روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء السابع والعشرون

رواية هوس متيم (هيامي) البارت السابع والعشرون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة السابعة والعشرون

ظلت تستمع لصوت (ثائر)المعترف بعشقه لوالدتها مرارًا وتكرارًا تكذب أذنيها تارة تطلع لـ وجه (حنين) الشامت الذي ينبعث منه ضحكة خبيثة، وهاتفها تارة أخرى، جسدها يرتجف وكذلك شفتاها والدموع تجمعت بعيناها بكثافة
أغلقت (حنين)هاتفها والسعادة تكاد تقفز من عينيها
-كفاية عليكي كدة لو فضلتي تسمعيه اكتر ممكن يحصلك حاجه لسمح الله ويرجعوا يقولوا حنين السبب
طالعت (حنين)وهبطت الدموع من عيناها بتلك اللحظة لتراقب مغادرتها وصوتها لا يسعفها على الحديث فالصدمة قد ألجمتها، فأكتفت بمتابعتها وقبل أن تغادر ألتفتت إليها قائلة بتذكر مصطنع مخرجة شيئًا ما من حقيبتها
-اه نسيت، دي نسخة لصوت ثائر وهو بيعترف أنه بيحب أبلة هبه خليها معاكي يمكن تحتاجيها
أغلقت الباب بقوة من خلفها فأنتفض جسد (هيام) وما ان أغلق الباب حتى سقطت أرضًا مشتتة، ضائعة، خائفة، لا ترغب بتصديق ما أستمعت إليه، حركت رأسها بنفي عدة مرات متتالية سريعه متمتمة بصوت خافت مرتجف
-مستحيل اللي أنا سمعته ده، مستحيل ثائر يكون مبيحبنيش طب أزاي!! أزاي يكون بيحب ماما وأنا مش بشوف نظرة الحب في عينيه غير ليا
توقفت عن الحديث بتلك اللحظة وارتخت ملامحها للغاية متذكرة نظراته لولدتها، رفضه لها، اعترافة لعشقه لآخرى، التي لم يخطر ببالها أن تسأله عن هوايتها بعد زواجه منها، ظلت دموعها بالأنسدال، وشعور بأن هناك قبضة تعتصر قلبها الكامن بين أضلعها يتزايد رويدًا رويدًا
وكم أردات بتلك اللحظة أن تصرخ بأعلى صوت لعلها تهدأ وتنطفئ تلك النيران بداخلها
قست ملامحها ورفعت يديها مزيلة دموعها بأناملها متحاملة على قدميها وبحثت بعينيها الدامعة عن هاتفها وأخيرًا وجدته فألتقطته بيديها المرتعشة وقامت بمهاتفة (ثائر) فأتاها صوته المحب الحنون معها فقط
-هيامي تعرفي أنك
قاطعته بقسوة ونبرة حاسمة
-تعال دلوقتي يا ثائر، سيبك كل اللي في أيدك وتعال
عقد ما بين حاجبية بدهشة وقال بقلق بعدما استطاع تمييز نبرتها الغاضبة
-في إيه يا هيام مالك!!!
أجابته بذات النبرة
-هتعرف لما تيجي
أغلقت بوجهه واضعة الهاتف من يديها وانفاسها تعلو بشدة تنوي مواجهته بما حدث وأسماعه ذلك التسجيل
تحركت للأريكة وكادت أن تجلس عليها فوصل لمسامعها صوت الباب فأتجهت ناحيته وقبل أن تفتحه حاولت لملمة نفسها وتهدئة أنفاسها وفتحت الباب
رأت أمامها (خالد) الذي أبتسم لها بحنان سرعان ما تحول لقلق وخوف عليها ورفع يديه ممسدًا على وجنتيه بذعر
-أنتِ كويسة يا هيام وشك ماله، أنتِ كنتي بتعيطي
رفعت يديها ممسده على يديه راسمة ابتسامه بسيطة مجيبة إياه
-أنا كويسة متقلقش، تعال ادخل
ولج للمنزل وبدأت التساؤلات تدور بخلده عما يدور مع ابنته فاتجه برفقتها نحو الأريكة و جلس بجوارها وهو يرى محاولاتها الفاشلة كي تخفي حزنها بتلك الابتسامة المزيفة
-إيه اللي حصل مالك يا هيام، ثائر مزعلك
طالعته وابتسامتها بدأت بالأختفاء تدريجيًا تتذكر كلماته التى أصابتها بمقتل، أزدردت ريقها بصعوبة وتجمعت الدموع بمقلتيها مرة أخرى
لاحظ (خالد)دموعها التي تجمعت سريعًا بعيناها فغمره القلق وأقترب منها محاوطًا إياه بذراعيه فألقت برأسها على كتفيه ويديه الأخرى تمسد على خصلاتها
-قوليلي عملك إيه، معاش ولا كان اللي يخليكي تعيطي وتنزلي دمعه من عيونك وأنا عايش، قوليلي إيه اللي حصل، ثائر مزعلك
رفعت رأسها وأغمضت عينيها بألم لاتدرى أتخبره بما حدث أم تصمت مؤقتًا حتى تتم المواجهه بينها وبين ثائر فنطق لسانها بما حمله قلبها وليس عقلها مدافعه عن معشوقها
-أنا اللي مزعلاه، مفيش فايدة فيا كل شوية أعمل حاجة ازعله
تنهد (خالد)براحة وكأن هم أنزاح من على قلبه وقال بأبتسامة ولهجة مرحة
-يا شيخة وقعتي قلبي وأنا اللي قولت أنه مزعلك وكنت ناوي اديلة علقة موت
لم تبتسم ولم تتبدل ملامحها فحمحم (خالد) وقال بجدية
-اسمعي يا هيام أي زوجين لازم يبقى فيه بينهم مشاكل، يعني تخيلي لو مفيش خناق الحياة هتبقى روتينيه مملة، بس تعرفي أنتِ المفروض متزعليهوش لأنه بيحبك بجد أنا راجل وأقدر افهم الراجل من نظرته
صمت مبتسمًا متذكرًا ما فعله حتى يتزوج بأبنته فقال
-طيب تعرفي الأستاذ ده عمل إيه عشان يتجوزك!؟
طالعته بلهفة وكأنها ترغب بالأستماع لأي شئ يجعلها تُكذب ما سمعته اليوم
-عمل إيه يا بابا
-اول ما شافني طالع البيت لهبة قرب مني وطلبك للجواز وأما رفض استغل ان هبة مش عايزة تسامحنى وقام قايلي
تحرك قليلًا مقلدًا حركات وإيماءات (ثائر)
-لا هتجوزهالى ما هو لما هبه ترفض ترجعلك مش هيبقى قدامك غيرى عشان اقنعلك هبه
-وعشان تبقى عارفة ثائر هو اللي اقنع هبه ترجعلى لولاه مكنتش رجعتلي، ما انا عارفها، وأنه يقنع هبه ده أكبر دليل أنه بيحبك
ألجمتها الصدمة وكثيرًا فظلت تطالعه بصدمه وأعين متسعة، رمشت عدة مرات عندما وجدته ينهض من جوارها مغمغم
-المهم أنك نستيني أنا كنت جاي ليه، أه افتكرت أنتِ منزلتيش الجامعة ليه
أجابته من بين صدمتها التي أمتزجت بحيرتها
-مش قادرة انزل قولت اريح أنهاردة
أماء لها بتفهم وقال مشيرًا تجاه الباب
-طب يلا تعالي افطري معايا كويس أن هبه قالتلي أشوفك موجودة ولا نزلتي يلا بقى تعالى
************
ظل طوال الطريق أفكاره تتسارع يتساءل مع نفسه مرارًا وتكرارًا عما فعله لكي تغضب عليه، وما سبب غضبها ذاك فـ في الصباح كانت تتحدث معه كعادتها وليلة أمس كانت بين أحضانه يبثها شوقه ومشآعره
الجامحة وليته أستطاع الأكتفاء منها
تنهد متأففًا متمتم بحيرة من آمره وهو يزيد من سرعة دراجته النارية
-يا ترى إيه اللي حصل، صوتها مكنش طبيعي
بعد مرور دقائق قليلة وصل أسفل البناية وترجل مسرعًا من على دراجته و ولج البناية صاعدًا أدراجها بسرعة فائقة وكأنه في سباق مع الزمن
وأخيرًا وصل الطابق المنشود وكاد أن يفتح باب المنزل حتى وجد الباب المجاور لهم يفتح وتطل منه زوجته وهيامه
فترك المفتاح عالقًا بالباب واقترب منه بلهفة ملتقكًا يديها مقبلًا إياها والخوف يشع من عينيه
-أنتِ كويسة يا هيام
أزدردت ريقها وهي تتابع لهفته وخوفه النابع من حبه الصادق لها بل وهوسه بها، أماءت له بخفوت وخطت بقدميها خارج المنزل هاتفه بهدوء وعينيها معلقه بعيناه
-خلينا ندخل البيت عايزة اكلم معاك
نهشه القلق وأماء لها بأنصياع وفتح باب المنزل وأفصح لها وأشار لها حتى تدخل المنزل
ولجت المنزل وأغلقا الباب من خلفهم، فى ذات الوقت الذي خرج به خالد يراها اين ذهبت خاصة وانه استمع لصوت الدراجة الخاصة بـ ثائر فحرك رأسه بقلة حيلة وعلم بأنهم سيتحدثان ويحلان امورهم سويًا
بداخل المنزل كانت تسير أمامه بخطوات هادئة بثت كل خطوة منهم التساءل والقلق حيالها فوجهها شاحبًا باهتًا، عينيها التى بات بهم مهوسًا ومتيمًا كان ينظران له بنظرات لا يستطيع تحديد ماهيتهم
اقترب منها ومنعها من استكمال خطواتها محاوطًا ذراعيها بكلتا يديه مجبرًا إياها على الألتفات تجاه
-في إيه!!وشك عامل كدة ليه، أنتِ تعبانه
أبتلعت ريقها الجاف للمرة التي لا تعلم عددها ونظرت ليداه التي تحاوطها فرفعت يدها وانزلت يده مما جعله يندهش من فعلتها ثم رفعت عيناها ونظرت بعيناه وقالت بأعين جامدة باردة كالثلج بعدما أزالت من عقلها فكرة أن تواجهه بذاك التسجيل خاصة بعد حديث خالد
-هسألك سؤال واحد، وعايز أجابة عليه وياريت تريحنى وتجاوبني
ارتفع حاجبية بأستنكار وانعقد جبينه وأجابها بنبرة مترقبة
-أسالي
كزت على أسنانها محاولة استجماع قوتها الهادرة أمامه وما أن أستطاعت أستجماع جأشها حتى صاحت بصوت حاسم
-مين اللي رفضتني و رفضت حبي عشانها
أرتخت ملامحه وذهبت أنعقاده جبينه وأزدادت ضربات قلبه بجنون لا يعلم ما يفعله بتلك اللحظه أيعترف لها ويخبرها بأنه كان يتوهم بعشقه لوالدتها، أم يحتفظ بذلك السر داخله وألا يخبرها به، فهو لا يريد هدم علاقتها بوالدتها فمن المستحيل ان تعود طبيعيه خاصة وهو يعلم لأي درجة تعشقة هيامه وطفلته
بلل شفتيه واخفض نظراته وكاد أن يفتح فوه فوجدها أقتربت منه رافعه يديها متمسكة بذقنه مجبرة عينيهم على الألتقاء
-جاوبني وأنت باصصلي في عيوني يا ثائر، انا من ساعه ما أتجوزنا وأنا مخطرش على بالي أسالك السؤال ده وأنهاردة بس افتكرت الموضوع فأرجوك جاوبني عايزة اعرف ريحني يا ثائر
تمتم بسره وعينيه تنطق بالندم والحزن
-لو عرفتي مش هترتاحي يا هيام، لو قولتلك الشكوك هتتزرع جواكي مش هينفع أقولك مش هينفع أحكيلك أنا كنت موهوم بحب هبه، أنتِ حبي الحقيقي، أنتِ اللي عايز أكمل معاها، أنتِ اللي مش عايز حاجة بعدك، أنتِ هوسي يا هيام
اخرجة من حديثه بينه وبين نفسه صوتها المتوسل الذي سرعان ما تحول لباكي متحشرج ويديها تضرباه بصدره بقوه مما جعله يترنح بوقفته
-بتفكر في إيه يا ثائر بقولك جاوبني مين اللي بتحبها مين اللي رفضتني عشانها، مين اللي كانت مخلياك مش شايفني، مين اللي كانت شاغلة قلبك، جاوبني عايزة اعرف، يلا جاوبني
ألتقط يدها التي لا تتوقف عما تفعله جاذبًا إياها داخل أحضانه متحكمًا بجسدها الغاضب المتلوي بين يديه هامسًا أمام وجهها
-محبتش لا قبلك ولا هحب بعدك، ثائر أتولد عشان يحبك أنتِ وبس يا هيام، اللي قبلك أي كانت هى مين كنت فاكر أني بحبها بس كنت غلطان
توقفت عن التلوي بين يديه تستمع لحديثه فأرتخت يديه وصمت قليلًا ملتقطًا يديها واضعًا إياها موضع قلبه هامسًا بهوس
-قلبي ده مدقش غير ليكي وبس أنتِ حبي الأول والأخير يمكن أكون مش شبهك ولا سنك، ومبعرفش أعبرلك عن اللي جوايا ناحيتك بس أنتِ أغلى حاجة في حياتي، الدنيا دي كلها في كفة وأنتِ في كفة تانيه يا هيام، أنا قلبي اتخطف مني لما لقيتك بتمشي من قدام عيوني وقلبي اللي عشقوكي
أقترب أكثر حد الألتصاق وحاوط رأسها بيديه متمتم أمام شفتاها وعيناها التائهه بحديثة تري صدق مشاعره بوضوح وشعور بالتخبط يسيطر عليها
-كنت مستعد أعمل اي حاجة بس تبقى ملكي وفي حضني، وأول ما شوفت ابوكي تحت البيت رجلي خدتني لعنده ولقيت نفسي بقوله اني عايزك وعايز اتجوزك، وأتجننت وعقلي طار لما رفض مكنش قدامي غير أني اساومه عشان اقدر أتجوزك، انا بحبك يا هيام، قولتهالك أول يوم لينا مع بعض وعبرتلك عن حاجة بسيطة اوي من اللي جوايا، عارف أني مبقولهاش كتير بس مش لازم اقولها عشان تفهميها، أنا لو قعدت اقولها عُمري كله عمرها ما هتقدر تعبر عن عشقي ليكي
أنهي حديثه رافعًا يديه مربتًا على خصلاتها بحنان وعيناه معلقة بشفتيها المرتجفه، لا ليست شفتيها فقط بل جسدها بأكلمه يرتجف بين يديه ودموعها تلفح بشرتها لا تتوقف ولا تكف من الهبوط حارقة بشرتها الناعمه
انحنى مقبلًا عينيها التي تذرف

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى