روايات

رواية وارتووى الفؤاد الفصل الثاني 2 بقلم سهام صادق

رواية وارتووى الفؤاد الفصل الثاني 2 بقلم سهام صادق

رواية وارتووى الفؤاد الجزء الثاني

رواية وارتووى الفؤاد البارت الثاني

وارتووى الفؤاد
وارتووى الفؤاد

رواية وارتووى الفؤاد الحلقة الثانية

دخلت “سلسبيل” الصيدلية بملامح مُشرقة وعلى ثغرها اِبتسامة عريضة صَارت مؤخرًا لا تغادر شفتيها.

_ إيه الجمال ده، لا شكلنا فكينا الكيس وبقينا نروق علي نفسها.

قالتها “تغريد” زميلتها بالصيدلية والتي تتناوب معها فترة الدوام.

اِرتبكت “سلسبيل” قليلًا وهربت بعينيها بعيدًا وتساءَلت:

_ هو “فهيم” معايا في الشيفت النهاردة ولا “عمر”؟

إلتقطت” تغريد عُلَب الدواء وقالت وهي تنظر نحو كل عُلبة حتى تضعها بمكانها الصحيح.

_ المفروض “عمر” يوصل دلوقتي عشان يستلم مني لأن “فهيم” مشي من ربع ساعة، صحيح يا “سلسبيل” قولتي لدكتور “محمد” إننا محتاجين بنت وشاب معانا تاني بدل “سعد”.

وتابعت” تغريد” قائلة:

_ “مروة” اخت دكتور “محمد” الصراحة كان وجودها شايل عننا وكانت بتساعدنا لكن دلوقتي خلاص اتجوزت.

وأردفت “تغريد” بتنهيدة طويلة تحمل حالمية صاحبتها.

_ كانت طالعه زي القمر ولا عريسها يا خرابي يا “سلسبيل”.

وسُرعان ما كانت تلتف “تغريد” برأسها نحو “سلسبيل” التي جلست أمام الحاسوب حتى ترى الأدوية التي أوشكت على النفاذ من الصيدلية.

_ بقولك إيه يا “سلسبيل” أنا اسمع إن مدام “زينة” ليها اخ تاني أكبر من أستاذ “هيثم” زوج “مروة”…

قطبت “سلسبيل” حاجبيها بعدما رفعت رأسها نحوها وتساءَلت:

_ اه اعرف إن مدام “زينة” ليها تلات اخوات ولاد واختين بس يعني بتسألي ليه؟

_ بيني وبينك يا “سلسبيل” عيني منه نفسي اوي اوصل لطريقة ألفت نظره بيها وكان نفسي احضر فرح “مروة” معاكي لكن اقول إيه اخويا الله يسامحه دايمًا مضيع عليا الفرح.

تلك التنهيدة التي خرجت من بين شفتيّ “تغريد” جعلت “سلسبيل” تخفض رأسها مرة أخرى؛ فهي مثلها قد خطف قلبها أحد أبناء عائلة “الراشد” وتُحاول جاهدة أن تلفت نظره حتى أنها ليلة أمس قامت بمتابعة أحد حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي.

_ “سلسبيل” أنا محتاجة مساعدتك.

حدجتها “سلسبيل” بنظرة مصدومة تتساءَل بدهشة عما قالته.

_ أنتِ بتقولي إيه يا “تغريد”، اساعدك إزاي؟

اِقتربت منها “تغريد” سَريعًا وما ساعدها في سرد ما تفكر به أن الصيدليه بهذا الوقت لا يتوافد عليها إلا القليل.

_ إيه رأيك نروح نبارك لـ “مروة” على جوازها في شقتها.

ردت “سلسبيل” على الفور.

_ أنا جبتلها هدية قبل الفرح وكمان حضرت الفرح وباركتلها، بيتهيألي مفيش داعي إني اروح ليها شقتها.

تفاجأت “سلسبيل” من إلتقاط “تغريد” كلا ڪفيها لتهتف برجاء وتوسل.

_ أرجوكِ يا “سلسبيل” أنا محتاجة مساعدتك، أنتِ قريبه من “مروة” ومدام “زينة” وبيحبوكي، لو روحنا بيت عيلة “جمال الراشد” ممكن تكون فرصة ليا واقابله هناك.

سحبت “سلسبيل” يديها منها ونهضت من مكانها وهي لا تستوعب ما تطلبه منها “تغريد”.

_ أنتِ بتقولي إيه يا “تغريد”، عايزانى اروح معاكِ عشان تعرفي تقابليه، لأ طبعًا أنا مش موافقة.

كادت أن تتحدث “تغريد” وتترجاها لكن دخول “عمر” زميلهم بالصيدلية جعلها تبتلع بقية حديثها.
••••

بعد إنتهاء دوامها في الحادية عشر مساءً….

عادت “سلسبيل” إلى المنزل بملامح مُحبطة، لتهتف والدتها عندما استمعت إلى فتح باب الشقة.

_ أنتِ جيتي يا “سلسبيل”؟

بصوت مرهق ردت وهي تزيل عن قدميها حذائها.

_ أيوة يا ماما.

تجلىٰ الإرتياح على ملامح وجه السيدة “روحية” وهي تراها أمامها؛ فكل مرة يكون لديها دوام مسائي لا تستطيع النوم إلا بعدما تطمئن عليها.

_ فين بابا، شيفاكي قاعدة بتتفرجي على المسلسل لوحدك.

وضعت “روحية” طبق المقرمشات الذي تأكل منه على المنضدة الصغيرة التي أمامها وقالت وهي تنهض.

_ لقيته فجأة بيقولي زهقت من المسلسل وداخل أنام.

اِبتسمت “سلسبيل” واقتربت من والدتها تُشاكسها.

_ شكله زهقان منك يا “رورو”.

صفعتها “روحية” بصفعة خفيفة على يدها ودفعتها من أمامها قائلة:

_ لو زهق مني معنديش مشكله يغيرني ويبقى يشوف مين هيعمله الشاي.

اِرتفعت ضَحكات “سلسبيل” عاليًا؛ فهي لا تعرف سبب عشق والدها الشديد لـ مشروب الشاي.

_ قولي كده زهقتي من عمايل الشاي.

وبصوت مرتفع هتفت “سلسبيل” وقد غادر قلبها تلك الحالة السيئة التي كانت عليها قبل دقائق.

_ يا حاج “رضوان” تعالا شوف “رورو” بتقول إيه.

رمقتها والدتها بنظرة فهمت “سلسبيل” ما سيأتي بعدها لتسرع نحو غرفتها قائلة:

_ لا أنا مش قد القرص، ده أنتِ قرصتك بتيجي بالدم.

_ ماشي يا بنت بطني أنا مستحملاكي لحد ما يجي اللي يخدك واقوله اوعى ترجعها ليا.

لتقف “سلسبيل” عند باب غرفتها ترقص لها كلا حاجبيها.

_ ده هيفوز بنجمة من السما.

_ نجمة! قصدك بلوه.

قالتها “روحية” وهي تتحرك نحو المطبخ حتى تسخن لها الطعام.

_ اه صحيح مرات اخوكي جات بالسلامة من عند أهلها.

أسرعت “سلسبيل” بلهفة نحو باب الشقة قائلة بإشتياق للصغير “رضوان” أول صغير ينضم لعائلتهم.

_ لأ متسخنيش الاكل دلوقتي هروح اشوف حبيب قلب عمتو واشوف البت “هناء” كمان وحشاني.

_ أنتِ يا بت استنى عندك، الصباح رباح.

أغلقت “سلسبيل” باب الشقة ورائها وهي تهتف.

_ “هناء” بتسهر.

لطمت “روحية” كفيها ببعضهما بيأس من أفعالها.

_ مهما تكبر مش بتعقل.

طرقت “سلسبيل” باب شقة شقيقها بطريقتها المزعجة لتفتح لها “هناء” الباب قائلة بإبتسامة زينت ثغرها المطلي بأحمر شفاه صارخ.

_ يا مزعجة.

مَدّت “سلسبيل” يديها لها قائلة بلهفة لصغير شقيقها.

_ ما لازم اكون مزعجة لأن شكلي جايه في وقت مش مناسب.

أعطتها “هناء” الصغير وهي تلوي شفتيها.

_ اخوكي لسا بره على القهوة مع صحابه.

دلفت “سلسبيل” إلى الشقة وهي تحمل الصغير وعلى وجهها إبتسامة واسعة.

_ ده العادي بتاعه يا “هناء”.

وبنظرة ماكره أردفت.

_ ما أنتِ اللي سيبتيه شهرين وقاعده بعيد عن بيتك.

تنهيدة طويلة خرجت من بين شفتيّ “هناء” وهي تتحرك وراء “سلسبيل”.

_ ما أنتِ عارفة بعد الولادة جالي اكتئاب ده غير تعب
“رضوان” بس اول ما لقيت اخوكي مبقاش فارق معاه قعادي من عدمه عرفت إني لازم ارجع.

فرقعت “سلسبيل” أصابعها أمام وجه الصغير حتى ينتبه عليها ويبتسم.

_ “سلسبيل” بقولك إيه.

رفعت “سلسبيل” أحد حاجبيها وقد فهمت ما ستطلبه منها زوجة شقيقها.

_ كلمة بقولك إيه دي مبقتش اشوف من وراها غير المصلحة، قولي يا مرات أخويا.

اِقتربت منها “هناء” وجلست جوارها.

_ ما تاخدي “رضوان” كام ساعه، هعملك الرضعة بتاعته والولد متقلقيش هينام معاكي لأن ابني حبيبي مؤدب.

رمقتها “سلسبيل” بإبتسامة عابثة وهي تنظر نحو ما ترتديه.

_ روچ أحمر وقميص نوم أحمر، مفهومه يعني… ماشي يا ست “هناء” هاخد “رضوان” مع اني جايه من شيفت الصيدليه مش شايفه قدامي ولولا “رضوان” الصغير مكنتش طلعت.

_ بنت حلال أنتِ يا “سلسبيل”.

قالتها “هناء” وهي تحتضنها ثم قبلتها على خدها قائلة:

_ بكره هعملك صنية المكرونة بالبشاميل أنا عارفه إنك بتحبيها من ايدي.

بإشتهاء أخرجت “سلسبيل” لسانها لتُحركه على شفتيها.

_ كله فدا اخويا والمكرونة.
••••

ضاقت حدقتيّ والدتها عندما وجدتها تدلف الشقة بالصغير ومعها أغراضه.

_ أنتِ جايبه “رضوان” معاكي ليه؟

بإبتسامة واسعة ردت “سلسبيل”.

_ عيب على ابن اخويا يكون عزول فجبته معايا.

اِبتسمت والدتها واِقتربت منها لتحمل الصغير.

_ تعالا يا حبيب تيتا اخاف عليك تاكلك.

إلتوت شفتيّ “سلسبيل” بعبوس وسُرعان ما كانت تضحك على والدتها عندما بكى الصغير في حضنها.

وجود الصغير معها هذه الليلة جعلها لا تفكر في ذلك الذي جعلها مؤخرًا تشعر بالتخبط، خاصةً بعدما بدأ يُظهِر لها بعض الإهتمام بالأيام الماضية قبل إنتهاء اجازته والعودة إلى عمله في العاصمة.
••••

في أحد مكاتب الإستيراد والتصدير الخاصة بعائلة “الراشد” كان صوت “سفيان” يرتفع بغضب من داخل غرفة مكتبه.

_ إزاي الورق معرفتش تخلصه في المينا، هو أنا لازم اعمل كل حاجة بنفسي، اقفل أنا جاي بكره اتابع كل حاجة بنفسي.

بالخارج حيث تجلس سكرتيرة “سفيان”، نهضت على الفور من مكانها عندما وجدت “عبدالرحيم الراشد” الشقيق الأكبر يدلف ويتساءَل وهو يستند على عكازه الذي صار يرافقه منذ ذلك الحادث الذي حدث له منذ ثلاث سنوات.

_ ماله “سفيان”؟ صوته واصل لحد مكتبي.

نظرت “نسرين” نحو الغرفة المغلقة وهي تهز رأسها دون فهم.

_ معرفش حاجة يا فندم بس تقريبًا في مشاكل معاه في ميناء السخنة.

تحرك “عبدالرحيم” نحو غرفة شقيقه ليبتسم “سفيان” ويتلاشى عبوسه.

_ “عبدالرحيم” باشا بنفسه في مكتبي، وانا اقول المكتب نور فجأة ليه.

قهقه “عبدالرحيم” بعدما اِقترب منه “سفيان” ليُقبل رأسه.

_ اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش من دقيقتين صوتك كان بيرج حيطان المكتب كله.

تنهد “سفيان” وجلس قُبَالة شقيقه الذي وضع عصاه جانبًا ومدد أحد ساقيه.

_ اعمل إيه يا “عبدالرحيم” ساعات بحس إني بتعامل مع أغبيا ده غير عدم وجود “هيثم” معايا الفترة دي عشان اجازة شهر العسل فارق معايا.

إمتدت يد “عبدالرحيم” نحو فخذ شقيقه يربت عليه.

_ الله يعينك يا ابن امي وأبويا، أنا عارف إن الحمل بقى تقيل عليك من ساعة تعبي.

قالها “عبدالرحيم” وهو ينظر إلى ساقه اليسرى التي باتت تعجزه عن فعل ما كان يفعله بالسابق؛ فانتفض قلب “سفيان” عندما رأي نظرته.

_ حمل إيه اللي بتقول عليه يا “عبدالرحيم” أنت ربيت رجاله ومتقلقش اخوك قدها بس الواحد ساعات بيفقد اعصابه.

ابتسم “عبدالرحيم” وقال وهو يحاول ألا يجعل ذكرى الحادثه تسيطر على عقله.

_ إيه مش ناوي تسمع كلام الحاجة “صباح” وتفرح قلبها، ده “هيثم” اتجوز ومبقاش فاضل غيرك وغير الدلوعه بتاعتنا “إسراء”.

اِبتسم “سفيان” وهو يهز رأسه بيأس من حديثهم الدائم عن أمر الزواج.

_ هو أنا فَصيله خايفين عليها من الإنقراض!!

صدحت ضَحكات “عبدالرحيم” عاليًا وقال:

_ الله يعزك يا ابن أمي و ابويا، بس عارف ايوة أنت فصيله نادرة يا “سفيان”.. أنت زينة شباب العيلة لو شاورت بس على بنت من العيلة أو معارفنا الكل هيرحب ويفتح بابه.

زفر “سفيان” أنفاسه بقوة ثم وضع يديه على ذراعي مِقعده وتساءَل:

_ هو لازم يعني اتجوز واحدة من العيلة أو معارفنا.

إبتسامة واسعة داعبت شفتيّ “عبدالرحيم” عندما شعر ببصيص من الأمل.

_ يا سيدي شاور أنت بس ومش مهم من بنات العيلة أو لأ المهم قول يا جواز.

هذه المرة كانت ضَحكات “سفيان” تصدح بقوة ثم نهض من فوق المقعد الجالس عليه.

_ كله بآوانه يا “عبدالرحيم”.

أماء “عبدالرحيم” برأسه وهو يتابعه متمتمًا.

_ ونعم بالله، خلينا نتكلم في الشغل وتعالا ركز معايا.

قالها “عبدالرحيم” وهو يعتدل في جلوسه؛ فابتسم “سفيان” وجلس قُبالته مرة أخرى.

_ اكيد هتكلمني على مصنع عيلة “الصالحي”.
••••

مررت “سلسبيل” أصابعها فى خُصلات شعرها لتشعثه؛ فهذه كانت إحدى عادتها عندما تغضب من شئ وكيف لا تغضب وقد وضعتها “تغريد” في مأزق.. فهي للتو أغلقت مكالمتها مع “مروة” التي أخبرتها بأنها تنتظرها هي و “تغريد” بعد صلاة المغرب.

إلتقطت هاتفها حتى تهاتف “تغريد” وتوبخها على فعلتها؛ فَـما يزعجها أن هذه الزيارة ليست من أجل “مروة” والمباركة لها بل ورائها هدف يصيبها بالغرابة.

ثواني مرت حتى ردت “تغريد” على هاتفها.

_ بنت حلال كنت لسا هتصل بيكي عشان اقولك إني هعدي عليكي…

قطعت “سلسبيل” ثرثرتها قائلة:

_ أنا مش قولتلك كذا مرة إني مش عايزه اروح، أنا بتحرج ادخل بيوت الناس.

_ معقول يا “سلسبيل” هتتحرجي تدخلي بيت “مروة”
ثم اردفت بإستنكار.
_ ما أنتِ كنتِ ساعات بتطلعي عندها لما بتخلصي شيفت الصيدلية وكانت لسا في بيت أهلها.

تنهدت “سلسبيل” بنفاذ صبر.

_ يا “تغريد” أنتِ مش فهماني ليه…

_ أنتِ ليه مش بتعتبريني صاحبتك يا “سلسبيل” ولا مستكبره نفسك عليا حاكم أنا مجرد معهد سنتين وأنتِ ما شاء الله مهندسه.

زفرت “سلسبيل” أنفاسها بقوه ثم أخذت تمسح وجهها وهي لا تصدق أن “تغريد” فهمت أن رفضها لمرافقتها إستكبار. لكنها بالفعل لا ترغب بالذهاب خاصةً أنها تعلم أن عائلة “جمال الراشد” يحبون الخصوصية ومنغلقين على حالهم.

_ مهندسه وبشتغل في صيدليه يا “تغريد”، يعني شهادتي محطوطه في الدرج ولا عملت بيها حاجة.
••••

إلحاح “تغريد” جعلها رغمًا عنها تقبل بالذهاب معها لتنظر إلى ما تحمله “تغريد” في يدها:

_ خلينا نفوت على محل حلويات اشتري حاجة بدل ما ادخل بأيدي فاضيه.

نظرت “تغريد” نحو الوقت بهاتفها قائلة:

_ مش لازم يا “سلسبيل”، أنتِ جبتي هدية قبل كده وأنا اهو واخده معايا حاجة مش هندخل يعني ايدينا فاضية.

لتحرك “سلسبيل” رأسها بقلة حيلة وسارت أمامها وهي تهتف.

_ لأ يا “تغريد” أنا متعودتش ادخل بيت و إيدي فاضية.

تأففت “تغريد” بضيق، فالوقت يضيع منها و ربما لا تتقابل معه.. لقد اختارت يوم الجمعة بالتحديد بعدما أخبرتها جارتها التي تعمل في منزل عائلة “الراشد” عن الوقت الذي يتواجد فيه “سفيان الراشد”.

_ يا “سلسبيل” إحنا كده بنضيع وقت.

قالتها “تغريد” بصوت خافت مما جعل “سلسبيل” تلتف إليها بعدما أشارت إلىٰ بائع الحلوى على قطع الجاتوه التي ترغب بأن يضعها لها.

_ مالك يا “تغريد” مستعجله ليه، “مروة” على فكرة قالتلنا تعالوا بعد المغرب ولسا المغرب فاضل عليه ساعه ويأذن ده غير البيت مش بعيد.. أنا مش عارفه في إيه كل ده عشان تشوفيه.

إلتفت “تغريد” حولها بفزع وقالت قبل أن تغادر المحل.

_ أنا هستناكي برة عشان شكلك هتفضحيني.

أغمضت “سلسبيل” عيناها بقوة بعدما غادرت “تغريد” ثم تنهدت… فهي لا تستطيع أن تلوم “تغريد” على حبها لأحد أبناء عائلة “الراشد” فهي من سوء حظها وقعت بهذا الأمر أيضًا.

خرجت “سلسبيل” بالحلوى بعدما دفعت ثمنها لتزفر “تغريد” أنفاسها براحة قائلة:

_ نمشي في طريقنا بقى ولا عايزه تشتري حاجة تاني؟

طالعت “سلسبيل” الطريق أمامها ثم نظرت نحو ما تحمله.

_ اشتري إيه تاني، ده انا مستلفه من “محمود” اخويا فلوس الجاتوه.

تحركت “سلسبيل” أمامها لتسرع “تغريد” ورائها وتجتذبها من ذراعها.

_ خلينا نركب، المشوار بعيد وكده بنضيع وقت.

قطبت “سلسبيل” حاجبيها وارتسمت الحيرة على ملامحها.

_ أنتِ مش قولتي هنتمشى عشان المشوار مش بعيد.

والرد كانت تحصل عليه “سلسبيل” من اِجتذاب “تغريد” لذراعها.

وصلوا أخيرًا لمنزل عائلة “جمال الراشد” ليقفوا أمام البوابة التي كانت مفتوحة لتحدق “سلسبيل” بالمنزل من الخارج بتوتر:

_ خلينا نتصل على “مروة” عشان…

لم تكد تكمل “سلسبيل” كلامها، فوجدت “تغريد” تجرها من يدها قائلة:

_ خلينا ندخل.

توقف الكلام على طرف لسان “سلسبيل” وهي ترى نفسها داخل المنزل المحاط بسور عالي وبه مساحة لا بأس بها تحيطه.

اِجتذب دخولهم أنظار ڪلًا من “سفيان” و “هيثم” الواقفين بالبهو الخارجي للمنزل وحولهم أبناء شقيقهم “عبدالرحيم”…

أسرعت “سلسبيل” بحفض رأسها بحرج بسبب فِعلت
“تغريد” لتتعلق عينين “سفيان” بها بذهول وهو لا يُصدق أنه يراها اليوم في منزله..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وارتووى الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى