روايات

رواية وبها متيمم أنا الفصل السادس عشر 16 بقلم أمل نصر

رواية وبها متيمم أنا الفصل السادس عشر 16 بقلم أمل نصر

رواية وبها متيمم أنا الجزء السادس عشر

رواية وبها متيمم أنا البارت السادس عشر

وبها متيمم أنا
وبها متيمم أنا

رواية وبها متيمم أنا الحلقة السادسة عشر

بتخايل وثقة كانت تسير داخل غرفتها بعد أن أنعشت جسدها بحمام دافئ تغمرها رائحة العطور التي تختلط مع مياه حمومها، برفاهية ليست متوفرة سوى للقليل، وقفت أمام المرأة لتزيح عن رأسها المنشفة الصغيرة وتتغلغل بأناملها داخل الخصلات الفاحمة المبللة، لقد قضت ليلة رائعة بالأمس، بعد أن فاجئها كارم ليدعوها لسهرة خاصة بهما معًا في أرقى المطاعم، ليجعل جميع العمال والمسؤولين به تحت خدمتها بمعاملة ملوكية، جعلتها تحلق معه بسعادة، لتتذكر أنها فائزة به، حتى رغم العيوب الكثيرة بشخصيته، إلا أنه يحاول من أجل إرضاءها وهذا تكفي.
تنهدت براحة تغمرها، ثم تحركت بخطواتها لتجلس بروب الحمام الأبيض، لتتناول هاتفها تزيد ابتهاجها، برسائل المتابعين وتعليقاتهم عنها وعن جمالها وروعة ما تريديه.
قلبت قليلًا، لتفاجأ بمجموعة رسائل من هذا الغريب الذي لا يكف بمحاولته للحديث معها، همت ان تحظر رقمه بعد أن تصالحت مع كارم زوجها، ولكن الفصول جعلها تفتح لترى ما كتب اولًا قبل أن تفعل، وكانت الصاعقة، حينما تفاجأت بعدد من الصور التي تجمع زوجها بامرأة تبدوا من مظهرها أنها أجنبية، يضمها من خصرها وهو يسير معها، ثم يدلف بها داخل مبنى عرفته من أول وهلة، فهو يضم شقة كارم السرية التي كان يجتمع بها مع عشيقاته سابقًا، واخرهم كانت جيرمين التي أجبرتها عن الأبتعاد عنه، ترى من هذه؟ ومتى كان لقاءه بها؟ كانت اسئلة تدور بعقلها قبل أن يرسل لها هذا الغريب وكأنه قرأ أفكارها:
– لو عايزة تعرفي خانك معاها امتى؟ ف انا احب اقولك ان الميعاد كان أول امبارح، هو الراجل دا إيه؟ أعمى ما بيشوفش عشان يخون واحدة زيك؟
دفعت الهاتف من يدها لتلقيه بإهمال على الفراش وعدم تحمل، لقد فعل وخانها مرة أخرى، برغم كل ما تفعله من أجله، حتى بعد أن غيرت هيئتها وأصبحت حلم لمعظم الرجال إن لم يكن جميعهم هو فعلها، فعلها ليهدر كرامتها ويطعن إعتزازها بنفسها، ثم يأتي وبكل بجاحة ليراضيها بليلة كانت كالحلم بالنسبة لها بالأمس، قبل أن يتحول كل ذلك لكابوس بعد أن عرفت ما خلفها.
– حبيبة قلبي سرحانة في إيه؟
قالها فجأة ليجفلها وهو يقتحم الغرفة بجذعه العاري، بعد أن انتهى من تمرينه الصباحي، ظلت صامتة ولم تجيبه حتى اقترب يقبلها من وجنتيها قائلًا بوله:
– ريحتك تجنن، بتوزني مسبكيش أبدًا النهاردة، لكن يا خسارة مضطر.
أجلت حلقها لتسأله:
– مضطر ليه؟ عندك حاجة مهمة في الشغل؟
اعتدل ليرد وهو يتناول منشفة نظيفة من خزانة ملابسه:
– هو انتي نسيتي ولا أيه يا قلبي؟ النهاردة الحفل الخمسيني لفندق عزام باشا الله يرحمه، يعني لازم اكون مع عدي.
توقف ليلتف لها قائلًا بتشديد:
– وانتي يا قمر، عايزك تمسحي الكل النهاردة بجمالك، انتي عارفة ان مصطفى اخوه مراته الممثلة استاذة في الإبهار، دا غير انه هيجيب شلته اللي انتي عارفاها، عايزك بقى تجننيهم.
قصد بقوله الاَخير طارق وجاسر أصدقاء مصطفى، وزوجاتهم زهرة وكاميليا شقيقتها وهو الأعلم بمدى حساسيتها في هذا الأمر، بالطبع هزت برأسها إليه تقول بتحدي:
– أكيد انا محدش يغلبني في الشياكة ولا الأناقة.
– أنا واثق من ده.
قالها ليختم بقبلة لها في الهواء قبل أن يتحرك نحو حمامه.
أما هي فقد تناولت على الفور هاتفها، فور أن اختفى من أمامها، لتبعث برسالة لشقيقها القريب منها والذي يعمل لدى كارم في شركته:
– مروان، هبعلتك صور دلوقتي، وعايزاك تقولي مين الست اللي مع كارم.
ارسل لها بعدم فهم:
– ست مين؟ في حاجة يا رباب؟
بعث بهم قبل أن تصله الصور، وتوقف قليلًا قبل أن يرسل رده:
– دي مدام جاكي، الشريكة الجديدة لشركتنا، كانت هنا أول امبارح هي وشريكها التاني.
– هو انتي مين بعتلك الصور؟
اغلقت المحادثة ولم تجيبه، وقد تأكدت من ظنها وخيانة زوجها لها. اشتعلت رأسها لتمتم بحريق:
– تاني برضو تخوني أنا يا كارم؟
❈-❈❈
– بتعملي إيه يا مودة؟
قالتها ميرنا من خلفها لتتوقف عما تفعله وتلتلف نحوها بتعب قائلة:
– يعني هكون بعمل إيه بس؟ ست الريسة النهاردة هلكتني بالأوامر بتاعتها، أنا مش عارفة إيه لزوم الهرجلة دي؟ ما احنا كل يوم بنضف والفندق اخر حلاوة، ليه بقى الإجراءات الزيادة دي يعني؟
تبسمت تجيبها الأخرى وهي تجلس على حافة الطاولة القريبة منها في القاعة التي كُلفت مودة بتنظيفها:
– يا خايبة النهاردة يوم غير أي يوم، النهاردة الحفل الكبير لذكرى تأسيس الفندق للسنة الخمسين، الفندق كله مقلوب، المسؤلين عايزينها ليلة تاريخية، بالزوار ولا الممثلين والمغنين اللي هيحضروا ويولعوها .
بانتباه شديد سألتها مودة:
– يعني على كدة الأسماء اللي بسمعها من الصبح دي، حقيقي هتحضر؟ يا نهار ابيض دا مكنتش مصدقة وكنت فاكراه نخع من الموظفين .
– لا يا ختي صدقي وصدقي اوي كمان، ما هو انتي لو شوفتي شكل الزوار اللي بيهلوا في المناسبات دي، تعرفي ان الممثلين والناس المشهورة ميجوش حاجة فيهم، المهم بقى، انتي ناوية تحضري حفل الجمهور لعمر دياب وباقي المطربين اللي معاه؟
– ها .
– ايه اللي ها؟ بسألك يا بت لو هتحضري؟
‐ مش عارفة بصراحة، أصل يعني .
– اصل إيه يا بنتي ما تفهميني.
اطرقت مودة رأسها بحرج وهي تدعي التنظيف في بقعة من الأرض نظيفة من الأساس، لتردف:
– دا سهر يا ميرنا، وأكيد يعني الهدوم اللي باجي بيها الشغل متنفعش، ما هم لو كانوا يستنوا يومين بس على ما اقبض، كانت تبقى حلاوة.
ضحكت ميرنا مرددة خلفها:
– يستنوا إيه يا عبيطة؟ انتي عايزاهم يأجلو حفل عيد تأسيس الفندق للسنة الخمسين عشان القبض بتاعك، دا انتي غلبانة أوي.
أكملت ميرنا بضحكاتها والأخرى تأثرت لتتمتم بصوت مسموع:
– ما انا فعلا غلبانة، غلبانة أوي كمان .
رمقتها ميرنا بامتعاض تغلبت عليه بعد قليل لتخاطبها بسأم تحاول إخفاءه، فهذه الفتاة تثير غضبها في معظم الأوقات بهذا الضعف المبالغ فيه، رغم أنه في مصلحتها هي، كي تتمكن من استغلال هذه النقطة جيدًا بها ولكنها ورغم ذلك تغيظها، فهي تذكرها ببدايتها قبل أن يدهسها قطار الواقع المر ، ثم تفيق لنفسها وتعرف كيف تستغل إمكانياتها جيدًا من أجل مصلحتها وفقط:
– بقولك ايه يا مودة، حاولي تخففي من قولة انا غلبانة وحظي قليل، والكلام ده ياختي، مش كل الناس عندها مرارة.
– قصدك ايه؟
سألتها مودة بعدم فهم، فهتفت الأخرى تجيبها وهي تنهض واقفة عن طرف الطاولة التي كانت تجلس عليه :
– قصدي ان اجيبلك من الاَخر يا ست مودة ، لو عايزة تسهري يا حبيبة قلبي ؟ انا ممكن اساعدك واتصرف في فستان، لكن لو مش عايزة…
قاطعتها مودة بلهفة مرددة:
– عايزة والله عايزة .
بتنهيدة وابتسامة خفية ردت تجيبها قبل أن تلتف لتتركها:
– خلاص اعملي حسابك ع السهر وسيبي الباقي عليا .
قالتها وتحركت قليلًا، ثم استدرات سريعًا متابعة:
– وشوفي كمان لو صاحبتك هتنضم معاكي، انا برضو سدادة معاها حتى لو هي كارهاني من غير سبب.
– قصدك على صبا ؟
سألتها فردت تجيبها ميرنا بطيبة مصطنعة:
– يعني هيكون مين غيرها يعني؟ عشان تعرفي بس بمعزتك عندي، انا مستعدة اساعدها واساعدك واجيبلكم فساتين تليق عليكم، حكم انا اعرف واحد صاحب أتيله مشهور هنا بيأجر فساتين ، اقدر بقى اتصل بيا واخليه يبعت لنا هنا كذا فستان واحنا ننقي منهم زي شغل الهوانم بالظبط.
– هوانم!
صاحت بها مودة لتتابع بلهفة :
– انتي بتتكلمي بجد؟ طب ومين بس اللي هيدفع تمنهم؟ ما انتي عارفة البير وغطاه يا ميرنا:
تخصرت الأخرى لتقول بزهو:
– ما تفهمي يا بت بقى وبطلي عبط ، بقولك الراجل معرفة، يعني مش هخليكي تدفعي مليم ، دا مراته تبقى صاحبتي، يعني هي اللي هتجيبهم بنفسها كمان .
– كمان !
– أيوة يا ختي أمال ايه، أنا مش قليلة في البلد دي يا عنيا ، وزيادة في الجدعنة كمان، مستعدة اميكجكم انتو الاتنين واظبطكم على حق .
بغبطة تغمرها رددت مودة :
– يا لهوي ياما، دا انتي كدة حلتيها من كله .
تبسمت الأخرى لتقول بانتشاء قبل تلتف وتغادر:
– يالا بقى ، عدي الجمايل.
تسمرت مودة تتابعها حتى اختفت لمدة من الوقت استغرقتها لتستوعب، ثم هللت بفرح غامر:.
– ايوه بقى .
❈-❈❈
على مكتبها كانت منهمكة بالعمل على أحد الملفات، نظرا لانشغال رئيسها في الترتيبات النهائية للحفل الكبير في هذا اليوم الاستثنائي، ودت لو تخرج لتشاهد ما يحدث ولكنها لا تجد الفرصة لتراكم المطلوب منها تأديته:
– شوفتي اللي حضر من شوية يا صبا.
هتف بها شادي وهو يقتحم الغرفة بخطواته السريعة كالعادة، رفعت رأسها عما تفعل لتسأله:
– مين اللي حضر؟
بابتسامة صافية شاكسها بفعل تفاجأت به وكأنه يغيظها:
– عمر دياب وانا سملت عليه بنفسي .
شهقت بصوت كتمته على الفور حتى جعلته ينطلق بضحكة رجولية مجلجلة لأول مرة تسمعها منه، لدرجة أعجبتها في البداية قبل أن تستدرك لتخاطبه بلوم:
– طب ليه مندهتنيش؟ مش انا المساعدة بتاعتك برضوا؟ مفتكرتنيش ليه ساعتها؟
أكمل ضحكاته بصوت مكتوم وهو يراقب عبوس وجهها ، وغضب حقيقي ارتسم على ملامحها لتطرق رأسها مغمغمة بإحباط:
– ما هو انا لو كنت بتابع الشغل برا المكتب مكنتش راحت عليا الفرصة دي، انا كدة، عارفة حظي.
أشفق يخاطبها:
– لدرجادي زعلتي يا صبا؟
رفعت عينيها تجيبه بتماسك واهي:
– مش حكاية زعلانة يعني، بس انا بصراحة حاسها فرصة حلوة أوي اني اقابل المطرب المفضل عندي، أنا مبروحش حفلات ولا بخرج، عشان والدي وتحكماته.
– طب واللي يخليكي تسلمي عليه بإيدك وتحضري كمان حفلته.
قالها شادي لتهتف به:
– بجد؟ يعني انت ممكن تعملها صح؟
بابتسامة رائقة وكأنه شخص اَخر، غير جارها الذي تعرفه:
– اه يا صبا ممكن اعملها، هخليكي تسلمي واعرفه بيكي، وقت الحفل الخاص في الفندق، ولو عايز اكلم والدك واخليكي تحضري حفل الجمهور برضوا ممكن اتصرف واعملها.
– مش معقول!
هتفت بها وهي تقف عن مكتبها، لتتابع بلهفة:
– أصل ابويا ممكن يرفض اني اتأخر برا لوحدي، حكم انا عارفاه .
تبسم لها يقول بلطف:
– ومين قال إن هتبقي لوحدك، أنا ممكن اتصل على رحمة تظبط الدنيا هناك معاه .
هتفت بفرح:
– رحمة!
تبسم يردد خلفها بمرح وهو يتناول أحد الملفات :
– أه يا ستي رحمة، أنا هروح دلوقتي اشوف اللي ورايا، وانتي كملي اللي معاكي، وان شاء الله متيسرة، اسيبك بقى.
قالها وخرج ليتركها تنظر في أثره باندهاش، تستعيد بذهنها صوت ضحكته الرنانة، وجهه المضيء وهو يحدثها ويغيظها، ثم رغبته أن يحقق لها أمنيتها، تشعر بأنه ترى شخصًا اخر غير الذي تعلمه، أو ربما هي كانت لا تعلمه، وهذه هي الشخصية الحقيقية لشادي، جارها الذي لم يعد غريبًا بعد الاَن.
❈-❈❈
– صباح الخير.
هتفت بها مجيدة وهي تطرق بخفة على باب الغرفة المفتوح، فردت شهد والتي كانت جالسة تتابع مع الممرضة التي تنزع عنها ابرة المحلول من يدها:
– صباح الفل يا ست مجيدة اتفضلي.
خطت الأخيرة لداخل الغرفة مرددة:
– يزيد فضلك يا حبيبتي، عاملة ايه بقى النهاردة؟
ردت شهد بابتسامة مشرقة:
– الحمد لله بخير أكيد، بس انتي ايه اللي جايباه في إيدك ده؟
قالتها مشيرة نحو باقة الورود التي تحملها بيدها الأخرى، ف اقتربت منها لتقدمها لها قائلة بمرح:
– دا ورد للورد .
تناولت منها بابتسامة تحاول إخفاءها، لتقول بحرج:
– يا نهار أبيض ولزمو إيه تكلفي نفسك بس؟
ردت مجيدة وهي تجلس على الكرسي القريب منها:
– مفيش تكلفة ولا دياولو، أنا مش شرياه اساسًا، دا زرع ايديا اللي براعيه كل يوم، إن مكانش يطلع للغالين، هطلعوا لمين بقى؟
– غالين!
رددتها شهد بشعور من الفرح يغمرها، فهذه أول مرة تفاجأ بهدية رائعة كهذه، ومن امرأة كمجيدة التي تذكرها بأفعالها بحنان أبيها الذي تفتقده، وقد كان يعوضها عن افتقاد والدتها، قبل أن يتركها هو الاَخر، ثم تأتي مجيدة وتصنفها بالغالية، رغم المعرفة القليلة بها:
– بس الورد دا كذا نوع، ما شاء الله عليكي، دا انتي باينك عاملة جنينة.
قالتها شهد حتى لا تبدو غير طبيعية بلهفتها على الورود، تبسمت مجيدة تجيبها بزهو:
– هي فعلا جنينة، بس جنينتي أنا اللي على قدي، زرعاهم في البلكونة بتاعة الصالة، أصلها واسعة ومختلفة عن باقي الغرف، احنا مش اغنيا، بس ولله الحمد حالنا حلو وبنعمل اللي احنا عازينه عشان نعيش كويس، واهم حاجة للعيشة الكويسة هي إن البني ادم يستمتع بهوا نضيف أو ريحة جميلة تعبي صدره ساعة عصرية في الروقان، أو وقت الغضب عشان ينسى همه…..، هي لينا فين صحيح؟ مش شايفاها يعني، ولا يكونش خرجت؟
– لا هي مخرجتش ولا حاجة، دي دخلت الحمام عشان تجهز، أصل الدكتور صرحلي بخروج، وانا دلوقتي مروحة.
قالتها شهد لتعقب مجيدة بارتياح:
– يا ما شاء الله يا قمر، أيوة بقى، هو دا الخبر الجميل.
– الحمد لله على كل حال.
تمتمت بها شهد بعدم تركيز وهي تسنتنشق رائحة الورود كل واحدة على حدة.
فسألتها بفضول:
– عجبوكي؟
– أوي، الباقة نفسها شكلها جميل، ومتنسقة حلو بنظام.
– زوقي يا قمر.
قالتها مجيدة لتتابع بفخر:
– عشان تعرفي بس إن انا استاذة في كله…. وخصوصًا في الزوق بعرف انقي كويس جداً
قالت الأخيرة بقصد وعينيها تتبع لينا التي كانت تخرج من حمام الغرفة بعد أن عدلت هيئتها، انتبهت لها الأخيرة لتقترب منها وتلقي التحية:
– صباح الخير، عاملة ايه يا ست مجيدة؟
– صباح الفل، كويسة يا قلبي وعال، ها بقى كنت عايزة اسألك، لو حد من المسؤلين هنا ضايقك بعد ما مشينا؟
قالتها مجيدة بمكر لتجيبها الأخرى بانفعال كعادتها:
– حد فيهم يقدر يمنعني؟ كلها كانت محاولات ع الفاضي، انا دماغي جزمة اوي لما بصمم على حاجة.
ضحكت مجيدة بصوتها الرنان لتشاكسها:
– انتي مشكلة جامدة يا لينا، بتفكريني بفرسة جامحة، ما يقدر يرواضها غير خيال.
قالتها بمغزى لم تفهمه لينا والتي اتجهت بعد ذلك لشهد تخاطبها:
– ها يا قمر، جاهزة بقى عشان نخلص إجرائتنا ونروح.
– الإجراءات خلصت.
هتف بها حسن وهو يدلف لداخل الغرفة، ليتابع:
– انا خلصتهم بعد ما فهمت من الدكتور اللي متابع لحالتك كل حاجة.
سألته شهد :
– قصدك إيه؟
اقترب يقبل رأس والدته بحركة اعتيادية كتحية لها قبل ان يجيب:
– قصدي الراحة النفسية يا شهد، ريحي أعصابك شوية وخدي وقت مستقطع من الشغل وكل اللي وراكي.
تبسمت صامتة بلغة فهمها على الفور، وهي عدم الأنصياع للتعليمات فتوجه بخطابه نحو لينا :
– ما تكلميها انتي، يمكن تسمع كلامك .
رددت الأخيرة بيأس:
– تسمع كلام مين؟ دا انا لو بأدن في مالطة، يمكن كنت جيبت نتيحة، دي مفيش منها فايدة صدقني .
– ربنا يهديها.
عقب بها حسن يشاكس شهد، لتضيف عليه مجيدة:
– ويريح بالها ويرزقها باللي يستاهلها، ساعتها بس هتسمع الكلام.
اطرقت شهد بخجل تحاول إخفاءه، فخرج صوتها بارتباك وهي تنزل بأقدامها على الأرض من التخت الطبي:
– طب احنا كدة يدوب نمشي بقى، هستنى إيه؟ يالا بينا يا لينا .
نهضت مجيدة هي الأخرى تخاطب الإثنان:
– طب متيجوا معانا في العربية نوصلكم في طريقنا، عربية أمين حلوة وشرحة.
– عربية مين؟ لا طبعا، مفيش مرواح غير في عربيتي .
قالتها لينا بحدة أجفلت مجيدة وحسن أيضًا.
❈-❈❈
في الأسفل
كان متكئَا على جانب سيارته يلوك علكته في انتظار والدته التي ظهرت من مدخل المشفى بصحبة شقيقه، وشهد وهذه المدعوة لينا، فور أن وقعت عينيه عليها تحفز ليميل بجسده أكثر على السيارة ليناظرها بتمهل من خلف نظارته السوداء، رمقته بحدة انتبهت عليها مجيدة، وهي تسحب شهد نحو سيارتها، ليتفرقا الأربعة، حسن ووالدته نحو سيارة أمين، وشهد مع لينا في سيارتها.
– ها يا سيادة الظابط، نص ساعة زي ما قولتلك بالظبط ومتأخرتش عليك.
قالتها مجيدة وهي تقترب لتدلف لداخل السيارة، ليرد هو:
– والله لمصلحتك يا ست الكل، لأنك لو أخرتي عشر دقايق بس زيادة، كنت هضطر اسيبك واروح، انا هموت أساسًا عشان انام.
تدخل حسن وهو يلقي بنظرة اخيرة نحو سيارة الفتيات قبل أن ينضم معهما:
– ومين سمعك؟ دا انا بسقط على نفسي وانا واقف، حد يوصلني بس للسرير .
عقب أمين ضاحكًا وهو يدير المحرك:
– وحد كان غصبك ع التعب، ما انت اللي عايز كدة .
هتف به حسن ساخطًا:
– لم نفسك يا أمين بدل ما افوقلك واعرفك مقامك.
– بس يا واد متعصبش اخوك.
قالتها مجيدة لتناظر حسن بخبث وابتسامة مستترة، جعلت حسن يفهمها ليردد خلفها:
– بس يا واد متعصبش اخوك، اقطع دراعي، ان ما كنتوا انتو الاتنين قضتوها ليلة في التحفيل عليا، صح ولا لا يا ماما؟
ببرائة مصطنعة رددت تغيظه:
– انااا، هو انت تعرف عني كدة يا بني؟
– دا انتي أن أبو كدة .
قالها حسن ليجلجل أمين بضحكاته، قبل أن يبطئ من سرعة سيارته بالقرب من سيارة الفتيات قائلًا:
– دا باين عربية المحروسة عطلاتة ومش راضية تدور.
هللت مجيدة بفرح:
– حمد لله يارب استجبت لدعوتي، وقف يا واد عشان اجيبهم يروحوا معانا .
– تجيبي مين؟
قالها أمين لتهتف نحوه بحزم:
– بقولك وقف يا واد هجيب البنات يروحو معانا، إخلاص ياللا.
أذعن لأمرها مضطرًا ليغمغم بتذمر:
– اللهم ما اطولك يا روح، مفيش فايدة فيكي يا مجيدة….. ولا انت كمان يا سي حسن.
وجه الأخيرة لشقيقه والذي تبسم بعرض وجهه.
بعد قليل
كانت السيارة تضم الخمسة، مجيدة والفتيات في الكنبة الخلفية، وحسن على الكرسي الأمامي بجوار شقيقه الذي كان يدير السيارة بتحفز نحو التي تناظره عبر المراَة الأمامية بتعالي مقصود، ليزفر مغمغًا:
– صبرني يارب.
قالت مجيدة المتابعة بتسلية تشاكسه:
– احنا هنوصل شهد وبعد كدة انت توصل لينا لبيتها.
احتدت عينيه نحوها، ولكن لينا سبقته باعتراضها:
– لا طبعًا يا طنت أنا مش عايزة حد يوصلني، ولو هسمح، مش يبقى أخينا ده.
– استغفر الله العظيم يارب، هو انتي حد كلمك يا بت انتي،
– بت لما تبتك.
– صلو ع النبي يا جماعة
هتف بها حسن ليوقف حربًا على وشك بين الانثين، وتابع ملطفًا:
– إحنا هنوصل لينا الأول وبعدها نوصل شهد لبيتها، كدة اتحلت صح.
هتفت لينا:
– بس انا كنت عايزة اوصل شهد بنفسي.
ردت الأخيرة:
– خلاص يا لينا، انا عارفة مصلحتي والله وهريح النهاردة على سريري، ومش هخرح خالص، استريحتي يا ستي؟
صمتت لينا مجبرة وعقبت مجيدة بابتهاج بينهن:
– يا ختي ربنا يخليكم لبعض، ويجعلكم انتوا الاتنين تتجوزو في بيت واحد وما يبعدكم ابدا يارب.
❈-❈❈
وبداخل القاعة الشهيرة بالفندق، كان عدي يستقبل المدعوين الذي حضروا باكرًا، من الأقرباء ومسؤلي شركاته، ومعه شريكه كارم والذي كان لا يقل عنه حماسًا، حتى ولجت اسرته وفي مقدمتهم كان مصطفى، الذي زفر بداخله بضيق؛ حاول إخفاءه وهو يصافح الرجل الذي لا يطيقه، عكس والدته والتي تلقفت كارم بترحيبها الحار وكأنه من العائلة:
– إيه الشياكة دي يا كارم؟ ما شاء الله عليك، كل مرة كدة تبهرني بأناقتك!
تبسم بزهو وتفاخر يجيبها:
– دا انتي اللي عنيكي حلوة يا هانم، انا بس بحاول أواكب الموضة.
بادلته الابتسام لتقول بإعجاب:
– جميل جدا يا كارم، ابن أصول حقيقي، أنا كل يوم إعجابي بيك بيزيد، مراتك مجاتش معاك ليه؟ انا عملالها متابعة عشان جميلة زيك وتستاهل.
زاد تعظمًا بداخله ليرد بمداهنة:
– دا شرف ليها طبعًا إن بهيرة هانم شوكت تكون من معجبينها، ع العموم هي لا يمكن تتأخر عن مناسبة هامة زي دي، بس انتي عارفة تجهيزات الهوانم في المناسبات المهمة بتستغرق قد إيه؟
– عارفة يا حبيبي عارفة، خليها تاخد راحتها عشان تهل علينا زي الملكة، انتو لازم تقعدوا معانا على طرابيزة واحدة فاهم يا كارم؟
– أكيد يا هانم.
قالها والتفت رأسه نحو مصطفى بنظرة ذات مغزى، زادت من احتقان الاخر، وهو يرحب بالضيوف مع شقيقه، حتى دلفت ميسون مع أولادها الاثنان:
– روح استقبل مرتك والأولاد دا يوم العيلة كلها.
قالها مصطفى لشقيقه الذي تفاجأ بطلتها الجديدة، فعقب قائلًا:
– وهي جاية بدري كدة ليه؟ مكانتش قادرة تستنى وتيجي متأخر مع مراتك وباقي الضيوف المهمين؟
رمقه مصطفى بغيظ ليهمس له بتحذير:
– خلى عندك إحساس وقوم اعمل حركة تبين بيها اهتمامك قدام الكاميرات، الست عملت اللي عليها رغم غضبها منك، قوم بقى مستني إيه؟
سمع منه لينهض بألية حتى قابلها بنصف المسافة وقد كانت تمشي بتمهل مع أولادها عن قصد لينتبه لها ويرى جمالها الاوربي بهذا الفستان الكلاسيكي الرائع وقصة الشعر التي اجتهدت مع صاحب الصالون الشهير لتنتقي من قصاته ما يليق بها، لتبدو بإطلالة جديدة لتفت انتباهه:
– أهلا ميسون، نورتي مكانك.
قالها بابتسامة مصطنعة وهو يتناول كفها ويقبلها بفعل جعل كاميرات الصحافة والإعلام تسجله بعدساتها، قبل أن يقبلها على وجنتيها، ثم التفت للأطفال ليسحبهم معه، وهي تسير خلفه بقلب يرتجف بداخلها، تتمنى ان تكون قبلته صدرت باشتياق منه لها، كالذي تحترق به كل ليلة منذ غيابه عنها
❈-❈❈
بحماس شديد كانت صبا تعمل لتنجز المطلوب منها في أسرع وقت، حيث تحقق المستحيل وحصلت على الموافقة بحضور الحفل بصحبة رحمة التي أقنعت أبيها، بل وجعلت والدتها تتطوع لرعاية المرأة المريضة والدة شادي حتى عودتهم .
– انتي لسة شغالة يا صبا؟
قالتها مودة لتخرجها من تركيزها، تبسمت لها تجيب وهي تعود لما تفعله:
– خلاص هانت، كلها نص ساعة بإذن الله واخلص.
اقتربت الأخرى لتقف عاقدة كفيها خلف ظهرها بصمت وهي تهتز بوقفتها، بحركة تحفظها صبا جيدًا عنها، حينما تريد إخبارها عن شيء ما، فتركت على الفور ما بيدها لتسألها:
– عايزة إيه يا مودة؟ طلعي اللي في بطنك، انا حافظاكي، ألوقفة الغريبة دي، دايما بيبقى وراها حاجة.
تبسمت لها تقول بمرح يمتزج بترددها:
– بصراحة عايزة افاتحك في حاجة حلوة اوي، ونفسي توافقي عشان نقضي وقت جميل.
ناظرتها باستفسار سائلة:
– تقصدي إيه مش فاهمة؟
شجعت نفسها لتجلس على الكرسي المقابل للمكتب تقول بلهفة:
– حفلة عمر دياب يا صبا، نفسي نحضرها انا وانتي بفستاينن حلوة ونهيص بقى في الليلة التاريخية دي، انتي مش شايفة الفندق حاله متشقلب ازاي؟
تمتمت صبا بتفكير فيها وقد نستها منذ قليل، في اتفاقها مع شادي ورحمة:
– ايوة فهماكي ما انا كنت هقو……
قاطتعها بتسرع:
– انا وانتي عندنا فرصة نحضر، ميرنا صاحبتي وعدتني انها هتجهزنا وتلبسنا احلى فساتين من واحد صاحب أتليه قريبها دا غير المكياج وتسريحة الشعر، دي استاذة في الحاجات دي.
هتفت بها صبا، تخاطبها بحدة:
– ميرنا مين يا مودة، ودي مين اللي جاب سيرتها اساسًا؟ انا اتفقت مع رحمة ومستر شادي هو اللي هيدخلنا نحضر.
– اتفقتي مع شادي ورحمة من غير ما تقوليلي؟
قالتها مودة بصدمة أربكت صبا التي ردت بدفاعية:
– لأ طبعًا أنا كنت هقولك، انا بس سهي عليا عشان زي ما انتي شايفة، مشغولة جدا، بس طبعا مكنتش هتحرك من غيرك.
– كلام .
تمتمت بها وهي تنهض عن مقعدها لتتابع قبل أن تخرج وتترك لها الغرفة:
– مجرد كلام، بعد ما اتفقتي وعملتي حسابك، مع المستر جارك واخته، ع العموم انا برضوا لقيت اللي توقف جمبي وتفكر فيا من قبل حتى ما اطلب منها، عن إذنك بقى.
زفرت صبا تتبعها بأسف حتى اختفت، ودت لو تخرج خلفها لتحايلها، ولكنها تعلم بطبيعة الأخرى وقت الغضب، لا تقبل التصالح ولا حتى تعطي فرصة للتفاهم.
❈-❈❈
في المساء
كان الحضور من مسؤلي الفندق والفروع ورجال الأعمال والفن المقربين من الأسرة صاحبة الحفل والمناسبة، معظهم حاضرًا في هذه اللحظة المميزة في القاعة الذهبية للتهنئة بمرور خمسين عامًا لتأسيس الفندق،
حيث التقاط الصور مع الكعكة العملاقة، ترافقها العاب نارية لتزيد من صخب الأجواء، صور خاصة لأسرة مصطفي وعدي مع زوجاتهن وفي الوسط بهيرة رافعة الذقن بكبرياء وشموخ لتزيد عجرفة فوق عجرفتها، مجرد صور للعامة تخفي من ورائها الكثير، كارم وقد اتخذ وضعه وكأنه من ملاك الفندق، متباهيًا بزوجته التي لم تقصر كالعادة بطلتها المبهرة لهذه المناسبة، حتى لا تقل عن نور التي لم يتركها زوجها ولو دقيقة، عكس ميسون التي ابتلعت غصتها في تجاهل زوجها لما فعلته في مظهرها وهذا التغير الذي أثنى عليه الجميع إلا هو، وكأنه لم يرى ذلك من الأساس، لتجاهد باغتصاب ابتسامتها، حتى يبدوان أمام الناس كزوجين سعيدين مع أطفالهم.
شادي والذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة من اختصاص عمله، وفي ظل انشغاله بما يحدث وقعت عيناه على أميرته وهي تدلف القاعة مع شقيقته، ترتدي فستان يبدو كالحرير أمامه لنعومته، بأنافة لا تعرف العري أو حتى تحديد الجسد، وجهها الفتان تزينه بزينة عادية خالية من المساحيق والأشياء التى تضعها النساء سوى من كحل يحدد جمال العيون المميزة مع بشرتها الخمرية النضرة المضيئة، لا تبتعد عن جمالها الطبيعي، ولكنها ومع ذلك تبدوا أجمل وأروع ما رأت عينياه، ود لو يعود بالوقت ليتراجع عن عرضه بحضورها، حتى لا تلتهمها الأعين وترى ما يراه الاَن، ولكنه كان مضطر، حينما رأى الحسرة والحزن عليها، ود تحقيق رغبتها حتى لو على حساب احتراقه كما يحدث الاَن، إنها صغيرة وهذه الأشياء تفرحها، وهو قد يفعل المستحيل كي يرى هذه التألق الذي يراه الاَن في أعينها .
– إيه يا عم شادي؟ اتأخرنا عليك؟
قالتها رحمة فور أن وصلتا إليه، فرد بابتسامة يشاكسهن:
– لا دا العادي بتاعك يا ست رحمة، ولا يهمك.
ردت صبا بلهفتها وهي تنظر نحو الجهة التي يجلس بها مطربها المفضل وسط مجموعة من الرجال والنساء:
– طب إيه بقى؟ هتخليني اسلم عليه زي ما وعدت؟
ناظرها بابتسامة رائقة لا تصدر إلا لها، فسبقته رحمة بالرد:
– وانا كمان ياجميل، دا انا مقعدة الراجل بالعيال ومفهماه اني جاية احضر ندوة تثقفية لتكريمك.
رد بابتسامة واسعة متمتمًا:
– اقسم بالله انتي مصيبة يا رحمة ومش هتكبري أبدًا، استنوني بقى هنا هخليكم تسلموا وتتصورا كمان معاه.
قالها وتحرك في الجهة المعاكسة لتوقفه رحمه بقولها:
– طب انت رايح فين يا عسل؟ عمر دياب هناك في الناحية دي.
ردد خلفها بعجالة:
– عارف يا عسل، بس انا رايح لمدير اعماله، ما انا مش هقحتم ع الراجل كدة.
– تمام .
غمغمت بها رحمة قبل أن تعود إلى صبا التي كانت تلتمع أعينها بالشغف وتتمتم:
– أنا مش مصدقة نفسي، معقول! هحضر الحفلة وكمان اسلم عليه!
❈-❈❈
وصل جاسر الريان، بصحبة صديقه طارق ومعهم زوجاتهما، زهرة وكاميليا التي التقت عينيها على الفور بشقيقتها التي تحفزت تناظرها بصمت، ليدور حديث مختصر بنظرات اختلطت بلوم واشتياق مكبوت يأبى أن يظهر للعلن، بالإضافة لتوجس وتردد في محاولة القرب أو التصالح، كارم والذي كان متنبهًا لكل ذلك، همس بجانب أذنيها يسألها بقصد:
– إيه؟ عندك رغبة تسلمي عليها؟ لو عايزة تمام، انا ممكن اخدك من ايدك، انا راجل قلبي أبيض ومتصالح جدًا حتى مع اللي بيأذوني على فكرة.
سمعت رباب لتلف رأسها بحدة نحوه ترمقه بشراسة قائلة:
– وفر قلبك الأبيض لنفسك، لا انا عايزة صلح، ولا عايز اسلم على حد.
قالتها والتفت لتتناول مشروبها البارد ترتشف منه قبل أن تلتف نحو ميسون زوجة عدي، لتلهي نفسها بالحديث معها، وقد قررت صرف نفسها عن شقيقتها، ولتكبت حنينًا غبي بزغ داخلها على عكس رغبتها، نقل كارم بأنظاره نحو كاميليا يبتسم لها بانتشاء وقد تمكن بخبثه من إدخال الحزن بقلبها، لتبلتع غصتها وتعطي انتباهاها لطارق الذي شعر بها، وكان يضغط بقبضته على كفها بدعم، لتبادله بابتسامة ممتنة على كل ما يفعله معها.
وخلفها زهرة تبادلت أيضًا النظر مع زوجها بغيظ وقد كانت متابعة كل ما قد سبق، ثم انصرفا جميعهما للترحيب الحار من مصطفى وزوجته نور.
أما كارم وبعد أن تحقق غرضه التف نحو شريكه عدي، كي يواصل استعراضه أمام خصومه، ليتفاجأ بهذه النظرة الدعائية منه نحو جهة مطرب الحفل الذي توسط بوقفته لالتقاط الصور مع مدير أحد اقسام الفندق هنا مع امرأة بجواره، وفتاة جميلة تجذب الانظار نحوها بابتسامتها الرائعة وجمالها الفتان رغم بساطة زينتها وما ترتديه، وعدي لا يرفع أنظاره عنها، بشكل اثار ارتيابه، مما جعله يقترب منه هامسًا ليسأله بفضول :
– هي مين دي اللي انت مش شايل عينك من عليها؟
زفر عدي بدخان حارق قبل أن يجيبه بصوت خشن وغاضب:
– دي صبا، صبا يا كارم اللي كنت كلمتك عنها قبل كدة .

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وبها متيمم أنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى