روايات

رواية وبها متيمم أنا الفصل السابع 7 بقلم أمل نصر

رواية وبها متيمم أنا الفصل السابع 7 بقلم أمل نصر

رواية وبها متيمم أنا الجزء السابع

رواية وبها متيمم أنا البارت السابع

وبها متيمم أنا
وبها متيمم أنا

رواية وبها متيمم أنا الحلقة السابعة

في الشارع الذي تزين بالأنوار المبهجة، بنصبة كبيرة وضع بداخلها عدد هائل لكراسي المدعوين، وسماعات الدجي التى احتلت الأركان وبعض الزويا، ثم الدجى نفسه بالقرب من منصة العرسان التي صممت بارتفاع لتُصبح على مستوى نظر الجميع، القت شهد نظر اَخيرة ثم التفت بانتباه نحو مساعدها تسأله:
– عبد الرحيم، احنا نسينا البوفيه صحيح.
سمع منها المذكور ليستدرك ضاربًا بكفه على جبهة رأسه قائلًا:
– يا نهار ابيض، دي فاتت علينا؟
زفرت متخصرة تردد بنزق:
– هي دي بس اللي فاتت علينا؟ احنا كل شوية نفتكر حاجة جديدة كنا نسينها، انا مش عارفة امتى اليوم دا يخلص بقى؟
اقترب عبد الرحيم يقول بضيق:
– ما هو دا الطبيعي يا ست شهد، امور السربعة وكل حاجة تتم في يوم و ليلة دي، هي السبب، دا غير ان احنا كنا شغالين الصبح، يعني كان لازم تأجلي الخطوبة ليوم اجازة، إن شاالله حتى الجمعة .
ناظرته بامتعاض ثم التفت تتنهد بتعب وعينيها ترتفع للسماء مغمغمة:
– ويعني انا كان بخاطري، دا انا لو عليا الغيها دلوقتي ومن قبل ما تبتدي حتى، بس اعمل إيه؟ يالا بقى…
– بتقولي حاجة يا ست شهد؟
هتف بها عبد الرحيم والتفت إليه تأمره بعملية:
– مبقولش حاجة، المهم دلوقتى بقى، عايزاك تتصل بعبيد اللي بيعمل شاي ومشروبات عندنا في الموقع، وخليه يشوف حد لو يعرف، وان كان هو يرضى، يبقى يجيب عدته وانا هرضيه باللي يقول عليه.
– تمام يا برنسيسة.
تفوه بها عبد الرحيم واستدرا مغادرًا على دراجته البخارية يردد:
– انا هروحلوا بنفسي، افهمه الوضع على الأرض عشان يعمل حسابه.
نظرت في أثره ، ثم التفت بعدها إلى عمها مسعود ابو ليلة والذي كان يتحدث بحدة مع الرجل صاحب الفراشة، ويجادله بحنكة ثمن الليلة،
تتطالعه بنظرة ممتنة وابتسامة ببعض الارتياح، فلولاه ولولا عبد الرحيم مساعدها ما كانت انتهت من نصف التجهيزات، تعلم انها كفاءة لتقضي كل شيء وحدها، ولكن المساعدة وخصوصًا من المخلصين ، تسهل على الفرد الكثير وتقصر المسافات.
التفت تتجه نحو منزلها لتلقي نظرة ايضًا على المطبخ وما يعد فيه من طعام.
دلفت للمنزل الممتليء بنساء الجيران والأقارب، تلقي التحية بعجالة، لتجنب كلماتهم والتهنئة المغموسة بنظرات الشفقة والتلميحات الخبيثة، عن وضعها كشقيقة كبرى، تقوم بعمل الخطبة الشقيقتها الثانية في الترتيب بعدها.
– الله ينور عليكم
قالتها بخطوات مسرعة، وردت النساء بعدها كل واحدة بجملتها:
– الله ينور عليكي يا شهد…. عقبالك يا حبيتي لما نفرحلك… ربنا يتمم بخير يارب، وتبقي الدور اللي بعده….
ضغطت لتتحمل التعليقات وما يتبعها من همهمات، حتى وصلت إلى المطبخ لتجد نرجس زو جة أبيها وقد دبت فيها روح الحماس وتتنقل في المساحة الضيقة، لتساعد زبيدة زو جة أبو ليلة، والتي كانت واقفة على الموقد الغازي، لإعداد أجمل الأصناف من يــ دها، ناكفتها شهد بقولها:
-ايوة بقى حبشي انتي في الأكل وسمعي بالروايح الحلوة في قلب الشارع وافضحينا.
ضحكت زبيدة تعقب على قولها:
– وافضحك ليه بجى؟ هو انت بخيلة يا بت؟
هتفت شهد بدفاعية:
– لا والله ما بخيلة، انا بس جيوبي فاضية، واخاف بقى لا الناس تهجم من الجيران ولا المدعوين ع الريحة اللي تهبل دي مع اهل العريس، وساعتها تبقي وقعة وانا بس عايزاها تمشي الستر .
رددت خلفها زبيدة بتمني:
– ان شاء الله ربنا يسترها، بس انتي متحمليش هم.
تدخلت نرجس تقول خلفها:
– وتحمل هم ليه؟ دي كل حاجة جايبها بزيادة، وخير ربنا كتير مع انها اساسًا مكنتش محتاجة، دا احنا أهل وقرايب في بعض.
اتجهت إليها شهد تخاطبها بوجه جامد وكلمات ذات مغزى:
– انا مقصرش في واجب عليا أبدًا، حتى لو كنا أهل وقرايب زي ما بتقولي.
ابتعلت نرجس باقي كلماتها بحرج، لتعود شهد لزبيدة هذه المرة تسألها:
– هي البت صبا مجاتش معاكي ولا إيه؟ فينها مش سمعالها حس؟
أجابت زبيدة بابتسامة ساخرة:
– تسمعي ولا تشوفي مين؟ هي الجلعانة دي ليها في المطبخ ولا تعرف تطبخ اساسًا؟ روحي اوضتك هتلاقيها هناك.
– اوضتي!
هتفت بها متصنعة الصدمة لتغمغم بغيظ وهي تغادر وتتركهم:
– اغيب ساعتين الاقي ست صبا احتلت اؤضتي، دا إيه الكلام الفارغ ده؟
❈-❈-❈
فتحت شهد باب الغرفة بغته بقصد حتى تجفل صبا، مع هتافها:
-بتعملي إيه في أؤضتي يا بت انتي؟
انتفضت صبا بجلستها امام المراَة مرددة:
– بسم الله الرحمن الرحيم، بيطلعوا امتي دول؟
صفقت شهد الباب خلفها لتقول بابتسامة شريرة:
– بيحضروا معايا دايمًا يا روحي.
تمالكت صبا بغبطة تنهض لتعانق شهد بشوق تلقفته الأخيرة بكل ترحاب وهي تشدد عليها مرددة بمزاحها المعتاد:
– يا مرحب بالندالة وقلة الأصل، وحشتيني يا بت.
قهقهت صبا تعقب على قولها:
– طب لزومها إيه وحشتيني دي بعد ما طلعتيني ندلة وجليلة الأصل كمان؟
لكزتها الأخرى بخفة تدعي الغضب، رغم مخاطبتها بعتاب الأحباب:
-ايوة ندلة وقليلة أصل كمان، لما تقعدي المدة دي كلها متسأليش عليا بكلمة ولا باتصال .
ردت صبا بابتسامة متوسعة تجيبها:
– والله بسأل عليكي أبويا دايمًا، وبعرف منه كل اخبارك، ولو ع التليفون، بصراحة بجى انا كنت بتكسف اتصل واصدعك بمشاكلي وانا عارفاكي وعارفة مشاغلك الكتير، الله يكون في عونك.
رددت خلفها لتسألها:
– ويكون في عونك انتي كمان يا ستي، المهم بقى، مشاكل إيه تاني؟ هو ابوكي رجع يزن عليكي في موضوع الجو از من تاني ويرفض الشغل ، دا انا خدت منه وعد .
نفت لها على الفور:
– لا لا طبعًا، ما انتي عارفة انه ما يرجعش في كلمة جالها، أنا مشكلتي نفسها في الشغل نفسه، مكنتش لاقية الشغل لحد اما ربنا حلها واشتغلت اَخيرًا، والنهاردة كان أول يوم ليا، في فندق كبير جوي في البلد .
قالت الأخيرة بانتعاش وهي تتلاعب في خصلات شعرها من الجانبين.
طالعتها شهد بانبهار لتسألها وهي تجلس على طرف تحتها وتخلع عنها قدميها الحذاء:
– يا مشاء الله، ودا بواسطة ولا كدة بمجهودك.؟
– مجهودي!
هتفت بها لتتابع وهي تعود إلى مراَتها:
-هو احنا بلدنا دي فيها حاجة بالمجهود؟ كله بالواسطة يا حبيبتي، وانا الحمد كانت واسطتي ربنا، انه سبب الأسباب وخلي جارتنا تعرف حكايتي وتكلم اخوها اللي شغال هناك.
تمتمت خلفها شهد بتصديق:
– على رأيك فعلًا، احنا ملناش غير ربنا…
قالتها وانتفضت مردفة:
– استني هنا عندك، هو ابوكي يا بنت انتي مش منبه عليكي، مفيش مكياج خالص؟
صبا والتي أمسكت قلم الحمرة تلوح به أمامها تهتف بغيظ:
– هو فين المكياج دا بس قوليلي؟ دا قلم لون الشفايف، وكريم الأساس…
قارعتها شهد وكأنها أمسكت بالدليل:
– وعنيكي الحلوة المرسومة دي؟ هتجنني ابوكي يخرب بيتك.
نظرت صبا لما تشير نحوه الأخرى في المراَة، لتعود إليها وتقول ببؤس:
– حتى الكحلة كمان بقت مكياج؟ في إيه يا جدعان؟ دا احنا النهاردة فرح.
هزهزت شهد رأسها تجيبها بقلة حيلة:
– طب وانا اعملك ايه يا ماما؟ ما انتي اللي بتجيبي المشاكل لابوكي وهو الرجل عنده حق صراحة في تحكماته، المهم بقى انجزي، كلها نص ساعة ويطب عرايس الهنا. هروح انا اغير بأي حاجة..
– استني عندك.
هتفت بها صبا توقفها، ثم جذبتها من كفها لتجلسها محلها، لتتابع:
– عايزة تروحي تلبسي فستانك من قبل ما امكيجك.
رفعت لها شفة مستنكرة لتقول باستخفاف:
– يعني إيه؟ لهو انتي فاكراني يا قمر إن انا مستحملة احط لنفسي، عشان تجيني مرارة استحملك انتي تلعبي في وشي، اوعي يا بت.
قالت الأخيرة وهي تحاول أن تنهض، ولكن صبا منعتها تشدد بقبضتيها على كتفيها قائمة بحزم:
– انا مش هعلب في وشك، دي بس حاجة ع الخفيف، عشان تبقى حلوة ومنورة، ولا انتي ناسية انك حلوة صح؟
سمعت شهد لتلتف وتنظر لانعكاس وجهها بخجل، فكلمات الغزل ومشاعر الأنثى التي تكبتها بداخلها، جعلتها تخشى النظر إلى نفسها، حتى لا تتذكر حالها، وتتذكر ما منعته على نفسها منذ سنوات، بغرض الحفاظ على إرث والدها والتضحية لأجل أشخاص لا يستحقون التضحية، فخرج صوتها بضعف:
– حلوة ولا عادية حتى، مش فارقة.
تبسمت صبا وهي تنزع رباط الرأس من الخلف، لتطلق شعرها الحريري الأسود خلف ظهرها، وحول وجهها لتردد:
– لا والله حلوة، وحلوة جوي كمان، وانا مش هسيبك النهاردة غير لما اظهر الحلاوة الرباني لملامحك. يعني مش هكوم ولا احطلك في الألوان.
قالت شهد باعتراض واهي وقد أثرت بها كلمات الأخرى:
– يا بنتي وفايدته إيه بس؟
تناولت صبا علبة كريم الأساس لتجيبها:
– من غير فايدة ولا عايدة حتى، انا بس عايزاكي تحسي بنفسك وبجمالك، فيها حاجة دي؟
توقفت تغمغم داخلها:
– والنعمة لا اخليكي أحلى من العروسة نفسها.
❈-❈-❈
ولج لداخل المنزل، بعد أن أنهى عمله متأخرًا هذا اليوم، بعد اجتماعه مع احد اللجان المسؤلة عن موقعه الجديد، ليُجفل على صيحة من غرفة المعيشة:
– اَخيرًا جيت يا حسن؟ ما كنت كملت اليوم برا أحسن؟
قطب باستغراب لهذا الاستقبال الغير معتاد من والدته قبل أن يخطو نحوها بالغرفة التي كانت جالسة بها، وتشاهد على شاشة التلفاز أحد المسلسلات ليسألها بدهشة:
– ليه يا ماما الزعيق وابات برا؟ انا متأخرتش اساسًا، دا احنا يدوب العشا.
هتفت مجيدة تردد بغيظ:
– لا اتأخرت يا حبيبي، عشان الميعاد اللي اتفقنا عليه ولا انت نسيت ان عندك مشوار خطوبة عند المقاول بتاعك؟
مالت رأسهِ إليها يرفرف بأهدابه ويحاول الإستعياب قبل يسقط بجسده بجوارها ليسألها:
– وانتي مين قالك اني رايح خطوبة اخت المقاول؟ ثم تعالي هنا صحيح، انتي ازاي بتقولي اتفقنا؟ هو انا اتفقت على حاجة معاكي يا ماما؟
هتفت مجيدة بكذب مفضوح:
– ايوة انت اللي قولت، لما حكيت معاك الصبح، وانت بنفسك اللي قولتلي إن الست هي اللي نبهت عليك عشان تيجي على فرح أختها، مش انا قولتلك ساعتها، عيب عليك يا حسن، ولازم تقدر وتعمل الواجب.
بهت وظل فمه مفتوحًا وهو يستعيد برأسهِ حديث الصباح معها عبر الهاتف، والذي استمر لمدة طويلة من الوقت.
ولكنه انتبه فجأة على خروج شقيقه من المطبخ، يحمل فنجانًا كبيرًا يخرج منه الدخان لمشروبه، فقال بتسلية ومشاكسة في حسن:
– ساكت ليه ومبلم، دي ماما بقالها ساعة بتضرب كف على كف من تأخيرك ، واحراجها قدام الناس.
صرخ به حسن يردد؟
– إحراج مين يا عم انت كمان؟ هما يعرفوها اساسَا؟صاحت به مجيدة بمكر تربكه:
– ميعرفونيش انا، بس يعرفوك انت يا حبيبي، بتقول فرح شعبي وفي الشارع، انا بقى نفسي اتفرج على حاجة مختلفة زي دي، انا اتخقنت ونفسي افك عن نفسي، اتخنقت يا ناس.
وجهت الأخيرة نحو أمين الذي صاح بدوره نحو أخيه:
– بتقولك انها اتخقنت، إيه يا بني آدم انت معندكش إحساس ولا دم تحققلها رغبتها؟
طالعه حسن بغيظ ، وزاد عليه الأخر بتلاعب حاجبيه، وقالت مجيدة بنفاذ صبر:
– انت هتفضل متنح لاخوك كدة اليوم كله؟ ما تخلصني بقى، انا عايزة اللحق اغير هدومي،
.- وكمان هتغيري؟
قالها حسن بعدم تصديق، وهتف به أمين مستمتعًا باستفزازه:
– امال يعني هتروح بعباية البيت، في إيه يابني أدم انت؟…
توقف برهة يكتم ضحكته على هيئة الاَخر والذي يخرج دخانًا من أذنيه وأنفه، ليهدر بوالدته:
-قومي يا ماما البسي اللي انتي عايزة تلبسيه، والولد ده غصب عنه ياخدك، انتي لازم تفكي عن نفسك.
تبسمت مجيدة وهي تنهض لتفعل قائلة:
– وانت كمان يا حبيبي تقوم معانا.
اجفل أمين ليسألها بعدم استيعاب:
– نعم يا ماما، وانا اروح معاكم ليه؟
ردت على عجالة حازمة قبل ان تخرج وتغادر:
– عشان توصلنا بعربيتك يا حبيبي، اخوك عربيته مهكعة ومفيهاش تكييف، لكن عربيتك انت تفرق من كله، اخلص يا ولد انت وهو عشان تجهزوا.
التف رأس أمين نحو شقيقه يناظره بصدمة، اضحكت الأخر، فقال يرد له المشاكسة:
– ما تقوم يا حلو عشان توصلها بعربيتك اللي فيها تكييف، قوووم
❈-❈-❈
دوى صوت الهاتف فجأة ليجفل شهد منتفضة عن مقعدها تقول:
– يا نهار ابيض رؤى بتتصل تاني، يبقى أكيد داخلين ع المنطقة.
ردت صبا وهي تعدل بحجابها بتركيز أمام المراَة:
– طب وإيه يعني؟ ما انتي لابسة وجاهزة اها.
تنفست بتوتر تبتلع ريقها الجاف وهي تعيد للمرة الألف على هيئتها، لتردد باضطراب:
– لابسة وجاهزة اه، بس حاسة نفسي غريبة .
التفت إليها صبا تشاكسها بمرح:
– غريبة برضوا؟ ولا خايفة من العين؟ إيه يا ست شهد هو انتي مش شايفة نفسك؟ دا انتي جمر
– جمر!
رددتها شهد لتتابع بابتسامة ضعيفة:
-بصراحة انا شايفة نفسي غريبة بالفستان الغريب دا اللي لبستهوني، ولا المكياج وتسريحة الشعر، انا المقاول شهد يا بت انتي.
ضحكت صبا تناكفها والأخرى تزداد غيظًا، حتى استمعن لطرق على باب الغرفة، لتلج منه زبيدة، والتي ما أن رأت شهد أطلقت زغرودة كبيرة ، جعلت نرجس تلج من خلفها لتقف مبهوتة أمام كالتمثال بدون صوت او حركة، والأخرى تردد:
– بسم الله ماشاء الله الله أكبر في كل من شافك ولا صلاش ع النبي.
تمتمت بالصلاة على الحبيب الفتاتين قبل تقول شهد بحرج:
-ليه دا كله يعني؟ مش لدرجادي يا عمة زبيدة؟
هللت الأخيرة مرددة بحماس وفرح:
– لا يا حبيبتي لدرجادي، وأكتر من الدرجادي كمان،
إيه الحلاوة دي؟
تبسمت شهد بحرج تقول:
– الله يجازيها بقى بنتك هي اللي أصرت عليا، انا كنت هلبس أي حاجة وخلاص، مش فارقة يعني.
– حاجة وخلاص، ومش فارقة كمان، ايه يا بت مالك؟ لازم تعيشي سنك.
قالتها زبيدة وتدخلت نرجس سائلة:
– بس الفستان دا اول مرة اشوفها عليكي، إمتى جبتيه يا شهد.
ردت صبا بالنيابة عنها:
– انا جيبته، دا فستاني من الأساس، وانا جيبته مخصوص النهاردة عشان شهد.
تمتمت زبيدة بابتسامة سعيدة:
– ربنا ما يحرمكم من بعض ابدًا، يالا بجى جروا عجلكم خلونا نحصل الزفة، دا الحريم جيرانكم، سبجونا بجالهم فترة .
❈-❈-❈
قال أمين وهو يحاول أن يخترق الشارع الضيق، في اتجاه نصبة الفرح التي كانت على بعد مسافة ليست ببعيدة منهم
-مش كفاية بقى يا ماما؟ وانزلوا انتو هنا.
التفت له مجيدة تجيبه بتوبيج؟
– عايزنا ننزل هنا برضوا يا أمين؟ إخص عليك وعلى دمك يا شيخ، بقى خايف على عربيتك ومش خايف علينا، لما نمشي واحنا اغراب في الشارع الضلمة ده؟
وقع حسن على نفسه من الضحك، وهو يشاهد وجه شقيقه الذي شله الذهول، جاحظ العينين، متدلي الفكين، لعدة لحظات حتى استطاع القول اَخيرًا:
– انتي بتقوليلي أنا الكلام دا يا ماما؟ ليه دا كله يا ست الكل؟ دا الفرح بس مسافة الشارع اللي قدامنا ده.
هتفت مجيدة بحزم:
– قدامنا ولا ورانا، انت هتسوق لحد النصبة نفسها، وبعدها تدخل معانا تأدي الواجب….
قاطعها أمين بقوله:
– واجب مين يا ماما؟ هو انا اعرف حد اساسًا؟
ناظرته مجيدة بضيق، وقال حسن يرد المناكفة:
– وافرض يا سيدي متعرفش حد، هو حد يقدر يكلمك يا سيادة الظابط، والدتك وعايزة تفتخر بولادها، فيها حاجة دي؟
تمتمت مجيدة تربت على خده بكف يــ دها:
– شاطر يا حبيبي، فهمتني لوحدك.
تناول حسن كفها بتملق يقبل ظهرها، وهو يقول ببراءة:
– حبيبيك انا يا ماما.
تابعهم أمين بعينيه في المراَة الأمامية، ليضرب كفًا بالاَخر ضاحكًا بصمت، لا يصدق فعل والدته من بداية الليلة، وقد انقلبت عليه بعد أن كان يجاريها في الأول.
❈-❈-❈
بعد قليل كان الثلاثة، يخترقان الجموع الغفيرة والتي تجمعت في مكان واحد في الوسط لمشاهدة الرقصة الرومانسية للعروسين، والتي كان يؤديها ابراهيم بإخلاص منقطع النظير، والأخرى لا تقل عنه، بشكل جعل شهد تغلي بداخلها، وتضغط حتى لاتنفجــ ر وتخرب الفرح، غير منتبهة لهيئتها الجديدة والعيون المصوبة نحوها ونحو من تقف بجوارها.
– الناس كلها سايبة الفرح ومركزة معاكم انتو بس!
قالتها رؤى وهي تقترب منهن، ف انتبهت لها شهد تخرج من شرودها، وردت صبا بتساؤل:
– ليه يعني فينا حاجة غلط؟
ضحكت رؤى لتقول بمرح:
– انا قصدي على حلاوتكم، انتي والمنطقة كلها عارفاكي اما شهد فدي بقى المفاجأة، الفستان والتسريحة الجديدة هيالكوا منها حتة.
تبسمت صبا تتطلع في الأخيرة بزهو قائلة:
– شهد طول عمرها حلوة، هي بس تفكر في نفسها شوية وهتلاجيها بدر منور.
بنظرة مشفقة طالعت رؤى شقيقتها لتقول مؤكدة:
– والله عندك حق، اختي دي قمر اربعتاشر.
طالعتها شهد بابتسامة صادقة في المحبة لأصغر أفراد العائلة، والأقرب إلى قلبها، ثم استدركت لتخاطبها بحزم:
– طب بقولك ايه، سيبك من الكلام الحلو ده دلوقتي، وروحي اجري ع الولد بتاع الدي جي، خليه يغير الأغنية الزفت دي بحاجة فرفرفشة مش ناقصة قرف انا .
بكف يــ دها لوحت بها أمامها رؤى باستسلام تهادن غضبها:
– حاضر والله حاضر، بس انتي متعصبيش نفسك.
قالتها وذهبت لتنفيذ الأمر على الفور، لتغمغم شهد خلفها بغيظ جعل صبا تضحك:
– عاملين فيها عمر وسلمى، جاتكم نيلة .
❈-❈-❈
-اهلا اهلا بالمشهندس دا إيه النور ده؟
هتف بها ابو ليلة وهو يصافح حسن والذي رد بابتسامة مهنئًا:
– الله يبارك فيك يا عم ابو ليلة ويتمم على خير، دي الست والدتي، ودا امين اخويا، رائد في الشرطة.
هلل أبو ليلة مرحبًا وهو يصافحهما:
– يا مشاء الله، يا اهلا يا هانم، نورتي الفرح، اهلا بيك يا سيادة الظابط، دا المنطقة زادها شرف بزيارتكم.
ردت مجيدة بابتسامة رزينة كعادتها، أما أمين فقد اخفى حرجه بكذبة اخترعها على الفور:
– الله يخليك يا حج، انا بس كنت قريب من هنا، وقولت اطمن بالمرة على حالة الأمن في وجود الست والوالدة وحسن اخويا.
حاول حسن السيطرة على ضحكة ملحة، وتجاوب ابو ليلة مع الاَخر:
– الله يحفظكم ويجعل البلد امان دايمًا بيكم، تعالوا اتفضلوا تعالوا.
قالت مجيدة بلهفة:
– هنقعد فين؟ مش لما نسلم الأول ونبارك لأهل العروسة، هي فين المقاول شهد؟
– هوا يا هانم واندهلك عليها.
قالها مسعود ثم التف خلفه يهتف على فتى صغير من اهل المنطقة بجواره:
– إنت يا واد، روح انده الست شهد جوا
اومأ له المذكور ينفذ طلبه بإذعان، وخطا الثلاثة بصحبة مسعود نحو عدد من المقاعد الفارغة وذهب هو كي ياتي بواجب الضيافة، جلست أولهم مجيدة وما هم أن يجلس أمين هو الاَخر، حتى صدر صوت سيارة فهتف منزعجًا:
-أكيد دي عربيتي، انا قلبي كان حاسس من الأول.
اوقفته مجيدة تجذبه من قماش قميصه قائلة:
– بقولك إيه، اطمن على عربيتك وتعالى تاني.
اعترض بوجه متجهم:
– أجي فين تاني يا ماما؟ انا أساسًا ورايا مشوار مهم، وقت ما تحبوا تروحوا، إتصلوا بيا وانا اجي اخدكم واروح بيكم، سلام بقى؟
قالها وارتد عائدًا على الفور، هتفت من خلفه مجيدة:
– استنى يا ولد.
ولكنه ذهب سريعًا، حتى يلحق بسيارته خارج النصبة القماشية للفراشة، ليتفاجئُا بخيال امرأة تقفت بجوارها، وتضرب بكفها لتصدر صوت الإنذار بإزعاج يجعل المارة يلتفتون إليها، هدر أمين غاضبًا نحو المرأة التي تعطيه ظهرها:
– انتييي، دي عربيتي على فكرة.
التفت إليه المرأة أو الفتاة كما رأها الاَن، بهيئة انثوية تشبه الأجانب، الأشعر الأصفر الحرير والوجه المستدير، بعينيان كالزجاج الملون تبرق بشر وهي تصرخ فيه:
– ولما انت عارف عربيتك، مخليها هنا في نص الشارع ليه؟ اركن انا عربيتي فين دلوقت؟
التف برأسهِ نحو ماتشير به لهذه السيارة الصغيرة، ثم عاد قائلًا بحزم:
– انا عارف ان دا مكان مش كويس للركنة، بس انتي كان لازم تبقى زوق شوية وتقولي رأيك باحترام .
بنصف شهقة تخصرت أمامه لتردف بغيظ:
– احترام ولا زوق دا إيه؟ هو انا ناوية اتعرف بيك؟ بقولك عايزة اركن عربيتي.
صرخ بدوره وقد اخرجته عن طوره الرزين الهاديء:
– وانا بقولك استني دقيقة، هزيح العربية وامشي من الحارة دي واسيبهالك خالص.
قالها ثم اقترب ليعتلي سيارته حتى ينهي الجدال، ف التفت هي لتهتف منادية على أقرب شخص عرفته أمامها:
– عبد الرحيم، تعالي هنا خد المفاتيح على ما الأستاذ ده يخلصنا من عربيته.
سمعها ليصرخ خلف عجلة القيادة:
– قولت مفيش داعي للغلط، ولا انتي عايزني اغير رأيي؟
رمقته بنظرة متعجرفة بصمت ثم تحركت لتذهب من أمامه تدعي عدم الإكتراث، شيعها بنظراته وهي تتهادى بخطواتها الأنيقة ككل شيء بها، قبل يغمغم وهو يدير المحرك:
– بنت مغرورة وطويلة اللسان …. بس حلوة!
❈-❈-❈
وعودة إلى الداخل حيث كان الحفل مشتعلًا، برقص ابراهيم وأمنية، وصديقاتها، أفراد عائلتها وعائلته، على أغاني المهرجانات والأنغام الصاخبة بشكل يشعل الحماسة داخل الشباب الصغار، والكبار أيضًا، حيث يسرق الفرد لحظات من الفرح، تلهيه لعدة لحظات قليلة عن الهموم ومشاكل الحياة التي لا تنتهي.
اضطرت شهد لتركهم وترك صبا مع رؤى، يندمجن مع الباقي، واستسلمت لسحب الفتى الصغير بن جيرانها، والذي أخبرها عن رغبة مسعود في رؤيتها، حتى إذا ما وصلت إليه، هتفت على الفور ما أن راته أمامها:
– خير يا ابو ليلة، باعتلي ليه بقى؟
أجاب يشير لها بكفه:.
– باعتلك عشان تسلمي ع الضيوف، يا ست هانم.
هتف بالاخيرة نحو مجيدة التي انتبهت إليه تناظره بتساؤل، قبل ان يفاجئها بقوله:
– دي المجاول بتاعنا يا ست هانم، إيه رأيك بجى؟
ضيقت عينيها الاَخيرة ببعض التشتت قبل أن تستوعب سريعًا لتنهض هاتفة:
– المقاول شهد، معقول؟
أجفل حسن على صيحة والدته ليلتف نحو ما تقصد، ف تخشب وبرقت عينيه بعدم تصديق، ليُجبر على متابعة والدته صامتًا وهي ترحب بشهد:
– إيه الحلاوة والطعامة دي؟ معقول انت المقاول؟ ولا انا فاهمة غلط ولا إيه؟
ضحك أبو ليلة، ليرد بمرح:
– لا يا ستي مش فاهمة غلط، دي المجاول شهد اللي شغالة في المعمار وراثة عن والدها الله يرحمه، ماتجولها يا بشمهندس.
سمع حسن وظل على حالته مزبهلًا بعدم استيعاب، فتابع ابو ليلة هذه المرة نحو شهد:
– دي بجى والدة البشمهندس حسن، جاية تهني وتبارك مع والدها.
تبسمت شهد برقة ازهلت الاَخر مع الهيئة الجديدة لها وهي تصافح والدته بمودة:
– اهلا وسهلًا بيكي يا هانم نورتينا.
مجيدة بلهفة ومبالغة، جذبتها من كفها لتقبلها على وجنتيها تردد:
– هانم إيه بقى؟ دا انتي اللي هانم وستين كمان.
رغم استغراب فعل المرأة، استجابت شهد لها بابتسامة ودودة، قبل أن تتجه لهذا الجالس بصمته حتى الاَن قائلة:
– منور يا بشمهندس .
نهض المذكور وامتدت كفه ليقدم التهنئة:
– الف مبروك لأختك.
– الله يبارك فيك .
قالتها شهد وهي تبادله المصافحة، وقد كانت هذه اول مرة وكأنه أول تعارف حقيقي بينهم، هذا ما شعر به، وقد لامست كفه كفها، انثى بحق، وقد تخلت عن ملابس الرجال، ترتدي فستان ناعم يشبه الحرير باللون النبيتي، زينة وجهها هادئة، مرسومة عينيها بروعة، جعلته يتوقف عليها قليلًا وقد اغراه الدفء بها، ونسي أنه مطبقًا على كفها، لولا أنها تململت لتنزعها.
ف تركها لوالدته التي انتبهت لما يحدث أمامها باعين الصقر، ثم تبادلت معها حديث ودي سريع قبل أن تذهب.
فور مغادرتها التفت مجيدة نحو ابنها تقول بمرح وهي تطرقع بأصابع الوسطى والإبهام:
– بقى هي دي المقاول اللي انت شغال معاها يا سي حسن؟ يا حلاوتك وحلاوة مقاولينك.
– يا نهار اسود.
همس بها حسن، وكف يده امتدت لتطبق على الأصابع التي تطرقع بها مجيدة، يتابع بتحذير:
– بلاش عمايلك دي يا ماما الناس هتاخد بالها.
سمعت مجيدة لتطالعه بنظرة ذات مغزى تقول:
– طب شيل إيــ دك، ولا انت استحليت مسك الأيادي يا واد؟
صعق حسن قبل ان يستدرك سريعًا ويرفعهم، ثم قال يخاطبها برجاء:
– أديني شيلتهم اهو، ممكن بقى نمشي الله يخليكي، وخلي الليلة دي تعدي على خير.
مالت برأسها مبتسمة بمشاكسة لتعود للطرقعة مرة أخرى تردد:
– ونمشي ليه بقى؟ انا بهيص مع اغنية الفرح، فيها حاجة دي؟
قالتها ثم التفت تراقب بعينبها وتندندن بسعادة مع الأغنية الدائرة، واستسلم حسن يتمتم بقلة حيلة:
– انا اللي استاهل، انا اللي جيبت دا كله لنفسي.
انتفض فجأة على صيحتها:
– ولا يا حسن، شوفت البت اللي عاملة زي الخوجاية دي؟
نظر حسن نحو ما تشير إليه والدته، فقال يجيبها:
– ما هي دي بقى البنت اللي قولتلك عليها قبل كدة صاحبة شهد.
شهقت مجيدة مرددة بتذكر:
– هي دي بقى لينا؟
اوقفت تتابع بإحباط
– وشك فقر يا أمين ابن مجيدة.
❈-❈-❈
عند منصة العروسين
وقد وصلوا إليها اَخيرًا، ليستريحو بعد وصلة للرقص استمرت لقرابة الساعة، فقالت أمنية بأنفاس متلاحقة:
– الله انا مكنتش اعرف ان الفرح هيطلع حلو كدة، ولا كنت اتوقع ان شهد هتعملي الهيلمان دا كله، وفي ظرف يوم واحد بس!، امتي لحقت تعمل دا كله؟
نفث ابراهيم دخان سيجارته التي اشعلها منذ قليل قبل ان يعقب على قولها:
– عشان لما اقولك بس ان اختك دي كانزة على قلبها اد كدة، تبقي تصدقيني.
تبسمت بعرض وجهها تجيبه:
– وانا يعني لو مش مصدقاك كنت عملت دا كله عشانك، ولا انت لسة عندك شك في حبي ليك؟
تطلع إليها صامتًا، وعينيه تجول على وجهها، ثم نزلت على رقبتها وجيدها المكشوف من فستان الخطوبة، والذي كان ضيقًا في الأعلى على جســ دها المكتنز حتى الخصر، ثم يتسع بطبقاته حتى الكاحل في الأسفل، فقال بلهجة ذات مغزى:
– هنخلص ونقضي بقية الليلة عندكم صح، انا عريس، يعني لازم اتعشى عند عروستي .
ضحكت بميوعة تردد:
– ايوة امال ايه هتتعشى، بس مش لوحدك يا عنيا، الست شهد عازمة امك وابوك واخواتك واجواز خواتك، هتاخد عشاك معاهم، وتروح معاهم.
– نعم يا ختي.
هدر بها فاتحًا فمه بغضب، شعرت بالحرج وعينيها تتلفت يمينًا ويسارًا نحو المدعوين، خوفًا ان ينتبه أحد منهم، فقالت بمهادنة:
– وطي صوتك يا إبراهيم، انت عايز تفضحنا ولا إيه؟
ولا ناسي الشروط اللي وافق ابوك عليها؟
كز على اسنانه يردف باعين حمراء:
– ازاي يعني تبقى خطوبتنا النهاردة ومنقعدتش مع بعض؟
توقف يتابع بلين ولهجة مغوبة:
– دا انا كنت محضرلك كلام كتير اوي النهاردة يا بت، من جوا معاميع قلبي، زهقنا بقى من كلام التليفونات، ولا انتي مزهقتيش يا نونتي؟ ولا مش حاسة باللي حاسس بيه انا دلوقتي؟
عبست ملامحها، فقالت بلهجة المقهورة:
– حاسة يا عنيا، أكيد حاسة، بس منها لله المحروسة اختي، دايمًا كدة قاطعة عليا فرحتي.
اعتدل ابراهيم بظهره للخلف، بعد أن وصل لمقصده، ليتمتم وعينيه تتطلع على شهد التي تبدلت لواحدة أخرى لا يعلمها، ثم صبا بجوارها ولينا في الناحية الأخرى تراقص رؤى الصغيرة، ليتمتم داخله بغيظ بعد أن عادت أنظاره نحو عروسه:
– الفرح مليان مزز، وانا حظي ميجيش غير عليكي؟
❈-❈-❈
في مكان آخر
ويالتحديد في شرفة غرفته، وقد جافى عينيه النوم، بعد محاولات مستميتة باءت كلها بالفشل، حتى انتفض عن الفراش وتركه ليجلس في هذا الوقت المتأخر من الليل، برودة في الجو لا يشعر بها مع تفكيره المتواصل بها وصورتها لا تغادر ذهنه، كل همسة وكل خجلة منها انطبعت بعقله لتزيد من تعذيبه، تنهد بإحباط متزايد، وكل هذا يحدث معه من اول يوم، من اول يوم لها معه في العمل، لقد اشتاق إليها بصورة مؤذية، يتمنى انقضاء الليل باقصى سرعة، يتمنى رؤيتها، يتمنى سماع صوتها الاَن.
– إيه يا بوي، هو انت مش ناوي تنزل معانا؟
سمع الصوت وانتفض يكذب أذنيه، قبل ان تهبط عينيه للأسفل ويصعق برؤيتها حقًا، تخاطب والدها الذي انزلهم أمام البناية، ثم عاد لسيارته، ليعود إلى حفل الخطبة مرة أخرى.
كانت تقف مع والدتها وبهيئة تسحب الأنفاس من صــدره، وتشعله بنار الغيرة ايضًا مع تذكره لعدد العيون التي رأتها قبله وتغزلت بحسنها، رغم عدم تعمدها لذلك، وحشمة ملابسها، ولكن هذه صفة اساسية بها.
ابتعد عن سور الشرفة قليلا، وتركها تدلف لداخل البناية، ورغم صخب المشاعر التي تدور داخله إلا أنه حينما استدرك تبسم ثغره بتعجب وقد تحققت أمنية له اخيرًا وبهذه السرعة، الاَن فقط يستطيع النوم.

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وبها متيمم أنا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى