روايات

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة أسامة

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة أسامة

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الجزء السابع عشر

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء البارت السابع عشر

رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء الحلقة السابعة عشر

برّدت رِفقة من حِدة توترها ورعدة قلبها، وأفسحت المجال تبتعد عن مدخل الباب وهي ترقش إبتسامة عريضة فوق فاهها أثارت بها غيظ عفيفة دون قصد بينما قالت بإحترام رغم أعصابها المهتاجة من هذه المواجهة:-
– اتفضلي يا نينا لبيبة..
توسعت أعين لبيبة في حِدة ورمقتها بغضب وتلك الإبتسامة تثير حنقها واكتفت لبيبة بالصمت ثم دلفت للداخل حتى جلست على أحد المقاعد بشموخ ورأس يكاد يُلامس عُنق السماء من قدر الكِبر الذي يملئها..
لكن رغمًا عنها رفعت أعينها تُراقب رِفقة التي أخذت تتحسس الأرجاء حتى وصلت للأريكة وجلست عليها بهدوء وقد بدى عليها التوتر..
ظلت لبيبة تتأملها بدقة من أعلى لأسفل، حتى التقطت خيط الكلمات تقول بنبرة جافة وهي تُبعد أنظارها أمامها عن رِفقة قسرًا:-
– أكيد أنا مش جايه أباركلك بيعقوب، أنا هقول كلمتين واسمعيهم كويس أوي وبتركيز..
وصمتت بُرهة لتبتلع رِفقة ريقها بتوتر لتتصاعد موجة كلمات لبيبة الحادة مرةً أخرى تقول بوجه معقود:-
– عرفت عنك إنك بنت كويسة..
وبما إن قلبك طيب زي ما بيقولوا فأكيد مش هترضي ليعقوب الضرر ولا أيه..
اضطربت رِفقة وجاءت تُسرع تقول بلهفة:-
– أكيد…
قاطعتها لبيبة بحِدة:-
– أنا لما بتكلم محدش بيقاطعني .. إنتِ تسمعيني وبس..
يعقوب بدران هو حفيدي الكبير والوريث لكل شغلنا وجموعاتنا، دا مستقبله وحياته الطبيعية..
أكيد مش هترضي إن يتحرم من مكانته ومن جميع أملاكه..
بجواز يعقوب منك هيبقى لا مستقبل ولا مكانة ولا أي شيء حتى سلسلة المطاعم إللي أنا ساكته عنها مش هيبقى ليها وجود…
هيبقى صفر اليدين من كل شيء، إنتِ دلوقتي واقفه في طريقه..
طريق جوازته إللي مستنياه وإللي مصلحته فيها، المفروض يعقوب متحدد جوازه من بنت رجل أعمال كبير وإنهاء خطة الجواز دي هتبقى عواقبها مش خير أبدًا..
يبقى الأحسن لو إنتِ شخص كويس تسيبي يعقوب لحياته.
دا أنا بكلمك بطريقة مش بستخدمها ومتضطرنش استخدم طُرق تانية لأن مهما كان التمن مش هتكوني ليعقوب لأن ده غلط أنا مش هسمح بيه مستحيل…
كانت تتحدث بقسوة شديدة انهمر شظاياها على قلب رِفقة كلسعات سعيرية، وجفت دماءها من هذا التهديد شديد اللهجة..
ورغم هذا أردفت رِفقة بشجاعة تُحسد عليها وإيباء ممزوج باللين في محاولة لإقناع لبيبة:-
– إنتِ إللي بتعمليه ده غلط كبير يا نينا لبيبة، يعقوب مش صغير لطريقة تحكمك دي فيه، هو يقدر ياخد قراراته بنفسه وميعملش حاجة هو مش عايزها أو مجبور عليها..
الجواز أبدًا مكانش مصلحة ولا مُجرد صفقة زي صفقات الشغل.. الجواز حب ومودة واختيار ورضا..
سيبيه يعمل إللي هو عايزه وبلاش القيود دي، صدقيني مش مستاهلة ولا الدنيا مستاهلة المشاكل ولا كل الوقت إللي بيعدي وهو زعلان وبعيد عنك..
حاولي تسمعيه وتسبيه براحته وهتعيشوا مع بعض في جو هادي .. حاولي بس مرة واحدة مش هتخسري حاجة..
قالت رِفقة ما بداخلها وما تؤمن به دون أي تحفظ لتشتعل لبيبة غيظًا، استقامت بجمود ثم أردفت ببرود:-
– أنا نبهتك وعليكِ إنتِ تختاري، لإما تمشي بكل هدوء أو استخدم أنا طُرقي…
ولو عايزه رأيي فأختاري الأول علشان خاطر يعقوب قبلك.
ورحلت تاركة رِفقة في صدمتها متخشبة من عدم تأثر لبيبة بحديثها ولو قليلًا…
أحاطها اليأس وارتجف قلبها رُعبًا من نبرة حديث لبيبة التي بثت بنفسها الجزع…
ضمت قدميها لصدرها ووضعت رأسها فوق قمة ساقيها متكومة على نفسها بحزن وسقطت الدموع من عينيها بعجز…
ماذا تفعل الآن..!!
لماذا هذا يحدث معها!!
طريقة واحدة للخلاص من هذا، هو الحل الأنسب، هي مُجبرة..
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
لم تتغير حالتها ولم يتجدد شيء، مازلت جالسة تشاهد ابنتيها لكن عقلها يعمل بجميع الاتجاهات كيف ستنال من رِفقة…!!
وصل إليها غمغمة ابنتها شيرين المتألمة:-
– دا حق رِفقة بيخلص مننا … بقيت عامية ومشوهة ولا أنفع لأي حاجة … مكونتش برحمها لا تريقة ولا استغلال لحالتها..
كنت أقعد أقولها دا إنتِ عندك كذا في وشك، بصراحة بشرتك بيها وعليها، كنت بكرهها في وشها وشكلها وأشككها في نفسها..
أنا بقى بقيت مشوهة وبإيدك يا ماما..
ربنا أخذ حقها مننا كلنا…
حديث شيرين لم ينال إعجاب كُلًا من أمل وعفاف التي ثارت بغضب تصيح:-
– إنتِ بتقولي أيه … البت دي تستاهل إللي حصلها وبعدين أنا عملت فيها أيه مش كفاية مستحملنها وقاعدة في بيتي بقالها كام سنة…
أنا مش هرحمها ومش بعد ما إللي حصلكم بسببها أسيبها تعيش حياتها بالطول والعرض..
هتفت أمل تُأيد والدتها بغلّ بينما وجهها مُغطى بالكثير من الضمادات وأعينها المُغلقة التي عجزت عن فتحها:-
– عندك حق يا ماما هي أصلًا بت مش ساهلة وخبيثة ومش هرتاح ألا ما يحصلها زي ما حصلي..
رددت عفاف بحقد:-
– هيحصل .. والفلوس إللي معايا هعالجكم بيها وهترجعوا زي الأول وأحسن كمان..
ولم تمكث كثيرًا حتى تفاجأت بضُباط الشرطة يدلفون إلى الغرفة لتفزع واقفة برعب متسائلة:-
– في أيه يا باشا..
قال الضابط الذي يترأسهم:-
– مطلوب القبض عليكِ بتهمة الإحتيال والسرقة، وتم الحجز على الفلوس إللي سرقتيها وحفظتيها في حسابك المستعار..
يلا قدامي يا ست إنتِ…
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
كأن الدنيا مُدبرة أدبارها لها، فروض لبيبة الأشد وطئًا على قلبها ظلت تطوف بعقلها دون رحمة وهي مازالت على حالتها تبث من الدموع أمرّها..
استمعت صوت رنين هاتفها الذي يبعدها قليلًا تحركت تمد يدها تتحسس الأرجاء حتى التقطته أجابت ليصل إليها صوت نهال قائلة:-
– رِفقة عاملة أيه..
مسحت وجهها وتنحنحت تطرد أثر البكاء لتُجيب بهدوء:-
– أنا كويسة يا نهال الحمد لله .. أمال اتأخرتي ليه كدا..
– معلش يا رِفقة الجماعة خرجوا برا البيت وأنا اضطريت أبقى علشان أحضر الغدا..
إن شاء الله تتعوض مرة تانية..
المهم عرفتي أخر الأخبار … أكيد لأ ما إحنا مش راضين نعكر مزاجك علشان عروسة جديدة..
جعدت رِفقة جبينها متسائلة:-
– أيه إللي حصل يا نهال أنا معرفش حاجة..
– يوم كتب الكتاب أول ما إنتِ مشيتي..
المجرمة عفاف كانت ناوية ترمي ماية نار على وشك لما فشلت إنها تخرب الجوازة بس لطف ربنا وحكمته يعقوب خدك ومشيتوا عالطول بعد ما شد ما جدته، شيرين وأمل إللي كانوا بيراقبوا لها الوضع راحو علشان يقولولها إنك مشيتي وهي خارجة من الأوضة اتكبلت ووقعت وقزازة ماية النار في إيديها كانت مفتوحة فوقعت على وش عيالها وفي قلب عنيهم…
شهقت رِفقة وقالت بذعر وحزن:-
– طب هما كويسين حصلهم حاجة..
– للأسف الولية الحقيرة دي كانت خالطة مواد كاوية وحاجات تانية مع ماية النار .. البنات اتشوهوا غير إنهم فقدوا البصر..
اغتم قلب رِفقة لهذا الحدث الأليم فهي ليست بعديمة الرحمة حتى تنبسط أساريرها في آلام الأخرين حتى وإن كانوا أسوء الأشخاص…
سمعت نهال تُكمل بفرحة:-
– وكله كوم وإللي حصل دلوقتي كوم تاني، أنا لسه واصلي الخبر طازة ومستنيتش أما أقابلك..
قبضوا على الجربانة عفاف علشان سرقتها لفلوسك… بيقولوا يعقوب قلب الدنيا وعمل شكوى في البنك ولما راجعوا الكاميرات شافوها وهي مع الواد قاريبها إللي شغال هناك وهو اعترف بلعبتها القذرة ونصبها..
وخلاص فلوسك رجعتلك يا رِفقة أكيد رجعت لحسابك أو يعقوب هيقولك..
يعقوب واضح إن شخص كويس جدًا وبيحبك يا رِفقة … ربنا يسعدك يارب إنتِ تستاهلي كل خير..
بدأت أعينها تُذْري الدمع واسترسلت في البكاء كاتمة شهقة مؤلمة بصدرها ليرتعش قلبها فتقول:-
– طب الحمد لله ربنا كبير .. خلاص بقى أنا هستناكِ يا نهال..
– تمام يا رِفقة أنا هروح بقى أكمل الغدا، مع السلامة..
همست رِفقة بصوت ضعيف متحشرج:-
– مع السلامة..
تهدل كتفيها وأسندت رأسها على ساقيها باكية وهي ترى أنه فعل لأجلها كل شيء وسيخسر بسببها كل شيء…
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
وجهه المشرق وحالة الحماس التي تجري عليه جعلت جميع من يعرفونه يتيقنون بأن ثمة تغيّر جذري أصابه..
أنهى يعقوب عمله مُسرعًا وهو يعدّ الدقائق ويسارع الوقت حتى يعود إليها…
خرج وهو يسحب مفاتيحه ليقع مع عبد الرحمن الذي هتف بخبث:-
– ألاه هتمشي بدري بدري كدا يا يعقوب باشا..
زفر يعقوب وهو يردف ببرود:-
– أيوا في عندك إعتراض ولا حاجة..
أكمل عبد الرحمن يقول بخبث وهو يغمز بعينه:-
– الله يرحم لما كنت من أسبوع مقيم هنا ليلك ونهارك..
ابتسم يعقوب ليقول ببحته الرجولية المُميزة قبل أن يخرج واللهفة تتلبسه:-
– علشان إللي كنت بقيم علشانها هنا ليل ونهار خلاص بقت في بيتي فلازم أنقل الإقامة هناك..
وخرج على الفور يصعد لسيارته ثم انطلق نحو المنزل فابتسم عبد الرحمن في سعادة لأجله..
دق يعقوب على سطح هاتفه ثم وضعه فوق أذنه ليأتيه صوت كريم فتسائل يعقوب بإهتمام:-
– كريم …مفيش جديد عن لبيية بدران..
ضحك كريم من الجهة الأخرى وهتف بسخرية:-
– استغنت عن خدامتي يا يعقوب باشا واعتبرتني خاين لها فخلاص معدتش عارف تحركتها..
بس احذر علشان هي مش ساكته..
قبض يعقوب على المقود بغضب وردد من بين أسنانه:-
– عارف يا كريم عارف بس أنا لها بالمرصاد..
وشغلك موجود عندي متقلقش..
قال كريم بإمتنان:-
– دا من غريب عنك يا يعقوب، بس هي مخلتنيش أسيب الشغل خالص هي نقلتني المصنع بعيد عنها…
تمتم يعقوب باقتضاب وقد صال الجحيم على وجهه:-
– تمام يا كريم هنبقى نتكلم..
كان قد وصل للبناية التي بها شقته فهبط يصعد بقلب نابض وسعادة يدلف للشقة وهو يهتف بعشق:-
– رِفقة … أرنوبي..
وعندما استدار سقط قلبه وأصابه الهلع حين وقعت أنظاره عليها تضم جسدها إليها وتبكي بانتحاب..
أسرع نحوها وقد سقطت دموعها على قلبه كالجمر، جلس على عقبيه أمامها وهو يهتف بفزع وأصابعه تمسح الدموع من فوق وجهها:-
– مالك يا رِفقة بتعيطي ليه يا نور عيني، أيه إللي حصل .. ليه الدموع دي يا حبيبتي..
نظرت له بأعينها الكاسفة لتهرب الدماء من وجه يعقوب ويتوقف قلبه عن الهدر حين قالت:-
– يعقوب إنت عملت علشاني كتير وحقيقي شكرًا لكل حاجة مش عارفة أعمل أيه علشان أوافيك إللي عملته…
بس إحنا علاقتنا لازم تنتهي وتقف لغاية هنا، إحنا مش لبعض يا يعقوب .. إنت وصلتني لبر الأمان ووفيت بوعودك…
لو سمحت طلقني يا يعقوب..
شعر يعقوب بخفقان قلبه بعنقه واختنقت أنفاسه وأنظاره مُعلقة على دموعها بينما توقفت أصابعه فوق وجنتيها..
ورغم هذا ولصدمة رِفقة هدر يعقوب بنبرة غاضبة شرسة تسمعها منه لمرتها الأولى حتى أنها تسببت في خوفها وقال:-
– ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وخنع القلب المتجبر لعمياء)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى