رواية هوى القلب الفصل الحادي عشر 11 بقلم رحاب محمد
رواية هوى القلب الجزء الحادي عشر
رواية هوى القلب البارت الحادي عشر
رواية هوى القلب الحلقة الحادية عشر
إدار مفتاح شقته بهدوء بعد أن انتهي يوم عمله .الذي كان وكأنه دهر .بسبب تلك الشعله التي كانت بين زراعيه لمده اسبوع كامل .وعلي الرغم من ذالك لم يشبع منها !.. عقله لم يتوقف عن التفكير بها لحظه .وكأنها اصبحت شغله الشاغل …
عينيه بحثت عنها عله يجد اثرها .لكنه لم تكن موجوده .ماذا ؟ هل يعقل انها ما زالت نائمه الي الأن الهذه الدرجه ارهقها …
ابتسم بمكر .. وهو يخلع سترته .ثم ألقاها علي الاريكه بالصاله .اتجه إلي غرفته .وانامله تفك ازرار قميصه واحدا بعد ألاخر بنفاذ صبر ..
لكنه ما أن دخل الغرفه وجدها موظبه. ولا أحد بها أيضا ..هدر بصوت عالي ينادي “نعمه ”
كرر النداء مره بعد مره دون أن يجد رد ..
هل يعقل انها خرجت دون أن تقول له ؟ ..
توحشت عيناه بقسوه خالصه عند هذه الفكره، الي اين ذهبت ؟. كيف يمكنها الذهاب الي مكان دون أن تعود إليه ؟ ..
الهذه الدرجه لا تعبأ به ؟ هو يعلم تمام العلم انها لن تذهب الي بيت والدها ليس بعد أن باعها مقابل حفنه من الأموال. وهي قالت بنفسها انها لن تخطوا ذاك المنزل مره اخري !.. ا
حسنا حسنا يا نعمه حسابك معي ثقيل .فقط لتأتي اولا …
=====================
نظرت إلي داخل الشقه بحذر .وهي تتساءل هل اتي ام لا .. ؟
أغلقت الباب خلفها .. وما أن فتحت الانوار حتي شهقت بقوه وهي تعود الي الوراء. تضع يدها علي قلبها هامسه “بسم الله “
“ايه شفتي عفريت ” ..
باغتها بهذه السخريه الواضحه….
فاردفت وهي تلتقط انفاسها “لا بس مكنتش اعرف انك هنا انت جيت امتي ” …
“كنتي فين ؟” …هدر بها بصوت جمد الدماء في عروقها..
تلعثمت وهي تلعب بطرف طرحتها “انا انا ك.ك”
تراجعت الي الوراء صارخه بخوف.. حينما القي بكوب من الزجاج تحطم اشلاء بالقرب من قدميها ..
صرخ وهو يتنفس بقوه “بقولك كنتي فين انطقي “
لهجته القاسيه وصوته العالي لم يساعدنها في إخراج كلمات مترابطه من فمها ..فارتجفت شفتيها هامسه برعب “انا انا كنت في الشقه اللي فوقينا ” ..
لم تدري متي وصل إليها.. وهو يمسك زراعها قائلا ببطء وحذر “ايوه كنتي بتعملي ايه في الشقه اللي فوقينا ؟ ” …
“زي ما كنت بعمل عندك بشتغل ” ..قالتها بسرعه وكانها تخشي علي نفسها من أن تتراجع ..
كرر كلماتها ببطء شديد وكأنه يعطيها الفرصه بالتراجع. “كنتي بتعملي ايه ؟ بتشتغلي “
وبقوه لم تدري من اين اتت. نفضت زراعها من بين يديه قائله بحزم “ايوه زي ما سمعت كنت بشتغل في الشقه اللي فوقينا لا هو عيب ولا هو حرام ” …
صدره يهبط ويعلو بقوه يحاول ضبط نفسه عنها .. هو شديد الغضب وكلماتها لم تزد الأمر الا سوء….
نجفه رائعه كانت بجانبها ازاحها بعصبيه مفرطه تكسرت الي مئات القطع .حتي جرحت يده دون أن يأبه لها فقال بصوت جعل قلبها يقفز بقوه كارنب مزعور “لا هو عيب ولا حرام .مراتي انا تشتغل في بيوت الناس. والمطلوب مني اهدي ومارتكبش جريمه دلوقتي ” …
جابهته بالحقيقه قائله “بس محدش يعرف اني مراتك .ولا نسيت اتفاقنا قصدي اتفاقك 6شهور مده زواجنا .وكل واحد فينا هيبقي في حاله.الوضع مش هيتغير. مش دا كلامك ولا نسيت ؟ “
هز راسه بجمود ثم تقدم منها وهو يقول مشددا علي كل حرف من كلماته وهو ينفث النيران من أنفه ” كلمتين ومش هزيد عليهم .اقسم باالله يا نعمه لو رجلك خطت برا عتبه البيت لاهقطعهالك.. والكلام دا مليش فيه مش مرات آسر صلاح اللي تخدم في بيوت الناس.وانا قلت اللي عندي كلامي مش بكرره مرتين .وبحذرك اتقي شري انتي لغايه دلوقتي ما تعرفنيش فخلي الست شهور يعدوا علي خير .من غير مشاكل. ” …
اتسعت عينيها بذعر من كلماته همست بتشتت “طب واخواتي والفلوس .والشغل ” …ضيق عينيه مستمعا الي كلماتها.ثم اتسعت عينيه وهو يفسر كلماتها بفهم خاطئ منه وقد اعماه غضبه .
“فلوس؟ اللي انتي عايزاه فلوس .؟ عايزه كام قوليلي خمسه عشره عشرين .هاااه مش مكفيكي اللي أبوكي خده وعايزه تاني ؟ ” …
غلاله من الدموع غشت علي عينيه بسبب كلماته القاسيه. طامعه بماله اهذا هو ما فهمه ؟ ..
حاولت التبرير لكنه فاجئها حين جلب حافظت النقود التي تخصه وبكل قوه رماها امام قدميها . متشدقا بقسوه “الفلوس اهي خدي اللي انتي عايزاه ولو عايزه تاني قوليلي “وتابع بسخريه مريره “دا انا زي جوزك برضوا ” ….
شهقت بقوه ولم تتحمل اهانته…بكت بحرقه علي نفسها . الذل والاهانه هما رفيقا حياتها منذ أن ولدت وكأنه كتب عليه التعاسه طوال عمرها.. لم تفرح او تذق طعم السعاده يوما .حرمت من كل شئ حتي من الحب والزوج الذي يفهمها .ربما ما كان يجب عليها أن توافق علي هذه الزيجه الفرق بينهما كبير .هو أبدا لن يفهمها…
لا ينكر أبدا أن دموعها أثرت به .وضميره انبه عليها .لكنها أخطأت خطأ كبيرا ويجب أن تعاقب عليه.. كان يريد مراضتها .لكن كبريائه منعه ..
فضرب الحائط بجانبه بعنف … ثم أسرع الي غرفته مغلق الباب خلفه بقوه تاركا اياها. تندب حظها
بعد وقت طويل. انتهي فيه مخزون دموعها فيه وتوقفت عن البكاء .. مسحت عينيها بعنف وهي تجيب نفسها علي التوقف والصمود بقوه .لا لا يجب أن تضعف لو فعلت الان من سيامن مستقبل أخوتها الصغار ؟ ..
أمسكت حافظت النقود التي تخصه وضعتها بسترته التي كانت ملقيه علي الاريكه…
نظرت إلي بابه الذي أغلق بوجهها بحزن. فبدل من أن يحتويها أقصاها من بين زراعيه وكأنه يعلم ان هذا هو اقسي عقابا عليها ..!..توجهت الي المطبخ .. اخذت ركن فيه متسطحه عليه. تذكر نفسها من اين اتت ؟ واين مقامها . هنا مكانها الحقيقي .الذي قضت فيه معظم أيامها. أجبرت عينيها علي النعاس. وبعد مده طويله وحين كادت أن تغفوا..
شعرت بيدين دافئتين يحيطانها بقوه وتملك .. أغلقت عينيها مستشعره لفحات انفاسه الساخنه داخل عنقها….
لم يستطع النوم بدونها وبدون دفئ جسدها الناعم الذي تعودت عليه أنامله… وكأنه ادمنها خلال هذا الاسبوع الواحد …ضرب بكل شئ عرض الحائط .واتي إليها.. وها هو يحيط بها كطفل لا يستطيع النوم بدون والدته ودون أحضانها…
فتحت عينيها وهي تتحرك بين يديه هامسه بعتاب “بعد عني ” …
تنهد بقوه وهو يمرغ وجهه في شعرها هامسا هو الاخر وهو يشد عليها أكثر “هشش بس خليني انام .هموت من التعب ” …
وبسذاجه ليس لها مثيل .. رق قلبها عليه التفتت إليه وهي تتحس جبينه قائله بقلق “ايه اللي تاعبك ؟ تلاقيك مش متعشي هقوم اعملك حاجه تاكلها .”
لم يمهلها فرصه النهوض. حيث جلبها من ذراعها. علي صدره .امسك رأسها يقربها منه. تمتم امام شفتيها برغبه “انا جعان بس مش للاكل. ” .. هذه كانت آخر كلمه قالها قبل أن يطبق علي شفتيها بشوق وشغف.لن يطفأه الا هي !!..
قاومت قليلا ولكنها كانت من الضعف .. بحيث لم تستطع منعه من أن يسحبها معه الي دوامه من سحر اغرقتها تماما ….تستقبل منه عاطفه لم تتذوقها من قبل بجنون لم تشبع منه —
=============================
“صباح الخير يا سما ” ..
رفعت رأسها. ثم ما لبثت أن تاففت بضيق وهي تري تامر أمامها.. التقطت حقيبتها استعدادا للانصراف فليس لديها روح للرد عليه يكفي ما حدث !..
ولكنه أسرع إليها ممسكا بزراعها التفتت إليه تنظر الي يده الممسكه بها بغضب ..
فنزعها علي الفور يحك رأسه غمغم باحراج “اسف .بس عايزك في كلمتين مش هاخد من وقتك كتير والله .انا بس جاي اعتذر علي اللي حصل آخر مره .انا آسف يا سما مكنش قصدي .اتعصبت شويه منك ” رفعت حاجبيها ثم كتفت يديها الي صدرها..فتابع هو بنفس نبره الاعتذار “ايوه يا سما ما برضوا ماتقوليش انك مش ملاحظه وكل اللي هنا عارفين اد ايه انا معجب بيكي .كل اللي عايزه فرصه واحده منك واوعدك انك مش هتندمي “
كان علي لسانها الرفض كعادتها في كل مره حين يتقرب منها لكنه توقفت. وهي تفكر لم لا لم لا تعطيه الفرصه ؟ فهو شاب وسيم ورائع أيضا لا ينقصه شئ .بالتأكيد لن تكون كفتاه ساذجه تقضي بقيه حياتها تبكي علي حظها وحب حياتها الذي ضاع منها … يكفي ما حدث اهانها ورفض حبها ولم يعبأ بها حان الوقت لتريه من هي سما !..
غصبت ابتسامه علي شفتيها وهو تقول بهدوء “وانا موافقه ” ..
لم يصدق أذنيه حين سمع موافقتها.. فابتسم بقوه ثم أردف بسعاده “ايه رايك نتمشي شويه عايزه اقولك كام حاجه كده ” …
وبتحدي أكبر لنفسها وافقت علي طلبه….
عل هذا القلب الاحمق .يتوقف عن النبض لذالك الذي لم يقدر عشقها له
_____________________________
فتحت عينيها .. التفتت حولها .وجدت نفسها بغرفتهم لابد أن هو من أحضرها ألي هنا بعد جنونه ليله البارحه.. غضبت من نفسها كثيرا علي استسلامها المثير للشفقه له .. كان يجب أن تتخذ موقفا علي اهانته الكبيره له.. رغم انه محق في بعض مما قاله هي بالفعل تريد المال . تحتاجه بشده ولكن ليس لانها طامعه لكن لحاجه ضروريه…حذرها ليله البارحه وهددها هل يجب أن تتبع أوامره… لكن أن اتبعت اوامره من اين ستأتي بالمال ؟ ما الحل الان ؟ ..
فكرت قليلا ..انها ستكمل عملها ولكنها ستأتي قبل أن يأتي هو ا .وبذالك لن يعرف انها تعمل من وراءه
علي الفور ذهبت الي الحمام..اخذت حماما سريعا ثم ارتدت ملابسها… اتجهت الي باب الشقه لتفتحه.. لكنه لم يفتح !حاولت مره بعد مره لكن أيضا لم يفتح !..
هو موصدا من الخارج…
بحثت عن نسخه المفاتيح التي كانت معها لكنها أيضا مفقوده ؟ …
جلست علي الارضيه وهي تتافف بضيق فقد استنتجت من غير تفكير .انه هو بالتأكيد من اغلق الباب عليه .. حبسها بين جدران هذا المنزل وكأنه يعلم عنادها…
وضعت كفها تحت ذقنها وهي تشتم وتلعن متوعده اياه بعقاب لن ينساه…ابتسمت بشر .. استقامت من مكانها اتجهت الي غرفتهم ….
فتحت الخزانه قلبت فيها من اليسار وما أن وجدت ما أرادته حتي اتسعت ابتسامتها اللئيمه وهي تتوعد له بليله جحيميه
______________________________
نبضات قلبها كادت أن تتوقف ما أن وجدته أمامها جالسا مع والدها بكل وقاحه …كان شئ لم يحدث ..
تلاقت نظراتهم في عتاب صامت .. لكنها لم تطل هذا اللقاء حين اشاحت عينيها عنه بقوه .مجبره قدميها للتحرك من أمامهم بعد أن ألقت تحيه مقتضبه حتي لا يشك والدها بها…
أغلقت الباب خلفها .. ثم رمت حقيبتها علي السرير
قضمت أظافرها بتوتر وعينيها قد تجمعت بها الدموع .. ومشاهد ليله امس لم تبارح خيالها كسرها بكل بروده اعصاب جعلها تكره نفسها لانها احبته .. تمتمت بحنق “ودا جاي ليه أن شاء الله ؟ مش مكفيه اللي عمله فيه .. انا بكره ولا عمري هكره حد زيه ” وتابعت بارتجاف “هو فاكر انه قدر يكسرني. بس انا مش هديه الفرصه يفرح فيه .ماشي يا شهاب انا هوريك من هي سما ” ..
مسحت بعض العبرات عن عينيها قبل أن تخونها بالهطول.. اتجهت الي باب غرفتها وقد اتخذت قرارها اخذت نفسا عميقا ثم زفرته يبطئ عدت الي العشره وما أن أنتهت حتي خرجت وقناع القوه لم يزل عن وجهها …
لا تعلم بالتأكيد كم فرحته كبيره لا تسع الكون وهو يراها قد عادت الي طبيعتها تضحك وتتكلم بحماس لا مثيل. حتي وان كان الكلام ليس معه ..
لم ينم الليل كله وهو يفكر بها خائفا من أن تفعل في نفسها شئ. لن يستطيع مسامحه نفسه بعدها
وان لم يكن يعلم انه يحبها ام لا .لكنها غاليه علي قلبه. ولن يسمح لأحد أن يؤذيها حتي ولو كان هو …
الفراغ الذي يشعر به الان قاتل .. كانت تملأ عليه يومه بضحكاتها وثرثرتها المستمره حتي غيرتها الطفوليه عليه كانت تسليه.. لكن الان انتهي كل شئ .حتي البسمه لم تعد متوفره له !..
انتهي الغداء علي خير .. وحين حان وقت المغادرة.حيث كان هو ينزل الدرج .نادت عليه لم يصدق في البدايه. لكنه ارتدي قناع الجمود ملتفت إليها. قلب عينيه بملل مصطنع مردفا بتملل “نعم عايزه ايه ؟ “
عضت علي شفتيها بقهر وعينيها تتجمع بها الدموع .لكنها لم تسمح لنفسها بالضعف .. تقدمت منه متصنعه القوه أمسكت يده ..
فنظر إليها باستغراب معتقدا انها ستتوسل إليه أن تبقي بجانبه..ان فعلت ذالك لن يضمن نفسه.!
لكنها فاجئته حين وضعت بيده علبه لم يطل النظر فيها حتي علم انها تلك الهديه التي اعطاها لها بعيد ميلادها …اردفت بصوت حازم “دي هديتك يا استاذ شهاب .اعذرني مش باخد حاجه من حد غريب ” ..
اطبق عليها بقوه ناظرا الي اثرها بحزن وصوت داخله يردد “ها قد عدت وحيدا يا شهاب “
______________________
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوى القلب)