رواية واحترق العشق الفصل الخامس 5 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية واحترق العشق الجزء الخامس
رواية واحترق العشق البارت الخامس
رواية واحترق العشق الحلقة الخامسة
قبل قليل
بغرفة حُسنيه كانت تشعر بسعاده وهى نائمه على إحد جانبيها تتأمل تلك الملاك الصغيره النائمه على فراشها تشعر بسعادة غامرة، كما يقولون “أعز من الِولد وِلد الوِلد” هكذا هي يمنى أعز من الأعز على قلبها،قبلت وجنتها وتبسمت على همهمات تلك الصغيرة وهى نائمه،تهمس بإسم “عماد”كانت تنتظر عودته حتى يُكمل معها لعب، لكن هو تأخر وهى غلبها النُعاس، على يقين أنه تأخر عمدًا حتى لا يكون بوداعهم،أو تتشبث به يمنى ويرق قلبه،تنهدت بآسف،تعلم مكنون قلب عماد العاشق،لكن عماد لديه عيب هو القسوة،لا يستطيع أن ينسى بسهوله،قلبه يعقد الآسى ويحوله الى قسوة مُصطنعه مع سميرة،حاولت معه كثيرًا أن ينسى ويأتى بـ سميرة ويمنى تعيشان معهما هنا،لكن هو يتحجج أن هذا الأفضل له،لكن الليله ستضعه أمام الأمر الواقع،بخضم نظرها الى يمنى سمعت صوت سيارة عماد تدلف الى داخل الڤيلا
نهضت من فوق الفراش وتوجهت الى تلك الشُرفة الزجاجية، أزاحت الستائر قليلًا، تنظى الى عماد وهو يترجل من السيارة، يرفع إحد يديه بسُترته على كتفه، يسير يبدوا على وجهه ملامح الارهاق،أو ربما الضجر،تبسمت وهى تتذكر قبل ساعات حين طلبت من سميرة البقاء، فى البدايه رفضت كى لا تشعر بعدم رغبة عماد لاحقًا ببقائها هنا الليله، لكن أصرت عليها، بصعوبه إستسلمت سميرة لها، تشعر بوخزات قويه فى قلبها خشية غضب عماد لاحقًا حين يتفاجئ بوجودها، لكن بعد محايله منها إمتثلت سميرة غصبً بترقب خشية رد فعل عماد،حتى أنها أخذت منها يمنى تنام معها وأقنعتها أنها جوارها إن إحتاجت لها سآتى لها بها، وجهتها كى تنام بغرفة عماد لاحظت التردُد على وجهها،لكن بخجل إستسلمت لها،لديها يقين حين يراها عماد بغرفته لكن يكون رد فعله قاسيًا…كما تتوقع سميرة.
❈-❈-❈
ظل عماد ينظر لـ سميرة دقائق مُختلطة المشاعر بداخله، تتصارع بين حب وإشتياق، وآلام ذاك الفُراق لأكثر من عام ونصف وبؤس قلبه بذاك الوقت الذى أخفاه بقلبه وإنغمس بالعمل حتى يسلي قلبه،لكن لم يهدأ الآلم،زفر نفسه بتعب،لو ظل ينظر لـ سميرة لوقت أطول،ربما تنتهي الليله بشكل آخر، زفر نفسه بقوه وضع قُبلة ناعمه على وجنة سميرة ونهض من فوق الفراش،وغادر الغرفه ذهب الى غرفة المكتب الخاصه به،ألهى نفسك بالعمل للساعات الأولى من اليوم الجديد،رفع وجهه عن مُطالعة حاسوبه الخاص،نظر الى شاشة هاتفه رأى الوقت تنهد بإرهاق،خلع تلك النظارة عن عينيه وإضجع بظهره على المقعد مُتنهدًا بتعب،أم بشوق لتلك النائمه بفراشهُ هنا لأول مرة منذ زواجهما، يُفكر عقله بالصعود إليها والتنعم بحضنها لكن قاوم ذلك وجذب علبة السجائر والقداحه وأشعل سيجارًا بدأ ينفث به عل تلك الحاله تزول عنه…لكن مع الآسف مع آخر جزء من ذاك السيجاركان الإشتياق يتأجج بقلبهُ…
نهض نحو ذاك الباب الزُحاجي الذى يفصل غرفة المكتب عن حديقة الڤيلا،فتحه،إستنشق ذاك الهواء الذى به نسمة هواء شبه باردة قليلًا تُنذر بإقتراب الخريف، وقع بصره على تلك الشجره القريبه وتلك الزهور التى بفروعها، لفت نظره إحد تلك الزهرات تبسم وذهب نحوها قام بقطفها، وعاود الدخول الى الڤيلا، صاعدًا الى غرفته، فتح الباب وتبسم حين وقع بصرهُ على سميرة النائمة بالفراش.. شعر بهدوء غريب عكس ثوران قلبه قبل قليل، إقترب من الفراش وضع تلك الزهرة التى بيدهُ فوق الوسادة ثم توجه ناحية حمام الغرفه أخذ حمامً بمياة فاتره، ثم خرج مره أخرى
بنفس الوقت
فتحت سميرة عينيها تتنهد وهى تتمطئ بيديها، لكن إستغربت عدم شعورها بوجود يمنى جوارها، لكن سرعان ما تذكرت ليلة أمس إصرار حُسنيه عليها بالمبيت هنا معها كما أنها أخذت يمنى معها بغرفتها تود الشعور بوجودها جوارها لوقت أطول، كما أنها شعرت بليونه أسفل جسدها عكس جمود تلك الآريكه التى تظن أنها مازالت نائمه فوقها، لكن أثناء حركة يدها إصطدمت بشئ ناعم ثم سُرعان ما شعرت بوخزه مُدميه فى إصبع يدها، إعتدلت فوق الفراش بذهول، كذالك جذبت تلك الزهره، وقبل أن تفيق من الذهول، سمعت ضحكة عماد وهو يقول:
معليشى نسيت أشيل الشوكه من الوردة… صباح الخير.
نظرت نحوه بدهشه سُرعان ما أخفضت وجهها نحو الزهرة وقربتها من انفها تستنشق عبقها حياءً من رؤيتها له شبه عاري، رغم أنها ليست المرة الأولى الذى تراه هكذا لكن ربما تأثير المكان عليها لأول مرة… حاولت نفض ذلك وأزاحت الدثار عنها ونهضت من فوق الفراش، وضعت قدميها على أرضية الغرفه لكن بمجرد أن خطت خطوة واحدة، تآوهت بخفوت مسموع سمعه عماد الذى قهقه وهو يقترب منها، وهى تجثوا فوق رُسغيها على الارض ومرح بسخريه قائلًا:
الدولاب كان فيه هدوم كتير، كنتِ إختارتى
فانلة وشورت مناسبين لمقاسك، مش تختاري بيجامه قد حجمك مرتين.
نظرت الى ضحكه وتناست آلم وخزة الزهرة كذالك آلم إنزلاق قدميها ودنوها أرضًا بسبب عرقلتها بأرجُل البنطال الطويله، تاهت فى بسمته وإشتاقت الى وسامته وهو يضحك وتلك الغمازات التى تظهر بوجنتيه تُعطيه وسامه تجعل قلبها يخفق بل ينتفض بداخلها تُتمتم:
ما أحلاه حين يكون صافيًا.
ذُهلت حين دنى عماد منها ومد يدهُ لها كى يساعدها على النهوض، نظرت الى يدهُ الممدودة ثم الى وجهه الضاحك إزادت خفقات قلبها وهى تضع يدها بيدهُ الممدوده لها، تمسك ببدها ونهض واقفًا، وقفت هى الاخرى بحركه تلقائيه عادت خطوة للخلف، تعرقلت مره أخرى لكن هذه المره تمسكت بيد عماد الذى لم يكُن مُنتبهًا، فإختل توازنهُ، سقطت سميرة على الفراش وهو فوقها يضحك، رغم أنها شعرت بثُقل جسده بسبب إرتطامه بجسدها قليلًا لكن تأملت ضحكاته كآنها سحر يشتاق لها قلبها، قطع عماد ضحكاتهُ ونظر لها بشوق الى شِفاها التى يتناثر عليها بعض من خُصلات شعرها لم ينتظر رفع يدهُ جنب تلك الخُصلات لتظهر شِفاها الرقيقة أخفض وجهه تلاحمت شِفاها مع شِفاها يُقبلها قُبلات ناعمة تزداد شوق،تفاجئت سميرة فى البدايه لكن تجاوبت مع قُبلاته ثم وعى عقلها وحاولت دفعه بيديها حين ترك شِفاها لتتنفس مع إستمرار قُبلاته على وجنتيها،همست بخفوت:
عماد…
قاطع باقى حديثها حين عاود تقبيل شفتاها بشوق وتوق،حد إزدادت لمساته جرآه على جسدها،وبدأ فى فتح سِحاب تلك المنامه التى ترتديها،كالعادة إمتثلت له بشوق وتوق هى الآخرى…
لكن قطع ذاك الإنسجام طَرقات صغيرة على باب الغرفه بلعب تود الدخول.
رفع عماد جسده عن سميرة قليلًا ونظر الى إرتباكها وعينيها التائهه، كاد أن يعاود تقبيلها والعوده الى تلك المتاهه، لكن إزداد الطرق على باب الغرفه كذالك سمعا صوت ضحكات يمنى وصوت وحُسنيه تقترب منها بحديث مرح، نهض عنها يحاول تهدئة تلك المشاعر وقف يجذب خصلات شعره الى الخلف وتنهد وهو ينظر الى سميرة التى جلست فوق الفراش هى الأخرى تحاول السيطرة على مشاعرها، تنهد عماد يُلجم شوقه قائلًا:
هاخد غيار وأروح ألبسه فى الحمام… وإنتِ أقفلي سوستة البيجامه وشمري رِجل البنطلون عشان متكعبليش تانى.
رغم ضجر عماد، لكن شعرت سميرة بهدوء نفسى وتبسمت بتلقائيه، وأغلقت سِحاب المنامه ورفعت أرجُل البنطال قليلًا، نظرت نحو عماد وهو يدلف الى حمام الغرفه وأغلق خلفه الباب بقوه قليلًا، تنفست بقوه ونهضت نحو باب الغرفه، فتحت الباب دلفت تلك الشقيه الصغيره الى الغرفه مباشرة تُجلجل ضحكتها، بينما جاءت من خلفها حُسنيه تشعر بحرج قائله:
البنت دى شقيه أوى ومش بتسمع الكلام..أنا هاكلها وهى حلوه أوى كده.
ضحكت سميرة قائله:
إنتِ وماما بتحب تعاندكم.
ضحكت حُسنيه على تلك الصغيره التى ذهبت نحوها تبتسم، إنحنت تحملها
شعرت بإنشراح قلب حين قبلتها يمني، وقبلتها قائله:
روح قلبي تعاند براحتها روح القلب هى يمنى.
بنفس الوقت خرج عماد من الحمام وتبسم حين رأى والدته تحمل يمنى،لا ينكر شعوره بالسعادة كامله فى هذه اللحظه
“أُم،وزوجة،وطفلة”ثلاث بحياته هُن الاقرب الى قلبه وهو مسؤول عنهن،كآن عقلهُ نسي آلام الماضي،وتبسم وهو يقترب منهن ويرى قُبلات يمنى لـ والدته شاغبها باللعب بخصلات شعرها قائلًا:
ومفيش بوسه لـ بابي.
ضحكت وهى تندفع نحوه ليحملها،تلقفها بحنا وهو يبتسم على تلك القُبلات التى أعطتها له،نظرت حُسنيه الى ملامح سميرة وعينيها اللتان تلمعان بالسعاده كذالك لـ شفاها الداكنة اللون،تفهمت سبب ذلك وتبسمت قائله:
خلونا نروح نفطر،أكيد يمنى جعانه.
أومأت يمنى بموافقة،تبسم عماد وقبلها،نظرت حُسنيه الى سميرة بود قائله:
على ما تغيري هدومك يكون الفطور جهز،يلا بينا يا يمنى.
تبسم عماد وهو ينظر الى سميرة،ثم غادر معهن وأغلق خلفه باب الغرفه.
شعرت سميرة بزيادة خفقان قلبها وهى تتنفس من عبق تلك الزهرة بهيام،سعادة تتمنى بقائها مع عماد…إنتبهت على حالها حتى لا تتأخر،وذهبت نحو الحمام سريعًا،فاليوم لديها سفر،ولابد أن تصل الى المحله قبل المساء
❈-❈-❈
بالأسفل على طاولة الطعام، جلست حُسنيه تضع تلك الصغيرة على ساقيها تقوم بإطعامها، نظرت نحو عماد قائله:
إنت عارف إن الليله فرح بنت عم سميرة.
أومأ عماد قائلًا:
أيوه، عم سميرة بنفسه كلمني عالموبايل وعزمني… وباركت له
-وهتروح طبعًا.
كان سؤال شبه أمر من حسنيه،وقبل ان يجاوب عماد برفض، قالت له:
يعنى عمها كتر خيره بيفهم فى الواجب وعزمك،ومش معقول هتسيب مراتك هى وبنتك يروحوا لوحدهم،روح معاهم.
بدأت رغبة بمرافقتهن تشتعل برأسه لكن قاوم تلك الرغبه مُتحججًا:
عندي شُغل كتير،كمان هيبقى معاهم السواق.
بدأت تشعر بالتردُد فى رغبة عماد ضغطت عليه بتحريض قائله:
الشُغل مش بيخلص يا عماد وياما إشتغلت، روح معاهم وإنبسط وكمان شرف مراتك قدام أهلها.
صمت قليلًا يُفكر، تبسمت حسنيه بداخلها تقرأوه جيدًا لو لم يكن لديه رغبه بمرافقتهن لكان رفض مباشرةً،لكن هو كعادته حين يكون راغبًا ويتمنع بتردُد،حثته قائله:
بلاش تفكر كتير، وهما يومين هيضع نصهم فى السكه رايح جاي، وكمان فرصه ابقى اطمن على شغلك اللى هناك، إعتبر إنك مسافر شغل.
حين ذكرت أنه قد يذهب من أجل عمله تبسم موافقًا،فهى فرصه لمرافقتهن مُغلفه بستار مُراعاة العمل.
اومأ عماد رأسه موافقًا، بنفس الوقت سمعت سميرة حديثهم وإنشرح قلبها حين دلفت ورأت نظرة عماد لها ببسمه، إبتسمت له، لكن لم تُظهر أى رد فعل على أنها سمعت حديثهم، وتبسمت وهى تنظر الى حُسنيه قائله:
هاتى يمنى عنك يا طنط عشان تعرفي تفطري.
ضمت حُسنيه يمنى وقبلتها قائله:
لاء، سبيها أنا هشبع أكتر ويمني على رجليا.
تبسمت لها سميرة قائله:
كُلي بسرعه يا يمنى عشان
ماما إتصلت عليا قبل ما أنزل وقالت لى حاولى توصلي المحله بدري.
نظرت حُسنيه نحو عماد قائله:
لاء كُلي براحتك يا روحي، عماد هيبقي معاكم وهتوصلوا قبل الضهر للمحله.
نظرت سميرة نحو عماد، رغم أنها سمعت حديثهم قبل قليل لكن تود تأكيد ذلك.
تبسم عماد قائلًا ببعض من الكِبر:
عندى شُغل هناك، هاجي معاكم.
رغم الكِبر لكن شعرت سميرة بفرحه عارمه.
تبسمت لها حُسنيه بأمل.
…..
بعد مرور ساعتين ونصف تقريبًا.. بذاك المنزل الصغير بالبلده، فتح عماد الباب وتنحى جانبًا الى أن دخلن كل من سميرة ويمنى، دلف خلفهن يحمل تلك الحقيبتان الصغيرتان، وأشار لهن بالصعود السلم، فعلن مثلما وجههن الى أن توقفن أمام باب شقه وضع عماد المفتاح بالمقبض وقام بفتحها ثم فعل كالسابق، دلفن الى الشقه، شعرت سميرة بغبطة فى قلبها، لكن لوهله غص قلب عماد، هذه الشقه تم إعدادها سابقًا من أجل زواجهما، زواجهما الذى تأخر.. قبل أن نتوغل القسوه والذكريات الى عقله،إنتفض نحو يمنى التى إصتطدمت قدمها دون قصد بإحد الآرائك، وأرادت الدلال منهما وهما يتسبقان لتفحصها بقلق، لكن سرعان ما تبسما حين إكتشفا انها مجرد كدمه بسيطه.
بعد وقت من وصولهم
تنحنح عماد قائلًا:
هروح المصنع، وإن شاء الله هرجع المسا.
تبسمت له سميرة، قائله:
وأنا كمان هتصل على ماما أقولها إننا وصلنا للمحله، أكيد مشغوله بتحضيرات عشا العروسه مع مرات عمى.
تبسم لها قائلًا:
تمام بس ياريت أرجع المسا تكونوا هنا.
تبسمت له قائله:
إنت مش هتحضر معانا الفرح فى القاعه.
للحظات فكر بالرفض لكن رفق قلبه بنظرة الأمل الذى بعيني سميرة قائلًا:
هحضر، عشان كده بقولك أرجع المسا تكونوا هنا، همشى أنا بقى أشوفكم المسا.
أنهي حديثهُ بقُبلة على وجنة يمني، ثم مثيلتها على وجنة سميرة، وغادر، بعد أن بعثر خفقات قلبها.
❈-❈-❈
بالمصنع
رافق ذاك المدير عماد، بعد أن تفاجئ به امامه دون خبر سابق،لكن لأنه شخص مستقيم وواثق بعمله لم يتخاذل وهو يسير مع عماد بين أروقة المصنع يرا سير العمل بالمصنع بسلاسه وجودة، الى أن إنتهى، جلس عماد بغرفة الإدارة، بينما تركه المدير لتأدية مهمته وهى الإشراف على سير العمل، كان وقت خروج العاملين بالمصنع، نهض عماد وفتح ذاك الشباك ونظر الى خروج العاملين من المصنع لكن لفت نظره تلك الفتاة التى ترتدي زيًا شبه ضيق يُفسر انوثة جسدها، ليس هذا فقط بل رأى دلالها وهى تسير تتمايل بدلال أنثوي مُغري نحو ذاك المدير ووقفت تتجاذب الحديث معه،لكن المدير لم يُعطيها إنتباهًا وتركها وإبتعد نحو أحد غرف المصنع…تهكم ساخرًا،فيبدوا أن الإبنه تسير على خُطى والدتها وتود نيل لقب “خاطفة الرجال”وليتها تخطف من تستطيع الانتفاع به مثل والدتها فـ بإشارة منه يجعل هذا المدير مثل أبيه عاله بلا عمل،ولكن لن يفعلها سيفعل شئ آخر أكثر منفعة.
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل عماد
شعر بضجر وهو يجلس بغرفة المعيشه ينتظر كل من سميرة ويمنى ينتهين من إرتداء ثيابهن من أجل مرافقتهن لذاك العُرس
نهض بضجر وذهب نحو تلك الغرفه لكن قبل أن يتحدث، نظر الى خروج يمنى أولًا من باب الغرفه ترتدى فستان أشبه بفساتين العرائس صغير، يُظهرها كأميرة، لكن وقف مُنبهرًا ومشدوه حين خرجت خلفها سميرة برداء راقي وأنيق يُشبة الملكات، ترتدى ثوبً باللون القُرمزي به جزء من الشيفون المبطن وحزام يحد خصرها ليس ضيقًا ينسدل على جسدها مثل الملكه يُرين رأسها وشاحً من نفس اللون وفوقه بعض الزهور الصناعيه، شعر كآنها هى العروس
بنفس اللحظة تذكر أول لقاء له مع سميرة ورؤيته لها بأحد الأعراس آنذاك بالعودة قبل سنوات
بأحد أعراس زميلاتها، التى بمجرد ان حصلن على شهادة الثانويه الصناعيه، وأصبحن فتيات يافعات، كانت إحداهن تتزوج، كُن يعلمن موهبة سميره فى تزيين العرائس، وان لديها أمل بالمستقبل بفتح محل من أجل تزيين العرائس لكن هى للتو انهت تلك المرحلة الدراسيه وأصبحت تود الإحتراف أكثر، أصرت العروس التى كانت إحد زميلاتها على أن تكون أول عروس تقوم بتزينها ليلة الحناء بالفعل وافقت
بينما عماد كان أنهي دراسته الجامعيه قبل عامين ويعمل بأكثر من عمل، وألح عليه احد أصدقاؤة حضور حناء عروس أخيه الليله، وافق مجاملة إعتقادًا انه لن يبقى لوقت طويل، لكن كآن القدر هو ما يُحركه نحو المجهول، حين ذهب الى ذاك العُرس
بغرفة العروس
وضعت سميرة لمساتها التجمليه على وجه العروس التى بدلت ملامحها ببعض المساحيق التجمليه، أصبحت عروس مُبهره.
تبسمت والدة العروس قائله:
إيدك تتلف فى حرير يا سميره عقبالك قريب يارب.
تبسمت سميره بخجل.
بعد قليل بصوان حناء، وقفت سميره مع زميلاتها بالمدرسه يبتسمن ويمرحن بالحناء، لم ترى سميره تلك العينان التى وقعت عليها صدفه، رأى بعيناها ليل صافى هام بعيناها
لم تنزل عيناه من عليها طوال الوقت، الى أن تلاقت عيناها مع عيناه، هى الآخرى هامت به وظلت تنظر لعيناه، لكن بعد لحظات شعرت بخجل حين أخذت بالها أنه هو الآخر ينظر لها أخفضت وجهها، وحاولت صرف نظرها عنهُ لكن عيناها كانت تتلاقى أحياناً مع عيناه.
بعد وقت أنتهى حفل الحناء بالصوان، لكن زميلات العروس دخلن لداخل المنزل أكملن لها حفلة حناء أخرى، يرقصن ويُغنين لها، الى أن إنتصف الليل بدأن بالعوده لمنازلهن.
أثناء سيرها بالطريق شعرت بأرجُل تسير خلفها، إرتعش جسدها، وسرعت خطواتها، الى أن كادت تتعرقل وتقع، لكن هناك من مسكها من عضدها قبل أن تقع
شعر برعشة يدها
رفعت وجهها تنظر له خائفه أن يؤذيها، لكن هو تبسم لها وقال بغيظ:
أيه اللى خلاكى ترقصى مع البنات فى الحنه، لو بأيدى كنت كسرت جسمك دلوقتي.
تحدثت بخفوت: سيب إيدى إنت مين وعاوز منى أيه؟
رد عليها: أنا… عماد الجيار… وعاوزك ليا ومش هتكونى فى يوم غير ملكى ووقتها هعرفك إزاى توقفى ترقصى قدام عيون غير عينيا حتى لو كانوا بنات وستات.
تمالكت جآشها ونفضت يدهُ بعيداً عنها، وسارت تجرى من أمامه خائفه ترتعش الى أن وصلت أمام باب المنزل التى تعيش بيه مع والداتها حاولت أن تضع المفتاح بمقبض الباب، لكن يدها بل جسدها كله يرتعش، وقع منها المفتاح أرضاً أكتر من مره، لكن بالمره الاخيره حين إنحنت لتأخذ المفتاح من على الأرض سبقتها يد أخرى، وأخذت المفتاح وضعته بمقبض الباب وفتح الباب هو الآخر قائلاً بهجوم: كنت فين لدلوقتى؟
ردت سميره: كنت فى حنة واحده صاحبتي، تصبح على خير يا عمى…
قالت هذا ودخلت الى الشقه التى تعيش بها مع والداتها دون إنتظار حديث عمها السفيه.
اغلقت باب الشقه ووقفت خلفهُ تضع يديها فوق صدرها تُهدى تلك الخفقات المتلاحقه.
بينما هو حين رأى عمها يفتح باب المنزل، تبسم وعاد الى منزل والداته، يشعر بنشوه ورفرفه بقلبهُ الذى شعر أنه ينبض بداخلهُ لاول مره بحياته… عاد الى ذاك المنزل الصغير وهو يُدندن بهيام، صعد الى سطح المنزل، نظر الى إصطفاف تلك النجوم الاتى يتوسطهن قمرًا، رأى وجه سميرة به، وبقلبه فضول يود رؤيتها مره أخرى ومعرفة من تكون، وهذا ما حدث لاحقًا.
عاد حين شعر بيد يمنى الصغيره تُمسك بيدهُ قائله وهى تدور حوله بطفوله:
مامي لبست فستان عروسه وانا كمان يا بابي،هبقى أحلى من العروسه،ناناه عايده قالتلى كده وإحنا بنشتري الفساتين.
رغم إمساك يمنى ليدهُ لكن عيناه لا تفارق سميره مولعًا بعشقها،خجلت من نظرته لها،وقالت بتهرب:
إحنا جاهزين،مش يلا عشان منتأخرش على ميعاد القاعه.
نفض عماد ذاك الهيام وتنحنح قائلًا:
تمام يلا بينا.
تبسمت سميره وهى ترفع ذيل فستانها قليلًا تسير أمام عماد،بينما هو حمل يمنى،الى أن خرجا من المنزل،وذهبن نحو تلك السيارة،لكن قبل ان يصعدا إليها أوقفهم ذاك الشخص الذى إقترب من سميرة قائلًا بموده:
سميرة من زمان مشوفتكيش وحشانى والله كنت ببعت لك السلام مع عمك.
توترت سميرة وهى تنظر نحو عماد ثم الى ذاك الشخص قائله:
إزى حضرتك وإزى طنط بخير.
تنهد بآسى قائلًا:
والله يا بنتِ لا انا ولا الحجه بخير،أهى أيام بنقضيها،بعد المرحوم نسيم…أبقى زورينا إحنا كنا أهل.
نظرت نحو عماد بترقُب ثم قالت بمجامله منها:
إن شاء الله ياعمي.
تبسم لها قائلًا:
تسلمي يا بنتِ، مش هقول للحجه إنى شوفتك هستني زيارتك لينا،زى كل مره.
توترت وهى تقول له:
إن شاء الله.
غادر ذاك الشخص،بينما نظر لها عماد بجمود بعد أن علم بهاوية ذاك الشخص،إنه والد زوجها الأول،لكن أخفى ذلك قائلًا بعصبيه:
إتفضلِ إركبِ العربيه يا مدام عشان نلحق ميعاد القاعه.
إزداردت سميرة ريقها وصعدت الى السيارة بصمت…وترقب لرد فعل عماد لاحقًا،هو لم يكُن يعلم أنها مازالت على تواصل بوالدي زوجها الأول.
❈-❈-❈
مارسيليا
تدللت تلك الشمطاء على هانى تحاول إثارته رغم معرفتها أنها لن تستطيع تقديم له اكثر من تلك الحركات التى تُثيره فقط، لكن الليله قررت ان تتخابث، حين لم تجد رد فعل من هاني على تلك الحركات البذيئه والذى يمقتها، قالت له بمفاجأة:
أنا موافقه ان تتزوج إمرأة ببلدك مصر.
إعتدل فى جلسته ونظر لها ليس بذهول بل بترقُب ربما يصدق حدسه لاحقًا.
بينما هى عاودت الحديث وهى تصغط على حالها بصعوبة قائله:
أريدك ان تتزوج من فتاة مصريه لكن بشرط.
نظر لها ولم يسأل، لكن ترقب بقية حديثها حين قالت:
بشرط بمجرد ان تُنجب لك طفلًا ستُطلقها ونأخذ نحن الطفل ونقوم برعايته كوالديه، ستكون لك فقط مجرد وعاء إنجابي.
نظر لها بإستهزاء، كما توقع منها، مازالت “نواياها خبيثة”.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية واحترق العشق)