روايات

رواية وابقى بدون لقاء الفصل السابع 7 بقلم حور طه

رواية وابقى بدون لقاء الفصل السابع 7 بقلم حور طه

رواية وابقى بدون لقاء البارت السابع

رواية وابقى بدون لقاء الجزء السابع

وابقى بدون لقاء
وابقى بدون لقاء

رواية وابقى بدون لقاء الحلقة السابعة

تراقب عفاف الشاب وهو يصعد السلم بخطوات سريعة، عينيها تشتعلان بالريبة والشعور بالخيانة. كل ما كانت تخشاه من بشري يتحقق أمامها، أو هكذا تظن.
عفاف تتمتم لنفسها وهي تهز رأسها بصدمة::مين الشاب ده اللي طالع لها فوق وأسر مش موجود؟”
تندفع نحو الشقة وكأن نار الغضب تدفعها، تطرق الباب بقوة.
بشري تفتح الباب بحذر، متفاجئة:: “ماما؟ إيه اللي حصل؟”
عفاف تدخل بسرعة وتغلق الباب بقوة خلفها، صوتها يرتفع وكأنه انفجر:: “اوعي من وشي؟! مين الشاب اللي جوه عندك؟ بتخوني أسر.وجايباه لحد شقته وبيته! بجحتك وصلت لكده؟ فاكرة الناس مش شايفة؟”
بشري مندهشة وتسيطر عليها الدهشة والتوتر، لكنها تقف بحزم:: “إيه اللي إنتي بتقوليه ده ياماما؟ أنا مش هسمحلك تتهميني! حتى لو كنتِ أم اسر، ده مش من حقك تتكلمي معايا بالطريقة دي.”ده المهندس اللي بيصلح السخان! أسر عارف إنه جاي.”
عفاف تزداد غضبًا، تتقدم نحو بشري بخطوة:: “مهندس إيه وبتاع إيه؟ أنا شفت اللي شفته خلاص! الناس بتتكلم ياهانم، هيقولوا إيه لما يشوفوا راجل غريب داخل شقتك يا هانم وجوزك مش موجود؟ دي خيانة لأسر!”
بشري تسيطر على نفسها، صوتها متوتر لكن متزن :: “ماما انا مش هسمح لك تتهميني في شرفي، لكن أوضّحلك حاجة. أسر هو اللي طلب المهندس، عشان يصلح السخان، ولو عايزة تتأكدي ممكن تكلميه.”
عفاف تتراجع قليلاً، ولكن الشك ما زال يسيطر عليها، تشكك في نية بشري رغم ما قالت.:: “حتى لو… كان المفروض تستني لما أسر يبقى في البيت! أنا هشوف الزمن وهو بيكشفك قدامه، زي ما كشفك قدامي النهارده!”
عفاف تدفع الباب وتخرج مسرعة، عيونها لا تزال مليئة بالشك. بشري تقف للحظة، تشعر بالثقل في صدرها وتكافح لتبقى قوية. تتنفس بعمق وتحاول تهدئة نفسها قبل أن تتوجه نحو المطبخ.
المهندس يلتفت نحوها::”السخان بقى شغال تمام، محتاج بس أراجعه دقايق.”
بشري بصوت هادئ لكنها لا تزال تشعر بالتوتر:: “شكراً، خد راحتك.”
رنّ هاتفها فجأة، تلتقطه وتجد أسر يتصل.:: “ألو، أسر؟”
أسر بصوت دافئ ومطمئن:: “إزايك يا حبيبتي؟ المهندس وصل؟”
بشري مترددة قليلاً:: “أيوه، وصل وبيشتغل… بس حصلت حاجة غريبه.”
أسر::”إيه اللي حصل؟”
بشري مترددة)::”مامتك…”
كانت بشري على وشك أن تخبره بما فعلته عفاف، لكن مشاعرها تراجعت، وقررت أن تكتم الأمر في قلبها. ثم أكملت، محاولة تغيير الموضوع::”مافيش حاجة، مهما.”
أسر يستمع بعناية::”متأكدة أنه مافيش حاجة؟”
بشري تبتسم بحذر، ثم تخفض صوتها:: “آه، يا حبيبي. بس قولي لي، هترجع إمتى؟”
أسر يبتسم ويشعر بالراحة لحديثها:: “ماتقلقيش، مش هتأخر. عايز أجرب السخان بعد ما صلحته..”
بشري تخجل قليلاً، وتفهم ما يرمي له:: “طيب، يلا روح شوف شغلك. وأنا هنا مستنياك.”
أسر يأخذ نفسًا عميقًا:: “حاضر، بس عايزك تبقي مطمئنة. كل حاجة هتبقى تمام.”
تغلق بشري الهاتف وتلتفت نحو المهندس، الذي ينتهي من عمله.
المهندس::”السخان شغال تمام دلوقتي. أي حاجة تانية تحتاجيها، كلميني.”
بشري::”شكراً.”
يغادر المهندس، وبشري تبقى واقفة وحيدة في الصالة. تشعر بشيء من الثقل في صدرها، لكنها تنظر حولها محاولة استجماع قوتها. تتنفس بعمق مرة أخرى، تحاول التغلب على القلق الذي يراودها، وتقرر أن لا تسمح لأي أحد أن يهز ثقتها في نفسها أو في حياتها.
*************************
في منزل خديجة، السفرة مليانة بالاطعمه، والكل قاعد حوالينها. رحمة قاعدة، بس ذهنها شارد، بتبص في الطبق من غير ما تاكل. خديجة تلاحظ شرودها.بحب واهتمام::: “مالك يا حبيبتي؟ من ساعة ما جيتوا. وإنتي شاردة كده…”
سامر وهو بيحط لقمة في فمه، يتكلم بنبرة هادية، كأنه معتاد على الموقف.:: “نفس الحلم يا ماما… شاغل بالها على طول.”
تتنهّد خديجة بحنان، وهي بتبصلها نظرة مليانة تفهّم بصوت هادي ودافي:: “رحمة… اللي بيحصل ده طبيعي، أحيانًا الأحلام بتفضل تلاحقنا، بس خلي قلبك قوي… كله هيبقى خير بإذن الله.”
رحمة تبتسم ابتسامة خفيفة، لكن القلق لسه باين في عينيها، بينما الكل يكمل الأكل بصمت. تنظر لخديجة، تحاول تبتسم، لكنها مش قادرة تخفي قلقها. سامر يلاحظ ويميل عليها شوية.
سامر بلطف:: “مش لازم تشغلي بالك بالحلم يا رحمة، ممكن يكون مجرد ضغط أو توتر…”
رحمة تهز رأسها ببطء، مش مقتنعة.:: “بس،يا سامر، كل مرة بشوف نفس البنت، وكل مرة بتحكي نفس الكلام… بتحسسني إنها في خطر حقيقي.”
خديجة تقطع الصمت بنبرة مطمئنة وهي تحط يدها على إيد رحمة:: “ربنا سبحانه وتعالى مش بيجيب حاجة على بالنا إلا وله حكمة… لكن في نفس الوقت، مش كل حاجة لازم نخاف منها. الأحلام ساعات بتكون مجرد انعكاس لحاجات في عقلنا.”
رحمة تنظر لأسفل، صوتها يخرج مليء بالحيرة.:: “بس الحلم دا بيحسسني إن في حاجة لازم أعملها… زي ما يكون فيه رسالة مخفية ورا كل ده.”
سامر يتنهد ويقرب كرسيه منها، يحاول يطمنها.:: “طيب… لو انتي حاسة كده، تعالي نحاول نفكر مع بعض. إحنا مش لوحدك، وأي حاجة ممكن نحلها مع بعض.”
خديجة تبتسم لرحمة بحنان.:: “ده الكلام الصح، ما تخليش الحلم يسيطر عليكي. قولي اللي على قلبك، ويمكن نقدر نفهم سوا.”
رحمة تشعر ببعض الطمأنينة، لكنها لسه حاسة بشيء غريب جواها، وكأن الإجابة قريبة بس مش واضحة. تشهق بعمق، تحاول تترجم اللي جواها. سامر يمسك إيدها بلطف، منتظر يسمع اللي عندها.
رحمة بنبرة هادية مليانة تردد:: “البنت في الحلم، ملامحها مش واضحة، زي ما يكون الضباب دايمًا مغطيها. لكن كل مرة بتقول نفس الجملة… بتقول إنها في خطر، وإن الحل في إيدي.”
سامر يبصلها بتركيز، يحاول يفهم أكتر.:: “وإنتي حاسة إنك فعلاً تقدري تساعديها؟ أو إن الحلم ده ليه معنى مهم في حياتك؟”
رحمة تهز رأسها، وكأنها تحاول تجمع أفكارها.:: “معرفش يا سامر، بس الشعور اللي بيجيلي بعد الحلم، دايمًا نفس الإحساس… خوف ممزوج بشيء زي النداء، كأنها فعلاً محتاجاني. ومش بقدر أهرب من الإحساس ده.”
خديجة تبص لرحمة نظرة مليانة حنان وهي تحاول توصل لها رسالة تهديها.:: “طب يا حبيبتي، في حاجات كتير بتحصل في حياتنا بتخلي عقلنا اللاواعي يخلق صور وأحلام. يمكن يكون الموضوع له علاقة بحاجة تانية بتفكري فيها، أو يمكن ضغط الأيام اللي فاتت.”
رحمة ترفع نظرها لخديجة، وكأنها بتحاول تستوعب كلامها، لكن الحيرة لسه مسيطرة عليها.:: “مش عارفة يا ماما، بس الحلم بيكرر نفسه بطريقة تخوف… مش مجرد حاجة عابرة.”
سامر يشد على إيد رحمة بحنان.:: “لو الحلم بجد مسببلك قلق، ممكن نحاول نفهمه سوا بطريقة تانية. نتكلم مع حد مختص في تفسير الأحلام، يمكن يكون في حاجة نقدر نفهمها أكتر.”
رحمة تبتسم ابتسامة خفيفة، متأثرة باهتمام سامر ودعمه.:: “ممكن… بس اللي مضايقني إن مفيش أي حاجة واضحة في الحلم، زي ما يكون في حاجة بتتخبى ورا الضباب.”
خديجة تبتسم لرحمة بابتسامة أوسع، مليانة تفاؤل.:: “ربنا كبير يا حبيبتي، وإن شاء الله الأمور كلها تتوضح قريب. بس ما تسيبيش الحلم يتحكم فيكِ. إحنا معاكي، وكل حاجة لها حل.”
تتنهد رحمة براحة خفيفة، تشعر ببعض الطمأنينة وهي محاطة بحب سامر ودعم خديجة، لكنها تعرف إن جواها لسه فيه تساؤلات محتاجة إجابة.؟!
************************
بشري تتحدث في الهاتف، صوتها متوتر::كاميليا، ماما عفاف فاجأتني بتفكيرها! هي بتظن إني بخون أسر!
كاميليا مصدومة ::إيه؟! ازاي تفكر كده؟! لا لا مش معقول!
بشري: :مش عارفة! كل ما تتكلم معايا، بتحاول تشككني في نفسي. وكأنها مش مصدقة إني بحب أسر بجد.
كاميليا بقلق::دا مفيش حد فينا يقدر يفهم تفكيرها. لكن لازم تعرفي إن الحب اللي بينك وبين أسر أقوى من أي شك.
بشري:: بس هي بتضايقني. كل ما تشوفني، تحاول تحط في دماغي أفكار غريبة. مش عارفة أتعامل معها.
كاميليا::لازم تكوني قوية. حاولي تشرحي لها مشاعرك، أو تقولي، لأسر علي كلامها.
بشري تتنهد::أنا مش عايزة أزيد المشاكل، بس برضه مش قادرة أتحمل الضغط.
كاميليا بجدية:: أنا معاكِي. لو في حاجه محتاجين نتكلم عنه أو نعمله معً بعض، قولي لي.
بشري::شكرًا، يا،كاميليا. وجودك معايا بيخفف عني.
كاميليا بحنان:: دا واجبي. خليكِ صبورة، الأمور هتتحسن.
بشري تتنهد بعمق::حسيت كأني عايشة في كابوس. ماما عفاف متخيلة إني بعمل حاجة غلط، وده جرحني.
كاميليا بجدية:: لازم تفهمي إن الشكوك دي تعكس ضعفها، مش ضعفك. أحيانًا الأمهات عندهم هاجس من فقدان أبنائهم.
بشري بصوت خافت::لكن أنا مش بخون أسر، أنا بحبه بجد. حتى قراري بالعودة كان صعبًا. لكن هي مش حاسة بده.
كاميليا بحنان:: لو بتحبي أسر، قولي له. ان مامته بتضايقك واحكي له على اللي حصل،
بشري تفكر:: صح، بس خايفة يكون ده ممكن يزيد الضغط عليه. هو عايزني أكون قوية وأتحمل، وأنا عايزة أكون قوية بس…
كاميليا تقاطعه:: وبعدين؟! ما تحسسنيش إنك لو اتكلمتي هتكوني ضعيفة. بالعكس، القوة تكمن في مواجهة التحديات. إذا كان فيه حاجه، بتزعجك، لازم تعبرى عنه.
بشري تتردد::بس أنا عارفة إن أسر تحت ضغط كبير بسبب مامته. وعندي إحساس إن أي كلمة ممكن تتسبب في توتر العلاقة بينهم.
كاميليا بصوت مطمئن:: بس لو استمريتي في السكوت، هتبقى ضحية للضغوط. العلاقات بتحتاج للشفافية، وأسر لازم يعرف . او على الاقل اتكلمي مع حماتك اشرحي لها قد ايه انت بتحبي اسر.
بشري تتنفس بعمق:: عندك حق. لكن إزاي أبدأ؟ هي مش هتسمع مني، وهي متشبثة برأيها.
كاميليا بتفاؤل::حاولي تخاطبي الموضوع بشكل هادئ. قولي لها إنك بتحبي أسر، وإنه مش عندك أي نية انك تسيبيه. شجعيها، تتقبل مشاعرك.
بشري تبتسم ببطء:: حاسه اني ممكن اقدر دلوقتي، يمكن يكون هو ده الحل، بس لو استمرت في الكيد بتاعها ده، هعمل ايه وقتها.”؟
كاميليا بثقة:: لو استمرت، وقتها تفكري في انك تبني حدود. الأهم إنك تحمي نفسك وعلاقتك. وأنتِ تستحقين السعادة، بغض النظر عن أي حاجه،
بشري بحماسة:: شكرًا،يا كاميليا. دعمك بيخليني احس بالقوه..”
كاميليا بابتسامة:: أنا هنا معاكِي في كل خطوة. حاولي تاخدي الخطوه دي في اسرع وقت، وإنتِ هتشوفي الأمور بتتغير للأفضل.
***********************

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وابقى بدون لقاء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى