روايات

رواية هوس مجنونة الفصل الرابع 4 بقلم شروق مصطفى

رواية هوس مجنونة الفصل الرابع 4 بقلم شروق مصطفى

رواية هوس مجنونة البارت الرابع

رواية هوس مجنونة الجزء الرابع

هوس مجنونة
هوس مجنونة

رواية هوس مجنونة الحلقة الرابعة

نهض جاسر هو الأخر بتعجب:
_ فيه ايه يا بدر انطق واقفت ليه كده فجأة.
جلس الأخير مرة أخرى يشاور بيده لبعض اللقطات، ويشرح لهم ما فهمه:

_ ركزوا معايا في حركة البنت دي بالذات:
-بصوا كل الفريق قاعد الا هي بتتنقل من بينهم أزاي وترجع تقعد و بعدها شويه تلف تاني، وتكلم ده وده بتتحرك بسرعة رهيبة وغريبة جدا.

هات أخر اليوم ده كده وركزوا معايا على خمس دقايق الاخيرة.

هتلاقوها مجمعه كل الرسومات قدامها ورسمهم تاني ليه.

مفيش غيرها هي المدسوسة بينا بنت الأيه…

هب واقفا مرة أخرى يتوعد لها شرا:
_ناديها لي حالًا يا حسين مفيش غيرها بنت الحرامية دي الواحد اتخدع من مظهرها.
جاسر بصدمة من فعلتها يلعن حاله أنه سبب في ذلك:
– بنت الأيه مكنش باين عليها خالص فعلا المظهر مش كل حاجة.

دلف حسين مرة أخرى وأخبرهم بعدم تواجدها بالشركة.

بدر بصراخ عالي ارتعد من في الشركة أثره:
_ هات لي ملفها حالًا يا جاسر انت اللي عينتها.

ظل يعيد شريط المراقبة أمامه العديد من المرات؛ حتى دلف إليه جاسر مرة أخرى محدثًا بعد أن أغلق الشاشة:

_ها جبت الملف لقيت حاجة فيه.

جاسر بعد أن جلس مره أخرى تحدث له وهو يرتعد من غضبه:
_ فص ملح وداب للأسف مش مكتوب عنوانها ورقم تليفونها مقفول بنت اللعيبة إزاي خدعتنا كلنا كدة.

نطق الآخر وهو يتأجج من الغيظ:
_ قاعد تقولي محترفة وزفت على دماغها في الأخر طلعت نصابة انتو ازاي تعينو من غير ما تاخدوا بيانات انا مش هاسكت على المهزلة دي.

جلس على مقعده وتحدث بفحيح:
_ آه لو أشوفها بس قدامي.

صمت ثم تحدث متأججا من الغيظ: مش قولتلك إن بنت دي غريبة شوية.

صمت مرة أخرى، فهناك صراع داخليا، كان يفكر بها بعض الأحيان يرى وجهها الملائكي الطفولي، قلبه كان يريد أخباره بشيء، لكنه كان يرفض تلك الفكرة، حمد الله على عدم وقوعه تحت شباك تلك المحتالة.

جاسر محاولة تهدئته من انفعاله:
_ خلاص في داهيه أحنا مصنعنا التوب في كل موسم مش ده اللي هيأثر علي شغلنا يا بدر نركز في الجاي.

استشاط غضبًا عند ذكر تلك المحتالة أمامه، فغادر جاسر من أمامه عندما شاهد شرارات داخل عِيناه تخرج من محجرها تنذر باندلاع حرب على وشك الوقوع.

لم يحتمل الجلوس في الشركة أكثر من ذلك خرج منها، محاولة تهدئة نفسه استقل سيارته ،تحكم في صوته قليلا ثم هاتفهم في المنزل لتجهيز حالهم للخروج كما وعد أبنته صباحا بأن يخرجها.

بعد عدة ساعات قد حل المساء دخل بدر المنزل بإرهاق بعد يوم كامل مليء بالمشاحنات صباحا، لكن تغير مزاجه برؤيته لأبنته، وصوت ضحكاتها لعبها، ولهوها تناسى قليلا ما مر به، ركضت دهب إلى جدها تحتضنه هاتفه:
_ جدو حبيبي اليوم كان جميل اوي.

ربت الجد عليها:
_ حبيبه جدو كان مشغول بس المرة الجاية هكون معاكي المهم عملتوا ايه انبسطي.

ردت الطفلة بحماس:
_ اوي اوي فرحانة اوى شوفت بابي جابلي ايه

تثاءبت مغلقا جفنيها، و ظلت تتمسح بهم فتحدثت الجدة:
يلا يا دودو قدامي على اوضتك اغيرلك وتنامي وبكره فرجينا على اللعب اللي اشتريناها وأحكي له على عيد ميلاد كمان.

ركضت الصغيرة الى غرفتها، ولحقتها الجدة، بينما توقف والده امام بدر محدثا: _ تعالى يا بدر عاوزك في موضوع اللي حصل في الشركة الصبح مكلمتنيش ليه.
رفع الأخر يده ب استسلام يكاد تفتح عيناه تحدث بتعب وهو يهز رأسه:
_ مش قادر مش شايف قدامي نتكلم الصبح ياريت.

رد عليه الآخر بهدوء:
_ طيب ريح انت وبكره نتكلم وقولي هتعمل ايه المرة دي؟

حرك رأسه ودخل غرفته اخذا حمامًا دافئ ثم أبدل ثيابة لأخرى، ومدد على الفراش يفكر كيفية التصرف حتى غالبه النوم…

صباح اليوم التالي هاتف صديقه عاصم، وبعد السلام أبلغه عن وضع الشركة والسرقة التي تمت و بعد ان استمع اليه، اردف لهه:
_ تمام يا صاحبي هقابلك فين طيب.

بعد أن أملاه الطرف الآخر رد بدر:
_ خلاص تمام ساعة واكون عندك سلام.

خرج وجد والده منتظرة قبل أن يغادر الأخير:
صباح الخير يا حج.

رد عليه الآخر تحية له، ثم تحدث الى ما يثير في عقله:
_ هتعمل ايه يا بدر هتسيب اللي نصب المرة دي مش قايل انك عامل احتياطك وبعدين ايه التهريج ده.

تحدث اليه بدر:
_ المشكلة بيقلدوا شكل لكن خامة زيرو على الشمال انا كلمت عاصم وهقابله وصورها عندي هجبها مش بدر اللي تنصب عليه واحده.

تحدث عز الدين تفاجئ هوية السارقة:
لأ وبنت كمان يا حول الله يا رب فين ضميرهم يبيعوا نفسهم عشان فلوس الناس بقيت تجري ورا اي مادة سهلة يلا يابني روح شوف شغلنا.

بعد اذنك يا حج.

ودعه، ثم غادر بدر متوجه الى صديقة داخل احدى اقسام الشرطه وادلى بتفاصيلها، وأعطاه شريط الكاميرات لصورتها؛ ثم أخذوا، وغادروا، جلسوا داخل مقهى يتناولوا قهوة تحدث عاصم بجدية:
_ سيب الموضوع ده اتابعه و ابلغك لو في جديد، المهم بنوتك عاملة ايه هي اسمها دهب صح.

تحدث بدر اليه:
_ اه دهب حبيبه قلبي اللي مجنناني.

ابتسم عاصم داخله يتمنى ان يشعر بإحساس الأبوه مع من خطفت قلبه:

_ ربنا يبارك لك فيها يا رب.

صمت بدر ثم تحدث بعد تنهيده حاره: عاصم كنت عاوز اسألك سؤال كده يعني لو مش هتضايق.

فهم الآخر من نظرة عيناه ما سوف يحدثه فسبقه في إجابته:
_ عارف عاوز تسألني عنها صح.

هز بدر راسه بايجاب ولم يتحدث، ربت الأخر على كتفيه محدثا: لسه يا صاحبي فاكرها بعد السنين دي كلها.

نظر له الأخر ابتسامة لم تصل الى عينيه،وفتح له قلبه: اعمل ايه اول دقه قلب كانت ليها رغم عمرها كان صغير اوي بس براءتها شدتني المشكلة اني مش فاكر غير اسمها بس مش فاكر حاجه غير صورتها وقتها بجد نفسي أساعدها والاقيها اطمن عليها بس.

صمت يبتلع مرارة الفقد ثم تحدث بعد ان فكر في شئ:
ايه رأيك أرسمها لما كانت العمر ده وانتم تقدروا بامكانياتكم تقربوا و تغيروا مراحل نموها صح مش كده ممكن نقدر نعرفها.

اعجب عاصم بتمسكه لحبه و تخليد ذكراها إلى الأن فتحدث: ينفع طبعا ارسمها و كلمني اخدها منك عرضها على خبراء تكنولوجيا لان انت وقتها مكنش فيه الامكانيات دي وانت مكنتش عارف غير اسمها حتى المكان كانوا فيه محدش يعرفهم كمان حتى المستشفى مكنش فيها اي بيانات، بس لسه فاكر شكلها بعد السنين دي ازاي يا جدع.

قهقه بعدها بمرح فتحدث بدر له: _ هتصدقني لو قولتلك انها لسه بتجيلي في الأحلام لحد دلوقتي ولسه فاكر تفاصيل وشها كأن اللي حصل امبارح.

سيب الموضوع ده عليا وارسملي صوره لها.

أخرج بدر ورقه من محفظته ومدت يده له: جاهزه يا باشا..

قهقه الآخر من سرعته: ايه سرعه دي من عنيا يا بدر استنى مني مكالمة.

وضع الآخر الورقة بجيبه و نهضا بعدها و غادرا كل منهم إلى طريقه كاد عاصم أن يستقل سيارته صَدم فيه شخص دون قصد اعتذر له: اسف مخدتش بالي.

ربت عاصم اليه: ولا يهمك اتفضل.

ركب سيارته، وانطلق بعدها ولم ينتبه الى سقوط الورقة او سرقتها من قبل ذلك الشخص المجهول!
..
في مكان آخر دلفت و ابتسامتها مشرقة تُنير وجهها الملائكي المزين بحجابها البسيط، و بشرتها الحليبية الصافية بدون مستحضرات تجميل، تُحيِ الأطفال قائلة بصوت هادئ:
_ أهلا بيكم يا حبايبي.
جميع الأطفال ذات الوقت:
_ أهلا يا ميس.

ثم أردفت بحب أعرفكم بنفسي أنا اسمي ميس دهب المدرسة الجديدة ممكن أعرف أسماءكم واتعرف عليكم الأول أية رأيكم، وبعدها نقروا قصة واللي هيجاوب معايا له هدية حلوة اوي ها مين هيقولي أسمه الأول.

تسابقوا جميع الأطفال برفع الأيدي، و هي تشير نفس ترتيب جلوسهم لمعرفتهم ؛ حتى توقفت عند ذكر نفس اسمها من طفلة أردفت بابتسامة مشرقة:

_ الله أسمك دهب زيي لأ إحنا كده هنبقى اصحاب جامدين اوي بقا إيه رأيك.

البنت الصغيرة بسعادة:
_ أه يا ميس موافقة.

و صفقت الصغيرة بفرحة، لكن تأوهت بألم فجأة، تنظر جانبها لترى سبب ضربها، كمشت وجهها هاتفة بضيق و هي تضم يدها حول نفسها:
_ ليه كده يا همس تضربيني انا زعلانة منك.
بقلم شروق مصطفى
همس بضيق وهي تزم شفايفها:

_ عشان أنا بس اللي صاحبتك يا دهب بحبك أنتي مش عاوزاكي تصاحبِ حد غيري ها.

ردت عليها دهب الصغيرة:
_ بس انا بحب الناس كلها مش حد واحد بابا قالي احب كده وانا بحب الميس الجدية عشان زي أسمي، كمان بحبك و بحب اصحابي كلهم صح يا ميس.

تقدمت لهن هاتفة بحب:
_ و أنتي كمان يا همس أسمك جميل أوي و حبيته وكلكم حلوين أوي حبيتكم اوى والله و كلنا هنا لازم نحب بعض و نحب كل صحابنا وكل الناس الحلوين عشان ربنا يحبنا صح.

تحدثت لجميع الأطفال بعد ذلك و الأبتسامة لم تفارقها شعرت بأنها فراشة تحلق بينهم وهي تسرد لهم القصة، وبعد انتهائها قامت مرة أخرى بسرد بعض أجزائها حتى يقوم الأطفال بالرد عليها و تكملتها.

بعد قليل تحدثت بحماس، و هي تُجذب حقيبتها وتخرج الهدايا والألعاب بسعادة لهم.

_ و زي ما وعدتكم اللي جاوب ليه هدية حلوة اوي.

أثناء ذلك دلفت مديرة المدرسة؛ لتشاهد مدى حب الأطفال لها، وتعلقهم و فرحتهم على وجوههم من أول يوم و استجابتهم أيضا.

سعدوا كثيرًا من تلك الهدايا، وركضوا لها يشكروها، و قابلتهم بالأحضان و ذهبا كلا منهما إلى مكانه يلهو بلعبته.

تحدثت دهب لهم وهي تودعهم:
_ أشوفكم بكرة وقصة جديدة وأشوف مين مركز ونكبر الهدية شوية ها موافقين؟

استمعت إلى جميع أصواتهم معا:
_موافقين يا ميس.

غادرت المدرسة متوجهة الى منزلها و هي بقمة سعادتها بتحقيق حلمها.

دهب فتاة الخامس وعشرون محجبة رقيقة، هادئة تعشق الأطفال تعمل مدرسة.
….
مساءً
دلفت عهد ابنه عمه دهب بعد يوم عمل شاق؛ ارتمت على أقرب مقعد لها لتريح جسدها من تعب اليوم قليلا؛ وجدت والدتها تأتيها بعد أن استمعت لصوت مفاتيحها كوب مليء بعصير ليمون فريش:
_ أتفضلي يا قلب أمك أشربي ده.

ردت عهد بفرحه وهي تتناوله من يدي والدتها:
_ ياه جا في وقته يا مامتي تسلم أيدك هلكانة أوي والله وعايزه السرير قدامي و بس.

الله يكون في عونك يا حبيبتي اشربي.

بعد أن ارتشفت القليل من العصير، هتفت والدتها:

_ قوليلي يا ماما دهب عاملة ايه قالتلك حاجة انا وصلتها الصبح المدرسة بعد ما اشترت شوية لعب ومشيت بعدها على طول.

_ الحمدلله عدى على خير و جت فرحانه و بتقولي الأطفال حبوها وهي اندمجت معهم اوي.
هكذا ردت عليها، وهي تبتسم.

هتفت الآخيرة قبل ان تنهض:
_ دهب تستاهل يا ماما ربنا يعافيها من اللي هي فيه و ربنا يستر في الجاي.

الأم نظراتها كلها قلق:
يستر في ايه تاني هو حصل حاجة طمنيني.

ظلت تتثاوب وهي تشير برأسها:
_ لا مفيش متقلقيش بس ادعيلها انتي بس انا مش قادرة تصبحي علي خير.

هتفت بسرعة قبل أن تدلف لغرفتها:

طيب أسخن لك الأكل استني.

أشارت بيدها برفض: أكلت في العيادة انا هنام.

بعد مرور شهر جن جنونه وما زال يبحث عن تلك المحتالة، وأدلى أوصافها لصديقه عاصم الذي أكتشف بعد العديد من الملابسات التي اكتشفت من خلفها خلال أخر أسبوع قبل تركها للعمل عند بدر؛ القبض على المدعو بيومي بعد التشكك بجواز السفر،وأدل بأوصافها أنتقامًا منها لعدم موافقتها زواجها به؛ وغيره من تلك قضايا النصب، وتزوير أوراق رسمية ايضا، وتغير هويتها الى العديد في كل عمل احتيالي لها و جاري البحث عنها…

تحدثت الصغيرة بحماس وسعادة مع جدها وهو يقود السيارة للعودة إلى المنزل؛ تعبر له عن سعادتها عن اقتنائها لعبة جديدة اخذتها اليوم من معلمتها:
_ شوفت يا جدو الميس عطتني أيه عشان شطورة.

رد عليها الجد بابتسامة:
_ شطورة يا دهب جميلة اوي الميس شكلها بتحبك أوي.

ردت بسعادة:
_ أوي أوي دي حتى أسمها دهب زي اسمي كمان وصحابي بيحبوها اوي.

الجد شرد قليلا مع ترددت ذلك الأسم في ذهنه وشعر احساس غريب لكنه صمت و كمل قيادته وهو ينوي على شيء ما يفعله له.

بعد قليل وصلا الى المنزل، وركضت سريعًا الى جدتها التي استقبلتها بحضن دافئ وقصت لها ما حدث في يومها الدراسي ومكافآتها أيضا.

الجدة بسعاده:
_ الله جميله اوي.
ثم ركضت الصغيرة إلى غرفتها تلهو بلعبتها.
تحدثت الجدة بغرابة، وهي تنظر لزوجها بتساؤل:
_ دي كل يوم لعبه ايه الميس الغريبة دي مضيعه مرتبها على اللعب كدة.

رد عليها بعد أن جلس بجانبها:
_مش عارف والله غريبة أوي بتقول أنها أسمها دهب على نفس أسمها يمكن الله أعلم.

ردت الزوجة بعدم اقتناع:
وايه يعني على اسمها دي بتقول لكل أصحابها برده طيب ما شوفتهاش وأنت تستلم دهب النهارده كنت كلمها.

_ لا والله اخدها و مشيت على طول.

تحدثت أمل مرة أخرى بتعجب:
_ طيب بكره وأنت بتاخدها شوفها و اعرف الحكاية ٱيه واللعب اللي يوميا دي.

عز الدين هتف لها هشوف كده و لو
معرفتش خلي بدر وهو بيوصلها الصبح يسألها عن مستواها كلميه انتي لما يجي هقوم أريح شويه انا.

وغادر من أمامها إلى غرفته

أمل بعد ما غادر زوجها تتحدث لنفسها

” أيوة صح بدر الصبح يقابلها وهروح معاه في سكته أكلمها أنا وافهم منها أيه المُدرسة دي، تخف شوية على العيال لعب ايه هتخلى عيال مش هتعمل حاجه الا بمقابل هدية ولعبة اما اشوفها بس بكرة…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس مجنونة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى