رواية واهتز عرش الجبل عشقا الفصل الثاني 2 بقلم لولا نور
رواية واهتز عرش الجبل عشقا الجزء الثاني
رواية واهتز عرش الجبل عشقا البارت الثاني
رواية واهتز عرش الجبل عشقا الحلقة الثانية
* كانت ديالا تجلس بجانب والدها في سياره سوداء فارهه كانت في انتظارهم امام المطار حتي تقلهم الي نجع العلايلي…
* هتفت ديالا بدلال وهي تتعلق بذراع والدها وتضع راسها علي كتفه: لسه زعلان مني يا دادي،؟؟
ارجوك خلاص بقي علشان خاطري أنا مش بحبك تكون زعلان مني ، وأوعدك عمري ما هزعلك تاني أبدا…
* ربط عزيز علي كف يدها بحنان وتابع: أنا خلاص مش زعلان منك بس أنتي كمان لازم تعرفي إنك كبرتى ما بقيتيش صغيرة عشان تعملي التصرفات دي.
واللي انا عملته ده خوف عليكي عشان أنتي أهم حد عندي في الدنيا دي كلها فلازم أحافظ عليكي واحافظ عليكي من نفسك قبل أي حاجة ثانية…
* طبعت ديالا قبله حانيه علي وجنته وتابعت: وانا اوعدك يا دادي مش هزعلك تاني واعمل كل حاجه ترضيك وتخاليك مبسوط مني ومش زعلان مني خالص …
* نظر لها عزيز مطولاً وهتف بتاكيد يحمل في طياته املاً ورجاء: بجد يا ديالا ، هتعملي كل اللي اطلبه منك حتي لو عاجبك او علي هواكي …
* نظرت ديالا الي نظره الرجاء في عين والدها وهتفت تشاكسه: اه ربنا يستر من طلباتك يا دادي ، عموماً انا وعدتك هوافق عليها ، بس انا برضه لازم تغريني علشان اوافق …
* ضحك عزيز علي شقاوتها وتابع وهو يضمها داخل صدره مقبلاً راسها بحنان ابوي: كل اللي تامري بيه تحت رجليكي هو انا عندي كام دودي ، هي دودي واحده بس حبيبه دادي…
* تعالي رنين هاتفه المحمول ، فاخرجه من جيب جاكته واجاب علي الفور مبتسماً بحبور: اهلاً يا جبل يا ابني ، اخبارك ايه…
* هتف جبل مجيباً بصوته الرخيم: الحمد الله يا عزيز بيه في نعمه، انا حبيت اطمن انك وصلت بالسلامه وحبيت ابلغك اني هكون في انتظارك في السرايا علشان نتغدوا مع بعض وچهزت لك البيت اللي في شرج السرايا علشان تجعد فيه كيف ما انت متعود ، والعربيه اللي معاك هتكون تحت امرك طول مده جعادك اهنيه هي والسواق يوديك مكان ما تحب ..
* هتف عزيز بود: كتر خيرك يا جبل يا ابني ، طول عمرك اصيل وبتفهم في الاصول يا غالي يا ابن الغالي بس مالوش لازمه الغدا انا هوصل واريح واجي لك علي العزا بعد المغرب بامر الله انا وديالا…
* هتف جبل مستفهماً: هو انت مش چاي لحالك ، عموماً انت وضيوفك في ضيافتي ولا زمن ياچوا معاك ونتغدوا سوا …
* ضحك عزيز وتابع: لا ضيوف ايه يا جبل ، دي ديالا بنتي جت معايا ، نفسها تغير جو شويه وتشوف جو الصعيد وتستمع بيه..
* نظرت له ديالا مندهشه وهي تشير علي نفسها ، فنظر له عزيز نظره محذره وتابع يستمع الي جبل: وااه الست هانم الصغيره معاك ، لا يا عزيز بيه لازمن تاچي معاك وتشرفنا وتتعرف علي الحاچة واختي چميله ..
* اومأ عزيز موافقاً وتابع : خلاص اتفقنا ، مع السلامه…
* هتفت ديالا تسال والدها باهتمام: مين جبل ده يا دادي ، اول مره اسمع اسمه من حضرتك…
وبعدين اسمه غريب اوي في حد يبقي اسمه جبل!!!
* ضحك عزيز علي تعابير وجهها الممتعضة وتابع يحكي لها مسترسلاً بشرود :جبل ده يا ستي ابن واحد صاحبي كنت اعرفه اكتر من اربعين سنه ، كنت لسه متخرج من النيابه وجيه تعييني في الصعيد ، الكلام ده قبل ما اقدم في الخارجية واتعين في السلك الدبلوماسي ، وساعتها حصلت جريمه قتل بسبب التار بين عيلتين هنا في البلد وانا كنت بحقق فيها ، وساعتها لقيت شاب داخل عليا في مكتبي وقالي بالحرف الواحد ” احنا معندناش قضايا جتل يدخل فيها القانون ، لاننا بنحلها بالقانون بتاعنا ، قانون العلايلية” ..
وده كان جابر العلايلي ابو جبل وكان كبير عيلته في الوقت ده وكان من سني ، اكبر مني بسنتين ثلاته،
استغربت من جرأته ساعتها !!!
و بعد جذب وشد بيني وبينه فهمت طبيعه البلد هنا وعرفت فعلاً ان ليهم قانون بيحكم بلدهم وهو وعيلته اللي حطوا القانون ده من زمن الزمن والكل بيمشي عليه وبينفذ حكمه كبير وصغير ، ومش معني كده انهم فوق القانون ، لا بالعكس هما بيساعدوا الحكومه جداً وياما سلموا لهم ناس خارجه عن القانون كتير ،بس باره دايره نجع العلايلي ، لان جوه النجع قانونهم هما اللي ماشي ..
* اخد نفساً وعاد من شروده: ومن ساعتها انا وجابر بقينا اصحاب واكتر ، حتي بعد ما مشيت من الصعيد ودخلت الخارجية وبقيت بسافر كتير ، الا اني كل ما كنت بنزل مصر كنت بكلمه او ازوره كل ما ظروفي تسمح ، وبعد وفاته جبل ابنه الكبيير هو اللي بقي مكانه وبقي كبير النجع بيحكمه زي ابوه واكتر جبل معروف عنه انه اشد واشرس من ابوه…
* هتفت ديالا بامتعاض : ايه يا دادي ايه العالم ده ،واضح ان اونكل جابر ده كان شخص قوي وشديد، عامل نفسه وعيلته دوله جوه الدوله …
* اومأ عزيز موافقاً: عندك حق هو فعلاً كده ، ده غير علاقاته باكبر ناس في البلد بحكم مكانته الاجتماعيه ده غير البيزنس الكبير بتاعه هو وعيلته، بس علي قد قوته وشدته علي قد كرمه وطيبته وحنيته علي الغريب قبل القريب ، ويدافع عن الضعيف ضد القوي ، بس يا ويل اللي يعصاه ساعتها بيشوف الوحش اللي جواه …
* هتفت ديالا بارتياح : يالا الله يرحمه ، كويس اني مش هقابله..
* اعتدل عزيز في جلسته ونظر إلي الطريق من نافذه السيارة بجانبه وتابع: ما انتي هتشوفي ابنه النسخه الاشرس منه…
ثم تابع بهمس: اكيد هتتعرفي عليه … اكيد!!!!
* نظرت ديالا الي والدها شردت فيما سمعته منه وشيء واحد يشغل تفكيرها، انها لا تريد رؤيه هذا الجبل الشرس الطاغيه كما وصفته…!!!!
…………………………………………….
في المساء…
وصلت السياره التي تقل السفير عزيز وديالا ابنته الس سرادق العزاء المهيب المقام في حديقه سرايا العلايلي الكبيره…
* هتف عزيز قبل ان يترجل من السياره: خاليكي في العربيه ، هشوف مكان الستات فين واخاليه يوصلك ليهم…
* اومأت ديالا اليه وهي تتطلع حولها بانبهار،بدأ من مساحه الحديقه الشاسعه المنسقه بشكل مبهر اثار انتباهها فور وصولها الي مقر اقامتهم في البيت الشرقي الذي يقع ضمن نطاق السرايا ولكن يبعد عنه حوالي بضعه امتار مما يعطي خصوصية لقاطنيه ، فهو رغم بساطته الا انيق ويوحي بترف مالكيه!!!
* تابعت والدها بنظراته فوجدته يصافح رجال كثيره يرتدون نفس الزي الصعيدي التقليدي ونفس العمامه ولكنها لم تميز منهم من هو جبل …
* جبل الذي استقبل عزيز بحراره وحفاوه شديده: اهلاً وسهلاً عزيز بيه نورتنا ..
* بادله عزيز بحفاوه لا تقل عنه وتابع: منور بيك يا ولد الغالي ، تعيش وتفتكر يا جبل بيه..العمر الطويل ليك …
* هتف جبل بوقار: عيشت يا عزيز بيه ، ثم هتف متسائلاً : چماعتك وينهم ؟؟
* اجابه عزيز وهو يشير الي السياره: هناك في العربيه ، عاوز بس اعرف مكان الحريم فين علشان اوصلها ..
* تابع جبل وهو يشير الي حسن الواقف يجانبه: اتفضل انت انا هخالي حسن يوصلهم السرايا…
حسن اتصل علي بت عمك وخاليها تستجبل الهانم بنت عزيز بيه وتدخلها عند الحاچه الكبيره…
* اومأ حسن علي الفور : حاضر يا واد عمي ..
ثم اخرج هاتفه وهاتف جميله خطييته وبنت عمه التي اجابته علي الفور : ايوه يا حسن ..
*هتف حسن وهو يتحرك نحو السياره التي تقل ديالا قبل ان يستقلها معها: ايوه يا جلب حسن ، في ضيقه من مصر چايه تعزي الحاچه الكبيره وچبل عاوزك تسجبليها .
* هتفت جميله باستغراب: ضيقه مين ؟؟
* اجابها حسن بتقرير: بت عزيز بيه الچبالي ، دجايق ونكون عندكم …
* اغلق الهاتف معها وفتح باب السيارة الامامي وجلس بجانب السائق : السلام عليكم ، عم بكر ، هم بينا ع السرايا علشان نوصلوا الهانم..
* هتف السائق مزعناً لامره: تحت امرك يا حسن بيه..
* اجفلت ديالا منه نظرت الي ظهره بفضول غريب ، من هذا الحسن الذي اقتحم السياره بكل أريحيه وأمر السائق بتوصيلها حتي دون ان يلقي عليها التحية!!
* دقايق وصف السائق السياره امام مدخل السرايا حيث عزاء الحريم ، ترجل حسن من السياره وهو يحدثها دون ان ينظر لها : وصلنا يا هانم اتفضلي..
* ترجلت ديالا من السياره وهتفت برقه: ميرسي ..
* وهنا سمح حسن لنفسه بالقاء نظره خاطفه اليها ولكنه تجمد موضعه من جمالها الناري الساحر …
* خرج من شروده علي صوت جميله المنادي باسمه: حسن!!*
* فاق من شروده واستغفر ربه في سره واقترب من جميله خطيبته وهتف بنبره حنونه عندما وجد عيونها الجميله حمراء من كثره البكاء: وااااه ، عتبكي ليه يا جلب حسن ، هوني علي نفسك ، اللي عتعمليه ده مالوش عازه واصل ومش هيرچع اللي واح ، وكماني علشان الحاچه الكبيره ما تتعبش زياده …
* هتفت جميله بنشيج حار: مجدراش يا حسن ، ده اللي راح ده مكانش اخوي وبس ، ده كان اخوي وصاحبي وسري ، اطيب واحن خلج الله..
* هتف حسن بلوعه وتمني لو يدخلها بين ضلوعه حتي يزيح عنها حزنها : بزيداكي بُكي يا روح حسن ، انتي معرفاش اللولي اللي عام ينزل من عيونك ده عيعمل فيا ايه ، بيجطع في جلبي جطيع ..
* كل هذا يحدث امام ديالا الفارغه فمها باندهاش، فهي في اخر توقعاتها ان تري في هذا المكان الغريب المتشدد قصه حب وغرام بين اتنين واضح تمام الوضوح عشقهم لبعض…
* تنحنحت بصوت خفيض حتي تقطع وصله العشق التي امامها حتي يتثني لها تقديم ذلك الواجب الثقيل علي قلبها!!!!
* اجفل حسن الذي احمرت اذنيه من الحرج وكذلك جميله التي غزا الاحمرار وجنتيها الرقيقه فزادها جمالاً فوق جمالها ، وهتف حسن منتحنحاً بحرج: الست هانم بنت عزيز بيه يا جميله..
اهملكم أني واعاود للرچاله ، السلام عليكم..
* وعليكم السلام ، هتفت بها جميله والتي اقتربت مرحبه بديالا : اهلاً وسهلاً شرفتينا، انا چميله اخت چبل العلايلي، يا….؟؟؟
* اجابتها ديالا بابتسامة عذبه: ديالا ، ديالا الجبالي ..
* تحدثت جميله بخجل وهي تشير اليها لدخول السرايا: ما تاخذيناش انشغلت عنك بالكلام مع واد عمي…
* ابتسمت ديالا علي خجلها وهمست بصوت خفيض تشاكسها : حسن ده يبقي حبيبك ؟؟
* احمرت وجنتي جميله وهتفت مسرعه: حسن يبقي واد عمي وخطيبي والله، وهنتچوزوا كمان شهر…
* ضحكت ديالا تابعت بشقاوه: بس بس خلاص فهمت بس ده ما يمنعش انكم بتحبوا بعض باين عليكم جداً ،
ربنا يسعدكم ويهنيكم …
* دلفت ديالا خلف جميله ، فأثار انتباهها فخامه السرايا ، وعلي الرغم انه يختلف مع ذوقها كلياً الا انها لا تنكر مدي فخامته وثراء…
* نظر كل الموجودين الي ديالا بفضول ، فمظهرها الغريب وخصلاتها الناريه الحره التي تنطلق حول وجهها الفاتن كشعله من نار يجعل المرء لا يبرح نظراته من حولها فضلاً عن قدها المياس الملتف داخل الفستان الاسود الذي عكس بياض بشرتها بشكل فج..
* جلست بجانب جميله في الصالون الرئيسي واضعه قدماً فوق الاخري تنظر حولها بلا اهتمام …
* علي جانبها كانت تجلس هند زوجه المرحوم بخيلاء وتعالي وتتعامل مع الجميع بترفع ، لما لا وهي تعتبر نفسها اهم واحده في السرايا بعد الحاجه جليله لانها معها وريث العلايليلة…
* نظرت الي ديالا تتفحصها بتدقيق، فهي تراها لاول مره ، اشارت لجميله براسها مشيره علي ديالا ، فهتفت جميله بامتعاض وهي تعرف ديالا عليها : دي يا ديالا هانم ، هند مرت اخوي الله يرحمه وفي نفس الوقت تبقي بت خالي ..
ثم نظرت نحو هند : ديالا هانم الجبالي ضيفه چبل اخوي…
* ارتفع حاجب هند ونظرت اليها بترفع : اهلاً ..
* استغربت ديالا من نظرتها وجفاء ردها وشعرت بعدم الراحه تجاهها وحدثتها بغرور : اهلاً بيكي.، البقيه في حياتك …
* امأت هند براسها وهي علي نفس نظراتها الفاحصه المترفعه اليها ، ولكنت انتيهت ديالا الي التي جلست بجانبها وتحدثت بطييه الي جميله : واااه ، مين الحلوه اللي چارك دي يا چميله؟؟
* هتفت جميله مجيبه ورد التي تنظر الي ديالا بانبهار: ديالا هانم الجبالي يا ورد ضيفه چبل اخوي، وتبجي بت عزيز بيه الچبالي صاحب بوي الله يرحمه…
* هتفت ورد مرحبه بها بطيبة: يا الف اهلاً وسهلاً ، يا مرحب بيكي يا عسل …
ثم نظرت اليها يتفحص وتابعت: قمر الله اكبر والله انتي كيف العروسه اللعبه اللي بتطلع في التلافزيون..
* ابتسمت جميله وديالا وتابعت بابتسامه حلوه: ميرسي ليكي انتي الاجمل …
* هتفت جميله تعرفها بها : دي ورد مرت اخوي چبل وتبقي بت عمنا ..
* نظرت ديالا باندهاش الي ورد المبتسمه لها ببلاهه وتسالت في نفسها ، كيف لرجل قوي مثل جبل التي سمعت عن قوته وجبروته من والدها ان يتزوج مثل هذه الفتاه البسطه في كل شيء شكلاً وموضوعاً …
ثم اكملت بسخريه: طبعاً ما اللي زي ده هيبقي عاوزه واحده بسيطه علشان يفرض عليها سيطرته وجبروته…!!!
* انتبهت علي سؤال جميله لورد: اومال امي فين يا ورد منزلتش لحد دلوجت ليه ، والناس عماله تزيد وبيسالوا عنيها …
* اجابتها ورد وهي لانزال تتفحص ديالا باهتمام : بتختم الصلاه ونازله طوالي …
* اقتربت حسنيه ام هند منها وهمست تسالها بخفوت: واااه شوفي ورد المخبله عم ترحب بضيفه چوزها المصراويه كيف ،بجي في مره تعامل واحده ست بتجول انها تعرف چوزها اكده ، ودي مش اي ست دي حته جشطه مصراويه تجول للجمر جوم واني اجعد مطرحك …
* نظرت لها هند وهتفت بحنق: مش للدرچه دي يا اما ، وبعدين دي كلاتها ساعه زمن وتمشوا ومش هنشوفها تاني ، وبعدين اديكي جلتيها بنفسك ورد مخبله وهبله….
* مصممت والدتها شفتيها وتابعت بخبث: بكره نشوف!!
* دقايق ونزلت الحاجه جليله بخطوات رزينه فوق الدرج ، وما ان لمحها بعض النسوه حتي بدأن في العويل والصراخ كمجامله لها …
* وقفت فوق الدرج وهتفت فيهم بقوه: اكتمي يا مره منك ليها مش عاوزه نواح وعويل اهنيه ، مش عاوزه اسمع الا صوت القرآن وبس ، واللي مش عاچبها تهملنا وتمشي ….
* عم الصمت علي المكان الا من صوت القرآن الكريم .!!!
* تقدمت الحاجه جليله ووقفت تتلقي التعازي من الحضور ، حتي جاء الدور علي ديالا التي كانت تطالعها برهبه ..
* مدت ديالا يدها اليها هاتفه: البقيه في حياه حضرتك ، انا ديالا الجبالي بنت عزيز الجبالي صاحب اونكل جابر الله يرحمه …
* ابتسمت تقاسيم وجه الحاجه جليله في وجه ديالا وتابعت بحنان: انتي ديالا بت الجبالي ، يا مرحب بالغاليه ولد الغالي اللي من ريحه الحبايب ..’ثم ضمتها في عناق حاني استشعرته ديالا وتعجبت منها فكيف لها ان تجمع بين النقيضين الشده والحنان في آن واحد ، علي ما يبدو انها مثل زوجها الراحل كما وصفه والدها …
* جلست الحاجة جليله في مكانها المعتاد وسط صاله المنزل وجذبت ديالا من يدها : تعالي اجعدي چاري اهنيه يا بتي …
* ثم اشارت الي چميله وهي تربت علي ظهرها بعاطفه امومية: دي چميله بتي الصغيره ونور عيني..
* هتفت ديالا بابتسامة خجوله: ايوه اتعرفت عليها ، هي اللي استقبلتني …
* بينما تابعت جميلة: احنا اتعرفنا علي بعضينا يا امه خلاص مش اكده يا ديالا هانم …
* هتفت ديالا بلوم: ديالا بس بلاش هانم دي وبعدين انا حبيتك وممكن نبقي اصحاب ده لو مش عندك مانع…*
* هتفت جميله بسعاده: اكيد طبعاً …
* نظرت لها الحاچة جليله نظره لم تفهمها ديالا وتابعت: طبعاً يا بتي طبعاً …..
…………………………………………….
* انقضي العزاء ، فوقف جبل يودع عزيز الجبالي الذي هتف : ربنا يجعلها اخر الاحزان ان شاء الله با جبل ، اسيبك انا دلوقتي تروح ترتاح ولينا قاعده بكره مع بعض ان شاء الله وبلغ تعازيا للحاجه الكبيره…
* اومأ جبل موافقاً : ان شاء الله يا عزيز ، وواچبك وصل وزياده وان شاء الله في انتظارك بكره بأمر الله .
* تحرك عزيز نحو السياره التي تنظره فيها ديالا بعيدا عن عزاء الرجال …
* تحرك جبل عائداً الي السرايا برفقه حسن الذي هتف: رچل زين عزيز بيه ده ويحبك ..
* وافقه جبل الراي : واد اصول ، وابوي الله يرحمه كان عيحبه ويجدره ، اتچوز علي كبر واترمل بدري وربنا مرزجهوش الا ببت واحده وجعد يربيها ورفض يچيب لها مرت اب…
* هتف حسن ممازحاً : علي سيره بته ، ابااااي يا چبل لو شوفتها ، حاچه اكده ولا اللي بيطلعوا في السيما ، بتلمع لمع ، شعرها اُحمر كيف النار ، ولا صوتها ورجته ، ولا ريحتها اللي كانت معبجه العربيه ، يا بوي عليها تطير العجل …
* هتف جبل موبخاً : واااه ده انت فصصتها فصيص ، احنا من ميتا بنبصوا علي الحريم يا واكل ناسك انت..
* هتف حسن بمزاح : ولا فصيص ولا حاچه يا واد عمي. وبعدين ليا النظره الاولي وعليا التانيه…
* تابع جبل ساخراً: واااه كل ده وليك الاولي ، ده انت عملت لها مسح ذري ….
* ضحك حسن وتابع : غصب عني يا واد عمي ، ما انت ماشوفنهاش لو كنت شوفتها مش هتجدر تشيل عينك من عليها واصل …
* وصل جبل امام مدخل السرايا وتابع بخبث: طب يا خفيف ياللي مش عارف تشيل عينك من عليها ابجي جول الحديت ده جدام جميله اما ادخل احكي لها عليك..
* اعترض حسن بجسده طريق جبل وتابع متوسلاً: احب علي راسك يا واد عمي كله الا جميله حبيبه جلبي دي العشج كلاته ، وبعدين دي معندهاش تفاهم واصل ، دماغها مجفوله بجفل مصدي …
*هتف جبل بعصبيه: اتحشم يا حسن ، واتحدت كيف الرچاله عشج ايه ومسخره ايه بلا حديت فاضي .
لا وكمان بتتحدت عن عشجك لخيتي جدامي من غير خشا!!
* هتف حسن بحالميه وهو يضع يده علي قلبه: انت عتجول اكده علشان مچربتش العشج يا واد عمي، العشج كيف النار بتحرجك بلهيبها ، يتخاليك مش طايق حرجتها وفي نفس الوجت تموت لو بعدت عن دفي لهيبها ..
* ازاحه جبل من امامه : طب يا روميو ، اخفي من خلجتي الساعه دي ، جال عشج جال ، بلا مسخره وجله جيمه….
* علي طاوله العشاء، كان جبل مترأساً الطاوله كعادته ، فهتفت هند تتحدث بخبث: الا صحيح يا واد عمتي ، ضيفتك المصراويه دي عرفتها فين وازاي…
* ترك جبل الملعقه من يده وجمع يديه الاتنين معاً مستنداً بهم فوق طاوله الطعام وتابع بهدوء حذر: تجصدي مين بضيفتي المصراويه دي؟
* تابعت هند وهي تلوك الطعام داخل فمها : جصدي ع المصروايه بت السفير صاحب عمي الله يرحمه ..
* اجابها جبل وهو علي نفس جلسته: اديكي چاوبتي حالك اها ، بت صاحب ابوي الله يرحمه ، وهي ضيفه الحاچه امي ، وچابه تاخد بخاطرها.
وبعدين انت مين سمح لك تدخلي في اللي مالكيش فيه ، اضايف مين ، استجبل مين ، دي حاچه تخصني انا وبس ، ركزي انتي في حالك انتي وولدك وبس غير اكده لا….
* كتمت هند حنقها منه وتابعت وهي تقضم لقمه عيش بغل: وانا جلت ايه لده كله…
* ربطت امه علي كف يده وتابعت: كمل وكلك يا ولدي هي كده مرت اخوك بتحب الرط الكتير ع الفاضيه والمليانه …
ثم تابعت : بس بصراحه بت عزيز الچبالي.دي ، كمال وجمال حاچه كده الله اكبر تجول للجمر جوم وانا اجعد مطرحك ، بس هو اسميها اللي صعب هبابه…
ثم نظرت الي جميله وسالتها: اسمها ايه ، دي..ديابا
* ضحكت جميله بمرح : اسمها ديالا يا ماما ، ديالا
* ضحكت والدتها وتابعت : انا عارفه يعني من جله الاسامي …
* هتفت ورد مؤكده كلام حماتها : عندك حج يا مرت عمي ، اه لو شوفتها يا چبل عامله كيف العروسه اللعبه الاجنبي اللي بتطلع في التلافزيون ، والنسوان بجوا عمالين يطلعوا فيها عاوزين يتوكدوا انها حجيجه مش لعبه….
خصوصي وشعرها الاُحمر اللي كيف النار ده…
* هتفت جميله تحدث شقيقها: فعلاً يا چبل ، ديالا بنت چميله ومؤدبه وروحها حلوه ، حتي طلبت مني اننا نكون اصحاب وعاوزاني بعد اذنك طبعاً اني ابجي ازورها اليومين اللي هي جعداهم هنا ….
* هتف جبل وهو يقوم بعدما انهي طعامه: وماله يا چميله ، بس ابجي خاليها تاچي لك اهنيه في السرايا ، يالا تصبحوا علي خير …
وتحرك مغادراً الي غرفته فقد اصابه صداع شديد من كثره الحديث عن تلك الديالا ساحره الجمال التي يبدو وانها سحرتهم جميعاً بجمالها ، فلقد عذر ابن عمه في حديثه عنها ……
……………………………………………..* خرجت ديالا من الحمام بعد اخذ حمام دافيء تنعش به نفسها ، وقفت أمام المرآة تصفف خصلاتها الناريه فتعالي رنين هاتفها المحمول بالنغمه التي خصصتها لرامز !!
* اخذت الهاتف وجلست علي طرف الفراش تجيبه برقتها المعهوده: رامز ،،،،
* جاءها صوته ذو النبره الغاضبه: والله لسه فاكره تردي عليا دلوقتي…
* استندت علي ظهر الفراش خلفها وتابعت بنفس النبره الرقيقة: معلش يا رامز غضب عني كنت في العزا زي ما قلت لك ، وبعدين كنت عامله الموبايل سايلنت علشان دادي كان معايا…
* تابع بنفس النبره الحانقه: يا سلام ومن امتي مش بتردي عليا وسعاده السفير جانبك..
ثم تابع بلؤم : ولا هو خلاص قد يآثر عليكي ويخاليكي تتغيري من ناحيتي..
* اعتدلت ديالا في جلستها وهتفت بسأم: رامز الموضوع مش كده ، كل الحكايه اني ما صدقت الدنيا ظبطت بيني وبين دادي ومش عاوزه اعمل مشكله معاه ، لان انا مش ضامنه رد فعله هيكون ايه المره الجايه ، وانا ما صدقت انه رجع يتعامل معايا كويس وعاوزه الدنيا بينا تفضل كويسه لحد ما نرجع من هنا علشان ساعتها اقدر افاتحه في موضوع جوازنا …
* هتف رامز بغل : وانتي ان شاء الله ناويه ترجعي من عندك امتي بقي …
* رفعت اكتافها لاعلي دليل علي عدم معرفتها: مش عارفه بس اكيد مش هنطول ، المهم قولي اخبارك انت ايه…
* استرخي رامز في جلسته علي فراشه ويديه تعبث في شعر الفتاه القابعه داخل احضانه: هعمل ايه يعني ، يومي فاضي وممل من غيرك يا حبيبتي، انتي عارفه بكون عامل ازاي في بعدك عني …
* ضربته الفتاه التي تتوسط صدره العاري بقبضه يدها ، فصدر عنه تأوهاً حاول كتمه الا انه وصل الي ديالا علي الناحية الاخري فسالته بقلق : مالك يا رامز انت تعبان ولا ايه…
* اجابه كاذباً: ايوه شويه حاسس اني داخل عليا دور برد جسمي كله مكسر ومن اقل حركه بيوجعني …
* هتفت ديالا بقلق: سلامتك يا بيبي الف سلامه ، طب ادفي كويس وبلاش تنام في التكييف علشان البرد مش يزيد عليك ..
* اجابها رامز كاذباً: ما انا هعمل كده فعلاً ، المهم انتي خالي بالك من نفسك وكلميني علي طول ما تغبيش عليا..
* اجابته ديالا برقه: حاضر يا بيبي ، خالي بالك من نفسك ، باي …!!!!
* اغلقت الهاتف معه وقامت وفتحت الشرفه تستمتع بنسمه الهواء الصافيه المعبقه برائحه الارض الزراعيه ..
* وقفت وفردت زراعيها مغمضه العين والنسيم العليل يداعب خصلاتها الناريه برقه ودلال ، فتحت عينيها فلمحت من بعيد ضوء القمر منعكس علي مياه النيل امامها في منظر يخطف الانفاس ، فقررت ان تنزل تجلس علي النيل فهي تشعر بالممل منذ عودتها ، والدها ذهب لينام وهي تجلس بمفردها والنوم يجافيها بالرغم من تعدي الوقت الثانيه صباحاً !!
* لذلك حسمت امرها وقامت بتبديل ثيابها الي ثياب رياضيه مكونه من قطعتين باللون الاسود من ماركه رياضه شهيره وانتعلت في قدميها الصغيره حذاء رياضي من نفس الماركه واطلقت العنان لخصلاتها الناريه وانطلقت تجري الي شط النيل …
* رمي رامز الهاتف باهمال واستدار الي الساكنه داخل احضانه عاريه لا يستر جسدها العاري الا شرشف الفراش: كنا بنقول ايه بقي يا جميل ..
* هتفت الفتاه بسخط وحاجب مرفوع : كنت بتقول للحلوه اللي بتكلمك يا حبيبتي اما هي حببتك انا ابقي ايه يا سي رامز؟؟
* طبع رامز قبله حسيه علي جانب عنقها وتابع ويديه تستبيح جسدها بفجور: انتي المزاج والدلع كله ، لكن هي الفرخه اللي هتبيض لنا بيضه دهب ، وبعدين كفايه رغي في كلام فارغ خالينا في المفيد …
*ضحكت بعهر وتابعت: يالا يا قلبي …
………………
* دخل جبل الي جناحه بوجه مرهق حزين وجسد منهك ، فاليوم بالنسبه له اصعب يوم في حياته بعد يوم وفاه والده الرجل المهيب جابر العلايلي..
* لم ولن ينسي لحظة علمه بوفاه شقيقه الاصغر منه جمال ، الذي يتمتع بجمال الروح والطبع …
*كان علي النقيض منه ومن والده ، طيب ، هادي، مسالم دائماً ما كان يصفه انه ليس من العلايلية بسبب لين قلبه …
* جلس علي طرف فراشه وشريط ذكرياته مع شقيقه يمر امام ناظريه مما جعل دمعه خائنه تفر من طرف عينيه ولكنه اغمض عينيه بقوه حابساً تلك الدمعه الخبيثه وقتلها في مهدها قبل ان تخونه وتنحدر علي وجنته وتفضح جرح قلبه..
*ليس هو من يبكي ، حتي وهو وحيداً في غرفته بعيد عن العيون الا انه لم يسمح لنفسه بالانهيار فهو جبل شامخ قوي لا يهزه ريح وسيظل كما هو حتي يوارى جسده الثرى..!!!!
* تنهد مستغفراً وهو يقوم من جلسته ذاهباً الي مكانه المفضل …
* تحرر من جلبابه وعمامته وارتدي بنظال من الجينز المهتريء وتيشيرت رياضيه دون أكمام ابرزت قوه وضخامه جسده …
* ثم ذهب الي الاصطبل الخاص به واخرج حصانه العربي الأصيل الذي اهداه له والده عندما اتم العاشره من عمره ، حصانه الغالي سلطان …
* اطلق الفرس صيحه ترحيب وفرح بقدوم صاحيه الذي ربط علي راسه بحنان واطعمه بعض قطع السكر ثم وضع السرج الفضي الخاص به علي ظهر الحصان ثم امتطاه بخفه ورشاقه وآمره : ارمح يا سلطان ..
وكان الفرس يفهم عليه فانطلق يجري يسابق الريح ملبياً أمر صاحبه….
* جلست ديالا امام شط النيل باسترخاء واضعه سمعات الهاتف في اذنها تسمع أغانيها المفضله والهواء النقي ينعش رئتيها وييطير خصلاتها الناريه بجنون , فتبدو وكانها شعله من نار وهجها يضيء العتمه!!!
* اوقف جبل حصانه سلطان علي شط النيل حتي يرتاح من الركض الطويل، جلس يجانبه ينظر الي النهر بشرود ولكنه لم يشعر بالراحه بعد ، فقرر ان ينزل الي النهر يخرج طاقه غضبه وحزنه في السباحة، وبالفعل خلع نعليه ونزل الس النهر يسيح يخفه ومهاره وسط الظلام …
* استمر لفتره طويله حتي شعر بالراحه والانهاك فقرر الخروج والعوده الي السرايا..*
* خرج في مكان بعيد نسبيا ً عن وجود فرسه فوجد فتاه تجلس امام النهر لم يتبين ملامحها بسبب الظلام
* اقترب منها شيئا فشيئا حتي وقف امامها ، كانت تضع راسها بين ركبتيها ولم يظهر منها الا خصلاتها الناريه المشتعله كالنار …
* وقف امامها بجسده المبلل والماء يتساقط منه ومن خصلاته الطويله نوعاً ما وهتف بصوته القوي الرخيم: انت مين وايه اللي مجعدك اهنيه الساعه دي؟؟
* اجفلت ديالا بخضه ورفعت راسها تحدق في الشبح الذي ظهر امامها من العدم بخوف ، فلمع لون عينيها الرمادي تحت ضوء القمر فاصاب الجبل المحدق فيه في مقتل…
*وقفت علي قدميها ترتجف بخوف وجسدها عاجز عن الحركه تريد ان تهرب من امامه ولكن جسدها مقيد في الارض ..
* هتفت بتأتاه وخوف: انت … انت وحش !!!
وغامت عينها وسقطت مغشياً عليها ولكن تلقفتها ذراعي ذلك الوحش محتضناً تلك الجميله الصهباء داخل ضلوعه وهمس بشرود وعينيه تسير علي ملامح وجهها البهي لاول مره في حياته يسمح لنفسه ان يتطلع في وجه امرإه غريبه عنه بحريه..
ايوه اني الوحش وانتي الچميله….!!!!
…………
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية واهتز عرش الجبل عشقا)