رواية هوس متيم (هيامي) الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة محمد
رواية هوس متيم (هيامي) الجزء السادس عشر
رواية هوس متيم (هيامي) البارت السادس عشر
رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة السادسة عشر
مرت عدة لحظات…
ظلت خلالها يجول بـ ذهنها الكثير والكثير تتذكر معاملته مواقفه مع والدتها…للحظات أصبحت مشتته لا تعلم أتصدقها أم ترفع أناملها وتصفعها على فمها بقوة
أخرجتها حنين من حالتها وأفكارها عندما صاحت بأبتسامة ماكرة
-إيه مش مصدقانى ولا ايه، بصراحة حقك متصدقيش أنا نفسى مصدقتش…بس أنا طلعت أنصح منك أول ماقولتيلى أنه رفضك وقالك انه بيحب واحدة تانية قعدت افكر فى مين اللى ممكن تكون شاغلة قلبه وعقله وهو أصلًا ميعرفش غيرنا…ملقتش قدامى غير هبه الأول قلت لا ثائر مش مجنون لدرجة انه يحب واحدة أكبر منه بس لما واجهته ما أنكرش، يعنى مش بعيد يكون متجوزك عشان يكون قريب من
كادت تكمل جملتها لولا تلك الصفعة التى صدرت من هيام صافعة إياها بقوة قابضة على خصلاتها بغل مردفة بغضب أعمى وعيون سوداء
-أخرسى…أوعى تكونى فاكرة عشان انتى أخلاقك زبالة تبقى كل الناس زيك لا فوقى ثائر مش كدة ثائر بيحبنى انا لو مكنش بيحبنى مكنش اتجوزنى
عضت حنين على شفتيها السفلى من الداخل كاتمة غيظها وغلها من تلك الصفعة التى تلقتها وسرعان ما رسمت بسمه مصطنعه لم تصل لعيناها وغمغمت بأصرار وصوت وصل لمسامع رنا التى تقف بجوار الغرفة بالخارج
-ما انا قولتلك اللى فيها ثائر عارف انها بتحب خالد واديها اهو بعدت ورجعت لـ ابوكى وأكيد ملقاش طريقة غير جوازه بيكى عشان يكون قريب منها يا مغفلة وبكرة يبقى السبب فى أنفصال أبوكى وامك اللى انتى جمعتيهم و
كادت هيام أن تقترب منها وتطيحها ضربًا ولكن ولوج رنا الى الغرفة منعها من ذلك
أتسعت أبتسامة حنين و رمقت رنا بعينيها متفحصة هيئتها وقالت وهى تحول أنظارها لهيام متنهدة براحة وهى ترى حالتها التى اوصلتها لها ولعبها على ذاك الوتر الحساس بالنسبة لها وهو انهيار علاقة والديها
-أشوفك تحت بقى يا عروسة وآه ألف مبروك مرة تانية
خرجت بخطوات هادئة من الغرفة وأعين هيام معلقة بها وكذلك رنا وعقب خروجها من الغرفة اختفت أبتسامتها وأزدادت خفقاتها خوفًا من ان تخرب هيام مخططها وتكمل تلك الزيجة التى إذا حدثت ستنهار كليًا وسينزف قلبها دماءًا مثلما ستنزف عينيها دموعًا
أغمضت هيام عينيها وكلماتها تتردد بـ أذنيها دون توقف، رفعت يديها وصمت اذنيها كمحاولة منها لطرد كلماتها التى جعلتها بتشتت وساورتها الشكوك وجال بذهنها إلغاء تلك الزيجة فهى لن تتحمل ان يبتعد والديها من جديد وستكون هى سببًا رئيسيًا بذلك البُعد لـ أدخالها ثائر العائلة
فاقت على صوت رنا التى تردد اذنيها وتحاول أنزاع يديها من على أذنيها قائلة بنبرة قلقة
-فى إيه، إيه حالتك دى البنت دى قالتلك إيه
تحركت هيام من مكانها متفادية النظر بأعينها حتى لا ينكشف حزنها و وقفت أمام المرآة تهندم زينتها وتجيبها بـ آن واحد
-مفيش يا رنا مفيش
-متأكدة
أماءت هيام لها بهدوء ونظرت بصورتها المنعكسة بالمرآة ورسمت أبتسامة على وجهها وقالت فى سرها
-حنين كدابة يا هيام اوعى تسمعى منها دى عايزة تخرب سعادتك وتبوظ فرحك، هى بتحبه ومن مصلحتها ان الجوازة متمش بس بعينك يا حنين وعمرى ما هصدق حرف واحد من كلامك
***********
فتح الباب و ولج الى الغرفة مقتربًا من خالد راغبًا بأخباره بمهاتفه إياد له فكاد أن يتحدث ويخبره فسبقه صوت تلك الطرقات على الباب فزفر وأقترب من الباب يفتحه
حمحت سارة وأبتسامة بسيطة على محياها وقالت بخجل
-ثائر جهز ولا لسه
أستمع يوسف الى صوتها وهى تخاطب رجل آخر فأعتلت تلك التقطيبة جبينه وتحرك من جوار ثائر الذى تحرك هو الآخر ليرى شقيقته وكان ثائر اول من يتحدث وأبتسامة مشرقة تشق ثغره
-سارة تعالى
تحرك مالك من مكانه مفصحًا لها الطريق موجهًا حديثه لها مما أشعل نيران الغيرة بقلب يوسف الذى يعتبرها ملكية خاصة به لا يحب لرجل آخر سوى شقيقها بالتحدث لها
كز على اسنانه ورسم أبتسامة باردة على وجهه وأقترب منها كالليث الحبيس وقبص على يديها خارجًا من الغرفة بأكملها
-كمل يا ثائر أنت أصلى عايز سارة فى موضوع
مط ثائر شفتيه متفهمًا موقف صديقه وعدم رغبته بدخولها الغرفة لوجود غرباء بها، وقعت عينه على مالك الذى تبدلت ملامحه الغاضبة منذ قليل لغاضبة أكثر وأكثر فقال خالد بمرح غبر منتبهًا لملامح ابن اخيه الذى تبدلت
-مفضوح صاحبك ده أوى
انتبه خالد على نظرات ثائر المتفحصة تجاه مالك فحول أنظاره تجاه وسرعان ما اقترب منه والقلق يعتريه متمتم
-فى ايه يا مالك فى حاجة حصلت ولا ايه
عض مالك على شفتيه من الداخل يكبح غضبه الهادر وخرج صوته متحشرجًا ولكنه يحمل بين طياته غضب ليس له مثيل ماسحًا على وجهه براحة يديه
-عمى الحيوان الـ*** اللى أسمه إياد كلمنى وقال أنه مسافر ومش هيجى
أتسعت أعين خالد بصدمة سرعان ما تحولت لغضب وسار يلوح بيديه فى الهواء وهو يصرخ متوعدًا لذلك المدعو إياد
-هو إيه لعب عيال ولا ايه أزاى يعنى مش جاى ايه التهريج ده
تجهمت ملامح مالك وقال بنبرة خرجت مخيفة لحد ما
-ودينى لـ هلاقيه وساعتها مش هرحمه على عملته المهببة دى انا هورية
كاد يخرج من الغرفة وهو لايرى أمامه من غضبه وعرقه ينبت من شدة الغل، لحق به ثائر وأغلق الباب الذى فتحه مرة أخرى وتمتم بنبرة ذات مغزى
-اللى انت بتعمله ده مش وقته انتوا لازم تشوفوا حل والحل فى أيدك
كان صدر مالك يعلو ويهبط بشدة اثر أنفعاله مضيقًا عينيه
-قصدك إيه!!!!
أستدار ثائر رامقًا خالد الذى أقترب منه ولم تختلف ملامحه كثيرًا عن ابن اخيه بنظرة سريعة
-يعنى تجوزها
وبعدها أكمل بخبث
-ولو مش عايز انا صحابى كلهم عزاب يعنى
قاطعة مالك وهو يمسكه من تلابيبة فزفر ثائر وصاح وهو يبعده عنه
-البدلة يا بابا، البدلة يا حبيبى انا العريس يا خويا
أماء خالد برأسه وقال
-موافق ولا لا يا مالك
أطرق مالك رأسه للأسفل واغمض عينيه للحظات
-انت عارف يا عمى انا عندى أستعداد أعمل أى حاجة عشانك بس مظنش ان ندى هانم هتوافق على كدة
زمجر خالد
-يعنى ايه مش كفاية اللى احنا فيه بسبب ابن اختها الصايع اللى فاكر الجواز لعبه
ألتوى فم ثائر بأبتسامة جانبية وقال بعبث
-مالك معاه حق وعشان نتفادى اى حاجة ممكن تحصل احنا نحبسها فى اى اوضة عقبال ما يكتبوا كتابهم
نالت تلك الفكرة رضا الجميع فـ تنهد خالد برضا وربت على كتف مالك متمتم بأمتنان
-مش عارف اقولك ايه بس انت ابنى اللى مخلفتوش انا مش بشوفك ابن اخويا انا بشوفك ابنى، انا هروح لـ رنا لازم نعرفها معأنى خايف من رد فعلها
**********
دفعها بهدوء طفيف بأحدى الزوايا الساكنة المتواجدة بنهاية الطرقة تحت نظراتها المدهوشة من أفعالة الغير مبررة فهى لم تفعل شئ كى يغضب بذاك الشكل
-فى إيه يا يوسف أنا عملت إيه ضايقك أوى كدة
أرتفع جانب وجهه فى غلاظة متعمدة قائلًا بنبرة ساخرة
-عملتى إيه ضايقنى أوى كدة!!! أنتى كمان بتسألى، أنتى بجد مش عارفة أنى مبحبش أشوفك بتكملى مع صنف الرجالة ده انا مستحمل اخوكى بالعافية، لا وكمان عايزة تدخلى وفيه رجالة فى الاوضة انتى عبيطة يا بت
أتسعت عيناها وهى تستمع لكلماته التى أثارت دهشتها فهى لم تراه بتلك الطريقة بل كل ما أرادته هو رؤية شقيقها والوقوف بجانبة فى مثل ذلك اليوم فأزدردت ريقها خرج صوتها هادئ حاولت به أمتصاص غضبه
-يوسف انا مكنش قصدى أضايقك انا بس كنت حبه اشوف ثائر هو ملوش غيرى انا كل أهله
أخذ شهيقًا طويلًا و زفره على مهلٍ بعدما هدأت ثورته نتيجة لكلماتها التى لامست قلبه، مال عليها أكثر هامسًا لها ببعض الكلمات وشفتاه تلامس أذنيها عن عمد
-أنا أسف حقك عليا متزعليش منى بس أنا مش بطيق اشوف راجل بيهوب ناحيتك، أنا أسف مرة تانية
ابتعد عنها ينظر بعيناها فوجد أبتسامة مشرقة تزين وجهها وتلك اللمعة تبرق بعينيها
كاد أن ينحنى لـ مستوى شفتيها حتى يخطف قبلة من شفتيها ولكنها سابقته مقبلة إياه بأخرى سريعه على وجنتيه باعدة إياه عنها
فقال بمرح
-انتى بتبوسى ابن أخوكى يا سارة، انا مش عايز دى انا عايز
كاد يكمل كلماته الوقحة ولكنها منعته بوضع يديها على شفتيه قائلة
-بس يا يوسف بطل قلة أدب بقى
ابتعدت عنه وسارت أمامه بالطرقة وهو خلفها يلحقها متمتم بصوت عالى متوعد
-ماشى يا سارة الليل لسه طويل ها وحسابك هيبقى عسير
*************
بالقاعة المخصصة لزفاف كلا من رنا وهيام
كانت تجلس وعينيها تجول بالقاعة بأنبهار مما تراه بعينيها الآن، جذبت أبنتها المقعد المجاور لها وجلست عليه بملامح شاحبة باهته لا تعلم ما الذى ستقرره هيام ولكن رؤيتها لذاك التشتت التى تسببت بها يريحها إلى حد ما
فأقتربت صباح منها وغمغمت
شايفة يا البت الأفراح عاملة أزاى، بقولك إيه خليكى ناصحة كدة واول ما الأغانى تشتغل تقومى تديها رقص يمكت تطلعى بعريس لقطة من هنا وأبواب الجنه تتفتحلك يا بنت بطنى ومتبقيش فقرية زى أمك
خبطت حنين على الطاولة بعمف لم يلاحظة أحد بفضل أصوات الموسيقى العالية وقالت بغضب هادر وعيون سوداء
-بذمتك ده وقته أنتى مش شايفة حالتى مش حاسة بقلبى اللى بيتقطع عريس ايه و زفت إيه دلوقتى انا مش هتجوز غيى ثائر حنين مكتوبة لـ ثائر وبس أنت سامعه
ضربت صباح على صدرها مع شهقة خافته متمتمة
-يا خبيتك القوية يا صباح ملكيش نصيب فى حاجة أبدًا، وبعدين ثائر مين يا بنت المجنونه ده الواد فرحه انهاردة
عادت الكرة مرة أخرى وضربت على الطاولة
-مش هيحصل وان شاء الله الفرح مش هيتم
مصمصت صباح شفتيها وتجاهلت أبنتها وهى تتمتم بسرها
-بت فقرية خليكى كدة هتعيشى فقر وهتموتى فقر خلونى انا بقى أعيش حياتى واستلقطلى عريس
ظلت تجول بعينيها تبحث عن غايتها
جاء كل من يوسف وسارة والقى يوسف السلام فأجابته حنين بأقتضاب اما صباح فرمقته بنظره من اعلاه لاسفله وعادت ليحثها مرة أخرى فألتقطت عيناها ذلك الرجل الذى يظهر عليه كبر السن ولكنه لايزال محافظًا على وسامته وجسده فأتسعت أبتسامته وبدأت تفكر بطريقه حتى تتعرف عليه
***********
بالأعلى
وبعدما عادت هبه غرفة ابنتها ولم تجد زوجها بالاسفل وخمنت تواجده مع ثائر، دخلت ندى الغرفة دون طرقها متجاهلة جميع من بالغرفة موجهه أنظارها تجاه أبنتها فقط قائلة بنبرة متعجرفة
-رنا إياد مكلمكيش
-لا متصلش
أجابتها رنا بجمود بذات الوقت طرق خالد طرقتان على الباب فأتجهت هبه وفتحت له و وجدت مالك برفقته فسألها
-البنات خلصوا يا هبه
أماءت له هبه فسار بهدوء داخل الغرفة وأقترب من ابنته وهو يطالعها بنظراته المحبه وبداخله يتلوى لاجلها ولما ستفعله عندما تعلم بهروب عريسها يوم زفافهم ولكن ما فعلته ندى أخرجة من حزنه ذلك
تحركت ندى صوب مالك الذى يلتزم الصمت وقالت مضيقة بعينيها وكأنها أدركت ما حدث قائلة بأتهام
-عملت إيه فى إياد يا مالك ها عملت ايه لابن أختى يا ابن نبيلة انطق
مسكته من تلابيبه تحرك فيه بعنف فزمجر بها خالد وهو يبعدها عنه وصوته يصدح بأكارن الغرفة
-يعنى هبكون عمل فيه ايه ابن اختك هو اللى عمل وكتير كمان وعملته مش هيتسكت عليها وهروبه من الجوازة دى هيدفع تمنها غالى اوى يا ندى ومالك هو اللى هيتجوز رنا انتى سامعة
صدمة لجمت لسان الجميع ماعدا تلك الصغيرة المخططة لكل شئ أغمضت عينيها وتنهدت براحة ودموع تملئ مقلتيها لا تصدق بأنها ستتزوج به….ستتزوج من فارسها الذى لطالما تمنت أن يأخذها خلفه على حصانه الأبيض وتستمع منه كلمات العشق والغرام ويعترف بمشاعره الجامحة تجاها
ظل مالك يطالعها ويتابع دموعها التى هبطت على وجنتيها بتلك اللحظة دون ان تشعر وقد ظن بعضهم بأن تلك الدموع هى دموع حزن وقهر على رحيل عريسها غير مدركين بحقيقة الأمر وأنها تتمنى لو ترتمى داخل أحضان مالكها ومالك قلبها
صرخت ندى غير مبالية بدموع ابنتها فكل ما يهمها بتلك اللحظة أن لا تتم الزيجة ويحصل مالك على أبنتها مثلما حصلت والدته نبيلة على معشوقها وحبيبها الأبدى
-مش هيحصل إلا على جثتى يا خالد انا مش عبيطة انا متأكدة انه هو ورا اللى حصل….طبعا مستحملش يشوف بنتى بتجوزا غيره…ابن أخوك يا أستاذ بيحب بنتك وأكيد هو اللى عمل كدة مش كدة
إلى هنا وكفى…أجابها مالك بتحدى و ابتسامة جانبية ترتسم على وجهه قائلًا بما جعل الدماء تفور بعروقها
-منكرش أنى بحبها بس مش انا اللى ورا حصل إياد هو اللى مش عايز انا مبجبرش حد على حاجة
فتحت رنا عينيها تنظر له بعدما ظلت خفقاتها تضرب كالطبول لا تصدق أعترافة للتو بعشقه لها
حك خالد أنفه ظنًا منه انه اعترافه ذلك ليست سوى كذبة يشعل بها ندى فنظر تجاه هيام التى تتابع ما يحدث باعين شاردة، وتجاه رنا التى اقترب منها ومسح دموعها بحنان فطرى مغمغم
-متعيطيش ده واحد ميستاهلش دمعة واحدة منك يا بنتى انتى تستاهلى مالك ومالك كمان يستاهلك
أرتمت بأحضانه وعلت شقاتها فعقلها حتى الآن لا يستوعب ما يحدث ولا يتحمل كل تلك السعادة
-يلا يا مالك خد عروستك وانتى يا هبه خدى هيام وسلميها لعريسها مستنيها عند الباب
خرجت هبه برفقة ابنتها من الغرفة اما مالك فـ خطى بقدميه نحوها وتطلع لها بنظرات لم تستطع تمييز ماهيتها فأبتلعت ريقها من نظراته التى جعلت جسدها ينتفض لا تشعر بأى شئ حولها سوى لمساته التى زادت رجفته حتى شعر بها مالك وعلم ما فعلته لمساته بها
-يلا يا رنا
التقط يدها بحنان وخرج بها من الغرفة امام مرآى أمها التى حاولت اللحاق بهم ولكن يد خالد منعتها من ذلك قائلًا بفحيح كالأفاعى
-الفرح هيتم بمزاجك او غصب عنك يا ندى
وسرعان ما تركها وخرج من الغرفة فعضت على شفتيها وهى تؤما برأسها تتوعد لهم بعدم اتمام الزيجة وتحركت تجاه الباب التى سمعته يغلق من الخارج عليها
جحظت عيناها وهرولت تجاه الباب وظلت تطرق عليه بجنون وهستيريا
-أفتح يا خالد انت اتجننت بقولك أفتح… الجوازة دى لا يمكن تتم…. افتح الزفت ده يا خالد بنتى مستحيل تجوز ابن نبيلة وحسن انت سامع افتح الزفت
امام الباب كان يستمع لصراخها وأنفعالها متجاهلًا له واضعًا المفتاح بجيب بنطاله
أما ثائر فكات لا يزال يقف أمامها يتطلع لهيئتها بفستانها الأبيض الخلاب، أبتلع ريقه وهو يطالعها بأعين عاشقة متيمة لا يجد كلمات تنصف جمالها الذى خطف لبه وعقله وأستثار جسده الذى طالب بقربها…
كانت تنظر بعينيه ترى عشقه وهيامه بها ينعكس بعيناه وبنظراته التى تكاد تلتهمها فأبتلعت ريقها بتوتر وخجل جعل وجنتيها تتوردتان بلون أحمر كالورود تمنى قطفها وأستنشتاق رائحتها التى وصلت لانفه وجعلته سكير بها ومسحور وكأنها ألقت لعنتها عليه لتجعله لايرى سواها
لم يفق إلا على صوت خالد الذى قال بمرح ينظر لكل من رنا ومالك و هيام وثائر
-مش يلا ولا ايه
************
علت صوت الأغانى وانتبه الجميع على دخول العرسان فحركت حنين عينيها بلهفة عندما انتبهت لقدومهم ونهوض يوسف وسارة عن الطاولة تتمنى ألا تراها برفقته وان يكون نجح مخططها وتراجعت عن تلك الزيجة ولكن ذهبت أمالها وأحلامها وهى تراها تسير بجواره متعلقة بذراعيه والابتسامة تزين ثغرهم
فشعرت بأنها قلبها قد هوي بين قدميها وأعتصر قلبها وكأن احدهم يعتصره وتجمعت الدموع بعينيها بكثافة
أستدارت صباح تنظر لها صائحة بسخرية لاذعه وتهكم
-قعدى تققولى مش هيتم مش هيتم اهو اديه هيتم مش بقولك فقرية
هبطت الدموع من مقلتيها التى تتابعهم حتى جلسا بجانب بعضهم فنهضت من مكانها مسرعة تريد الفرار من ذلك العرس الذى تسبب بقتلها وطعنها بمنتصف قلبها
جلس خالد بجوار مالك والمأذون يتوسطهم و يشرع بكتب كتابهم وكلما تفوه بكلماته كانت تزيدها سعادة وتزيد ضرباتها اما مالك فكان يتفادى النظر بأعين والدته المعاتبة والمؤنبة له، اما حسن فـ ولج الى القاعة و وقعت عينيه على ابنه فأتسعت عينيه بدهشة واندهش مما يحدث مثلما اندهشت عائلة ندى و رجاء التى استطاعت الوصول لابنها واخبرها بتراجعه…
فنطق المأذون مباركًا لهم
-بارك الله لكم وبارك عليكم وجمع بينكما فى خير
انتهى كتب كتابهم وجاء دور هيام وثائر والذى تم كتابهم وتنهد ثائر بسعاده عند استماعه لمباركة المأذون لهم
علت الزغاريط وعادت صوت الأغانى مرة أخرى وأقتربت هبه من ابنتها ضاممه إياهى تبكى بفرحه مباركه لهم وكذلك فعلت مع رنا ومالك
أما صباح فأقتربت منهم حتى تبارك لهم ولكن أصطدمت بأحدهم بقوة فكادت ان تعنفه وتنهره ولكن تجمدت الكلمات على طرف لسانها وهى تراه يعتذر منها
-انا آسف جدا بش مخدتش بالى والله
أزدردت لعابها وطردت ذلك الرجل من مخيلتها مكرره ايقاع ذلك الرجل الوسيم الذى بادرها بابتسامة معرفًا عن نفسه
-انا حسن ابقى عم العروستان القمر دول
أما هيام فقررت بتلك اللحظة نسيان حديث حنين فلن تخرب سعادتها بيديها فهذا ما تريده حنين ولن تجعلها تنول ما تريده، وتعرف ثائر على الشقيق الثالث لـ خالد هو و زوجته اما أبنتهم الوحيدة فهى تعيش بالخارج مع زوجها، وكذلك باركت حسيبة والده خالد لهيام ورنا وهى تستقر مع ابنها أحمد بعد وفاه زوجها
************
خطت هيام بقدميها داخل المنزل والغضب الطفيف يعترى ملامحها مما فعله معاها اليوم فكلما حاول احدهم جذبها لساحه الرقص كان يرفض وبشدة غير راغبًا برؤية معشوقته تتمايل بغنج امام ذلك الحضور وأعين الرجال تتأكلها تحركت صوب الغرفة وهو يلحق بها يتابعها بعينيه متلهفًا لها
جلست أمام المرآة تنزع عنها حجابها فوجدته خلفها ينظر لانعكاس صورتها بنظرة راغبة مشتاقة جعلتها تنسى غضبها وجعلت الخجل يأخذ طريقه لوجهها مسببًا احمرارًا به
بللت شفتيها بتوتر و وضعت الحجاب من يديها فرفع يديه وحرر خصلاتها المعقودة بأحكام لتنساب خصلاتها البنية على كتفيها وعينيه الفيروزية تقابل عينيها
-هو انا قولتلك انك كنتى زى القمر انهاردة
أرتفعت حرارة جسدها من كلماته وتفاجأت بحديثه فتنهدت بحرارة محركة عينيها ونهضت من مكانها مهرولة تجاة الحمام تهرب من نظراته
وبالفعل هرولت للحمام و وقفت أمام المرآة ورفعت يديها تتحسس وجنتيها التى ارتفعت حرارتهم ففتحت المياة وغسلت وجهها بالماء تهدء من مشاعرها واغلقت الماء وجذبت ذلك القميص التى وضعته والدتها لها خلف الباب
وبعد مرور بعض الوقت خرجت من الحمام ترتدى ذلك القميص الحريرى الأبيض والتوتر يظعى عليها فلأول مرة سيراها بتلك الهيئة
كان يجلس على الفراش بعدما أبدل ملابسه ينتظر خروجها على احر من الجمر يشعر بخجلها ولا يرغب بذعرها لذلك تركها تفعل ما تشاء، استمع لصوت باب المرحاض وهو يغلق فرفع عينيه يتلهف برؤيتها وليته لم يفعل فهيئتها فعلت به الأفاعيل وجعلت أنفاسه تتصارع بشدة فحاول التحكم بمشاعره وجمحها ولكنه لم يستطع ان يراها ولا يقترب منها ويتذوق رحيق شفتيها
فهرول تجاها وحاوط وجهها مبعدًا خصلاتها ضاممًا إياها بأحكام بأحدى يديه مقتطفًا قبلة شغوفة من شفتيها طالت أنتظارها كثيرًا…..
ابتعد عنها مغمضًا عينيه بانفاس لاهثة معترفًا بمشاعره تجاها
-بعشقك يا هيامى بعشقك ومش عايز غيرك من الدنيا!!!!!!!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))