رواية هي والحياة الفصل الثاني 2 بقلم مارينا عطية
رواية هي والحياة الجزء الثاني
رواية هي والحياة البارت الثاني
رواية هي والحياة الحلقة الثانية
مش سهل على أنسان أنه يكسر حيطان الماضي فجأة ويمشي في الإتجاة المُعاكس لية، مش سهل يوم من أيامك بدل ما بتصحى عادي، تصحى تحاول تتألقم على حياة تانية أنت مخترتهاش، ولا أخترت تكون جزء منها حتى ولكنها أفترضت عليك.
_ مامنعتهاش؟
“- وإنتِ فاكرة إني ممنعتهاش!، ده أنا دمي نشف يا جميلة”
_ أنا كنت فاكرة أن أي قصة حُب بتنتهي بحُب.
“- مش كل قصص الحُب بتكون من الأول صح، في قصص منهم بتبدأ برد الروح وبتخلص بتطلوع الروح!”
“- أوعي يا جميلة تعملي زي أُمك”
_ أعمل أية؟
“- تحبي”
_ هو حرام؟
“- لو هياخد روحك حرام، علشان روحنا أمانة المفروض أننا نحافظ عليها من هلاك الدُنيا علشان لما نسلمها اللي خلقنا تبقى نضيفة”
_ كلامك كبير ياستي وأنا مش فاهماه.
“- بُكرة تفهمي”
“- قومي خلينا نخلص”
_ برضو هنمشي!
“- معدتش في إيدنا حاجة، العمل عمل ربنا”
قُمت أكمل اللي كُنت بعمله، جو الليل بقى هادي قوي ومُحزن وكئيب
كأنه بشاير على دخول حياة جديدة كلها مرض للروح والنفس، وأنا بس كنت عاوزة أعيش من غير أذية، ويوم ما أتذيت أخدت الاذى من أقرب الناس ليا، حتى مدنيش فُرصة أني أتخطى الجرح القديم اللي سببه لينا، وقرر أنه يوَسخ فتحته ويوسعها بالقسوة ويفضل الجَرح ينزف ومحدش يعرف يخيطه ويلِمه، وكأنه جَرَب.
دخلت أوضة أُمي، قعدت على سريرها الأوضة الوحيدة اللي سابو فيها سريرها، أصله مش مكتوب في قرار المحكمة، كُل حاجة كانت مكتوبة أتنفذت وأخدوها ومشيوا، حتى تسريحتي! اللي كُنت كل يوم أتزوق قُصادها وأُحط الروج والبس الطرحة وأسمع أغنية ” بنتي وحبيبتي وكُل حاجة في الدنيا ديه”
كنت لسه بحس بحضن إيده وهو بيطبطب عليا ويسلمني لعريسي، هو عمره ماحضني، أنا عمري ما حسيت بحاجة غير بقسوته.
بس أكيد حضنه حنين!
حضنت صورتها شيلتها في حضن قلبي وأنا بمسح دموعي، حاوطها بدراعي والدموع بتنزل على عيونها في الصورة، كأنها هي اللي بتعيط مش أنا، كأن الدموع قررت تتحر دلوقتي في صورتها إلا وعُمري ما شوفتها بتبكي ولا بتعيط قُصادي!
ضميتها بـ إيدي ورفعت رُكب رجلي قدامها وقفلت عليها زي الطفل اللي مشتاق للعبته.
غمضت عينا.
° أية رأيك في الفستان ده؟
حضنتها.
_ حلو أوي، بس لية مفهوش ورد زي فستان بنت خالتي؟
° علشان إنتِ أكبر وردة في العالم.
بوستها في خدها.
_ وإنتِ أجمل أم
ماما أنا أخدت أنهاردة درس تعبير.
° وعملتِ أية ؟
_ جبت فيه أربعة من عشرة.
إتخضت.
° في التعبير يا جميلة ؟
_ أيوة.
° لية!
_ كل الميسات اللي عندي في الكِلاس غيروا الموضوع اللي أتعودت أكتب عنه.
° موضوع أية؟
_ كانوا كاتبين الموضوع عن حنان الأب.
سكتت وملامحها أتحولت.
° وإنتِ عملتِ أية ؟
_ أنا كتبت عنك إنتِ، فـ الميس قالت إني غبية مبفهمش وأديتني أربعة من عشرة.
ملامحها أتحولت لغضب.
° مين الميس دي ؟ أنا لازم أروح لها.
مكنتش بتسمح لأي حد أنه يزعق ليا حتى لو بهزار! مكنتش بتسمح لحد أنه يشدني من ضفايري، ولا كانت بتسمح لحد أنه يلمسني حتى لو كانت بنت زيي.
أنا معرفتش أكره، ولكن عُمري ما عرفته أحسه بشكل طبيعي.
أفتكر يومها مسكتتش غير لما الميس اللي قالت ليا كدة أتعاقبت من المُدير.
حاجة حصلت جوايا خلتني أقوم مخضوضة بسُرعة، فتحت عينا وأنا لسة حاضنة صورتها
بصيت في موبيلي لقيت الوقت متأخر ! أنا نمت من غير ما أحس تقريبًا.
نمت وأنا بفتكر ذكريات لسة محفورة جوايا،
روحت أطمن على جدتي لقيتها نايمة على الأرض! ما هو مفيش مكان بقى في البيت، سابوها على البلاط أخدوا كل الذكريات معاهم ومشيوا.
_ ستي، ياستي.
كنت بهز فيها بس مكنتش بتتحرك.
صرخت.
_ ستي!!
قامت مفزوعة وبصت ليا وهي بتهته في الكلام.
“- في أي؟”
حطيت إيدي على قلبي.
قعدت جمبها في الأرض.
_ قومي ياستي نامي جوه.
“- فين؟”
_ على السرير جوه.
“- وإنتِ؟”
حضنتها.
_ جمبك.
“- هي الساعة كام دلوقتي؟”
_ الساعة ٤ الفجر.
“- طب أنا جعانة، متقومي تجيبي ليا جبنة قديمة وقوطة”
_ مش الدكتور منعك من الأملاح؟”
“- معلش على نفسي”
وباستني في خدي.
كنت عارفة أنها مش هتسكت غير لما تاكل منها، لأنها مش بتحب تمنع نفسها عن الحاجة اللي بتحبها.
قومت جبت لها على قد نفسها علشان متتعبش مني بسببها، وقعدت جمبها وأكلت معاها.
“- قربتي تخلصي؟”
_ ايوة خلاص هانت.
أخدتني في حُضنها ونمت، حضنها كان دافي قوي.
صحيت تاني يوم الصُبح بدري عنها وبدأت في اللي مفروض أعمله علشان نمشي!
همشي من البيت اللي عشت واتربيت ولعبت وعيطت، وفرحت فيه!
الباب خبط.
_ أيوة!
كان نفس الظابط اللي جه امبارح.
= أنا كنت قايل لجدت..
_ عارفة قالتلي.
= القوة تحت، أنا مردتش أطلعهم لغاية ماتخلوا البيت و…
_ خلاص، خلاص في حاجة تانية؟
كنت بتكلم بخنقة قوي وماسكة دموعي بالعافية.
= أنا آسف بس…
سمعت صوت خبطة قوية على الأرض، سبت الباب مفتوح وجريت أشوف في أية.
دخلت الأوضة اللي فيها جدتي لقيتها متكومة ومرمية على الأرض.
صرخت وأنا بطير عليها والدموع اللي أتكتلت في عيني نزلت في الوقت ده بالتحديد.
_ ستي، ستي..
مكنتش بترد عليا.
_ الحقوووني.
كنت بصرخ أن حد ينجني وأن ربنا يسمع مني ويبعت لي حد يسند معايا.
لقيت الظابط دخل الأوضة بخضة.
بعياط ودموع غرقت طرحتها.
_ الحقني.
قرب منها حط إيده عليها بص ليا وعيون الخضة جواه، وأتكلم بصوت مرتجف.
= دي قاطعة نفس!
وقتها حسيت فعلًا الدنيا خلصت هنا.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هي والحياة)