رواية وجع الخيانة الفصل الثالث 3 بقلم شيماء الصيرفي
رواية وجع الخيانة الجزء الثالث
رواية وجع الخيانة البارت الثالث
رواية وجع الخيانة الحلقة الثالثة
وسط فرحتي، جالي اتصال من جارتي، بتقولي ارجع البيت بسرعة، سألتها إيه اللي حصل حكيتلي وحسيت إني وقعت في مصيبه.
الدنيا لفت بيا وكنت هقع لولا هالة موظفة استقبال لحقتني ومسكتني.
فضلت تكلميني بس مكنتش قادرة ارد عليها، فكرت حصلي حاجة من كتر الفرحة، نادت د محمود يشوفني.
فضلوا يكلموني بس مكنتش قادرة أرد عليهم، مفوقتش غير لما رشوا ماية على وشي.
فوقت ورجعت للواقع وأنا مش عارفه اتصرف ولا أعمل إيه؟
_ انتِ كويسة يا دكتورة؟!
هزيت دماغي بلأ وقلت….
_ لا مش كويسة، أنا أنا لازم أروح.
قلت كلامي واتجهت أخد شنطتي، اتكلم د جمال وقال…
_ مالك يا بنتي في إيه؟
اتكلمت بخوف وقلت…
_ لازم أروح لو مروحتش هيطردوني، هبقى في الشارع.
قلت كلماتي ونزلت جري، فضلت رايحه جايه في الشارع مش عارفه اروح فين ولا امشي في أي اتجاة، حسيت نفسي تايهه.
اللي انقذني د جمال اللي نزل هو و د محمود وعرضوا عليا المساعدة ووصلوني.
دماغي كانت هتنفجر من التفكير، مكنتش مركزه مع د جمال ولا برد على أسألته، مفوقتش غير لما لاقيت نفسي قدام العمارة.
نزلت من العربية جري وأول مدخلت من المدخل لاقيت خالي واقف هو وولاده وبيزعقوا ولامين الشارع عليهم.
_ شرفتي يا هانم ياللي نصبتي على الست الكبيرة وخليتها تكتبلك الشقة باسمك.
قال خالي جملته وهو بيزعق، رديت بتعجب وقلت…
_ نصب إيه؟! وشقة ايه؟! مش فاهمة قصدك؟
_ مش فاهمة، عامله فيها البريئة وانتِ خليتي ستك تكتبلك الشقة دي بإسمك.
_ ستي كتبت الشقة باسمي؟!
سألت بتعجب ردت وقال…
_ على أساس إنك متعرفيش!
قربت منه وحاولت اتكلم بهدوء.
_ صدقني يا خالي معرفش حاجة عن الموضوع دا.
انفعل أكتر ومسكني من أكتافي وقال….
_ الكلام دا تقوليه لحد تاني مش ليا، أنا مش همشي غير لما أخد حقي.
حاولت أفك إيده من على كتفي بس مقدرتش، فحاولت اتكلم بهدوء وقلت…
_ أنا مستعده اديك حقك بس قولي أنا هروح فين؟ أنا مليش مكان غير الشقة دي.
انفعل أكتر وزقني جامد في الحيطة، حسيت إن دماغي لفت ووقعت على الارض.
اتكلم بإنفعال وقال…
_ وأنا مالي متروحي في أي داهيه ولا مصيبة تاخدك، روحي دوري على أبوكي اللي رماكي وميعرفش عنك حاجة.
رفعت راسي ليه ونزلت دموعي بقهر على اللي أنا فيه.
في اللحظة دي أتدخل د جمال وفضل يزعق معاه، لكن خالي كان بينفعل أكتر وفضل يسب فيا وفي تربيتي واتكلم في شرفي، وإني بنت متربية بدون أهلي وعاشيه لوحدي.
كلامه كان زي الخناجر اللي بتضرب فيا وفي قلبي، مكنتش قادرة اتحمل كل دا، أنا أضعف من دا بكتير.
بعد كلامه دا، د جمال ود محمود مشوه، لكنه اقسم إني لو مرجعتش ليه الشقة هيولع فيها وفيا.
فضلت قاعده قدام باب الشقة حاضنه رجلي وبعيط، مفيش في إيدي حاجة غير العياط.
_ قومي يا ندى يا بنتي، ادخلي شقتك.
بصيتله ومش قادره ارد، اتكلم د محمود وقال…
_ لا تعالي الأول نروح القسم نعمل محضر للراجل دا بعدم التعرض، شكله مجنون وممكن يأذيها فعلًا.
روحنا القسم وعملت المحضر، وللأسف اضطريت إني أحكي للظابط علي بعض التفاصيل الخاصة بحياتي، كان معايا د جمال ومحمود وعرفوا البعض عن حياتي الشخصية.
دخلت البيت بعد كل اللي حصل وأنا جوايا هموم الدنيا كلها. كنت مفكره إن الأحزان اللي في حياتي خلصت بس اكتشفت اني بدأت فصل جديد بعد وفاة حبيبتي اللي كانت عارفه إن مليش مكان ولو سابتني هينهشوا فيا ويطردوني، وفعلًا دا اللي حصل.
فتحت الموبيل وقعدت اتكلم مع صورتها، مكنتش متخيله إن كل دا هيحصلي من بعدها، ومكنتش متخيله انها بتحبني لدرجادي وشايله همي حتى بعد وفاتها.
موبيلي رن وكانت منى، فتحت عليها، اتكلمت بهزار وقالت…
_ عشان يعني رتبتي أعلى مني هتتكبري عليا ومش هتردي على ماسجاتي.
_ منى أأ
مقدرتش اتكلم وفضلت أعيط، فضلت تتكلم بس كنت دخلت في نوبة البكاء ومش قادرة أرد.
شوية ولاقيت باب شقتي بيخبط، كنت خايفه ارد أو افتح الباب.
سألت مين برة وعرفت إنها منى، فتحت الباب ولاقيتها هي ووالدتها، اللي اتفاجؤا من شكلي.
أول مدخلت رميت نفسي في حضنها وفضلت أعيط، حضنتني لغاية لما هديت.
سألتني إيه اللي حصل حكيتلها وأنا بعيط.
_ متخيله إن الغريب واقف معايا قصاد خالي اللي من لحمي اللي المفروض يخاف عليا مش ينهش فيا وفي عرضي.
طبطبت عليا فضلت تهدي فيا.
_ هو ليه ربنا بيعمل معايا كده؟ أنا تعبت أوي ومعتش قادرة اتحمل.
_ استغفري الله ومتقوليش كده، دا اعتراض على قضاء الله.
_ انا بتكلم جد انا ليه بيحصل معايا كده؟!
_ اللي بيحصل دا ابتلاء.
اتكلمت بتعجب وقلت…
_ ابتلاء!؟ يعني إيه ابتلاء؟
_ الابتلاء هو الحاجة الصعبة أو المصيبة اللي بتحصلنا في حياتنا وبنبقى زعلانين منها. الابتلاء دا ما هو إلا اختبار من ربنا سبحانه وتعالي لينا بيقيس بيه صبرنا.
_ يعني كل اللي حصلي دا وربنا لسه مقاسش صبري؟!
_ حرام عليكي يا ندى متتكلميش بالطريقة دي، تأدبي وانتِ بتتكلمي عن الله عز وجل، انتِ كده ساخطه على قضاء الله.
المفروض تبقي مؤمنه بالقدر خيره وشره.
_ بس أنا معتش قادرة أصبر.
_ لأن الصبر صعب، رنا خلى الصابرين دول منزلتهم عالية، بصبرهم ربنا بيغفر سيئاتهم ويعطيهم حسانات من حيث لا يحسبوا.
اي إنسان مبتلى، المبتلى دا شخص ربنا بيحبه ولو مكنش بيحبه مكنش هيبتليه.
ابتلاكي عشان تصبري ويكفر عنك سيئاتك ويجازيكي بالجنة.
_ أنا حاسه إني مبتليه في كل حاجة.
_ هتبقي انتِ ولا سيدنا ابراهيم، اللي ابتلى في والده وقومه كانوا كفار، وابتلى في زوجته سارة واللي حصل مع الملك للظالم، وابتلي في السيدة هاجر لما سابها لواحدها وابتلي في سيدنا اسماعيل لما أُمر بقتله.
هتبقي انتِ ولا سيدنا أيوب اللي ابتلى بموت ولاده وضياع ماله وبيته وخسارة صحته وطرده من قريته.
انتِ لو فضلتي تقرأي في قصص الأنبياء والصالحين والابتلاءات اللي مروا بيها هتعرفي إن اللي بيحصلنا دا حاجات بسيطة.
اصبري انتِ بس واحتسبي، وارضي بقضاء الله واوعي تسخطي على أمر قدره الله لكي.
وبعدين شوفي المنحة وسط المحنه اللي حصلت.
_ مش فاهمة قصدك؟
_ تخيلي لو جدتك مكنتش كتبت الشقة بأسمك كان زمان مصيرك إيه؟ امتلاكك للشقة دا المنحة وسط المحنه.
فضلت تتكلم معايا عن الابتلاء وحكتلي قصة سيدنا خضر مع سيدنا موسى وحللتلي القصة بالابتلاءات اللي فيها بمنظور مختلف أول مرة أشوف القصة منه، بردت على قلبي بكلامها.
قررت اتعامل المرادي برضى مع الابتلاء الجديد، أبطل ضعف، كنت متأكده إن القوة هتملى قلبي لما أقرب من ربنا في المحنة دي.
قررت أصلي قيام الليل، صليت ركعتين وبعدها وترت، فضلت ادعي واكلم ربنا وابكي، خرجت كل اللي في قلبي لله وبكيت كتير يمكن فضلت أبكي لغاية ما نمت.
حاولت أبدأ من جديد بس كان صعب؛ لان الخوف بدأ يملي قلبي وينهش فيه، خوف من بكرة، خوف من أهلي خوف من كل الناس، حتى بقيت أخاف وأنا نايمة.
كان نفسي موبيلي ينور مره باسم أمي تطميني، تهون عليا اللي حصل. مكنتش متخيله إن قلبها قسي عليا كده.
أنا معترفه إن كنت غلط وعاقه لما طردتها من البيت بس كنت صغيرة وزعلانه على قله اهتمامها بيا قصاد اخواتي الصغيرين.
مكنتش أعرف إن زوجها سيطر عليها لدرجة إنها بطلت تكلمي.
أخدت نفس عالي وأنا ببص في الموبيل أتأكد انها متصلتش بالغلط حتى. مش قادرة اتخيل إن مرة على وفاة جدتي أربع شهور خلالهم مكلمتنيش ولا مرة.
عارفه إن الحياة مشاغل بس مش لدرجة إنها تنساني. قررت أبدأ واتصل بيها، اتفتح الخط رديت بلهفه وقلت…
_ ماما اذيك وحشتيني أوي.
_ مش ماما أنا جوزها واياكي تتصلي بالرقم دا تاني.
نهى كلامه بقسوة وقفل الخط، فكرت اتصل تاني واكلم أمي اللي كنت سامعه صوتها وهي بتتخانق مع زوجها، لكني تراجعت في النهاية، محبتش أخربلها حياتها.
رجعت شغلي وكنت بحاول أدفن نفسي فيه، مكنتش بتكلم مع أي حد وانعزلت أكتر، بقيت ارد على قد السؤال وبس.
_ سمعت إن التنسيق فتح سجلتي رغباتك؟!
قالها د محمود وهو بيشتغل رديت عليا وأنا بعطيله الحقنة اللي طلبها وقلت…
_ أه، يا رب بس ييجيلي مستشفي قريب.
رد بثقة وقال…
_ ان شاءالله بس خلي عندك يقين وثقه بالله.
نهى كلامه وفضلت جملته تتردد في ودني.
أول مـ روحت دخلت على اليوتيوب وكتبت اليقين والثقة بالله. ظهرلي فيديوهات كتيرة لمشايخ كتيرة، فضلت اسمع فيديو ورا التاني ومع كل فيديو اتعلم معنى جديد مش عرفاه، مع كل فيديو افهم يعني إيه يقين بالله.
ولما طبقت اللي تعلمته وقلبي اتملي ثقة ويقين بالله، ربنا طمن قلبي ورزقني بمستشفي قريبه أوي من بيتي.
_ خير يا ندى كنتي عاوزة ايه؟
حمحمت بحرج وقلت…
_ حضرتك كان ليك فضل عليا كبير وساعدتيني كتير ومهما وعملت مش هوفيك حقك.
ابتسم وقال…
_ متقوليش كده انتِ زي بناتي بالظبط.
_ شكرًا لحضرتك يا دكتور، قوليلي بقا كنتي عاوزة ايه؟
أخدت نفس وقلت…
_ كنت جايه أقول لحضرتك إني هسيب الشغل.
ظهرت ملامح الإستنكار على وشه وقال….
_ ليه؟ في حد ضايقك؟
رديت بسرعة وقلت…
_ لأ أبدًا يا دكتور الكل بيتعامل معايا بإحترام كبير، أنا لجئت لشغل؛ لأن مكنش عندي مصدر دخل، بس دلوقتي الإمتياز هيبدأ وهيبقى عندي مصدر ثابت.
سكت شوية وقال…
_ شايفه إن شغلك هنا بيفيدك؟
_ أكيد طبعًا.
_ نصيحه من أب بدام بيفيدك اوعي توقفيه.
_ الفكرة إني هقضي نص يومي في المستشفي وممكن يبقى في نبطشيات، حاسه إني مش هقدر.
_ جربي الأول ولو مقدرتيش وقتها يبقى القرار قرارك.
نهى كلامه وأنا استأذنت ومشيت، روحت أكمل شغلي وأنا بفكر في كلامه، كلامه زود حيرتي أكتر، بس قررت أكمل، قلت لنفسي أه أنا هتعب كتيير ومش هيبقى عندي وقت بس دا أهون من قعدتي مع نفسي، الوحده هتتعبني أكتر.
قضيت فترة الإمتياز والحمدلله خلصت على خير، وبكرة اليوم اللي فضلت منتظراه كتير بكرة هتبقى النيابة؛ لأني من العشرة الأوائل فهبقي من ضمن الناس اللي هيتعملهم نيابة.
مكنتش مصدقه إن جه اليوم اللي منتظراه من وقت مدخلت الكلية، الهدف اللي أقسمت إني أوصله.
_ من زمان مشوفتكيش مبسوطه كده.
قالها د جمال رديت عليه ببسمه وقلت…
_ بكرة النيابة وأنا متحمسه أوي.
اتكلم د محمود وقال…
_ ليكي حق بصراحة، هتختاري تخصص إيه؟
_ أطفال إن شاء الله.
نهيت كلامي اتكلم د جمال وقال…
_ ليه أطفال مجال مرهق، اختاري تجميل أفضل وفلوسه كويسه، كفاية إن عندك خبرة في المجال من الممارسة.
_ فكرت كتير وعملت استخارة ولاقيت نفسي حابه الأطفال أكتر.
رد د جمال وقال…
_ خلاص زي متحبي ربنا يوفقك في اللي مكتوبلك.
_ يا رب إن شاء الله.
سكت وبعدين حمحت بحرج وقلت…
_ كنت عاوزة أقول لحضرتك إني هقعد من الشغل.
_ أنا متفهم، ربنا يكتبلك الخير يا دكتورة.
انا هنا زي والدك لو احتاجتي أي حاجة كلميني.
خلصت شغلي في المركز وبدأت شغلي الجديد كـ طبيبة أطفال. معرفش ليه اخترت التخصص دا يمكن بسبب عقدة جوايا من طفولتي.
وبسببها باقيت شايفه الأطفال بس اللي بيتظلموا.
_ إيه دا د ندى انتِ معانا هنا؟!
قالها د محمود بفرحه يكسوها التعجب.
_ أه استلمت هنا.
_ باين كده مكتوبلنا نشتغل على طول سوا، عمومًا المستشفى نورت.
ابتسمت وقلت…
_ شكرًا لحضرتك.
نهيت كلامي ومشيت وقفتني د هبة زميلتي في القسم والوحيدة اللي اتعرفت عليها لما جيت المستشفى.
_ انتِ تعرفي د محمود؟
_ أه اشتغلت معاه سنتين.
_ أصلي استغربت إنه وقف يكلمك أصله مبيكلمش حد خالص، نفس عينتك بالظبط.
ضحكت على أسلوبها وقلت…
_ شكرًا يا ستي، هسيبك وأشوف ورايا إيه.
نهيت كلامي وروحت أكمل شغلي.
رغم اني زعلت لما عرفت إني هشتغل في الحضانات، بس دلوقتي الجزء دا بقا المفضل بنسبالي وأنا بلف على الأطفال حديث الولاده وأطيب وجعهم.
كنت بحس بإنجاز عظيم وشبه بقيت متيقنه إن عمل الطبيب دا أسمى الأعمال.
كنت برتبط بكل طفل يدخل الحضّانة ولما يخرج لازم أشيله وأضمه بحنان لحضني، أحيانًا كنت اخلص شغلي واقعد معاهم اتفرج عليهم وقد إيه كنت بتمنى إني اتكلم مع كل أب وأم ليهم واقولهم حافظوا عليهم واوعوا تفكروا في نفسكم وتنسوهم، اوعوا تكونوا انانيين في اختيارتكم وتيجوا عليهم.
_ عبالك انتِ كمان لما ابن الحلال اللي يستاهلك يجيلك، ووقتها نشوف هتعملي إيه؟
ضحكت بشده على كلام هبة وقلت…
_ شوفي لو كل الناس اللي في الدنيا دي اتزوحت وفضل واحده، اعرفي انها هتبقى أنا.
اتكلمت هبة بتعجب وقالت…
_ ليه يا بنتي تقولي كده؟!
_ مش مستعده اتجوز واحد ونفشل ويبقى بينا ولاد وأنا اتزوج واشوف حياتي وهو يشوف حياته في الأخر ندمر الأطفال اللي بينا.
_ فين حسن ظنك الله، ليه تقدري السوء؟!
رديت بتعجب وقلت…
_ حسن ظني بالله؟
_ أه حسن ظنك بالله، العبادة العظيمة اللي انتِ غافله عنها. ربنا بيقول أنا عند ظن عبدي بي، يعني اللي هتظنيه هتلاقيه، لو ظنيتي خير هتلاقي الخير كله ولو ظنيتي شر مش هتجني غير الشر.
ابن مسعود رضي الله عنه بيقول : “والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرًا من حسن الظن بالله تعالى، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير في يده ”
غيري نظرتك السوداوية دي وظني بالله خير وهتلاقي الخير يا ندى.
سكت ومرتدش عليها، مكنتش قادرة اتكلم ولا عاوزة احكي وأقول ليه النظرة السوداوية دي وليه بفكر كده.
مكنتش عاوزة افتش في الماضي وجراحه مصدقت أن ناري بدأت تهدى.
رجعت البيت بتعب، مكنتش مصدقة إني رجعت، كان يوم مرهق خاصًا شغلي في المستشفى الخاصة متعب جدًا.
دخلت أحضر حاجة أكلها وأنا حاطه earbuds في ودني بسمع محاضرة عن حسن الظن بالله، المصطلح اللي أول مرة اسمعه.
خلصت أكل مع انتهاء المحاضرة، دخلت أنام وأنا بيتردد في ودني كلامي الشيخ.
هو أنا لو أحسنت الظن فعلًا ممكن اتزوج ويبقى ليا زوج يشاركني همومي اللي قطمت ضهري من كترها.
فتحت عيوني وأنا بقول لنفسي، وانتِ مين هيرضى بيكي ولا يرضى يتزوج. بنت زيك، عايشه لوحدها، ملهاش لأب ولا أم، أكيد أي حد هيفكر فيا ويشوف الجوانب دي هيرفضي، دماغه هتجيله أفكار كتيرة غلط عندي.
رد عليا ضميري بيفكرني بكلام الشيخ وإني لسه بسيء الظن، استغفرت الله٠ وطلبت منه العون ويساعدني إني اتخلص من الأفكار دي وانسى الماضي اللي بسببه موقفه حياتي.
_ د ندى.
وقفت بصيت لمصدر الصوت كان د محمود، وقفت فقرب مني.
_ اذيك.
_ الحمدلله، خير في حاجة؟
حمحم بعدين اتكلم وقال…
_ انهاردة عاملين عزومة لكل موظفين المركز بمناسبة افتتاح مركز جديد، فَـ كنت عاوز أقولك هنستناكي انهاردة.
ابتسمت وقلت…
_ مبارك عليكم.
نهيت كلامي، وخرج ورقه وقال…
_ دا عنوان المطعم هستناكي.
رديت بحرج وقلت…
_ كان نفسي ابقى معاكم، بس للأسف عندي شغل تاني ومش هقدر أكون موجوده.
اتكلم بسرعة وقال…
_ أنا ممكن أكلم د مصطفى المسوؤل عن قسم الأطفال ومش هيقول حاجة.
سألت بتعجب وقلت…
_ حضرتك عرفت منين د مصطفى، والمستشفى الخاصة اللي شغاله فيها.
حط ايده على راسه، ومسك موبايله وقال…
_ هكلم د مصطفى.
اتصل بيه واستأذنه ووافق بالفعل.
_ هستناكي.
قالها بعد مخلص مكالمته بصيتله بتعجب ومردتش، اتكلم تاني وقال…
_ بابا أكد عليا لازم تيجي.
نهى كلامه ومشي، بصيت لطيفه بتعجب وقلبي بيدق بسرعة. حسيت بإيد على كتفي، بصيت بخضه لاقيتها هبة.
_ خضيتيني.
قلت كلمتي وأنا حاطه إيدي على قلبي، اتكلمت وقالت…
_ مين واخد عاقلك؟
بصت اتجاه د محمود وقالت…
_ ولا أقولك أنا عرفت خلاص.
ضربتها في كتفها وقلت…
_ بطلي سخافه، كان بيعزمني على الغدا، عاملين غدا لكل الموظفين اللي بيشتغلوا في المركز.
_ وانتِ بقا بتشتغلي معاهم.
_ كنت بشتغل، بس والده بيعزني عشان كدا عزموني.
_ والده برضو؟!
ضربتها في كتفها وقلت…
_ بطلي أسلوبك دا.
ضحكت وقالت…
_ قال يعني مش واخده بالك منه، ولا واخده بالك انه ميروحش غير لما يطمن إنك خرجتي، أو مثلا مش بيفضل واقف بعربيته قدام محطة الباص لغاية ميطمن إنك ركبتي.
قطعت كلامها بنبرة حازمه وقلت…
_ واخده بالي يا هبة، بس بتغافل عارفة ليه؛ لإني لو انتبهت لكل دا هتبع خطوات الشيطان، وأنا عارفه إن الانسان بطبعه ضعيف وأنا مش عاوزة أضعف وامشي ورا اهواء وشهوات.
المفروض إنك تقويني ومتتكلميش معايا تخليني انتبه اكتر. أنا كنت بسكت على هزارك بس مش معنى كده إني حباه، فرجاء متتكلميش معايا في كلام زي دا تاني.
نهيت كلامي ردت بجدية وقالت…
_ أسفة يا ندى كنت بهزر معاكي مقصدش حاجة.
اتكلمت بنبرة هادية وقلت…
_ حبيبتي أنا فاهمة قصدك، بس حبيت اوضحلك بس، وأنا كمان أسفة لو أسلوبي دبش معاكي.
اتكلمت وهي بتضحك وقالت…
_ انتِ طول عمرك دبش.
ضحكت على كلامها واحنا خارجين، وصلنا للمحطة وهي ركبت الباص بتاعها وأنا فضلت واقفه شوية، وكنت ملاحظة وقوف د محمود كعادة كل يوم، أخدت نفس عميق محاوله إني اهدي نبضات قلبي وقلتله…
_ أهدى يا قلبي؛ لانه مش هينفع أبدًا.
رجعت البيت وفضلت في دوامه بين إني أروح ولا لأ، جهزت نفسي وقررت أحضر العشا.
أخدت شنطتي ولسه هتجه للباب سمعت صوت الجرس اتخضيت؛ لأني مش متعوده حد ييجيلي.
فتحت الباب ولاقيت يونس قدامي، اتجمدت أطرافي ومكنتش عارفه المفروض أعمل إيه؟
_ اذيك يا ندى.
بصيتله شوية وبعدين اتكلمت وقلت…
_ يونس؟!
_ ممكن أدخل.
وسعت من قدام الباب فدخل، بص حواليه وقال…
_ هي تيتا فين؟!
اتكلمت بصعوبة وأنا بحاول أمنع دموعي وقلت…
_ الله يرحمها.
اتكلم بخضه وقال…
_ توفت؟!
_ من تلت سنوات.
_ ازاي؟ طب وانتِ عايشة لواحدك ولا
قطعت كلامه وقلت…
_ منا لو أهمكم كنتوا سألتوا.
_ ندى انتِ فاهمة غلط.
رديت بنفعال وقلت…
_ إيه اللي فهماه غلط، انتو بعدتوا عني برضاكم، محدش فيكم فكر فيا ولا أصلًا بيحبني ولا عاوزيني. أنتو سافرتوا ونسيتوني، محدش فيكم فكر يكلمني أو يطمن عليا، اوعى تقولي بعد مسافات؛ لان مفيش دلوقتي أسهل من التواصل.
هديت نبرتي وقعدت على الكنبة بضعف وقلت…
_ حتى ماما نسيتني أخر مرة شوفتها يوم وفاة تيتا ومفكرتش حتى تكلمي بعدها.
_ ندى
قطعت كلامه وقلت…
_ ندى مش عاوزة تسمع أي مبررات؛ لأن مفيش حاجة هتبرر اللي عملتوا، ندى عاوزة تعرف إيه اللي فكرك بيها.
_ قلبك بقا قاسي أوي.
_ انتو السبب، مقولتش جاي ليه؟
_ بابا تعبان أوي، بقاله فترة في مستشفي وعاوز يشوفك.
_ على كده انتو هنا من زمان؟
اتكلم بحرج وقال…
_ من شهرين.
اتكلمت بحزن وقلت…
_ دلوقتي بس أقدر اقول إن صدق اللي قال البعد بيولد جفاء.
أخدت نفس وقلت…
_ هات عنوان المستشفى؟
عطاني العنوان ورقمه وقال…
_ ندى صدقيني كان غصب عني، كنت طفل ومش فاهم حاجة، ولما كبرت لاقيت حياتي كده مكنش في إيدي حاجة.
_ مكنش في إيدك تكلم اختك تطمن عليها، مش هحكيلك انا مريت بإيه أو كنت محتاجلكم ازاي؟، أو حاولت أدور عليكم قد إيه؛ لأن ربنا غني وغناني عنكم.
نهيت كلامي وهو ملاقاش حاجة يقولها فَمشي.
قفلت باب الشقة وفضلت أعيط، عمري متوقعت إني هبقى قاسية كده في الكلام لما أشوفه، لما كنت اتخيل إنه ممكن يرجع يسأل عليا، كنت بتخيل نفسي هجري عليه وأمسك فيه، بس عملت عكس اللي توقعته.
يمكن دا نتيجة دعائي الثابت ” اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمَّن سواك ”
قررت إني مش هروح الشغل وهروح أزور والدي، هزوره حتى لو هو نسيني، هروح أزوه حتى لو فوق طاقتي؛ لأجل بس لما أقف قدام ربنا أقوله كنت باره بيهم.
اتصلت بيونس أول موصلت، نزل استقبلني وطلعنا سوا.
دخلت الأوضة بتوتر، لاقيته نايم على سرير، ملامحه اتغيرت خالص، الشعر الأبيض كسى راسه ودقنه، شكله ضعف وعجز أسرع من المتوقع، حمحمت وقربت منه اتكلم وقال…
_ وحشتيني يا ندى.
قعدت على الكرسي وقلت…
_أخبار صحتك ايه؟!
_ بقيت أحسن لما شوفتك قدام عيني.
نهى كلامه ودخل الدكتور يطمن عليه، أول مشافني ابتسم وقال…
_ اهلا دكتورة ندى اذيك.
رديت بإبتسامه وقلت…
_ أهلا بحضرتك، اذيك يا دكتور.
_ بخير الحمدلله، انتِ تقربي لأستاذ إبراهيم.
_ والدي.
_ والله.
بص لبابا وقال…
_ يا زين ما خلفت وربيت، الدكتورة ندى من أفضل وارقى وأشطر الطلاب اللي درستلهم وتعاملت معاهم.
ابتسمت ورديت…
_ كلام حضرتك وسام يا دكتور.
_ دا أقل شيء في حقك.
نهى كلامه واطمن على بابا وخرج.
_ انتِ بقيتي دكتورة يا ندى.
هزيت راسي وقلت…
_ أه طبيبة أطفال.
_ ربنا يحميكي ويحرصك، ينفع تيجي في حضني عاوز أشبع منك.
بصيتله ومقدرتش أتقدم، محسيتش إنه أبويا وأقدر احضنه زي زمان، مش قادره اشوفه غير راجل غريب عني بيطلب منى احضنه.
لما لاقاني واقفه مكاني اتكلم وقال…
_ أنا قصرت كتير في حقك، وظلمتك ومعنديش سبب ولا تبرير للي عملته، أنا مش جاي أقولك أسباب واكذب عليكي، أنا بتكلم معاكي بمنتهى الصدق وبقولك إن الدنيا سحبتني وقصرت في كل حق من حقوقك.
عارف إنك أكيد بتكرهيني وليكي حق، مش هطلب منك تحبيني بس هطلب منك تسامحيني.
أخدت نفس وقلت ….
_ وأنا مسمحالك يا بابا.
معرفش نطقتها ازاي، وازاي قلبي سامحه بالسهوله دي؛ بس يمكن لأني قبل ماجي كنت سمعت محاضره عن العفو وفضل يتردد في وداني حديثين لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأول عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ قال : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ثَلَاثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ : لَا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا ، وَلَا يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا ، وَلَا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ ) صححه الألباني في “صحيح الترغيب”
والتاني عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : ( ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ ) .
وصححه الألباني في “صحيح الترغيب”
مسامحتوش هو بس سامحت يونس وماما كمان، سامحتهم كلهم، قلبي معدش فيه ذره كره أو حزن من أي حد.
يمكن هنا بس فهمت ان كل اللي حصلي بحياتي ابتلاء وأكيد الخير والفرح جاي، أنا صبرت على كل الأذى وأكيد الفرح هيعرف طريقي ويوصل لقلبي.
استأذنت منهم امشي، عشان معاد شغلي، خرج يونس معايا، وقفنا قدام المستشفى وقال…
_ وأنا يا ندى مسمحاني؟
ابتسمت وقلت…
_ مسمحاك يا يونس.
_ تسمحيلي بقا اوصلك؟
_ حرام هتمرمط نفسك في المواصلات، أطلع لـ بابا أكيد محتاجك.
_ أنا معايا عربية، تعالي بدال متتمرمطي.
مسك إيدي وفتح العربية وفتحلي الباب، ركبت وهو ركب واتحرك.
_ انت اشتريتها أمتى؟
_ أول مجينا، تنقلاتنا كانت كتيرة من مستشفى لتاني وبابا مكنش هيتحمل.
_ ربنا يباركلك فيها يا رب.
_ تخيلي بقا جبت عربية قبل ماجيب شقه ولسه قاعد في فندق.
اتكلمت بتعجب وقلت…
_ طب شقتنا فين؟
_ بابا باعها من زمان.
_ اشمعنى قعدت الفترة دي كلها في فندق.
_ مش لاقي شقة كويسة ولسه فرش وحوارات قلت أقعد في فندق لغاية مظبط الدنيا.
_ سيب الفندق وتعالى عيش معايا.
بص في المراية جمبه وقال….
_ أنا مش بحكيلك عشان تقوليلي أجي أعيش معاكي.
اتكلمت بنبرة لينه وقلت…
_بكلمك جد يا يونس، تعالي عيش معايا وكفاية بعد، أنا تعبت أوي من الوحده، أنا بشتغل في مستشفيين عشان أقتل وقتي ومقعدتش لوحدي، أنا تعبت ونفسي ألاقي ونس معايا، أنا بخاف أفضل لوحدي وأموت ومحدش يحس بيا غير بعد فترة.
اتكلم بسرعة وقال…
_ متقوليش كده بعد الشر عليكي.
_ خلاص يبقى تيجي تعيش معايا، أنا برجع البيت الساعة ١١، أول مرجع هتصلي بيك وانت جهز حاجتك وتعالى.
على عكس المتوقع كنت فرحانه، معرفش ازاي دا حالي، رغم إني عمري متوقعت دا ممكن يحصل، بس حسيت إني محتاجه أعيش وسط عيلة وكفاية بعد.
وصلت المستشفى، أكدت على يونس إني هنتظره، نزلت من العربية واتجهت للبوابة.
سمعت اسمي بصوت د محمود لفيت بخضه وقلت…
_ خير يا دكتور في حاجة؟
_ انتِ كويسة يا ندي، مجيتيش امبارح وبرضو مجيتيش المستشفى الصبح قلقت عليكي.
بصيتله بتعجب وهو استدرك اللي قاله، فتكلم بسرعة وقال…
_ أقصد يعني استغربت غيابك وأنا عارف انك منضبتطه، خوفت يكون حصلك مشكلة.
ابتسمت وقلت…
_ لأ محصلش حاجة، أنا بخير متقلقش.
_ انتِ فرحانه ليه؟
استغربت سؤاله وهو حس إنه اتسرع وحط إيده على راسه، اتكلمت بفرحه وقلت…
_ يونس جه امبارح.
رد بخوف وقال…
_ دا اللي وصلك بالعربية.
ابتسمت وأنا بهز راسي وقلت…
_ أه.
_ حبيبك؟!
ضحكت وقلت…
_ حضرتك فهمت إيه؟ يونس أخويا كان مسافر برة ورجع.
_ بجد، يعني دا اخوكي؟
قالها بفرحه ظاهره على وشه، هزيت راسي بأه، فتكلم وقال…
_ طب ممكن رقمه؟
عطيته الرقم بدون مستفسر ودخلت المستشفى.
رجعت البيت ويونس جه زي موعدني، لأول مرة بعد سنين حد يشاركني أكل، واضحك معاه واتكلم، اكتشفت إن حياتي كانت مضلمه أوي وناقصه كتير.
قربت من يونس بسرعة، وحكيتله عن كل اللي حصلي في الماضي، كنت بحكي وأعيط وهي كان بيهديني ولما خلصت حضني وقالي انتِ تحملتي كتير وربنا هيجازيكي بكرم كبير .
بقيت أعد الايام وانتظر كرم ربنا الكبير، يمكن أولى كرمه بيا إن ماما رجعت كلمتني لأول مرة من سنوات، كنت فرحانه وفضلنا نتكلم كتير.
طلبت منها تسامحني على معاملتي ليها، مهما كان دي أمي، وهي طلبت منى اسامحها على جفائها معايا. سامحتها، ورجعت حياتي كويسه، أه مقربتش أوي من ماما؛ لاني كنت عارفه إن زوجها مبيحبنيش وكره زاد من موقفي معاه، محبيتش أخرب عليها حياتها.
صحة بابا اتحسنت وبقا كويس وجه يعيش معايا، حياتي بقا ليها طعم تاني.
سيبت شغلي في المستشفى الخاصة واكتفيت بشغلي في المستشفى العام. الشمس رجعت نورت حياتي والضحكة عرفت طريق وشي تاني والفرح ملى قلبي.
أو خليني أقول الفرحة نورت قلبي لما يونس قالي إن د محمود عاوز يتقدملي، كنت فرحانه أوي خاصًا لما حددوا معاد ييجي هو ودكتور جمال.
هنا بس عرفت تدابير ربنا وإن يونس وبابا يظهروا دلوقتي ويبقى ليا عيلة تاني، عشان محسش إني وحيده في وقت زي دا وأحس إن ليا ضهر مش مكسوفه ولا مجبره على حالي.
الجلسة كانت مليانه مرح بين كل الحاضرين، اتعرفت على مامته واكتشفت انها ست حنونه أوي، قالتلي إنها متشوفه تشوفني من سنين من كلام د جمال عليا.
انتهت الجلسة وقولنالهم هنرد عليهم أخر الاسبوع، كان باين على بابا ويونس الموافقه، وأنا عملت استخاره مع كل صلاة كنت كل مرة برتاح وعرفتهم بموافقتي.
معرفش ازاي وامتي بقا انهاردة كتب كتابنا والفرح بعد شهر.
_ مش ملاحظة إن زواجنا الحمدلله ميسر أوي؟
ابتسمت بخجل وقلت…
_ الحمدلله.
_ عارفه ميسر ليه؟
_ ليه؟
_ لأنك دعوتي الثابتة في كل صلاة.
مكنتش متخيله رده وابتسمت بخجل ممزوج بفرح وقلت…
_ بجد؟!
رد بتعجب وقال….
_ بتسأليني؟! دا أنا من حبي ليكي المستشفى كلها كشفتني.
ضحكت على كلامه وقلبي طار من الفرحه بتصريح حبه ليا، اتكلمت وقلت…
_ بصراحة من ناحية كله كشفك، فكله كشفك.
_ بس انتِ ولا كنتي هنا.
ابتسمت وقلت…
_ مين قالك كده؟ أنا كنت واخده بالي جدًا.
اتكلم عن انك كنت مبتروحش غير لما تطمن إني خرجت ولا اتكلم عن وقوفك بالعربية منتظرني اركب ولا اتكلم عن انك كنت بتمشي ورايا لغاية لما تطمن إني وصلت المستشفي، ولا اتكلم عن إني كنت بخرج كل يوم بليل من شغلي الاقيك واقف بالعربية وتمشي ورا الميكروباص لغاية لما أوصل البيت.
اتكلمت بعجب وقال…
_ كنتي واخده بالك من كل دا؟!
هزيت دماغي وقلت…
_ أه.
مسك إيدي بين كفوفه وبص في عيوني وقال…
_ أنا منتظر اليوم دا من زمان عشان احكيلك اللي في قلبي، من اليوم اللي جيتي تشتغلي معايا وانا مستغربك وعاوز افتش جواكي، كان نفسي أعرف ليه ديما مكسورة وحزينة.
كنت بتشقلب عشان افتح معاكي أي حوار، بس انتِ مكنتيش بترد أو تردي رد يسكتيني.
اليوم اللي نتيجتك ظهرت فيه وشوفت فرحتك، كنت فرحانلك أوي، معرفش ليه؛ يمكن لأني كنت أول مره أشوف وشك فرحان ومبتسم.
ابتسمت بخجل وبصيت في الارض، رفع وشي بإيده، بص في عيوني ورجع مسك إيدي تاني وقال…
_ ولما فاجئة تغيرتي وكان باين إن حصلك مصيبة ومشيتي كان هيجرالي حاجة لو مكنتش خرجت وراكي. روحت قولت لبابا اي كلام عشان ينزل معايا نشوف ايه اللي حصلك، وحمدت ربنا إني كنت معاكي، في والوقت الصعب دا حسيتك حته مني ومسؤوله مني، كان قلبي بيتقطع عليكي، وعلى اللي مريتي بيه.
لما رجعتي الشغل بعد الأزمة دي كان نفسي أهون عليكي واتكلم معاكي، بس كان جوايا صوت بيقولي حافظ عليها من نفسك.
كنت فرحان زيك أو أكتر ليلة النيابة، بس زعلت لما عرفت إنك اخترتي أطفال، كنت مفكرك هتختاري تجميل بعد شغلك معانا.
متتخيليش فرحتي كانت قد إيه لما شوفتك معايا في نفس المستشفى، ولما عرفت إنك اتعينتي فيها، اليوم اللي مكنتش بشوفك فيه كان يومي بيبقى وحش.
عرفت مواعيدك ظبطت مواعيدي عليها، كنت بخاف أوي عليكي؛ عشان كده كنت بمشي وراكي.
كنت بخاف عليكي وانتِ راجعه بالليل متأخر، اوقات كان خوفي بيزيد لدرجة اني كنت هتكلم معاكي اقولك تسيبي الشغل التاني وأنا هتكفل بمصاريفك.
بس كنت أرجع أقول لنفسي هتكلمها بصفتك إيه.
كنت مستني يوم العشا دا بفارغ الصبر وكل شوية كنت ابص في الساعة وابص على باب للمطعم ولما مجيتيش زعلت أوي، ولما مجيتيش المستشفى خوفت عليكي.
كنت عاوز أجيلك البيت بس مرضيتيش وخوفت عليكي من كلام الناس. وقررت أروح المستشفي الخاصة يمكن أشوفك ولما شوفتك نازله من العربية وفرحانه.
حسيت بوجع في قلبي وبدعي ظني يبقى غلط، ولما عرفت إنه أخوكي كان نفسي احضنك من الفرحة.
ضحكت على كلامه فكمل وقال…
_ أول ماخدت منك الرقم جريت كلمته، بس هو قالي إن والدك تعبان والوقت مش مناسب.
كنت بتصل بيه كل أسبوع وازن عليه، لغاية مرأف بحالي.
اتكلمت بتعجب وقلت…
_ كنت بتكلم يونس كل أسبوع؟!
_ هو مقلكيش؟
هزيت دماغي بنفي فتكلم بهزار وقال…
_ اخوكي كان بيصعبها عليا بس مكنش يعرف إني كده كده هتزوجك.
كنت فرحانه أوي لكلام محمود ومكنتش متخيله إني ممكن اتحب الحب دا أو ممكن أصلًا حد زي محمود يفكر فيا، بس كنت متأكده إن دي ثمار صبري على ابتلائاتي وثمار حسن ظني بالله اللي لما ظنيت بيه خير عطاني خير أكتر ما كنت اتوقع.
اتزوجت محمود من هنا بدأت السعادة تعرف طريقي، حبيبي كان بيتفنن في إسعاد قلبي، كان ديما يقولي انتِ تعبتي وشوفتي كتير في حياتك عشان كده لازم أفرحك.
بقا كل دنيتي وأنا بقيت كل دنيته، كان بيعاملني زي بنته ومراته وحبيبته وأمه، كان خير ونعم العوض اللي ربنا رزقني بيه.
عشان ربنا رب كرم اكرمني بذرية من محمود، هنا بس كنت حاسه إني ملكت الدنيا ومافيها.
بدأت افهم حكمة ربنا، حمدته على كل إبتلاء مريت بيه علمني معنى جديد ضفته في حياتي، حمدته على وجعي طول السنين دي؛ لأنه جازاني بخير جائزة.
يمكن لو كانت حياتي عادية زي كل البنات مكنتش هلاقي كل الحب دا من محمود.
محمود كان عارف بكل ابتلاء ووجع مريت بيه عشان كده كان بيحاول يداوي كل دا.
يبفرحني بأي طريقة وعمره مزعلني أبدًا ولا قلل مني في أي حاجة بالعكس كان ديما شايفني جوهرة عالية وبيعلي من قيمتي قدام كل الناس.
هنا بس فهمت مقوله ” إن اشتدت البلاء عظم الجزاء “
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجع الخيانة)