روايات

رواية وبك القلب يحيا الفصل السادس والأربعون 46 بقلم زوزو مصطفى

رواية وبك القلب يحيا الفصل السادس والأربعون 46 بقلم زوزو مصطفى

رواية وبك القلب يحيا الجزء السادس والأربعون

رواية وبك القلب يحيا البارت السادس والأربعون

وبك القلب يحيا
وبك القلب يحيا

رواية وبك القلب يحيا الحلقة السادسة والأربعون

&&&البارت السادس والاربعون &&&
فتحت ضحي الباب مسرعه وهي تردف بإستغراب ودهشه قائله…..
سناء وأمل انتم بتعملوا إيه هنا؟
وأنا بردو جيت هنا ازاي؟
صرخة سناء باسمها وهي تركض نحوها بفرحه فكادت تقع إلا وأمسكتها ضحي وإحتضنتها برغم ملامح الصدمه التي ترتسم علي وجهها فحدثتها سناء بعدما خرجت من حضنها ويدها تربت علي ظهرها…
أخيراً الأميرة النائمه صحيت ده إنتِ تعبتنا معاكي يابنتي
وقفت أمل من جلستها بِتَمَهٌّل فـ هي قد اقتربت لشهرها الخامس من الحمل متحركه لمكان وقوفهما ببطء واضعه يدها اليمني خلف ظهرها بطريقه مضحكه أما يدها اليسري فأمسكت بها كف ضحي متحدثة بسعادة وهي تدخلها لحضنها….
دودي حبيبتي وحشتيني أوي
لم تجيب ضحي علي حديثهما بل ظلت صامته فـ إلي الآن لم تستوعب ما تراه
فهمتا إثنتيهما ما يدور بذهنها فأمسكت سناء بيدها الأخري متجهة بها ناحية الفراش فأردفت قائله….
تعالي حبيبتي أقعدي وإحنا هنفهمك كل حاجه
بينما يحيي مازال واقفاً يُتمم علي إستعدادات تلك الليلة السعيدة التي تكن بألف ليلة وليلة بالنسبه له
لم يجلس أحد بل الجميع يعمل بحب حتي تخرج تلك الليله بأبهى الصور
فـ عمرو ومينا كلاهما مسؤولان عن الدي چي وتنظيم الأغاني والإناره
اما سيف وسامر فقد كانا مسؤولان عن إحضار الجميع من حي الغمري إلي منطقة السخنه
وبالنسبه لـ وليد وحمزه فهما مسؤولان عن متابعة الطباخين الذين قد أوشكوا علي إنهاء طعام المناسبه
كما يجلس خارج الشاليه الرجال كبار حي الغمري ومعهم سعد وسيد أشقاء سناء
بينما النساء يسترخنْ بالشاليه داخل أول غرفتين من ممر الغرف إنضمتا إليهن والدة ضحي وخالتها بعد مجيئهما من الاسكندرية
مر ما يقرب الساعه من إستيقاظ ضحي وجلوسها مع صديقتيها
دق هاتف يحيي برقم شقيقته ضغط علي زر بدء المكالمه وهو مبتسم قائلا… حبيبتي يا مولي خلاص المكيب أرتست علي وصول قدامها بالظبط عشر دقايق وتكون هنا المهم ضحي صحيت ولا لسه؟
حدقت أعين يحيي بعد إستماعه لحديث أمل الباكي مردفه… الحقني يا يحيي ضحي عرفت كل حاجه وبعد كده قالت لنا هدخل الحمام أغسل وشي، لما إتأخرت علينا روحت أشوفها ما لقيتهاش
أغلق يحيي الإتصال مع شقيقته بعدما أخبرها بقدومه إليها
متحركاً ناحية الشاليه بحذر شديد حتي لا يُلفت نظر أحد له
فأغلب الحضور متواجد أمامه
دلف يحيي إلي الشاليه فوجد سكون في بهو المكان فأكمل طريقه للأمام إلي أن وصل لممر الغرف ممرراً لغرفتي السيدات بهدوء لعدم إزعاجهن
حتي اقترب لغرفة أمل وسناء وجاء ليدق علي الباب إلا وأحس بحد يتابعه فألتفت خلفه فوجد سامر وسيف فقد إنتبها إثنيهما علي تغير ملامحه عندما كان يُجيب علي الهاتف فتحركا وراءه
فتسائل يحيي بنبره هادئه وثبات مُزيف…..
خير يا شباب في حاجه؟
لم يُجيب سامر علي تساؤله ولكن تحدث بإضطراب لربما زوجته مريضه….قول لي يا يحيي في إيه؟
وشك إتغير فجأه وانت بتتكلم في الموبايل طمني بالله عليك
فأكمل سيف بقلق هو الآخر…طمنا يا يحيي حد جوه جراله حاجه لقدر الله؟
إضطر يحيي يخبرهما بما أبلغته له أمل
فزع إثناهما لما إستمعا فتحدث سامر سريعاً…. خبط عليهم يا يحيي خلينا نطمن،ممكن أمل وسناء مش عارفين يدوروا كويس
إستأذن منهم عشان ندخل الأوضه إحنا التلاته مش عايزين حد غيرنا يعرف ويقلق معانا
بالفعل دق يحيي الباب وفتحت له أمل،أبلغها بإرتدء الحجاب وكذلك سناء حتي يدلف ثلاثتهم إلي الداخل
تساءل يحيي وقلبه يخفق رعباً…
قولي لي اللي حصل بالظبط يا أمل
قصت أمل ما حدث بعدما فتحت ضحي باب الغرفه عليهما والاستغراب يملأ وجهها
حتي أوضحت لها أن يحيي لم ولن يفكر يوماً بالبعد عنها وما حدث ما كان إلا خوفاً عليها من ذاك المدعو شاهين سامحه الله
مكملة،، ولكن ضحي إنهارت باكية ولم تُعقب علي حديثي ثم طلبت الذهاب إلي المرحاض وعندما لم أجدها هناك حاولت أُهدئ حالي
ثم تحركت لغرفتي والدتي وخالتي ناديه لربما أجدها مع أحد منهن وكأنني أتساءل إن يحتجن أمراً أُحضِره إليهن ولكن لم أراها هناك
بعدما إنتهت أمل من سرد ما حدث كاد يجن عقل يحيي من تلك المتهورة فلما لم تنتظره حتي يوضح لها الأسباب التي جعلته يلجأ لذلك فتحدث سائلا… متي حدث هذا؟
أجابته أمل.. من حوالي ربع الساعه
أردف يحيي بتأكد أنها لم تخرج من بوابة الشاليه الأماميه فمن المؤكد أنه كان سيراها
ففكر قليلاً فوجد المكان الوحيد التي تخرج منه دون أن يراها من بالخارج هو باب المطبخ المطل علي البحر
تحرك مسرعاً فالمده التي أبلغته به أمل من وقتما إختفت ضحي لم يجعلها تصل به علي الطريق العمومي فالمسافه ليست قليلة وهي تمشي سيراً علي الأقدام
كما طلب من سيف وسامر الإنتظار بجانب زوجتيهما فحالة كلتاهما ليست بخير
إرتمت أمل تبكي في حضن زوجها الذي إنزعج لحزنها فتحرك بها لداخل شرفة الغرفه ممسك بيدها مقبلاً إياها لعلها تهدأ
أما سناء تجلس علي الأريكه ولم تتحدث مطلقاً بل تنظر ناحية أمل بزعر وتيهه
جلس سيف بجانبها دون كلمة مربتاً علي ظهرها فمظهرها مع صمتها مُقلِقان حقاً
ركضَ يحيي بإتجاه مرور السيارات وهو يدعوا ربه أن لم تكن إستقلت سيارة أحداً ما ورحلت كعقاب له عن ما بدر منه
ظل ينظر بجميع الإتجاهات وخوفه يزيد من ضربات قلبه
ولكن بدأت تقل هذه الضربات عندما رأها تجلس تحت مظلة عامه علي الطريق أمام البحر مباشرةً
وقف مكانه وصدره يعلو ويهبط من كثرة الركض ثم مال بجسده واضعاً يداه منتصف قدماه مع خروج زفيراً قوياً وإبتسامة ترتسم علي وجهه تعبر عن فرحته لرؤيتها بسلام
نصب قامته ثم توجه إليها وجلس بجانبها متحدثاً بإعتذار… ضحي آسف إني خليتك حزينه الفتره دي كلها يمكن أكون فكرت بأنانيه شويه بس صدقيني كنت خايف عليكِ أوي
قامت من جانبه تنظر إليه وعيناها تتدفق منها الدموع كالشلال متسائله بغضب…. خايف عليا، خايف عليا من إيه؟
إنت بجد مصدق نفسك،،
لو فعلاً زي ما بتقول ماكنتش بعدتني عنك وكنت عرفتني الحقيقه
إنت ماتعرفش اللي حصلي بسبب بعدك عني
ماتعرفش نفسيتي كانت وحشه أد إيه
ماتعرفش إن دموعي ما وقفتش لحظه لأني كنت هتجنن وأعرف إنت إتغيرت ليه
قام يحيي من جلسته هو الآخر وتحدث برجاء….. ضحي أرجوكي إنسي كل اللي فات،،
ثم امسك يديها مكملاً… شمسي سامحيني عشان خاطري أنا يحيي حبيبك
ضحكت بسخريه علي حالها قائله…
عايزني بعد ده كله أسامحك عادي كده
إنت تعرف الدقيقه كانت بتعدي عليا ٱزاي تخيل بقي اليوم والأسبوع والشهر والشهرين،، أنا كنت بموت بالبطئ
أردف بلهفة صادقة… بعد الشر عليكِ ياقلب يحيي
تحدثت بتهكم واضح… باين فعلا إني قلبك
ثم زالت دموعها بكفيها وتحدثت بتحدي مردفه… لو تقدر تمحي من ذاكرتي كل الأيام اللي عيشتها من غيرك وأنا بتعذب ساعتها بس أقدر أسامحك
وضع يحيي يديه علي شعره وكأنه يُريد إقتلاعه من شدة غضبه صارخاً بها…. كفايه يا ضحي إنتِ عايزه تموتيني، مين قال إني كنت مبسوط في بُعدك عني
تحدثت هي سريعاً وأحس هو كأنها تُجامله… بعد الشر عليك
فأكمل حديثه قائلاً… رغم إني كنت متابعك بشكل يومي من غير ما تعرفي بس صدقيني ده كان العذاب الأعظم لقلبي
لو مش مصدقاني إسألي وليد هو معايا لحظه بلحظه وشاف أد إيه تعبت في بُعدك
ضحي، من يوم ما جيت عندك البيت وطلبت منك نبعد وأنا النوم مخاصم عيوني
ضحي، صدقيني القرار كان صعب عليا أكتر منك بس كان لازم أنفذه عشان أبعدك عن أي قلق
شمسي أرجوكِ سامحي وأعاهدك مش هاخد قرار يخص حياتنا لوحدي تاني وأشاركك في أصغر التفاصيل بس عشان خاطر حبنا اللي ٱتولد من صغرنا تسامحيني يا روح يحيي وكل حياته
إنتظر إجابتها ولكن دون فائدة عندما أخبرته مردفة… يحيي حقيقي مش قادره أسامح بالسهولة دي وبردو ما وعدكش يحصل
لأن ده محتاج وقت كبير عشان أنسي
لكن دلوقت صعب بجد غصب عني قلبي رافض السماح،
خطت ضحي خطوتين للأمام بعيداً عنه بعدما إعتذرت له كي ترحل من هنا
يقف يحيي مكانه ولم يجيبها لأنه لم يسمع آخر كلماتها فعقله مشوش من رفضها لمسامحته
تبا لكي أيتها الضحي ذات القلب القاسي
ولكنه فاق عندما إستمع لصوتها تتحدث مع ذاك الرجل الغريب الذي يقود سيارة يمتلكها تطلب منه المساعدة بأن تستقل معه السيارة حتي يوصلها بالقرب من المحطه الخاصة بالنقل الجماعي إلي محافظة القاهرة
بعدما وافق الرجل فتحت ضحي باب السياره لتُغادر هذا المكان
إلا ووجدت يد تُغلق الباب بقوة وصوت يطلب من مالكها الرحيل فوراً واليد الاخري تجذبها للوراء بغضب
حاول مالك السيارة الهبوط منها ليتشابك مع يحيي ظناً منه بأنه يُزعج تلك الفتاة التي طلبت منه المساعدة
ولكنه تراجع عندما وجد يحيي يتحدث إليه وهو يقترب منه كمحاولة للكمهُ لربما يفرغ غضبه من شمسه العنيده مخبراً إياه أنها زوجته
فنظر الرجل لتلك الواقفه بذهول تحاول منع هذا الثائر للوصول إليه سائلاً إياها… فعلاً جوزك
أجابتهُ سريعاً وهي علي نفس وضعيتها…. آه جوزي وآسفه لحضرتك إتفضل مع السلامة
نظرة حنق من يحيي إليها لتحدُثها هذا مع ذاك الغريب ولكن هدأ بعدما رنت بأذنيه ما أخبرته به بأنه زوجها
تحرك قائد السيارة سريعاً
أما ضحي مازالت علي موقفها ولم تُريد الذهاب معه بجانب عدم مسامحته
ولكنها ضربت علي مقدمة رأسها عندما ذكرها يحيي بوالديها اللذان ينتظراها هناك بسعاده وفرحة مع الجميع فلا تكوني سبباً لحزنهما مدي الحياة
حاولت التفكير ولكنها لم تري حلاً لتلك المشكلة فمهما كان ما تفعله سيجعلها أفضل ولكن سيحزنهما كما سيحزن الباقون وهي لم تقدر علي فعل هذا بأحد
أحس يحيي بأن الأمل مازال باقياً فنظر إلي السماء يشكر ربه لإلهامه هذه الفكرة ليضغط عليها حتي تتراجع عن قرارها الأحمق ذلك
رفعت ضحي سبابتها أمام وجهه مخبرة إياه بأن ما ستفعله الآن ما هو إلا خوفاً علي حزن والديها ولكن بعد شهر فقط ينفصلان في هدوء تام دون كلمة واحدة
جاء ليعترض فأوقفته ضحي بعدم الاعتراض وإلا ستلغي الاتفاق وترحل للأبد
حزن يحيي لإصرارها بالإبتعاد عنه
حقاً ندم وتمني لو كان أوضح لها كل هذه الأمور مسبقاً ولكن ما فائدة الندم فالوقت مضي وحُسم القرار
فـ حتي لا يغضبها وتفعل ما قالته حدثها ليؤكد لها الموافقه مضطراً ليس إلا… خلاص يا ضحي اللي عايزاه أنا هعمله فلو سمحتي نتحرك دلوقت عشان ممكن اللي منتظرنا يحسوا بغيابنا والنهارده بعد الفرح نتفق علي كل حاجه
أردفت ضحي بإختصار….تمام
فطلب يحيي أن تتحرك بجانبه رغم حزن قلبه منها
تحركا بالفعل إلي وجهتهما ومن لحظه لأخري ينظر إليها بطرف عينه كأنه يحدثها ويستعطف قلبها ….
انصبي لي محاكمه وكوني أنتِ القاضي
واحكمي عليا بالسجن سأكن وقتها راضي
لن أُدافع عني ولكن سأُطالب بسجنك معي لأُذكرك بالماضي
فلا تهدمي أحلامنا وتتركيني لحالي أتعايش علي أنقاضي
كوني رحيمة بي فهذه جميع أغراضي
بينما ضحي لم تعر له أي إهتمام ولن تنظر له مطلقا بل ناظرة أمامها
بشرود كأنها تُفكر بشئٍ مهم للغاية
وأخيراً وصلا إثنيهما إلي الشاليه دلفا من باب مطبخه إلي الداخل مثلما خرج كلاهما منه دون رؤية أحداً لهما في المرتين
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أوشكت ضحي علي الإنتهاء من تحضرها للعرس
فخبيرة التجميل تضع لها اللمسات الأخيره
يجلسن معها بالغرفه أمل وسناء أما سمية تتابع معهن ما يحدث عبر الهاتف خلال إتصال فيديو علي تطبيق الواتساب
فعملها الجديد بمكتب المحاماه قد قيدها لعدم حضورها تلك المناسبه التي تنتظرها منذ فترة لصديقتها الغالية لذلك لم تأتي ووالدتها أيضاً ولا أشقائها مثل باقي سكان حي الغمري
قد أعلمهم الحاج رشاد بالمناسبة ولكن إعتذر من الجميع عن عدم إقامة العرس بالحي لمراعاة حزن المعلم على لفقدان ولده حتي ولم يكن متواجد بالمكان إحتراماً لمشاعره، فعدد المدعون محدود
أطلقت أمل زغرودة عالية بعدما وضعت خبيرة التجميل التاج علي رأس ضحي ليُزين حجابها
حدثتها خبيرة التجميل بوجه مبتسم خلال المرآة الموضوعة أمامها قائلة… مبروك يا عروسة بسم الله ماشاء الله قمر أربعتاشر ربنا يسعدك مع عريسك
إكتفت ضحي بإبتسامه ضعيفة مع كلمة واحدة…. شكراً
لم تُعلق الخبيرة فقد علمت القليل مما حدث اليوم من حديث الفتيات لبعضهن ولكنها لم تتدخل بالتفاصيل
وقفت ضحي من جلستها وإلتفت لصديقتيها فإنبهر إثنيتهن من جمال ضحي
فأخدت سناء تقرأ آيات من القرآن الكريم لتُحصن صديقتها
وبالمثل فعلت أمل وبعدما صدقت هاتفت شقيقها حتي يأتي لأخذ عروسه
بعد مرور خمسة دقائق طرق يحيي باب الغرفه
تقدمت مساعدة خبيرة التجميل وفاتحة إياه مردفة… إدخل يا عريس، عروستك زي القمر الله يسعدكم
إبتسم يحيي بمجاملة فرغم إنتظاره لهذا اليوم بشوق ولهفه إلا أنه اليوم حزين كثيراً
فبعد شهر لن تكن زوجته مثلما أبلغته
أكمل دلوفه ناظراً أمامه فوجد ضحي مُولية إياه ظهرها وأمامها خبيرة التجميل واضعه مقابل لها ذلك المصباح المستدير ليزيد الاضاءة وهي تلتقط لهما فيديو وعدة صور لتوثيق عملها من خلال تطبيق الكاميرا بهاتفها الخاص
أما قلب يحيي فيريد أن يسبقه ليحتضن تلك الفاتنه الذي تُيم بها منذ زمنً بعيد ولكن ما الفائدة بهذا فـ هي تريد البعاد دون أدني تفكير
تقدم يحيي لها مباشرةً بعدما أعطت له سناء باقة الورد الرائعة التي إختارها بعناية من يومين لمحبوبته
وجهت الخبيرة حديثها لـ ضحي حتي تلتفت إلي يحيي
ولكن لم تفعل ما طُلب منها
تأفف هو علي عنادها هذا ولكن اقتربت منها أمل وحدثتها بأذنها
بينما سناء ظهر علي وجهها ملامح الإعتراض علي فعل صديقتها
بعد محاولات من أمل التفت ضحي ونظرت إلي عينان يحيي بسرعة شديدة ثم القت عيناها أرضاً
لم يقدر يحيي علي الحديث بل تاه في جمال عينيها التي رآها في أقل من الثانيه لكن تلك المدة الضئيلة جعلته هائم بها فمظهرها خلاب للغاية
تقدم منها رغماً عنها مقبلاً رأسها بعدما أعطي لها باقة الورد محدثاً إياها بصوت خافض لكنه يملؤهُ سعادة ليس لها مثيل بالعالم… ماشاء الله تبارك الرحمن،مبروك يا شمسي
إبتسمت له بخجل وحدثتهُ برقة دون إرادتها….الله يبارك فيك،ثم صمتت ثانياً
أمسك يحيي يديها خارجاً من الغرفة بحال أفضل عما سبق لما ذلك الشعور لم يعرف المهم أنه سعيد وهذا يكفي
أما ضحي لن تُبين له ما تشعر به ولكن يحيي أحس برعشة يدها الممسك بها فغضب لفعلها هذا وود أن يصرخ بها قائلا…
ا لهذه الدرجه لا تُريدي لمسي
أوقفه عن ذلك تواجد والداي ضحي الوقفان نهاية الممر وهما في قمة سعادتهما لرؤية إبنتيهما الوحيدة في ليلة عُرسها
وكان خلفهما سامر وسيف كلاهما ينظر لزوجته بحب وهيام من روعتها وجمالها فإثنتيهما ترتديان ثياب أنيقة تليق بهما
تركت ضحي يد يحيي وإقتربت من والدها داخله بأحضانه بعدما وجدته فاتحاً ذراعيه لإستقبالها
وإبتسامته تزين وجهه ودموع الفرحة تتراقص بعينيه فتحدث وهو يشدد بإحتضانها قائلاً… مبروك يا حبيبة أبوكي، مبروك يا نور عيني يا حصاد عمري يا أحلي وأغلي حاجة في دنيتي
ربتت ضحي علي ضهر والدها وهي تُحاول منع نزول دموعها قائلة… محسن حبيبي وصاحبي، الله يبارك فيك، وحشتني يا حسونة
أخرجها من حُضنه مُقبلاً وجنتها وهو يقهقه بعد سماع والدتها تردف قائلة…. ما تحترمي وجودي ووجود جوزك يا بت إنتِ
اخرجت ضحي لسانها كمحاولة لإغاظت والدتها ثم أخبرتها قائلة…
حسونة أول حب في حياتي يا نونا مهما عملتي، زي ما أنا أول حب في حياته،، فنظرت لوالدها ليُؤكد علي آخر حديثها مردفة…صح يا محسن
تحدث والدها بصدق وهو يُمسك بيده زوجته ومازالت ضحي ساكنه تحت ذراعه… بصراحه يا دودي نادية أول وآخر حب في قلبي
تهللت أسارير زوجته لوصول كلماته إلي قلبها الذي إنتعش لصدق مشاعره إتجاهها فحاولت تغيير مجري الحديث حتي لا تحرج أمام الحضور… كفايه كده يا ضحي سبيلي حسونه وخليكي مع يحيي
تحدثت ضحي معاتبة والدها وهي متصنعة الحزن…. كده يا محسن بتبعني كده ماكنش العشم يا أبو ضحي عموما يحيي جوزي عندي بالدنيا كلها، وإبقي كلمني يا بابا وقول لي وحشتني يا دودي
توقف يحيي عن الضحك مثلما يفعل جميع الحضور فـ هو غير مستوعب مما ٱستمع إليه للتو ويردد بداخله ماذا قالت شمسي أنا لم أستمع جيداً بالله عليكي أعيدي ما قولته
أ حقاً قولتي إني بالنسبه اليكِ الدنيا وما عليها،
أخرجه من شروده إقتراب أبو زوجته ومعذبة فؤاده وهو يحتضنه مباركاً له قائلا… مبروك يا يحيي إنت النهارده أخدت حتة من قلبي ومتأكد إنك هتحافظ عليها عشان عارف بتحب ضحي أد إيه
أتمني يابني يديم بينكم الحب والموده العمر كله
ولو جات في يوم غلطت وزعلتك ياريت تكون حنين معاها وتفهمها الغلط اللي عملته كأنها بنتك صدقيني حياتكم هتكون أهدي بكتير لو وقفتم لبعض علي كل كلمة
واصل والد ضحي حديثه وهو ينظر لها قائلا… ولازم أقول لك كلمتين زي ما قولت لـ يحيي
دايما يابنتي تكوني السكن والسكينه لزوجك وإوعي في يوم ما تسمعيش كلمته لو معترضة علي حاجه طلبها منك الأحسن تستني يهدي الأول وبعدين تتناقشي معاه ويا يقنعك برأيه يا إنتِ تقنعيه برأيك
وطبعاً إنتِ عارفه أكيد إن إحترام زوجك في غيابه أكتر من حضوره واجب عليكي وده هيدل علي تربيتك في بيت أهلك
وزي ما رسولنا الكريمﷺ قال في جزء من حديثه الشريف
(لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا) هنا سيدنا محمدﷺ بيوضح حق الزوج علي زوجته وإن أد إيه طاعتها ليه شئ عظيم
وكل كلامي اللي قلته ليكم الحمد لله حياتي أنا ونادية مبنية عليه من أول يوم إتقفل علينا فيه باب واحد، ثم أنهي حديثهُ قائلاً
مش هعطلكم أكتر من كده عشان تبدؤا حياتكم الجديده حبايبي
الله يسعدكم ويرزقكم بالذرية الصالحة بإذن الله
فتلك النصائح القيمه من والد ضحي لم تكن للعروسين فقط بل كانت بمثابة درس لجميع الحضور بعنوان من أسرار إستمرار الحياة الزوجية
تشدد يحيي بأحضان والد زوجته وهو يربت علي ظهره فكم هذه الكلمات بعثت الأمل بداخله فأردف وعيناه ناظرة بأعين شمسه المُلقبه
بزوجته… مش عاوزك تقلق يا عمي، ضحي كانت حلم من أحلامي المستحيلة تتحقق والحمد لله ربنا جعله حقيقة بعد دعوات ما تقطعتش ليل ونهار
ثق إني ما أقدرش أزعلها في يوم من الأيام، دي حب عمري اللي فات واللي جاي
خجلت ضحي من نظراته وكلماته الممتعة وبعدها إبتسمت له ثم نظرت أرضاً لتبعد عينيها عن مرمي عينيه التي دوماً تُغرق بجمالهما وذلك يجعلها تضعف وتتراجع عن قرارها هذا فلهت حالها وهي تقبل والدها وتُؤكد له أنها ستجعل حديثه هذا قاعدة لحياتها الجديدة ثم بعد ذلك إحتضنت والدتها التي كانت طائرة من السعادة لأجل عزيزة عيناها
أمسك يحيي يد محبوبته بعدما قبلته والدة زوجته دعي لهما بالزواج السعيد والخلف الصالح
وقبل خروج يحيي وضحي من باب الشاليه ليتجهان إلي المدعوون لتبدأ مراسم الإحتفال حدثها بالقرب من أذنها سائلاً اياها…مش ناوية ترجعي عن قرارك يا شمسي؟
اجابة ضحي بأختصار شديد دون النظر إليه….. لا
ثم اردفت بتساؤل…. يحيي، انت عملت الفرح هنا ليه؟
هتف بنبره حاده مختصره قائلاً…
اظن الإجابة مالهاش لازمه عندك،
يلا الناس مستنيانا بره،
ولكن بداخله كان يحدثها بإستعطاف قائلاً…
ضي العين ملاكِ الحنون
سامحي يحياكِ الذي يعشقك بجنون
لم تبالي ضحي من طريقته العنيفه الظاهره تلك ولكن خططت علي وجهها ابتسامه سمجه لتزعجُه وهي تردف…تصدق كلامك صح
بالفعل انزعج منها محاولا عدم إيضاح ذلك
اختلست ضحي نظره إليه وعلمت بأنه غاضب منها فسعدت كثيراً وحدثت حالها قائله…
ايها المخادع لن اسامحك مهما طال العمر فالوقت فات وانتهي الأمر
وبعد الإنتهاء من محدثتهما الصامته هذه خرج اثنيهما ويديهما متشابكه ببعضهما بإحكام والابتسامه تزخرف وجههما
تحرك خلفهما والداي ضحي يليهما أمل وسناء التي لوحت الاخيره بيدها لـ سيف حتي يأخذها بيده إلي الخارج ولكن شددت أمل علي يدها ناظره لها بأستعطاف قائله… عايزه تسبيني لوحدي يا سنسن وتخرجي، هاهون عليكي يا صاحبتي
نظرت سناء لها بإستنكار من طريقتها البريئه تلك فحدثتها مدعيه الإرهاق…. معلش يا مولي رجلي وجعاني شويه وعايزه أسند علي سيف،فربتت علي يدها مكمله… بصي دكتور سامر جاي لك أهوه
اخبرتها أمل بعيون غاضبه أََمره… مش هتسبيني يا سناء ولا هتتحركي من جنبي، فواصلت حديثها متصنعة الضعف… أنا حبيبتك بردو وإنتِ صاحبتي الرقيقة ومش هترضي تزعليني
لم تقدر سناء علي اللفات منها فإضطرت أن تخضع لها الآن ولكن ستحاول الهرب منها في أقرب وقت لتفعل ما يدور بذهنا لتريح بالها
إقترب منهما أزواجهن ولكن طلبت أمل من كلاهما ان يهتمان بالحفل أما إثنتيهما سيدبران أمرهما
بالفعل تحرك الزوجان ولكن كانت أعين سناء تطلب سيف أن يخرجها معه ولكنه لم يفهم مقصد حديث العيون هذا وخرج ليُتمم علي التجهيزات حتي تخرج تلك الليلة من أجمل الليالي بحياة صديقه
خارج الشاليه بالقرب من البحر يقف الجميع لإستقبال العروسين
وكان في المقدمة الحاج رشاد وزوجته وتقف بجوارها والدة سناء ويجاورها زوجها الحاج سمير وبجانبه ولديه سعد وسيد وزوجتهما اما اولادهما يمرحون في مكان أمان مخصص لهم يبعد بمسافه قليله عن إقامة الحفل
ومن الناحيه الاخري مقابل لهم يقف عمرو ومينا وحمزه وبجانبهم وليد والدته مديحه وتجاورها سحر شقيقة سناء وزوجها طارق وبجواره صديقه عادل الذي ممسك بيد زوجته غادة
مر يحيي وبيده ضحي وسط الحضور وهما يستمعا لزغاريد من بعضهن وتصفيق وتهاني من الباقون للعروسين اللذان يأومان للجميع
بينما وجه ضحي يظهر عليه ذهول ممزوج بدهشه عما تراه فحقاً لم تتوقع المكان يكن بهذا الشكل من تحضيرات لتلك المناسبه فالمنظر رائعاً للغايه
اما الركن المخصص لجلوس العروسين (الكوشه) مزينه بالورود بجميع انواعها والوانها المبدعه ويلتف حولها لمبات زينه صغيرة الحجم بالوان متعدده
وخلف هذا الركن المخصص البحر مباشرةً وامامه مقاعد من الخوص للمدعوون
واثناء مرورهما في منتصف الحضور بدأ الدي چي في تشغيل أول غنوه تعلو كلماتها قائله…
“ألف صلاة ألف السلام، على الحبيب خير الأنام
إدخلي عمري بخطوتك اليمين
إضوي أيامي وعتمات السنين ــــــ”
في تلك اللحظه نسي اثنيهما ما حدث بينهما في تلك الفتره الماضيه ويظهر علي وجههما ابتسامه تعبر علي سعادتهما الداخليه
انتهت الغنوه وجلس العروسين
أول ما تحركا اليهما ليبارك لهما
كان عادل وغادة
وقف يحيي من جلسته ليصافح عادل فهما لم يرا بعضهما إلا الآن
اما غادة فمالت لتعانق ضحي بحب وتعتذر لها إن بدر منها شئ ازعاجها في السابق علي وعد انها من اليوم ستكن اختاً لها
قابلة ضحي تلك الكلمات بمسامحه ووجه بشوش فقد ابلغتها أمل بجميع ما حدث من وقتما اتت غادة واسرتها إلي حي الغمري حتي رحالت منه لتكن زوجة عادل
وعهدتها هي الاخري أن لها صديقه بمثابة الأخت
باركت غادة لـ يحيي، بالمثل بارك عادل لـ ضحي ثم تحركا اثنيهما
وبعد ذلك اتي الحضور واحد تلو الاخر ليقدموا التهنئة للعروسين بجانب التقاط بعض الصور للذكري لهذه المناسبه السعيده
وبعد حوالي ربع الساعه من ذلك وجلوس الجميع بدأ الدي چي يصعد منه أغاني تليق بالمناسبه وسط ابتسامات ورقص من الحضور
مر الساعه والنصف من بدء الحفل
فقام يحيي من جلسته متجهاً إلي وقوف أصدقائه بعيداً عن جلوس ضحي فـ هي لم تتحدث معه إلا في اضيق الحدود ولم تنظر إليه إلا قليلاً فذلك ازعجه كثيراً
بينما ضحي تجلس بجابنها سناء وتقف بالجانب الآخر أمل فثلاثتهن يتحدثن واوجهن مبتسمه كثيراً
بالأخص ضحي
كل هذا يراقبه يحيي من بعيد بشرود هو يطالع حركاتها الغير طبيعيه عن حالتها التي كانت تتحدث بها معه عندما قابلها جالسه بالمقعد أمام البحر
لذلك لم يقدر علي فهميها فمن يراها بتلك الهيئه يتأكد بأنها بقمة سعادتها ولكن عندما تتقابل عينهما تختفي ابتسامتها بعدما تري الإبتسامة بعينه التي تزيد وسامته المعتاده وبالأكثر اليوم
فتتغير ملامح وجهها للنقيض دون كلمه بينما احس هو بأن عيناها تتحدث إليه وكأنها تتوعد له….
ابهرتني ايها المؤدي البارع
فإحقاقاً للحق تستحق جائزة أوسكار علي تفوقك في اداء دورك المتقن هذا
ولكن صبراً يا أبن القلب وصاحب الروح وزوج العمر
سأنتقم منك عن كل لحظه جعلتني اصدق بأنك من الممكن أن تفعل ذلك بي
وقتها ستمنحني بيدك تلك الجائزه بدلاً عنك
فأظبط ساعتك من الآن حتي تنتهي هذه المهمه بنجاح
فاق من شروده عند منادية أمل له
طالبه منه الحضور إليها
بالفعل تحرك إليها وناظريه متسلطه علي غاليته ذات القلب القاسي
فإنتبه يحيي لشقيقته عندما وضعت يدها علي كتفه كي يلتفت اليها سائله اياه…. يحيي أنا اللي عايزاك مش ضحي
أوما لها دون اجاب ولكنه تساءل بوجه عبث….خير يا أمل في حاجه؟
اجابة سريعاً لفهمها حالة شقيقها…. كل خير حبيبي بس ضحي عايزه تدخل جوه عشان تظبط طرحتها والمكياج
هتف بإختصار… براحتها يا أمل، مكملاً… اتفضلوا ادخلوا بس متتأخروش، ثم تركهن متجهاً لاصدقائه مره اخري ومازال الضيق ملازم له
بعد ثلث الساعه من دلوف الثلاث فتيات داخل الشاليه خرج عمرو وهو يركض سريعاً وينادي يحيي نظر إليه الاخير بوجه قلق فأخذ عمرو يده ووقفا بعيداً عن الجميع مخبراً اياه عن شئ بالداخل
نظر يحيي له وعيونه جاحظه فـ هو غير مصدق ما استمع إليه
فتحدث هاتفاً…. بقي كده ماشي
ياــــ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وبك القلب يحيا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى