله وأوافق ؟
انهار….طبعا يا بنتى ،ومتقلقيش انا كمان هتعبرهم ولادى وهساعدك فيهم .
ثم ابتسمت انهار قائلة …ياااه يا تقى معقولة كبرتى كده وهتجوزى ، وكبرتينى معاكى يا بنتى .
يعنى انا شوية وهكون تيتا ، ثم ضحكت بحب ورددت …لا كده كتير .
قبلتها تقى من وجنتيها مرددة ….اطلع منها يا قمر انت ، كبرتى ايه بس .
ده كل اللى يشوفنا فى الشارع يقول اخوات ، ومحدش مصدق انك امى ، عشان شكلك اللهم بارك صغير .
ومش بس كده يا قمر ، انتِ حمار وحلاوة ، قشطة بمربى حاجة كده يعنى .
رسمت انهار على ثغرها ابتسامة رقيقة مرددة…اه منك يا بكاشة ، انتِ العسل كله يا تقى .
وانا عايشة عشانك انتِ، ونفسى فعلا اشوفك متهنية فى بيت جوزك ، عشان اطمن عليكى .
تقى بحب …يا حبيبتى يا ماما .
ثم احتضنتها بحب.
……..
أخبرت والدة زين ابنها بالموعد المحدد لزيارة العروس .
فحرك رأسه بإمالة فى حزن ، ليؤكد لها أنه موافق ، رغم الحريق الذى نبش فى صدره .
وما أن خرجت والدته حتى اجهش بالبكاء وأخرج صورة زوجته الراحلة وتمتم فى حزن …سامحينى يا منى ، غصب عنى ، بس عشان ولادك يا حبيبتى .
بس قلبى عمره ما هيكون لغيرك .
ثم تأمل صورتها بدقة وتحسسها بأنامله .
وكأنه يلمس شعرها الذى كان بلون عينيها البندقتين ثم مرت يده على وجنتيها التى بلون الورد الاحمر والغمزات التى تزينها .
ثم عادت له ذكرياته معها وهى تحدثه بحب مرددة .
منى …ايه يا زين ، مش هتبطل تبصلى كتير كده ، انا بكسف.
زين …اعمل ايه ، حد يقدر يبعد عينيه عن الجمال ده !
منى …ياريت تشوفنى حلوة كده لاخر العمر ، لما أعجز واكون ست كركوبة.
ضحك زين مرددا….انتِ هتفضلى فى نظرى البنت الجميلة اللى حبتها مهما كبرنا فى السن .
ليغفو زين فى النوم بعد ذلك ، ثم أتى اليوم التالى .
الذى مرت لحظاته عليه كالدهر ، حتى جاء موعد الذهاب للعروس .
……….
انهار …..كفاية كده تنضيف يا تقى ،وادخلى يلا خدى دش والبسى ، عريسك زمانه فى الطريق ، العشا أذنت يا بنتى .
تقى …حاضر يا ماما ، اظبط بس اخر حاجة اهو .
وداخلة ، لازم عشان يقولوا عليه نضيفة.
انهار …انتِ ست البنات كلها ، بس يلا ادخلى ظبطك نفسك .
تقى …وأنتِ يا ماما ، مش هتغيرى ولا ايه ؟
انهار …يا بنتى المهم أنتِ ، انا ايه بس .
تقى …لا لزمن ولابد ، تغير يا جميل ، عشان نبقا قمرين كده ، ولا حد قدنا .
فضحكت انهار …مفيش فايدة فيكى ، حاضر
ثم أتت لحظة الحسم .
ودق الباب دقة ، كان من شأنها تسحب الهواء من رئة انهار ، فوضعت يدها على قلبها .
مرددة …خير يارب .
ثم فتحت الباب مرحبة ….اهلا وسهلا ، اتفضلوا.
زينب …انا زينب زميلة تقى يا طنط ،ودى ماما سهير .
وده العريس زين اخويا .
لتسقط عين زين عليها فتتسع شيئا فشيئا مرددا فى ذهول …منى .
فقد كانت انهار تشبهها كثيرا فى الملامح .
وأدركت والدته ذلك فرددت فى نفسها …سبحان الله ، يخلق من الشبه اربعين .
ولكنها أمسكت يد زين ثم همست فى أذنه …امسك نفسك يا ابنى ، منى ايه الله يرحمها ، دى ام العروسة .
انهار بخجل من نظرات زين المثبته عليها …اتفضلوا اقعدوا ولو يعنى البيت مش قد المقام .
سهير ..متقوليش كده يا بنتى ، البيت مش بمقامه ، البيت بصحابه المنورين فيه .
انهار …تسلمى يا حاجة ، الله يكرم اصلك الطيب .
سهير …بس ماشاء الله عليكى يا بنتى ، شكلك ميبنش عليه ابدا ام العروسة .
انا كنت فاكراكى صاحبتها ولا حاجة ، انتِ شكلك اتجوزت ى صغير اوى .
انهار …يعنى مش اوى ، كان عندى ساعتها ١٨ سنة وحملت على طول فى تقى .
ثم نظرت انهار لتلك الطفلين البريئين ، بنظرة رحمة وعطف .
لتلتقط الصغير من يد عمته زينب ، مرددة بخفوت ….يا حبيبى تعال لحضنى ، انت اسمك ايه ؟
ثم احتضنته بحب حتى أن دمعة هاربة فرت من عينيها .
فتعجب زين من تلك المرأة التى لا تشبه فقط منى فى ملامحها بل فى حنوها أيضا .
زينب ..اللى معاكى ده يا طنط سليم ،اما المشاكس الكبير ، فأسمه سالم .
سالم ببرائة …أنا مشاكس يا عمتو .
زينب …مش مشاكس بس ، انت لمض كمان .
انهار بضحك ..لا ده عسل ناس .
استنى هجبلك شكولاتة انت والسكر سليم .
ففرح الصغير وابتسم .
سهير ….امال فين عروستنا الحلوة ؟
انهار …ثوانى هدخل أجبها ، ثم نظرت الطفلين قائلة ….تيجوا معايا نجيب ماما تقى من جوا .
سالم بفرحه …هييييه هى ماما خلاص جت من عند ربنا .
ليدق قلب زين بعنف وترتعش يده وتشعر به والدته ، فتمسك بيديه مرددة …..ارجوك يا ابنى امسك نفسك ، واديك شايف ام العروسة زى العسل وحنينة ازاى ، امال بنتها ايه ؟
انا حاسه والله إن ربنا هيعوضك ويعوض ولادك بالناس دول .
زين …غصب عنى يا امى ، انتِ مش حاسه بيه ،وخصوصا أن الست امها دى شبه منى اوى ، بس مش الشبه دى كمان معاملتها وكلامها .
سهير …اه فعلا فيها بس مش اوى كده ، متزودهاش .
واكيد بنتها احلى منها ، اصبر كده تشوفها وانا متأكدة انك هتتعلق بيها .
……….
ولجت انهار بالطفلين إلى تقى .
ثم همست فى أذنها وهى تضع فى كفيها الشيكولاتة ..خدى دول يا ابنتى ، واديهم للولاد عشان يتعلقوا بيكى ، دول قطعوا قلبى يا كبد امهم .
تقى …انا كمان صعبانين عليا .
بس خايفة اوى يا ماما.
انهار …من ايه يا حبيبتى ؟
تقى …خايفة اظلمهم أو اجى عليهم غصبا عنى واكون فى الاخر مرات اب ووحشة .
أنهار…لا يا بنتى متقوليش كده ، انا مربياكى على الخير وانا متأكدة انك هتكرميهم .
ومش معنى كده انك مش هتزعلى أو تعنفيهم عشان مصلحتهم مش مجرد التعنيف وخلاص لما يغلطوا .
زى اى ام بتتعصب على ولادها لما يغلطوا وبعدين تاخدهم فى حضنها .
عادى يا بنتى ، كل الامهات كده ، لكن تظلمى وتتعدى حدودك لأ ، انتِ اسمك تقى ، يعنى تتقى الله فيهم على قد ما تقدرى .
نظرت لهم تقى بعطف ثم قبلت أيديهم ورددت …الله المستعان ، ربنا يقدرنى .
أنهار…طيب يلا عشان الناس مستنية ، وعريسك اللهم بارك شكله حلو ومش باين عليه السن اللى قولتى عليه .
تقى …هو فعلا كبير يا ماما ودى عقبة تانية قدامى ، أن فيه فرق سن ما بينا وخايفة منفهمش بعض .
لانه من جيل وانا من جيل تانى خالص .
انهار …..يا بنتى مش بالسن ، المهم العقل .
وأنتِ عقلك كبير ماشاءالله.
وكمان دى ميزة يا بنتى ، عشان هيدلعك ويخاف عليكى .
ومش هيكون زى اللى من سنك ناقر ونقير معاكى بعد الجواز .
لكن ده هيعملك كأنك بنته اللى بيخاف عليها بالظبط .
وعلى رأى المثل خدى الاربعينى ومتخديش العشرينى وسبيه يلعب بباچى .
فضحكت تقى قائلة ….وبباچى دى كانت فى امثال زمان برده .
أنهار …عديها بقا ويلا بينا .
تقى …يلا يا ست الكل يا حكيمة زمانك أنتِ .
لما اشوف اخرتها .
بس قوليلى هما جابوا ايه معاهم ، يارب يكون شيكولاتة بدل اللى اكلها عياله دى ؟
انهار بضحك …بدئنا شغل العيال ، ومتخافيش هجبلك غيرها يا آخرة صبرى ، قدامى يا مفجوعة .
لتخرج بعدها بخطوات بطيئة على حرج وتبعتها والداتها انهار وتحمل الطفل الصغير وبيدها الطفل الآخر .
لتحاوطها نظرات زين من جديد ، فيدق قلبها ويعلن ناقوس الخطر .
سهير ….بسم الله ماشاءالله تبارك الله.
زى القمر يا عروستنا الحلوة .
زينب ….مش قولتلك يا ماما صاحبتى قمر .
فنظرت سهير إلى زين الذى وجدته شارد ا ، فغمزته مرددة ….يا ابنى سرحان فى ايه ؟
والبنت أهى زى القمر قدامك ، ما تقول حاجة .
فخرج زين عن شروده قائلا بخجل …اه ، اه .
ثم عاود النظر إلى انهار .
لترتبك من نظراته إليها وتتعلثم قائلة ..طيب يا جماعة ، هدخل اجيب حاجة نشربها ، عشان اسيب العرسان ياخدوا على بعض شوية .
بعد اذنكوا ، لتقوم انهار مسرعة إلى المطبخ وكأنها تهرب منه وأخذت تحدث نفسها …هو ماله الجدع ده بيشبه عليا ولا ايه ؟
بس ده وقته حتى يسيب القمر تقى ويبص للنجوم .
بس مش قادرة صراحة مكسوفة اوى من نظراته كانى انا العروسة .
ربنا يعدى الليلة دى على خير .
سهير إلى تقى…ايه رئيك فى زين ابنى يا عروسة ؟
فافترشت تقى بعينيها الأرض خجلا ولكنها حدثت نفسها….رئيى فى ايه ، ده الراجل ماشاءالله هضبة ، طول بعرض بعضلات بوسامة سكر سكر يعنى .
بس لو كان اصغر شوية وانا اول بخته ، بس اقول ايه .
الحلو مبيكملش ، وربنا يسترها وزى بعضه اخده بالعرض
هو وعياله فوقيه هدية .
ثم كتمت ضحكتها حتى لا تفضح أمامهم .
زينب …الله يا ماما متكسفهاش بقا ، ثم همست فى إذن تقى …قال البت وش كسوف اوى يعنى .
ده انا حاسه بيكى وهتكلى الواد اخويا اكل بعنيكى .
وهو اللى قاعد مكسوف منك يا شيخة .
فنغزتها تقى ، فتألمت زينب بضحك مرددة ..خلاص يا معلمى ، مش هكلم تانى .
ومبروك عليكى الواد الحليوة اخويا .
وأنتِ كمان حلوة يعنى هتخلفولنا حاجة كده مهلبية أو قشطة بمربى بس تكون بنوتة ها ، عشان نغير الصنف اللى عنده .
ثم قامت زينب بغمز زين مرددة …مش قولتلك يا زين ، انك هتقع على حتة مرون جلاسيه ، نصيبك فى العلالى ديما .
ولكن زين لم ينتبه بكلماتها وكان شارد بعينيه إلى تلك الشارقة التى سرقت قلبه لتعيد له الحياة بعد أن ظن أنه مات وهو مازال على قيد الحياة .
ولكن كيف وهو من جاء لخطبة البنت ، فكيف السبيل إذا إلى والداتها ؟
فهو يخشى أن ينعته أحدا بالجنون ، ولكن ولما لا فهو بالفعل جَن من مجردة نظرة ، فكيف سيفعل أن أصبحت بين يديه .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ودق قلبي لها)