روايات

رواية وجع الخيانة الفصل الأول 1 بقلم شيماء الصيرفي

موقع كتابك في سطور

رواية وجع الخيانة الفصل الأول 1 بقلم شيماء الصيرفي

رواية وجع الخيانة الجزء الأول

رواية وجع الخيانة البارت الأول

وجع الخيانة
وجع الخيانة

رواية وجع الخيانة الحلقة الأولى

_ نفسي أعرف إيه المتعه إنك تصاحب ست على مراتك!؟
قلتها بتعجب وأنا سامع زمايلي في الشغل بيتكلموا في الموضوع دا واللي طلع منتشر بينهم، وأغلبهم مصاحب.
_ متعه وأي متعه أنت بس مستغرب عشان مجربتش.
بعد يوم الشغل الطويل تلاقي واحده تكلمك حلو وتدلعك، تهتم بيك، تسألك يومك عامل ازاي، تبعتلك صور ليها وهي حلوة. مش زي البومة اللي في البيت بدخل البيت بلاقي زعيقها في وشي وشكلها يقطع الخميرة من البيت.
ياخي دي مبتراعيش إني جيت وتهتم بيا. هي عندها المهم المطبخ والعيال وإن البيت يبقى نضيف انا بقا ولا في الحسابات.
متخيل اني بكلم ستات من تلت سنين وهي مشكتش ولا مرة. عارف ليه؟ لاني مش في حساباتها أصلًا.
نهى سامح كلامه ولاقيت كلهم بيقول نفس الكلام، وبيقولوا انهم بيتكلوا كصحاب بس، هو بيطمن عليها وهي بتطمن عليه، وبيحكوا لبعض عن يومهم.
كنت مستغرب كلام زمايلي، بل متعجب منه، هو ازاي حد عاقل يكلم ست ويخاطر بحياة بيته واستقرار عيلته.
رجعت البيت وأول مفتحت باب الشقة، شميت ريحة الأكل الحلوة وسمعت صوت الراديو وهو شغال في المطبخ على إذاعة القرآن الكريم.
_ حمدًا لله على سلامتك يا إبراهيم.
قالتها روفيدة زوجتي أول مشافتني، ابتسمت في وشها وقلت…
_ الله يسلمك يا حبيبتي.
سيبتها ودخلت أغير هدومي وأنا بيتكرر في دماغي كلام زمايلي، أول مرة ألاحظ إني برجع بلاقيها في المطبخ لبسها متبهدل من المطبخ وشعرها مش متظبط، جسمها عرقان.
_ يلا يا بابا الأكل جاهز.
خرجت من الدوشه اللي في دماغي على صوت يونس، قومت واتجهت للسفرة اللي كان عليها ما لذ وطاب.
_ إيه يا ابراهيم الأكل وحش؟
_ لأ حلو تسلم إيدك، اشمعنى بتسألي؟!
سألت بتعجب ردت وقالت…
_ أصل دي أول مرة تأكل قبل متقولش تسلم إيدك!
بوست إيدها وقلت…
_ معلشي يا حبيبتي ضغط الشغل مخليني مش مركز.
نهيت كلامي ردت بحنان وقالت…
_ ربنا يعطيك الصحة والعافية يا رب ويرزقك من حيث لا تحتسب.
آمنت على كلامها ورجعت أكمل أكل، كنت باكل وأنا بفتكر كلام صحابي، أول مرة اركز في التفاصيل اللي قالوا عنها.
خلصت أكل وهي بدأت تلم السفرة وتغسل الصحون.
عملت الشاي وجت قعدت جمبي تتكلم معايا كالعادة، حكيتلي عن يومها وانا كمان شاركتها يومي، لكن محكيتش عن النقاش اللي حصل بيني وبين زمايلي.
شريبت الشاي ومسكت الموبيل وهي قعدت مع يونس وندى تذاكرلهم.
اندمجت مع الولاد في المذاكره وأنا بدأت أنعس.
صليت العشاء ودخلت أنام.
فضلت أيامي تتكرر هي هي بنفس الروتين، وشيلت كلام زمايلي من دماغي وبدأت افكر نفسي باللي روفيدة بتعمله في يومها وقد إيه بتتعب أكتر مني بكتير لأجل البيت.
_ أستاذ إبراهيم.
رفعت راسي وبصيت قدامي، لاقيت ست جميلة أوي.
لابسه فستان راسم تفاصيل جسمها، قصير اخر جزء من رجليها ظاهره. حاطه ميكب خفيف ومظهره جزء من شعرها مخليها أحلى وأحلى.
_ أستاذ إبراهيم.
بلعت ريقي حمحمت بحرج ورجعت بصيت في الورق اللي على المكتب وقلت…
_ خير يا مدام قولي عاوزة إيه مش فاضي؟
حطت ورق قدامي واتكلمت برقه وقالت…
_ قالولي إن حضرتك اللي هتخلصلي الورق دا.
أخدت الورق وبصيت فيه لاقيت ناقص وقلتلها على الناقص.
_ طب ممكن رقم حضرتك عشان لو توهت في حاجة اكلمك.
أخدت نفس وكتبت رقمي في ورقه..
_ اتفضلي.
أخدت الورقه ومشيت، وأنا رجعت أكمل شغلي.
رجعت البيت بتعب، أول مدخلت لاقيت يونس وندى بيجروا عليا وحضنوني.
_ وحشتوني.
قولتها وأنا بضمهم بحب، اخدهم وقعدت على الكنبة، خرجت روفيده على صوتي وقالت…
_ البيت نور.
ابتسمتلها بحب وقلت…
_ منور بشمسه وقمره.
ضحكت بكسوف وقالت…
_ هرص الأكل عبال متغير.
قربت منها وبوست جبينها وقلت…
_ استني لما اخد شاور.
هزت راسها بماشي ودخلت المطبخ.
خرجت لاقيت الأكل جاهز وهما منتظريني، انضميت ليهم وبدأنا ناكل.
_ كده تمام؟!
ظهرت الماسج دي على الشاشه. كانت روفيده قاعده جمبي، اتكلمت وقالت…
_ مين الرقم دا وايه اللي تمام؟
_ معرفش هدخل اشوف.
فتحت الواتس ولاقيت الماسج من البنت اللي أخدت رقمي الصبح، عرفت من صوريتها اللي كانت مش مناسبه بالمرة.
_ مين دي؟
قالتها روفيده وصوتها فيه بعض الغضب.
_ ست جت المكتب تخلص ورق.
قلت كلماتي وفتحت الشات قدامها وكانت باعته الورق اللي خلصته تسألني مظبوط ولا لأ؟
رديت عليها وقلت…
_ أه تمام.
بعت الماسج ردت في ساعتها وقالت..
_ يعني مفيش أي ورق ناقص؟
اتكلمت روفيدة بنبره فيها أمر وقالت…
_ اعملها بلوك.
رديت بغضب وقلت…
_ أنا عارف حدودي كويس، وعارف بعمل إيه ومش مستنيكي تقوليلي أعمل بلوك ولا لأ.
قلت كلماتي وقومت من مكاني، جت ورايا وقالت…
_ الست دي مش كويس وباين من صوريتها دا غير اسلوب كلامها، احساسي كـ ست بيقولي كده، معلشي اعملها بلوك.
مسكت الموبيل بعصبيه وقلت…
_ يعني البلوك اللي هيهديكي يا روفيده، ادي بلوك اهو.
بس لعلمك كلامك دا يخليني احس انك مبتثقيش فيا، ولعلمك انا لو عاوز اعمل حاجة هعملها ولو عاوز اكلم ست هكلم.
نهيت كلامي ودخلت أنام، وهي خرجت برة.
اتنهدت بحزن وأنا نايم، مقدر غيرتها بس متتعاملش معايا بأسلوب الشك والأمر، أخدت نفس وغمضت عيوني استعداد لنوم.
_ إبراهيم قوم الفجر أذن.
فتحت عيوني وقلت..
_ قايم.
قومت أسرع من العادي، اتوضيت ولأول مرة اصلي لوحدي مش جماعة، خلصت صلاة واتجهت لسرير.
حطيت إيدها على كتفي وقالت..
_ دي المرة الأولى من زواجنا تصلي بدوني.
بلعت ريقي ولفيت وقلت..
_ ودي المرة الأولى اللي تشكي فيا وتتكلمي معايا بأسلوب الأمر ونسيتي إني زوجك. عاوز اوضحك إني عملت دا عشان اسكتك بس، عشان ولادي ميسمعوش خناقنا.
لعلمك يا روفيده أنا لو عاوز أكلم اي ست هكلم ومش هتعرفي وهعمل اللي عاوزه.
نهيت كلامي اللي كان قاسي عليها وعلى قلبها ودخلت أنام، كنت متأكد إنها هتزعل من كلامي ودا اللي قصده، عاوزها تعرف إنها غلطت في حقي.
صحيت على موعد الشغل، لاقيتها محضره الفطار كالعادة وعامله ساندوتشات.
جهزت وأخدت اللي محتاجه واتجهت للباب، وقفت قدامي وقالت…
_ إبراهيم مش هتفطر؟
بصيتلها وانا راسم الغضب على وشي وقلت…
_ مليش نفس.
اتكلمت بحنيه وقالت…
_ طب خد السندوتشات.
فتحت الباب وانا برد بجفاء وقلت..
_ مش عاوز.
وصلت الشغل وبدأت اشتغل، لغاية لما شميت ريحه بيرفيوم حريمي ناعم، رفعت راسي لاقيت الست اللي جت امبارح.
_ بعتلك امبارح ومردتيش عليا.
بصيتلها بتعجب وقلت…
_ ورقك مظبوط يا هانم، عدي بعد اسبوع وهيبقى خلص.
_ هو أنا عملت حاجة زعلتك مني؟
قالت جملتها بدلع رديت عليها بصرامه وقلت…
_ وأنا اعرفك عشان ازعل منك، انتِ مجرد واحده ليها مصلحه وجايه تخلصها دا اللي بينا غير كده لا اعرفك ولا ازعل منك.
نهيت كلامي بعصبيه وصوت عالي ورجعت أكمل شغلي اما هي مشيت بحرج.
رميت الورق على المكتب وأنا بتنفس بخنقه، افتكرت اللي حصل امبارح. عارف إن روفيدة ست زي أي ست اكيد حسيت بالغيرة خصوصًا ان باين على الست دي انها مش كويسه.
خلصت شغلي وكان رخم وأصعب من كل يوم، رجعت البيت وأول مدخلت الولاد استقبلوني زي كل يوم.
انتظرت روفيدة بس مخرجتش ودا زاد خنقتي أكتر.
دخلت الاوضه وحطيت شنطتي على الكيمودينو، حسيت بيها بتحضني من ضهري، ابتسمت ولفيت ليها.
_ متزعلش مني، أنا اسفه، حقك عليا.
ابتسمت وقلتلها..
_ مش زعلان، مفيش حد بيزعل من روحه، إلا لو روحه مبتثقش فيه وقتها بس ممكن يزعل منها.
مسكت إيدي وبصت في عيوني وقالت…
_ روحه بتثق فيه أكتر من نفسها.
نهيت كلامها وضميتها وقلت…
_ متتخيليش يومي كان وحش ازاي طول منا زعلان منك.
خرجت من حضني وقالت…
_ ربنا ميجيب زعل تاني.
مر يومين ولاقيت نفس الست بعتتلي تاني بس من رقم مختلف.
كانت كتبالي استاذ إبراهيم رد ضروري، أول مشوفت صورتها خوفت روفيدة تشوفها وتفكرني بكلمها.
حطيت الشات في الأرشيف وقلت هرد عليها وقت تاني .
شوية وروفيدة قامت تذاكر مع الولاد وأنا مسكت الموبيل ورديت عليها.
كانت بتسألني لو جت يوم متأخر عن تسليم الورق عادي وقولتلها مفيش مشكلة.
مر أربع أيام وجت المكتب تستلم.
_ تسمحلي أقعد؟
رفعت راسي لاقيت نفس الست.
اتنهدت وقلت…
_ خير.
قعدت وهي بتقول…
_ هعتبر دي موافقه.
سكتت ثواني وقالت…
_ أنا جابه أعتذر من حضرتك لو كنت ضايقتك. مشكلتي اني اجتماعية أوي وعشريه، بتعامل مع الناس كلها إنها اهلي واخواتي وممكن اتكلم معاهم بعشم.
_ ولا يهمك يا مدام حصل خير.
_ لبني، اسمي لبني.
ابتسمت بسماجه وقلت..
_ حصل خير يا مدام لبنى.
كنت مفكر إن الحكاية خلصت لغاية هنا، لكن لبني كانت كل يومين تدخل تكلمني تطمن عليا وعلى احوالي، كنت ارد وخلاص.
كنت بعلقها واقولها مش فاضي واخر مره قولتلها كلامنا دا حرام وإني راجل متجوز مينفعش كده.
بعد مبعتلها الكلام دا بعتيلي لو فاضي اكلمها، قولتلها مش هينفع.
طلبت منى انزل من البيت واكلمها ضروري.
استغربت من اصرارها، فنزلت وأول مقولتلها إني نزلت رنت عليا.
رديت وأنا كلي فضول أعرف عاوزة إيه.
كلمتني بأسلوب كله رقه وحنيه عمري مشوفتها في حياتي. قالتلي إنها بتتكلم معايا كأخ مش أكتر وانها وحيده وملهاش اخوات ونفسها في أخ راجل يبقى في ضهرها وهي حست معايا بكده.
قولتلها إنه مينفعش وكده حرام، قالتلي احنا اخوات فين الحرام في الكلام بين الاخوات، وهي بتطمن عليا زي أختي.
فضلت تتكلم معايا لغاية مأقنعتني بكلامها، الغريب إني طلعت البيت مبسوط وفرحان.
أول مرجعت البيت بعتتلي، وفضلنا نتكلم لغاية مدخلت أنام.
من هنا لبنى بقت حاجة أساسية في يومي لازم نتكلم كل يوم، وأنا برة البيت بتصل بيها أطمن عليها وأنا جوا البيت بنتكلم شات.
سجلتها بأسم راجل وطلبت منها تغير صوريتها على الواتس وتحط صورة مبهمه متظهرش إنها ست.
وهي كانت بتتفذ اللي طلبته منها.
بكلامي مع لبنى اكتشفت معاها حياة جديدة. كانت مهتميه بكل تفصيله تخصني عكس روفيدة اللي كانت بتنسى حاجات كتيرة وهمها هو البيت والاكل والولاد ومذاكرتهم وأنا اخر اهتمامتها، مبتسألنيش عن احوالي ولا شغلي.
لبنى كانت الكسبانه في أي مقارنه بينها وبين روفيدة.
مكناش بنتقابل كتير لكن كل شوية تبعتلي صور ليها كلها احلى من اللي قبلها.
الكلام بينا بدأ ياخد مجرى تاني، هنا بالتحديد حاولت أبعد عنها وأبطل اكلمها بس كان صعب بنسبالي ولما صارحتها انهارت وفضل تقولي اني السند والضهر وليه عاوز أبعد عنها.
مقدرتش قدام دموعها، وقلتلها لازم نقلل كلام بينا، وهي قالتلي حاضر وسمعت كلامي، بس أنا اللي مكنتش قادر ابعد عنها وبقيت اجر معاها كلام، وهي كمان رجعت تتكلم معايا وتبعتلي صور تاني وبقا الكلام بينا منفتح ووصلت لمرحلة اني مش قادر ابعد وفي نفس الوقت خايف أكمل.
_ بص يا بابا أخد شهادة من الدار عشان خلصت جزء تبارك.
قالتها ندى بفرحة وحماس، رديت عليها وأنا ماسك الموبيل وقلت….
_ شاطره.
ردت بحماس أكتر وقالت…
_ هتجيبلي هدية إيه بقا؟
_ هديكي فلوس تجيبي اللي عاوزاه.
قلت كلماتي وقومت من مكاني، دخلت الأوضة أكمل كلامي مع لبني.
قام إبراهيم من مكانه وبصيت لطيفه وبصيت لندى اللي حالها تبدل من الفرحة للحزن.
_ نودي حبيبتي، قوليلي بقا نفسك في إيه بمناسبة انجازك العظيم دا؟
بصيتلي بحزن وقال..
_ ماما هو بابا مش فرحان اني خلصت جزء تبارك؟!
أخدتها في حضني وقلت…
_ لأ يا حبيبتي فرحان طبعًا، بس بابا الفترة دي عنده مشاكل في شغله.
_ يعني هو فرحان بيا؟!
خرجتها من حضني وأنا ببوس دماغها وقلت…
_ أه يا عيوني فرحان بيكي.
فتحت باب الأوضة فاجئة لاقيت اتخض واتعدل في قعدته، اتعمدت إني أفضل معاه، فكيت شعري وبدأت أسرحه.
لاحظت انه بيتلجلج وهو بيتكلم في الموبيل والكلام مش منطقي ولا متركب على بعضه وقفل على طول.
_ خلصتي مذاكره مع الولاد؟
قال جملته بتوتر واضح، رديت وقلت…
_ لأ، بس قولت اجي اقعد مع زوجي حبيبي.
_ طب مخلصتيش معاهم ليه؟ الأول ممكن يناموا!
رديت ببسمه عكس الغضب اللي جوايا وقلت….
_ مش مشكلة.
_ لأ روحي خلصي معاهم وتعالي مستقبلهم أهم.
أخدت نفس وقلت…
_ مش ملاحظ انك باقيلك فترة متغير، وكل ما أجي أقعد معاك تخترعلي حجج فارغه؟ حتى مبقتش تقعد معايا احكيلك عن يومي. تحكيلي عن يومك زي الاول!
بدأ يتلجلج في الكلام ويتوتر وقال…
_ أأ متغير ازاي منا زي الفل أهو؟
رديت بغضب وقلت…
_ فل إيه يا إبراهيم دا بنتك جيالك وهي طايره من الفرحة تقولك خلصت جزء تبارك وأنت ولا هنا ومشغول بالموبيل ولا مركز في كلامها اصلًا، متخيل إنها بتسألني انت زعت من كلامها.
_ أنا أنا …
قطعت كلامه وقلت….
_ انت متغير يا إبراهيم وتغييرك دا هيضيعك، بقيت بتتكاسل في صلاتك ومبقيتش تصلي الفجر حاضر زي الأول، ومش انا بس اللي ملاحظة ولادك كمان لاحظوا.
قطع كلامي ورفع صوته وقال…
_ هاتي كلامي من دماغك واكذبي وقولي إني بتكاسل في الصلاة.
رديت بهدوء وقلت…
_ أنا مبكذبش يا إبراهيم، بأمارة المغرب اللي ضاع والعشاء اللي أكيد نسيتها.
قلت كلماتي فسكت وملاقاش رد، اتكلمت تاني وقلت…
_ ركز في حياتك وارجع لدينك اللي بدأت تخسره، وحافظ على اللي باقي منه وقويه. راجع نفسك عشان الخسارة الجاية هتبقى بيتك.
نهيت كلامي وخرجت.
قفلت باب الاوضه ونزلت دموعي، دخلت اوضه الولاد وقفلت الباب على نفسي واتفتحت عياط.
مش قادرة اتخيل إن إبراهيم وصل للمرحله دي، بقا جوايا يقين إن في ست في حياته، حسيت بوجع في قلبي ومش قادرة اتخيل انه ممكن يعمل حاجة حرام زي دي.
كنت شاكه فيه خصوصًا انه متغير أوي، مبقاش مركز معانا زي الاول، طول الوقت ماسك موبيله وبيضحك.
إبراهيم كان من الناس اللي ملهاش علاقه بالسوشال ميديا ولا بتحب تتكلم شات، بقا طول الوقت قاعد بيتكلم شات مع حد.
لما كنت أسأله يقولي شغل، وأنا عارفه ومتأكده انه كذب.
كان الأول بيساعدني في مذاكره الولاد والحفظ، دلوقتي بقا منعزل عننا خالص.
أول ما الشك دخل قلبي، قلت يمكن أكون اهملت في حاجة. بقيت اهتم أكتر، الأكل يبقى كويس واستقبله بصورة كويسه ومظهر حلو، رغم كده لسه في الغيبوبه اللي دخل فيها ومطلعش منها.
حاولت اهدي نفسي، وقررت اتكلم معاه تاني.
اتأكدت إن الولاد ناموا، دخلت اوضيتنا لاقيته قاعد بيشات وبرضو بيضحك، بلعت خصه، حسيت إن في سكينه مغروزه في قلبي ومش قادرة اتنفس.
أول مدخلت قفل الموبيل وخرج من الشات، قعدت قدامه وقلت…
_ أنا جايه اقولك كلمتين ومش منتظره ترد أو تبرر.
أنا ست وليا إحساس ومشاعر ومركزه كويس واخده بالي من كل تفصيله تخصك، ومش معني إن الفترة دي امتحانات واهتمامي أكتر بالولاد يبقى مش مركزه معاك.
لاحظت انه اتوتر فكملت كلامي بنبرة حازم وقلت…
_ أنت باقيلك خمس شهور متغير وأنا عارفه ومتأكده إن التغيير دا وراه ست.
قلت كلماتي وبصيت في عيونه، لاقيت اتوتر أوي وبدأ يعرق.
_ مترميش كلام وتصديقه.
قال كلماتي بتوتر ممزوج بغضب.
_ أنا مبرميش كلام واصدقه، انا متأكده من اللي بقوله، هعتبر دا كله زله وساوس شيطان وانت ضعفت وهساعدك تتغلب على شيطان دا وترجع تاني لبيتك وولادك.
_ انتِ بتقولي اي كلام وخلاص، تغيير إيه اللي انا فيه وست ايه؟ قصدك إني بكلم ستات يا روفيدة؟ رجعت تاني تسيء الظن فيا؟
_ انا مش بسيء الظن انا متأكده. وبالنسبة للتغير اللي بتنكره.
ابسط حاجة صلاة الفجر اللي بقيت بتضيعها، رغم حرصك إنك تصليها كل يوم حاضر، مش هقولك باقيت بتتكاسل في الصلاة؛ لأنك عارف دا كويس.
ولادك اللي كنت بتحضنهم أول مترجع، دلوقتي بقيت معاهم زي الغريب ولما يكلموك مبتردش عليهم.
وأنا يا إبراهيم، بعدت فاجئة وبقا في فجوة بينا حاولت كتير اسدها ومش عارفه.
أنا بقيت أعمل كل حاجة بتحبها وأقول هتقولي حاجة وانت اصلا مش مركز ولا واخد بالك.
كنت بتساعدني في شغل البيت وتقولي أنا بشتغل وانتِ كمان، وشغل البيت يتقسم بينا، كنت بتساعدني في مذاكره وتربية الولاد.
كنت زوج مثالي وفاجئة كل دا بقا كان.
نهيت كلامي وسمحت لدموعي تنزل. قرب مني وحضني وطبط على ضهري، خرجت من ضمته فتكلم وقال…
_ حقك عليا انتِ والولاد، الفترة اللي فاتت كانت ضغط عليا في الشغل والمصاريف، وكنت طول الوقت ماسك الموبيل بدور على شغل وبحاول اتعلم اي شغل اونلاين عشان كده كنت على طول ماسك الموبيل.
مسحت دموعي وقلت…
_ مسمحاك يا إبراهيم، وهحاول أصدق كلامك.
انا جيتلك وبمدلك إيدي نصلح اللي باظ وهساعدك ترجع زي الاول، بس صدقني ولو رجعت تاني أو اكتشفت ان ظنوني دي حق، فأنت هتخسر كتير أوي.
بلع ريقه ومد إيده في إيدي وقال…
_ وانتِ بكرة تتأكدي إن كل دي ظنون سيئة.
بصيتله وقلت…
_ اتمنى.
حاولت اتصرف بعقلانية على قد ماقدر واحافظ على بيتي وولادي اللي كان ممكن أدمرهم بسهوله.
فضلت أدور لإبراهيم على مبررات تخليني اسامحه، وفضلت افكر نفسي بالحلو اللي بينا واخلي الحلو دا يشفعله.
بدأت معاه من اول الصلاة وبقيت افكر بكل فرض، حتى وهو في الشغل، اتصل بيه أو ابعتله ماسج.
بقيت أجبره انه يشارك معايا في شغل البيت ومذاكرة الولاد، كنت عارفه انه بيعمل دا بضيق، بس كنت بتعمد أعمل دا عشان ابعده عن الموبيل.
بقيت اشغل دروس علم في البيت عن التوبة، والصلاة، والذنوب، وخطوات الشيطان، بحيث افكره طول الوقت.
بدأ فعلا يتغير ويرجع زي الأول وبدأت اطمن بعد معيشت مده في رعب. مكنتش قادرة اتخيل اني رجعت تاني أنام وأنا مطمنه على زوجي وولادي وبيتي.
كان مجهود جبار إني أصلح كل اللي عدي، وعلاقة إبراهيم ترجع بينا زي الاول، وبالأخص الولاد، اللي لازم يتربوا على كده ويتربوا على وجود الأب وحبه واهتمامه بيهم.
_ إبراهيم حبيبي، شوف الباب.
_ حاضر يا حبيبتي.
قال جملته وقام، ساب موبيله مفتوح، جالي فضول اشوف ايه اخر حاجة كان فاتحها.
مسكت الموبيل ولاقيت شات بينه وبين ست، في اللحظة دي ارتعشت وحسيت بخنجر طعني في ضهري.
فضلت اقرأ الشات اللي كان مليان كلام وحش ميطلعش من راجل مسلم، مكنتش متخيله إن إبراهيم ممكن يكلم ست في كلام زي دا.
كل مطلع في الشات الاقي كلام اوحش، مكنتش عارفه اتصرف ازاي؟
كل اللي عملته إني أخدت سكرين للي قدرت عليه وبعت كل دا لنفسي ومسحت الماسجات من عنده أول موصلت ليا.
ومسحت الصور من على الموبيل والمحذوفات، ودخلت على الجوجل أتأكد إن السكرينات متحفظتش عليه.
ورجعت تاني للشات اللي كان مفتوح وقفلت الموبيل وحطيته مكانه.
اخدت نفس وكنت في حاله صدمه مش عارفه اتصرف ازاي.
_ مالك؟!
_مفيش مصدعة، انت اللي اتأخرت ليه؟
_ كان في مشكلة في عدادات الكهرباء ووقفت معاهم لغاية متصلحت.
_ طب كويس.
قلت جملتي وأنا بقوم من على الكنبة، مسك إيدي وقال…
_ متأكده انك مصدعة بس؟
هزيت راسي وقلت…
_ أه، هدخل أخد شاور يمكن أفوق.
نهيت كلامي وبالفعل دخلت اخد شاور، فتحت الماية الساقعة رغم البرد اللي احنا فيه.
مكنتش حاسه ببروديتها على قد مكنت حاسه إن قلبي مليان نار ودماغي بتغلي، كنت بعيط بسكون وحاسه إني قلبي متفتفت من الوجع.
إحساس الخيانة صعب أوي، مكنتش قادرة أحدد أنا قصرت في إيه يخليه يعمل كده.
كان اهون عليا انه يتزوج تاني ولا يعمل حاجة حرام زي دي، أه كنت هتوجع بس اكيد هيبقى أهون من وجع الخيانة يكفي انه حلال.
معرفش الليل مر عليا ازاي، كنت بفكر أعمل إيه، أطلق منه، بس الطلاق مش كفاية، حسيت إني عاوزة اوجعه أو انتقم منه، خصوصًا إني حذرته وقلتله إني عاوزة أحافظ على بيتنا بس يبدو أنه فكر دا ضعف مني.
قررت إني مش هروح الشغل انهاردة ولميت كل حاجة مهمه، دهبي وفلوس شغلي وفلوسه اللي كان شايلها لمشروع عاوز يعمله، أخدت عقد الشقة وكل الورق المهم الخاص بيه.
خبيت الاوراق والدهب في أوضه الولاد، وغيرت هدومي وروحت البنك حطيت فيه كل الفلوس اللي كانت في بيتنا.
رجعت وكان لسه الولاد مرجعوش من المدرسة.
لميت هدومي وهدوم الولاد وأخدت الدهب وكل الورق المهم واتجهت لبيت أهلي.
رجعت حكيت لأهلي اللي حصل وقولتلهم إني عاوزة اطلق منه.
حاولوا يهدوني ويقوليلي دا قرا وقت غضب ومخربش بيتي، بس أنا كنت وصلت لنقطة إني مش هقدر ابص في وشه تاني.
_ انتِ ازاي تاخدي فلوسه وشقى عمره ليكي، دا لو انتِ مراتي هطلقك بعد عملتك دي؟
قالها اخويا بغضب، رديت عليه بغضب مماثل وقلت…
_ واللي هو عمله دا شوية؟
_ لا مش شوية وغلط في حق ربنا، عمل حاجة حرام. غلط في حق نفسه قبل ميكون غلط في حقك.
رديت بكسره وقلت…
_ متخافش يا محمد، أنا تربية أبوك وأمك، وعمري مهقبل على نفسي حاجة حرام، أنا عملت كده عشان اوجعه، وأول مهيطلقني هرجعله كل دا.
_ هترجعليه ولا بتقولي كده وخلاص؟
_ أنت تتوقع اني اخد حاجة مش من حقي، انا عاوزة اوجعه ودي أكتر حاجة هتوجعه.
بعد ساعات حصل اللي توقعت وكان إبراهيم في بيت اهلي، وكان في حالة أسوء من ما توقعت.
لما عرفي إني أخدت فلوسه والورق، كان هيتجنن.
لما صارحته باللي عمله جاب اللوم عليا وإني همي البيت والولاد،كنت متأكده اني هيقول كده.
فكرته اني بشتغل زيي زيه وبرجع مطلوب مني أكل وتنضيف ومذاكره، رغم كل دا كنت مهتميه بيه.
فكرته بالمرات اللي كنت اروح اقعد معاه ويقولي شوفي مذاكره الولاد هما الاهم هما مستقبلنا، دول بذرتنا وزرعتنا.
ملقاش رد على كلامي وقال إنه مش هيطلقني وهيسيبني زي بيت الوقف عند أهلي وهيتجوز عليا ولما يتجوز هيطلبني في بيت الطاعة. هيخليني خدامة عنده وعند مراته.
أول مقال الكلام دا أهلى وقفوله وبالأخص اخويا اللي كان بيهديني وعاوزني ارجع بيتي.
بهدله وجابلي حقي منه.
مر اسبوع والدنيا كانت بتزيد سوء، كان بيبعتلي ناس عشان ارجعله فلوسه، كنت مقهوره إن كل اللي همه فلوسه ونسيني ونسي ولاده، مفكرش يطيب خاطري يعتذرلي يقولي اي حاجة.
لو كنت لاقيت منه ندم صادق وحب، كنت هتراجع عن كل دا وهرجع.
مفيش ست تتمنى انها تخرب بيتها ولا تطلق وتشرد ولادها وتخليهم يتربوا بدون أب.
مكنش صعبان عليا في الوقت الصعب دا غير ولادي، اللي كانوا في حالة صدمة من أبوهم وأمهم اللي اتحولوا لوحوش برية بياكلوا في بعض.
عمري متخيلت إني ممكن أكون جوايا وحش قادر إنه يفتك اللي قدامه، مصدقتش إن السوء دا ممكن يطلع مني، بس هنا اتاكدت إن كل إنسان جواه الخير والشر والناس اللي بتختار تطلع منه ايه؟
بدأ إبراهيم ياخد إجراءات قانونية اتجاهي، وطبعا لما عرفت دا مسكتش.
رفعت عليه قضية نفقة وقدمت قضية طلاق ولما قلت للمحامي على السكرينات اللي اخدتها من موبيله أكدلي إن هاخد كل حقوقي ومش هتنازل عن شيء.
اتحكملي في قضية النفقة وبقت باخد ٦٠% من المرتب بتاعة ولما هو لاقى نفسه بيخسر، قالي نطلق بعيد عن المحاكم، وبالفعل دا اللي حصل واتطلقنا.
بعد طلاقنا وقفت بمنتهى القوة ورجعتله فلوسه وقلتله إني وصلت اللي كنت عاوزاه ووجعته على شقى عمره، بس في نفس الوقت عارفه الحلال والحرام ومباخدش حاجة مش من حقي.
بعد طلاقي كنت في صدمة مش قادرة أصدق إن دي نهاية بيتي الهادي اللي كنت عايشه فيه بكل سعادة.
دخلت في حالة حزن واكتئاب، رغم ان حصل اللي كنت عاوزاه بس متوقعتش اني هزعل كل الزعل دا.
غمضت عيوني وانا بيتعاد قدام عيوني شريط حياتي الزوجية اللي ابتدت بسعادة وهنا واهتمام وحب وانتهت بمحكمة الأسرة.
غوصت في أفكاري وأنا مش عارفه إن كان اللي عملته دا الصح، وإني هربي ولادي بعيد عن أب هيأثر على سلوكهم بالسلب.
ولا غلط وإني دمرتهم والحياة في بيت فيه أب أهم من أي حاجة.
فتحت عيوني وأنا بقول لنفسي، هل اتطلقتي لأجل ولادك وتربيتهم صح بعيد عن اخطاء أبوهم ولا اتطلقتي لأجل وجعك من الخيانة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجع الخيانة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى