روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل العشرون 20 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء العشرون

رواية هوس متيم (هيامي) البارت العشرون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة العشرون

-أنا لازم أحكيلك كل حاجة وبتمنى تسامحنى لما تعرف، بس قبل ما أحكيلك عايزاك تعرف أنى عملت كدة عشان بحبك يا مالك
صمتت قليلًا تستجمع جأشها لـ تخبره بفعلتها الحمقاء والتي أجبرته بها على الزواج منها، أطرقت رأسها للأسفل مبتلعة ريقها وما لبثت أن تقص له ما فعلته حتى وجدته يضع أصبعه على شفاها يمنعها مما تريد فعله
رفعت عينيها تنظر له فقال بنبرة قاسية حاسمة
-مش عايز أسمع منك حاجة، منكرش أني كنت بحبك وكنت مستني اللحظة اللي هتكوني فيها مراتي وملكي، بس أنتِ بعملتك حطمتيني عارفة يعنى إيه حطمتيني
أقترب منها خطوة بعدما توحشت عيناه فنهش الذعر مخالبه بقلبها وتراجعت تلك الخطوة التى تقدمها لتبتعد عنه فأسترسل قائلًا بألم
-عارفة أني بحبك ودوستي على قلبى جبتى سكاكين وفضلتى تقطعى فيه، والمفروض أنك بتحبيني صح!!!
أنتي متعرفيش حاجة عن الحب وعُمرك ما حبتينى لو كنتِ حبتينى مكنتيش عملتي اللي عملتيه
صاح بكلماته الأخيرة فأنتفض جسدها أثر صياحه الذى لم يزيدها سوا رعبًا و ذعرًا، خرجت كلماتها متلعثمة قائلة بنفي
-مالك أسمعني أنا
أقترب منها متمتم بنبىة مخيفة أمام وجهها وعينيه معلقه بعيناها المتوسلة
-مش عايز اسمعك أنا مش طايقك يا رنا
حاولت السيطرة على خوفها وأستجماع قواها أمام صياحة وصراخه
-أنت لازم تسمعنى أنا وإياد
قاطعها صوت طرقات خافته على باب غرفتهم، فـ أغمضت عينيها بضيق، أما مالك تحرك من مكانه وفتح باب الغرفة فوجد أمامه روز قائلة بلكنتها العربية بأبتسامة أحتلت ثغرها
-مالك ممكن تنزل معايا عايزة أكلم معاك
أبتسم لها مالك بخفة وألتفت حتى يجلب هاتفه فوجدها تنظر له والغضب يسيطر عليها، تجاهلها ومر بجوارها ملتقط هاتفه الموضوع على التسريحة، كاد أن يغادر فجذبته من ذراعيه
-أنت رايح فين معاها أحنا لازم نكلم في حاجات كتير أنت متعرفش عنها حاجة وانا عايزة احكيهالك
جذب ذراعيه من بين قبضتها قائلًا
-وأنا مش عايز أسمعك أنتي متهمنيش يا رنا ومش حابب أسمعك
قال الأخيرة وهو يغادر الغرفة برفقة روز مغلقًا الباب من خلفه، هبطت دموعها التى لفحت بشرتها وجلست على الأرضية ضاممة ركبتيها إلى صدرها داخلة بنوبة بكاء لن تنتهى بسهولة!!!
************
جلس بالمقعد المقابل لمقعد روز بالمطعم الخاص بالفندق، وأبتسامة بسيطة على محياها قائلة
-وبعدين يا مالك!!!
تأفف مالك بضيق وقال على مضض
-ولابعدين ولا قبلين وياريت متكلميش فى الموضوع يا روز انا عايز أريح دماغى شوية
أؤمات له بأنصياع وقالت بمرح
-طيب هنأكل ولا مش هنأكل فى ليلتنا دى
-ليلتنا دى!!! أنتي إيه اللي حصلك آخر مرة سبتك مكنتيش كدة قعدتك فى مصر قصرت عليكى
-وانت مش عايزها تأثر وبعدين انا بقالي خمسة سنين في مصر ده حتى يبقى عيب عليا
صمتت قليلًا تتابع أبتسامته وقالت
-بس هى بتحبك يا مالك بلاش تقسى عليها
كاد أن يجيبها لولا رنين هاتفه الموضوع أمامه والذى قاطعة من أتمام باقي جملته، نظر بالهاتف فوجده رقم إياد، ارتخت ملامحه ونهض من مكانه وهتف بصوت أجش
-هرد على المكالمة دي وراجعلك
غادر المطعم مجيبًا على مكالمته وما لبث أن ينهر ويصرخ به مخرجًا شحنه غضبه حتى وصل لاذنيه صوت ندى الساخر
-أهلًا بجوز بنتي، عامل إيه يا عريس مبسوط بعد ما حققت اللي أنت عايزه وأتجوزت بنتى من غير رضايا،، بقى معقوله بنتي أنا حته العيلة دى تضحك عليك وتشتغلك بالطريقة دى، معقول تخطط وتنفذ وتلعب عليك وتوقعك فى المصيدة بصراحة رنا فأجاتني وأثبتتلي أنها بنتي بصحيح، اسمع بقى يا ابن نبيلة وركز معايا كويس أوي، رنا خليتك لعبه فى أيدها وهمتك أنه حصل حاجه بينها وبين إياد وده مش حقيقى، عملت كل التمثيلية دى عشان تجوزك إيه رأيك بقى في دماغ رنا طلعالى مش كدة
لم يأتيها رد سوى صوت ضحكاته الرجولية العميقة التي زادتها حيرة وجعلت العديد من التساؤلات تدور بذهنها، قطبت جبينها بضيق وقالت بنبرة متهكمة
-أنت بتضحك على إيه!!!
أوقف مالك ضحكاته وعض على شفتيه قائلًا
-هكون بضحك على إيه يعنى يا حماتى، بضحك عليكي طبعًا وأنتي فكرانى عبيط ومعرفش أى حاجة من اللي بتقوليها دى
سيطرت الصدمة عليها وقالت بكلمات متقطعة
-يعنى إيه!!يعنى أنت عارف ب
أحتدت عيناه وقال بنبرة شرسة غامضة لا تليق إلا به
-أيوة كنت عارف بنتك فاكرة نفسها ناصحة بس على مين، أنا المخرج مش بنتك وكنت بتفرج على أدائها العظيم هى وإياد
فلاش باك
طأطأت رأسها للأسفل وعيناها تهربان من عيناه ومن نظراته التى تكاد ان تقتلها مكانها، فقالت بندم و دموعها لاتزال تذرف من عينيها حتى تلونت وجنتيها وانفها باللون الأحمر
-يا مالك انت لازم تساعدنى لازم تشوفلى حل، وإلا والله هقتل نفسى
-أنتى إيه مش كفاية اللى عملتيه كمان عايزة تموتى كافرة، قوليلى فين الزفت إياد انطقى
قال كلماته و هو يرمقها بأشمئزاز فأجابته بتلعثم
-أكيد فى البيت انا لما صحيت و عرفت اللى حصل لبست هدومى و نزلت جرى، خالتو أصلًا مسافرة بقالها يومين، أنتى ناوى على ايه يا مالك
دفع خصلاتها بعدما توحشت تعابير وجهه وتحولت للشراسة وقال بنبرة آمرة تحمل العديد و العديد من الوعيد
-خليكى فى العربية لحد ما اطلع اغير هدومى و انزل و نروح للزفت ده و اشوف هنعمل ايه فى القرف اللى عملتوه يا بنت عمى
ترجل من السيارة ودفع الباب بقوة فقابل بوجهه هبه التى كادت ان تدلف البناية و رآته يترجل من تلك السيارة وما أن أقترب منها حتى تبسمت بوجهه بتردد بعدما رآت الغضب يليح على وجهه
-صباح الخير
كز مالك على أسنانه و اماء لها بهدوء و اجابها بأقتضاب صاعدًا درجات السلم فقطبت جبينها لفعلته و دلفت المصعد متعجبه من حالته و هيئته مخمنه بأنه قد وصل إليه بعض الأخبار السيئة
أما بالسيارة و بعدما دلف العمارة تنهدت براحة وأنتشلت حقيبتها واخرجت منها مرآة صغيرة و نظرت بها و رفعت يديها مهندمة خصلاتها قائلة بمكر واعجاب بنفسها
-الله عليكى يا بت يا رنا لما بتفكرى، مش انت اللى مش عايز تعبرنى بمزاجك خليه بقى غصب عنك يا بن عمى
وسرعان ما ألتقطت هاتفها وقام بالأتصال على احدهم وابتسامة خبيثة ترتسم على وجهها
-نص ساعة بالكتير وهنكون عندك ورينى بقى شاطرتك
ولج مالك لمنزله مخرجًا هاتفه وهو يسير تجاه غرفته، دخل غرفته واضعًا الهاتف على أذنيه وما أن جائه الرد حتى صاح بصوت غليظ حاول اخراجة هادئًا حتى لا يفضح آمرها أمام والدته
-أنت إيه لازمتك نفسي أفهم كنت فين أمبارح ورنا ماشية مع الحيوان اللي اسمه إياد أنا مش قايلك عينك متغبش من عليها وتخلى بالك منها
أبتلع الرجل ريقه بتوتر وقال مدافعًا عن نفسه
-حضرتك أنا بعمل اللى قايلى عليه وامبارح آنسه رنا مغبتش عن عينى حتى مطولوش امبارح قعدوا بتاع ساعة كانوا بيكلموا وبعدين كل واحد روح وأنا مشيت وراها لحد ما أتاكدت أنها طلعت البيت
وبتلك اللحظة شعر بأن روحه قد عادت له مرة آخرى بعدما شعر بمفارقتها له بعد فعلتها الحمقاء تنفس الصعداء ولكن سرعان ما أغمض عينيه متوعدًا لها، فحتى الآن لا يعلم سبب كذبها ذاك…..
باك
صرخت به ندى بصوت رج أركان المنزل
-ومدام أنت عارف كل حاجة أتجوزتها ليه، نفذتلها ليه اللى هى عايزاه
ألتوى فمه بأبتسامة جانبية وقال بهدوء مطرقًا رأسه بخذلان
-عشان بحبها، وعشان كدة اتحكمت في غضبي وأتراجعت عن قرارى بتاع زمان واللي هو أن أنا وهى مننفعش بعض
رنا بقت مراتي وهتبقى أم ولادي بس قبل ده ما يحصل لازم أصلح اللي أنتي عملتيه وأعيد تربيتها من جديد يا مرات عمي
*********
رفعت وجهها الذي كانت تدفنه بقدميها وأعينها حمراء لون الدماء، رفعت أناملها وكفكفت دموعها وتحاملت على قدميها مهندمة خصلاتها المبعثرة ومدت يديها وفتحت باب الغرفة مغرة إياها راغبة بأستنشاق هواء نقى لعله يريحها ويهدء من روعها ومشاعرها المبعثرة
بعد قليل خرجت من المصعد وأتجهت تجاه حمام السباحة لا تبالى بنظرات البعض المندهشة من حال وجهها الباكي فهيئتها كانت تفطر القلوب
جلست أمام حمام السباحة مغمضة عينيها رافعة رأسها للأعلى والهواء النقى يلفح بشرتها وجعل خصلاتها تتطاير…ظلت على وضعها ذاك لوقت لا تعلمه كل ما تعلمه هو ذاك الشعور التى شعرت به وهو مراقبة أحدهم لها وصوت أنفاسه التى تصل إليها
فتحت عينيها تنظر بجوارها وكان لها ما ظنت، خرج منها شهقة خافتة لجلوس ذاك الشاب الوسيم أمامها بـ بشرته الداكنة الجذابة ولحيته الخفيفة، أبتلعت لعابها وأزدادت خفقاتها بتوتروهى تراقب نظراته المعلقة بها ولا تنزاح من عليها فظلت تطالعه بنظرات متسائلة عن سبب جلوسه ذاك وتأمله لها بتلك الطريقة ولكن صوتها لم يسعفها لطرح أسئلتها التي دارت بخلدها فكان هو أول من يتحدث
-ليش عم تبكي، مين هاد المغفل اللي خلاكى تبكى بهى الطريقة وخلى هى العيون الحلوة تبكي
أبتلعت غصة مريرة بحلقها وحركت رأسها تجاه حمام السباحة مرة آخرى قائلة بنبرة حاسمة
-لو سمحت عايزة أقعد لوحدى
أبتسم بخفة ونظر أمامه وقال بلهجته العربية المميزة
-ما بيصير هاد الجمال كله يقعد لحاله، لو سبتك لحالك هكون مغفل وكبير كمان
قطبت جبينها بأنزعاج وألتفتت ترمقه بضيق
-طيب خليك أنا اللي هقوم
نهضت من مجلسها وغادرت من أمام ذلك المتطفل الوقح الذى ألقى عليها كلمات غزل صريحة، نهض من مكانه يلحق بها متمتم بنبرة مرحة
-طيب ما بدك نتعرف أنا أسمي بدر سوري ولبناني ومصري يعني متعدد الجنسيات وبحب الجمال وبقدره كتير كتير، وفينى احكي معك مصري إذا بتحبى
************
أغلقت الباب من بعدها ثم دخلت المرحاض وغسلت وجهها بالماء الفاتر، ألتقطت المنشفة جففت وجهها وهى تحدق بصورتها المنعكسة بالمرآة
خرجت من المرحاض وأتجهت صوب الفراش وأزالت الغطاء وتدثرت أسفل الغطاء محاولة الذهاب بسبات عميق علها تنسى آلامها وأوجاعها، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل وكيف تنجح بذاك وهى تعلم بوجوده معها الآن، أستمعت لصوت الباب وهو يفتح فتصنعت النوم مغلقة عينيها
خطى بقدميه تجاها و وقف أمامها للحظات يتطلع بها فقط دون أصدار أى صوت مما جعلها في حيرة من آمرها وقاومت رغبتها التى ألحت عليها لفتح عينيها و رؤيته، وأخيرًا تحرك من مكانه والجًا المرحاض مغلقًا الباب من خلفه بهدوء
وبعد مرور بعض الوقت خرج من المرحاض وأغلق الأضاءة المشتعلة ونام بجوارها معطيًا إياها ظهره وأغلق عينيه فصدح صوتها الهادئ
-عملت إيه!!!يارب تكون أنبسط معاها
فتح عينيه لوهله وسرعان ما أغلقها مرة أخرى متجاهلًا أستفسرها الوقح والذي يحمل بين طياته الكثير
تقلبت بالفراش وأقتربت منه حتى كادت أن تلتصق به محتضنة إياه من الخلف هاتفة بنبرة أكثر هدوئًا من سابقها وأنفاسها تلفح جانب أذنيه مما جعله يغمض عينيه مستمتعًا بذلك القرب الذى لايحدث كثيرًا، متذكرًا بتلك اللحظة قبلتها له الذى حاول نسيانها وأخراجها من عقله قدر المستطاع وجائت هى بطريقتها العفوية وأحييت تلك المشاعر مرة ثانية
-مالك خلينا نبدأ من جديد، أدي لجوازنا فرصته
سيطر على مشاعره الجامحة وحرك يديه مزيحًا يديها ونهض من الفراش مغادرًا إياه ذاهبًا تجاه الأريكة ونام عليها واضعًا يديه على عينيه قائلًا بسره بعدما أهدأ مشاعره الثائرة
-هيحصل يا رنا هيحصل وجوازنا هيأخد فرصته بس قبل ما ده يحصل لازم تتغيري، ولو مش عشاني يبقى عشان نفسك
***********
صباح اليوم التالي
فتحت الباب دون طرقه وصوتها يدوى بالغرفة بأكملها
-بت يا حنين، أنتي يا بت قومي يلا عشان تروحي الجامعة يا مقصوفة الرقبة أنتي وكفاية حداد على اللى ما يتسمى، أنتي هارية نفسك عياط وهو مبسوط في حضن السنيورة، يلا يا بت قومى شوفي حالك بلا حب وكلام فاضي خدنا إيه منه يعنى غير وجع القلب قومي يلا
أجابتها حنين وهى لاتزال مغمضة جفونها
-مش عايزة ومش رايحة في حتة وسبينى في حالي بقى
لكزتها صباح مغمغمة بغل
-خليكي مكانك يا خايبة وربنا ما أنتي نافعة أبقي تعالي تفي في وشي لو نفعتي
أعتدلت حنين بالفراش صارخة بصوت عالي صاخب جعل صباح تهرول من الغرفة
-أسكتي بقى ملكيش دعوة بيا محدش له دعوة بيا أنا حرررة كفاااية بقى كفااااااية
*********
أستيقظت على صوت رنين هاتفها الذي لا يتوقف عن الرنين فأستيقظ ثائر أولًا وألتقط الهاتف فوجدها رنا هى من تهاتفها
فمسح على وجهه مرددًا اسم هيام
-هياام أختك بتتصل ردى عليها هيام
تململت في نومها دافنة وجهها بعنقه ضاممة إياه غير منتبهه لحديثه، فعاد يناديها مرة آخرى ولكن بنبرة أعلى من سابقها
-هياااام أختك بتتصل مش هتردي يعني أرد أنا عليها طيب
هنا وأنتبهت لحديثه عن آخرى فـ فتحت عينيها تنظر له ونهشت الغيرة قلبها عندما ظنت بأنها حنين وعادت مهاتفتها مرة آخرى بعد ما حدث أمس
أنتشلت الهاتف من يديه بعصبية واضحة
-ترد على مين أنت عبيط!!
ارتفع حاجبية مرددة كلماتها الناعتة له
-عبيط!!!
نظرت للهاتف فوجدتها رنا فتنهدت براحة وأجابتها غير منتبة لذاك الغاضب أمامها وأعتداله بالفراش وتركه إياه متجهًا للمرحاض مغلقًا الباب بعنف بعدما رمقها بنظرات نارية
-ألو صباح الخير
-ايه ده ماله صوتك يا رنا أنتي معيطة
-أيوة، أنتي مش ناوية تنزلي بقى ولا ايه أنا كل ده مستنياكي تكلمينى الساعة داخلة على ١١ ومالك صحيت من النوم ملقتوش وبصراحة مش عايزة مشاكل معاه، وياريت تخلى ثائر يكلمه أنا مش حبه اكلمه
-طيب حاضر هخليه يكلمه وانتي قومي البسي عقبال ما ألبس انا كمان وننزل سوا
-ماشي
أغلقت معاها وتحركت صوب الخزانة مخرجة لها ملابس حتى ترتديهم وبعد مرور بعض الوقت خرج ثائر من المرحاض وهو يتجاهلها تمامًا فصاحت بمرح
-اخيرًا خرجت أفتكرتك هتبات جوة، هدخل انا بقى اخد شور تكون أنت بقى كلمت مالك تشوفه فين عشان رنا مش عايزة تكلمه وبتقول نزل من الصبح
كادت أن تلج إلى المرحاض ولكن صموته وسكونه أثارت شكوكها فتراجعت مرة آخرى وسارت تجاه واقفة خلفه فكان هو يقف أمام المرآه يهندم خصلاته للوراء بطريقة عشوائية فنظرت بعيناه الفيروزية عاقدة ما بين حاجبيها
-هو أنت مردتش عليا ولا أنا متهيألي
ألتفتت ينظر لها وأبتسم بسخرية سرعان ما تحولت لغضب
-ادخلى الحمام وخلصينى أنا مش ضامن نفسي لو فضلتي واقفة قدامي كدة كتيرممكن أعمل إيه، يعنى مش بعيد أطبقلك وشك الجميل المسمسم ده
أبتلعت ريقها بخوف حاولت أخفائه قاىلة بنبرة حاولت جعلها مرحة قدر المستطاع
-مالك بس يا ثائر ما أنت كنت كويس امبارح ولا انت ملبوس ولا إيه حكايتك بضبط
كز على اسنانه وتمتم من بينهم
-أنتي سمعتي ولا مسمعتيش
أجابته وهى تهرول تجاه المرحاض
-سمعت سمعت بس متزوقش بس
أخرج هاتفه ما أن دخلت المرحاض واتصل بـ مالك الذى سرعان ما أجابه
-فينك يا نجم
***********
وصلا المطعم الخاص بالفندق بعدما قابلا كل من رنا وبعدها مالك وجلسا على أحدى الطاولات وكل منهم يلتزم الصمت التام فنهض ثائر ومالك حتى يجلبون لهم طعام الأفطار فأقتربت هيام من رنا وقالت بخفوت
-إيه اللى حصل أنتوا أتخانقتوا تاني ولا إيه
أؤمات لها رنا وقالت بضيق
-أمبارح كنت عايزة احكيله كل حاجه وأقوله أني محصلش حاجة بينى وبين إياد بس هو مدنيش فرصة يا هيام، أنا حاسة في حاجه مش مضبوطة مالك تصرفاتة متناقضة، شوية أحسه عايزنى وبيحبنى وساعات أحسه مش طايقنى، أنا نفسي بقيت متلغبطة مش عارفة أنا عايزة إيه، أمبارح اللى اسمها روز دي طلعت ورانا لحد الأوضة وتصدقي نزل معاها معرفش راحوا فين ولا عملوا إيه، ب
قاطعتها هيام قائلة بعتاب
-أنتي عبيطة يا رنا أزاى تسبيه ينزل معاها وأزاي عايزة تحكيله اللى عملتيه، دلوقتى مينفعش علاقتكم دلوقتى مهزوزة لازم تتغيري ومالك يشوف التغيير ده بعينه وساعتها تبقي تحكيله لكن اللى عايزة تعمليه ده هينهي العلاقة ويدمرها من قبل ما تبدأ
جاء صوت من خلفهم مغمغم بصوته الرجولي قاطعًا حديثهم
-صباح الخير صبايا كيفكم
نظرت كل منهم تجاه الصوت فعرفته رنا على الفور أما هيام فرفعت حاجبيها وأبتسمت بخفه
-صباح النور أنت مين
جذب بدر أحد المقاعد وجلس أمامهم معرفًا نفسه
-أنا بدر سوري ولبناني ومصري الجنسية وبحب الجمال وبقدره، وهي الصبية الحلوة شفتها وهى عم تبكى وما هانت على اشوفها عم تبكى وما اقرب واشوف ليش عم تبكي بس هى الحلوة ما عطتنى فرصة
أبتلعت هيام ورنا ريقهم وظهر التوتر عليهم وهم يرون كل من ثائر ومالك يقتربون من الطاولة ويقفون خلف ذاك الشاب مفتول العضلات والذى لا يقل عنهم وسامة وجاذبية
فهتفت رنا محاولة أبعاده عنهم وعن االطاولة
-بقولك ايه نصيحة منى قوم وأفلت بجلدك لأنه مش هيحصل كويس أبدًا وممكن تطحن ضرب يا زلمة
قطب ما بين حاجبية وقال بدهشة
-شو ما فهمت عليكي!؟
ابتسمت هيام وهمست
-أنت لسه هتقول شو الله يرحمك كنت قمر
وضع مالك و ثائر صحون الطعام من يديهم على الطاولة بقوة مما جعلها تصدر ضجيجًا، فكان ثائر أول من ضرب على الطاولة متمتم بخشونة
-نعم!!! أنت مين يسطا وقاعد مع حريمنا ليه
-حريمكم!!!
مط شفتيه بأسف وقال
-بعتذر كتير بس أنا بعرف المدام
قالها وهو يشير تجاه رنا وبعدها أسترسل حديثه
– شوفتها أمبارح على البسين وكانت عم تبكى ولما شوفتها هلا حبيت أطمن عليها، على العموم حصل خير أنا بدر
تجاهله مالك وجلس مكانه وقلبه يتألم مما علمه عن معشوقته وبكائها ليلة أمس ورغم ضيقه من خروجها من الغرفة دون أذنه ولكنه تغاطى عن ذلك
غادر بدر الطاولة بل المطعم بأكمله بعدما تجاهله ثائر أضًا ولكن قبل أن يغادر رمقهم بنظرة غامضة وأبتسامة ساخرة ترتسم على محياه
**********
خرجت صباح من المصعد واتجهت صوب شقه ابنها تتأفف بضيق متوعدة له ولزوجته التي أخذته منها وأبعدته عنها قائلة بخفوت وهى تطرق الباب
-مقعدك فى شقة ولا كنتي تحلمى تعيشي فيها، وحياة أمك ما هسيبك تتهني بأبنى أبنى يستاهل ستك ويا أنا يا أنتي يا سارة
ضغظت على رنين المنزل وظلت تنتظر أمام الباب عدة ثواني حتى فتحت لها سارة التي صدمت من رؤيتها لها فلأول مرة تأتي لمنزلهم بعد مغادرتهم منزلها، كادت أن تفتح فوهها وتعنفها كعادتها ولكن منعها ذلك الصوت الانثوي والذي ألقى التحية على سارة
-صباح الخير يا سارة
ابتسمت سارة بأقتضاب وهى تراقب ذلك الرجل الذى يخرج من منزل جارتها وتحرك صوب المصعد ينتظر قدومه
-صباح النور
انتبهت شهيرة لنظرات سارة لآسر فقالت بابتسامة
-احب أعرفك بجوزي آسر
أنفرجت أسارير سارة عندما علمها بأنها متزوجة وابتسمت باتساع وقالت وهى تعرف صباح الرامقة لشهيرة بتفحص ولا تستطيع رؤية ذلك الشاب الذى ترى جانب وجهه فقط
-أهلا بحضرتك، دي خالتي صباح حماتى يا شهيرة
كان آسر يستمع لحديثهم بنفاذ صبر ولا يعطيهم أدنى اهتمام فنادت عليه شهيرة وهى تجز على اسنانها من تصرفاته وسلوكه المتعجرف
-آسر دي سارة جارتنا
ألتفت آسر تجاه سارة مبتسمًا لها بأقتضاب مرحبًا بها
-أهلا بيكي
أبتسمت له سارة بمجاملة أما صباح التى أستمعت لصوته الذى جعل بدنها يقشعر، وعقبها نظراته الحادة القاسية وهو يرحب بها هى الآخرى ببرود أعتاد عليه
-أهلا
وصل المصعد وأستقل آسر به فأستأذنت شهيرة واغلقت الباب والجة منزلها أما صباح فظلت تطلع لآثره بعدم تصديق والعديد من الذكريات تتكرر أمام عينيها مهاجمة إياها وللمرة الأولى يظهر الخوف على ملامحها متمتمة بخفوت
-مستحيل مستحيل

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى