رواية هوى القلب الفصل التاسع عشر 19 بقلم رحاب محمد
رواية هوى القلب الجزء التاسع عشر
رواية هوى القلب البارت التاسع عشر
رواية هوى القلب الحلقة التاسعة عشر
من بين كل تلك الوجوه التي امامها.. هناك وجه مفقود لا تتعرف عليه ذاكراتها.. ولكن قلبها وروحها يخبرانها بذالك الفقد الذي تشعر به !!..
دقات قلبها رتيبه تفتقد للحياه .. جاهله لما حولها جاهله بنفسها اين كانت ومن أين أتت!!
كل ما تتذكره اسمها “زينه !” حتي هذا غير متاكدة منه !
تعيش بين عالم جديد وضعت به جبرا!! ..
نظرت إلي انعكاس نفسها بالمرآه أمامها.. ملامح مشوهه صعب التعرف عليها..
عينان كحيلتان كلما تنظر إليهما.. تستمع الي صوت خافت يهمس باذنيها “عيون كحيله بضيع فيهم كل ما اشوفهم “
لكن من هو صاحب هذا الصوت ؟ لا تعلم !!
أفاقت من شرودها علي صوت يخبرها بأن دورها اتي !..
استقامت من جلستها نظرت إلي الفستان الذي ترتديه اسود ملتصق بجسدها مبرزا منحنيات مهلكه.. يصل الي الركبه.. مفتوح الصدر بنسبه معقوله ..
وجهها مزين بإتقان لا مثيل له مع قصه شعر ناسبت طلتها !
وبخطوات ثابته واثقه مدربه جيدا عليها .. انتقلت الي صاله العرض …تنظر أمامها مباشرة غير مبالية بكل تلك الوجوه التي امامها تتباين ردات فعلهم مابين اعجاب وغيره .منهم من لفته تصميم الثوب مقرراً اقتناءه علي الفور ليضيف لها نجاحاً جديداً ضمن لائحة نجاحتها في مدة قصيرة للغايه .ومنهم من ينظر الي صاحبة الثوب بجسد تتهافت عليه النساء للحصول علي قواماً مثله !
عارضه ازياء ! هذا هو عملها !…
بعد ما انتهت من عملها توجهت للداخل قامت بتغيير ملابسها !
جاءتها صديقتها التي هي أملها الوحيد هي من جاءت بها الي هنا ووجدت لها هذا العمل تدير لها كل عملها .. وكان حظها وفيرا فالعروض تنهال علي راسها كالامطار الغزيره!!..وهي من تنظم لها وقتها وتختار لها العروض الانسب!
“ايه يا زيزي هتعملي ايه النهارده ؟ “
رفعت كتفيها بأهمال قائله بتململ “مش عارفه ! انا بقول نروح البيت هموت من التعب ! السرير وحشني اوي ” ..
اختفت ابتسامه ندي تدريجيا .. ثم زمت شفتيها وهي تقول ببراءه “بس انا عايزه أسهر الليله “
رفعت الاخري حاجبيها ثم اردفت بتوجس “ايوه وانا مالي ؟ اكيد طبعا مش هاجي معاكي ” جرت عليها ندي أمسكت زراعها هاتفه باصرار “والنبي يا زوزو ما تقولي لا.. االسهره علي حسابي هنروح حته ديسكوا انما ايه تحفه .. انا بقالي يومين بروحله وعايزاكي تشوفيه اكيد هيعجبك اوي “
بعد الحاح وإصرار لا ينهتي من ندي صديقتها وافقت وفق شروطها “نص ساعه بس “
هزت الاخري رأسها بسرعه قائله بموافقه “ماشي وانا موافقه يلا بقي احسن هنتاخر !”
عقدت زينه حاجبيها ثم قالت بتساؤل “نتاخر ؟ نتاخر علي ايه ! هو في حد مستنينا ولا ايه ؟”
تلعثمت ندي وهي تقول “لا لا قصدي يعني انتي عايزه تروحي بدري فعشان كده خفت نتاخر “
هزت الاخري رأسها بتشكك… غير مطمئنه لما سيحدث !
=======================
يتنفس بسرعة شديدة وبداخله نيران العالم أجمع. يريد أن يقتل أحدهم وبشده .فلن يطفئ تلك النيران الا هذا .الي هذا الحد وصل الناس بقذارتهم! هو لم يطمئن له منذ البدايه حتي الصغير مروان شكك به .لكنه كان يتحجج أن تلك مجرد غيرة من كليهما فقط لان احدهم اقترب ممن تخصهم… لكن وفي الاخير أتضح أن حدسه لم يخطئ .هو حقير قذر مغرور بتباهي بامواله. ينتقم لانها لم تنجر إليه كالبقية..
ضغط عدة ازارار في هاتفه وما أن اتاه الرد حتي قال بجمود “هاه وصلتوا لفين ”
صمت ثم تكلم ثانيه “تمام نص ساعه واكون عندكم .ومحدش يقرب منه غير لما اجي انا دا حساب ولازم يتصفي “
اغلق الهاتف المحمول مبتسما بقسوة .التقط مفتاح سيارته متجها الي المكان الذي سيحقق فيه غرضه .
_______________________________
هناك حيث السعاده التي يصنعها الناس لأنفسهم … عينيه شارده بين الحضور .. سعادته غير مفقوده اخذتها معها قبل أن تذهب تركته بلا روح!! تناول كأس من النبيذ بجانبه وضعه علي فمه ليبتلعه دفعة واحده .. عله يغيب عن الوعي وينسي! لكن اني ذالك حتي ذالك محرم عليه فهي تسكن أحلامه وصحوه.. لا مفر منها
نظرات الفتيات تلاحقه من هنا الي هنا يتساءلون ما به ؟ لما يبدوا عليه الضياع والحزن.. كل هذه الوسامه والرجوله من هي الغبيه التي كسرت قلبه رجل مثله ؟؟؟
يتغامزون بينهم من ستوقعه اولا !! يتراهنون ويتشارطون!!
تقدمت منه أحد الفتيات .. بها من الجمال ما يكفي لجذب أي رجل .. ولكن ليس رجل قلبه معلق بامراة تملكته تماما
نظرت إليه باعجاب عضت علي شفتيها بابتسامه تتخيل اذا نجحت معه ووقع لها كم سيكون من الرائع أن يكون لديها مثله في حياتها التي هي بالفعل مثاليه !.. بنظرها !
وضعت يدها علي كتفه مالت علي اذنه تهمس بصوت ناعم “ممكن أعزمك علي كاس علي حسابي “
نظر إليها من الاعلي الي الاسفل.. هز راسه لها بموافقه وهو يبتسم بسخريه مريره
كادت أن تطير الفتاه فعليا من فرط سعادتها .. نظرت خلفها تغمز لاصدقائها الذين لا يصدقون انه بالفعل وافق عليها .. الكثيرات منهن حاولن لكن بدون فائده ما الذي حدث الان وتغير !..
“بالمناسبه انا اسمي مايا وانت ؟”
قالتها الفتاه وهي تتلاعب بالكاس بيدها …
تناول الكأس ثم قال قبل أن يضعه علي فمه “آسر!”
همست به مع نفسها وهي تفكر انه اسم علي مسمي آسر وهو بالفعل آسر !
وبحماس لم تستطع اخفاءه قفزت من مكانها
. سحبته من يده وهي تقول بصوت عالي علها تتغلب علي صوت الضجيج “يلا تعال ارقص معايا بليززز “
لم يكن لديه القوه للاعتراض فاستسلم لجذبها له !!
حتي وصلو لساحه الرقص … وقف بلا حراك بينما الفتاه لم تتوقف عن التمايل تلتصق به بلا حياء علها تثيره بلا فائده !
وهناك من الناحيه الاخري كانت قد وصلت ندي وزينه الي المكان المطلوب…!
ارشدتها ندي الي مكان هادئ بعيد عن الضجيج .. مالت علي اذنها قائله بحماس “انا هروح اجيب حاجه نشربها خليكي انتي هنا ” ..
اومئت إليها زينه وهي تتفحص المكان من حولها بنظره سريعه …
____________________________
وصل شهاب الي المكان المنشود في مكان بدي انه خالي من البشر تماما حيث المصانع القديمه التي توالت عليها سنون عدة .هو لم يكن ابداً بذالك الشر في اقصي خيالاته جنونا لم يتخيل أن يفعل ذالك لأجل أحدهم… لكنه فعلها يوماً بعد يوم يتاكد أن صاحبة العيون التي تشبه حبات القهوة. ستسبب له مشاكل كثيرة ويا للغرابه هو مستمتع بذالك الي اقصي حد .المشاكل التي تأتي من حبيبه هي كالعسل علي قلبه !
تقدم منه ثلاثة رجال ضْحام البنية. مثله وربما أكثر قليلا ملامحهم كساها الجمود والقسوة فلا رحمة في عملهم .بادر أحدهم بالحديث بآليه “كل حاجه جهزت يا باشا واهو مرمي جوه “
التوي فمه بابتسامة لا تظهر ما في داخله من غضب كفيلاً بسحق كل من يقف امامه ..
اشار لهم براسه بحركه بارده يضع يديه في جيب بنطاله الرمادي متقدما بخفة الفهد وهم يحيطونه من كل جانب …
نظر بملامح قاتمة الي الشخص المربوط بكرسي صدأ. وعينيه معصوبة بقماشة سوداء..تقدم منه. اشاحها عنه ..
أشار لواحداً من ضخام البنية. بحركة فهمها الاخر علي الفور .فجلب دلواً من الماء افرغه علي وجهه. في مرة واحد.
فشهق ذالك المرمي علي الكرسي بصوت عالي مستيقظاً من غفلته.. بدأ كل شئ يتضح امامه بمرور الوقت .ابتلع ريقه برعب امام ملامح وجه شهاب التي لا تدل علي الخير اطلاقاً!
اردف بتلعثم “في ايه ؟ ومين انتم وعايزين مني ايه ”
ابتسم شهاب بشراسه ثم قال ساخراً”مين احنا فإنت عارف كويس علي الاقل مين انا .وعايز منك ايه ؟ دا اللي هتعرفه دلوقت ”
بدأ تامر بالتحرك بهستيريه وهو يشعر بالخطر من حوله قائلا بصراخ “انتم مش عارفين انا ابقي ابن مين ؟ بابا لو عرف هتروحو كلكم في ستين داهية “
ضحك شهاب بصوت عال ثم صمت فجاه مال عليه برأسه يردد في اذنه مشدداً علي احرفه “وانت افتكرت انك هتاذي حاجه تخصني وبعدين انا هسيبك ؟ تؤتؤتؤ. مش شهاب اللي يفرط في حقه ” صمت تامر يتنفس بصوت عالي ثم قال ببطء يمثل الجهل “وانا مجيتش عند حاجه تخصك .انا اصلاً معرفكش عشان ااذيك “
امسكه شهاب من تلابيبه هادراً بغضب “انت هتستعبط يا روح امك .مش عارف انا مين سما .ولا دا نسيتها هي كمان .هتعلقها بيك وتسيبها في يوم فرحها الصور المزيفه شغل عالي ها اقول تاني ولا افتكرت ”
مع كل كلمه كان يقولها شهاب ..كانت تنسحب الحياة من وجه تامر وهو يدرك أن اليوم موته لا محال ..
وقبل أن يسارع بالتبرير بادره شهاب بلكمة جعلت الدماء تسيل من انفه بغزارة…
حاول التماسك وعدم فقدان الوعي فقال بسخريه .في محاولة التمسك باي شئ للنجاة وهو يتنفس بهستيريه “فاكر نفسك راجل .. وانت بتضربني وانا مربوط ؟”
يبدوا أن أحدهم سيستمتع اضعافاً مضاعفة الان امام هذه الفكرة العبقريه.
“فكوه ” قالها شهاب بصوت بارد كالصقيع
الان هو امامه رجل لرجل .وبدون أي قيود.
شمر شهاب عن ساعديه وعينيه مسلطه علي الاخر..
الذي استعاد قوته ووقف إليه بتحفز ..
ابتدا التشابك. بضربة توجهت لوجه شهاب واصابته علي حين غفله..
وضع يده علي انفه بينما الاخر ينظر له بزهوا معتقداً انه قد فاز بالمعركه .ابتسم بقسوه متمتما وهو ينظر للدماء في يده “لا حلوه دي “
واقترب منه ثانيه. بثلاث ضربات متتاليات من رأس شهاب نجح في اسقاط الاخر.. ليبدأ في الهجوم عليه حتي فقد الاخر الوعي ..
انتصب شهاب في وقفته .. يتنفس بسرعة. بصق عليه باشمئزاز.. ثم وجه كلامه للذين ينظرون الي العرض بلا أي مشاعر “الكلب دا. يفضل.ملقح هنا لا اكل ولا ميه .يوصلوله لغاية ما اقلكم تعملوا فيه ايه ”
وبلا أي جدال .كان الأمر قيد التنفيذ..
________________________________
“واقفين كده ليه يا بنات وبتتفرجوا علي ايه ؟ “
قالتها ندي باستغراب..
جلبتها أحد الفتيات من زراعها “اصدقائها ” ثم وجهتها من كتفيها وهي تقول في اذنها “شايفه مايا بترقص مع مين ” ..
استطاعت ندي في لحظات التقاط صوره مايا وهي تتراقص مع آسر ..
فاغرت فاههه قائله بتلقائيه “مستر لوح التلج بيرقص ؟”
ثم ما لبثت أن انكمشت ملامحها بضيق من منظرهما الذي جعل الدماء تغلي بعروقها.. فما الذي تتميز به مايا عنها حتي يختارها ولا يختارها هي .. فهي حاولت معه سابقا!!
توجهت الي طاوله زينه بعد ما اخذت كوبا من العصير لها ومشروبها المفضل والمعتاد
جلست بجانبها فبادرت زينه تتساءل ” مالك وشك مقلوب ليه ؟ اتخانقتي مع حد ولا ايه ؟”
نفست ندي الهواء من انفها ثم اعتدلت في جلستها قائله وهي تذم شفتيها “انا هقولك بس ما تزعقيش انا عايزه حل مش أكتر”
وتابعت امام نظرات زينه المهتمه والتي حثتها علي الكلام “انا معجبه بواحد هنا .. وهو أمور وحليوه وباين عليه مؤدب كمان…وهو عامل فيها تقيل ومش عارفه اوقعه “
لحق حاجبا زينه واحدا تلو الآخر.. من كلمات ندي الغريبه !
فكرت قليلا ثم قالت بهدوء “خلاص سيبيه مصره عليه ليه ؟”
هزت ندي رأسها بالنفي ثم استرسلت في كلماتها “لا انا عايزه هو ومش حد غيره ” وتابعت بهيام “اصلك ماتعرفيهش ولا شوفتيه طول بعرض دا عليه جوز عينين يا خرابي “….
ثم قفزت من مكانها فجاه وهي تسحبها من زراعها قائله “يلا نرقص “
اردفت زينه بتململ “لا انا هقعد هنا روحي انتي “
هتفت ندي باصرار “بليززز يا زوزو بلييز “
وكعادتها لا تستطع أن ترفض لها طلب .. فوافقت علي مضض …
في وسط ساحه الرقص ..
يتمايل الاثنان علي أنغام الموسيقي الصاخبه .. وندي تحاول جاهده جذب ذالك االواقف وبيده كأس النبيذ!
وحين التف هو بلا مبالاه ..كان الأمر كعرض سينمائي حيث مرت عليها عينيه دون أن تتعرف عليها اولا .. ولكن عادت وتوقفت عليها .. وقف العالم للحظات من حوله يراها امامه لوهله اختلط عليه الأمر هل هو واقعا أم حلم ؟؟؟ .. أميرته وحبيبته هنا من اذاقته الامرين وهو يبحث عنها كالمجنون هنا !
وقع الكأس من يده متحطما لمئات القطع ولم يبالي ..تقدم منها ببطئ وهو يخشى أن يكون حلما يفيق منه بعد لحظات!!..
وقف امامها دون النطق بكلمه .. وحين حولت وجهها وجدت هيئه كانت غريبه علي ذاكرتها دون قلبها وجسدها فتجمدت في مكانها.. قلبها بدأ يخفق بقوه المتها وقد تعرف علي حبيبه ! انفاسها حبست بصدرها
تعلقت عينيها الكحيلتان بعينيه الدافئتين في اتصال لم يقطعه الضجيج من حولهما …
رفع يده ببطء مرتعش وضعها علي وجنتها بحنيه.. باستجابه سريعه من جسدها اغمضت عينيها تلقائيا ..
تاوه بخفوت قبل أن يجلبها بقوه الي صدره.. يحتضنها الي قلبه يخبرها بصمت عن مدي اشتياق كل ذره به إليها ….. لم تؤتي هي بحركه ما بل وقفت مصدومه تاركه نفسها له يعتصرها بين ذراعيه بقوه آلمت عظام جسدها سمعت همسه بصوت اجش “نعمه !حبيبتي انتي هنا !كنتي فين ؟ انا كنت هتجنن من غيرك هنت عليكي يا نعمه تسيبي حبيبك يموت !”
صوت ندي المستغرب هو من أخرجها من الجنون الذي يحدث .. فحاولت الابتعاد عنه وهي تتحرك بين ذراعيه بقوه لكنه لم يستجب لنفورها بل زاد من ضمها اليه يستنشقها بجنون وشفتيه عرفت طريقها الي عنقها يطبعها عليه بقوه …
ارتجف جسدها بجنون من حركه شفتيه علي جيدها….تكاد تستسلم وتسكن بين ذراعيه !!
لم تدري ماالذي حدث بعدها .. حاله من الشد والجذب حدثت هناك من يسحبها من بين هذا الدفئ الغريب يريد أن ينتزعها ولم تكن الا صديقتها ندي تصرخ برجال الأمن أن باتو ليساعدوها.. فتجمعوا حول آسر الذي كان كالاسد المتمسك بفريسته يصرخ بهم كوحش طليق بكلمات لم تفهمها !!سقط علي الارضيه جاذبا اياها بين زراعيه يتكلم كالمجنون “مش هسيبكم تاخدوها مني تاني ! مش بعد ما لقيتها ! “
حاله من الذعر اصابتها.. والأصوات بدأت في التعالي والجميع قد انتبه لما يحدث !!
لم يجد الحارس حالا سوي أن يضربه علي راسه بحركه .. فقد بعدها الوعي مباشره
وهم ينتزعونها من بين زراعيه … احتضنتها ندي وهي تقول بقلق “انتي كويسه ؟”
هزت رأسها بسرعه وعينيه معلقه عليه … قلبها بدأ ينغزها بشفقه علي هذا الغريب
سحبتها ندي بسرعه من مرفقها تجرها خلفها جرا بينما هي تتبعها كالمخدره !والحيرة تتاكلها!
______________________________
دخلت وراءه الشقة تناديه باستمرار… بينما هو لم يرد عليها .ولكنه التفت إليها .
وحينما رات انفه النازف شهقت بصدمه .اقتربت منه بسرعه تسأله بقلق وعينيها تلتهم ملامح وجهه “دم ايه دا جه منين وحصل ايه انت اتخانقت مع حد “
انكمشت ملامح وجهه قليلاً بالم حين وضعت اصابعها علي انفه للتاكد من سلامته..
فقال بهدوء وهو يخفض يدها عنه . “لا مفيش حاجه .تعويره بسيطه متقلقيش ”
هتفت باستنكار “مقلقش مقلقش ازاي انفك بتنزف “
جلبته من زراعه حتي اجلسته علي الأريكة.. اتجهت بسرعة الي مكان ما وجاءت بيدها علبة الاسعافات الاوليه… ارتكزت علي الاريكه بركبتيها. وبدأت بتنظيف انفه .بعيون لا معه.بالدموع..
لاحظ شهاب دموعها المحتبسة داخل مقلتيها فعبس بشده..
جلبها داخل زراعيه. وضع انامله الخشن. علي وجنتيها قائلا بحنان يطمئنها “انا كويس والله ماتخافيش ”
نفت براسه وهي تقول بنبرة مختنقه “مخفش ازاي عليك .انت مش عارف لو حصلك حاجه انا ممكن يجرالي ايه انا ممكن اموت بعديك ” تنهد بعمق امام هذا السيل الجارف من المشاعر التي لم تحاول إخفائها عنه …
امسك يدها قبل باطنها بحنان. ثم همس بصوت اجش “بتحبيني يا سما ؟” يعلم اجابة هذا السؤال لكنه يحب سماعها بالاقرار بعشقه بلا ملل ..
وكانت الاجابه منها سريعه ودون تردد “وعمري ما هحب غيرك ”
وسؤال لم تتوقعه خرج من بين شفتيه
“تتجوزيني يا سما “
والإجابة علي هذا السؤال لم يكن الا اتساع في عينيها بغير تصديق ثم فقدان الوعي بعدها مباشرة. وكان هذا اقل شئ .فالجبل قد تحرك .واخيراً.
___________________
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوى القلب)