روايات

رواية وبها متيمم أنا الفصل العاشر 10 بقلم أمل نصر

رواية وبها متيمم أنا الفصل العاشر 10 بقلم أمل نصر

رواية وبها متيمم أنا الجزء العاشر

رواية وبها متيمم أنا البارت العاشر

وبها متيمم أنا
وبها متيمم أنا

رواية وبها متيمم أنا الحلقة العاشرة

الفصل العاشر
– مالك يا صبا؟
نطق بها شادي سائلًا لها، بعد انتباهه لحالة الشرود التي تلبستها من وقت أن غادرو الإجتماع، لا بل أثناء الإجتماع، بتغير واضح بدا عليها وعلى ملامح وجهها المنعقدة بتفكير عميق، جعلها تحرك رأسها له باستفهام، لأنها لم تكن منتبهة لها:
– بتقول حاجة؟
زادت دهشته ليميل برأسه نحوها قائلًا:
– معقولة يا صبا، لدرجادي انتي سرحانة؟
تحمحمت لتعتدل بجلستها بحركة بسيطة تجعلها تستفيق لتركز مع الرجل جيدًا في الرد:
– يعني مش لدرجة السرحان، بس هي دماغي انشغلت كدة بحاجة كنت نسياها وافتكرتها دلوقت.
قارعها بعدم تركيز:
– ويعني هي الحاجة دي بالأهمية اللي تجعلك سرحانة كدة.
رددت بقصدٍ داخلها، لن يصل اليه:
– أكيد طبعًا بالاهمية اللي تقصدها، وإلا مكنتش هتبقى في عقلي بالشكل ده، ع العموم ربنا يستر.
– ربنا يستر.
تمتم بها مرددًا بقلق تسرب إليه، من كلماتها الغير مفهومة، حتى سألها بتوجس:
– هو انتي ممكن تقوليلي عن الحاجة دي يا صبا؟
طالعته بحيرة لبعض الوقت صامتة بتذبذب، في القطع بقرار حاسم، عن إخباره او عدم إخباره، وفي النهاية ردت:
– أكيد لو حسيت ان الموضوع يستاهل اني اتكلم فيه، مش هتأهر إني اجولك، بس دلوقتي بجى…
قطعت لتنهض فجأة مستأذنة:
– انا هروح اشوف البت مودة في استراحة الموظفين، عن إذنك.
قالتها وخرجت على الفور من أمامه، تتابعها عينيه حتى اختفت، حتى انتبه اًخيرًا بتذكر:
– صبا لسانها فلت اخيرًا معاك ونطقت بالصعيدي يا شادي….. معقول يكون اخيرًا خدت عليا ؟!
وفي الخارج وهي تقطع البهو الضخم في الذهاب نحو الجزء الاَخر لمبني تفاجأت بمن يهتف بإسمها حتى تتوقف
– يا صبا ، يا صبا استني.
استدارت بكليتها نحو المرأة الخمسينة، والتي علمت بإسمها صباحًا لتجيبها به:
– نعم يا مدام مديحة؟ عايزة حاجة؟
تبسمت لها الأخيرة تقول بمرح:
– نعم الله عليكي يا حبيبتي، مش انا اللي عايزاكي، دا الإدارة اللي طلبتني عشان اندهلك.
– إدارة مين؟
سألتها صبا بعدم تركيز، وقالت المرأة:
– مالك الفندق نفسه يا حبيبتي، عدي باشا، مستنيكي في غرفة مكتبه.
تسمرت صبا تناظره بهدوء، وقد علمت منها بلحظة المواجهة التي أتت اسرع مما تتخيل، ويبدوا عن عملها وفرحتها، سوف يصبحون قريبًا من التاريخ.
❈-❈-❈
في شرفتها وبين اصايص الزهور كانت تدور بدورقها لتسقيها وتراعيها بعمل روتيني اعتادت عليه من وقت ان تزو جت في هذا المنزل من زو جها، والذي كان زميلها في العمل المدرسي كإستاذ مثلها، تذكرته وتذكرت قصة ارتباطهم ببعض كوحيدين، هي من عائلة مغتربة من الأرياف، وهو الفقير من عائلة مشهورة بالغناء والسطوة، كغريبين التقيا وجمعهم كفاح مشترك وعشرة طيبة، اثمرت عن زو ج من الأبناء، بارك الله بهم وجعلهم صالحين، ويقروا العين برؤيتهم.
تنهدت لتمتم بتمني:
– اخ بس لو يريحوا قلبي، وربنا ما هعوز اي حاجة تانية في الدنيا، غير حجة لبيت ربنا واحفاد، وان يهدى سرهم…. يالا بقى ربنا كريم .
قالت الأخيرة وهي تستقيم بظهرها ورأسها تدور بالأفكار كالعادة، اجفلت على صوت بوق السيارة الذي تعلمه جيدًا، ف اشرئبت برأسها لتنظر في الخارج، باستغراب لمجيء ابنها في هذا الوقت المبكر عن ميعاد عودته الفعلي:
– دا إيه اللي جابه بدري كدة ده؟
قالتها وهي تراقبه حتى خرج بخطواته السريعة ثم توقف فجأة ينتظر من تبعه في الترجل من السيارة التي كانت خلفه…..
شهقت بمفاجأة وقد تبينت من هوية الشخص، لتستدرك بتذكر:
– يا لهو بالي شهد….. دا انا نسيت .
قالتها وتحركت سريعًا تترك الشرفة لتتوقف فجأة بتشتت بوسط الصالة، قبل أن تهتدي للتصرف الصحيح في هذا الوقت، وركضت بخطواتها البطيئة لتخلع الإسدال وتندس في الفراش بالعباءة المنزلية ذات النصف كم، واستلقت تغلق عينيها في انتظارهم.
والذي لم يمر عليه أكثر من دقيقتين حتى استمعت لصوت الباب الذي فتح فجأة وابنها يهتف:
– ماما، يا ماما.
– ست مجيدة
قالتها شهد قبل تقتحم الغرفة خلف حسن الذي توقف قلبه فور أن رأى والدته على فراشها مغمغضة العينين، ليصرخ بجزع:
– ماما انتي حصلك إيه؟
ما كادت تسمعها مجيدة حتى تفاجأت بالفراش الذي اهتز بقوة وبوغتت بحملها من جزعها، ليهتف بها حسن بصراخ كاد أن يثقب أذنيها:
– إيه اللي حصلك يا ماما؟ يا ماما فوقي…..
غمغمت مجيدة بسبة داخلها، فهذا الغبي زلزل جســ دها
حتى أصاب عمودها الفقري ببعض الألم، تمالكت سريعًا، لتعود لخطتها، فقالت بصوت جعلته خيفضًا كالهمس:
– انا كويسة يا حبيبي ما تقلقش.
ابتعد حسن قليلًا بوجهه عنها ليتطلع إليها وهتفت شهد بصوت قلق :
– إنتي متأكدة يا طنت انك كويسة، انا مقدرتش اتلم اعصابي من ساعة ما اتصلتي بيا، خدتي برشامة الضغط ولا لسة، قولي على مكانها وانا اجيبهالك فورًا.
بقلب يرقص بالفرح حتى كادت مشاعرها أن تنفضح أمامهما، كبتتها مجيدة بصعوبة داخلها، وخرج صوتها بضغف تدعيه:
– ما نحرمش أبدًا منك يا حبيتي، أنا اتحمالت على نفسي وقدرت اخد واحدة، قبل ما تيجوا، الحمد لله.
– الحمد لله.
تمتمت بها شهد وتكلم حسن بغباء مخاطبًا والدته:
– برشامة الضغط، مش انتي خدتيها الصبح يا ماما، انا فاكر اني شوفتك بتاخديها.
اخفت مجيدة احتقانها وقالت بمسكنة أمام شهد:
– ويعني انا لو كنت خدتها، كان جرالي دا كله.
ختمت بتأوه وهي تقرب وجهها من أذنيه لتهمس بصوت خفيض كازة على أسنانها.
– أبعد بإيــ ديك دي شوية عني يا ابن الهبلة، كتمت نفسي.
صعق حسن ليبعدها على الفور حتى ينظر لوجهها بأعين برقت بذهول، لم تكترث له مجيدة والتفت إلى شهد قائلة:
– تعالي يا حبيبتي اقعدي، هتفضلي، واقفة كدة .
ردت الاَخيرة:
– مش حكاية إن افضل واقفة ولا قاعدة، المهم اننا نطمن عليكي، وانا من رأيي، نتصل بدكتور يجي يشوفك، ولا انت رأيك إيه يا بشمهندس؟
قالت الاَخيرة مخاطبة حسن الذي التف إليه متفوهًا بعدم تركيز.
– ها .
هتفت به شهد بنزق:
– بسألك عن دكتور للست الوالدة، ما تركز شوية يا بشمهندس.
فتح فاهه ينوي الرد ولكن والدته سبقت:
– يا بنتي بقولك خدت البرشامة خلاص، يعني هما بس شوية الراحة وبعدها اقوم على حيلي.
اومأت براسها شهد بتفهم يمتزج ببعض الراحة، فتابعت لها مجيدة:
– تعالي بقى جمبي هنا ومتتعبنيش.
قالتها وهي تشير بكفها على المكان المجاور لها في الفراش، واعترضت شهد بقولها:
– معلش يا حجة الله يخليكي اصل انا ورايا….
– يعني مش قادرة تقعدي ولو خمس دقايق .
قالتها مجيدة مقاطعة تغمض عينيها بمزيدًا من المسكنة لتزيد من ذهول الاَخر بجوارها، وانطوت الخدعة على شهد التي تأثرت لتذعن:
– طيب يا حجة متزعليش، لا تتعبي من تاني .
قالتها وهي تسحب احد المقاعد، انتعشت مجيدة لتهتف بها مكررة:
– لأ تعالي هنا يا بنتي، متتعبيش قلبي.
توقفت شهد بحرج فهمته مجيدة لتخاطب ابنها:
– روح انت يا حسن اعملي حاجة سخنة،
بقبضة يــ دها وبعيدًا عن أعين شهد، قامت بلكزه من تحت الغطاء، لينتفض مصعوقًا، وهي تتابع بنبرة هادئة ومحذرة في نفس الوقت:
– ويا متنساش شهد.
اعترضت الأخيرة وهي تطاوع مجيدة في الجلوس بجوارها، بعد ان نهض حسن من الجهة الأخرى، بلسان منعقد، ولا يتفوه بحرف:
– يا ست مجيدة الله يخليكى انا قولت مفيش داعي، هو بس يعملك انتي حاجة تريحك.
بسعادة تغمرتها تبسمت مجيدة وهي تقترب من شهد وتناولت كفها لتضغط عليها، ثم ألقت بقولها نحو الذي وقف يشاهد بازبهلال:
– خلاص روح يا حسن وشوف هتعمل إيه؟
سمع المذكور واستدار كالإنسان الاَلي في تنفيذ الأمر، ولكن عقله كان يربط الخيوط ببعضها، حتى إذا خرج من عندهن وذهب إلى المطبخ وصل بتفكيره ألى التخمين الصحيح، لتتوسع عينيه بجزع مغمغًا بصدمة:
– يا نهار اسود، معقول يكون عملتيها يا مجبدة؟!
❈-❈-❈
وصلت إلى الغرفة المذكورة، بعد أن سألت وبحثت، حتى علمت بوجودها في الموقع المميز، بالقرب من غرفة المدير المسؤل الذي مضى على قرار التعين لها في السابق، السيد حمدي، كما كانت تسمع من شادي وهو يناديه، تنفست بعمق تفرد ظهرها لتذكر نفسها أنها ليست مضطرة للعمل، إن كان صاحب العمل لا يرغبها، بل هي في غنى عنه، إن تطاول عليها بكلمة واحدة، وليذهب العمل إلى الجحيم .
أطرقت بقبضتها قبل أن يأتيها صوته:
– أدخل.
فتحت الباب لتلقي عبارتها بروتينية:
– انا صبا يا فندم.
اشار بكفه لها من محله وهو على مكتبه الفخم بغرفة لا تقل اتساعًا عن جناحه، بلغة مسيطرة متعالية فهمتها هي لتزيدها اصرارًا وثقة، وهي تتقدم بخطواتها حتى وقفت على السجادة القريبة من المكتب تجيبه بكل هدوء:
– نعم يا فندم، كنت عايزني في حاجة؟
ضيق عينيه يرمقها بصمت، مستغربًا هيئتها الواثقة، تقف بشموخ غير اَبهة لوضعها أمامه، بعد ان كشف لها عن موقعه، وسلطته عليها، لقد توقع منها رد فعل اَخر عكس الذي يراه أمامه الاَن على الإطلاق، أن يبدوا عليها الأسف، أن ترتجف، أن تعتذر عما بدر منها، أن تخشاه، لا أن تقف أمامه الاَن، وكأن شيئًا لم يحدث، بداخل الاجتماع وامام المديرين اعطاها العذر، لكن هنا بينها وبينه، داخل عرينه، يكن وضعها هكذا؟!
– انا بسألك تاني يا فندم، عن السبب اللي خلاك بعتلي؟
قالتها حينما طال صمته ليجيبها بعصبية:
– هو انتي بتستعبطي ولا عاملة نفسك مش واخدة بالك؟
غلت الدماء الصعيدية بأوردتها وجاهدت حتى لا تسبه في موقعه، فقالت لتجيبه مباشرة وبدون التهور برد يحسب عليها بعد ذلك:
– انا لا بستعبط ولا عاملة نفسي مش واخدة بالي، ولو حضرتك تقصد موقف امبارح، فا انا بأكد قدامك اهو اني مكنتش اعرف بمنصبك كرئيس ومالك للفندق اللي بعمل فيه، وع العموم يا فندم لو شايف اني غلطي يستحق، ف انت تقدر تصرفني عادي وبمنتهى البساطة كمان.
هل هذه صدمة التي شعر بها؟ أم هو وقع الكلمات المفاجئة منها؟ لقد تجاوزت، هذه الفتاة تجاوزت بعدم اكتراثها له، انتفض عن كرسيه بدون تفكير، ليلتف حتى أصبح يقف أمامها ويسألها بشر:
– هو ده اعتذارك عن الخطأ نحو رئيسك ؟ ولا انتي فاكرة ان الفندق ميقدرش يستغنى عن موظفة صغيرة تحت التمرين؟
ابتلعت وحاولت السيطرة على تشنج جســ دها، للرد بقوة مع هذا القرب المستفز منه نحوها، وإن كان يظن أن بفعله هذا يستطيع تخويفها فهو واهم، ولكنها أيضًا ستلتزم الأدب، فردت بهدوء وحزم:
– أولًا يا فندم، انا برجع وبعيد تاني عشان اقولك إني مكنتش اعرف بموقعك، ولو كنت حضرتك شايف إن اللي حصل معاك هو خطأ أو قلة تقدير لجنابك، ف انت طبعًا تملك الحق في ذلك، أما بقى بخصوص الوظيفة، ف انت برضوا قولت بنفسك تحت التمرين، يعني مش انا اللي هشغل الفندق.
تتحدث بلهجة عادية وكأنها لا تقصد التقليل منه، تواجهه بعينها الساحرتين ليتوه بهم، فتشتته عن الغرض الرئيسي له، ملامحها الدقيقة ولون البشرة الذي يجمع بين مميزات اللونين الأسمر والأبيض
– تبًا لها إنها جميلة بحق.
تمتم بها داخله وتحرك ليعود إلى مكتبه مرة أخرى ليتحمحم يجلي صوته ويقول بهدوء هو الاَخر:
– ماشي يا صبا، انا مش هعتبر إنك اخطأتي في حقي انا كمالك للفندق، لكن بقى لو هنيجي للمهنية، ف انتي أخطاتي في حق نزيل بالفندق، ودي مش طريقة رد احترافية، ولا انت إيه رأيك؟
تساؤله هذه المرة كان منطقيًا ومقنعًا، لذلك لم تجد بدًا من الرد بما يناسبه:
– اكيد طبعًا يا فندم ان تصرفي مكنش بمهنية لما غلبت مشاعري، لذلك انا بعتذر عنها دي.
تبسم داخله أن نال شيء ولو قليل يرد له اعتباره، حتى لو كان هذا الاعتذار الذي تعطفت به فقط لصفة نزيل وليس لصفته كمالك للفندق.
اهتز بكرسيه الذي يجلس عليه بأربحية، ليردف:
– تمام يا صبا انا قبلت اعتذارك، لكن عن أي خطأ تاني مفيش تهاون.
اومات برأسها تنتظر أمر الإنصراف الذي نطق به اَخيرًا بعد فترة من الصمت:
– تقدري ترجعي على شغلك .
قالها لتكنم بداخلها زفرة طويلة من الإرتياح، اطلقتها فور ان خرجت من غرفة مكتبه، تشعر بثقل كان يجثم أنفاسها وتخلصت منه اَخيرًا، لتعود إلى مقرها في العمل والذي لم يعد مضمونًا من الاَن، أما هو فقد ظل على حالة الشرود فيما حدث بينه وبينها، وهذا التخبط الذي شعر به بعد مقابلته بها، مزيج من القوة والجمال والجاذبية، جمعتهم بطمع لها وحدها، وكأنها ترفض ان تكون عادية كباقي النساء.
بداخله فضول للمعرفة جعله يسأل مدير الفندق لديه عنها مباشرةً قبل مجيئها:
– البنت اللي شغالة مع شادي، دي من امتى موظفة عندنا؟
تبسم حمدي ليُجيب وهو يلملم الأوراق التي انتهى من اخذ التوقيع عليها من رئيسه:
– دي صبا حضرتك، جابها شادي هي وبنت تانية اسمها مودة، الاتنين مختلفين في كل حاجة، دوكها وظفتها في النظافة عشانها مؤهلها المتوسط وامكانياتها كمان، أما صبا بقى، فدي بجد كان نفسي اشغلها استقبال، نظرًا طبعًا لهيئتها اللي واضحة زي الشمس، ومؤهلها كمان، دي واخدة تجارة انجلش، بالإضافة لعدة كورسات مهمة، بس للأسف شادي أصر انها تبقى في القسم معاه، دي هتكمل معانا شهر دلوقتي.
– شادي .
تمتم بالإسم وهو يستفيق من شروده، ليتذكر ايضَا، الإسم الاخر وصاحبته.
– مودة.
❈-❈-❈
– قلقتي عليا؟
سألتها مجيدة وهي لاتزال تقبض على كفها وكأنها تمنع عنها الهروب، او تقيدها حتى تظل بجوارها، وقالت شهد تجيبها بعفويتها:
– طبعًا يا طنت، انا معرفتش اتلم على اعصابي اصلًا من ساعة ما قولتيلي، خوفت جدا لملحقكيش، وانا اساسًا معرفش العنوان.
– يا حبيبتي .
تمتمت بها مجيدة بصوت متحشرج تتابع:
– عارفة يا شهد، اهو انا كان نفسي اخلف بنت، عشان تخاف وتقلق عليك كدة، ولادي الاتنين ربنا يحرسهم، الاتنين صالحين والحمد لله، بس بقى الراجل مهمها عمل لا يمكن يبقى زي الست، لا يعرف يطبخ ولا ينضف ولا حتى عنده زوق في حاجة.
ظلت شهد تستمع صامتة وتظهر التأثر حتى فاجئتها بالسؤال:
– بس انتي بتعرفي تطبخي بقى يا شهد؟
قطبت متفاجئة لها الاَخيرة قبل أن تجيبها:
– حمد لله، اينعم انا طول اليوم في الشغل، بس دا ميمنعش اني بحب اعمل حاجتي بنفسي، والأكل دا بالذات بعمله في اي فرصة اخد فيها اجازة من الشغل.
هلل وجهها فجأة بالفرح ولكنها تمالكت لتذكر التعب وتعد إليه، فقالت بمكر:
– برافوا عليكي، طب تصدقي بإيه، أنا بقالي سنين مكلتش برا بيتي لا في عزومات ولا خروجات، بس وربنا لو انتي لو عزمتني ما هرفص، انا عندي رغبة ادوق أكلك، نفس ادوق اكل المقاول شهد.
تبسمت لها شهد تقول بحرج:
– حاضر من عيوني الاتنين، ادوقك أكلي في أقرب فرصة، بس انتي قومي.
– يا حبيبتي تسلملي عيونك.
قالتها مجيدة قبل أن تجفل على اقتحام ابنها للغرفة، يحمل على يديه صنية لكوب ساخن، وأخرى علبة مشروب غازي، بوجه متجهم قائلًا:
– الساقع لشهد والمشروب السخن ليكي يا ماما..
قالها وهو يدنو بالمشروبات نحوهن، القت مجيدة نظرة ممتعضة قبل أن تعقب مخاطبة شهد وتشير بيــ ديدها:
– واخدة بالك يا شهد، جايب الصنية عليها نقط مية، الخايب ابن الخايبة، بذمتك دا لو بنت مش كان خدت بالها من الحاجات اللي تكسف دي.
استشاط الاَخير من الغضب والإحراج ليهتف بوجه مكفهر:
– جرا إيه يا ماما؟ دا انا جايبلك الصنية نضيفة وغاسلها بنفسي، دي جزاتي يعني؟
انتقل الحرج إلى شهد لتنهض عن التخت مستغلة انشغال مجيدة مع ابنها وتستأذن بحرج:
– طب عن إذنكم يا جماعة، انا يدوبك بقى احصل شغلي.
ردت مجيدة بلهفة:
– هو انتي لسة لحقتي قعدتي؟ طب حتى اشربي العصير بتاعك.
همت شهد أن تجدد عذرها، ولكن حسن كان الأسبق:
– شهد مش فاضية للقعدة يا ماما، دي وراها أشغال ياما، هي مش خلاص اطمنت عليكي، وانتي بقيتي تمام اهو.
قال الاَخيرة بمغزى نحو والدته، والتي فهمت عليه، فقالت:
– الحمد لله، ربنا يباركلها بنت أصول.
قالتها ثم انتقلت نحو الأخرى، لتردف لها
– طب سماح المرة دي يا شهد، بس بقى لازم تاخدي واجبك دي أول مرة تدخلي بيتنا، حتى على الأقل اشربي الساقع.
– خالتي والله ….
– لا والنعمة ما تخرجي من غير ما تضايفي.
هتفت بيها مجيدة تقاطع شهد بإصرار زاد من حرجها، وزاد من احتقان الاَخر، ليخطف علبة الكنز قائلًا:
– وادي علبة الساقع، معلش يا شهد اشربي وانتي بتسوقي لجل عيون ست الكل.
اضطرت الاَخيرة لتتناولها منه وتحركت لتغادر وهو خلفها، ولكن مجيدة أوقفتهما:
– شهد متنسيش اللي اتفقنا عليه.
تعقد حاحبي الأخيرة بتفكر قبل ان تتذكر سريعًا وتجيبها:
– حاضر من عيوني.
– تسلم عيونك.
قالتها مجيدة وانتظرت حتى وصلت الأخرى لمخرج الباب فهتفت عليه مرة أخرى:
– أنا كدة اتأكدت إن دي نمرتك يا شهد، وانتي كمان عرفتي نمرتي، هتقبلي بقا لما اتصل بيكي، ولا تتبرعي وتتصلي انتي بنفسك؟
– الاتنين يا طنت،هقبل بالاتنين.
رددت بها ثم غادرت سريعًا قبل ان توقفها مرة أخرى، والتف حسن بنظرة خاطفة متوعدة، قابلتها مجيدة باستخفاف، قبل أن يعود ليلحق بالأخرى، لتمصمص هي بشفتــ يها وتعتدل لترتشف من كوب المشروب الساخن، رشفة كبيرة جعلتها تردد على الفور ساخطة:
– يا ابن الجزمة، عامل فيا مقلب ومخليها من غير سكر خالص…. ماشي يا حسن
❈-❈-❈
في غرفة الكشف وأمام الطبيب الإنجليزي والذي كان يلقي بنظره شاملة على الملف الذي امتلاء بالأشعة وصور التحاليل التي طلبها منهم سابقًا، بتوتر مهيب كانت تتنقل بنظرها من الرجل وإلى زو جها الذي كان متكتف الذراعين بسأم، وقد مل من تكرار التعب، في شيء يعلم نتيجته سابقًا.
– مستر مصطفى و مدام عزام
هتف بها الطبيب بلكنته الأجنبية فور ان رفع رأسه عن الأوراق، أجابته نور بلهفة وتوتر:
– نعم يا دكتور.
تنهد الرجل يخلع عن عينيه النظارة الطبية، ثم قال بلغته يوصف بشكل دقيق عن نتائج الاختبارت التي طلبها والتي تظهر بشكل واضح السلامة الجســ دية لكلاهما من أي عيب يمنع عنهما الإنجاب. فهتفت به نور بعدم تصديق:
– ازاي يعني؟ لما انا وهو معندناش عيب في أي حاجة، أمال مش بنخلف ليه؟ مفيش حمل حصل حتى ولو كاذب لييبه؟
عصبيتها أجفلت الطبيب حتى جعلته يطالعها بصدمة، ارتدت على مصطفي، ليهدر بصوت حازم وكفه تطرق على سطح المكتب بينهم:
– إهدي يا نور، الدكتور مغلطتش.
التفت إليه تسأله برجاء:
– ولما هو مغلطتش، يبقى العيب فين؟ إيه اللي منعني ومنعك عن الخلفة يا مصطفى؟
زفر الاَخير يتمتم بالإستغفار، ويناجي ربه بالصبر، وتدخل الطيبب يخطابها بهدوء:
– مدام عزام، لا يجب عليكي أن تنفعلي بهذا الشكل، نحن الأطباء لا نملك الحيلة، أنا أخبرك بسلامة جســ دك
ليستقبل طفل، والصحة السليمة لزو جك أيضا، وهذا يخبرك، أن المسألة مسألة وقت.
رددت خلفه بسأم وتعب:
– تاني هتقولي وقت؟ هو انا معنديش في قاموس حياتي غيرها الكلمة دي؟
– أمال عايزاه يقولك إيه؟
صاح بها مصطفي ليتابع بصرامة:
– يطلعلك عيب بالعافية! انا كنت عارف من الأول إن هي دي النتيجة، وعشان كدة كنت ممانع المشوار من أوله.
انتبه فجأة على نظرة الطبيب الذي طالعه باستهجان، ققال باعتذار:
– أنا آسف يا دكتور، بس ارجو منك تقدر الوضع اللي انا فيه.
قالها ونهض لينهض امرأته والتي كانت على حافة بوادر انهيار، ليستئذن منه وينصرفا الاثنان.
❈-❈-❈
بداخل السيارة التي كان متوقفًا بها في إحدى شوارع مدينة لندن الخالية إلا من عدد قليل من المارة التي تعدو حولهم، كان يجلس صامتًا خلف على مقعد القيادة، ينتظر بألم انتهاء نوبة البكاء التي انطلقت بها منذ خروجهما من عيادة الطبيب، واستقلالهم السيارة ولم تتوقف حتى الاَن، حتى قال بتعب:
– وبعدين بقى يا نور، هنفضل بقى بقية اليوم كله هنا واقفين في الشارع المختصر ده، على ما تخلصي انتي عياط.
رفعت رأسها وعينيها المغرقة بالدموع ترد بصوت مبحوح:
– طب واعمل إيه بقى إن كنت مش قادرة اوقف، ولا انت مش زعلان زيي يا مصطفى.
رمقها بنظرة تختزل داخلها بحورًا من العذاب الذي يكتمه بداخله حتى لا يزيد على عذابها، ليقول:
– وافرضي زعلان! إيه بإيــ دي؟ أدي الله وادي حكمته، عندنا الصحة وعندنا المال، لكن رزق الأطفال…… شي مقدر بإيــ د ربنا. لو رايد تمام ولو مش رايد بقى……
قاطعته مرددة:
– لا أكيد رايد ان شاء الله، بلاش يأس وحياتي يا مصطفى، انا فيا اللي مكفيني.
قالتها وانخرطت في موجة جديدة من البكاء، لتزيد من شفقته عليها، فتناول كفها ليقبلها وقال يخاطبها بحنان:
– خلاص يا نور، يا حبيبتي كفاية بقى، انا قلبي بيتقطع من عياطك.
توقفت إليه قائلة:
وانا قلبي بيتقطع عليك انت يا مصطفى، نفسي تفرح بطفل من صلبك، حتي لو هتجيبه من واحدة غيري….
– بس بقى.
هتف بها مقاطعًا بحزم لم يؤثر فيها لتتابع:
– اسمع مني يا مصطفى، انا اعرف من زمان ناس كانوا كدة، مش بيخلفوا غير لما يسيبوا بعض ويتجوزوا ناس تانية……
– وانتي عايزة تتجوزي حد غيري عشان تخلفي؟
سألها بنبرة هادئة بخطر، وردت هي على الفور بدفاعية:
– أبدًا والله، انا عمري ما هتجوز غيرك، انا قصدي عليك انت يا مصطفى، اتجوز وخلف وانا قابلة اكون رقم ٢ في حياتك…..
سمع منها وظل يحدق بها لفترة من الوقت حتى قال:
– انا دلوقتي بس عرفت المشكلة يا نور، الكلام ده لا يمكن يصدر من واحدة بكامل عقلها، وهي متأكدة انها سليمة، المشكلة عندك في نفسك يا نور، انتي لازم تروحي لدكتورة تعرف باللي عندك.
– انا مش مريضة يا مصطفى.
– لأ مريضة….. ومتزعليش من كلامي، دا لو انتي عايزة الحل لمشكلتنا، هوسك بموضوع الخلفة وعصبيتك دي من اول يوم في جوزانا، ميت مرة اقولك اصبري وانتي مفيش فايدة واحنا وكأن ربنا بيعاقبنا ع الإستعجال…..
هذه المرة كان الصمت حليفها هي لتناظره بجزع شاحبة الوجه المنتفخ أصلًا من اثر البكاء ، بهيئة مزرية
زائغة العينين، ليردف هو متابعًا في الاَخير:
– انتي لازم تروح لدكتور نفسي يشوفك يا نور
❈-❈-❈
كالعادة وحينما تضيق نفسها مما يحدث معها وتقف عاجزة أمام الفوز بأبسط حقوقها، بفعل سيطرته الخانقة على مجريات حياتها، لا تجد أمامها سوى الحل الاَخير في الهروب عن واقعها لتعيش الحياة الافتراضية على الواقع،
تأنقت وارتدت افخر الملابس العصرية والتي تظهر جمال قدها بسخاء، زينة وجهها، الشعر الطويل المصصف بعناية، ثم باقي الكماليات كالنظارة والحقيبة والحذاء، وهذه الاشياء ذات الماركات المشهورة، لتصل داخل النادي المخصص لعلية القوم من النخبة التي انضمت لهم، بزوا جها من هذا الكارم، لتُقابل بحفاوة الاستقبال من كل من يعرفها بفضل الشهرة التي اكتسبتها على وسائل التواصل الإجتماعي، ثم النظرات التي تنعش ذاتها المهدور، من كل من تقع عينيه عليها، من رجال، تتحدث أعينهم بالطمع بها وبجمالها، ونساء يحقدن عليها، شعور لطالما عوضها عما تلاقيه في حياتها العادية،
انتبهت بعينيها فجأة على من تقف بزواية مختصرة بعيدًا وتعطيها ظهرها، بأنوثة صارخة لا تقل عنها، كزت على أسنانها وقد علمتها جيدًا، عرفتها، من كانت في يوم من الأيام منافسًا لها، قبل أن تقضي عليها هي بالضربة القاضية.
– هاي يا جيرمين، واقفة عندك بتعملي إيه؟
التفت الاَخيرة نحو التي أتت مخصوص لتناكفها، فردت بابتسامة صفراء على مضض:
– أهلا يا روحي، وانا واقفة هنا مستنية أولادي يخلصوا تمرين، عندك مانع؟
– لأ طبعًا معنديش.
قالتها رباب لتكمل ببرائة:
– انا بس جيت اسلم عليكي واسألك لتكوني محتاجة مساعدة يعني، ما انا عارفاكي بتتعبي قوي لوحدك مع الأولاد، من ساعة ما جوزك تعب، دا انا سمعت انه كمان قرب يطلع معاش، معقولة دي؟
سمعت الأخرى وضاقت عينيها بشرر يصدر منها، تود لو تتمكن من إحراقها، فردت تفاجئها:
– شكلك كدة جايالي مخصوص النهاردة، وباين عليكي عايزة تتسلي عليا، بس لا بقى يا حبيبتي، انا معدتش بخاف زي الأول عشان ان اللي انتي مسكاه عليا ده، يمسك زي ما هو يمسني.
رددت لها الأخرى بتهكم قائلة:
– ودا بقى هيمسني ازاي يا قلبي؟ إيه؟ كنت معاكم ع السرير؟
قالت الأخيرة بغمزة وقحة جعلت الأخرى تسشيط غيظًا وجزعًا في نفس الوقت وهي تجول بعينيها في كل النواحي، خوفًا من سماع احد ما لحديثهم، وحينما اطمأنت بعض الشيء، عادت تهدر هامسة بفحيح:
– لا روحي، مكنتيش معانا ع السرير، بس كنتي بتصورينا، تفتكري لو كارم شم خبر بس بالموضوع، هسيبك عايشة ع ضهر الدنيا دي اساسًا؟ دا نابه ازرق، ومعندوش تفاهم مع اي مخلوق يمس صورته، واسأليني انا عليه، دا عشرة سنين قبل ما يقابلك….. اه
تأوهت بالاَخيرة بعد تلقيها لدفعة قوية من قبضة الأخرى على كتف ذراعها الأيسر، لفتت نحوهن الانظار، قبل ان تشير جيرمين لمجموعة قريبة بعض الشيء منهن، بابتسامة متصنغة تقول بارتباك:
– بنهزر يا جماعة، دا احنا في نادي عادي يعني؟
انصرفت المجموعة بأنظارهم، والتفت هي عائدة نحو الأخرى، التي ردت بتهديد ووعيد:
– حاولي يا جيرمين، جربي بس، وانتي تشوفي نار جهنم على الارض، لما انشرلك مقاطع هتقلب الكوكب بجمالك، تخيلي بقى لما اللوا نجيب يشوف انجازات مراته، ولا ولادك يعرفوا ان والدتهم نجمة مشهورة، يا نهار ابيض، دول هيفتخروا بيكي اوي .
قالت الاَخيرة لتنطلق بالضحك، لتفاجأها الأخرى بردها البارد:
– قولتيلي الكلام دا قبل كدة، مش محتاجة بقى تفكريني عشان مزهقش؟
عبس وجه رباب وذهب عنه العبث لتسألها بتوجس:
– نعم يا ختي؟ يعني إيه؟
ارتخى وجه الأخرى لتجيبها بابتسامة واثقة اكتسبتها بعد فترة طويلة من الخوف والتفكير المستمر بعد فعل هذه المجنونة معها:
– افهمك انا يعني إيه؟ واسمعي وركزي كويس في اللي هقوله، شوفي يا قمر، انتي لما هددتيني في اول مرة وخدتي في المقابل فلوس تسكتي بيها، مع عهد مني اني مقربش من كارم ولا حتى اكلمه لما ابعد عنه، انا وافقت ونفذت… وانتي شوفتي بنفسك، يعني انا عملت اللي عليا، يبقى انتي بقى تحلي عني وتنسيني، عشان جو التهديد والقلق ده، انا لا يمكن هقبل تاني بيه، لأن خلاص فاض، وبقت واقفة معايا على شعرة، ابعدي عني يا رباب احسنلك يا هحرق المركب باللي فيها، وعليا وعلى أعدائي…. ماشي .
بصقت كلماتها وتحركت لتذهب وتتركها كالتمثال محلها، بعد ان صعقتها هذه الملعونة بالقوة الجديدة التي اكتسبتها والتهديد المرعب لها، لو علم كارم.
❈-❈-❈
انتفض ليرفع نفسه عنها وينهض عن الفراش مرتديًا بنطاله فقط ثم جلس بجزعه العاري على كرسيه المميز، متناولاً سيجارة ليدخنها بفكر شارد، لا تزال صورتها أمام عينيه ولم تفارق خياله بعد، احتلت عقله من وقت ان تركها بكبريائها ورودها القوية وجمالها الجاذب للنظر كالجاذبية الأرضية، لقد حاول ان يلهي نفسه بالعمل مرة والتنقل في اكثر من جهة، مرة في شركته مع كارم ومرة في مجموعته مع شقيقه، ثم يعود يائسًا إلى الفندق ويطلب المسكن الرئيسي له، والذي لطالما نجح معه.
– عدي باشا، هو انتي مكانك كدة كتير، مش ناوي تيجي بقى؟
قالتها ميرنا التي كانت مستلقية على فراشة، وتغطي
جســ دها العاري، بالشرشف الخفيف، تتلاعب بشعرها بإغواء تجيده جيدًا، طالعها صامتًا لبعض الوقت، ثم ما لبث ان يأمرها بحزم:
— قومي البسي هدومك يا ميرنا.
سألته بعدم تصديق:
– البس هدومي ازاي يعني؟ احنا ما لحقناش نعمل حاجة أصلًا.
ختمت بضحكة رقيعة قطعها هو بصرامة:
– بقولك البسي هدومك.
– طيب حاضر متزعلش.
قالتها بتخوف لتنهض على الفور تنفذ بإذعان لأمره، واشاح هو بوجهه عنها ينفث الدخان الكثيف بتسارع، جعل الأجواء من حوله تبدوا كفرن حريق
انتهت ميرنا من ارتداء ملابسها وزينة وجهها على عجالة حتى تخرج سريعًا، ف هيئته الغريبة تجعلها تود الهرب لتجنب المشاكل او الأذية، كما مر عليها سابقًا مع عدة أشخاص، فما أرخص أن ينفث الرجل غضبه بها وبأمثالها، وقد علمها الزمان أن ليس لها دية!
وقالت بتردد:
– طب انا خلصت يا باشا، عايزة مني حاجة قبل ما امشي؟
رد بلهجة هادئة ادهشتها:
– شدي الكرسي اللي جمبك ده وتعالي هنا جمبي.
طالعته بتخوف لتنفذ بسحب الكرسي، ثم جلست كما امرها لتقول:
– امرك يا باشا.
سألها على الفور بتفكير:
– قوليلي يا ميرنا، هو انتي ليكي علاقات تانية ببنات او أصحاب خارج النايت اللي شغالة فيه في الفندق؟
أجابته بفطنة وسرعة بديهة:
– عادي يا باشا، ولو معنديش اعمل، انت عايزني في إيه؟
اومأ لها بابتسامة رضا قائلًا:
– تعجبيني يا ميرنا

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وبها متيمم أنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى